الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)

الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)0%

الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله) مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 204

  • البداية
  • السابق
  • 204 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23534 / تحميل: 4397
الحجم الحجم الحجم
الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)

الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)

مؤلف:
العربية

وقولهعليه‌السلام للوليد بن عتبة والي المدينة عندما طلب من الحسين البيعة ليزيد: «أيّها الأمير إنّا أهل بيت النبوّة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الرحمة بنا فتح الله وبنا ختم ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع لمثله ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أيّنا أحقّ بالخلافة والبيعة»(1) .

وقولهعليه‌السلام : «ويزيد رجل فاسق معلن بالفسق يشرب الخمر ويلعب بالكلاب والفهود ونحن بقيّة آل الرسول لا والله لا يكون ذلك أبداً»(2) .

وقولهعليه‌السلام لمّا نزل عمر بن سعد بالحسين وأيقن أنّهم قاتلوه: «أمّا بعد إنّه قد نزل من الأمر ما قد ترون وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت وأدبر معروفها واستمرّت جدّاً فلم يبقَ منها إلاّ صُبابة كصُبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل. ألا ترون أنّ الحقّ لا يُعمل به وأنّ الباطل لا يُتناهى عنه؟ ليرغب المؤمن في لقاء الله مُحقّاً؛ فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برماً»(3) .

____________________

(1) مقتل الحسين - للخوارزمي: ص 184؛ كتاب الفتوح: ج 5 ص 18.

(2) نفس المصدر: ص 182.

(3) مجمع الزوائد: ج 9 ص 195؛ المعجم الكبير: ج 3 ص 114 ح 2842؛ العقد الفريد: ج 4 ص 348؛ تاريخ الطبري: ج 4 ص 305؛ مقتل الحسين - للخوارزمي: ج 2 ص 5؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 217 ح 3543؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 423 - 270؛ حلية الأولياء: ج 2 ص 39 - 132؛ ذخائر العقبى: ص 255؛ حياة الصحابة: ج 3 ص 541؛

٤١

وقالعليه‌السلام : «أيّها الناس اعلموا أنّ الدنيا دار فناء وزوال مُتغيّرة بأهلها من حال إلى حال. معاشر الناس عرفتم شرائع الإسلام وقرأتم القرآن وعلمتم أنّ محمّداً رسول الملك الديّان ووثبتم على قتل ولده ظلماً وعدواناً. معاشر الناس أما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنّه بطون الحيَّات يشربه اليهود والنصارى والكلاب والخنازير وآل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يموتون عطشاً؟».

وقولهعليه‌السلام يعظ به أهل العراق: «الحمد لله خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال مُتصرّفة بأهلها حالاً بعد حال فالمغرور مَنْ غرّته والشقي مَنْ فتنته فلا تغرّنكم هذه الدنيا؛ فإنّها تقطع رجاء مَنْ ركن إليها وتُخيّب طمع مَنْ طمع فيها. وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم وأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحلّ بكم نقمته وجنَّبكم رحمته فنعم الربّ ربّنا وبئس العبيد أنتم! أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ إنّكم زحفتم على ذرّيته وعترته تريدون قتلهم! لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم. فتبّاً لكم ولما تريدون! إنّا لله وإنّا إليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعداً للقوم الظالمين اتقوا الله ربّكم ولا تقتلوني؛ فإنّه لا يحلّ لكم قتلي ولا انتهاك حرمتي؛ فإنّي ابن نبيّكم وجدّتي خديجة زوجة نبيّكم ولعلّه قد بلغكم قول نبيّكم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة»(1) .

____________________

استشهاد الحسين: ص 97.

(4) مقتل الحسين - للخوارزمي: ج 1 ص 252.

