الجيش الضاري، فإذا به كالصاعقة تنقضّ، فيتساقط على جانبَيه الأبطال كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف.
فيقول بعض مَن حضر المشهد: إنّه ما رأيت أشجع منه، إذ يكرّ على الجيش فيفرّ أمامه فرار المعزى عن الأسد، وذلك في حين أنّه لم يكن آنذاك أفصح منه إنساناً.
وحينما نرجع بالتاريخ إلى الوراء نجد من الإمام الحسينعليهالسلام
بطولات نادرة في الفتوحات الإسلاميّة، ثمّ في حروب الإمام عليعليهالسلام
، إلاّ أنّها مهما بلغت من القوّة والأصالة فإنّها لا تبلغ شجاعتهعليهالسلام
يوم عاشوراء، تلك التي كانت آية رائعة في تاريخ الإنسانيّة بلا شك.
يقول العقّاد: وليس في بني الإنسان مَن هو أشجع قلباً ممَّن أقدمَ على ما أقدم عليه الحسينعليهالسلام
في يوم عاشوراء
.
الزاهد العابد:
كان الحسينعليهالسلام
يحجّ كلّ سنة، إلاّ إذا حالت دون ذلك الظروف، وكان يمشي على قدمَيه إذا حجّ، وتُقاد بجانبيه عشرات الإبل بغير راكب، فيتفقّد كلّ مسكين فقير صفرت يداه عن تهيئة راحلةٍ للحجِّ، فيسوق إليه الراحلة من الإبل التي معه.
وكان يُصلّي كلَّ ليلة ألف ركعة، حتّى سُئل نجله الإمام زين العابدينعليهالسلام
:
_____________________________