ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية

ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية0%

ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 311

ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 311
المشاهدات: 52221
تحميل: 6346

توضيحات:

ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 311 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 52221 / تحميل: 6346
الحجم الحجم الحجم
ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية

ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

« ولئن كان عُصيان زيد قد انتهى انتهاء مُفجعاً فإنّه مُهمّ؛ ذلك أنّ ثورات الشعب التي حدثت بعده والتي أدّت إلى انهيار دولة دمشق انهياراً نهائياً كانت ذات علاقة بها، وسرعان ما ظهر أبو مسلم بعد وفاة يحيى آخذاً بثأره، قاتلاً قتلته »(1) .

وهذا يبرز بوضوح عظيم تأثير ثورة الحسينعليه‌السلام في تغذية الرّوح الثورية ومدّها بالعطاء، فما ثورة زيد إلاّ قبس من ثورة جدّه في كربلاء.

____________________

(1) انظر: الدولة العربيّة/271.

٢٦١

٢٦٢

ثورة أبي السرايا

هذه نماذج للرّوح الثورية التي بثّتها ثورة الحسينعليه‌السلام في الشعب المسلم، فقضت بذلك على روح التواكل والخنوع والتسليم للحاكمين، وجعلت من الشعب المسلم قوّة معبّأة وعلى أهبة الانفجار دائماً.

ولقد استمرت طيلة الحكم الاُموي ضدّ هذا الحكم حتّى قضت عليه بثورة العباسيّين، هذه الثورة التي لم تكن لتنجح لو لم تعتمد على إيحاءات ثورة كربلاء، وعلى منزلة الثائرين في كربلاء في نفوس المسلمين. ولم تُبدّل هذه الثورة كثيراً من واقع الشعب المسلم، بل لعلّنا لا نعدوا الحقّ إذا قلنا أنّها لم تُبدل شيئاً سوى وجوه الحاكمين. ولكن هذا لم يخمد الرّغبة في الثورة بقدر ما كان حافزاً عليها، فاستمرت الثورات على حالتها ومضى العباسيّون وجاءت دول بعدهم.

ولم تخمد الثورات بل بقيت ناشبة أبداً، يقوم بها الإنسان المسلم دائماً، فيُعبّر بها عن إنسانيته التي خنقها الحاكمون وزيّفوها. ولقد كانت هذه الثورات كما رأينا صادرة عن وعي للواقع، وإحساس بانحطاطه وقسوته، واحتجاج عليه ومحاولة لتطويره.

حدث هذا في ظلّ الحكم الاُموي وقد رأيت بعض نماذجه، وحدث في ظلّ

٢٦٣

الحكم العباسي أيضاً.

ونضرب مثلاً بثورة أبي السرايا مع محمد بن إبراهيم بن طباطبا العلوي الحسني على المأمون(1) .

كان محمد بن إبراهيم هذا يمشي في بعض طريق الكوفة إذ نظر إلى عجوز تتبع أحمال الرطب فتلقط ما يسقط منها فتجمعه في كساء عليها رثّ، فسألها عمّا تصنع بذلك، فقالت: إنّي امرأة لا رجل لي يقوم بمُؤنتي، ولي بنات لا يعدنَ على أنفسهنَّ بشيء، فأنا أتتبع هذا من الطريق وأتقوّته أنا وولدي. فبكى بكاءً شديداً، وقال: « أنتِ وأشباهك تُخرجوني غداً حتّى يُسفك دمي. ونفذت بصيرته في الخروج »(2) .

فلمّا أعلن أمره خطب الناس ودعاهم إلى البيعة، وإلى الرضا من آل محمد، والدعاء إلى كتاب الله وسنّة نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسيرة بحكم الكتاب، فبايعه جميع الناس حتّى تكابسوا وازدحموا عليه(3) .

ومات إبراهيم بن محمد بعد نشوب الثورة بقليل فلم تخمد، وإنّما قام عليها من بعده علي بن عبيد الله العلوي(4) .

____________________

(1) هو محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام والذي اشتهر باسم (ابن طباطبا). انظر: الإفادة في تاريخ الأئمّة السادة/108، الكامل في التأريخ 6/82.

(2) انظر: مقاتل الطالبيِّين/521.