٤٢

وقولهعليه‌السلام في احتجاجه على أهل الكوفة: «أمّا بعد فانسبوني فانظروا مَنْ أنا ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يصلح ويحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألست أنا ابن بنت نبيّكم وابن وصيه وابن عمّه وأوّل المؤمنين بالله والمصدّق برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبما جاء به من عند ربّه؟ أوَ ليس حمزة سيد الشهداء [عمّ أبي]؟ أوَ ليس الشهيد جعفر الطيار في الجنّة عمّي؟ أوَ لم يبلغكم ما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنّة؟ فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ والله ما تعمّدت كذباً مذ علمت أنّ الله يمقت عليه أهله وإن كذبتموني فإنّ فيكم مَنْ إن سألتموه عن ذلك أخبركم؛ سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري وأبا سعيد الخدري وسهل بن سعد الساعدي والبراء بن عازب أو زيد بن أرقم أو أنس بن مالك يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لي ولأخي. أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟ فإن كنتم في شك من هذا أفتشكّون في أنّي ابن بنت نبيّكم؟ فو الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم. ويحكم! أتطلبوني بقتيل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته أو بقصاص من جراحة؟ لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أُقرّ إقرار العبيد»(1) .

وقولهعليه‌السلام : «ألا وإنّ الدّعي ابن الدّعي قد ركز بين اثنتين؛ بين السلّة والذلّة وهيهات منّا الذلّة؛ يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنين،

____________________

(1) تاريخ الطبري: ج 4 ص 323؛ الكامل في التاريخ: ح 2 ص 561؛ أنساب الأشراف: ج 3 ص 188 وفيه: «ولا أفرّ فرار العبيد» مقتل الحسين - للخوارزمي: ج 1 ص 253.

٤٣

وحجور طابت وحجور طهرت وأُنوف حميّة ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام. ألا قد أعذرت وأنذرت ألا وإنّي زاحف بهذه الأُسرة مع قلّة العدد وكثرة العدو وخذلان الناصر وخذلة الأصحاب»(1) .

وقولهعليه‌السلام لعبد الله بن الزبير: «أمّا أنا فلا أُبايع أبداً؛ لأنّ الأمر كان لي بعد أخي الحسن فصنع معاوية ما صنع وكان حلف لأخي الحسن أن لا يجعل الخلافة لأحد من ولده وأن يردّها عليَّ إن كنت حياً فإن كان معاوية خرج من دنياه ولم يفِ لي ولا لأخي بما ضمن فقد جاءنا ما لا قرار لنا به. أتظن أبا بكر أنّي أُبايع ليزيد ويزيد رجل فاسق معلن بالفسق يشرب الخمر ويلعب بالكلاب والفهود ونحن بقية آل الرسول؟! لا والله لا يكون ذلك أبداً»(2) .

وقولهعليه‌السلام لمروان بن الحكم: «ويحك! أتأمرني ببيعة يزيد وهو رجل فاسق؟! لقد قلت شططاً من القول يا عظيم الزلل. لا ألومك على قولك؛ لأنّك اللعين الذي لعنك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنت في صلب أبيك الحكم بن أبي العاص؛ فإنّ مَنْ لعنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يمكن له ولا منه إلاّ أن يدعو إلى بيعة يزيد»(3) .

وقولهعليه‌السلام : «اللّهمّ أنت ثقتي في كلّ كرب ورجائي في كُلِّ شدّة وأنت

____________________

(1) مقتل الحسين - للخوارزمي: ج 2 ص 7؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 219 ح 3543؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2588.

(2) مقتل الحسين - للخوارزمي: ج 1 ص 182.

(3) كتاب الفتوح: ج 5 ص 24.

٤٤

فيما نزل بي ثقة وأنت وليُّ كلِّ نعمة وصاحبُ كلِّ حسنة». وقال لعُمر وجندِه: «لا تعجلوا والله ما أتيتكُم حتّى أتتني كتبُ أماثلكم بأنَّ السُّنَّةَ قد أُميتت والنفاق قد نجم والحدود قد عُطِّلت؛ فاقدم لعلَّ [الله] يُصلح بك الأُمّة. فأتيتُ فإذْ كرهتُم ذلك فأنا راجع فارجعوا إلى أنفسكم هل يصلح لكم قتلي أو يحلُّ دمي؟ ألستُ ابنَ بنتِ نبيّكم وابنَ ابنِ عمّه؟ أوَ ليس حمزةُ والعباسُ وجعفر عمومتي؟ ألم يبلغكم قولُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيَّ وفي أخي: هذان سيِّدا شباب أهل الجنّة»(1) .

