مجالس المؤمنين في الأربعة عشر المعصومين (عليهم السلام)

مجالس المؤمنين في الأربعة عشر المعصومين (عليهم السلام)0%

مجالس المؤمنين في الأربعة عشر المعصومين (عليهم السلام) مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 272

مجالس المؤمنين في الأربعة عشر المعصومين (عليهم السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ كاظم البهادلي
تصنيف: الصفحات: 272
المشاهدات: 40543
تحميل: 5874


توضيحات:

مجالس المؤمنين في الأربعة عشر المعصومين (عليهم السلام) المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 272 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 40543 / تحميل: 5874
الحجم الحجم الحجم
مجالس المؤمنين في الأربعة عشر المعصومين (عليهم السلام)

مجالس المؤمنين في الأربعة عشر المعصومين (عليهم السلام)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

يده، ثُمَّ أخذ ولدَهُ الحُجَّة وضمّه إلى صدره الشريف وجعل يقبّله ويودّعه، ويبكي ويوصيه بوصاياه، وسلّمه ودائع الإمامة، ثُمَّ سكن أنينُه، وعرق جبينُه، وغمّض عينيه، ومدّ يديه ورجليه، ومضى من ساعته، وهو يوم الجمعة مع صلاة الغداة(1) .

أين المنادي: أي وا سيداه! أي وا إماماه!

أين المنادي: وا مسموماه!

اعله العسكري المسلم تلتهب ناره

سمّه المعتمد وامست تحن داره

امست تحن والصايح عليه گبّر

گلبه من المصايب ذاب واتفطّر

لو هم البگلبه ابطود چان انطر

منّ الأرض چان اندرست اثاره

ثمّ قام إمامنا الحُجَّة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) فجهَّز أباه وصلّى عليه، ولم تره العيون(2) ، ودُفِنعليه‌السلام في الدار التي دُفِن فيها أبوه الإمام الهاديعليه‌السلام .

وكأنّي بالشيعة والموالين يندبون صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).

____________________

1- نور الأبصار - للمازندراني / 334 - 335، وانظر الكافي 1 / 505، كمال الدين وتمام النعمة / 473 - 474، الإرشاد 2 / 323 - 324، إعلام الورى 2 / 149، كشف الغمة 3 / 204، بحار الأنوار 50 / 328 و 331 ح3.

2 - هذا خلاف ما هو وارد في كتب الحديث وغيرها من أنّه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) قد جذب عمّه جعفر بن علي من ردائه عندما همّ بالتكبير ليصلّي على الإمامعليه‌السلام فقال له: « تأخّر يا عم، فأنا أحقّ بالصلاة على أبي»، فتأخّر جعفر، وقد أربد وجهه واصفر، أي تغيّر. (راجع كمال الدين وتمام النعمة - للشيخ الصدوق / 475 ب43 مَنْ شاهد القائمعليه‌السلام ورآه وكلمه).[ معهد الإمامين الحسنين عليهما‌السلام للخطابة ]

٢٢١

يبو صالح جزاك العتب واللوم

تظل صابر على اخذ الثار لليوم

يا هو المن هلك ما راح مظلوم

يو مذبوح يو مچتول بالسّم

عجب كل العجب منّك يمحجوب

ما تنهض تجيم اعليها الحروب

نسيت اللّي سبوها وگطعت ادروب

يو ناسي الضلع لمّن تهشّم(1)

* * *

أدرك تراتِك أيُّها الموتور

فلكم بكلِّ يدٍ دمٌ مهدورُ

إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم،

وسيعلم الذين ظلموا آل مُحَمّد أيَّ مُنقلبٍ ينقلبون

والعاقبة للمتقين.

____________________

1- مجمع المصائب 4 / 330 - 338.