(3) انظر: مقاتل الطالبيِّين/523.

(4) انظر: مقاتل الطالبيِّين/531.

٢٦٤

وشملت الثورة العراق والشام، والجزيرة واليمن(1) .

ونقرأ عن هذه الثورة فنعجب بأخلاق الثائرين الجياع، وبضبطهم لأنفسهم؛ لقد أمسك هؤلاء الثائرون عن النهب والسلب بعد أن هزموا عدوّهم واستولوا على حصنه بمجرد أن أمرهم قائدهم بأن يُمسكوا(2) .

وأقبل أهل بغداد - جنود السلطة - يصيحون: « يا أهل الكوفة، زينوا نساءكم وأخواتكم وبناتكم للفجور، والله لنفعلنّ [بهن] كذا وكذا. ولا يُكنون. والثائرون يذكرون الله ويقرؤون القرآن، وقائدهم يقول لهم: اذكروا الله وتوبوا إليه، واستغفروه واستعينوه. صحّحوا نيّاتكم وأخلصوا الله ضمائركم، واستنصروه على عدوّكم، وابرؤوا إليه من حولكم وقوّتكم »(3) .

____________________

(1) انظر: مقاتل الطالبيِّين/533.

(2) انظر: مقاتل الطالبيِّين/525.

(3) انظر: مقاتل الطالبيِّين/350 و226.

٢٦٥

ماذا أفادت الاُمّة من انبعاث الروح النضاليّة؟

وقد يقول قائل إنّ الرّوح النضالية التي بعثتها ثورة الحسينعليه‌السلام في الشعب المسلم لم تطوّر واقع هذا الشعب بواسطة الثورات التي أشعلتها. لقد كانت الثورات تنشب دائماً، ولكنّها تخفق دائماً ولا تسوق إلى الشعب إلاّ مزيداً من الضحايا ومزيداً من الفقر والإرهاب.

وتقول: نعم، إنّها لم تطوّر واقع هذا الشعب تطويراً آنيّاً، ولم تقدّم في الغالب أيّة نتائج ملموسة، ولكنّها حفظت للشعب إيمانه بنفسه وبشخصيته وبحقّه في الحياة والسيادة وهذا نصر عظيم.

إنّ أخطر ما يُبتلى به شعب هو أن يُقضى على روح النضال فيه، إنّه حينئذ يفقد شخصيته ويذوب في خضمّ الفاتحين كما قدّر لشعوب كثيرة أن تضمحلّ وتذوب وتفقد كيانها؛ لأنّها فقدت روح النضال، ولأنّها استسلمت وفقدت شخصيتها ومقوّمات وجودها المعنوي فأذابها الفاتحون.

إنّ هذه الشعوب التي لم يحفظ لنا التأريخ إلاّ أسماءها لم تأت من ضعفها العسكري أو الاقتصادي، وإنّما أُتيت من فلسفة الهزيمة والتواكل والخنوع التي وجدت سبيلها إلى النفوس بعد أن خبت روح النضال في هذه النفوس.

٢٦٦

ولو أنّها بقيت مؤمنة بشخصيتها وثقافاتها ومقوّماتها، ولو احتفظت بروح النضال حيّة في أعماقها لما استطاع الغزاة إبادتها، ولشقّت لنفسها طريقاً جديداً في التأريخ. وهذا ما حقّقته ثورة الحسينعليه‌السلام . لقد أجّجت ثورة الحسينعليه‌السلام تلك الرّوح التي حاول الاُمويّون إخمادها، وبقيت مستترة تعبّر عن نفسها دائماً في انفجارات ثورية عاصفة ضدّ الحاكمين مرّة هنا ومرّة هناك.

وكانت الثورات تفشل دائماً ولكنّها لم تخمد أبداً؛ لأنّ الرّوح النضالية كانت باقية تدفع الشعب المسلم إلى الثورة دائماً، إلى التمرّد، وإلى التعبير عن نفسه قائلاً للطغاة: إنّي هنا.

