كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)0%

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: دار العلوم
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 330

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد حسن الشيرازي
الناشر: دار العلوم
تصنيف: الصفحات: 330
المشاهدات: 186238
تحميل: 4700

توضيحات:

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 330 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 186238 / تحميل: 4700
الحجم الحجم الحجم
كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)

كلمة الإمام الحسين (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: دار العلوم
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الحفاظ على الحريّة (1)

لمّا كانت اللّيلة ألّتي قُتل فيها الحسينعليه‌السلام في صبيحتها قام في أصحابه، فقالعليه‌السلام : «إنّ هؤلاء يريدونني دونكم، ولو قتلوني لم يقبلوا إليكم، فالنجاء النجاء، وأنتم في حلّ؛ فإنّكم إن أصبحتم معي قُتلتم كلّكم».

فقالوا: لا نخذلك، ولا نختار العيش بعدك.

فقالعليه‌السلام : «إنّكم تُقتلون كلّكم حتّى لا يفلت منكم واحد». فكان كما قالعليه‌السلام .

ملامح القيادة الإسلاميّة (2)

ولمّا امتُحن الحسينعليه‌السلام ومَنْ معه بالعسكر الّذين قتلوه، وحملوا رأسه، قال لعسكره: «أنتم من بيعتي في حلّ، فالحقوا بعشائركم ومواليكم».

وقال لأهل بيته: «قد جعلتكم في حلّ من مفارقتي، فإنّكم لا تطيقونهم؛ لتضاعف أعدادهم وقواهم، وما المقصود غيري، فدعوني والقوم؛ فإنّ الله (عزّ وجلّ) يعينني ولا يخليني من حسن نظره، كعادته في أسلافنا الطيّبين».

فأمّا عسكره ففارقوه، وأمّا أهله والأدنون من أقربائه فأبوا، وقالوا: لا نفارقك، ويحلّ بنا ما يحلّ بك، ويحزننا ما يحزنك، ويصيبنا ما يصيبك، وإنّا أقرب ما نكون إلى الله إذا كنّا معك.

____________________

(1) الخرائج والجرائح 1 / 254، ح8. روي عن زين العابدين أنّه قال:....

(2) تفسير الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام / 218 - 219، ح101، قال الإمام العسكريعليه‌السلام :....

٢٨١

فقال لهم: «فإن كنتم قد وطّنتم أنفسكم على ما وطّنت نفسي عليه، فاعلموا أنّ الله إنّما يهب المنازل الشريفة لعباده؛ لصبرهم باحتمال المكاره، وإنّ الله وإن كان خصّني مع مَنْ مضى من أهلي الذين أنا آخرهم بقاء في الدنيا، من الكرامات بما يسهل معها عليّ احتمال المكروهات، فإنّ لكم شطر ذلك من كرامات الله تعالى. واعلموا أنّ الدنيا حلوها ومرّها حلم، والانتباه في الآخرة، والفائز مَنْ فاز فيها، والشقّي مَنْ شقي فيها».

لقاء في الثعلبيّة (1)

لقي رجل الحسين بن عليعليهما‌السلام بالثعلبيّة وهو يريد كربلاء، فدخل عليه فسلّم عليه، فقال له الحسينعليه‌السلام : «من أيّ البلاد أنت؟». قال: من أهل الكوفة.

قال: «أما والله يا أخا أهل الكوفة، لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيلعليه‌السلام من دارنا، ونزوله بالوحي على جدّي. يا أخا أهل الكوفة، أفمستقى الناس العلم من عندنا فعلموا وجهلنا؟ هذا ما لا يكون».

____________________

(1) أصول الكافي 1 / 398 - 399، ح2. علي بن محمّد بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن عبد الله بن حمّاد، عن صباح المزنيّ، عن الحارث بن حصيرة، عن الحكم بن عتيبة، قال:....

٢٨٢

إلى بني هاشم (1)

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ذكرنا خروج الحسينعليه‌السلام وتخلف ابن الحنفيّة، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : «يا حمزة، إنّي ساُحدّثك بحديث لا تسأل عنه بعد مجلسنا هذا؛ إنّ الحسين لمّا فصل متوجّهاً، أمر بقرطاس وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى بني هاشم.

