اعلام الهداية - الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

اعلام الهداية - الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)0%

اعلام الهداية - الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
ISBN: 964- 5688-25-6
الصفحات: 202

اعلام الهداية - الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: ISBN: 964- 5688-25-6
الصفحات: 202
المشاهدات: 56776
تحميل: 5954

توضيحات:

اعلام الهداية - الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 202 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 56776 / تحميل: 5954
الحجم الحجم الحجم
اعلام الهداية - الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

اعلام الهداية - الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
ISBN: 964- 5688-25-6
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

يا هشام بئس العبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه إذا شاهده (١) ويأكله إذا غاب عنه، إنّ أُعطي حسده وإن ابتلي خذله. إن أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشر عقوبة البغي. وإنّ شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه. وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم ومن حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه.

يا هشام لا يكون الرجل مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً. ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو.

يا هشام قال الله جَلَّ وعَزَّ: وعزّتي وجلالي وعظمتي وقدرتي وبهائي وعلوّي في مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه إلاّ جعلت الغنى في نفسه. وهمّه في آخرته. وكففت عليه (في) ضيعته(٢) وضمّنت السماوات والأرض رزقه وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر.

يا هشام الغضب مفتاح الشر وأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وإن خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحداً منهم إلاّ من كانت يدك عليه العليا(٣) فافعل.

يا هشام عليك بالرفق، فإن الرفق يُمنٌ والخرق شُؤمٌ، إن الرفق والبرّ وحسن الخلق يعمر الدّيار ويزيد في الرزق.

يا هشام قول الله: ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) (٤) جرت في المؤمن والكافر والبرّ والفاجر. من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به ، وليست المكافأة أن تصنع كما صنع حتى ترى فضلك، فإن صنعت كما صنع فله الفضل بالابتداء (٥) .

ــــــــــــ

(١) أي يحسن الثناء وبالغ في مدحه إذا شاهده: ويعيبه بالسوء ويذمّه إذا غاب.

(٢) الضيعة ـ بالفتح ـ: هذا من قبيل تسمية الشيء باسم ضدّه كالمفازة للصحراء التي يخاف فيها الهلاك، فالضيعة هنا يعني موطن الإنسان كما لازال يستعمل بهذا المعنى في عامّة بلاد الشام. وكففت عليه أي رزقته الكِفاف وهو في وطنه غير مسافر في طلب الرزق.

(٣) اليد العليا: المعطية المتعلقة.

(٤) الرحمن (٥٥): ٦٠.

(٥) أي له الفضيلة بسبب ابتدائه بالإحسان، فهو أفضل منك.

١٦١

يا هشام إن مثل الدنيا مثل الحيّة مسّها ليّن وفي جوفها السمّ القاتل، يحذرها الرّجال ذوو العقول ويهوي إليها الصّبيان بأيديهم.

يا هشام اصبر على طاعة الله واصبر عن معاصي الله، فإنما الدنيا ساعة، فما مضى منها فليس تجد له سروراً ولا حزناً، وما لم يأت منها فليس تعرفه، فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها فكأنك قد اغتبطت (١) .

يا هشام مثل الدنيا مثل ماء البحر كلّما شرب منه العطشان ازداد عطشاً حتى يقتله.

يا هشام إياك والكبر، فإنّه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر. الكبر رداء الله، فمن نازعه رداءه أكبّه الله في النار على وجهه.

يا هشام ليس منا من لم يحاسب نفسه في كّل يوم، فإن عمل حسناً استزاد منه وإن عمل سيئاً استغفر الله منه وتاب إليه.

يا هشام تمثَّلت الدنيا للمسيحعليه‌السلام في صورة امرأة زرقاء فقال لها: كم تزوجت؟ فقالت: كثيراً، قال: فكلّ طلّقك؟ قالت: لا ، بل كلا قتلتُ. قال المسيحعليه‌السلام : فويحٌ لأزواجك الباقين، كيف لا يعتبرون بالماضين.

يا هشام إن ضوء الجسد في عينه، فإن كان البصر مضيئاً استضاء الجسد كله. وإنّ ضوء الروح العقل، فإذا كان العبد عاقلاً كان عالماً بربه وإذا كان عالماً بربه أبصر دينه. وإن كان جاهلاً بربه لم يقم له دين. وكما لا يقوم الجسد إلاّ بالنفس الحيّة، فكذلك لا يقوم الدين إلاّ بالنيّة الصادقة، ولا تثبت النيّة الصادقة إلاّ بالعقل.

يا هشام إن الزّرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا (٢) . فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبّر الجبّار، لأن الله جعل التواضع آلة العقل وجعل

ــــــــــــ

(١) اغتبط: كان في مسرة وحسن حال.

(٢) الصفا: الحجر الصلد الضخم.

١٦٢

التكبّر من آله الجهل، ألم تعلم أنّ من شمخ إلى السقف (١) برأسه شجّه (٢) . ومن خفض رأسه استظلّ تحته وأكنّه. وكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله ومن تواضع لله رفعه.

يا هشام ما أقبح الفقر بعد الغنى، وأقبح الخطيئة بعد النسك، وأقبح من ذلك العابد لله ثم يترك عبادته.

يا هشام لا خير في العيش إلا لرجلين: لمستمع واع، وعالم ناطق.

يا هشام ما قسّم بين العباد أفضل من العقل، نوم العاقل أفضل من سهر الجاهل وما بعث الله نبياً إلاّ عاقلا حتى يكون عقله أفضل من جميع جهد المجتهدين وما أدّى العبد فريضة من فرائض الله حتى عقل عنه (٣) .

يا هشام قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إذا رأيتم المؤمن صموتاً فادنوا منه، فإنه يلقي الحكمة. والمؤمن قليل الكلام كثير العمل والمنافق كثير الكلام قليل العمل ).

يا هشام أوحى الله تعالى إلى داودعليه‌السلام قل لعبادي: لا يجعلوا بيني وبينهم عالماً مفتوناً بالدنيا فيصدهم عن ذكري وعن طريق محبتي ومناجاتي، أولئك قطاع الطريق من عبادي، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة محبتي ومناجاتي من قلوبهم.

