اعلام الهداية - الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)

اعلام الهداية - الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)0%

اعلام الهداية - الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: الإمام الصادق عليه السلام
الصفحات: 241

اعلام الهداية - الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: الصفحات: 241
المشاهدات: 97497
تحميل: 6367

توضيحات:

اعلام الهداية - الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 241 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 97497 / تحميل: 6367
الحجم الحجم الحجم
اعلام الهداية - الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)

اعلام الهداية - الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

إنّ التراث الذي جمعه علماء مدرسة أهل البيتعليهم‌السلام والذي رووه عن الإمام الصادقعليه‌السلام يفوق تراث كلّ واحد من المعصومين من حيث الكمّ ومن حيث الاهتمام بشتّى العلوم الإنسانية والطبيعية جميعاً .

وقد وقفنا على شيء من اهتماماته الواسعة في بحوث سبقت في هذا الكتاب ، مثل : جامعة أهل البيتعليهم‌السلام والجماعة الصالحة وإتماماً للفائدة واتّساقاً مع سائر أجزاء هذه الموسوعة سوف نلمّ بطرف آخر من رواياته وتراثه في شتّى فروع المعرفة الإسلامية .

مصادر المعرفة وآثارها

١ ـ عن علي بن الحكم ، عن هشام ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :( لمّا خلق الله العقل استنطقه ، ثم قال له : أقبل فأقبل ، فقال له : أدبر فأدبر ، فقال : وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبُّ إليّ منك ، بك آخذ ، وبك أعطي وعليك أثيب ) (١) .

٢ ـ عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام فقلت : الملائكة أفضل أم بنو آدم ؟ فقال :( قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : إنّ الله ركّب (٢) في الملائكة عقلاً بلا شهوة ، وركّب في البهائم شهوة بلا عقل ، وركّب في بني آدم كلتيهما ، فمَن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ومَن غلب شهوته عقله فهو شرّ من البهائم ) (٣) .

٣ ـ عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :( حجّة الله على العباد

ـــــــــــــــــ

(١) المحاسن : ١/١٩٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، باب ١ ، باب العقل ، ح ٧ .

(٢) ركّب : أي خلق .

(٣) علل الشرائع : ١/٤ ، باب ٦ .

٢٢١

النبيّ ، والحجّة فيما بين العباد وبين الله العقل ) (١) .

الأنبياء والأئمّة

١ ـ عن أبي حمزة الثمالي ، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :( إيّاك والرياسة وإيّاك أن تطأ أعقاب الرجال ـ إلى أن قال ـ : إيّاك أن تنصب رجلاً دون الحجّة ، فتصدقه في كل ما قال ) (٢) .

٢ ـ عن الفضيل ، قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجل :( إنّما أنت منذر ولكل قوم هاد ) ؟ فقال :( كل إمام هادٍ للقرن الذي هو فيهم ) (٣) .

٣ ـ عن عمّار الساباطي ، قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الإمام ، يعلم الغيب ؟ قال :( لا ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء ، أعلمه الله ذلك ) (٤) .

٤ ـ وعن بريدة بن معاوية ، عن أحدهماعليهما‌السلام ، في قول الله عزّ وجل( وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم ) ،( فرسول الله أفضل الراسخين في العلم قد علّمه الله جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان الله لينزل عليه شيئاً لم يعلّمه تأويله ، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه ، إلى أن قال : والقرآن خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ ، فالراسخون في العلم يعلمونه ) (٥) .

الإسلام والإيمان

١ ـ عن جميل بن صالح ، قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام أخبرني عن

ـــــــــــــــــ

(١) الكافي : ١/٢٥ ، كتاب العقل والجهل : ٢٢ .

(٢) معاني الأخبار : ١/١٦٤ ، باب معنى وطء أعقاب الرجال .

(٣) الكافي : ١/١٩١ ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمةعليهم‌السلام هم الهداة ، ح ١ .

(٤) الكافي : ١/٢٥٧ ، كتاب الحجّة ، باب نادر فيه ذكر الغيب ، ح ٤ .

(٥) الكافي : ١/٢١٣ ، كتاب الحجّة باب أنّ الراسخين في العلم هم الأئمةعليهم‌السلام ، ح ٢ .

٢٢٢

الإسلام والإيمان ، أهما مختلفان ؟ قال :( إنّ الإيمان يشارك الإسلام ، والإسلام لا يشارك الإيمان ، فقلت : فصفهما لي قال :( الإسلام شهادة أن لا إله إلاّ الله والتصديق برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث وعلى ظاهره جماعة الناس ، والإيمان الهدى وما ثبت في القلوب من صفة الإسلام وما ظهر من العمل ، والإيمان أرفع من الإسلام بدرجة ) (١) .

٢ ـ عن عبد الرحيم القصير ، قال كتبت مع عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام : أسأله عن الإيمان ما هو ؟ فكتبعليه‌السلام إليّ مع عبد الملك بن أعين :( سألت يرحمك الله عن الإيمان ، والإيمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالأركان والإيمان بعضه من بعض ، وهو دار ، وكذلك الإسلام دار ، والكفر دار ، فقد يكون العبد مسلماً قبل أن يكون مؤمناً ، ولا يكون مؤمناً حتى يكون مسلماً ، فالإسلام قبل الإيمان وهو يشارك الإسلام ) (٢) .