وقولهعليه‌السلام لمّا جمع أصحابه بعد رجوع عمر: «أمّا بعد فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعاً عنّي خيراً. ألا وإنّي لأظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً وإنّي قد أذنت لكم جميعاً فانطلقوا في حلٍّ ليس عليكم منّي ذِمام. هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً وليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعاً ثمّ تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم حتّى يفرّج الله؛ فإنّ القوم يطلبونني ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري»(2) .

لذا ورد أنّ الفرزدق لقيهعليه‌السلام وهو متوّجه إلى الكوفة فقال له: يابن رسول الله كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمّك مسلم بن عقيل؟ فترحَّم على مسلم بن عقيل وقال: «أما إنّه صار إلى رحمة الله تعالى

____________________

(1) سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 417 رقم 270.

(2) الكامل في التاريخ: ج 2 ص 559؛ مقاتل الطالبيين: ص 112 استشهاد الحسين: ص 110.

٤٥

ورضوانه وقضى ما عليه وبقي ما علينا». وأنشد يقول:

وإن تكن الدنيا تعد نفيسة

فإن ثواب الله أعلى وأنبل

وإن تكن الأبدانُ للموتِ

فقتلُ امرئ بالسيفِ في اللهِ

وإن تكن الأرزاقُ قسماً مقدّراً

فقلّةُ حرصِ المرءِ في الكسبِ

وإن تكن الأموالُ للتركِ جمعُها

فما بالُ متروكٍ بهِ المرءُ يبخلُ(1)

____________________

(1) الفصول المهمة: ص 178؛ كتاب الفتوح: ج 5 ص 125؛ بغية الطالب: ج 6 ص 2595؛ نور الأبصار: ص 242.

٤٦

الحسينعليه‌السلام ثمرة النبوة

٤٧

٤٨

أصبح الحسينعليه‌السلام المثل الأعلى للفداء والتضحية ونبراساً للحقّ ومناراً للهدى تستضيء به الأُمّة الإسلاميّة من أجل بناء مجتمع إسلامي متكامل.

فقد جسَّد قول جدّه الرسول الأكرم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله : «حسين منّي وأنا من حسين أحبّ الله مَنْ أحبّ حسيناً»(1) . وقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : «حسين منّي» بدليل آية المباهلة:( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ... ) (2) وأمّا قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «وأنا من حسين» يريد أنّ بقاء شريعته كان بسبب نهضة ولده الحسينعليه‌السلام ولولا هذه النهضة المباركة لأعاد الأُمويون المسلمين إلى الجاهليّة الأولى. وهذا يظهر واضحاً جلياً من خلال سيرتهم فهذا يزيدهم الطاغي نراه مجاهراً بكفره ومظهراً لشركه بقوله:

ليتَ أشياخي ببدرٍ شهدوا

جزَعَ الخزرجِ من وقعِ الأسلْ

قد قتلنا القرمَ من ساداتهم

وعدلنا ميْلَ بدرٍ فاعتدلْ

فأهلّوا واستهلّوا فرحاً

ثمّ قالوا يا يزيدَ لا تُشلْ

لستُ من خندف إن لم أنتقم

من بني أحمدَ ما كانَ فعلْ

____________________

(1) سنن الترمذي: ج 5 ص 658 ح 3775.

(2) سورة آل عمران: الآية 61.

٤٩

لعبت هاشمُ بالملكِ فلا

خبرٌ جاءَ ولا وحي نزل(1)

هذا هو المروق من الدين وقول مَنْ لا يرجع إلى الله وإلى دينه ولا إلى كتابه ولا إلى رسوله ولا يؤمن بالله ولا بما جاء من عند الله. ثمّ من أغلظ ما انتهك وأعظم ما اخترم سفكه دم الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع موقعه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومكانه منه ومنزلته من الدين والفضل وشهادة رسول الله له ولأخيه بسيادة شباب أهل الجنة. نعم عمل كلّ ذلك اجتراءً على الله وكفراً بدينه وعداوةً لرسوله ومجاهدةً لعترته واستهانةً بحرمته فكأنّما يقتل به وبأهل بيته قوماً من كفّار أهل الترك والديلم لا يخاف من الله نقمةً ولا يرقب منه سطوةً فبتر الله عمره واجتثَّ أصله وفرعه وسلبه ما تحت يده وأعدَّ له من عذابه وعقوبته ما استحقه بمعصيته(2) .