يا هشام من تعظّم في نفسه لعنته ملائكة السماء وملائكة الأرض. ومن تكبّر على إخوانه واستطال عليهم فقد ضاد الله(٤) ومن ادعى ما ليس له فهو (أ) عني لغير رشده(٥) .

يا هشام أوحى الله تعالى إلى داودعليه‌السلام : يا داود حذّر، وأنذر أصحابك عن حبّ الشهوات، فإنّ المعلقة قلوبهم بشهوات الدنيا قلوبهم محجوبة عنّي.

ــــــــــــ

(١) شمخ ـ من باب منع ـ: علا ورفع.

(٢) أي كسره وجرحه.

(٣) أي عرفه إلى حدّ التعقل.

(٤) استطال عليهم: أى تفضل عليهم.

(٥) عني ـ بصيغة المجهول أو المعلوم ـ بالأمر كلّف ما يشقّ عليه. وفي بعض النسخ (أعنى لغيره) أي يدخل غيره في العناء والتعب. هذا ويحتمل أن يكون الأصل (فهو لغيّ لغير رشدة) فصحّف.

١٦٣

يا هشام إياك والكبر على أوليائي والاستطالة بعلمك فيمقتك الله، فلا تنفعك بعد مقته دنياك ولا آخرتك. وكن في الدنيا كساكن دار ليست له ، إنما ينتظر الرحيل.

يا هشام مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة. ومشاورة العاقل الناصح يُمنٌ وبركة ورشد وتوفيق من الله، فإذا أشار عليك العاقل الناصح فإيّاك والخلاف فإنّ في ذلك العطب(١) .

يا هشام إياك ومخالطة الناس والأنس بهم إلاّ أن تجد منهم عاقلاً ومأموناً فآنس به واهرب من سايرهم كهربك من السباع الضارية(٢) . وينبغي للعاقل إذا عمل عملاً أن يستحيي من الله. وإذا تفردّ له بالنعم أن يشارك في عمله أحداً غيره (٣) . وإذا مرّ بك أمران لا تدري أيهما خيرٌ وأصوب، فانظر أيهما أقرب إلى هواك فخالفه، فإن كثير الصواب في مخالفة هواك. وإياك أن تغلب الحكمة وتضعها في أهل الجهالة (٤)

قال هشام: فقلت له: فإن وجدت رجلاً طالباً له غير أن عقله لا يتّسع لضبط ما ألقي إليه ؟

قالعليه‌السلام :فتلطّف له بالنصيحة، فإن ضاق قلبه (فـ)ـلا تعرضنّ نفسك للفتنة، واحذر ردّ المتكبرين، فإن العلم يُذِلُّ على أن يملى على من لا يفيق (٥) .

قلت: فإن لم أجد من يعقل السؤال عنها؟

قالعليه‌السلام :فاغتنم جهله عن السؤال حتى تسلم من فتنة القول وعظيم فتنة الردّ. واعلم أن الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجده. ولم يؤمنّ الخائفين بقدر خوفهم ولكن آمنهم بقدر كرمه وجوده.ولم يفرّح

ــــــــــــ

(١) العطب: الهلاك.

(٢) الضاري: الحيوان السبع، من ضرّ الكلب بالصيد يضرو: تعودّه وأولع به. وأيضا: تطعم بلحمه ودمه.

(٣) أي إذا اختص العاقل بنعمة ينبغي له أن يشارك غيره في هذه النعمة بأن يعطيه منها.

(٤) قال المجلسيرحمه‌الله : كأنّ فيه حذفاً وإيصالاً أي تغلب على الحكمة أي يأخذها منك قهراً من لا يستحقها بأن يقرأ على صيغة المجهول أو على المعلوم أي تغلب على الحكمة فإنها تأبى عمّن لا يستحقها. ويحتمل أن يكون بالفاء والتاء من الإفلات بمعنى الإطلاق فإنهم يقولون: انفلت مني كلام أي صدر بغير رويّة.

(٥) الإفاقة: الرجوع عن الكسر والإغماء والغفلة إلى حال الاستقامة.

١٦٤

المحزونين بقدر حزنهم ولكن بقدر رأفته ورحمته، فما ظنك بالرؤوف الرحيم الذي يتودّد إلى من يؤذيه بأوليائه فكيف بمن يؤذى فيه ، وما ظنك بالتواب الرحيم الذي يتوب على من يعاديه، فكيف بمن يترضاه (١) ويختار عداوة الخلق فيه.

يا هشام من أحبّ الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه وما أوتي عبدٌ علماً فازداد للدنيا حباً إلاّ ازداد من الله بعداً وازداد الله عليه غضباً.

يا هشام انّ العاقل اللّبيب من ترك ما لا طاقة له به، وأكثر الصواب في خلاف الهوى. ومن طال أمله ساء عمله.

يا هشام لو رأيت مسير الأجل لألهاك عن الأمل.

يا هشام إياك والطمع، وعليك باليأس مما في أيدي الناس. وأمت الطمع من المخلوقين، فإن الطمع مفتاح للذل واختلاس العقل وأخلاق المروات (٢) . وتدنيس العرض، والذهاب بالعلم، وعليك بالاعتصام بربّك والتوكل عليه. وجاهد نفسك لتردّها عن هواها، فإنّه واجب عليك كجهاد عدوّك.

قال هشام: فقلت له فأَيّ الأعداء أوجبهم مجاهدة ؟

قالعليه‌السلام : أقربهم إليك وأعداهم لك وأضرّهم بك وأعظمهم لك عداوة وأخفاهم لك شخصاً مع دنوه منك، ومن يحرّض أعداءك عليك وهو إبليس الموكّل بوسواس القلوب فله فلتشتد عداوتك ولا يكونن أصبر على مجاهدته لهلكتك منك على صبرك لمجاهدته، فإنّه أضعف منك ركناً في قوّته(٣) وأقلّ منك ضرراً في كثرة شرّه. إذا أنت اعتصمت بالله فقد هديت إلى صراط مسقيم.

ــــــــــــ

(١) يترضّاه: أي يطلب رضاه.

