ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية

ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية0%

ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 311

ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 311
المشاهدات: 51695
تحميل: 6228

توضيحات:

ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 311 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 51695 / تحميل: 6228
الحجم الحجم الحجم
ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية

ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ملامح من ثورة الحسينعليه‌السلام (1)

الثورة الصحيحة هي الاحتجاج النهائي الحاسم على الواقع المعاش، فبعد أن تخفق جميع الوسائل الأخرى في تطوير الواقع تصبح الثورة قدراً حتمياً لا بدّ منه.

والقائمون بالثورة الصحيحة هم دائماً أصحّ أجزاء الأمّة، هم الطّليعة، هم النُّخبة التي لم يأسرها الواقع المعاش، وإنّما بقيت في مستوى أعلى منه وإن كانت تدركه، وتُعبه وترصده، وتنفعل به، وتتعذّب بسببه.

تُصبح الثورة قدر هذه النُّخبة ومصيرها المحتوم حيث تُخفق جميع وسائل الإصلاح الأخرى، وإلاّ فإنّ هذه النُّخبة تفقد مبررات وجودها إذا لم تثر، ولا يُمكن أن يُقال عنها أنّها نُخبة، أنّها تكون نُخبة حين يكون لها دور تأريخي، وحين تقوم بهذا الدور.

ولا بدّ أن تُبشر بأخلاق جديدة إذا حدثت في مجتمع ليس له تُراث ديني وإنساني يضمن لأفراده - لو اتّبع - حياة إنسانيّة متكاملة، أو تُحيي المبادئ والقيم التي هجرها المجتمع، أو حرّفها إذا كان للمجتمع مثل هذا التراث، كما هو

____________________

(1) نُشرت هذه المقالة في مجلة الأضواء الإسلاميّة التي كانت تصدر في النجف الأشرف، في العدد الثاني من السنة الأولى في 1 محرم 1380 - 26 حزيران 1960م، منهرحمه‌الله .

٢١

الحال في المجتمع الإسلامي الذي كانت سياسة الاُمويِّين المجافية للإسلام تحمله على هجر القيم الإسلاميّة، واستلهام الأخلاق الجاهليّة في الحياة، وتوفّر هذا الهدف في الثورة الصحيحة من جملة مقوّمات وجودها؛ لأنّ العلاقات الإنسانيّة في الواقع علاقات منحطّة وفاسدة، وموقف الإنسان من الحياة موقف متخاذل، أو موسوم بالانحطاط والانهيار، ولذلك انتهى الواقع إلى حدّ من السوء بحيث غدت الثورة علاجه الوحيد.

وإذاً فالدعوة إلى نموذج من الأخلاق أسمى ممّا يمارسه المجتمع ضرورة لازمة؛ لأنّه لا بدّ أن تتغيّر نظرة الإنسان إلى نفسه، وإلى الآخرين وإلى الحياة؛ ليمكن إصلاح المجتمع.

ولقد قدّم الحسينعليه‌السلام وأصحابه الأخلاق الإسلاميّة العالية بكامل صفاتها ونقائها، ولم يُقدّموا إلى المجتمع الإسلامي هذا اللون من الأخلاق بألسنتهم، وإنّما كتبوه بدمائهم، بحيواتهم...

* * *

لقد اعتاد الرجل العادي إذ ذاك أن يرى الزعيم القبلي، أو الزعيم الديني يبيع ضميره بالمال، وبعرض الحياة الدنيا. لقد اعتاد أن يرى الجباه تعنو خضوعاً وخشوعاً لطاغية حقير؛ لمجرّد أنّه يملك أن يحرم من العطاء.

لقد خضع الزعماء الدينيون والسياسيون ليزيد على علمهم بحقارته وانحطاطه، وخضعوا لعبيد الله بن زياد على علمهم بأصله الحقير، ومنبته الوضيع، وخضعوا لغير هذا وذلك من الطغاة؛ لأنّ هؤلاء الطغاة يملكون الجاه، والمال، والنفوذ، ولأنّ التقرّب منهم، والتودّد إليهم كفيل بأن يجعلهم ذوي نفوذ في المجتمع، وأن يسبغ عليهم النعمة والرفاه وهناءة العيش.

وكان هؤلاء الزعماء يرتكبون كلّ شيء في سبيل نيل هذه الحظوة، كانوا يخونون مجتمعهم، فيتمالؤون مع هؤلاء الطغاة على إذلال هذا

٢٢

المجتمع وسحقه وحرمانه، وكانوا يخونون ضمائرهم، فيبتدعون من ألوان الكذب ما يدعم هذه العروش، وكانوا يخونون دينهم الذي يأمرهم بتحطيم الطغاة بدل عبادتهم.

