• البداية
  • السابق
  • 160 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 13841 / تحميل: 4568
الحجم الحجم الحجم
من قضايا النهضة الحسينية

من قضايا النهضة الحسينية الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

لكم الوطاء، وأجزل لكم العطاء، وكنتم عن الحقّ غير بطاء، وأنتم لنا فرط، ونحن لكم خلطاء في دار البقاء، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته»(1).

____________________

1 - ناقش المرحوم آية الله شمس الدين في كتابه أنصار الحسينعليه‌السلام ، الزيارة من الناحية السندية، وتأمّل فيها من جهة أنّها إمّا أن يكون تأريخ صدورها المذكور في أوّلها غير دقيق، أو أنّها ليست منسوبة للإمام الحجّة، فقال:... والتاريخ المذكور للزيارة، وهو سنة اثنتين وخمسين ومئتين، لا يتّفق مع نسبتها إلى الناحية، والمعني بهذا المصطلح هو الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت؛ فقد ولد الإمام المهديعليه‌السلام سنة 256 ه‍ـ أو 255 ه‍ـ، وتوفّي والده الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام في اليوم الثامن من شهر ربيع الأوّل سنة 260 هـ‍.

وقد تنبّه الشيخ المجلسي إلى هذا الإشكال، فقال في البيان الذي عقّب به على الزيارة: واعلم أنّ في تاريخ الخبر إشكالاً؛ لتقدّمها على ولادة القائمعليه‌السلام بأربع سنين. لعلّها كانت اثنتين وستين ومئتين، ويُحتمل أن يكون خروجه (الخبر) عن أبي محمّد العسكريعليه‌السلام .

وإذن، فنحن بسبب هذا التعارض بين تاريخ صدور الزيارة ونسبتها أمام خيارين:

الأوّل: تأخير تاريخ صدورها عشر سنين فتكون قد صدرت سنة (262 هـ‍)، بدلاً من (252 هـ‍)، وعلى هذا فيمكن الحفاظ على نسبتها إلى الإمام الثاني عشر.

الثاني: التخلّي عن نسبتها، والمحافظة على تاريخها بافتراض أنّها صادرة عن الإمام الحادي عشر أبي محمّد العسكريعليه‌السلام .

وقد جزم التستري بهذا الافتراض، فقال:... والمراد بالناحية فيه (الخبر) لا بدّ أن يكون العسكريعليه‌السلام ؛ لأنّ الحجّة لم يكن ولد في تلك السنة.

أقول: يظهر أنّ ما ذهب إليه المحقّق التستريرحمه‌الله هو الأقرب، بالرغم من أنّ لفظ الناحية إذا أُطلق فإنّه يُقصد منه صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه الشريف)، إلاّ إنّنا وجدنا في كتب الحديث والمصادر الرجالية أيضاً التعبير عن غير الإمام الحجّة بلفظ الناحية؛ ممّا يسهل أمر حمل اللفظ على الاحتمال

١٤١

____________________

الثاني، وهو أنّها صادرة عن الإمام العسكريعليه‌السلام ، والذي كان أيضاً في فترات معيّنة يتعامل مع شيعته بنحو غير مباشر؛ تمهيداً للمرحلة القادمة، وتعويداً لهم على التعامل مع إمام مستور.

فنحن نرى أنّ هذا اللفظ قد استُعمل من قبل الإمام الجوادعليه‌السلام للإشارة إلى أمر التشيّع، فقد نقل الشيخ الطوسي عن داوود أبي هشام الجعفري، قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : ما تقول في هشام بن الحكم؟

فقال: «رحمه الله، ما كان أذبّه عن هذه الناحية». أي المذهب، أو الإمام.

ونقل الكليني (رضوان الله عليه) في الكافي عن علي بن عبد الغفار قال: دخل العباسيّون على صالح بن وصيف، ودخل صالح بن علي وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عندما حُبس أبا محمّدعليه‌السلام ، فقال لهم صالح: وما أصنع؟ قد وكلّت به رجلين من أشرّ مَنْ قدرت عليه، فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم. فقلت: لهما ما فيه؟

فقالا: ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كلّه؟

ويحتمل فيه أنّ المقصود هو انحرافه عن خطّ الإمامة، أو عن الإمام العسكريعليه‌السلام .

وحين يتحدّث الشيخ الصدوق عن إبراهيم بن محمّد الهمداني يصفه بأنّه وكيل الناحية، مع أنّه لم يدرك الإمام الحجّة، بل ولا العسكري، وإنّما هو من أصحاب الرضا والجواد والهاديعليهم‌السلام .