(٢) الاختلاق: الافتراء. وفي بعض النسخ (وأخلاق) والظاهر أنه جمع خلق ـ بالتحريك ـ أي البالي. والعرض: النفس والخليقة المحمودة ـ وأيضاً: ما يفتخر الإنسان من حسب وشرف.

(٣) الركن: العزّ والمنعة. وأيضاً: ما يقوى به. والأمر العظيم. أي لا يكن صبره في المجاهدة أقوى منك. فإنك إذا كنت على الاستقامة في مخالفته يكون مع قوّته أضعف منك ركناً وضرراً.

١٦٥

يا هشام من أكرمه الله بثلاث فقد لطف به: عقل يكفيه مؤونة هواه وعلم يكفيه مؤونة جهله وغنى يكفيه مخافة الفقر.

يا هشام احذر هذه الدنيا واحذر أهلها، فإن الناس فيها على أربعة أصناف: رجل متردّ معانق لهواه. ومتعلم متقرّى كلما ازداد علماً ازداد كبراً، يستعلي بقراءته وعلمه على من هو دونه، وعابد جاهل يستصغر من هو دونه في عبادته يحبّ أن يعظّم ويوفّر. وذي بصيرة عالم عارف بطريق الحق يحب القيام به، فهو عاجزٌ أو مغلوب ولا يقدر على القيام بما يعرفـ(ـه) فهو محزون مغموم بذلك، فهو أمثل أهل زمانه(١) وأوجههم عقلاً.

يا هشام اعرف العقل وجنده، والجهل وجنده تكن من المهتدين.

قال هشام: فقلت: جعلت فداك لا نعرف إلاّ ما عرّفتنا.

يا هشام إن الله خلق العقل وهو أوّل خلق خلقه الله من الروحانيّين (٢) عن يمين العرش من نوره فقال له: أدبر، فأدبر ثم قال له: أقبل فأقبل. فقال الله جلّ وعزّ: خلقتك خلقاً (عظيماً) وكرّمتك على جميع خلقي. ثم خلق الجهل من البحر الأجاج الظلماني، فقال له: أدبر، فأدبر ثم قال له: أقبل ،فلم يقبل فقال له: استكبرت فلعنه، ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جنداً، فلمّا رأى الجهل ما كرّم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة، فقال الجهل: يا ربّ هذا خلق مثلي خلقته و كرّمته وقوّيته وأنا ضده ولا قوّة لى به أعطني من الجند مثل ما أعطيته فقال تبارك وتعالى، نعم ، فإن عصيتني بعد ذلك أخرجتك وجندك من جواري ومن رحمتي، فقال: قد رضيت. فأعطاه الله خمسة وسبعين جنداً فكان مما أعطى العقل من الخمسة والسبعين جنداً: الخير وهو وزير العقل وجعل ضدّه الشر وهو وزير الجهل.

الإيمان، الكفر. التصديق، التكذيب. الإخلاص، النفاق. الرجاء، القنوط. العدل، الجور. الرضى، السخط. الشكر، الكفران. اليأس، الطمع. التوكل، الحرص. الرأفة، الغلظة. العلم، الجهل. العفة، التهتك. الزهد، الرغبة. الرفق، الخرق. الرهبة، الجرأة. التواضع، الكبر. التؤدة، العجلة. الحلم، السفه. الصمت، الهذر. الاستسلام، الاستكبار. التسليم، التجبر. العفو، الحقد. الرحمة، القسوة. اليقين، الشك. الصبر، الجزع. الصفح، الانتقام. الغنى، الفقر. التفكّر، السهو. الحفظ، النسيان. التواصل، القطيعة. القناعة، الشره. المؤاساة، المنع. المودة، العداوة. الوفاء، الغدر. الطاعة، المعصية. الخضوع، التطاول. السلامة، البلاء. الفهم، الغباوة. المعرفة، الإنكار. المداراة، المكاشفة سلامة الغيب،

ــــــــــــ

(١) الأمثل: الأفضل.

(٢) أي هو أول مخلوق من المنسوبين إلى الروح في مدينة بنية الإنسان المتمركزين بأمر الربّ والسلطان في مقرّ الحكومة العقلية. فهو أولّها ورأسها ثم يوجد بعده وبسببه جنداً فجنداً إلى أن يكمل للإنسان جودة العقل.

١٦٦

المماكرة. الكتمان، الإفشاء. البرّ، العقوق. الحقيقة، التسويف. المعروف، المنكر. التقية، الإذاعة. الإصاف، الظلم. التقى، الحسد. النظافة، القذر. الحياء، القحة. القصد، الإسراف. الراحة، التعب. السهولة، الصعوبة. العافية، البلوى. القوام، المكاثرة. الحكمة، الهوى. الوقار، الخفة. السعادة، الشقاء. التوبة، الإصرار. المحافظة، التهاون. الدعاء، الاستنكاف. النشاط، الكسل. الفرح، الحزن. الألفة، الفرقة. السخاء، البخل. الخشوع، العجب. صون الحديث النميمة. الاستغفار، الاغترار. الكياسة، الحمق. يا هشام لا تُجمعُ هذه الخصال إلاّ لنبيّ أو وصيّ أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان. وأما ساير ذلك من المؤمنين فإنّ أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود من أجناد العقل حتى يستكمل العقل ويتخلص من جنود الجهل. فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام وفّقنا الله وإيّاكم لطاعته(١) .

التوحيد وأُسس التدبير الإلهي:

١ ـ عن محمد بن أبي عمير، قال: دخلت على سيدي موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، فقلت له: يا ابن رسول الله علّمني التوحيد فقال:(يا أبا أحمد ، لا تتجاوز في التوحيد ما ذكره الله تعالى ذكره في كتابه فتهلك واعلم أن الله تعالى واحد، أحدٌ ، صمدٌ، لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك، ولم يتخذ صاحبة ولا ولداً ولا شريكاً، وأنه الحي الذي لا يموت ، والقادر الذي لا يعجز، والقاهر الذي لا يغلب، والحليم الذي لا يعجل، والدائم الذي لا يبيد، والباقي الذي لا يفنى، والثابت الذي لا يزول، والغني الذي لا يفتقر، والعزيز الذي لا يذل. والعالم الذي لا يجهل، والعدل الذي لا يجور، والجواد الذي لا يبخل، وأنه لا تقدره العقول، ولا تقع عليه الأوهام، ولا تحيط به الأقطار، ولا يحويه مكان، ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير ( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ) وهو الأوّل الذي لا شيء قبله ، والآخر الذي لا شيء بعده ، وهو القديم وما سواه مخلوق محدث ، تعالى عن صفات المخلوقين علوّاً كبيراً) (٢) .