حتى جاء العصر الحديث وتعدّدت وسائل إخضاع الشعوب، وحُكم الشعب المسلم بطغمة لا تستوحي مصالحه، وإنّما تخدم مصالح آخرين، ومع ذلك لم يهدأ الشعب ولم يستكن، ولم تفلح في إخضاعه وسائل القمع الحديثة، وإنّما بقي ثائراً معبّراً عن إنسانيته دائماً بالثورة، بالدم المسفوح. وهكذا أثبتت الاُمّة الإسلاميّة وجودها ولم يجرفها التاريخ، وإنّما بقيت لتصنع التاريخ. هذا صنيع ثورة الحسينعليه‌السلام . لقد كانت هذه الثورة رأس الحرية في التطوّر.

إنّ الأفكار والمشاعر والرّوح التي خلقتها هذه الثورة، والتي نمّتها وأثرتها الثورات التي جاءت بعدها، والتي هي امتداد لها، هي التي صنعت تاريخ الكفاح الدامي من أجل التحرر لهذه البقعة من العالم. ولا ندري تماماً ماذا كان سيحدث لو لم يقم الحسينعليه‌السلام بثورته هذه.

غير إنّنا نستطيع أن نحدس ذلك الآن؛ لقد كان يحدث أن يستمر الحكم الاُموي دائماً نفسه بالدجل الديني، وبفلسفة التواكل والخنوع والتسليم.

٢٦٧

وكان يحدث أن تستحكم هذه الفلسفة وهذا الجدل الديني في الشعب فيطأطئ دائماً لحاكميه، ويستكين الحاكمون لموقف الشعب منه فيلهون، ويضعفون عن القيام بأعباء الحكم وصيانة الدولة، ويغرقون في اللهو والترف.

وعاقبة ذلك هي الانحلال، انحلال الحاكمين والمحكومين، وكان يحدث أن يكتسح البلاد الفاتحون، فلا يجدون مقاومة ولا نضالاً بل يجدون انحلالاً من الحاكمين والمحكومين، ثم يجرف التاريخ اُولئك وهؤلاء. ولكن ما حدث غير ذلك؛ لقد انحلّ الحاكمون حقّاً، ولقد اكتسحت الدولة حقّاً، ولكنّ المحكومين لم ينحلّوا بل ظلّوا صامدين. وكان ذلك بفضل الرّوح التي بثّتها ثورة الثائرين في كربلاء.

٢٦٨

خاتمة

ما نريده ونلح على أنّه ضروري لنا في مرحلتنا الثورية الراهنة هو ألسنة التاريخ، هو جعله ذا صلة بحياة الإنسان ومطامحه، هو إعداده ليندمج مع الكائن الإنساني في تركيب عضوي مُتفاعل مُتكامل وليس مجرّد انعكاس خاوٍ لحياة إنسانيّة سابقة.

لقد دأب مدوّنو التأريخ العرب على الاهتمام بالتأريخ الشخصي للملوك والقادة؛ فسجّلوا بإسهاب عظيم حروبهم وانتصاراتهم، ومجالس مجونهم ولهوهم، ولم يولوا الجانب الاجتماعي من الحياة الإسلاميّة - وهو ما يتّصل بحياة الأمّة - اهتماماً وإن كان ضئيلاً.

ومن هنا أضحى التأريخ عندنا - بالنسبة إلى الجماهير - مجرّد انعكاس لحيوات سابقة لا يُسهم في تكوين الشخصيّة الإنسانيّة. إنّه قد يُسهم في إثارة الحماس الخلاّق تارة والغرور المدمر اُخرى، ولكنّه لا يُسهم أبداً في تكوين شخصيّة إنسانيّة سوية مُتكاملة ترتكز على أصول إنسانيّة عريقة، فلا تفقد محور الارتكاز حين تتعرّض لامتحان قاسٍ لا يجتازه إلاّ الإنسان... الإنسان.

وإن حُقبتنا الحياتية الراهنة لتُحتم علينا أن نتناول التاريخ تناولاً إنسانياً،

٢٦٩

تناولاً يُتيح له أن يكون عاملاً مطوّراً فيما يتعلّق بموقفنا من الحياة والكون.