فقد قال في مَنْ لا يحضره الفقيه: إبراهيم بن محمّد الهمداني من أصحاب أبي الحسن الهاديعليه‌السلام ، ووكيل الناحية، ثقة جليل، والطريق إليه حسن، كالصحيح بإبراهيم بن هاشم.

وأمّا العلاّمة في الخلاصة فقد استعمل لفظ الناحية للدلالة على الأئمّة الحجّة والعسكري والهاديعليهم‌السلام فقال: محمّد بن علي بن إبراهيم بن محمّد الهمذاني - بالذال المعجمة - روى عن أبيه، عن جدّه، عن الرضاعليه‌السلام ، وكان محمّد وكيل الناحية، وأبوه علي وكيل الناحية، وجدّه إبراهيم بن محمّد وكيل الناحية.

ويتحدّث السيد ابن طاووس عن داوود بن القاسم (أبي هاشم الجعفري) باعتباره وكيل الناحية الذي لا تختلف الشيعة فيه، وقد كان من أصحاب الجواد والهادي والعسكريعليهم‌السلام ، وكان وكيلاً لهم، وتوفّي بعد شهادة الإمام العسكري بسنة تقريباً.

١٤٢

2

المصير الأسود لمجرمي كربلاء

( وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً ) (1) .

يحرص القرآن الكريم في إيراده لقصص الأقوام على التركيز على عواقب الاُمور، فيؤكّد دائماً أنّ( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (2)؛ ولكي لا يعمي الواقع الراهن أبصار الناس بزخارف أصحاب المال، ومظاهر قوّة ذوي السلطان، فإنّه يأمر الناس بأن يسيروا في الأرض فينظروا لا إلى الآثار، وإنّما إلى العاقبة والنهايات( قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ) (3) .

ذلك أنّ المشكلة التي تعترض الكثير من الناس هو أنّهم يريدون أن

____________________

1 - سورة الطلاق / 9.

2 - سورة القصص / 83.

3 - سورة النمل / 69.

١٤٣

يروا النتائج عاجلة؛ فييأسوا مع تأخّرها من نصر الله، بينما ينصحهم القرآن بأن ينظروا إلى سنن الله في الذين خلوا من قبل، وهذه السُنّة لن تُخطئ مَنْ يعاصرونهم من الظالمين والمجرمين.

وفي قضية كربلاء شاهد صدقٍ على سُنّة الله في الظالمين، وبرهان حقٍّ على أنّ (العاقبة للتقوى).

انظر إلى تأريخ القتلة والمشاركين في الظلم، لم يمرّ عقد من الزمان إلاّ وقد تنشّبت بهم أنياب أعمالهم فأصبحوا في وهق خطاياهم السابقة، وهلكوا غير مأسوف عليهم من أحد.

وهذه النتائج لاُولئك الأشخاص الذين قاموا بالجرائم حرصاً على دنياهم، ورغبة في بقائهم، فلا مُتع الدنيا حصلوا عليها، ولا البقاء أُتيح لهم، فكما قلنا ما مرّ عقد من الزمان إلاّ وقد ابتلعت الأرض أجسادهم، وفرّقت عن الأجسام رؤوسهم، بل ربما لو لم يرتكبوا تلك الجرائم لحصلوا على مُتع من الدنيا كثيرة، ولعمروا أكثر ممّا صاروا إليه.

* يزيد بن معاوية بن أبي سفيان: المسؤول الأوّل عن قتل الإمام الحسينعليه‌السلام .

عجيب أنّ كُتب التأريخ قد أغفلت كيفية هلاكه، وكأنّ ذلك كان عقاب التأريخ لِمَنْ قام بما قام به من أجل أن يبقى، فإذا به في بدايات عمره من حيث السنّ (38 سنة) يهلك بنحو يختلف فيه حتّى عاد أمر هلاكه مجهولاً.

فقد نقل في ترجمة اللهوف (إلى اللغة الفارسية) ما حاصله: أنّه قد خرج للصيد فاعترضه غزال وظلّ يُطارده إلى أن انفرد عن عسكره وحرسه، ووصل إلى خباء واستسقى صاحبه ماءً فسقاه وعرّفه على اسمه، فلمّا عرفه قام إليه الأعرابي ليقتله انتقاماً للحسينعليه‌السلام ، فهرب يزيد وتعلّق في هذه الأثناء بالركاب ولم يستطع الاستواء على فرسه، فظلّ هذا الفرس وهو مسرع يضرب به كلّ حجر ومدر حتّى

١٤٤

هلك إلى لعنة الله(1) .