٣ ـ عن عبد الله بن مسكان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قلت له : ما الإسلام ؟ قال :( دين الله ، اسمه الإسلام وهو دين الله قبل أن تكونوا حيث كنتم وبعد أن تكونوا ، فمَن أقرّ بدين الله فهو مسلم ، ومَن عمل بما أمر الله عزّ وجل فهو مؤمن ) (٣) .

ـــــــــــــــــ

(١) الكافي : ٢/٢٥ ، كتاب الإيمان والكفر باب أنّ الإيمان يشارك الإسلام ، ح ١ .

(٢) الكافي : ٢/٢٧ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب أن الإسلام قبل الإيمان ، ح ١ .

(٣) الكافي : ٢/٣٨ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ٣٠ ، باب أنّ الإيمان مبثوث لجوارح البدن كلّها ، ح ٤ .

٢٢٣

التفقّه في الدين

١ ـ عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال :( قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طلب العلم فريضة على كل مسلم ، ألا وأنّ الله يحب بغاة العلم ) (١) .

٢ ـ عن أبي جعفر الأحول عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال :( لا يسع الناس حتّى يسألوا ويتفقّهوا ويعرفوا إمامهم ويسعهم أن يأخذوا بما يقول وإن كان تقيّة ) (٢) .

٣ ـ عن جميل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول :( يغدو الناس على ثلاثة أصناف : عالم ومتعلّم وغثاء ، فنحن العلماء وشيعتنا المتعلّمون وسائر الناس غثاء ) (٣) .

٤ ـ عن أبي البختري ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ( إنّ العلماء ورثة الأنبياء ، وذاك أنّ الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنّما ورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمَن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظّاً وافراً ، فانظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه فإنّ فينا أهل البيت في كل خلف عدولاً ، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين )(٤) .

مصادر التشريع الإسلامي

١ ـ عن حمّاد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول :( ما من شيء إلاّ وفيه كتاب أو سنّة ) (٥) .

٢ ـ عن مُرازم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال :( إنّ الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شيء ، حتى والله ما ترك الله شيئاً يحتاج إليه العباد ، حتى لا يستطيع عبد أن يقول : لو

ـــــــــــــــــ

(١) الكافي : ١/٣٠ ، كتاب فضل العلم الباب ١ ، باب فرض العلم ، ح ١ .

(٢) الكافي : ١/٤٠ ، كتاب فضل العلم ، الباب ٩ باب سؤال العالم وتذاكره ، ح ٤ .

(٣) الكافي : ١/٣٤ ، كتاب فضل العلم ، الباب ٣ ، باب أصناف الناس ، الحديث ٤ .

(٤) الكافي : ١/٣٢ ، كتاب فضل العلم ، الباب ٢ ، باب فضل العلماء ، الحديث ٢ .

(٥) الكافي : ١/٥٩ ، كتاب فضل العلم ، الباب ٢٠ ، باب الرد إلى الكتاب ، ح ٤ .

٢٢٤

كان هذا أنزل في القرآن ، إلاّ وقد أنزل الله فيه ) (١) .

٣ ـ عن المعلّى بن خنيس قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :( ما من أمر يختلف فيه اثنان ، إلاّ وله أصل في كتاب الله ولكن لا تبلغه عقول الرجال )(٢) .

علم الأئمّةعليهم‌السلام

١ ـ عن عبد الأعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول :( قد ولدني (٣) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنا أعلم كتاب الله وفيه بدء الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة وفيه خبر السماء والأرض ، وخبر الجنّة ، وخبر النار ، وخبر ما كان وما هو كائن ، أعلم ذلك كأنّي انظر إلى كفّي ، إنّ الله يقول : ( فيه تبيان كل شيء ) ) (٤) .

٢ ـ عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في حديث ، قال :( علّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّاً عليه‌السلام ألف باب ، يفتح كل باب منها ألف باب ، إلى أن قال : فإنّ عندنا الجامعة ، صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإملائه من فلق فيه (٥) وخطّ علي عليه‌السلام بيمينه ، فيها كل حلال وحرام وكلّ شيء يحتاج إليه الناس حتى الأرش في الخدش ، وضرب بيده ، إليّ فقال لي :تأذن لي يا أبا محمّد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ، إنّما أنا لك ، فاصنع ما شئت ، قال : فغمزني بيده ثم قال :حتى أرش هذا ـ كأنّه مغضب ـ) (٦) .

٣ ـ عن الحسين بن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول :( إنّ

ـــــــــــــــــ

(١) الكافي : ١/٥٩ ، كتاب فضل العلم ، الباب ٢٠ ، باب الرد إلى الكتاب ، ح ١ .

(٢) المصدر السابق : ١/٦٠ ، ح ٦ .

(٣) أي حصلني .

(٤) الكافي : ١/٦١ ، كتاب فضل العلم ، الباب ٢٠ ، باب الردّ إلى الكتاب ، الحديث ٨ .

(٥) أي من شق فمه .

(٦) الكافي : ١/٢٣٨ ، كتاب الحجّة ، باب فيه ذكر الصحيفة ، ح ١ .