إنّ اُمّتنا الإسلاميّة تجتاز في هذه الحقبة أدق وأخطر مرحلة من مراحل كفاحها الطويل عبر العصور. لقد حقّقت انتصارات باهرة يجب أن تُحافظ عليها، وتعمل في الوقت نفسه لتحقيق انتصارات جديدة. وهنا تكمن الخطورة في هذه المرحلة؛ إنّها الآن حين تقنع بالانتصارات التي حقّقتها وتقعد عن محاولة تحقيق غيرها تتعرّض لخطر فقد هذه الانتصارات نفسها، ولذلك فيجب أن تحمي هذه الأمّة نفسها من تطرق الوهن والاستسلام إليها. يجب ألا ترضى عن نفسها. هذه واحدة.

واُخرى وهي أنّها إذا صمّمت على السير ولم تهن ولم تنكل يخشى عليها أن تزيغ وتنحرف في تطوّرها إذا لم يكن عندها... في أعماقها محور ترتكز عليه وترجع إليه، محور نابع من شخصيّتها التأريخيّة وذاتيتها العقائديّة.

وما يُؤمنها من أنفسها، وما يُؤمنها من الزيغ والانحراف في تطوّرها هو أن تعي تأريخها بعد تطهيره، وتأريخها هي - تأريخ الاُمم - ليس تأريخ حروب حكّامها، وانتصاراتهم ومجالس لهوهم، وإنّما هو تأريخ ثوراتها على هؤلاء الحكّام.

إنّ ثورات الاُمم هي التي تمثّل روحها ونضالها وإيمانها، أمّا الحكّام الذين ثارت عليهم فليسوا منها؛ لو كانوا منها لما ثارت عليهم، لو كانوا منها لأحسوا بعذابها، ولما خلقوا بتصرّفاتهم مبرّرات ثوراتها.

إنّ تأريخ الثورات هو تأريخ الشعوب. ولكي تبقى هذه الشعوب في يقظة دائمة لئلاّ تخدع عن انتصاراتها، ولكي تبقى في وعي دائم لعملها التطويري الذي تمارسه يجب أن تكون في ثورة دائمة

٢٧٠

على أعدائها في الخارج والداخل لتحتفظ بانتصاراتها، وثورة دائمة على نفسها تتناول نفسها بالنقد، وتفحص موقفها دائماً؛ لئلاّ تنحرف وتزيغ. ولكي تبقى في ثورة دائمة تُصحح بها أوضاعها من الداخل والخارج يجب أن تُلقن تاريخ نفسها تاريخ ثوراتها؛ ففي هذا التأريخ تجد الأساس التأريخي لشخصيتها العقائديّة والنضاليّة فتعصمها شخصيتها العقائديّة من الزيغ والانحراف، وتعصمها شخصيتها النضاليّة من الوهن والنكول.

ولقد أهمل المؤرّخون الأقدمون تأريخ الثورات أو زيّفوه؛ لأنّهم - بوحي من أنفسهم أو حكّامهم - كانوا يعتبرون هذه الثورات حركات تمرّد وعصيان ضدّ السلطة الشرعية. أمّا الآن، فيجب أن يُصحح الوضع، يجب أن يُكتب التأريخ النضالي لأمّتنا كتابة صحيحة، يجب أن يكشف عن العذاب والاضطهاد والجوع الذي كان يدفع الناس إلى الثورة، إلى الموت احتجاجاً على واقعهم.

يجب أن يكشف عن الشخصيّة التأريخيّة لهذه الأمّة، ومحور ارتكازها العقائدي والنضالي غير التاريخ. يجب أن يكشف عن مناقبيّة الثائرين التي كانت تعصمهم دائماً من أن ينقلبوا إلى لصوص، أو سفّاحي دماء لا هدف لهم ولا يشعرون بمسؤوليتهم.

وتأريخ أمّتنا النضالي تأريخ مضيء؛ فالثورات التي قامت بها أمّتنا عبر العصور كانت دائماً تعبّر تعبيراً تلقائياً حرّاً عن هذه الأمّة وعن إنسانيتها، وعن رغبتها الحارّة في أن تعيش متمتّعة بكافة حقوقها الإنسانيّة.

وتأتي ثورة الحسينعليه‌السلام في كربلاء على رأس هذا التأريخ؛ فهي رأس الحربة في التأريخ الثوري، هي الثورة الأولى التي عبّأت الناس

٢٧١

ودفعت بهم في الطريق الدامي الطويل، طريق النضال، بعد أن كادوا أن يفقدوا روحهم النضاليّة بفعل سياسة الاُمويِّين.