٢٢٢

المجلس الرابع عشر

في الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)

٢٢٣

٢٢٤

المجلس الرابع عشر: في الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)

إن ضاع وتُرك يا ابنَ حامي الدّينِ

لا قال سيفُك للمنايا كُوني

أولمْ تُناهِضْ آلَ حَربٍ هاشمٌ

لا بُشِّرتْ علويةٌ بجنينِ

طال انتظار السُّمرِ طَعنَتَك التّي

تَلِدُ المنون بنفسِ كلِّ طعينِ

عجباً لسيفِكَ كيفَ يألفُ غِمْده

وشَباه كافلُ وترِهِ المضمونِ

لا مثلَ يومِكُمُ بعرصةِ كربلاء

في سالفاتِ الدهرِ يومَ شُجونِ

قد أرهفوا فيه لجدِّكَ أنصُلا

تركتْ وجوهَكُمُ بلا عِرنينِ

يومٌ أبيُّ الضّيم صابَرَ مِحنَةً

غَضِبَ الإلهُ لوقعهِا في الدّينِ

وأجلُّ يومٍ بعدَ يومِكَ حلَّ في

الإسلام مِنه يشيبُ كُلُّ جنينِ

يومٌ سَرَتْ أسرى كما شاء العدى

فيه الفواطِمُ من بني ياسينِ

أُبْرِزْنَ من حَرمِ النبيّ وأنَّه

حرمُ الإلهِ بواضح التبيين

من كُلِّ مُحصَنةٍ هناك بزعمها

أضحتْ بِلا خِدرٍ ولا تحصينِ(1)

____________________

1- من قصيدة للسيد حيدر الحلّي (رحمه الله)، قال عنه السيّد جواد شبّر (رحمه الله) في أدب الطفّ: ولد السيد حيدر في الحلّة، وينتهي نسبه إلى الإمام أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام . كان مولده (15) شعبان سنة 1246 هـ الموافق سنة (1830 م)، وقبل أن يكمل عامه الثاني من عمره فقد والده فعاش يتيماً وتولّى تربيته عمّه السيد مهدي.

كان شاعراً مجيداً، من أشهر شعراء العراق، أديباً ناثراً، جيّد الخطّ، نظم فأكثر، ولاسيما في رثاء الحسينعليه‌السلام .

وقال عنه الزركلي في (الاعلام): السيد حيدر شاعر أهل البيت في العراق، أديب إمامي، شعره حسن، وكان مترفّعاً عن المدح والاستجداء، موصوفاً بالسخاء.

له ديوان شعر سماه (الدر اليتيم) وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسينعليه‌السلام .

ولا تظنّ أنّ إبداعه يقتصر على مراثي أهل البيتعليهم‌السلام ؛ فإنّ شعره في شتى النواحي مزدان بالإبداع، مرصوص الجوانب، كالسلاسل الذهبية.

ومن آثاره الأدبية: (كتاب دمية القصر في شعراء العصر) وغيرها.

توفي السيد حيدر في مسقط رأسه الحلّة عشية الأربعاء في الليلة التاسعة من ربيع الثاني وعمره 59.

٢٢٥

وكأنّي بزينبعليها‌السلام تخاطب أُمّها الصدّيقة الشهيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام :

(الكاشي)

يمّه يزهره يم الاطياب

هجمت علينا اِخيول الاذناب

وحرگوا علينا يمه الاطناب

وآنه اطلعت والگلب مرتاب

اصرخ واصيح بصوت يا ياب

لحّگ علينه راح الاحجاب

(عاشوري)

يا فاطمه يم الميامين

يالگبرچ خفي ما يندره وين

أخبرچ بالجره والصار بحسين

ظل علثره من غير تكفين

وعباس البطل مگطوع الايدين

وتسلّبت كل النساوين

وآنه أدخلت يمّه الدواوين

٢٢٦

رُوِيَ عن إمامنا الصادقعليه‌السلام أنّه قال: « واللهِ لَيَغيبَنَّ إمامُكم سِنيناً من دَهرِكُمْ، وَلَتُمَحَّصُنَّ حتى يُقال: مَاتَ أو هَلَكَ، بِأَيِّ وادٍ سَلَكَ، وَلَتَدْمَعَنَّ عَلَيهِ عُيونُ المُؤمِنينَ»(1) .

وُلِد الإمامُ المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) في (سامراء) في ليلة النصف من شعبان، سنة خمس وخمسين ومئتين.