ومرّ غيره على مصرعه لاعناً إيّاه؛ فأكثر مَنْ تعرّض لحديث رسول الله القائل بأنّ مَنْ أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله (البعض قال: إنّه في الدنيا. وقال آخرون: إنّه إذابته في النار. وجمع قسم ثالث بين الأمرين)، ذكره في هذا الموضع مع مسلم بن عقبة المرّي.

هل مجهولية مصرعه جزء من الإذابة؟ فقد ذكر في فيض القدير بعد أن تعرّض لشرح الحديث قال: قال القاضي عياض: وهذا حكمه في الآخرة، بدليل رواية مسلم أذابه الله في النار، أو يكون ذلك لِمَنْ أرادهم بسوء في الدنيا فلا يُمهله الله، ولا يمكّن له سلطاناً، بل يُذهبه عن قرب، كما انقضى شأن مَنْ حاربهم أيّام بني أُميّة، كعقبة بن مسلم؛ فإنّه هلك في منصرفه عنها، ثمّ هلك يزيد بن معاوية مرسله على أثر ذلك(2).

وقال الطبري: هلك يزيد بن معاوية، وكانت وفاته بقرية من قُرى حمص، يُقال لها: حوارين، من أرض الشام، لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأوّل سنة 64، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة في قول بعضهم(3) . وبهلاكه انتهى الحكم من الفرع الأموي السفياني؛ حيث لم يبقَ ابنه معاوية في الحكم غير شهرين.

* عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بالأشدق: والي المدينة الذي عيّنه يزيد بعد الوليد بن عتبة، والذي مال شدقه؛ لكثرة سبّه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، حتّى إذا جاءه خبر قتل الحسينعليه‌السلام ونودي بقتله لم يُسمع بواعية كواعية بني هاشم، هنا استخفه الطرب، وأمالته الشماتة،

____________________

1 - اللهوف في قتلى الطفوف (فارسي) / 263، مع أنّ الكاتب قد نقل الرواية عن أبي مخنف إلاّ إنّنا لم نجد في الطبري الذي ينقل عن أبي مخنف أكثر روايات المقتل ما هو مذكور أعلاه.

2 - فيض القدير بشرح الجامع الصغير ج 6.

3 - تاريخ الطبري ج 4.

١٤٥

وتمثّل بقول القائل:

عجّت نساءُ بني زياد عجةً

كعجيجِ نسوتنا غداةَ الأرنبِ

لم يمرّ عليه إلاّ تسع سنوات حتّى كان رأسه معزولاً عن بدنه، وعاقبته هي ما يذكرها المؤرّخون؛ فإنّ عبد الملك لمّا أحكم أمر الشام، ووجّه روح بن زنباع الجذامي فلسطين شخص عن دمشق حتّى صار إلى بطنان يريد قرقيسيا لمحاربة زُفر بن الحارث، وأمر ابن الزبير على حاله، فلمّا صار إلى بطنان من أرض قنسرين أتاه الخبر بأنّ عمرو بن سعيد بن العاص قد وثب بدمشق، ودعا إلى نفسه وتسمّى بالخلافة، وأخرج عبد الرحمن بن عثمان الثقفي خليفة عبد الملك بدمشق، وحوى الخزائن وبيوت الأموال، فعلم عبد الملك أنّه قد أخطأ في خروجه عن دمشق، فانكفأ راجعاً إلى دمشق فتحصّن عمرو بن سعيد ونصب له الحرب، وجرت بينهم السفراء حتّى اصطلحا وتعاقدا، وكتبا بينهما كتاباً بالعهود والمواثيق والأيمان على أنّ لعمرو بن سعيد الخلافة بعد عبد الملك، ودخل عبد الملك دمشق وانحاز مع عمرو بن سعيد أصحابه، فكانوا يركبون معه إذا ركب إلى عبد الملك.

ثمّ دبّر عبد الملك على قتل عمرو، ورأى أنّ الملك لا يصلح له إلاّ بذلك، فدخل إليه عمرو عشيّة وقد أعدّ له جماعة من أهله ومواليه ومَنْ كان عنده ممّن سواهم، فلمّا استوى لعمرو مجلسه قال له: يا أبا أُميّة، إنّي كنت حلفت في الوقت الذي كان فيه من أمرك ما كان، أنّي متى ظفرت بك وضعت في عنقك جامعة، وجمعت يديك إليها.

فقال: يا أمير المؤمنين! نشدتك بالله أن تذكر شيئاً قد مضى.