ولكن الحسينعليه‌السلام بتلك الدماء الزاكية زلزل عروش الظالمين وهدم طغيانهم ورست قواعد الدين الحنيف حتّى يومنا هذا وكلّ ما عندنا من إسلام ومسلمين بفضل تضحية وبطولة الإمام الحسينعليه‌السلام وأصبح الإسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء. وهذا ما أكّده وأجمع عليه روَّاد الفكر وحملة العلم في أرجاء المعمورة حتّى قال رئيس جامع الأزهر الشيخ محمّد عبده: لولا الحسين لما بقي لهذا الدين من أثر. إضافة إلى انعدام الرؤية

____________________

(1) ينابيع المودّة: 379؛ تاريخ الطبري: ج 5 ص 623.

(2) تاريخ الطبري: ج 11 ص 358.

٥٠

الواضحة في تمييز الحقّ فثورة الحسين هي السبب في بقاء الدين حيث وقفعليه‌السلام أمام أئمّة الفسق والجور والفساد في أرجاء العالم الإسلامي الذين عاثوا في الأرض فساداً أمثال يزيد بن معاوية المتكبِّر الخميِّر صاحب الديوك والفهود والقرود وأخذه البيعة له على خيار المسلمين بالقهر والسطوة والوعيد والإخافة والتهديد والرهبة.

فلا يُلام الشيعة الإماميّة - أتباع مدرسة أهل البيتعليهم‌السلام - بتعظيمهم الشعائر الحسينيّة في أيام عاشوراء كإقامة المراسم التي تُذكِّرنا بثورة الحسينعليه‌السلام .

ونرى في مقابل ذلك كتب معاوية إلى سائر الأمصار طالباً منهم أن يفدوا عليه ليرى رأيهم في بيعة يزيد وممّن حضر يزيد بن المقُفّع قام فقال: أمير المؤمنين هذا - وأشار إلى معاوية - فإن هلك فهذا - وأشار إلى يزيد - فمَنْ أبى فهذا - وأشار إلى سيفه. فقال معاوية: اجلس فأنت سيد الخطباء(1) .

كتب يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة في صحيفة صغيرة كأنّها أُذن فأرة: أمّا بعد فخذ الحسين بن علي وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بن الخطّاب أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة فمَنْ أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه(2) .

وكتب الحرّ إلى ابن زياد يعلمه بنزول الحسينعليه‌السلام بأرض كربلاء:

____________________

(1) العقد الفريد: ج 4 ص 338.

(2) كتاب الفتوح: ج 5 ص 10.

٥١

فانظر ما ترى في أمره. فكتب عبيد الله بن زياد كتاباً إلى الحسينعليه‌السلام يقول فيه: أمّا بعد إنّ يزيد بن معاوية كتب إليَّ أن لا تغمض جفنك من المنام ولا تشبع بطنك من الطعام أو يرجع الحسين على حكمي أو تقتله والسّلام.

هذا منطق يزيد بن معاوية. وعندما أُدخل نساء الحسينعليه‌السلام والرأس بين يديه جعلت فاطمة وسكينة تتطاولان لتنظرا إلى الرأس وجعل يزيد يستره عنهما فلمّا رأينه صرخن وأعلن بالبكاء فبكت لبكائهنّ نساء يزيد وبنات معاوية فولولنّ وأعلن. فقالت فاطمة - وكانت أكبر من سكينةرضي‌الله‌عنها -: بنات رسول الله سبايا يا يزيد! يسرّك هذا؟(1) .