أُمّهعليها‌السلام مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وأُمُّها من ولد الحواريين، تُنسَب إلى شمعون وصيِّ المسيحعليه‌السلام ، ولمّا أُسِرَت سَمَّت نفسها نرجس؛ لئلاّ يَعرِفَها الشيخ الذي وقعت إليه، وسُمِّيت صقيلاً أيضاً لما اعتراها من النور الجلاء بسبب الحمل المنوّر(2) .

كيفية ولادتهعليه‌السلام :

نقل أرباب التراجم والسير عن السيّدة حكيمة بنت الإمام الجوادعليه‌السلام ، وعمّة الإمام العسكريعليه‌السلام أنّها قالت: بَعَث إليّ أبو مُحَمّد الحسن بن عليعليهما‌السلام ، فقال: « يا عمّة، اجعلي إفطارك الليلة عندنا؛ فإنّها ليلة النصف من شعبان، فإنّ الله تبارك وتعالى سيُظهِرُ في هذه الليلة الحُجَّة، وهو حُجَّتُه في أرضه».

____________________

1- كمال الدين وتمام النعمة 2 / 347 ضمن ح35، الإمامة والتبصرة / 125 ح125، الكافي 1 / 336، باب نادر في حال الغيبة ح3، دلائل الإمامة / 532 ح116، بحار الأنوار 52 / 281 ح9 عن كمال الدين.

2- انظر بحار الأنوار 51 / 15 ح15.

٢٢٧

قالت: فقلت له: ومَنْ أمُّه؟

قال لي: « نرجس».

قلت له: جعلني الله فداك، ما بها أثر.

فقال: « هو ما أقول لكِ».

قالت: فجئتُ، فلمّا سلّمت وجلست، جاءت تَنزِعُ خُفِّي، وقالت لي: يا سيدتي كيف أمسيتِ؟

فقلت: بل أنتِ سيّدتي وسيّدةُ أهلي.

قالت: فأنكرت قولي، وقالت: ما هذا يا عمّة؟

قالت: فقلت لها: يا بُنَيَّة، إنّ الله تبارك وتعالى سيهبُ لك في ليلتِكِ هذه غُلاماً سيّداً في الدُّّنيا والآخرة.

قالت: فجلسَتْ واستحَتْ، فلمّا أن فرغتُ من صلاة العشاء الآخرة، أفطرتُ وأخذتُ مضجعي فرقدت.

فلمّا أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة، ففرغت من صلاتي، وهي قائمة ليس بها حادث، ثُمَّ جلستُ مُعقِّبة ثُمَّ اضطجعت، ثُمَّ انتبهتُ فَزِعة، وهي راقدة، ثُمَّ قامت فصلّت ونامت.

قالت السيدة حكيمة: وخرجت أتفقّد الفجر، فإذا أنا بالفجر الأوّل كذنب السرحان وهي نائمة، فدخلتني الشكوك، فصاح بي أبو مُحَمّدعليه‌السلام : « لا تعجلي يا عَمّة، فإنّ الأمر قد قَرُب».

قالت: فجلستُ وقرأتُ (آلم والسجدة ويس) فبينما أنا كذلك إذ انتَبهَتْ فَزِعة، فوثبْتُ إليها، فقلتُ: اسم الله عليك، ثُمَّ قلتُ لها: أتحسِّينَ شيئاً؟

قالت: نعم يا عمّة.

فقلت لها: اجمعي نفسَكِ، واجمعي قلبك، فهو ما قلتُ لكِ.

٢٢٨

قالت السيدة حكيمة: ثُمَّ أخذتني فترة، وأخذتْها فترة، فانتبهتُ بحسِّ سيّدي، فكشفت الثوب عنه، فإذا أنا بهعليه‌السلام ساجداً يتلقّى الأرض بمساجده، فضممته إليّ، فإذا أنا به نظيف منظَّف.

فصاح بي أبو مُحَمّدعليه‌السلام : « هَلمِّي إليّ ابني يا عمّة».

فجئتُ به إليه، فوضع يديه تحت إليتيه، وظهره ووضع قدميه على صدره، ثُمَّ أدلى لسانه في فيه، وأمَرَّ يده على عينيه وسمعه ومفاصله، ثُمَّ قال: « تكلّم يا بُني».