فتكلّم مَنْ بحضرته، فقالوا: وما عليك أن تبرّ قسم أمير المؤمنين؟

١٤٦

فأخرج عبد الملك جامعة من فضة فوضعها في عنقه، وجعل يقول:

أدنيتهُ منّي ليسكنَ روعه

فأصولَ صولةَ حازمٍ مستمكنِ

وجمع يديه إلى عنقه، فلمّا شدّ المسار جذبه إليه فسقط لوجهه، فانكسرت ثنيتاه، فقال: نشدتك الله يا أمير المؤمنين، أن يدعوك عظم منّي كسرته إلى أن تركب منّي أكثر من ذلك، أو تخرجني إلى الناس فيروني على هذه الصورة!

وإنّما أراد أن يستفزّه فيخرجه، وكان على الباب من شيعة عمرو بن سعيد نيف وثلاثون ألفاً، منهم عنبسة بن سعيد، فقال له: أمكراً أبا أُميّة، وأنت في الأنشوطة؟ وليس بأوّل مكر، إنّي والله لو علمت أنّ الأمر يستقيم ونحن جميعاً باقيان لافتديتك بدم النواظر، ولكنّي أعلم أنّه ما اجتمع فحلان في إبل إلاّ غلب أحدهما.

وقتله وفرّق جمعه، وطرح رأسه إلى أصحابه، ونفى أخاه عنبسة إلى العراق، وكان ذلك سنة 70 هـ.

* عبيد الله بن زياد: قال إبراهيم الأشتر، القائد العسكري لجيش المختار الثقفي، بعد انتهاء المعركة بينهم وبين جيش ابن زياد في سنة 67 هـ: قتلت رجلاً شرّقت يداه وغرّبت رجلاه تحت راية منفردة على شاطئ نهر خازر فالتمسوه، فإذا هو عبيد الله بن زياد قتيلاً، ضربه فقدّه نصفين.

١٤٧

قتلة الحسينعليه‌السلام وأصحابه، وهم ممّن شارك في المعركة مباشرة(1) :

1 - عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي(2) : وقد قتل القاسم بن الحسنعليهما‌السلام فلم يبرح الموقعة؛ إذ إنّ الحسينعليه‌السلام جلى كالصقر لاستنقاذ القاسم ابن أخيه، بينما راحت خيل بني أُميّة لاستنقاذ عمرو هذا فاستقبلته بصدورها، ووقع تحت حوافرها وهلك في مكانه.

2 - عمرو بن الحجّاج الزبيدي: وهو الذي كان على شريعة الفرات في أربعة آلاف فارس؛ لمنع أصحاب الحسين من الوصول إليها والشرب منها.

هرب في أثناء القتال من جيش المختار الثقفي، فركب راحلته ثمّ ذهب عليها فأخذ في طريق شراف وواقصة فلم يرَ حتّى الساعة، كما يقول الطبري في حوادث سنة 66، فلا يُدرى أرض بخسته أم سماء حصبته.

3 - شمر بن ذي الجوشن: هرب من الكوفة حتّى إذا وصل قرية تُسمّى الكلتانية فوجد علجاً هناك فضربه وقال: النجاء بكتابي هذا إلى مصعب بن الزبير، فمضى العلج حتّى دخل قرية فيها أبو عمرة، ورأى علجاً آخر فأخذ يشكو إليه ما لقي من شمر، وسمعه رجل من أصحاب أبي عمرة ورأى كتابه، فسأل عن مكانه فدلّ عليه، وذهبوا إليه فقتلوه.

4 - عبد الله بن أسيد بن النزال الجهني.

5 - مالك بن النسير البدي.

6- حمل بن مالك المحاربي: هربوا إلى القادسية، فأرسل المختار خلفهم وجيء بهم إليه، فقال: يا أعداء الله وأعداء كتابه وأعداء رسوله وآل رسوله، أين الحسين بن علي؟ أدّوا إليّ الحسين، قتلتم مَنْ أُمرتم بالصلاة

____________________

1 - تمّ الاعتماد بشكل أساسي على تاريخ الطبري ج 3. ولسنا في صدد مناقشة كيفية الجزاءات التي تعرّض لها اُولئك القتلة، وإنّما في صدد بيان أنّه (بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين)، وأن لا يتصوّر المجرم بأنّه يستطيع أن يفلت من آثار عمله.

2 - الغريب أنّ أخاه عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي كان ممّن خرج مع التوّابين، بل هو من رؤسائهم، واستشهد بعد سليمان والمسيّب، كما استشهد معه أخوه الآخر خالد بن سعد بن نفيل. راجع الطبري.