٢٢٥

عندي الجفر الأبيض ) ، قال : قلت : فأيّ شيء فيه ؟ قال :( زبور داود ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وصحف إبراهيم والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة ، ما أزعم أن فيه قرآن (١) وفيه ما يحتاج الناس إلينا ، ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ، ونصف الجلدة ، وربع الجلدة ، وأرش الخدش ) (٢) .

المناهج المنحرفة

١ ـ قال الصادقعليه‌السلام :( دع القياس والرأي وما قال قوم في دين الله ليس له برهان ) (٣) .

٢ ـ عن أبي شيبة الخراساني قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول :( إنّ أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس ، فلم تزدهم المقاييس من الحق إلاّ بعداً ، وإنّ دين الله لا يصاب بالمقاييس ) (٤) .

٣ ـ وجاء في رسالة له إلى أصحاب الرأي والمقاييس :( وقالوا لا شيء إلاّ ما أدركته عقولنا وأدركته ألبابنا ، فولاّهم الله ما تولّوا وأهملهم وخذلهم ، حتى صاروا عبدة أنفسهم من حيث لا يعلمون ، ولو كان الله رضي منهم ارتياءهم واجتهادهم في ذلك ، لم يبعث الله إليهم رسولاً فاصلاً لما بينهم ولا زاجراً عن وصفهم ) (٥) .

٤ ـ وفي وصيّة المفضّل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول :( مَن شكّ أو ظنّ فأقام على أحدهما ، فقد حبط عمله ، أنّ حجّة الله هي الحجّة الواضحة ) (٦) .

ـــــــــــــــــ

(١) يعني : لا أقول فيه قرآناً ، بل في الجفر علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة .

(٢) الكافي : ١/٢٤٠ ، كتاب الحجة ، باب فيه ذكر الصحيفة ، الحديث ٣ .

(٣) علل الشرائع : ١/٨٨ ، الباب ٨١ ، باب علّة المرارة في الأُذنين ، ح ٤ .

(٤) الوسائل عن الكافي : ٢٧/٤٣ ، القضاء ، باب ٦ ، من أبواب صفات القاضي ح ١٨ .

(٥) المحاسن : ١/٢٠٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، الباب ٧ ، ح ٧٦ .

(٦) الكافي : ٢/٤٠٠ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الشّكّ ، ح ٨ .

٢٢٦

٥ ـ عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمدعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال :( قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إيّاكم والظنّ فإنّ الظنّ أكذب الكذب ) (١) .

نماذج من الفهم الخاطئ

١ ـ عن عبد المؤمن الأنصاري ، قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ قوماً يروون عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال :( اختلاف أُمّتي رحمة ، فقال :( صدقوا ) ، فقلت : إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب ! فقال :( ليس حيث تذهب وذهبوا ، إنّما أراد ، قول الله عزّ وجل : ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة) الآيةفأمرهم أن ينفروا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيتعلّموا ، ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلّموهم ، إنّما أراد اختلافهم من البلدان لا اختلافاً في دين الله ، إنّما الدين واحد ، إنّما الدين واحد ) (٢) .

٢ ـ عن إسماعيل بن مخلّد السراج ، قال : خرجت هذه الرسالة من أبي عبد اللهعليه‌السلام إلى أصحابه وذكر الرسالة ، إلى أن قال : ( وقد عهد إليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل موته فقالوا : نحن بعد ما قبض الله عزّ وجل رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس بعد قبض الله رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبعد عهده الذي عَهده إلينا وأمرنا به ، مخالفاً لله ولرسوله ، فما أحد أجرأ على الله ولا أبين ضلالة ممّن أخذ بذلك وزعم أنّ ذلك يسعه ) إلى أن قال :

( وكما أنّه لم يكن لأحد من الناس مع محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقاييسه خلافاً لأمر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كذلك لم يكن لأحد بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقاييسه ) ، ثم قال :( واتبعوا آثار رسول الله وسنّته فخذوا بها ولا تتّبعوا أهواءكم ورأيكم ، فإنّ أضلّ الناس عند الله مَن اتّبع هواه ورأيه بغير هدىً من الله ) .

ـــــــــــــــــ

(١) قرب الإسناد : ٢٩ ، الأحاديث المتفرقة ، ح ٩٤ .

(٢) معاني الأخبار : ١٥٧/١ في معنى قوله اختلاف أُمّتي رحمة ، والآية في التوبة : ١٢٢ .

٢٢٧

وقال :( أيّتها العصابة ، عليكم بآثار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسنّته ، وآثار الأئمة الهداة من أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بعده وسنّتهم ، فإنّه مَن أخذ بذلك فقد اهتدى ومَن ترك ذلك ورغب عنه ضلّ ) وذكر الرسالة بطولها(١) .

منهج التفقه في الدين

١ ـ عن هشام بن سالم ، قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما حقّ الله على خلقه ؟ قال :( أن يقولوا ما يعلمون ويكفّوا عمّا لا يعلمون ، فإذا فعلوا ذلك فقد أدّوا إلى الله حقّه ) (٢) .

٢ ـ عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال :( إنّما علينا أن نلقي إليكم الأصول وعليكم التفريع ) (٣) .