كان الرجل العادي في المجتمع الإسلامي آنذاك يعرف هذا اللون من الرجال، ويعرف لوناً آخر منهم، وهم اُولئك الزهاد الدجّالون الذين يتظاهرون بالزهد رياءً ونفاقاً، حتّى إذا تقرّبوا من الطغاة كانوا لهم أعواناً وأنصاراً.

إنّهم هذا الصنف الذي وصفه الإمام عليعليه‌السلام بقوله: « ومنهم مَنْ يطلب الدنيا بعمل الآخرة، ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا، قد طامن من شخصه، وقارب من خطوه، وشمّر من ثوبه، وزخرف من نفسه للأمانة، واتّخذ ستر الله ذريعة إلى المعصية »(1) .

هؤلاء هم الزعماء الذي كان الرجل العادي يعرفهم وقد اعتادهم وألِفَهم، بحيث غدا يرى عملهم هذا طبيعياً لا يثير التساؤل؛ ولذلك فقد كان غريباً جدّاً على كثير من المسلمين آنذاك أن يروا إنساناً يخيّر بين حياة رافهة فيها الغنى، وفيها المتعة، وفيها النفوذ والطاعة، ولكن فيها إلى جانب ذلك كلّه الخضوع لطاغية، والإسهام معه في طغيانه، والمساومة على المبدأ والخيانة له.

وبين الموت عطشاً، مع قتل الصفوة الخلّص من أصحابه، وأولاده وإخوته، وأهل بيته جميعاً أمامه، وحيث تنظر إليهم عينه في ساعاتهم الأخيرة وهم يلوبون ظمأ، وهم يكافحون بضراوة وإصرار عدوّاً هائلاً يريد لهم الموت، أو هذا اللون من الحياة، ثمّ يرى مصارعهم واحداً بعد واحد، وأنّه ليعلم

____________________

(1) انظر: نهج البلاغة/الخطبة 32.

٢٣

أي مصير فاجع محزن ينتظر آله ونساءه من بعده؛ سبي، وتشريد، ونقل من بلد إلى بلد، وحرمان... يعلم ذلك كلّه ثمّ يختار هذا اللون الرهيب من الموت على هذا اللون الرغيد من الحياة.

لقد كان غريباً جدّاً على هؤلاء يروا إنساناً كهذا... لقد اعتادوا على زعماء يمرّغون بجباههم في التراب خوفاً من مصير أهون من هذا بكثير أمثال عمر بن سعد، والأشعث بن قيس(1) ونظائرهما. تعوّدوا على هؤلاء فكان غريباً عليهم أن يُشاهدوا هذا النموذج العملاق من الإنسان، هذا النموذج الذي تعالى ويتعالى حتّى ليكاد القائل أن يقول: ما هذا بشر...(2) .

ولقد هزّ هذا اللون من الأخلاق... هذا اللون من السلوك الضّمير المسلم هزّاً مُتداركاً، وأيقظه من سُباته المَرضي الطويل؛ ليُشاهد صفحة جديدة مشرقة يكتبها الإنسان بدمه في سبيل الشّرف والمبدأ، والحياة العارية من الذلّ والعبودية.

ولقد كشف له عن زيف الحياة التي يحياها، وعن زيف الزّعماء - أصناف اللّحم - الذين يعبدهم، وشق له طريقاً جديداً في العمل، وقدّم له أسلوباً جديداً في ممارسة الحياة، فيه قسوة، وفيه حرمان، ولكنّه طريق مضيء لا طريق غيره جدير بالإنسان.

ولقد غدا هذا اللون المشرق من الأخلاق، وهذا النموذج الباهر من السلوك خطراً رهيباً على حاكم يُجافي روح الإسلام في حكمه.

إنّ ضمائر الزعماء قليلاً

____________________

(1) الأشعث بن قيس الكندي: وفد مع قومه إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سنة عشر من الهجرة، وارتدّ بعد النبي فأُسر وجيء به إلى المدينة، فقال لأبي بكر: استبقني لحربك وزوّجني أختك. ففعل، وشهد مع علي صفّين، وألزم علياً بالتحكيم. مات بعد سنة أربعين بالكوفة. (انظر، المعارف - لابن قتيبة/168، أُسد الغابة 1/98، الفتوح - لابن أعثم 2/367، شرح النهج - لابن أبي الحديد 2/30 - 33).