أمّا بعد، فإنّه مَنْ لحق بي منكم استشهد، ومَنْ تخلّف عنّي لم يبلغ الفتح، والسلام».

السفارة الأمينة (2)

لمّا بلغ أهل الكوفة موت معاوية أرجفوا بيزيد، وعرفوا امتناع الحسينعليه‌السلام من بيعته، فاجتمعوا في دار سليمان بن صرد الخزاعي، وأجمعوا على الوفاء للحسينعليه‌السلام وراسلوه بذلك، وتلاقت الرسل كلّها عنده، فقرأ الكتب وسأل الرسل عن الناس، ثمّ كتب مع هانئ بن هانئ، وسعيد بن عبد الله، وكانا آخر الرسل إليه من قبل أهل الكوفة:

____________________

(1) اللّهوف / 28. محمّد بن يعقوب الكليني، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن أيّوب بن نوح، عن صفوان، عن مروان بن إسماعيل، عن حمزة بن حمران.

(2) إرشاد المفيد / 204 - 205.

٢٨٣

«بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين.

أمّا بعد، فإنّ هانياً وسعيداً قدما عليّ بكتبكم، وكانا آخر مَنْ قدم عليّ من رسلكم، وقد فهمت كلّ الذي اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جلّكم أنّه ليس علينا إمام، فأقبل لعلّ الله أن يجمعنا بك على الحقّ والهدى.

وإنّي باعث إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل، فإن كتب إليّ أنّه قد اجتمع رأي ملأكم، وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم، وقرأت في كتبكم، فإنّي أقدم إليكم وشيكاً إن شاء الله؛ فلعمري ما الإمام إلاّ الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الدائن بدين الحقّ، الحابس نفسه على ذات الله، والسلام».

ودعا الحسينعليه‌السلام مسلم بن عقيل فسرّحه مع قيس بن مسهر الصيداوي، وعمارة بن عبد الله السلوليّ، وعبد الرحمان بن شداد الأرحبي، وأمره بالتقوى وكتمان أمره واللّطف، فإن رأى الناس مجتمعين مستوسقين(1) عجّل إليه بذلك.

فأقبل مسلمرحمه‌الله حتّى أتى المدينة فصلّى في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وودّع مَنْ أحبّ من أهله، واستأجر دليلين من قيس فأقبلا به يتنكّبان الطريق، فضلاّ [عن الطريق]، وأصابهما عطش شديد فعجزا عن السير، فأوما له إلى سنين الطريق بعد أن لاح لهما ذلك، فسلك مسلم ذلك السنن، ومات الدليلان عطشاً، فكتب مسلم بن عقيلرحمه‌الله من الموضع المعروف بالمضيق مع قيس بن مسهّر:

أمّا بعد، فإنّي أقبلت من المدينة مع دليلين فجازا عن الطريق فضلا، واشتدّ عليهما العطش فلم يلبثا أن ماتا، وأقبلنا حتّى انتهينا إلى الماء، فلم ننج إلاّ بحشاشة أنفسنا، وذلك الماء بمكان يُدعى المضيق من بطن الخبت، وقد تطيّرت من توجّهي هذا، فإن رأيت أعفيتني منه وبعثت غيري، والسلام.

____________________

(1) يُقال: استوسق له الأمر: أي أمكنه.

٢٨٤

فكتب إليه الحسينعليه‌السلام : «أمّا بعد، فقد خشيت أن لا يكون حملك على الكتاب إليّ في الاستعفاء من الوجه الّذي وجّهتك له إلاّ الجبن، فامض لوجهك الّذي وجّهتك فيه، والسلام».

فلمّا قرأ مسلم الكتاب قال: أمّا هذا فلست أتخوّفه على نفسي. فأقبل حتّى مرّ بماء لطيّئ فنزل ثمّ ارتحل عنه، فإذا رجل يرمي الصيد فنظر إليه قد رمى ظبياً حين أشرف له فصرعه، فقال مسلم بن عقيل: نقتل عدوّنا إن شاء الله تعالى.