١٤٨

عليه في الصلاة؟!

قالوا: بُعثنا ونحن كارهون، فامنن علينا واستبقنا.

فقال: فهلاّ مننتم على الحسين واستبقيتموه وسقيتموه؟!

فسأل البدي: أنت صاحب برنسه؟ قيل له: نعم.

فقال: اقطعوا يدي هذا ورجليه، ودعوه فليضطرب حتّى يموت.

ففعل به ذلك وتُرك، وقدّم الآخران فقُتلا.

7- زياد بن مالك.

8- عمران بن خالد.

9- عبد الله بن قيس الخولاني.

10- عبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي.

أُدخلوا على المختار فقال: يا قتلة الصالحين، لقد أقاد الله منكم، لقد جاءكم الورس(1) بيوم نحس؛ وكانوا قد أصابوا من الورس الذي كان مع الحسين، فقُدّموا في السوق فضُربت أعناقهم.

11 - عثمان بن خالد الدهماني.

12 - بشر بن سوط القابضي، وكانا قد اشتركا في دم عبد الرحمن بن

____________________

1 - الورس: نبت أصفر يكون باليمن يُتّخذ منه الغمرة للوحه. تقول: أورس المكان - عن الصحاح للجوهري.

ويظهر أنّه من بقايا ما أخذه الإمامعليه‌السلام - وهو حقّه حيث هو الولي الشرعي دون يزيد - من القافلة التي أرسل بها بحير بن ريسان الحميري إلى يزيد بن معاوية، وكان عامله على اليمن، وكانت محمّلة بالورس والحلل، فلقيها الحسينعليه‌السلام في منطقة التنعيم، أوّل خروجه من مكة متّجهاً إلى العراق. وخيّر أصحاب الإبل قائلاً: «لا أُكرهكم، مَنْ أحبّ أن يمضي معنا إلى العراق أوفينا كراءه، وأحسنّا صحبته، ومَنْ أحبّ أن يُفارقنا من مكاننا هذا أعطيناه من الكراء على قدر ما قطع من الأرض». فمَنْ فارقه منهم حوسب فأوفى حقّه، ومَنْ مضى منهم معه أعطاه كراءه وكساه.

١٤٩

عقيل بن أبي طالب وفي سلبه، فقُدّما في موضع بئر الجعد فقُتلا وأُحرقا.

13 - خولي بن يزيد الأصبحي: بعث خلفه معاذ بن هانئ بن عدي (ابن أخي حجر) فجاؤوا بيته، وسألوا امرأته، فقالت: لا أدري - وأشارت بيدها إلى موضعه -، فوجدوه قد وضع قوصرة على رأسه، فجاؤوا به إلى المختار وأُحرق بالنار.

14 - عمر بن سعد: وكان قد أخذ الأمان من المختار، وأعطاه ذلك (إلاّ أن يُحدث حدثاً)، فكان أبو جعفر يقول: «أمّا أمان المختار لعمر بن سعد ألاّ يحدث حدثاً، فإنّه كان يريد به إذا دخل بيت الخلاء فأحدث». فأمر أبا عمرة فقتله، ثمّ قتل ابنه حفص.

15 - حكيم بن الطفيل السنبسي: وهو مَنْ قطع يد أبي الفضل العباس، وقيل: إنّه ضربه بعمود من حديد، ورمى الإمام الحسينعليه‌السلام ، وكان يقول: تعلّق سهمي بسرباله وما ضرّه شيء، فقُبض عليه وأراد أهله أن يوسطوا أحداً عند المختار، فقال: مَنْ قبض عليه لعبد الله بن كامل نخشى أن يشفع الأميرُ عدي بن حاتم في هذا الخبيث، فدعنا نقتله، فقال: شأنكم به، فنصبوه غرضاً، ورموه بالسهام إلى أن هلك.

16- مرّة بن منقذ العبدي: أحاطوا بداره، فضربه ابن كامل بالسيف، ولكن استطاع الهرب ولحق بمصعب، ثمّ شلّت يمينه فيما بعد.

17- زيد بن الرقاد (الجنبي): وكان قال: رميت منهم فتى بسهم وإنّه لواضع كفّه على جبهته يتّقي النبل، فأثبتّ كفّه فيها، وهو عبد الله بن مسلم بن عقيل، فأحاطوا بداره وخرج عليهم مصلتاً بسيفه، فقال ابن كامل: لا تضربوه بسيف، ولا تطعنوه برمح، ولكن ارموه بالنبل، وارجموه بالحجارة، ففعلوا به ذلك، وسقط على الأرض وبه رمق فأخرقوه بالنار.