وهي أغنى ثورة بالعزم والتصميم على المضي في النضال الدامي إلى نهايته أو النصر؛ فقد عُرضت على الثائرين أمتع حياة، ولكنّهم أبوا هذه الحياة التي 5/19 سيسكتون معها عن الظلم والعسف وإرهاب الأمّة.

وهي ثورة امتحن أبطالها بأقسى ما امتحن به الثائرون على مدى التاريخ. فلم يهنوا ولم ينكلوا بل ثبتوا - رغم كلّ شيء - ثائرين إلى اللحظة التي توّجوا فيها عملهم العظيم بسقوطهم صرعى في سبيل مبدئهم الحقّ.

وهي أنبل ثورة قام بها جماعة من الناس؛ فإنّ الثائرين لم يستهدفوا من ثورتهم مغنماً شخصياً لأنفسهم، وإنّما استهدفوا من ثورتهم تحرير مجتمعهم من الطغاة الذين كانوا يسومونه العذاب ويجرّعونه الصّاب؛ ومن هنا تأتي أهيمتها التأريخيّة والتطويرية، من أنّها النموذج المحتذى، النموذج الذي جاء كاملاً والذي يجب أن يُستوحى.

وحيث كانت بهذه المثابة وجب أن تنال عناية خاصّة من القيّمين على شأن الكلمة عندنا، فعلى هؤلاء - وهم القوّة المطوّرة والقائدة في الأمّة - أن يهتمّوا اهتماماً جدّياً بهذه الثورة بشرح الدور الذي أسهمت به تغذية روح النضال وإلهابها، وبالكشف عن أخلاقيتها التي بشّرت بها، وبإحلالها في محلّها اللائق بها تأريخنا الثوري.

وإنّ أدوات الأداء الحديثة لتتيح إمكانيات لا حدّ لها لاستخدام تأريخنا الثوري في تطوير مجتمعنا، وفي إبراز شخصيته التأريخيّة لعينيه؛ ليعمل على تركيز نضاله الحديث على الأسس التأريخيّة العقائديّة لحركته النضاليّة الكبرى عبر العصور.