(2) اقتباساً من قوله تعالى:( مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ) ، يوسف/31.

٢٤

ما تتأثّر بهذه الـمُثل المُضيئة، ولكنّ الذي يتأثّر هي الأمّة، وهذا هو ما كان يريده الحسينعليه‌السلام .

لقد كان يريد شقّ الطريق للأمّة المـُستعبدة لتُناضل عن إنسانيتها. وفي جميع مراحل الثورة، مُنذ بدايتها في المدينة حتّى ختامها الدّامي في كربلاء نلمح التصميم على هذا النمط العالي من السلوك.

ها هو الحسينعليه‌السلام يقول لأخيه محمد بن الحنفيّة(1) ، وهما بعد في المدينة: « يا أخي، والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى، لما بايعت يزيد بن معاوية »(2) .

وها هو يتمثّل بأبيات يزيد بن مفرغ الحميري

لا ذُعِرَتُ السّوامَ في فلقِ الصّبـ

ـحِ مُغيراً ولا دُعِيتُ يزيدا

يوم أُعطي على المهانةِ ضيماً

والمنايا تَرصَدنني أن أحيدا(4)

(3) حين انسلّ من المدينة في جنح الليل إلى مكة:

____________________

(1) محمد بن الحنفيّة: هو محمد بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، ابن الحنفيّة خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنفية من جذم بن بكر بن وائل، سُبيت ثمّ أخذها عليعليه‌السلام ، واختلفوا في كيفية سبيها.

روى ابن أبي الحديد في شرح النهج 1/81 من شرحه عن أنساب البلاذري أن بني أسد غارت على بني حنيفة في أيّام أبي بكر فسبوها منهم، وقدموا بها المدينة فباعوها من عليعليه‌السلام ، وبلغ قومها خبرها فأتوا علياً وأخبروه بموضعها منهم، فأعتقها، ومهرها وتزوّجها فولدت محمداً فكنّاه أبا القاسم.

وقيل: إنّ خالداً قاتل أهلها في حرب الردّة، وسباها ودفعها أبو بكر إلى عليعليه‌السلام . (انظر المعارف - لابن قتيبة/216).

(2) انظر، الفتوح - لابن أعثم 5/23، مقتل الحسين - للخوارزمي 1/188.

(3) هو أبو عثمان يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرغ الحميري؛ لُقّب جدّه مفرغاً لأنّه راهن على سقاء لبن أن يشربه كلّه، فشربه حتّى فرغ، فلُقّب به. وكان ابن مفرغ شاعراً، بل من فحول الشعراء، هجا معاذ بن زياد، وعبيد الله بن زياد، وقد نكلا به وحبساه، ولولا قومه وعشيرته التي كانوا مع يزيد بن معاوية لقتلاه. انظر: سير أعلام النبلاء 3/522.

(4) انظر: تأريخ الطبري 4/253، الكامل في التاريخ 3/265، تأريخ مدينة دمشق 14/204.

٢٥

وها هو يُجيب الحر بن يزيد الرياحي(1) حين قال له: أذكرك الله في نفسك؛ فإنّي أشهد لئن قاتلت لتُقتلن، ولئن قُوتلت لتهلكن. فقال له الحسينعليه‌السلام : « أبالموت تخوّفني؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟ ما أدري ما أقول لك! ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه - ولقيه وهو يريد نصرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - فقال له: أين تذهب فإنّك مقتول؟ فقال:

سأمضي وما بالموتِ عارٌ على الفتى

إذا ما نوى خيراً وجاهدَ مسلما

وواسى رجالاً صالحينَ بنفسه

وخالفَ مثبوراً وفارقَ مجرما

فإن عشتُ لم أندم وإن متُّ لم أُلم

كفى بكَ ذُلاً أن تعيشَ وتُرغما »(2)

وها هو - وقد أُحيط به، وقيل له: انزل على حكم بني عمّك - يقول: « لا والله، لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أُقرّ إقرار العبيد. عباد الله، إنّي عُذت بربّي وربّكم أن تُرجمون، أعوذ بربّي وربّكم من كلّ مُتكبّر لا يُؤمن بيوم الحساب.

ألا وإنّ الدّعي ابن الدّعي قد ركز بين اثنتين؛ بين السّلة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وجدود طابت، وحجور طهرت، واُنوف حمية، ونفوس أبيّة لا تُؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام »(3) .