فقال: « أَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاّ اللهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله رَسُولُ اللهِ»، ثُمَّ صلّى على أمير المؤمنين وعلى الأئمّةعليهم‌السلام إلى أن وقف على أبيه ثُمَّ أحجم، قال أبو مُحَمّدعليه‌السلام : « يا عمّة، اذهبي به إلى أمُِّه ليسلِّمَ عليها، وائتني به».

فذهبْتُ به فسلّم عليها، ورددتُهُ ووضعتُهُ في المجلِس، ثُمَّ قال: « يا عمّة، إذا كان يوم السابع فأتينا».

قالت السيدة حكيمة: فلمّا أصبحت جئتُ لأسلِّمَ على أبي مُحَمّدعليه‌السلام ، فكشفت السترَ لأتفقّدَ سيّديعليه‌السلام فلم أره، فقلت له: جُعِلتُ فِداك، ما فعل سيّدي؟

فقال: « يا عمّة، استودعناه الذي استودعَتْهُ أُمُّ موسى عليه السّلام».

قالت السيدة حكيمة: فلمّا كان في اليوم السابع جئتُ وسلَّمت وجلستُ.

فقال: « هَلمِّي إليّ ابني».

فجئتُ بسيّديعليه‌السلام في الخِرقة، ففعل به كفعلَتِه الأولى، ثُمَّ أدلى لسانه في فيه كأنّه يغذّيه لبناً، أو عسلاً، ثُمَّ قال: « تكلّم يا بُني».

فقال: « أَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاّ اللهُ» وثنّى بالصلاة على مُحَمّد وعلى أمير المؤمنين والأئمّة (صلوات الله عليهم أجمعين) حتى وقف على أبيهعليه‌السلام ، ثُمَّ

٢٢٩

تلا هذه الآية، بسم الله الرحمن الرحيم( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) (1) .

وفي رواية أُخرى: فلمّا كان بعد أربعين يوماً، دخلتُ على أبي مُحَمّدعليه‌السلام فإذا مولانا الصاحبعليه‌السلام يمشي في الدار، فلم أرَ وجهاً أحسن من وجهه، ولا لغة أفصح من لغته.

فقال أبو مُحَمّدعليه‌السلام : « هذا المولود الكريم على الله عزّ وجلّ».

فقلت: سيّدي أرى من أمره ما أرى وله أربعون يوماً؟!

فتبسَّم، وقال: « يا عمّتي، أما علمتِ إنّا معاشر الأئمّة ننشأ في اليوم ما ينشأ غيُرنا في السنة».

فقمت فقبّلتُ رأسه وانصرفت، ثُمَّ عدت وتفقّدته فلم أره، فقلت لأبي مُحَمّدعليه‌السلام : ما فعل مولانا؟

فقال: « يا عمّة، استودعناه الذي استودعَتْ أُمُّ موسى»(2) .

وهناك دلائل وروايات عديدة في ولادتهعليه‌السلام تركناها للاختصار.

ابتداء غيبته الصغرى وأسبابها:

تبدأ الغيبة الصغرى للإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بعد شهادة والده الإمام الحسن

____________________

1- كمال الدين وتمام النعمة / 424 - 426 ح1، روضة الواعظين / 256 - 257، مدينة المعاجز 8 / 10 - 12 ح4، إعلام الورى 2 / 214 - 217، بحار الأنوار 51 / 2 - 4 ح3 عن كمال الدين، والآيتان من القصص / 5 - 6.

2- دلائل الإمامة / 500 - 501، الهداية الكبرى / 356 - 357، الغيبة - للشيخ الطوسي / 239، مدينة المعاجز 8 / 25 و35، بحار الأنوار 51 / 20 و27.

٢٣٠

العسكريعليه‌السلام ، وذلك في الثامن من ربيع الأوّل عند الصباح من سنة260 هـ.

وتَولّى الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) الإمامة، وبدأ غيبته بالإيعاز بنصب وكيله الأوّل، وهو الشيخ الموثوق الوجيه عثمان بن سعيد العمري - نسبة إلى جدّه - عند التقائه بوفد القمِّيين قَبل الظهر من نفس يوم شهادةِ الإمام العسكريعليه‌السلام .