٣ ـ عن ابن مسكان ، عن حبيب قال : قال لنا أبو عبد اللهعليه‌السلام :( ما أحد أحبّ إليَّ منكم ، إنّ الناس سلكوا سبلاً شتّى (٤) منهم مَن أخذ بهواه ، ومنهم مَن أخذ برأيه وإنّكم أخذتم بأمر له أصل ) (٥) .

٤ ـ عن هشام ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : قيل له : روى عنكم أنّ الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجال ؟ فقال :( ما كان الله ليخاطب خلقه بما لا يعقلون ) (٦) .

ـــــــــــــــــ

(١) روضة الكافي : ٨/٢ ، كتاب الروضة ، رسالة أبي عبد الله ، ح ١ .

(٢) المحاسن : ١/٢٠٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، الباب ٤ ، حق الله عزّ وجلّ في خلقه ، الحديث ٥٣ .

(٣) السرائر : ٣/٥٧٥ ، ما استطرفه من جامع البزنطي .

(٤) شتّى : أي متفرّقاً .

(٥) المحاسن : ١/٢٥٤ كتاب الصفوة والنور والرحمة ، باب ٢٣ ، باب الأهواء ، ح ٨٨ ، ط المجمع العالمي لأهل البيتعليهم‌السلام .

(٦) الوسائل : ١٧/١٦٧ ، الباب ٣٥ ، من أبواب ما يكتسب به ، الحديث ١٣ .

٢٢٨

٥ ـ عن عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث ، فقال :( ينظران مَن كان منكم ممّن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً ، فإنّي قد جعلته عليكم حاكماً ، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه ، فإنّما استخفّ بحكم الله وعلينا ردّ ، والرادّ علينا الرادّ على الله وهو على حدّ الشرك بالله ) (١) .

وعن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في الحديث السابق قال : قلت : فإن كان كل واحد منهما اختار رجلاً من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في حقّهما ، فاختلفا فيما حكما وكلاهما اختلفا في حديثكم .

فقالعليه‌السلام :الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما ، ولا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر .

فقلت : فإنّهما عدلان مرضيّان عند أصحابنا لا يفضّل واحد منهما على صاحبه ؟

فقالعليه‌السلام :ينظر إلى ما كان من روايتهما عنّا في ذلك الذي حكما به المجمع عليه من أصحابك فيؤخذ به من حكمنا ، ويترك الشاذّ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه ، قلت : فإن كان الخبران عنكم مشهورين ، قد رواهما الثقات عنكم ؟

قالعليه‌السلام :ينظر ، فما وافق حكمه حكم الكتاب والسنّة وخالف العامّة فيؤخذ به ، ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنّة ووافق العامّة .

قلت : جعلت فداك ، أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنّة ، ووجدنا أحد الخبرين موافقاً للعامّة والآخر مخالفاً لهم ، بأيّ

ـــــــــــــــــ

(١) مَن لا يحضره الفقيه : ٣/٨ ، القضايا والأحكام ، باب الاتفاق على عدلين في الحكومة ، ح ٣٢٣٣ .

٢٢٩

الخبرين يؤخذ ؟

فقالعليه‌السلام :ما خالف العامّة ففيه الرشاد .

فقلت : جُعلت فداك ، فإن وافقهما الخبران جميع ؟ قال :ينظر إلى ما هم إليه أميل ، حكّامهم وقضاتهم فيترك ويؤخذ بالآخر .

قلت : فإن وافق حكامهم الخبرين جميع ؟ قال :إذا كان ذلك ، فارجئه حتى تلقى إمامك (١) ، فإنّ الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات )(٢) .

قواعد فقهيّة عامّة

١ ـ عن موسى بن بكر ، قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ، الرجل يغمى عليه يوماً أو يومين أو الثلاثة أو الأربعة أو أكثر من ذلك ، كم يقضي من صلاته ؟ قال :( ألا أخبرك بما يجمع لك هذه الأشياء كلّها ؟ كلّما غلب الله عليه من أمر فالله أعذر لعبده ) (٣) .

٢ ـ عن محمد بن علي بن الحسين قال : قال الصادقعليه‌السلام :( كلّ شيء مطلق حتّى يرد فيه نهي ) (٤) .

٣ ـ عن داود بن فرقد قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول :( أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا ، إنّ الكلمة لتنصرف على وجوه ، فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء ولا يكذب ) (٥) .

٤ ـ عن أبي إسحاق الأرجاني رفعه قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :( أتدري لم أُمرتم بالأخذ بخلاف ما تقول العامّة ؟ فقلت : لا أدري ، فقال :إنّ عليّ عليه‌السلام لم يكن يدين

ـــــــــــــــــ

(١) إلى أن تلقى إمام زمانك .

(٢) الكافي : ١/٦٧ ، كتاب فضل العلم ، باب اختلاف الحديث ، الحديث ١٠ .

(٣) الخصال : ٢/٦٤٤ ، أبواب ما بعد الألف ، ح ٢٤ .

(٤) الفقيه : ١/٣١٧ ، باب وصف الصلاة القنوت واستحبابه ، الحديث ٩٣٧ .

(٥) معاني الأخبار : ١/١ ، الباب ١ .

