الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)

الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)0%

الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله) مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 204

  • البداية
  • السابق
  • 204 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23520 / تحميل: 4395
الحجم الحجم الحجم
الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)

الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)

مؤلف:
العربية

محبّة الحسينعليه‌السلام

٨١

٨٢

لقد احتل الإمام الحسينعليه‌السلام الصدارة عند جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصبح محطّ محبّته والكثير من أحاديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله تدلّ على منزلة ومكانة وعظمة الإمام الحسينعليه‌السلام منها:

عن أبي أيّوب الأنصاري قال: دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والحَسَن والحُسَيْن يلعبان بين يديه في حجره فقلت: يا رسول الله أتحبّهما؟ قال: «وكيف لا أُحبّهما وهما ريحانتاي من الدنيا أشمّهما؟!»(1) .

عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للحسين بن عليعليه‌السلام : «مَنْ أحبّ هذا فقد أحبّني»(2) .

عن عليعليه‌السلام : «إنَّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بيد الحسن والحسين فقال: مَنْ أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأُمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة»(3) .

____________________

(1) تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 130 ح 3422؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 403 رقم: 270؛ كفاية الطالب: ص 379.

(2) مجمع الزوائد: ج 9 ص 188.

(3) الرياض النضرة في مناقب العشرة: ج 2 ص 189؛ كنز العمال: ج 12 ص 96 رقم: 34161 ص 103 ح 34196؛ ينابيع المودة: ص 192 بغية الطلب 6 / 2578 وفيه: «كان معي في الجنّة؛ المرء مع مَنْ أحبّ المرء مع مَنْ أحبّ المرء مع مَنْ أحبّ».

٨٣

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه كان يأخذه والحسن ويقول: «اللّهمّ إنّي أُحبّهما فأحبّهما»(1) .

عن سلمانرضي‌الله‌عنه قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «الحسن والحسين ابناي؛ مَنْ أحبّهما أحبّني ومَنْ أحبّني أحبّه الله ومَنْ أحبّه الله أدخله الجنّة ومَنْ أبغضهما أبغضني ومَنْ أبغضني أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله النار»(2) .

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «مَنْ أحبّهما فقد أحبّني ومَنْ أبغضهما فقد أبغضني» يعني حسناً وحسيناً(3) .

عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه الحسن والحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم - أي يقبّل - هذا مرةً وهذا مرّة حتّى انتهى إلينا فقال له رجل: يا رسول الله إنّك تحبّهما؟ فقال: «نعم مَنْ أحبّهما فقد أحبّني ومَنْ أبغضهما فقد أبغضني»(4) .

____________________

(1) صحيح البخاري: ج 3 ص 1369 ح 3537؛ باب مناقب الحسن والحسينرضي‌الله‌عنها تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 155 ح 3476؛ الاستيعاب في معرفة الأصحاب - هامش الإصابة: ج 1 ص 376.

(2) المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 166 - كتاب معرفة الصحابة ينابيع المودّة: ص 198 وص 262؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 404 رقم 270.

(3) مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج 13 ص 260 ح 7876؛ السنن الكبرى: ج 5 ص 49؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 152 ح 3469.

(4) المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 166 - كتاب معرفة الصحابة الصواعق المحرقة: ص

٨٤

عن أبي هريرة قال: دخل الأقرع بن حابس على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فرآه يُقَبِّل إمّا حسناً أو حسيناً فقال: تُقبّله ولي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم! فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّه مَنْ لا يَرحم لا يُرحم»(1) .

عن البراء قال: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أبصر حسناً وحسيناً فقال: «اللّهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما»(2) .

عن البراء بن عازب قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حامل الحسين بن علي على عاتقه وهو يقول: «اللّهمّ إنّي أُحبّه فأحبّه»(3) .

عن أُسامة بن زيد قال: طرقت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو فلمّا فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ قال: فكشفه فإذا حسن وحسينعليهما‌السلام على وركَيْه فقال: «هذان ابناي وابنا ابنتي اللّهمّ إنّي أُحِبُّهما فأَحبَّهُما وأَحِبَّ مَنْ يُحبُّهما»(4) .