ثمّ أقبل حتّى دخل الكوفة فنزل في دار المختار بن أبي عبيدة، وهي التي تُدعى اليوم دار مسلم بن المسيّب، وأقبلت الشيعة تختلف إليه، فلمّا اجتمع إليه منهم جماعة، قرأ عليهم كتاب الحسينعليه‌السلام وهم يبكون، وبايعه الناس حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألفاً، فكتب مسلم إلى الحسينعليه‌السلام يخبره ببيعة ثمانية عشر ألفاً ويأمره بالقدوم، وجعلت الشيعة تختلف إلى مسلم بن عقيلرحمه‌الله حتّى عُلم بمكانه.

إلى وجوه البصرة (1)

كتب الحسينعليه‌السلام كتاباً إلى وجوه أهل البصرة، منهم الأحنف بن قيس، وقيس بن الهيثم، والمنذر بن الجارود، ويزيد بن مسعود النهشلي، وبعث الكتاب مع زراع السدوسي، وقيل: مع سليمان المكنى بأبي رزين، فيه: «إنّي أدعوكم إلى الله وإلى نبيّه، فإنّ السنّة قد اُميتت، فإن تجيبوا دعوتي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد».

____________________

(1) مثير الأحزان / 27.

٢٨٥

إلى أهل الكوفة (1)

لمّا وصل الحسينعليه‌السلام الحاجز من بطن الرمّة بعث قيس بن مسهر الصيداوي إلى أهل الكوفة، وكتب معه إليهم: «بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم. فإنّي أحمد إليكم الله الّذي لا إله إلاّ هو.

أمّا بعد، فإنّ كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم، واجتماع ملأكم على نصرنا والطلب بحقّنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنيع، وأن يثبتكم على ذلك أعظم الأجر، وقد شخصت إليكم من مكّة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجّة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في أمركم وجدّوا، فإنّي قادم عليكم في أيّامي هذه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

إلى رؤساء الكوفة (2)

لمّا اقترب الحسينعليه‌السلام من كربلاء قال له زهير: فسر بنا حتّى ننزل بكربلاء؛ فإنّها على شاطئ الفرات فنكون هنالك، فإن قاتلونا قاتلناهم واستعنّا الله عليهم.

قال: فدمعت عينا الحسينعليه‌السلام ، ثم قال:

____________________

(1) إرشاد المفيد / 220.

(2) بحار الأنوار 44 / 381 - 383، عن مناقب ابن شهر آشوب.

٢٨٦

«اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الكرب والبلاء». ونزل الحسينعليه‌السلام في موضعه ذلك، ونزل الحرّ بن يزيد حذاءه في ألف فارس، ودعا الحسين بدواة وبياض، وكتب إلى أشراف الكوفة ممّن كان يظنّ أنّه على رأيه: «بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى سليمان بن صرد والمسيّب بن نجبة، ورفاعة بن شدّاد وعبد الله بن وأل، وجماعة المؤمنين.

أما بعد، فقد علمتم أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد قال في حياته: مَنْ رأى سلطاناً جائراً، مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنّة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، ثمّ لم يغيّر بقول ولا فعل، كان حقيقاً على الله أن يدخله مدخله.

وقد علمتم أنّ هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان، وتولّوا عن طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله، وحرّموا حلاله، وإنّي أحقّ بهذا الأمر؛ لقرابتي من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقد أتتني كتبكم، وقدمت عليّ رسلكم ببيعتكم، أنّكم لا تسلموني ولا تخذلوني، فإن وفيتم لي ببيعتكم فقد أصبتم حظّكم ورشدكم، ونفسي مع أنفسكم، وأهلي وولدي مع أهاليكم وأولادكم، فلكم بي اُسوة، وإن لم تفعلوا ونقضتم عهودكم وخلعتم بيعتكم، فلعمري ما هي منكم بنكر؛ لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي، والمغرور من اغترّ بكم؛ فحظّكم أخطأتم، ونصيبكم ضيّعتم، ومَنْ نكث فإنّما ينكث على نفسه، وسيغني الله عنكم، والسلام».