٢٣٠

الله بدين إلاّ خالف عليه الأُمّة إلى غيره ، إرادة لإبطال أمره وكانوا يسألون المؤمنين عليه‌السلام عن الشيء الذي لا يعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضدّاً من عندهم ليلبسوا على الناس ) (١) .

٥ ـ عن منصور بن حازم قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :( الناس مأمورون ومنهيّون ومَن كان له عذّر ، عذره الله ) (٢) .

٦ ـ عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن المريض هل تمسك له المرأة شيئاً فيسجد عليه ؟ قال :( لا ، إلاّ أن يكون مضطّراً ليس عنده غيرها وليس شيء ممّا حرّم الله إلاّ وقد أحلّه لمَن اضطرّ إليه ) (٣) .

٧ ـ عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :( الله أكرم من أن يكلّف الناس ما لا يطيقون والله أعزّ من أن يكون في سلطانه ما لا يريد ) (٤) .

٨ ـ عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : عثرت ، فانقطع ظفري فجعلت على إصبعي مرارة فكيف أصنع بالوضوء ؟ فقال :( تعرف هذا وأشباهه من كتاب الله ، قال الله تعالى : ( ما جعل عليكم في الدين من حرج ) امسح عليه ) (٥) .

٩ ـ عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال :( كل شيء فيه حلال وحرام ، فهو لك حلال ، حتى تعرف الحرام منه بعينه فتدعه ) (٦) .

١٠ ـ عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين فرغ من طوافه وركعتيه ، قال :( ابدءوا بما بدأ الله عزّ وجلّ به من إتيان الصفا ، إنّ الله

ـــــــــــــــــ

(١) علل الشرائع : ٢/٥٣١ ، الباب ٣١٥ ، العلّة التي من أجلها يجب الأخذ بخلاف ، الحديث ١ .

(٢) المحاسن : ١/٢٤٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، الباب ٢٦ ، باب الأمر والنهي ، الحديث ٢٤٢ .

(٣) التهذيب : ٣/١٧٧ ، الباب ١٤ ، باب صلاة الغريق والمتوحّل والمضطرب بغير ذلك ، الحديث ١ .

(٤) الكافي : ١/١٦٠ ، كتاب التوحيد ، باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين ، الحديث ١٤ .

(٥) التهذيب : ١/٣٦٣ ، الباب ١٦ ، باب في صفة الوضوء والفرض منه ، الحديث ٢٧ .

(٦) مَن لا يحضره الفقيه : ٣/٣٤١ ، باب الذبائح والمآكل ، ح ٤٢٠٨ .

٢٣١

يقول :( إنّ الصفا والمروة من شعائر الله ) ) (١) .

١١ ـ عن زكريا بن يحيى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :( ما حجب الله علمه عن العباد ، فهو موضوع عنهم ) (٢) .

١٢ ـ عن حريز ، عن زرارة ، قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الحلال والحرام ؟ فقال :( حلال محمّد حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة ، لا يكون غيره ولا يجيء غيره ) (٣) .

نماذج من فقه الإمام الصادقعليه‌السلام

١ ـ عن ابن أُذينة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : قال :( ما تروي هذه الناصبة ؟ فقلت : جعلت فداك في ماذا ؟ فقال :في أذانهم وركوعهم وسجودهم ، فقلت : إنّهم يقولون : إنّ أُبيّ بن كعب رآه في النوم ، فقال :كذبوا ، فإنّ دين الله اعزّ من أن يرى في النوم ) (٤) .

٢ ـ عن عيص بن القاسم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :( إذا خرج الرجل في شهر رمضان مسافراً أفطر ، وقال :إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج من المدينة إلى مكّة في شهر رمضان ومعه الناس وفيهم المشاة ، فلمّا انتهى إلى كراع الغميم (٥) دعا بقدح من ماء فيما بين الظهر والعصر ، فشربه وأفطر ثم أفطر الناس معه وتمّ ناس على صومهم ، فسمّاهم العصاة وإنّما يؤخذ بآخر أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) (٦) .

ـــــــــــــــــ

(١) التهذيب : ٥/١٤٥ ، الباب ١٠ ، الحديث ٦ .

(٢) التوحيد : ٤١٣/٩ ، الباب ٦٤ ، باب التعريف والبيان والحجّة والهداية .

(٣) الكافي : ١/٥٨ ، كتاب فضل العلم باب البدع والرأي والمقاييس ، ح ١٩ .

(٤) الكافي : ٣/٤٨٢ ، كتاب الصلاة ، باب النوادر .

(٥) وهي على ثلاثة أميال من المدينة .

(٦) الكافي : ٤/١٢٧ ، كتاب الصيام ، باب كراهية الصوم في السفر ، ح ٥ .

٢٣٢

٣ ـ قال الصادقعليه‌السلام :( خلق الله الماء طهوراً لا ينجّسه شيء إلاّ ما غيّر لونه أو طعمه أو ريحه ) .

٤ ـ قال الصادقعليه‌السلام :( إذا كان الماء قدر كرّ ، لم ينجّسه شيء ) .

٥ ـ قالعليه‌السلام :( اغسل ثوبك من بول كلّ ما لا يؤكل لحمه ) .

