أفلا نرضى من الله العزيز كلمته العظيمة في القرآن، حيث يقول:(
مرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ
)
؟
فالبحران: هما بحر النبوّة ومنبعه فاطمةعليهاالسلام
عن الرسولصلىاللهعليهوآله
، وبحر الوصاية من قِبَلِ عليٍّعليهالسلام
. فلا بدّ لهذين البحرَين - إذا التقيا - أنْ يخرج منهما اللؤلؤ ( الحسنُ )، والمرجان ( الحسينُ )عليهماالسلام
. هذه هي الوراثة، إنّها أقدس وأرفع ممّا يُتصوّر.
ولا تسأل عن التربيّة، فلقد كانت أنصع وأروع من كلّ تربية، كان شخص الرسولصلىاللهعليهوآله
يهتمّ بالحسينعليهالسلام
وتربيته بصورة مباشرة. وبين يديك حديثان تعرف منهما مدى رعاية الرسولصلىاللهعليهوآله
لشأن الحسينعليهالسلام
، ممّا يؤكّد لك أنّ الحسينعليهالسلام
لَم يكن ربيب عليٍّ وفاطمةعليهماالسلام
فقط، بل تربّى على يد جدِّه النّبيِّصلىاللهعليهوآله
ذاته.
عن يعلى العامري: إنّه خرج من عند رسول اللهصلىاللهعليهوآله
إلى طعام دُعي له، فإذا هو بالحسينعليهالسلام
يلعب مع الصبيان، فاستقبل النّبيّصلىاللهعليهوآله
أمام القوم، ثمّ بسط يدَيه فطفر الصبيُّ ها هنا مرّة وها هنا مرّة، وجعل رسول اللهصلىاللهعليهوآله
يُضاحكه حتّى أخذه، فجعل إحدى يدَيه تحت ذقنه والاُخرى تحت قفاه، ووضع فاه إلى فيه وقبّله
.
_____________________________