٢٧٢

الفهارس الفنيّة العامّة

1 - فهرس الآيات

2 - فهرس الأحاديث

3 - فهرس المصادر

٢٧٣

٢٧٤

فهرس الآيات

الآية رقمها الصفحة

البقرة

( يؤتي الحكمة مَنْ يشاء ومَنْ يؤت الحكمة ) 269 9

( ومن الناس مَنْ يعجبك قوله في الحياة الدنيا ) 204 - 205 113

( ومن الناس مَنْ يشري نفسه ابتغاء مرضات ) 207 114

المائدة

( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم ) 2 251

التوبة

( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ) 100 115

( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار ) 117 115

يوسف

( ما هذا بشر إن هذا إلاّ ملك كريم ) 31 24

٢٧٥

الآية رقمها الصحفة

النور

( والذي تولّى كبره منهم له عذاب عظيم ) 11 115

السجدة

( أفمن كان مؤمناً كمَنْ كان فاسقاً لا يستوون ) 18 68

الحجرات

( يا أيّها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ) 13 92

(يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ ) 6 68

القلم

( عُتل بعد ذلك زينم ) 13 169

٢٧٦

فهرس الأحاديث

طرف الحديث الصفحة

مَنْ يُرد الله به خيراً يفقهه في الدين 9

وإنّي لم أخرج بطراً ولا أشراً 10

ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة 23 و221

يا أخي، والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ 25

أبالموت تخوّفني؟ وهل يعدو بكم 26 و223

لا والله، لا اُعطيهم بيدي إعطاء الذليل 26 و206 و224

لقد علمتم أنّي أحقّ الناس بها من غيري 41

أيّها الناس، إنّ لي عليكم حقّاً 61

دعوني والتمسوا غيري 62

الذليل عندي عزيز حتّى آخذ الحقّ له 65

أيّها الناس، إنّي رجل منكم 65

ألا لا يقولن رجال منكم غداً 66

ابدأ بالمهاجرين فنادهم، وأعط كلّ 66

أمّا ما ذكرتم من وتري إيّاكم فالحقّ وتركم 69

فأمّا هذا الفيء فليس لأحد على أخد فيه أثرة 69

٢٧٧

طرف الحديث الصفحة

وقُتلت شيعتنا بكلّ بلدة، وقُطعت الأيدي 79

المؤمنون إخوة تتكافأ دماؤهم 91

أيّها الناس، إنّ الله تعالى أذهب عنكم 91

مَنْ قاتل تحت عمية يغضب لعصبية 92

أمّا إبليس فتعصّب على آدم بأصله 93

ليس بلد بأحقّ بك من بلدٍ، خير البلاد 93

نبلّوا سهلاً؛ فإنّه سهل 94

لو أحبّني جبل لتهافت 94

أمّا بعد، فقد بلغني أنّ رجالاً ممّن قبلك 95

وإذا رأيتم الناس بينهم النائرة، وقد تداعوا 97

أتأمرونّي أن أطلب النصر بالجور 106

أنا مدينة العلم، وعلي بابها 116

تلقون من بعدي اختلافاً وفتنة 116

إنّكم سترون بعدي أثرة وأموراً تُنكرونها 117

مَنْ رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر 117

ستكون هنات وهنات، فمَنْ أراد أن 117

وهيهات هيهات يا معاوية! فضح الصبح فحمة 137

أمّا بعد، فقد بلغني كتابك تذكر أنّه 137

الولد للفراش، وللعاهر الحجر 138

٢٧٨

طرف الحديث الصفحة

ما أردت بمُصالحتي معاوية إلاّ أن أدفع 150

صدق أبو محمد، فليكن كلّ رجل منكم 151 و161

أمّا أخي فأرجو أن يكون الله قد وفّقه 151

فليكن كلّ رجل منكم حلساً من إحلاس 151 و161

وفهمت ما ذكرت عن يزيد 165

مثلي لا يُبايع سرّاً، ولا يجتزئ بها منّي 168

ويلي عليك يابن الزرقاء! أنت تأمر 169

أيّها الأمير، إنّا أهل بيت النبوّة، ومعدن 169

فمَنْ قبلني بقبول الحقّ فالله أولى 174

أيّها الناس، إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: مَنْ رأى سلطاناً جائراً 174

فإنّي الحسين بن علي، وابن فاطمة 175

نفسي مع أنفسكم، وأهلي مع أهليكم 176

ويلكم! ما عليكم أن تنصتوا لي فتسمعوا 176

تباً لكم أيّها الجماعة وترحاً! حين 177

وأيم الله، لو كنت في جحر هامة من هذه 188

والله لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه 188

جزاك الله خيراً يابن عمّ، فقد والله علمت 189

يابن عمّ، إنّي والله لأعلم إنّك ناصح 189

لأن أقتل بمكان كذا أو كذا أحبّ إليّ من أن 189

٢٧٩

طرف الحديث الصفحة

يا أبا عبد الرحمن، أما علمت أن من هوان 189

صدقت، لله الأمر، والله يفعل ما يشاء 190

قد غسلت يدي من الحياة، وعزمت على تنفيذ أمر 190

أمّا بعد، فإنّه قد أتاني خبر فظيع قتل 191 و226

ويلك يابن سعد! أما تتقي الله الذي إليه 193

يا أهل الكوفة، الزموا طاعتكم 199

أيّها الناس، اسمعوا قولي، ولا تعجلوني 204

أمّا بعد، فانسبوني وانظروا مَنْ أنا 204

هذان سيدا شباب أهل الجنّة 205

فإن كنتم في شك من هذا القول أفتشكون 206

أمّا بعد يا أهل الكوفة، أتبكون؟ 212

أمّا بعد يا أهل الكوفة، يا أهل المكر 213

أيّها الناس، ناشدتكم الله، هل تعلمون 214

موت في عزّ خير من حياة في ذلّ 225

الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على 227

أمّا بعد، فقد نزل من الأمر بنا ما ترون 224 و227

أمّا بعد، فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى 228

ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف 230

لا تُقاتلوا الخوارج بعدي؛ فليس مَنْ 236

٢٨٠