٢ ـ عن زكريا بن عمران، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، قال:

ــــــــــــ

(١) بحار الأنوار: ٧٥ / ٢٩٦ ـ ٣١٩.

(٢) بحار الأنوار: ٧٥/٢٩٦ ـ ٣١٩ ، التوحيد: ٧٦.

١٦٧

 (لا يكون شيء في السماوات ولا في الأرض إلاّ بسبع: بقضاء وقدر وإرادة ومشيئة وكتاب وأجل وإذن، فمن زعم غير هذا فقد كذب على الله أو ردّ على الله عزّ وجلّ) (١) .

٣ ـ عن محمد بن حكيم قال: كتب أبو الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام إلى أبي:(أن الله أعلا وأجل وأعظم من أن يبلغ كنه صفته. فصفوه بما وصف به نفسه، وكفّوا عما سوى ذلك) (٢) .

٤ ـ وقالعليه‌السلام :(إنّ الله تعالى لا يشبهه شيء، أي فحش أو خنى أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة أو بتحديد وأعضاء، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً) (٣) .

من سيرة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتاريخ حياته:

١ ـ روى ابن طاووس في كتاب الطرف نقلاً من كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير عن موسى بن جعفر، عن أبيهعليهما‌السلام قال: (لمّا حضرت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوفاة دعا الأنصار وقال: يا معشر الأنصار! قد حان الفراق، وقد دعيت وأنا مجيب الداعي، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار، ونصرتم فأحسنتم النصرة، وواسيتم في الأموال، ووسعتم في المسلمين، وبذلتم لله مهج النفوس والله يجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى، وقد بقيت واحدة وهي تمام الأمر وخاتمة العمل العمل معها مقرون إني أرى أن لا أفترق بينهما جميعاً لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست، من أتى بواحدة وترك الأخرى كان جاحداً للأولى ولا يقبل الله منه صرفاً و لا عدلاً قالوا: يا رسول الله فأين لنا بمعرفتها، فلا تمسك عنها فنضل ونرتد عن الإسلام، والنعمة من الله ومن رسوله علينا، فقد أنقذنا الله بك من الهلكة يا رسول الله، وقد بلّغت ونصحت وأديت وكنت بنا رؤوفاً رحيماً شفيقاً.

ــــــــــــ

(١) أصول الكافي: ١ / ١٤٩ والخصال: ٣٥٩.

(٢) أصول الكافي: ١ / ١٠٢.

(٣) أصول الكافي: ١ / ١٠٥.

١٦٨

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( كتاب الله وأهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن وفيه الحجّة والنور والبرهان، كلام الله جديد غض طري شاهد ومحكم عادل ولنا قائد بحلاله وحرامه وأحكامه يقوم غداً فيحاج أقواماً فيزل الله به أقدامهم عن الصراط، واحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي، فإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، ألا وان الإسلام سقف تحته دعامة، لا يقوم السقف إلاّ بها.

فلو أن أحدكم أتى بذلك السقف ممدوداً لا دعامة تحته فأوشك أن يخرّ عليه سقفه فيهوي في النار، أيها الناس! الدعامة: دعامة الإسلام ، وذلك قوله تعالى: ( يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) فالعمل الصالح طاعة الإمام وليّ الأمر والتمسّك بحبله ، أيّها الناس! أفهمتم ؟ الله الله في أهل بيتي! مصابيح الظلم، ومعادن العلم، وينابيع الحكم ، ومستقر الملائكة منهم وصيّي وأميني ووارثي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى ألا هل بلغت معاشر الأنصار؟ ألا فاسمعوا ومن حضر، ألا إنّ فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله .

قال عيسى: فبكى أبو الحسنعليه‌السلام طويلاً، وقطع بقية كلامه، وقال:هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله ...

ثم قالعليه‌السلام :أخبرني أبي، عن جدي محمد بن علي قال: قد جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المهاجرين فقال لهم: ( أيها الناس إني قد دعيت، وإني مجيب دعوة الداعي، قد اشتقت إلى لقاء ربي واللحوق بإخواني من الأنبياء وإني أعلمكم أني قد أوصيت إلى وصيي، ولم أهملكم إهمال البهائم، ولم أترك من أموركم شيئاً) فقام إليه عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله! أوصيت بما أوصى به الأنبياء من قبلك؟

قال: نعم، فقال له: فبأمر من الله أوصيت أم بأمرك؟!

قال له: (اجلس يا عمر، أوصيت بأمر الله ، وأمره طاعته، وأوصيت بأمري وأمري طاعة الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن عصى وصيّي فقد عصاني، ومن أطاع وصيّي فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله لا ما تريد أنت وصاحبك) ثم التفت إلى الناس وهو مغضب فقال: (أيها الناس! اسمعوا وصيّتي، من آمن بي وصدّقني بالنبوة وأني رسول الله فأوصيه بولاية علي بن أبي طالب وطاعته والتصديق له. فإن ولايته ولايتي، وولاية ربّي، قد أبلغتكم فليبلغ الشاهد الغائب إن علي بن أبي طالب هو العلم، فمن قصّر دون العلم فقد ضلّ، ومن تقدّمه تقدّم إلى النار، ومن تأخّر عن العلم يميناً هلك، ومن أخذ يساراً غوى وما توفيقي إلاّ بالله، فهل سمعتم ؟ ) قالوا: نعم .