ثمّ طوى الكتاب وختمه ودفعه إلى قيس بن مسهّر الصيداوي... فلمّا بلغ الحسين قتل قيس استعبر باكياً، ثم قال: «اللّهمّ اجعل لنا ولشيعتنا عندك منزلاً كريماً، واجمع بيننا وبينهم في مستقرّ من رحمتك، إنّك على كلّ شيء قدير».

ثم جمع الحسينعليه‌السلام ولده وإخوته وأهل بيته، ثمّ نظر إليهم فبكى ساعة، ثمّ قال: «اللّهمّ إنّا عترة نبيّك محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد اُخرجنا وطردنا، وازُعجنا عن حرم جدّنا، وتعدّت بنو اُميّة علينا، فخذ لنا بحقّنا، وانصرنا على القوم الكافرين».

٢٨٧

كتاب من كربلاء (1)

كتب الحسين بن عليعليه‌السلام إلى محمّد بن علي من كربلاء: «بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى محمّد بن علي ومَنْ قبله من بني هاشم. أمّا بعد، فكأنّ الدنيا لم تكن، وكأنّ الآخرة لم تزل، والسلام».

في طريق الشهادة (2)

عن علي بن الحسينعليه‌السلام قال: «خرجنا مع الحسينعليه‌السلام ، فما نزل منزلاً ولا ارتحل منه إلاّ ذكر يحيى بن زكريّا وقتله، وقال يوماً: ومن هوان الدنيا على الله (عزّ وجلّ) أنّ رأس يحيى بن زكريّا اُهدي إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل».

النظر الثاقب (3)

لمّا أراد محمّد بن الحنفيّة أن يصرف الإمام الحسينعليه‌السلام عن الخروج إلى الكوفة، قال:

____________________

(1) كامل الزيارات / 75، ب23، ح16، قال محمّد بن عمرو: حدّثني كرّام عبد الكريم بن عمرو، عن ميسّر بن عبد العزيز، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال:....

(2) الإرشاد / 251 - 252. روى سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد،....

(3) بحار الأنوار 45 / 99.

٢٨٨

«والله يا أخي، لو كنت في حجر هامّة من هوامّ الأرض لاستخرجوني منه حتّى يقتلوني».

الهدف لا يبرّر الوسيلة (1)

كتب رجل إلى الحسين (صلوات الله عليه): عظني بحرفين؟

فكتب إليه: «مَنْ حاول أمراً بمعصية الله كان أفوت لما يرجو، وأسرع لمجيء ما يحذر».

على أعتاب التهجير (2)

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: «لمّا شيّع أمير المؤمنينعليه‌السلام أبا ذر (رحمة الله عليه)، وشيّعه الحسن والحسين، وعقيل بن أبي طالب، وعبد الله بن جعفر، وعمّار بن ياسرعليهم‌السلام ، قال لهم أمير المؤمنينعليه‌السلام : ودّعوا أخاكم؛ فإنّه لا بدّ للشاخص من أن يمضي، وللمشيّع من أن يرجع».

قال: «فتكلّم كلّ رجل منهم على حياله، فقال الحسين بن عليعليهم‌السلام : رحمك الله يا أبا ذر، إنّ القوم إنّما امتهنوك بالبلاء؛ لأنّك منعتهم دينك،

____________________

(1) أصول الكافي 2 / 373، ح3. عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال:....

(2) المحاسن / 353 - 354، ب12، ح45؛ مكارم الأخلاق / 249، ب9، الفصل3. أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن إسحاق بن جرير الحريري، وعن رجل من أهل بيته.

٢٨٩

فمنعوك دنياهم، فما أحوجك(1) غداً إلى ما منعتهم، وأغناك عمّا منعوك.

فقال أبو ذررحمه‌الله : رحمكم الله من أهل بيت، فما لي في الدنيا من شجن غيركم؛ إنّي إذا ذكرتكم ذكرت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

بلاء التهجير (2)

كتب إلى عبد الله بن العباس حين سيّره عبد الله بن الزبير إلى اليمن: «أمّا بعد، بلغني أنّ ابن الزبير سيّرك إلى الطائف، فرفع الله لك بذلك ذكراً، وحطّ به عنك وزراً، وإنّما يُبتلى الصالحون، ولو لم توجر إلاّ فيما تحبّ لقلّ الأجر. عزم الله لنا ولك بالصبر عند البلوى، والشكر عند النعمى، ولا أشمت بنا ولا بك عدوّاً حاسداً أبداً، والسلام»(3) .