____________________

(1) هو الحرّ بن يزيد بن ناجية بن قضب بن عتاب بن هرمي بن رِياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد بن منّاة بن تميم التميمي اليربوعي اليامي، وكان شريفاً في قومه جاهليّة وإسلاماً... انظر ترجمته في إبصار العين في أنصار الحسين/115، طبعة النجف الأشرف، جمهرة أنساب العرب - لابن حزم/215.

(2) انظر: تأريخ الطبري 4/305، الكامل في التاريخ 3/270.

(3) انظر: تأريخ الطبري 5/425 - 426، طبعة سنة 1964 م، الكامل في التاريخ 3/287 - 288.

٢٦

كلّ هذا يكشف عن طبيعة السلوك الذي اختطّه الحسينعليه‌السلام لنفسه ولمَنْ معه في كربلاء، وألهب به الرّوح الإسلاميّة بعد ذلك، وبثّ فيها قوّة جديدة.

* * *

لقد عرفت كيف كان الزعماء الدينيون والسياسيون يُمارسون حياتهم، وهذا يرسم لك صورة عن نوع الحياة التي كان يُمارسها الإنسان العادي إذ ذاك.

لقد كان همّ الرجل العادي هو حياته الخاصة، يعمل لها، ويكدح في سبيلها، ولا يُفكّر إلاّ فيها، فإذا اتّسع أُفقه كانت القبيلة محل اهتمامه. أمّا المجتمع وآلامه، المجمع الكبير فلم يكن ليستأثر من الرجل العادي بأي اهتمام.

كانت القضايا العامّة بعيدة عن اهتمامه، لقد كان العمل فيها وظيفة زُعمائه الدينيين والسياسيين، يُفكّرون ويرسمون خُطّة العمل، وعليه أن يسير فقط، فلم تكن للرّجل العادي مشاركة جدّية إيجابية في قضايا المجتمع العامّة.

وكان يهتم غاية الاهتمام بعطائه، فيُحافظ عليه، ويُطيع توجيهات زُعمائه خشية أن يُمحى اسمه من العطاء، ويسكت عن نقد ما يراه جوراً بسبب ذلك، وكان يهتمّ بمفاخر قبيلته، ومثالب غيرها من القبائل، ويروي الأشعار في هذا وذاك. وهذا مُخطّط لحياة الرجل العادي إذ ذاك.

أمّا أصحاب الحسينعليه‌السلام فقد كان لهم شأن آخر؛ لقد كانت العُصبة التي رافقت الحسينعليه‌السلام وشاركته في مصيره رجالاً عاديين، لكلّ منهم بيت وزوجة، وأطفال وصداقات، ولكلّ منهم عطاء من بيت المال، وكان كثير منهم لا يزال في ميعة الصبا، في حياته مُتّسع للاستمتاع بالحُبّ وطيّبات الحياة، ولكنّهم جميعاً خرجوا عن ذلك كلّه، وواجهوا مُجتمعهم بعزمهم

٢٧

على الموت مع الحسينعليه‌السلام ... لقد ثاروا على مُجتمعهم القبلي، وعلى مُجتمعهم الكبير في سبيل مبدأ آمنوا به، وصمّموا على الموت في سبيله.

* * *

ولقد عملت هذه الأخلاق عملها في إكساب الحياة الإسلاميّة سِمَة كانت قد فقدتها قبل ثورة الحسينعليه‌السلام بوقت طويل، ذلك هو الدور الذي غدا الرجل العادي يقوم به في الحياة العامّة بعد أن تأثّر وجدانه بسلوك الثائرين في كربلاء.

قد بدأ الحكام المُجافون للإسلام يحسبون حساباً لهؤلاء الرجال العاديين، وبدأ المجتمع الإسلامي يشهد من حين لآخر ثورات عارمة يقوم بها الرجال العاديون على الحاكمين الظالمين وأعوانهم؛ لبُعدهم عن الإسلام، وعدم استجابتهم لأوامر الله ونواهيه في سلوكهم.

ثورات كانت رُوح كربلاء تلهب أكثر القائمين بها، وتدفعهم إلى الاستماتة في سبيل ما يرونه حقّاً. ولقد تحطّمت دولة أُميّة بهذه الثورات، وقامت دولة العبّاسيين بوحي من الأفكار التي كانت تُبشر بها هذه الثورات.