١٦٩

٢ ـ وعن الإمام الكاظمعليه‌السلام أنه قال: (قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليعليه‌السلام حين دفع إليه الوصية: اتخذ لها جواباً غداً بين يدي الله تبارك وتعالى ربّ العرش. فإني محاجّك يوم القيامة بكتاب الله حلاله وحرامه، ومحكمه ومتشابهه على ما أنزل الله، وعلى ما أمرتك، وعلى فرائض الله كما أنزلت وعلى الأحكام من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتنابه، مع إقامة حدود الله وشروطه، والأمور كلها ، وأقام الصلاة لوقتها، وإيتاء الزكاة لأهلها، وحجّ البيت، والجهاد في سبيل الله، فما أنت قائل يا علي ؟ فقال عليعليه‌السلام : بأبي أنت وأمي أرجو بكرامة الله لك ومنزلتك عنده ونعمته عليك أن يعينني ربّي، ويثبتني فلا ألقاك بين يدي الله مقصراً ولا متوانياً ولا مفرطاً، ولا أمعز وجهك وقاه وجهي ووجوه آبائي وأمهاتي بل تجدني بأبي أنت وأمي مستمراً متّبعاً لوصيتك ومنهاجك وطريقك مادمت حياً حتى أقدم بها عليك، ثم الأول فالأول من ولدي لا مقصرين ولا مفرطين.

قال عليعليه‌السلام : ثم انكببت على وجهه وعلى صدره وأنا أقول: وا وحشتاه بعدك ، بأبي أنت وأمي، ووحشة ابنتك وبنيك بل وأطول غمّي بعدك يا أخي، انقطعت من منزلي أخبار السماء، وفقدت بعدك جبرئيل وميكائيل، فلا أحسّ أثراً ولا أسمع حسّاً، فأغمي عليه طويلاً ثم أفاقصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال أبو الحسنعليه‌السلام فقلت لأبي: فما كان بعد إفاقته ؟ قال: دخل عليه النساء يبكين وارتفعت الأصوات وضجّ الناس بالباب من المهاجرين والأنصار، فبيناهم كذلك إذ نودي: أين علي؟ فأقبل حتى دخل عليه، قال عليعليه‌السلام : فانكببت عليه فقال: يا أخي افهم فهمك الله وسدّدك وأرشدك ووفقك وأعانك وغفر ذنبك ورفع ذكرك.

اعلم يا أخي أنّ القوم سيشغلهم عنّي ما يشغلهم، فإنّما مثلك في الأمة مثل الكعبة، نصبها الله للناس علماً، وإنما تؤتى من كلّ فجّ عميق، ونأي سحيق ولا تأتي، وإنما أنت علم الهدى، ونور الدين، وهو نور الله يا أخي، والذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد بعد أن أخبرتهم رجلا رجلا ما افترض الله عليهم من حقّك، وألزمهم من طاعتك ، وكلّ أجاب وسلم إليك الأمر، وإنّي لأعلم خلاف قولهم.

فإذا قبضت وفرغت من جميع ما أوصيك به وغيبتني في قبري فالزم بيتك، واجمع القرآن على تأليفه، والفرائض والأحكام على تنزيله ثم امضِ على غير لائمة على ما أمرتك به، وعليك بالصبر على ما ينزل بك منهم حتى تقدم عليّ) (١) .

٣ ـ قال عيسى الضرير :... فسألت موسى (يعني الكاظمعليه‌السلام ) وقلت: إنّ الناس قد أكثروا في أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، ثم عمر،

ــــــــــــ

(١) خصائص الأئمة للشريف الرضي: ٧٢، ٧٣ وعنه في الطُرف لابن طاووس: ٢٥ ـ ٢٧ وعنه في بحار الأنوار: ٢٢ / ٤٨٢ ـ ٤٨٤ والخبر كالسابق عن رسالة الوصية لعيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير البجلي البغدادي المضعّف في النجاشي: ٢٩٧ برقم ٨٠٩.

١٧٠

فأطرق عني طويلاً، ثم قال: (ليس كما ذكروا، ولكنك يا عيسى كثير البحث عن الأمور، ولا ترضى عنها إلاّ بكشفها) ، فقلت: بأبي أنت وأمي إنما أسأل عما أنتفع به في ديني وأتفقّه مخافة أن أضل، وأنا لا أدري، ولكن متى أجد مثلك يكشفها لي.

فقالعليه‌السلام :إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا ثقل في مرضه دعا علياً فوضع رأسه في حجره، وأُغمي عليه وحضرت الصلاة فأوذن بها، فخرجت عائشة، فقالت: يا عمر اخرج فصلّ بالناس فقال: أبوك أولى بها، فقالت: صدقت، ولكنه رجل ليّن، وأكره أن يواثبه القوم فصلّ أنت.

فقال لها عمر: بل يصلي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب أو تحرك متحرك، مع أن محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مغمى عليه لا أراه يفيق منها، والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه، يريد علياًعليه‌السلام فبادره بالصلاة قبل أن يفيق، فإنه إن أفاق خفت أن يأمر علياً بالصلاة، فقد سمعت مناجاته منذ الليلة، وفي آخر كلامه: الصلاة الصلاة قال: فخرج أبو بكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك.

ثم ظنوا أنه بأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يكبّر حتى أفاقصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال: أدعو إليَّ العباس، فدعي فحمله هو وعلي، فأخرجاه حتى صلّى بالناس، وإنه لقاعد، ثم حمل فوضع على منبره، فلم يجلس بعد ذلك على المنبر، واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتى برزت العواتق من خدورهنّ، فبين باك وصائح وصارخ ومسترجع والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخطب ساعة، ويسكت ساعة، وكان مما ذكر في خطبته أن قال:

يا معشر المهاجرين والأنصار ومن حضرني في يومي هذا وفي ساعتي هذه من الجن والإنس فليبلغ شاهدكم الغائب، ألا قد خلّفت فيكم كتاب الله، فيه النور والهدى والبيان، ما فرّط الله فيه من شيء، حجة الله لى عليكم، وخلّفت فيكم العلم الأكبر علم الدين ونور الهدى وصيي علي بن أبي طالب، ألا هو حبل الله فاعتصموا به جميعاً ولا تفرّقوا عنه، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً.

أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز الله اليوم وما بعد اليوم، من أحبه وتولاه اليوم وما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله، وأدى ما وجب عليه، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمى وأصم، لا حجة له عند الله، أيّها الناس لا تأتوني غداً بالدنيا تزفونها زفاً،ويأتي أهل بيتي شعثاً غبراً مقهورين مظلومين، تسيل دماؤهم أمامكم وبيعات الضلالة والشورى للجهالة.

ألا وإن هذا الأمر له أصحاب وآيات قد سمّاهم الله في كتابه، وعرّفتكم وبلّغتكم ما أُرسلت به إليكم ولكني أراكم قوماً تجهلون، لا ترجعنّ بعدي كفاراً مرتدين متأولين للكتاب على غير معرفة، وتبتدعون السنة بالهوى، لأن كلّ سنّة وحدث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل.

١٧١

القرآن إمام هدى، وله قائد يهدي إليه ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة وليّ الأمر بعدي وليه، ووارث علمي وحكمتي وسري وعلانيتي، وما ورثه النبيّيون من قبلي، وأنا وارث ومورّث فلا تكذبنكم أنفسكم.

أيها الناس! الله الله في أهل بيتي، فإنهم أركان الدين، ومصابيح الظلم، ومعدن العلم ، عليّ أخي ووارثي، ووزيري وأميني والقائم بأمري والموفي بعهدي على سنتي.

أول الناس بي إيماناً، وآخرهم عهداً عند الموت، وأوسطهم لي لقاء يوم القيامة، فليبلغ شاهدكم غائبكم، ألا ومن أمّ قوماً إمامة عمياء وفي الأمة من هو أعلم منه فقد كفر، أيّها الناس ومن كانت له قبلي تبعة فها أنا، ومن كانت له عدة فليأت فيها علي بن أبي طالب، فإنه ضامن لذلك كله حتى لا يبقى لأحد عليّ تباعة) (١) .

ــــــــــــ

(١) خصائص الأئمة للشريف الرضي: ٧٣ ـ ٧٥ وعنه في الطُرف: ٢٩ ـ ٣٤ وعنه في بحار الأنوار: ٢٢ / ٤٨٤ ـ ٤٨٧. والخبر كسابقه عن رسالة الوصية لعيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير البجلي البغدادي المضعّف في النجاشي: ٢٩٧ برقم ٨٠٩.

١٧٢

الإمامة والأئمة:

١ ـ عن داود الرقي، عن العبد الصالحعليه‌السلام قال:(إنّ الحجة لا تقوم لله على خلقه إلاّ بإمام حيّ يُعرف) (١) .

٢ ـ عن أبي علي بن راشد، قال: قال أبو الحسنعليه‌السلام :(إنّ الأرض لا تخلو من حجّة وأنا والله ذلك الحجّة) (٢) .

٣ ـ عن علي بن جعفر، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، قال: قال لي:(نحن في العلم والشجاعة سواء وفي العطايا على قدر ما نؤمر ) (٣) .

٤ ـ عن هارون بن خارجة، قال: قال لي أبو الحسنعليه‌السلام :(نحن المثاني التي اُريها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونحن وجه الله نتقلب بين أظهركم، فمن عرفنا عرفنا ومن لم يعرفنا فأمامه اليقين) (٤) .

٥ ـ عن أبي الحسن موسى الكاظمعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) قال:(نحن المحسودون) (٥) .

٦ ـ عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام في قوله:( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ) قال:(هم الأوصياء) (٦) .

ــــــــــــ

(١) الاختصاص: ٢٦٩.

(٢) أصول الكافي: ١ / ١٧٩.

(٣) أصول الكافي: ١ / ٢٧٥.

(٤) البصائر: ٦٦.

(٥) أصول الكافي: ١ / ٢٠٦.

(٦) أصول الكافي: ١ / ٤٢٥.

١٧٣

٧ ـ عن سيف بن عميرة، قال: سمعت العبد الصالح أبا الحسنعليه‌السلام ينعى إلى رجل نفسه فقلت في نفسي وإنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته ، فقال ـ شبه المغضب ـ:(يا إسحاق قد كان رشيد الهجري يعلم علم المنايا والبلايا فالإمام أولى بذلك) (١) .

٨ ـ عن معاوية عن إسحاق قال: كنت عند أبي الحسنعليه‌السلام ودخل عليه رجل فقال له أبو الحسنعليه‌السلام :(يا فلان إنك تموت إلى شهر) قال: فأضمرت في نفسي : كأنه يعلم آجال شيعته ، فقالعليه‌السلام :(يا إسحاق وما تنكرون من ذلك ! وقد كان رشيد الهجري مستضعفاً وكان يعلم علم المنايا والبلايا فالإمام أولى بذلك) . ثم قالعليه‌السلام :(يا إسحاق تموت إلى سنتين ويشتّت أهلك وولدك وعيالك وأهل بيتك ويفلسون إفلاساً شديداً) (٢) .

٩ ـ عن علي بن جعفر، عن أخيه موسىعليه‌السلام في قوله تعالى:( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) قال: (البئر المعطلة الإمام الصامت والقصر المشيد الإمام الناطق) (٣) .

١٠ ـ حدثنا يعقوب بن جعفر، قال: كنت مع أبي الحسنعليه‌السلام بمكة فقال له رجل: إنك لتفسر من كتاب الله ما لم نسمع به فقال أبو الحسنعليه‌السلام :(علينا نزل قبل الناس ولنا فسر قبل أن يفسّر في الناس ، فنحن نعرف حلاله وحرامه وناسخه ومنسوخه وسفريه وحضريه ، وفي أي ليلة نزلت كم من آية وفيمن نزلت وفيما نزلت ، فنحن حكماء الله في أرضه وشهداؤه على خلقه ، وهو قول الله تبارك وتعالى : ( سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ) فالشهادة لنا والمسألة للمشهود عليه فهذا علم ما قد أنهيته إليك وأديته إليك ما لزمني فإن قبلت فاشكر وإن تركت فإنّ الله على كل شيء

ــــــــــــ

(١) بصائر الدرجات: ٢٦٤.

(٢) بصائر الدرجات: ٢٦٥.