وانتهت هذه الغيبة بوفاة السفير الرابع والوكيل الموثوق أبي الحسن علي بن مُحَمّد السمري في النصف من شعبان سنة 329هـ، وهي سبعون عاماً حافلة بالأحداث الجسام، انتقل فيها التاريخ الإسلامي من عقده الثالث إلى عقده الرابع.

وانتقلت الوكالة الخاصّة، أو السفارة عن الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بين أربعة من خيار خلق الله وخاصّته، هم:

عثمان بن سعيد العمري وابنه مُحَمّد بن عثمان، والحسين بن روح، وعلي بن مُحَمّد السمري (رضي الله عنهم جميعاً).

وانتقلت الخلافة في هذه الفترة بين ستة من خلفاء بني العباس، بينهم المعتمد الذي عاصر وفاة الإمام العسكريعليه‌السلام ، ومبدأ الغيبة الصغرى حتى عام279، حيث آلت الخلافة إلى المعتضد إلى عام 289، فاستخلف المكتفي إلى عام 295، وبعده المقتدر إلى عام 320، ثُمَّ القاهر بالله حتى سنة 322، ثُمَّ الراضي بالله حتى عام 329، وهو عام وفاة النائب الرابع

٢٣١

السمري (رحمه الله).

وأمّا سبب غيبتهعليه‌السلام فيجيبنا عنها الإمام الصادقعليه‌السلام حيث يقول: « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لا بدّ منها، يرتاب فيها كلّ مبطل».

فقلت له: ولِمَ جُعلتُ فِداك؟

قال: « لأمرٍ لم يُؤذَنْ لنا في كشفِهِ لكم».

قلت: فما وجه الحِكمَةِ في غيبته؟

قال: « وجه الحكمة في غيبته وجهُ الحِكمَةَ في غيبات مَنْ تقدّمه من حُجَج الله تعالى ذكره، إنّ وجهَ الحكمةِ في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره، كما لم ينكشفْ وجهُ الحكمةِ فيما أتاه الخضرعليه‌السلام من خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار لموسىعليه‌السلام إلاّ وقت افتراقهما. يابن الفضل، إنّ هذا الأمر أمر من أمر الله، وسرّ من سرّ الله، وغيب من غيب الله، ومتى عَلِمنا أنّه (عزّ وجلّ) حكيم صدّقنا بأنّ أفعالَه كلّها حِكمةٌ، وإنْ كان وجهُها غيرَ منكشف لنا»(1) .

إذاً، الحكمة من غيبته غير معلومة لنا، وهذا سرّ من سرّ الله (عزّ وجلّ).

وبعد انتهاء غيبته الصغرى، وذلك بوفاة النائب الرابع السمري (رحمه الله) ابتدأ تاريخ الغيبة الكبرى وذلك سنة 329.

____________________

1- علل الشرائع 1 / 245 - 246 ح8، كمال الدين وتمام النعمة / 481 - 482 ح11، الاحتجاج 2 / 140، الصراط المستقيم 2 / 237، تفسير نور الثقلين 3 / 290 - 291 ح193، بحار الأنوار 52 / 91 ح4، عن العلل وكمال الدين.

٢٣٢

ابتداء الغيبة الكبرى:

ابتدأ تاريخ الغيبة الكبرى للإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بانتهاء الغيبة الصغرى، بالإعلان الذي أعلنه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) عام 329 للهجرة بانتهاء السفارة، وبِدْء الغيبة التامّة، وأنّه لا ظهور إلاّ بإذن الله تعالى.

وهذا الزمان مُمتّد إلى يومنا هذا، فنحن إلى الآن نعيش هذا الزمان المُرّ، وهو زمان الغيبة الكبرى الذي ينتهي بظهور الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وأسباب الغيبة مجهولة لا يعلمها إلاّ الله تبارك وتعالى، والراسخون في العلم كما تقدّم ذكره.

علامات ظهوره (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)

قد جاءت الأخبار متواترة بذكر علامات لزمان ظهور الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وحوادث تسبق وقت ظهوره (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، ونحن نذكرها هنا على نحو ما ذكره المؤرّخون من علمائنا (قُدِّس سرّهم).