هذا ونرى في مقابل تلك الشعائر موجة إلحادية بكلّ قواها تحاول طمس معالم الدين والعودة إلى الجاهليّة الأُولى وهذا ما حدث بعد رحيل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وما صرَّح به أبو سفيان صخر بن حرب في دار عثمان عقيب الوقت الذي بويع فيه عثمان ودخل داره ومعه بنو اُميّة فقال أبو سفيان: أفيكم أحد من غيركم؟ وقد كان عَمِيَ قالوا: لا. قال: يا بني اُميّة تَلَقَّفُوها تلقُّف الكرة فو الذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيَرنَّ إلى صبيانكم وراثة. فقام عمّار في المسجد فقال: يا معشر قريش أما إذ صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيّكم ها هنا مرّة وهنا مرّة فما أنا بآمِنٍ من أن ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله.

____________________

(1) الفصول المهمة: ص 188، 192؛ نور الأبصار: ص 231.

٥٢

وقام المقداد فقال: ما رأيت مثل ما أودى به(1) أهل هذا البيت بعد نبيّهم. فقال له عبد الرحمن بن عوف: وما أنت وذاك يا مقداد بن عمرو؟ فقال: إنّي - والله - لأُحبّهم لحبّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاهم وإنّ الحقّ معهم وفيهم. يا عبد الرحمن أعجب من قريش - وإنّما تطوُّلُّهم على الناس بفضل أهل هذا البيت - قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعده من أيديهم! أما ولأيم الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش أنصاراً لقاتلتهم كقتالي إيّاهم مع النبي (عليه الصلاة والسلام) يوم بدر(2) .

ولمّا رأى عمر بن الخطاب نزاع القوم على خلافة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: هيهات! لا يجتمع اثنان في قرن والله لا ترضى العرب أن يؤمّروكم ونبيُّها من غيركم ولكن العرب لا تمتنع أن تولِّي أمرها مَنْ كانت النبوّة فيهم وولي أمرهم منهم ولنا بذلك على مَنْ أبى من العرب الحجّة الظاهرة والسلطان المبين. مَنْ ذا ينازعنا سلطان محمّد وإمارته ونحن أولياؤه وعشيرته(3) ؟

وذكر ابن عساكر في تأريخه: لمّا دخل أبو سفيان على عثمان بعدما عَمي وقال: هل هنا أحد؟ فقالوا: لا. فقال: اللّهمّ اجعل الأمر أمر جاهليّة والملك غاصبيَّة واجعل أوتاد الأرض لبني اُميّة.

وجاء في الاستيعاب عن الحسن: أنَّ أبا سفيان دخل على عثمان حين

____________________

(1) أودى به: ذهب به.

(2) مروج الذهب: ج 2 ص 360.

(3) تاريخ الطبري: ج 2 ص 457.

٥٣

صارت الخلافة إليه فقال: صارت إليك بعد تيم وعديّ فأَدرها كالكرة واجعَل أَوتادَها بني اُميّة؛ فإنّما هو الملك ولا أَدري ما جَنّة ولا نار(1) .

أبو سفيان بن حَرْب وأشياعه من بني اُميّة الملعونون في كتاب الله ثمّ الملعونون على لسان رسول الله في عِدّة مواطن وعدّة مواضع؛ لماضي علم الله فيهم وفي أمرهم ونفاقهم وكفر أحلامهم؛ فحارب مجاهداً ودافع مكابداً وأقام منابذاً حتّى قهره السيف وعلا أمر الله وهم كارهون. فتقبّل بالإسلام غير منطوٍ عليه وأسرَّ الكفر غير مقلع عنه فعرفه بذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمون وميّز له المؤلّفة قلوبهم فقبله وولده على علم منه فمّما لعنهم الله به على لسان نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنزل به كتاباً قوله:( والشَّجَرةُ الملعُونَةَ في القُرآنِ ونُخوِّفُهُم فما يزيُدهُمْ إلاَّ طُغياناً كَبيراً ) (2) ولا اختلاف بين أحد أنّه أراد بها بني اُميّة

ومنه قول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد رآه مقبلاً على حمار ومعاويةَ يقودُ به ويزيد ابنه يسوق به: «لعن الله القائد والراكب والسائق».