____________________

192، مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج 15 ص 420 ح 9673 - 2 / 440؛ مقتل الحسين - للخوارزمي: ج 1 ص 91.

(1) مقتل الحسين - للخوارزمي: ج 1 ص 102.

(2) سنن الترمذي: ج 5 ص 661 ح 3782؛ ينابيع المودّة: ص 193.

(3) الفصول المهمّة: ص 170؛ الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 1 ص 399؛ المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 177؛ كنز العمال: ج 12 ص 125 ح 34311؛ نور الأبصار: ص 221.

(4) سنن الترمذي: ج 5 ص 656 ح 3769؛ كنز العمال: ج 12 ص 114 ح 34255؛ الصواعق المحرقة: ص 191؛ ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: ص 211؛ مقتل الحسين

٨٥

عن أبي هريرة قال: ما رأيت الحسين بن علي إلاّ فاضت عيناي دموعاً فجلس رسول الله في المسجد فأتى حسين يشتدّ حتّى وقع في حجره ثمّ أدخل يده في لحية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يفتح فم الحسين فيدخل فاه في فيه ويقول: «اللّهمّ إنّي اُحبّه فأحبّه»(1) .

وقال يونس بن أبي إسحاق بسنده: بينما عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظِلّ الكعبة إذ رأى الحسين بن علي مقبلاً فقال: هذا أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم(2) .

عن رجاء بن ربيعة قال: كنت في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ مرّ الحسين بن علي فسلّم فردّ عليه القوم السلام وسكت عبد الله بن عمرو ثمّ رفع ابن عمرو صوته بعد ما سكت القوم فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. ثمّ أقبل على القوم فقال: ألا أُخبركم بأحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قالوا: بلى. قال: هو هذا المقفى - أي الذاهب المولى - والله ما كلّمته كلمة ولا كلّمني كلمة منذ ليالي صفّين ووالله لأن يرضى عنّي أحبّ إليَّ من أن يكون لي مثل أُحد فلمّا اجتمع ابن عمرو بالحسينعليه‌السلام بعد ما أذن له فقال الحسينعليه‌السلام : «أكذاك يابن عمرو؟ أتعلم أنّي أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء؟». قال: إي وربّ الكعبة إنّك لأحبّ أهل الأرض

____________________

للخوارزمي: ج 1 ص 92؛ أُسد الغاية: ج 2 ص 162.

(1) المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 178؛ مقتل الحسين - للخوارزمي: ج 1 ص 149.

(2) تهذيب التهذيب: ج 2 ص 346؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 179 ح 3517؛ الإصابة في تمييز الصحابة: ج 1 ص 333؛ تهذيب الكمال: ج 6 ص 406.

٨٦

إلى أهل السماء. قالعليه‌السلام : «فما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صفين؟ والله لأبي خير منّي»(1) .

عن زيد بن أبي زياد قال: خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من بيت عائشة فمرّ على بيت فاطمة فسمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حسيناً يبكي فقال: «أَلَمْ تَعْلَمِي أنَّ بُكاءَهُ يُؤْذيني؟»(2)

فعلاقة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بولده الحسينعليه‌السلام علاقة متميّزة وفريدة مليئة بالحبّ والعطف والحنان حتّى إنّ بكاءه كان يؤذيه. ومن خلال الحديث الشريف نرى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يتحمّل سماع بكاء ولده الحسينعليه‌السلام أسفي عليك يا رسول الله لو كنت حاضراً في كربلاء كي ترى ماذا صنعت أُمّتك بولدك الحسينعليه‌السلام ؛ حيث داست كلّ القيم والمبادئ وأدارت ظهرها لك يا رسول الله ولأحاديثك كأنّها وضعت أصابعها في آذانها كما صنعت الجاهليّة الأُولى؛ حيث وضعوا أصابعهم في آذانهم حتّى لا يسمعوا كلام الله تعالى:( وإِنِّي كلّما دَعَوْتُهُم لتغِفرَ لَهُم جَعَلوا أصابعَهُم في ءَاذَانِهم واستغْشَوا ثيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكبْرَوُا استِكْباراً ) (3) . إنّها تجربة جاهليّة ثانية

____________________

(1) مجمع الزوائد: ج 9 ص 189.