فمنها: خروج السفياني، وقتل الحسني، واختلاف بني العباس في الملك الدنيوي، وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات، وخسفٌ بالبيداء، وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ بالمشرق، وركودُ الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر، وطلوعها من المغرب، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشميّ بين الركن والمقام، وهدم سور الكوفة،

٢٣٣

وإقبال رايات سود من قِبَلِ خراسان، وخروج اليماني، وظهور المغربي بمصر وتملّكه للشامات، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر، ثُمَّ ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه، وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها، ونار تظهر بالمشرق طولاً وتبقى في الجوّ ثلاثة أيّام، أو سبعة أيّام، وخلع العرب أعنّتها، وتملكها البلاد، وخروجها عن سلطان العجم، وقتل أهل مصر أميرهم، وخراب الشام، واختلاف ثلاثة رايات منه، ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر، ورايات كندة إلى خراسان، وورود خيل من قبل المغرب حتى تربط بفناء الحيرة، وإقبال رايات سود من المشرق نحوها، وبثق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة، وخروج ستين كذّاباً كلّهم يدّعي النبوّة، وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلّهم يدّعي الإمامة لنفسه، وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين، وعقد الجسر ممّا يلي الكرخ بمدينة السّلام، وارتفاع ريح سوداء بها في أوّل النهار، وزلزلة حتى ينخسف كثير منها، وخوف يشمل أهل العراق، وموت ذريع فيه، ونقص من الأنفس والأموال والثمرات، وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه حتى يأتي على الزرع والغلاّت، وقلّة ريعٍ لما يزرعه الناس، واختلاف صنفين من العجم، وسفك دماءٍ كثيرة فيما بينهم، وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم، وقتلهم مواليهم، أو مسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردةً وخنازير، وغلبة

٢٣٤

العبيد على بلاد السادات، ونداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كلّ أهل لغة بلغتهم، ووجه وصدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس، وأموات يُنشَرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا، فيتعارفون فيها ويتزاورون، ثُمَّ يُختَم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتَحيَى بها الأرض من بعد موتها، وتعرف بركاتها، وتزول بعد ذلك كلّ عاهة عن معتقدي الحقّ من شيعة المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجّهون نحوه لنصرتِه(1) .

وهذه العلامات بعضها من المحتوم والبعض الآخر من المشروط.

زمان ظهوره (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)

ذكر بعض الأكابر أنّ السَّنَة التي يقوم فيها الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، واليوم الذي يقوم فيه قد جاءت فيه آثار عن الصادقينعليهم‌السلام .

فعن الإمام الصادقعليه‌السلام قال: « لا يخرج القائم (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) إلاّ في وتر من السنين؛ سنة إحدى، أو ثلاث، أو خمس، أو سبع، أو تسع»(2) .

وعنهعليه‌السلام أيضاً قال: « يُنادى باسم القائمعليه‌السلام في ليلة ثلاث وعشرين، ويقوم في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قُتِل فيه الحسين

____________________

1- روضة الواعظين / 262 - 266، انظر غيبة النعماني / 300، الإرشاد 2 / 368 - 370، الصراط المستقيم 2 / 248 - 250، بحار الأنوار 52 / 219 - 221 ح82 عن الإرشاد.

2- الإرشاد 2 / 378 - 379، والغيبة - للشيخ الطوسي / 453 - 454 ح460، بحار الأنوار 52 / 291 ح36.

٢٣٥

بن عليعليهما‌السلام ، لكأنّي به في يوم السبت العاشر من المحرّم قائماً بين الركن والمقام، جبرئيلعليه‌السلام على يده اليمنى ينادي: البيعةُ للهِ، فتصير إليه شيعتُهُ من أطراف الأرض تُطوَى لهم طيّاً حتى يبايعوه، فيملأُ اللهُ به الأرض عدلاً كما مُلِئَت ظلماً وجوراً»(1) .

وقد جاء في الأثر أنّه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) يسير من مكة حتى يأتي الكوفة فينزل على نجفها، ثُمَّ يفرّق الجنود منها في الأمصار(2) .