ومنه ما يرويه الرواة من قوله: يا بني عبد مناف تلقّفوها تلقّف الكرة فما هناك جنّة ولا نار. وهذا كفر صُراح يلحقه به اللعنة من الله كما لحقت( الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) (3) .

____________________

(1) الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 4 ص 1679.

(2) سورة الإسراء: الآية 60.

(3) سورة المائدة: الآية 78.

٥٤

ومنه ما يروون من وقوفه على ثنيّة أحُد بعد ذهاب بصره وقوله لقائده: ها هنا ذببنا محمّداً وأصحابه(1) .

ومن خطبة لعليعليه‌السلام لمّا رفع أهل الشام المصاحف على الرماح: «عباد الله إنّي أحقّ مَنْ أجاب إلى كتاب الله ولكنَّ معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وحبيب بن مسلمة وابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن أنا أعرف بهم منكم؛ قد صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً فكانوا شرّ أطفال وشرّ رجال إنّها كلمة حقّ يراد بها الباطل. إنّهم والله ما رفعوها ثمّ لا يرفعونها ولا يعملون بما فيها وما رفعوها لكم إلاّ خديعة ووهن ومكيدة. أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعةً واحدة؛ فقد بلغ الحقّ مقطعه ولم يبقَ إلاّ أن يقطع دابر الذين ظلموا»(2) .

ومن كتاب لقيس بن سعد بن عبادة أمير الخزرج إلى معاوية: أمّا بعد فإنّما أنت وثني ابن وثني دخلت في الإسلام كرهاً وأقمت فيه فرقاً وخرجت منه طوعاً ولم يجعل الله لك فيه نصيباً لم يقدم إيمانك ولم يحدث نفاقك ولم تزل حرباً لله ولرسوله وحزباً من أحزاب المشركين وعدواً لله ولنبيّه وللمؤمنين من عباده.

ولو سارت الأُمة الإسلاميّة في خطى الإمام الحسينعليه‌السلام الذي سار على نهج جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لكان خيراً للأُمة الإسلاميّة في نهضتها ومسيرتها.

____________________

(1) تاريخ الطبري: ج 5 ص 621؛ تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 232.

(2) تاريخ الطبري: ج 5 ص 49.

٥٥

لعلَّ البعض يتصوّر أنّ نهضته وثورته كانت مجرّد فتنة وقعت بين الظالم يزيد بن معاوية المعلن بالفسق والفجور وبين سبط الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

هذا التصوّر ناشئ من عدم الرؤية التأريخية فعليه أن يكون جاداً في البحث الدقيق في مجاري التأريخ وأحداثها التي حدثت في الأُمة الإسلاميّة بعد رحيل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فكلّ مَنْ كانت له بصيرة نافذة يرى الحسينعليه‌السلام ريحانة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وفلذة كبده وسيد شباب أهل الجنّة وقد ترعرع في حجر النبوة والإمامة وأمّا يزيد فقد نشأ في أحضان الغواني والفجور والخمور فلمّا عُرض على الحسينعليه‌السلام البيعة ليزيد رفض الحسينعليه‌السلام من البداية قائلاً: «إنّا أهل بيت النبوّة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ويزيد رجل فاسق فاجر قاتل النفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله». هذه الكلمات التي هزَّت عرش يزيد الفجور الذي أباح المدينة ثلاثة أيام بقيادة مسلم بن عقبة المرّي الذي أخاف المدينة ونهبها وقَتل أهلها وبايعه أهلها على أنّهم عبيد ليزيد وسمّاها نتنه وقد سمّاها رسول الله طَيْبة وقال صلى الله عليه وآله: «مَنْ أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين». فسمّى مسلم هذا لعنه الله بمجرم ومسرف؛ لما كان من فعله. وكانت وقعة الحرّة عظيمة قُتل فيها خلق كثير من الناس من بني هاشم وسائر قريش والأنصار وراح ضحيتها أكثر من أربعة آلاف من سائر الناس ممّن أدركه الإحصاء دون مَنْ لم يعرف وافْتُضَّ فيها ألف عذراء فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. ورميه الكعبة بالمجانيق فتواردت أحجار المجانيق والعرادات(1)