ولمّا تبيّن للناس أنّ العبّاسيين كمَنْ سبقهم لم يسكنوا بل ثاروا... واستمرت الثورات التي تقودها رُوح كربلاء بدون انقطاع ضدّ كلّ ظلم وطُغيان وفساد.

ولئن تغيّرت أساليب الصراع اليوم فإنّ روح كربلاء هي التي يجب أن تقود خُطى المسلمين في كفاحهم للمبادئ المعادية للإسلام، وهي الكفيلة بأن تقودهم - في النهاية - إلى النصر إن تمسّكوا بها واستلهموها، وكانوا لباعثيها - أهل البيتعليهم‌السلام - أتباعاً.

٢٨

الفصل الأوّل

الظروف السياسيّة والاجتماعيّة

٢٩

٣٠

الحكم الاُموي كما صوّره خليفة اُموي

فَدَعْ عنكَ ادّكارَكَ آلَ سعدى

فنحنُ الأكثرونَ حصىً ومالا

ونحنُ المالكونَ الناسَ قسرا

نسومُهمُ المذلّةَ والنّكالا

ونوردُهم حياضَ الخسفِ ذُلاً

وما نألوهُمُ إلاّ خبالا(1)

الوليد بن يزيد الاُموي

بُويع بالخلافة يوم الأربعاء 6/ربيع الثاني/سنة 125 هـ - 743 م، وقُتل بالبَحراء (قرية من قرى دمشق) يوم الخميس 28/جمادى الثانية/سنة 126 هـ - 744 م.

____________________

(1) انظر: الأخبار الطوال - الدينوري/348، تأريخ دمشق 68/217، تأريخ الطبري 5/541.

٣١

٣٢

تمهيد

لعلّ أصعب ما يواجه الباحث المؤرّخ هو أن يضع خطّاً حاسماً يفصل بين مرحلتين تأريخيتين لمُجتمع ما؛ فإنّ تحوّل المُجتمع من حالة إلى أُخرى بطيء وتدريجي، ولذلك فمن العسير تعيين وحدة زمنية والقول بأنّها خاتمة عهد وبداية عهد جديد.

وهذه هي الصعوبة التي نواجهها هنا حين نبغي وضع تحديد زماني دقيق للمرحلة التأريخيّة التي بدأت الأمّة المُسلمة تشهد فيها الانحراف الصريح عن مبادئ الإسلام، ولكنّنا نستطيع أن نشهد هذا التحوّل واضحاً منذ بداية النصف الثاني من عهد عثمان.

ومن الطبيعي إذاً أن تكون قد أعدّت ومهّدت سبيل الظهور لهذا التّيار الجديد في المُجتمع أحداث وأشكال جديدة في التنظيم نشأ - هذا التيار - من تفاعلها مع ذهنية الفئات التي كانت تحكم المُجتمع الإسلامي آنذاك وتقوده.

وعلينا - لكي تستوفي هذه الدراسة شروط البحث الموضوعي - ألاّ نكتفي بالظواهر فقط، بل نمضي في البحث عن جذور هذه الظواهر في تصرّفات الجماعات والرجال الذين صاغوا تأريخ هذه الفترة، مُنبّهين إلى أنّنا هنا إنّما

٣٣

نبحث عن طبيعة الأحداث وآليتها، ومدى مساهمتها في التّعجيل بظهور هذا التّيار الجديد في الحياة الإسلاميّة، دون أن نعني بإصدار حكم أخلاقي على الرجال الذين صنعوا تأريخ هذه الفترة، أو الأعمال التي كوّنت هذا التأريخ، بل نهدف من بحثنا إلى اكتشاف الظروف الاجتماعيّة والإنسانيّة التي مهّدت لثورة الحسينعليه‌السلام ؛ لاعتقادنا بأنّ هذه الثورة كغيرها من الأحداث الاجتماعيّة الهامّة لم تكن وليدة اندفاعات وقتيّة، وإنّما كانت نتاجاً للظروف الاجتماعيّة التي سبقتها.

وإذا استعرضنا جملة الأحداث التي كان لها تأثير في التّمهيد للتّطورات الكبرى في عهد عثمان وجدناها كثيرة، ولعلّ أهمّها ثلاثة:

* منطق السّقيفة.

* مبدأ عمر في العطاء.

* حادثة الشورى.

ونظراً لِما لهذه الأحداث من أهميّة بالغة في تكوين هذه الفترة فإنّنا نخصّ كلّ واحد منها بشيء من الحديث.