٦ ـ قال الصادقعليه‌السلام :( إذا نامت العين والأُذن والقلب وجب الوضوء ) ، قيل : فإن حرّك إلى جنبه شيء ولم يعلم به ، قال :( لا حتى يستيقن أنّه قد نام حتى يجيء من ذلك أمر بيّن ، وإلاّ فإنّه على يقين من وضوئه ، ولا تنقض اليقين أبداً بالشك وإنّما تنقضه بيقين آخر ) .

٧ ـ وقالعليه‌السلام :( لا ينقض الوضوء إلاّ حدث والنوم حدث ) .

٨ ـ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :( إن سمعت الأذان وأنت على الخلا ، فقل مثل ما يقول المؤذّن ولا تَدَع ذكر الله في تلك الحال ؛ لأنّ ذكر الله حسن على كلّ حال ) .

٩ ـ وقالعليه‌السلام :( إذا شككت في شيء من الوضوء وقد دخلت في غيره فليس شكك بشيء ، إنّما الشك إذا كنت في شيء لم تجزه ) .

١٠ ـ وسُئل أبو عبد اللهعليه‌السلام عن الجنب يجلس في المساجد ؟ قال :( لا ، ولكن يمرّ فيها كلّها ، إلاّ المسجد الحرام ومسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) .

١١ ـ قال الصادقعليه‌السلام :( صلِّ على مَن مات من أهل القبلة وحسابه على الله ) .

١٢ ـ قال الصّادقعليه‌السلام :( كلّ ما جعل على القبر من غير تراب القبر (١) فهو ثقل على الميّت ) .

١٣ ـ قال رجل للصادقعليه‌السلام : إنّي أُعير الذمّي ثوبي وأنا أعلم أنّه يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير ، فيردّه عليّ فأغسله قبل أن أُصلّي فيه ؟ فقال أبو

ـــــــــــــــــ

(١) وسائل الشيعة : ج٢ أبواب الدفن ، الباب ٣٦ ( باب أنّه يكره أن يوضع على القبر من غير ترابه ) .

٢٣٣

عبد اللهعليه‌السلام :( صلّ فيه ولا تغسله ، من أجل أنّك أعرته إيّاه وهو طاهر ولم تستيقن أنّه قد نجّسه ، فلا بأس أن تصلّي فيه حتى تستيقن أنّه نجّسه ) .

١٤ ـ وقال الصادقعليه‌السلام :( لكلّ صلاة وقتان وأوّل الوقت أفضلهم ) .

١٥ ـ قال الصادقعليه‌السلام :( إنّما النافلة بمنزلة الهديّة ، متى ما أتا بها قبلت ) .

١٦ ـ قالعليه‌السلام :( السجود لا يجوز إلاّ على الأرض أو على ما أنبتت الأرض إلاّ ما أكل أو لبس ) .

١٧ ـ وقالعليه‌السلام :( مَن صلّى الصلوات الخمس جماعة ، فظُنوا به كلّ خير ) (١) .

١٨ ـ سُئل الصادقعليه‌السلام عن القراءة خلف الإمام ؟ فقال :( لا ، إنّ الإمام ضامن للقراءة وليس يضمن الإمام صلاة الذين خلفه إنّما يضمن القراءة ) .

١٩ ـ وقال الصادقعليه‌السلام :( ما فرض الله على هذه الأمة شيئاً أشدّ عليهم من الزكاة وفيها تهلك عامّتهم ) .

٢٠ ـ وقال الصادقعليه‌السلام :( ما ضاع مال في برّ ولا بحر إلاّ بتضييع الزكاة ولا يصاد من الطير إلاّ ما ضيّع تسبيحه ) .

٢١ ـ وقالعليه‌السلام :( إنّما فرض الله الصيام ليستوي به الغني والفقير ) .

٢٢ ـ قالعليه‌السلام :( لا صيام في السفر إلاّ الثلاثة أيام التي قال الله في الحجّ ) (٢) .

٢٣ ـ وقال الصادقعليه‌السلام :( إذا جئت بصوم شهر رمضان لم تسأل عن صوم ) .

٢٤ ـ وقالعليه‌السلام :( إنّ صوم شهر رمضان لم يفرض الله صيامه على أحد من الأمم قبلنا ) .

٢٥ ـ وسُئل عن قوله تعالى :( كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من

ـــــــــــــــــ

(١) وسائل الشيعة : ج٥ كتاب الصلاة ، أبواب صلاة الجماعة ، الباب ١ ( باب تأكّد استحبابها في الفرائض وعدم وجوبها فيما عدا الجمعة والعيدين ) .

(٢) وسائل الشيعة : أبواب مَن يصح منه الصوم ، الباب ١١ ( باب عدم جواز صوم شهر من الواجب في السفر إلاّ النذر المعيّن سفراً وحضراً وثلاثة أيام ) .

٢٣٤

قبلكم ) ؟ قال :( إنّما فرض الله صيام شهر رمضان على الأنبياء دون الأمم ففضّل به هذه الأمة فجعل صيامه فرضاً على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى أُمّته ) .

٢٦ ـ وقيل للصادقعليه‌السلام : ليلة القدر كانت أو تكون في كلّ عام ؟ فقال :( لو رفعت ليلة القدر ، لرفع القرآن ) .