١٥٠

18- عمرو بن صبيح الصدائي: وكان يقول: لقد جرحت فيهم، وطعنت بعضهم، وما قتلت منهم أحداً، فجيء ليلاً وهو على سطح داره فأُخذ أخذاً، وسُجن إلى الصباح، ثمّ قال ابن كامل للمختار: إنّه يقول أنّه قد جرح في آل محمّد وطعن، فمرنا بأمرك. فقال: عليّ بالرماح، فأمر أن يُطعن بها حتّى يموت.

19- الحصين بن نمير التميمي: الذي كان من طلائع القادة الذين قاتلوا مسلم بن عقيل في الكوفة، وقد أسر جنوده عبد الله بن يقطر وسلّموه لابن زياد حتّى قُتل، وكان له دور سيئ في كربلاء، وقد هلك في المعركة التي دارت بين جنود المختار وبين جيش بني أُميّة؛ فقد حمل شريك بن جدير التغلبي على الحصين بن نمير فقتله.

20- محمّد بن الأشعث: قُتل في حملة مصعب بن الزبير على جنود المختار في الكوفة.

21 - حرملة بن كاهل الأسدي: صاحب السهم المثلث، والذي رمى به كبد الحسينعليه‌السلام ، والسّهم الآخر الذي رمى به عنق طفله الرضيع.

تقول الرواية: أنّه قد أخذه المختار فقطع يديه ورجليه، وأحرقه بالنار.

22 - سنان بن أنس النخعي: الذي احتز رأس الحسينعليه‌السلام على بعض الروايات، أو حمله إلى ابن زياد.

تقول بعض الروايات التاريخية: أنّه كان من جملة مَنْ قُبض عليهم أيام انتصار المختار، وقد قطع جنود المختار أنامله، ثمّ قطع يديه ورجليه، وأُحرق بالنار، كما ذكر ذلك السيد ابن طاووس في اللهوف.

غير أنّ الطبري ذكر أنّه كان قد طُلب في الكوفة فهرب إلى البصرة، فهدم المختار داره.

ويظهر من المنتخب من ذيل المذيل للطبري، وكذا من ترجمة الإمام الحسين لابن عساكر: أنّه كان موجوداً إلى أيام الحجّاج الثقفي، فقد قال الحجّاج: مَنْ كان

١٥١

له بلاء فليقم.

فقام قوم فذكروا، وقام سنان بن أنس فقال: أنا قاتل الحسين.

فقال: بلاء حسن.

ورجع إلى منزله فاعتقل لسانه وذهب عقله، فكان يأكل ويحدث مكانه.

١٥٢

المصادر

1 - ابن كثير - إسماعيل - السيرة النبوية - دار المعرفة - بيروت 1396 هـ.

2 - الأزدي - لوط بن مخنف - مقتل الحسينعليه‌السلام - المكتبة العامّة للسيد شهاب الدين المرعشي - قم المقدّسة 1398 هـ (متّخذ من تاريخ الطبري).

3 - الأمين - السيد محسن - المجالس السنية في مناقب ومصاب العترة النبويّة - مؤسسة أهل البيتعليهم‌السلام 1409 هـ - 1989م.

4 - الأميني - عبد الحسين - الغدير - دار الكتاب العربي.

5 - الترمذي - أبي عيسى محمّد - سنن الترمذي - دار الفكر - بيروت 1403 هـ.

6 - الحرّ العاملي - محمّد بن الحسن - وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة - مؤسسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث - الطبعة الثانية 1414 هـ.

7 - الحلّي - ابن نما - ذوب النضار في الأخذ بالثار - مؤسسة النشر الإسلامي - التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدّسة 1416 هـ.

8 - الدينوري - ابن قتيبة - الإمامة والسياسة (المعروف بتاريخ الخلفاء) - انتشارات الشريف الرضي - قم المقدّسة.

9 - الري شهري - محمّد - ميزان الحكمة - الدار الإسلاميّة - بيروت.

10 - الشريف الرضي - علي بن الحسين - تنزيه الأنبياء - دار الأضواء - الطبعة الثانية 1409 هـ.

11 - الصدر - السيد محمّد صادق - أضواء على ثورة الحسين.

12 - الطبرسي - إعلام الورى بأعلام الهدى - مؤسسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث - قم المقدّسة - الطبعة الأولى 1409 هـ.

١٥٣

13 - الطبري - ابن جرير - تاريخ الأمم والملوك - مؤسسة الأعلمي.