(٣) أصول الكافي: ١ / ٤٢٧ ، والمناقب: ٣ / ١٠٧ ومعه نحوه عن أبيه الصادق عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في علي عليه‌السلام .

١٧٤

شهيد) (١) .

١١ ـ عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال:(ولاية عليّ عليه‌السلام مكتوبة في جميع صحف الأنبياء ولن يبعث الله رسولاً إلاّ بنبوّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصيّة علي عليه‌السلام ) (٢) .

١٢ ـ عن علي بن سويد السابي قال: كتب إليَّ أبو الحسن الأولعليه‌السلام في كتاب:(أن أوّل ما أنعى إليك نفسي في ليالي هذه غير جازع ولا نادم ولا شاك فيما هو كائن مما قضى الله وحتم فاستمسك بعروة الدين آل محمد (صلوات الله عليه وعليهم) والعروة الوثقى الوصي بعد الوصي والمسالمة والرضا بما قالوا) (٣) .

١٣ ـ عن سعيد بن (أبي) سعيد البلخي قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول:(إن لله عزّ وجلّ في وقت كل صلاة يصليها هذا الخلق لعنة) ، قال: قلت: جعلت فداك ولم ذاك؟ قال :(لجحودهم حقنا وتكذيبهم إيانا) (٤) .

١٤ ـ عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الأول ـ يعني موسى بن جعفرعليهما‌السلام ـ قال:(ما ترك الله عزّ وجلّ الأرض بغير إمام قطّ منذ قبض آدم عليه‌السلام يهتدى به إلى الله عَزَّ وجَلَّ وهو الحجّة على العباد من تركه ضلّ ومن لزمه نجا حقاً على الله عَزَّ وجَلَّ) (٥) .

١٥ ـ حدثنا عبد الله بن قدامة الترمذي، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، قال:(من شكّ في أربعة فقد كفر بجميع ما أنزل الله تبارك وتعالى أحدها: معرفة الإمام في كل زمان

ــــــــــــ

(١) بصائر الدرجات: ١٩٨.

(٢) الكافي: ١ / ٤٣٧.

(٣) قرب الإسناد: ١٤٢.

(٤) علل الشرائع: ٢ / ٢٨٩ ، وعقاب الأعمال: ٢٤٨.

(٥) كمال الدين: ٢٢٠.

١٧٥

وأوان بشخصه ونعته) (١) .

١٦ ـ عن عمر بن يزيد، عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول:(من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية، إمام حي يعرفه) . فقلت: لم أسمع أباك يذكر هذا ـ يعني إماماً حياً ـ فقال:(قد والله قال ذاك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال:(وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من مات وليس له إمام يسمع له ويطيع مات ميتة جاهلية) (٢) .

١٧ ـ عن داود الرقي، عن العبد الصالحعليه‌السلام ، قال:(إنّ الحجّة لا تقوم لله على خلقه إلاّ بإمام حي يعرف) (٣) .

١٨ ـ عن محمد بن حكيم، قال: سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن الإمام هل يسئل عن شيء من الحلال والحرام والذي يحتاج الناس ولا يكون فيه شيء، قال:(لا ، ولكن يكون عنده ولا يجيب ذاك إليه إن شاء أجاب وإن شاء لم يجب) (٤) .

١٩ ـ عن صفوان بن يحيى قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام يكون الإمام في حال يسئل عن الحلال والحرام والذي يحتاج الناس إليه فلا يكون عنده شيء، قال:(لا ، ولكن قد يكون عنده ولا يجيب) (٥) .

٢٠ ـ عن علي السائي عن أبي الحسن الأول موسىعليه‌السلام ، قال: قال:(مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه: ماض وغابر وحادث فأمّا الماضي فمفسر، وأما الغابر فمزبور ، وأما الحادث فقذف في القلوب، ونقرٌ في الأسماع ، وهو أفضل علمنا ، ولا نبيّ بعد نبينا) (٦) .

ــــــــــــ

(١) كمال الدين: ٤١٣.

(٢) الاختصاص: ٢٦٨.

(٣) الاختصاص: ٢٦٩.

(٤) البصائر: ٤٤.

(٥) البصائر: ٤٤.

(٦) أصول الكافي: ١ / ٢٦٤.

١٧٦

٢١ ـ عن محمد بن علي بن خالد الجواز، قال: دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام وهو في عرصة داره وهو يومئذ بالرملية فلما نظرت إليه قلت: بأبي أنت وأمي يا سيدي ، مظلوم مغصوب مضطهد في نفسي ثم دنوت منه فقبّلت بين عينيه وجلست بين يديه ، فالتفت إليّ فقال:(يابن خالد نحن أعلم بهذا الأمر فلا تتصور هذا في نفسك) . قال: قلت جعلت فداك والله ما أردت بهذا شيئاً، قال: فقال:(نحن أعلم بهذا الأمر من غيرنا لو أردنا أُذن إلينا وأن لهؤلاء القوم مدّة وغاية لا بدّ من الانتهاء إليها) قال: فقلت لا أعود وأصيِّر في نفسي شيئاً أبداً قال: فقال:(لا تعد أبداً) (١) .

٢٢ ـ عن محمد بن حكيم عن أبي الحسنعليه‌السلام قال:(إنما هلك من كان قبلكم بالقياس إنّ الله تبارك وتعالى لم يقبض نبيّه حتى أكمل له جميع دينه في حلاله وحرامه فجاءكم مما تحتاجون إليه في حياته وتستغيثون به وبأهل بيته بعد موته وإنها مصحف عند أهل بيته حتى إن فيه لأرش خدش الكف) ثم قال:(إن أبا حنيفة لعنه الله ممن يقول: قال علي وأنا قلت) (٢) .

٢٣ ـ عن عبد الله بن جندب انه كتب اليه أبو الحسنعليه‌السلام :(إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق) (٣) .

٢٤ ـ عن الحسين بن علي بن يقطين عن أبيه، قال: سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن شيء من أمر العالم فقال:(نكت في القلب ونقر في الأسماع وقد يكونان معاً) (٤) .

ــــــــــــ

(١) بصائر الدرجات: ١٢٦.