٢٧ ـ قال الصادقعليه‌السلام :( لو ترك الناس الحجّ لما نوظروا العذاب ) .

٢٨ ـ وقالعليه‌السلام :( لا يزال الدين قائماً ما قامت الكعبة ) .

٢٩ ـ وقال الصادقعليه‌السلام :( لو أنّ الناس تركوا الحج لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده ، ولو تركوا زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان على الوالي أن يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده ، فإن لم يكن لهم مال أنفق عليهم من بيت مال المسلمين ) .

٣٠ ـ وقال الصادقعليه‌السلام :( المعتمر يعتمر في أيّ شهور السنة ، وأفضل العمرة عمرة رجب ) .

٣١ ـ قال الصادقعليه‌السلام :( كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يستلم الحجر في كلّ طواف فريضة ونافلة ) .

نماذج من مواعظ الإمام الصادقعليه‌السلام

١ ـ قالعليه‌السلام :( ليس منّا ولا كرامة مَن كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون وفيهم مَن هو أورع منه ) .

٢ ـ قال الصادقعليه‌السلام :( أيّما أهل بيت أعطوا حظّهم (١) من الرفق فقد وسّع الله عليهم في الرزق ، والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال ، والرفق لا يعجز عنه شيء ، والتبذير لا يبقى معه شيء ، إنّ الله عزّ وجلّ رفيق يحب الرفق ) .

ـــــــــــــــــ

(١) وسائل الشيعة : كتاب الجهاد ، أبواب جهاد النفس وما يناسبه ، الباب ٢٧ ( باب استحباب الرفق في الأمور ) الجديد ، ١٥/٢٧٠ / ٥ [٢٠٤٤٩ ] ; القديم ، ١١ : ٢٠٦ / ٥ .

٢٣٥

٣ ـ قال الصادقعليه‌السلام لرجل :( أوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبّر عاقبته ، فإن يك رشداً فأمضه وإن يك غيّاً فانته عنه ) .

٤ ـ وقال الصادقعليه‌السلام :( ليس من عِرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلاّ بذنب وما يعفو الله أكثر ) .

٥ ـ وقالعليه‌السلام :( إنّ الذنب يحرم العبد الرزق ) .

وقال الصادقعليه‌السلام :( لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار ) .

٦ ـ قال الصادقعليه‌السلام :( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على مَن أمكنه ذلك ولم يخف على نفسه ولا على أصحابه ) .

٧ ـ قالعليه‌السلام :( مَن شهد أمراً فكرهه ، كان كمَن غاب عنه ، ومَن غاب عن أمر فرضيه ، كان كمَن شهده ) .

٨ ـ قال الصادقعليه‌السلام :( إنّ الله فوّض إلى المؤمن كلّ شيء إلاّ إذلال نفسه ) .

٩ ـ وقالعليه‌السلام :( لا ينبغي للمؤمن أن يذلّ نفسه ) ، قيل : كيف يذل نفسه ؟ قال :( يتعرّض لما لا يطيق ) .

١٠ ـ قال الصادقعليه‌السلام :( لا يتكلّم الرجل بكلمة حق فيؤخذ بها إلاّ كان له مثل أجر مَن أخذ بها ، ولا يتكلّم بكلمة ضلال يؤخذ بها إلاّ كان عليه مثل وزر مَن أخذ بها ) .

١١ ـ وقالعليه‌السلام :( المسلمون عند شروطهم ، إلاّ كل شرط خالف كتاب الله ، فلا يجوز ) .

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

٢٣٦

الفهرست

أهل البيت في القرآن الكريم. ٢

أهل البيت في السنّة النبويّة ٢

الباب الأول : ٩

فيه فصول : ٩

الفصل الأول : الإمام الصادق عليه‌السلام في سطور ٩

الفصل الثاني : انطباعات عن شخصيته عليه‌السلام ٩

الفصل الثالث : مظاهر من شخصيته عليه‌السلام ٩

الفصل الأول : الإمام الصادق عليه‌السلام في سطور ١٠

الفصل الثاني : انطباعات عن شخصية الإمام الصادق عليه‌السلام.... ١٤

الفصل الثالث : مظاهر من شخصية الإمام الصادق عليه‌السلام.... ١٨

سعة علمه : ١٨

كرمه وجوده : ١٩

صدقاته في السر : ٢٠

تكريمه للضيوف : ٢١

تواضعه : ٢٢

سمو أخلاقه : ٢٢

صبره : ٢٣

إقباله على العبادة : ٢٤

الباب الثاني : ٢٨

فيه فصول : ٢٨

الفصل الأوّل : نشأة الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام ٢٨

الفصل الثاني : مراحل حياة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام ٢٨

الفصل الثالث : الإمام الصادق في ظلّ جدّه وأبيه عليهم‌السلام ٢٨

الفصل الأوّل : نشأة الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام.... ٢٩