____________________

(1) العرادات: جمع عرادة وهي آلة من آلات الحرب وهي منجنيق صغير والمنجنيق: سلاح

٥٦

على البيت ورُمي مع الأحجار بالنار والنفط ومشاقات الكتان وانهدمت الكعبة واحترقت الأبنية ووقعت صاعقة فأحرقت من أصحاب المجانيق(1)

وكان سبب خلع أهل المدينة له أنّ يزيد أسرف في المعاصي. وأخرج الواقدي من طرق أنّ عبد الله بن حنظلة بن الغسيل قال: والله ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء! إنّه رجل ينكح أُمهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويَدَعُ الصلاة(2) .

وذكر أبو إسحاق الإسفرايني في كتابه: وأمّا ما كان من أمر يزيد بن معاوية فإنّه أقام بدمشق خليفة مكان أبيه وأطاعه جميع العربان وطغى وتجبّر وعمّ ظلمه سائر الأماكن والبلاد وصار يقتل الأنفس وينهب الأموال ويسلبها وظهر منه الجور والظلم في سائر الأفعال. وقد كان ابن زياد أظلم وأطغى من يزيد فنزل البصرة بعسكره وأقام بالكوفة نائباً يحكم من تحت أمره وأقام هو بالبصرة بالظلم والجور وقتل النفس ونهب الأموال وقتل جميع الرجال والأبطال وعمّ ظلمه سائر العباد(3) .

وإقدامه على قتل سيد شباب أهل الجنّة الحسين بن عليعليهما‌السلام وريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإخوته وأولاده وأصحابه وسبي نسائه فأصبح الحسين من أعظم الثائرين انتصاراً وبطولة وتضحية ومدرسة وشعاراً وراحت كلّ

____________________

قديم يعتمد على رمي الحجارة.

(1) مروج الذهب: ج 3 ص 81؛ تاريخ الخلفاء: ص 209.

(2) تاريخ الخلفاء: ص 209.

(3) نور العين في مشهد الحسين: ص 10.

٥٧

الأقلام إسلاميّة وغيرها تشيد بكتاباتها بعظمة الحسينعليه‌السلام ؛ أمثال (انطون بارا) الكاتب المسيحي في كتابه (الحسين في الفكر المسيحي) يقول: رؤيا الفكر المسيحي لثورة الحسين دلالة كافية على إنسانيّة هذه الثورة؛ لأنّ هذه الثورة إنسانيّة أوّلاً وآخراً فالفكر المسيحي يُقدِّس آل البيتعليهم‌السلام كما المسلم. إنّ الفكر المسيحي العربي يستمدّ تراثه الفكري من تراث عربي إسلامي. كيف أمكن الربط بين ثورة الإمام الحسين وبين فكر أهل الكتاب؛ إذ لم يسبق هذا الربط أي اهتمام فكري مسيحي بعلم من أعلام الإسلام.

فشخصية الحسين محيط واسع من المُثُلِ الأدبية والأخلاق النبوية وثورته فضاء واسع من المعطيات الأخلاقية والعقائدية ولعلَّنا نتمثل أهم سِمَةٍ من سمات العظمة في هذه الشخصية من قول جدّه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : «حسين منّي وأنا من حسين». فارتقت إنسانيّة السبط إلى حيث نبوّة الجدّ (أنا من حسين) وهبطت نبوّة الجدَّ إلى حيث إنسانيّة السبط (حسين منّي).

وإذا كان العالم المسيحيُّ الغربي له مآخذ على الإسلام فإنّما ينظر إلى هذه المآخذ من كُوَى مثالب عهود بني اُميّة والتشويهات التي استهدفت أُمّة الإسلام فيما بعدها حيث نظر الحكّام إلى الدنيا والملك بالشكل الذي صوَّره معاوية بعد احتلاله الكوفة؛ إذ قال: إنّي لم أُقاتلكم لكي تُصلُّوا أو تصوموا بل قاتلتكم لكي أتأمر عليكم(1) .