14 - الطبري - عماد الدين جعفر محمّد - بشارة المصطفى لشيعة المرتضى - مؤسسة النشر الإسلامي - قم المقدّسة.

15 - الطوسي - الشيخ محمّد بن الحسن - التبيان في تفسير القرآن - عن دار إحياء التراث العربي.

16 - العاملي - السيد جعفر مرتضى - الصحيح من سيرة الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله - دار الهادي - بيروت 1415 هـ.

17 - العاملي - محمّد بن مكي - المزار - مؤسسة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) - قم المقدّسة - الطبعة الأولى 1410 هـ.

18 - الغزالي - أبو حامد - المستصفى في علم الأصول - دار الكتب العلمية - بيروت 1417 هـ.

19 - المجلسي - محمّد باقر - بحار الأنوار الجامعة لدرر الأئمّة الأطهار - مؤسسة الوفاء - بيروت - الطبعة الثانية 1403 هـ.

20 - المفيد - محمّد بن النعمان - الإرشاد.

21 - المفيد - محمّد بن النعمان - المسائل العكبرية.

22 - المقرّم - عبد الرزاق - مقتل الحسين.

23 - المناوي - محمّد بن عبد الرؤوف - فيض القدير بشرح الجامع الصغير - دار الكتب العلمية - بيروت - الطبعة الأولى 1415 هـ.

24 - الهيثمي - نور الدين علي - مجمع الزوائد - دار الكتب العلمية - بيروت 1408 هـ.

25 - ابن حنبل - أحمد - مسند أحمد - دار صادر - بيروت.

26 - ابن طاووس - السيد رضي الدين علي بن موسى - اللهوف في قتلى الطفوف - عن الطبعة الفارسية (همراه فرجام قاتلان إمام حسين) - الطبعة الخامسة 1378 هـ ش - دفتر نشر تويد إسلام - قم المقدّسة.

١٥٤

27 - ابن طاووس - السيد رضي الدين علي بن موسى - إقبال الأعمال (زيارة الحسينعليه‌السلام في نصف شعبان) - مكتب الإعلام الإسلامي - الطبعة الأولى 1414 هـ.

28 - ابن قدامة - عبد الله بن أحمد - المغني - دار الكتاب العربي - بيروت.

29 - شمس الدين - محمّد مهدي - أنصار الحسين (الرجال والدلالات) - الدار الإسلاميّة - بيروت 1401 هـ.

30 - عبده - محمّد - نهج البلاغة - دار المعرفة - بيروت.

31 - مؤسسة كلمات الإمام الحسينعليه‌السلام إعداد معهد تحقيقات باقر العلوم - منظمة الإعلام الإسلامي - دار المعروف - قم المقدّسة.

١٥٥

١٥٦

فهرس الأسئلة

سؤال: لماذا لم يستلم مسلم بن عقيل الكوفة ولِمَ لم يقتل ابن زياد عندما...؟.............. 29.

سؤال: مقالة الحسين للحرّ الرياحي: ثكلتك أُمّك، هل تناسب...؟.................... 35.

سؤال: هل كان الحسين يعلم بمقتله أم لا؟ والأمر نفسه بالنسبة إلى أمير المؤمنين؟ فإن كان يعلم فهو إلقاء بالنفس في التهلكة، وإن كان لا يعلم فكيف يمكن تنفسير ما يذكر على المنابر...؟...................................... 38.

سؤال: هناك مَنْ يقول: لماذا تبكون على الحسين مع أنّ النبي قد نهى عن البكاء والنياحة؟ إنّنا نجد أنّ الشيعة يقومون في...؟ 45

سؤال: لماذا يُقام العزاء للحسين كلّ سنة مع أنّه قُتل في سبيل الله، ولماذا لا يُقام العزاء لغيره ممّن هو أفضل منه كالرسول؟ 55.

سؤال: كيف يمكن تصديق الروايات التي تعدّ بثواب عظيم لأجل عمل بسيط وهو البكاء وترتّب عليه دخول الجنة؟ 57.

سؤال: هل أنّ الذي قتل الحسين هم شيعته؟ فنحن نقرأ في بعض الكتب أنّ شيعة الحسين في الكوفة هم الذين دعوه ثمّ خانوه وقتلوه 61.

سؤال: هل كان مجبوراً على النهضة؟............................................... 65.

سؤال: لماذا اختلف دور الحسين عن دور الحسن مع قرب المدّة وتشابه الظروف، وما هو دور الإمام الحسين بعد الصلح؟ 68.

سؤال: كيف نردّ على مَنْ قال: إنّ الحسين اجتهد فأصاب وله أجران، ويزيد اجتهد وأخطأ فله أجر؟ 72.