الأسرة الكريمة : ٢٩

٢٣٧

الأب الكريم : ٢٩

الأُم الزكيّة : ٣٠

ولادة النور : ٣١

تاريخ ولادته : ٣٢

تسميته وألقابه : ٣٢

كُناه : ٣٤

ذكاؤه : ٣٤

معرفته بجميع اللغات : ٣٦

هيبته ووقاره : ٣٨

الفصل الثاني : مراحل حياة الإمام الصادق عليه‌السلام.... ٣٩

الفصل الثالث : الإمام الصادق في ظل جدّه وأبيه عليهم‌السلام.... ٤١

ملامح عصر الإمام زين العابدين ومواقفه ٤١

ملامح عصر الإمام محمد الباقر عليه‌السلام.... ٤٥

متطلّبات عصر الإمام الباقر عليه‌السلام.... ٤٧

الباب الثالث : ٦٠

وفيه فصول : ٦٠

الفصل الأوّل : ملامح عصر الإمام الصادق عليه‌السلام ٦٠

الفصل الثاني : دور الإمام عليه‌السلام في تثبيت معالم الرسالة ٦٠

الفصل الثالث : دور الإمام عليه‌السلام في بناء الجماعة الصالحة ٦٠

الفصل الأول : ملامح عصر الإمام الصادق عليه‌السلام (١١٤ ـ ١٣٢ هـ) ٦١

١ ـ الوضع السياسي. ٦٤

زيد يعلن الثورة ٦٦

موقف الإمام الصادق عليه‌السلام من ثورة زيد. ٦٨

الإمام عليه‌السلام وهشام بن عبد الملك.. ٦٩

بداية الانفلات.. ٧٠

الإمام الصادق عليه‌السلام يشيد بثورة عمّه زيد. ٧٢

٢٣٨

مقتل يحيى بن زيد. ٧٢

موقف الإمام عليه‌السلام إزاء الأحداث السياسية ٧٤

موقف الإمام عليه‌السلام من العروض التي قُدّمت له ٧٥

الإمام عليه‌السلام يحذّر الشيعة من المواقف الانفعالية ٧٧

٢ ـ الوضع الفكري. ٧٩

تحريف مصادر التشريع والتاريخ : ٨٠

الاتجاهات الفكرية المنحرفة ٨٣

الفصل الثاني : متطلّبات عصر الإمام الصادق عليه‌السلام.... ٨٩

الانفتاح على الاتجاهات الفكرية والسياسية ٩٢

٣ ـ المحور الروحي والأخلاقي. ١٠٩

مواصلة بناء جامعة أهل البيت الإسلامية ١١٥

خصائص جامعة أهل البيت عليهم‌السلام.... ١١٥

التخصّص العلمي في مدرسة الإمام عليه‌السلام.... ١١٩

الفصل الثالث : دور الإمام الصادق عليه‌السلام في بناء الجماعة الصالحة ١٢٥

الهدف من إيجاد الجماعة الصالحة ١٢٦

الدور الخاص للإمام الصادق عليه‌السلام في بناء الجماعة الصالحة ١٣١

أ : البناء الجهادي. ١٣١

ترسيخ مبادئ وأهداف ومعالم الثورة الحسينية ١٣٢

ب : البناء الروحي والإيماني. ١٣٧

مظاهر عمق الإيمان. ١٤٠

القدوة الحسنة ١٤١

ج : البناء الاجتماعي. ١٤٣

الانفتاح على الأُمّة ١٤٣

تأكيد علاقة الأُخوّة : ١٤٥

موقف الإمام عليه‌السلام من الهجران والمقاطعة ١٤٧

الخطّ التربوي للإمام الصادق عليه‌السلام.... ١٤٧

٢٣٩

الباب الرابع : ١٥١

فيه فصول : ١٥١

الفصل الأول : نهاية الحكم الأموي وبداية الحكم العبّاسي ١٥١

الفصل الثاني : حكومة المنصور واستشهاد الإمام الصادق عليه‌السلام ١٥١

الفصل الثالث : من تراث الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام ١٥١

الفصل الأول : نهاية الحكم الأموي وبداية الحكم العبّاسي. ١٥٢

١ ـ المستجدّات السياسية ١٥٢

٢ ـ الحركة العبّاسيّة ( النشأة والأساليب ) ١٥٧

اجتماع الأبواء ١٦٢

تحرّك العبّاسيين بعد المؤتمر ١٦٤

٣ ـ موقف الإمام عليه‌السلام من الأحداث.. ١٦٨

موقف الإمام عليه‌السلام من عرض أبي سلمة الخلاّل. ١٦٩

موقف الإمام الصادق عليه‌السلام من العلويين. ١٧١

نهاية أبي سلمة الخلاّل. ١٧٢

موقف الإمام عليه‌السلام من عرض أبي مسلم. ١٧٣

٤ ـ منهج الإمام عليه‌السلام في هذه المرحلة ١٧٤

التصعيد العبّاسي وموقف الإمام عليه‌السلام.... ١٧٦

الحضور في أجهزة السلطة ١٨٥

الإمام الصادق يرسّخ الاعتقاد بالإمام المهدي عليه‌السلام.... ١٨٦

الفصل الثاني : حكومة المنصور واستشهاد الإمام الصادق عليه‌السلام.... ١٨٨

المنصور والتضييق على الإمام الصادق عليه‌السلام.... ١٨٨

تحرّك العلويين نحو الثورة ١٩٧

موقف الإمام عليه‌السلام من آل الحسن. ١٩٩

ثورة محمد بن عبد الله ( ذي النفس الزكيّة ) ٢٠٠

٢٤٠