أ - منطق السّقيفة

لا يسع الباحث أن يُنكر أنّ وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد كشفت عن أنّ الرّوح القبلية كانت لا تزال مُتمكّنة في نفوس كثير من المسلمين، فقد عبّرت هذه الرّوح عن نفسها في أعمال الرجال الذين ظهروا على الصعيد السياسي في المدينة بعد وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بساعات، وتحكّمت في توجيه سير الأحداث التي توالت بسرعة مذهلة.

ففي سقيفة بني سعادة اجتمع الأنصار يتداولون - بمعزل عن سائر

٣٤

المسلمين - في مسألة الحكم بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويرون أنّه من حقّهم، بينما تكتّل ضدّهم فريق من القرشيين يُنازعهم هذا الأمر، مع العلم بأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يُفارقهم إلاّ بعد أن عهد بالحكم من بعده إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام الذي لم يشترك في أحداث السّقيفة؛ بسبب انشغاله مع الهاشميّين وبعض الأنصار بجثمان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي كان لم يُدفن بعد.

ولكنّ تيّار الأحداث الجارف، وتسابق الكُتل السياسيّة إلى اغتنام فرصة الذّهول الذي أصاب أكثر المسلمين لوفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من أجل الوصول إلى الحكم، حمل الجميع على تناسي عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وقد تولّى عمر في خلافته تبرير هذا الموقف في عدّة أحاديث له مع عبد الله بن عباس(1) .

وإذا فحصنا المنطق الذي استُخدم في الجدل الذي دار آنذاك بين المهاجرين والأنصار نجد أنّ الرّوح القبلية ظاهرة فيه ظهوراً بيّناً؛ فقد أثار كلام أبي بكر الأحقاد والإحن الكامنة بين الأوس والخزرج، وأغرى بينهما؛ حيث تحدّث عمّا بين الحيين من القتلى، وعن الجُراح التي لا تُداوى، بينما نرى أنّ الحبّاب بن المنذر - خطيب الأنصار - قد تكلّم بنفس جاهلي صرف حين تحدّث إلى الأنصار يُهيجهم ويشدّ من عزائمهم.

ولم يخرج لسان المهاجرين عن هذه الرّوح حين قال: « مَنْ يُنازعنا سلطان محمد وميراثه ونحن أولياؤه وعشيرته إلاّ مُدلٍ بباطل، أو متجانفٍ لإثم، أو مُتورّط في هلكة! »(2) .

____________________

(1) انظر: تأريخ الطبري 5/31، الكامل - لابن الأثير 3/31، شرح نهج البلاغة « بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم » 2/57 و 12/9، 20 - 21، 78، 82، وفي تاريخ اليعقوبي: « وكان المهاجرون والأنصار لا يشكّون في عليعليه‌السلام ». وقريب منه في شرح نهج البلاغة 2/83، ولاحظ للمؤلف: « نظام الحكم والإدارة في الإسلام »، منهرحمه‌الله .

(2) انظر: تأريخ الطبري 2/457، شرح النهج - لابن أبي الحديد 6/9، الإمامة والسياسة 1/25.

٣٥

وقد سارت الأحداث في الاتّجاه الذي رسمه أبو بكر؛ فانقسم الأنصار بتأثير الرّوح القبلية التي تأججت، وانخذل سعد بن عبادة الخزرجي - مُرشحهم للخلاقة - حيث بادرت الأوس فبايعت أبا بكر(1) .

هذه الرّوح القبلية التي عبّرت عن نفسها يوم السّقيفة فتحت على المسلمين باباً من أبواب الفتنة؛ فقد خرجت قريش من هذه التّجربة وهي ترى أنّ الحكم حقّ من حقوقها، وأنّ الخلافة وراثة آلت إليها بحكم كون نبيّ المسلمين منها، ممّا سبّب أسوأ الآثار في فهم القرشيين لمهمّة الحكم في الإسلام، وستظهر هذه الآثار واضحة في عهد عثمان.