(٢) البصائر: ١٤٧.

(٣) البصائر: ٢٨٨.

(٤) البصائر: ٣١٦.

١٧٧

الوصيّ بعد الإمام الكاظمعليه‌السلام :

١ ـ عن الحسين بن نعيم الصحّاف قال: كنت أنا وهشام بن الحكم وعلي بن يقطين ببغداد، فقال علي بن يقطين: كنت عند العبد الصالح جالساً فدخل عليه ابنه علي، فقال لي:(يا علي بن يقطين هذا علي سيد ولدي. أما إني قد نحلته كنيتي) . فضرب هشام بن الحكم براحة جبهته، ثم قال: ويحك كيف قلت ؟ فقال علي بن يقطين: سمعت والله منه كما قلت. فقال هشام: أخبرك أنّ الأمر فيه من بعده(١) .

٢ ـ عن نعيم القابوسي عن أبي الحسن، أنه قال:(إنّ ابني علياً أكبر ولدي وأبرّهم عندي وأحبّهم إليَّ ، وهو ينظر معي في الجفر ولم ينظر فيه إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ) (٢) .

٣ ـ عن داود الرقي، قال: قلت لأبي إبراهيمعليه‌السلام : جعلت فداك إني قد كبر سنّي فخذ بيدي من النار، قال: فأشار إلى ابنه أبي الحسنعليه‌السلام فقال:(هذا صاحبكم من بعدي) (٣) .

٤ ـ عن محمد بن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي الحسن الأوّلعليه‌السلام : ألا تدلّني إلى من آخذ عنه ديني؟ فقال:(هذا ابني علي. إنّ أبي قد أخذني فأدخلني إلى قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا بني إنّ الله عَزَّ وجَلَّ قال: ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) وإن الله عَزَّ وجَلَّ إذا قال قولاً وفي به) (٤) .

٥ ـ عن دواد الرقي قال: قلت لأبي الحسن موسىعليه‌السلام : إني قد كبرت

ــــــــــــ

(١) أصول الكافي: ١ / ٣١١.

(٢) أصول الكافي: ١ / ٣١٢.

(٣) أصول الكافي: ١ / ٣١٢.

(٤) أصول الكافي: ١ / ٣١٢.

١٧٨

سني ودقّ عظمي وإني سألت أباكعليه‌السلام فأخبرني بك، فأخبرني من بعدك ؟ فقال:(هذا أبو الحسن الرضا) (١) .

٦ ـ عن زياد بن مروان القندي وكان من الواقفة قال: دخلت على أبي إبراهيم وعنده ابنه أبو الحسنعليه‌السلام فقال لي:(يا زياد هذا ابني فلان، كتابه كتابي وكلامه كلامي ورسوله رسولي وما قال فالقول قوله) (٢) .

٧ ـ عن محمد بن الفضيل قال: حدثني المخزومي وكانت أمه من ولد جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام قال: (بعث إلينا أبو الحسن موسىعليه‌السلام فجمعنا، ثم قال لنا:أتدرون لم دعوتكم؟ فقلنا: لا ، فقال:اشهدوا أنّ ابني هذا وصيي والقيّم بأمري وخليفتي من بعدي، من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا، ومن كانت له عندي عدة فليتنّي فلينجزها منه ومن لم يكن له بدّ من لقائي فلا يلقني إلاّ بكتابه) (٣) .

٨ ـ عن الحسين بن المختار، قال: خرج إلينا من أبي الحسنعليه‌السلام بالبصرة ألواح مكتوب فيها بالعرض:(عهدي إلى أكبر ولدي، يعطي فلان كذا، وفلان كذا، وفلان كذا، وفلان لا يعطي حتى أجىء أو يقضي الله عز وجلّ عليّ الموت، إنّ الله يفعل ما يشاء) (٤) .

٩ ـ عن داود بن زربي، قال: جئت إلى أبي إبراهيمعليه‌السلام بمال، فأخذ بعضه وترك بعضه، فقلت: أصلحك الله لأي شيء تركته عندي ؟ قال:(إنّ صاحب هذا الأمر يطلبه منك) .

فلما جاءنا نعيه بعث إليَّ أبو الحسنعليه‌السلام ابنه، فسألني ذلك،

ــــــــــــ

(١) أصول الكافي: ١/٣١٢.

(٢) أصول الكافي: ١ / ٣١٢.

(٣) أصول الكافي: ١ / ٣١٢.

(٤) أصول الكافي: ١ / ٣١٣.

١٧٩

فدفعته إليه(١) .

١٠ ـ عن سليمان بن حفص المروزي قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام وأنا أريد أن أسأله عن الحجة على الناس بعده، فلمّا نظر إليّ ابتدأني وقال:(يا سليمان إنّ عليّاً ابني ووصيي والحجة على الناس بعدي، وهذا أفضل ولدي فإن بقيت بعدي فاشهد له بذلك عند شيعتي وأهل ولايتي المستخبرين عن خليفتي من بعدي) (٢) .

الإمام المهدي المنتظر(عجّل الله فرجه):

١ ـ عن علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر بن محمّدعليهم‌السلام ، قال:(لا يكون القائم إلاّ إمام ابن إمام ووصي ابن وصي) (٣) .

٢ ـ عن محمد بن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفرعليه‌السلام ، قال:(إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلكم أحد عنها يا بني إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به إنما هي محنة من الله عَزَّ وجَلَّ امتحن بها خلقه ولو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لاتبعوه. فقلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ قال:يا بني عقولكم تصغر عن هذا وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا فسوف تدركوه) (٤) .

٣ ـ عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، قالا:(لو قد قام القائم لحكم بثلاث لم يحكم بها أحد قبله، يقتل الشيخ الزاني، ويقتل مانع الزكاة،

ــــــــــــ

(١) أصول الكافي: ١/٣١٣.

(٢) عيون الأخبار: ١ / ٢٦.

(٣) عيون الأخبار: ٢ / ١٣١.

(٤) علل الشرايع: ١ / ٢٣٣ ، والكافي: ١ / ٣٣٦ ، وغيبة النعماني: ١٥٤.

١٨٠