ثورة عاشوراء وأهدافها (4)

«اعتبروا أيها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول:( لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرّبّانِيّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) (5) ، وقال:( لُعِنَ الّذِينَ كَفَرُوا

____________________

(1) هكذا وردت العبارة نقلاً عن بعض المصادر، ولعل الصحيح (فما أحوجهم) كما هو عليه أغلب المصادر الاُخرى.(معهد الإمامين الحسَنَين).

(2) تحف العقول / 246.

(3) يبدو أن هناك خطأً وقع فيه صاحب المصدر ومَن أخذ عنه؛ حيث إن تسيير ابن عباس من قِبل ابن الزبير لم يكن إلاّ بعد هلاك يزيد (لعنه الله) سنة (64) للهجرة، اللّهم إلا أن يُقال: إن هذا الكتاب هو للإمام زين العابدينعليه‌السلام أو أحد العلويّين.(معهد الإمامين الحسَنَين)

(4) تحف العقول / 237 - 239. من كلام الحسينعليه‌السلام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:....

(5) سورة المائدة / 63.

٢٩٠

مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ... لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) (1) .

وإنّما عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك، رغبةً فيما كانوا ينالون منهم، ورهبةً ممّا يحذرون، والله يقول:( ... فَلاَ تَخْشَوُا النّاسَ وَاخْشَوْن... ِ ) (2) . وقال:( الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضَهُمْ أَولِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) (3) .

فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه؛ لعلمه بأنّها إذا اُديّت واُقيمت استقامت الفرائض كلّها، هيّنها وصعبها؛ وذلك إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام مع ردّ المظالم ومخالفة الظالم، وقسمة الفيء والغنائم، وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقّها.

ثمّ أنتم أيتها العصابة، عصابة بالعلم مشهورة، وبالخير مذكورة، وبالنصيحة معروفة، وبالله في أنفس الناس مهابة؛ يهابكم الشريف، ويكرمكم الضعيف، ويؤثركم مَنْ لا فضل لكم عليه ولا يد لكم عنده، تشفعون في الحوائج إذا امتنعت من طلاّبها، وتمشون في الطريق بهيبة الملوك وكرامة الأكابر.

أليس كلّ ذلك إنّما نلتموه بما يُرجى عندكم من القيام بحقّ الله، وإن كنتم عن أكثر حقّه تقصرون؟ فاستخففتم بحقّ الأئمّة؛ فأمّا حقّ الضعفاء فضيعتم، وأمّا حقّكم بزعمكم فطلبتم، فلا مالاً بذلتموه، ولا نفساً خاطرتم بها للذي خلقها، ولا عشيرة عاديتموها في ذات الله. أنتم تتمنون على الله جنته، ومجاورة رسله، وأماناً من عذابه.

لقد خشيت عليكم أيّها المتمنون على الله أن تحلّ بكم نقمة من نقماته؛ لأنّكم بلغتم من كرامة الله منزلة فضلتم بها، ومَنْ يُعرف بالله لا تكرمون، وأنتم بالله في

____________________

(1) سورة المائدة / 78 - 79.

(2) سورة المائدة / 44.

(3) سورة التوبة / 71.

٢٩١

عباده تكرمون، وقد ترون عهود الله منقوضة فلا تفزعون، وأنتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون، وذمّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله محقورة، والعمي والبكم والزُمنى في المداين مهملة لا ترحمون، ولا في منزلتكم تعملون، ولا مَنْ عمل فيها تعينون، وبالأدهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون، كلّ ذلك ممّا أمركم الله به من النهيّ والتناهي وأنتم عنه غافلون، وأنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تشعرون.