ب - مبدأ عمر في العطاء

سوّى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بين المسلمين في العطاء، فلم يُفضّل أحداً منهم على أحد، وجرى على مبدأ التّسوية في العطاء أبو بكر مدّة خلافته، أمّا عمر فقد جرى - حين فرض العطاء في سنة عشرين للهجرة - على مبدأ التّفضيل؛ « ففضّل السابقين على غيرهم، وفضّل المهاجرين من

____________________

(1) ممّا لا يخلو من مغزى أنّ عمر حين فرض العطاء على مبدئه في تفضيل بعض المسلمين على بعض، فضّل الأوس على الخزرج في ذلك. راجع فتوح البلدان/437. وقد احتجّ سعد بن عبادة على توجيه الأحداث السياسيّة بهذا الشكل، فلعنه عمر وأبو بكر جهاراً، وبرءا منه، وأخرجاه من المدينة إلى الشام حيث قُتل هناك. وكان ممّا قال فيه عمر: (اقتلوا سعداً، قتل الله سعداً، اقتلوه فإنّه منافق)، منهرحمه‌الله .

ابن أبي الحديد شرح نهج البلاغة 2/17، 21، الطبقات - لابن سعد 3/ق2/145، تأريخ ابن عساكر 6/90، كنز العمال 3/134، السيرة الحلبيّة 3/397.

٣٦

قريش على غيرهم من المهاجرين، وفضّل المهاجرين كافّة على الأنصار كافّة، وفضّل العرب على العجم، وفضّل الصريح على المولى »(1) ، وفضّل مضر على ربيعة، ففرض لمضر في ثلاثمئة، ولربيعة في مئتين(2) ، وفضّل الأوس على الخزرج(3) .

وقد ولّد هذا المبدأ فيما بعد أسوأ الآثار في الحياة الإسلاميّة؛ حيث إنّه وضع أساس تكوّن الطبقات في المجتمع الإسلامي، وجعل المزية الدينية من سُبل التفوّق المادي، وزََوّد الإرستقراطية القرشية التي مكّنت لنفسها من جديد بتمكّن أبي بكر من الحكم بمبرر جديد للاستعلاء والتحكّم بمقدّرات المسلمين، فجميع اعتبارات التفضيل تجعل القرشيين أفضل في العطاء من غير القرشيين(4) ، وهذا يعني أنّ قريشاً هي أفضل النّاس؛ لأنّها قريش، وكفى بهذا مبرراً للتحكيم والاستعلاء.

____________________

(1) انظر: الفتوح 19/383، 385، المبسوط - للسرخسي 27/132، البحر الرائق 5/200، حاشية ردّ المحتار 4/403، المغني - لابن قدامة 7/309، نيل الأوطار 8/235، تهذيب الأحكام 6/146، الغارات 1/77، أخبار عمر بن الخطاب - للطنطاوي/122، فتوح البلدان - للبلاذري/435، الفخري - للطنطقي/60، الطبقات الكبري 3/233، الخراج - لأبي يوسف/51، الكامل - لابن الأثير 2/247، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد 8/111، 12/214، تأريخ الطبري 3/614، الأحكام السلطانية/177، الأموال - لأبي عبيدة/226، فتح الباري 12/6، المصنّف - لابن أبي شيبة 8/580 ح14، فيض القدير 1/618، تفسير القرطبي 14 م 239، الأحكام - لابن حزم 6/798، المستصفى - للغزالي/287، الأحكام - للآمدي 3/287، 4/41، أُسد الغابة 4/71، الإصابة 1/202.

(2) انظر: تأريخ اليعقوبي 2/106.

(3) انظر: فتوح البلدان/437.

(4) فَهُم عرب، وقريشيون، ومضريون، ومهاجرون.

٣٧

وقد كوّن هذا المبدأ سبباً جديداً من أسباب الصراع القبلي بين ربيعة ومضر، وبين الأوس والخزرج بما تضمّن من تفضيل سائر مضر على سائر ربيعة، وتفضيل الأوس على الخزرج.

ونظن أن هذا المبدأ قد أرسى أوّل أساس من أسس الصراع العنصري بين المسلمين العرب وغيرهم من المسلمين بما جرى عليه عمر من تفضيل العرب على العجم، والصّريح على المولى.

وكأنّ عمر قد أدرك في آخر أيّامه الأخطار السياسيّة والاجتماعيّة التي يؤدّي إليها مبدؤه هذا، ولعلّه رأى بعض الآثار الضّارة التي خلّفها هذا المبدأ في حياة المسلمين، ومنها هذه الظاهرة التي دلّت على تسرّب روح التحزّب والانقسام إلى مجتمع المدينة، والتي لاحظها عمر وحذّر منها بقوله: « بلغني أنّكم تتّخذون مجالس، لا يجلس اثنان معاً حتّى يُقال: من صحابة فلان، من جلساء فلان، حتّى تُحُوميت المجالس. وأيم الله إنّ هذا لسريع في دينكم، سريع في شرفكم، سريع في ذات بينكم...»(1) .