____________________

(1) روى أبو الحسن المدائني: أنّه قد خرج على معاوية قوم من الخوارج بعد دخوله الكوفة وصلح

٥٨

هذا المظهر الخارجي لجوهر الصراع الذي استشرى بعد ذلك بين أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبين ذرَّية أبي سفيان فأهل البيت يرون أنّ الخلافة مركب يقود إلى الآخرة وفق أحكام الله وبنو اُميّة يتطلّعون إليها باعتبارها مركباً يقود للجاه والسلطان وانقياد الدنيا وفق أهواء النفس ومطالبها. وبين أحكام الله وبين أهواء النفس أحدث الانقسام المربع في جسد أُمّة الإسلام والتفّ الأبناء حول الرمز الأقرب لما تهيّأت له أنفسهم( مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآَخِرَةَ ) (1) . فالفكر المسيحي الغربي لا يعي هذا التناقض الصارخ بين الحقّ المقهور وبين الباطل المنتصر.

كيف صارت الشهادة التي أقدم عليها الحسينعليه‌السلام وآل بيته وصحبه الأطهار رمزاً للحقّ والعدل؟ وكيف صار الذبيح بأرض كربلاء نوراً لا ينطفئ لكلّ متطلّع باحث عن الكرامة التي خصّ بها سبحانه وتعالى؟ والسيرة العطرة لحياة سيد شباب أهل الجنّة واستشهاده الذي لم يسجّل التاريخ شبيهاً له كانا عنواناً صريحاً لقيمة الثبات على المبدأ.

أحد القساوسة قال: لو كان الحسين لنا لرفعنا له في كلّ بلدٍ بيرقاً ولنصبنا له في كلّ قرية مِنبراً ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين(2) .

____________________

الحسنعليه‌السلام فخطب معاوية أهل الكوفة فقال: يا أهل الكوفة أتروْني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحجّ وقد علمت أنّكم تصلُّون وتزكّون وتحجّون؟ ولكنّني قاتلتكم لأتأمّر عليكم وعلى رقابِكم وكلّ شرط شرطته - أي للحسنعليه‌السلام - فتحت قدميَّ هاتين. شرح نهج البلاغة: ج 16 ص 14؛ ترجمة الحسن بن عليعليه‌السلام .

(1) سورة آل عمران: الآية 152.

(2) الحسين في الفكر المسيحي: ص 24.

٥٩

ونقل لي عندما كنت في لبنان عن بولس سلامه صاحب ملحمة الغدير عن طريق ولده بأنّ والده عندما كان يقرأ واقعة الطفّ كانت دموعه تسيل على خدّه مع أنّه مسيحي وعالم المكتبات مليء بكتب تتحدّث عن شخصية الإمام الحسينعليه‌السلام وثورته التي جاءت لخلاص الإنسان من عبودية الطغاة إلى عبودية الله تعالى.

وشتان بين الشجرتين: شجرة طيِّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وشجرة خبيثة أُجتثَّت من فوق الأرض ما لها من قرار. وما أبعد ما بين الشجرتين: شجرة مباركة زيتونة والشجرة الملعونة في القرآن:( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ ) (1) بتأويل من النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله بلا اختلاف بين اثنين في أنّهم (بنو أميَّة) هم المراد من الشجرة الملعونة كما ورد ذلك في كتب الحديث والتاريخ(2) .

وعن سعيد بن المسيب قال: رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بني اُميّة على المنابر فساءه ذلك فأوحى الله إليه: إنّما هي دنيا أعطوها. فقرّت عينه وهي قوله:( ومَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) (3) يعني بلاء للناس(4) .

____________________

(1) سورة الإسراء: الآية 60.

(2) التسهيل لعلوم التنزيل: ج 2 ص 174، الكشاف: ج 2 ص 455؛ الدر المنثور: ج 5 ص 309 - 310؛ تفسير البيضاوي: ج 1 ص 575؛ مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج 2 ص 522؛ مجمع الزوائد: ج 5 ص 240؛ الخلفاء الراشدون: ص 209 - 210.

(3) سورة الإسراء: الاية 60.

(4) تاريخ مدينة دمشق: ج 57 ص 266 ح 11989؛ شواهد التنزيل: ج 2 ص 457.

٦٠