ورُوِي عن الإمام الباقرعليه‌السلام قال: « كأنّي بالقائمعليه‌السلام على نجف الكوفة، قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، والمؤمنون بين يديه، وهو يفرّق الجنود في البلاد»(3) .

وفي رواية أُخرى عنهعليه‌السلام قال: « يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت، فتصغوا (فتصفو) له، ويدخل حتى يأتي المنبر فيخطب، فلا يدري الناس ما يقول من البكاء، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلّي بهم الجمعة، فيأمر أن يخطّ له مسجد على الغربي ويصلّي بهم هناك، ثُمَّ يأمر مَنْ يحفر من ظهر مشهد الحسينعليه‌السلام نهراً يجري إلى الغربيين حتى ينزل الماء في النجف، ويعمل على فوهة القناطير والأرجاء، فكأنّي بالعجوز

____________________

1- الإرشاد 2 / 379، الغيبة - للشيخ الطوسي / 453 ح459، كشف الغمة 3 / 261، بحار الأنوار 52 / 290 ح30.

2- الإرشاد 2 / 379، إعلام الورى 2 / 287، كشف الغمة 3 / 261، بحار الأنوار 52 / 336 - 337 ح75.

3- المستجاد من الإرشاد / 263.

٢٣٦

على رأسها مكتل فيه بر تأتي تلك الأرجاء فتطحنه بلا كراء»(1) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام قال: « إذا قام قائمُ آل مُحَمّدعليه‌السلام بنى في ظهر الكوفة مسجداً له ألفُ باب، واتّصلت بيوت أهل الكوفة بنهري كربلاء»(2) .

فترة حكم الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)

قد وردت الأخبار بمدّة ملك الإمام وحكمه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وأيّامه.

فقد روى عبد الكريم الخثعمي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : كم يملك القائمعليه‌السلام ؟

قال: « سبع سنين، تطول له الأيام والليالي حتى تكون السنة من سنيّه مقدار عشر سنين من سنيّكم، فيكون سنو ملكه سبعين سنة من سنيّكم هذه، وإذا آن قيامه مطر الناس جمادي الآخرة وعشرة أيام من رجب مطراً لم يرَ الخلائق مثله، فيُنبِتُ اللهُ به لحومَ المؤمنين وأبدانهم في قبورهم، فكأنّي انظر إليهم مقبلين من قِبَلِ جهته ينفضون شعورهم من التراب»(3) .

وفي رواية أُخرى رواها المفضّل بن عمر قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربِّّها، واستغنى الناس عن ضوء الشمس، وذهبت الظلمة، ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر لا

____________________

(1) إعلام الورى 2: 287.

(2) الإرشاد 2: 380، كشف الغمة 3: 262.

(3) الإرشاد 2: 381، روضة الواعظين: 264، الصراط المستقيم 2: 251، كشف الغمة 3: 262، إعلام الورى 2: 290.

٢٣٧

يولد فيهم أنثى، وتُظهِر الأرضُ كنوزها حتى يراها الناس على وجهها، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله، ويأخذ منه زكاته فلا يجد أحداً يقبل منه ذلك، استغنى الناس بما رزقهم الله من فضله»(1) .

سيرته (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) عند قيامه:

وأمّا سيرته (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) عند قيامه وطريقة أحكامه فقد جاء في ذلك أكثر من أثر.

منها: ما رواه المفضّل بن عمر الجعفي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إذا أذن الله (عزّ اسمه) للقائم في الخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه، وناشدهم بالله ودعاهم إلى حقّه، وأن يسير فيهم بسيرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويعمل فيهم بعمله، فيبعث الله (جلّ جلاله) جبرئيلعليه‌السلام حتى يأتيه، فينزل على الحطيم يقول له: إلى أيِّ شيء تدعو؟ فيخبره القائمعليه‌السلام ، فيقول جبرئيل: أنا أوّل مَنْ يبايعك أبسط يدك، فيمسح على يده، وقد وافاه ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً فيبايعونه، ويقيم بمكة حتى يتمّ أصحابه عشرة آلاف نفس، ثُمَّ يسير منها إلى المدينة»(2) .