ولذلك أعلن عزمه على الرجوع إلى المبدأ النبويّ في العطاء، فقال: « إنّي كنت تألّفت الناس بما صنعت في تفضيل بعض على بعض، وإن عشت هذه السّنَة ساويت بين الناس فلم أفضّل أحمر على أسود، ولا عربياً على أعجمي، وصنعت كما صنع رسول الله وأبو بكر »(2) .

____________________

(1) انظر: تأريخ الطبري 3/281 في أحداث سنة ثلاث وعشرين.

(2) انظر: تأريخ اليعقوبي 2/107، شرح نهج البلاغة (بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم) 2/131 - 132، ابن الطنطقي في الفخري/73.

٣٨

ولكنّ عمر قُتل قبل أن يرجع عن هذا المبدأ، فجاء عهد عثمان وسار عليه، فظهرت آثاره الضّارة في الحياة الإسلاميّة، وكان من أهم العوامل التي مهّدت للفتنة بين المسلمين.

ج - الشورى

وإذا كان التفضيل في العطاء قد خلق شعوراً بالامتياز والتفرّد لدى قريش فإنّ الشّورى التي اقترحها عمر قد أثارت في نفوس كثير من الأشخاص البارزين في قريش آنذاك، وفي نفوس قبائلهم وأنصارهم مطامح سياسية ما كانوا ليحلموا بها؛ فقد جعل عمر الشّورى في ستة نفر من قريش، وكلّهم مرشّح للخلافة.

وها نحن نُثبت هنا نصّاً يصوّر لنا توزيع القوى السياسيّة أمام الحدث الذي يوشك أن يقع، وهو بيعة خليفة جديد للمسلمين بعد عمر بن الخطّاب من بين هؤلاء المرشّحين، «... فخرج عبد الرحمن - ابن عوف - فمكث ثلاثة أيّام يُشاور الناس ثمّ رجع، واجتمع الناس وكثروا على الباب، لا يشكّون أنّه يبايع علي بن أبي طالب (عليه السلام)(1) ، وكان هوى قريش كافّة - ما عدا بني هاشم - في عثمان، وهوى طائفة من الأنصار مع عليعليه‌السلام ، وهوى طائفة أخرى مع عثمان، وهي أقل

____________________

(1) وليس هنا شيء جديد بالنسبة إلى موقف الناس من عليعليه‌السلام ، فهذا هو موقفهم منه منذ السقيفة؛ ففي تأريخ اليعقوبي 2/83: « وكان المهاجرين والأنصار لا يشكّون في علي »، منهرحمه‌الله .

٣٩

الطائفتين »(1) .

فالناس يريدون علياًعليه‌السلام ؛ لأنّهم يخشون سلطان بني أُميّة، أمّا قريش فهي تخشى علياً وعدله واستقامته، ولعلّ كثيرين منهم كانوا على علم ببعض آرائه في المال والاجتماع والولايات، وأمّا الأنصار فكثرتهم مع عليعليه‌السلام ، وقلّتهم مع عثمان، وهذا طبيعي؛ بسبب خوفهم من تسلّط قريش على جميع مقدّرات الدولة.

وقد سيطر منطق السّقيفة القبلي على بني أُميّة في الجدل الذي دار في مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة، والذي سبق البيعة لعثمان وبدا واضحاً أنّ قريشاً اعتبرت الخلافة مؤسسة من مؤسساتها، وشأناً من شؤونها الخاصّة، وليس لأيّ من المسلمين أن يتقدّم في الخلافة برأي يتنافى ورغباتها.

هذا عبد الله بن أبي ربيعة بن المُغيرة المخزومي يقول للمقداد بن عمرو: « يابن الحليف العسيف، ومتى كان مثلك يجترئ على الدخول في أمر قريش »(2) .

وقال عبد الله بن سعد بن أبي سرح الاُموي: « أيّها الملأ، إنّ أردتم ألاّ تختلف قريش فيما بينها فبايعوا عثمان »(3) .

أمّا عمار بن ياسر قال: « إنّ أردتم ألاّ يختلف المسلمون فيما بينهم فبايعوا

____________________

(1) انظر: شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد 9/52.

(2) انظر: المصدر السابق، تأريخ الطبري 4/232 - 233.

(3) انظر: المصدران السابقان.

٤٠