ذلك بأنّ مجاري الاُمور والأحكام على أيدي العلماء بالله، الأمناء على حلاله وحرامه، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة، وما سلبتم ذلك إلاّ بتفرّقكم عن الحقّ، واختلافكم في السُنّة بعد البيّنة الواضحة، ولو صبرتم على الأذى، وتحملّتم المؤونة في ذات الله كانت أمور الله عليكم تُردّ، وعنكم تصدر، وإليكم ترجع.

ولكنّكم مكّنتم الظلمة من منزلتكم، وأسلمتم اُمور الله في أيديهم؛ يعملون بالشبهات، ويسيرون في الشهوات، سلّطهم على ذلك فراركم من الموت، وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مستعبد مقهور، وبين مستضعف على معيشته مغلوب، يتقلّبون في الملك بآرائهم، ويستشعرون الخزي بأهوائهم؛ اقتداءً بالأشرار، وجرأةً على الجبّار.

في كلّ بلد منهم على منبره خطيب يصقع، فالأرض لهم شاغرة، وأيديهم فيها مبسوطة، والناس لهم خول لا يدفعون يد لامس؛ فمن بين جبّار عنيد، وذي سطوةٍ على الضعفة شديد، مُطاعٍ لا يعرف المبدئ المعيد. فيا عجباً وما لي [لا] أعجب، والأرض من غاشٍ غشوم، ومتصدّق ظلوم، وعاملٍ على المؤمنين بهم غير رحيم، فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا، والقاضي بحكمه فيما شجر بيننا.

اللّهم إنّك تعلم أنّه لم يكن ما كان منّا تنافساً في سلطان، ولا التماساً من فضول الحطام، ولكن لنرى المعالم من دينك، ونُظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسنتك وأحكامك، فإن لم تنصرونا وتنصفونا قوى الظلمة عليكم، وعملوا في إطفاء نور نبيّكم، وحسبنا الله وعليه توكّلنا وإليه أنبنا وإليه المصير».

٢٩٢

٢٩٣

طبّ

٢٩٤

٢٩٥

من آداب الحجامة(1)

«في الجمعة ساعة لا يوافقها رجل يحتجم فيها إلاّ مات».

الهليلج الأصفر(2)

«لو علم الناس ما في الهليلج الأصفر لاشتروها بوزنها ذهباً».

وقال لرجل من أصحابه: «خذ هليلجة صفراء وسبع حبّات فلفل، واسحقها وانخلها واكتحل بها».

____________________

(1) بحار الأنوار 62 / 135. عن كتاب الفردوس: عن الحسين بن عليّعليهما‌السلام ، قال:....

(2) طب الأئمة / 86. المسيب بن واضح - وكان يخدم العسكريعليه‌السلام - عن أبيه، عن جدّه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال:....

٢٩٦

بعد الخلال (1)

«كان أمير المؤمنينعليه‌السلام قد أمرنا إذا تخللنا أن لا نشرب الماء حتّى نتمضمض ثلاثاً».

لا تصف لملك دواءً (2)

«لا تصفنّ لملك دواء؛ فإن نفعه لم يحمدك، وإن ضرّه اتّهمك».

____________________

(1) صحيفة الرضاعليه‌السلام / 84، ح6. بإسناده، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّعليه‌السلام ، قال:....

(2) بحار الأنوار 75 / 382، قال الحسينعليه‌السلام :....

٢٩٧

حِكَم

٢٩٨

٢٩٩

علامة الحمق(1)

يا أهلَ لذّة دنياً لا بقاء لها

إنّ اغتراراً بظلٍّ زائلٍ حمقُ

ممهّدات السبق(2)

سبقتُ العالمينَ إلى المعالي

بحسنِ خليقةٍ وعلوّ همّهْ

ولاحَ بحكمتي نورُ الهدى في

ليالٍ في الضلالةِ مدلهمّهْ

يريدُ الجاحدونَ ليطفئوهُ

ويأبى اللهُ إلاّ أن يتمّهْ

____________________

(1) مناقب ابن شهر آشوب 4 / 69، وللحسينعليه‌السلام :....

(2) مناقب ابن شهر آشوب 4 / 72 - 73، يروى للحسينعليه‌السلام :....

٣٠٠