ورُوِيَ أنّه إذا قام القائم (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) حكم بالعدل، وارتفع في أيّامه الجور،

____________________

1- الإرشاد 2 / 381، إعلام الورى 2 / 293، كشف الغمة 3 / 262 - 263، بحار الأنوار 52 / 337.

2- الإرشاد 2 / 382 - 383، إعلام الورى 2 / 293، كشف الغمة 3 / 263، بحار الأنوار 52 / 337 - 338 ح78.

٢٣٨

وأمنت به السبل، وأخرجت الأرضُ بركاتِها، ورَدَّ كلّ حقّ إلى أهله، ولم يبقَ أهلُ دينٍ حتى يُظهِروا الإسلام، ويعترفوا بالإيمان، أَمَا سمعت الله تعالى يقول:( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (1) ، وحكم بين الناس بحكم داود وحكم مُحَمّدعليهما‌السلام ، فحينئذ تُظهِر الأرض كنوزها، وتبدي بركاتها، فلا يجد الرجل منكم يومئذ موضعاً لصدقته، ولا لبره لشمول الغنى جميع المؤمنين(2) .

ورُوِيَ أنّه ليس بعد دولة القائم (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) لأحد دولة، إلاّ ما جاءت به الرواية من قيام وُلدِهِ إن شاء الله ذلك، ولم ترد به على القطع والثبات، وأكثر الروايات أنّه لن يمضي مهديُّ هذه الأُمّة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) إلاّ قبل القيامة بأربعين يوماً يكون فيها الهرج، وعلامة خروج الأموات، وقيام الساعة للحساب والجزاء(3) .

وظيفة شيعته في زمن غيبته (عجّل الله تعالى فرجه الشريف):

هناك عدّة وظائف ينبغي للشيعة مراعاتها في زمن غيبته (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) حتى يحضوا بقبوله ورضاه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، نذكر بعضها على سبيل الاختصار، منها:

____________________

1- سورة آل عمران / 83.

2- الإرشاد 2 / 384 - 385، كشف الغمة 3 / 264 - 265، بحار الأنوار 52 / 338 - 339 ح83.

3- إعلام الورى 2 / 295، الصراط المستقيم 2 / 254، بحار الأنوار 53 / 145 - 146 ح4.

٢٣٩

التسليم والانقياد، وترك الاستعجال في ظهوره (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وأن نصله بأموالنا، ونتصدّق عنه بقصد سلامته (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، ومعرفة صفاته، والعزم على نصرته، والتألّم لفراقه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وطلب معرفته (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) من الله تعالى، وإعطاء القرابين نيابة عنه بقدر الاستطاعة، وعدم ذكر اسمه وهو نفس اسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والقيام احتراماً عند ذكر اسمه، وخصوصاً لقب (القائم)، وإعداد السّلاح للجهاد بين يديه، والتوسّل به(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) في المهمّات، وإرسال رسائل الاستغاثة له (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، والصلاة عليه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وذكر فضائله ومناقبه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، ودعوة الناس لمعرفته، وخدمته وخدمة آبائه الطاهرين، والاهتمام بأداء حقوقه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، والدعاء لأنصاره وخدّامه، ولعن أعدائه، والتوسّل بالله تعالى لأن يجعلنا من أنصاره، ورفع الصوت بالدعاء له (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وخصوصاً في المجالس والمحافل العامّة، والطواف حول الكعبة المشرّفة نيابة عنه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، والحجّ عنه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وتجديد العهد والبيعة له (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) في كلّ يوم أو في كلّ وقت ممكن، وزيارة مراقد الأئمّة الأطهار عنه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وتكذيب مَنْ يدّعي النيابة الخاصّة عنه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) في هذا الزمان - زمان الغيبة الكبرى -، وعدم تعيين وقت لظهوره (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، والتقيّة من الأعداء، والتوبة الحقيقية من الذنوب، وعدم قسوة القلب بسبب طول غيبته (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، والاهتمام في اكتساب الصفات الحميدة، والأخلاق الكريمة، وأداء الطاعات والعبادات الشرعية، واجتناب المعاصي والذنوب التي نُهِيَ عنها في الشرع

٢٤٠