سؤال: ما هي حقيقة رضّ جسم الحسين بخيول الأمويين؟ هل يصح أنّ الخيل قد تراجعت عن رضّ جسم الحسين مع أنّها لا تمتلك إرادة، أو أنّ الخيول تجرّأت على رضه؟......................................................... 76.

١٥٧

سؤال: هل تصح قضية الحفيرة التي حفرت لمسلم؟................................... 78.

سؤال: عن وقوف جواد الحسين وسؤاله القوم، هل أنّه لم يكن يعلم بالأرض؟............ 79.

سؤال: هل ما يحدث الآن للشعب العراقي من مشاكل ومآس هو نتيجة دعوة الإمام الحسين: (اللّهمّ فرّقهم تفريقاً، ولا ترضِ الولاة عنهم أبداً...)؟ بل ما حدث على مرّ التاريخ................................................ 81.

سؤال: عن بعض الكتب النافعة في السيرة الحسينيّة.................................. 85.

سؤال: يقرأ الخطباء جملة (فخرجنَ من الخدور ناشرات الشعور)، فكيف يمكن تفسير ذلك من الناحية الشرعية ولزوم الستر؟ 86.

سؤال: كيف يوفّق بين قول الحسين: (إنّ الله حاميكنّ وحافظكنّ)، وبين أخذهنّ سبايا؟.. 88.

سؤال: أين قبر السيدة زينب؟..................................................... 90.

سؤال: عن صوم يوم عاشوراء ما هو الأصل فيه؟ ما هو الرأي الشرعي، ولماذا يصومه بعض المسلمين؟ 95.

سؤال: عن موضوع زواج أو عقد القاسم............................................ 98.

سؤال: ماذا لو لم يخرج الحسين ضدّ يزيد؟......................................... 102.

سؤال: هل يجوز تمثيل الواقعة الحسينيّة سينمائياً أو غير ذلك؟........................ 105.

سؤال: عن وجود الإمام الباقر في كربلاء وبعدها، وكيف يمكن تفسير قول الحسين لزينب عن السجاد: (أحبسيه لئلاّ ينقطع نسل آل محمّد)، أفلا يعتبر الباقر من نسل الرسول؟........................................... 106.

سؤال: أحداث المعركة أخذت زمناً طويلاً......... فهل هي أكثر من يوم؟........... 107.

سؤال: ما معنى كلمة الإمام الحسين بالنسبة إلى نسائه: (شاء الله أن يراهنّ سبايا) على أقتاب المطايا؟ هل فيها دلالة على 108.

سؤال: ما هي الفوائد المترتّبة على زيارة الإمام الحسين؟.............................. 111.

سؤال: هل التقى الركب الحسيني بجابر بن عبد الله الأنصاري؟....................... 115.

سؤال: هل كانت أُمّ البنين موجودة بعد كربلاء؟................................... 120.

سؤال: كيف يمكن تقييم حركة المختار الثقفي وشخصيته؟........................... 126.

١٥٨

الفهرس الإجمالي

مقدّمة 5

1- السيرة الحسينيّة وضرورة تنقيحها 9

أهمية سير الأبطال في المجتمعات 11

أهمية السيرة الحسينيّة 12

تنقيح السيرة الحسينيّة 13

مصادر السيرة الحسينيّة 18

2- أسئلة في السيرة والثورة الحسينيّة 27

ملاحظات على قضايا تأريخية 115

3- ملحقات 131

1- شهداء الفتح الحسيني 133

2- المصير الأسود لمجرمي كربلاء 143

* المصادر 153

* فهرس الأسئلة 157

* الفهرس الإجمالي 159

١٥٩

للمؤلِّف :

1 - طلب العلم فريضة.

2 - الهجرة مستقبل أفضل.

3 - حجر بن عدي.. الثائر الشهيد.

4 - مفهوم التقية في الإسلام.

5 - عن الجهاد والثورة في حياة أهل البيتعليهم‌السلام .

6 - بناء القادة في منهج أهل البيتعليهم‌السلام .

7 - الحياة الشخصية عند أهل البيتعليهم‌السلام .

8 - نظام الإدارة الدينية عند الشيعة الإمامية.

9 - التشكيك.. وكيف واجهه أهل البيتعليهم‌السلام .

10 - رجال حول أهل البيتعليهم‌السلام 1/2.

11 - نساء حول أهل البيتعليهم‌السلام .

12 - من قضايا النهضة الحسينيّة.. أسئلة وحورات (بين يديك).

١٦٠