(2) أنساب الأشراف: ج 3 ص 144؛ مجمع الزوائد: ج 9 ص 204؛ الفصول المهمّة: ص 169؛ المعجم الكبير: ج 3 ص 116 ح 2847؛ ينابيع المودّة: ص 266؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 171 ح 3512؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 405 رقم 270؛ ذخائر العقبى: ص 246؛ كفاية الطالب: ص 389؛ نور الأبصار: ص 221.

(3) سورة نوح: الآية 7.

٨٧

حيث أعرضوا عن القرآن الناطق.

لقد وصل الأمر بهم أنّهم لم يكتفوا بقتل الحسينعليه‌السلام وإخوته وأولاده وأصحابه وسبي نسائه وحرق خيامه بل حرموهم الماء حتّى وصل بهم العطش إلى الموت ولم يرحموا حتّى الطفل الرضيع. فهذا عبد الله الرضيع عندما عرضه الحسينعليه‌السلام ليسقوه شربة ماء وكان يبكي من شدّة العطش فكان مصيره الذبح من الوريد إلى الوريد حتّى صيّروه كالطير المذبوح بل راحوا يصبّون حقدهم بحزّ الرؤوس بدءاً برأس الحسينعليه‌السلام ؛ نكاية به وبغضاً لأبيه ولجدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهذا يظهر جليّاً من قولهم للحسينعليه‌السلام لمّا طلب منهم الماء: لا تذوق الماء حتّى تموت عطشاناً؛ بغضاً لأبيك. وكان جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يطيل النظر إلى ولده الحسينعليه‌السلام وكانت دموعه تسيل على خدّه وهو يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله : «حسين منّي وأنا من حسين».

هل هذا جزاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي أنقذهم من دياجير الظلمات إلى عالم النور؟! وكما قالت فاطمةعليها‌السلام في خطبتها المعروفة في مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : «وكنتم على شفا حفرة من النار(1) مذقة الشارب ونهزة الطامع(2) وقُبسة العجلان(3) وموطئ الأقدام(4) تشربون الطرْق وتقتاتون القد(5) أذلّة

____________________

(1) شفا كلّ شيء: طرفه وشفيره أي كنتم على شفير جهنم مشرفين على دخولها لشرككم وكفركم.

(2) أي كنتم قليلين أذلاّء يتخطّفكم الناس بسهولة.

(3) والقُبسة - بالضم -: شعلة من نار يقتبس من معظمها والإضافة إلى العجلان لبيان القلّة والحقارة.

(4) ووطئ الأقدام: مثل مشهور في المغلوبيّة والمذلّة.

(5) الطرق: ماء السماء الذي تبول فيه الإبل وتبعر والقد: يقد من جلدٍ غير مدبوغ والمقصود

٨٨

خاسئين تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم(1) فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد اللتيا والتي»(2) (3) .

إنّ فاطمةعليها‌السلام جاءت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهي تبكي فقال: «ما يبكيك؟». قالت: «ضاع منّي الحسين فلا أجده». فقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد اغرورقت عيناه وذهب ليطلبه فلقيه يهودي فقال: يا محمّد ما لك تبكي؟ فقال: «ضاع ابني». فقال: لا تحزن فإنّي رأيته على تلّ كذا نائماً(4) .

عن يعلى بن مرّة العامري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «حسين منّي وأنا من حسين أحبّ الله مَنْ أحبّ حسيناً حسين سبط من الأسباط»(5) .

عن يعلى العامري قال: إنّه خرج مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى طعام دعوا له.

____________________

وصفهم بخباثة المشرب وجشوبة المأكل لعدم اهتدائهم إلى ما يصلحهم في دنياهم ولفقرهم.

(1) الخاسئ: المبعد المطرود والتخطف استلاب الشيء وأخذه بسرعة اقتبس من قوله تعالى:( واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الارض تخافون أن يتخطّفكم الناس فأواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيّبات لعلّكم تشكرون ) سورة الانفال: الآية 26.

وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّ الخطاب في تلك الآية لقريش خاصّة فالمراد بالناس سائر العرب أو الأعمّ.

(2) اللتيا والتي: وهما كنايتان عن الواهية الصغيرة والكبيرة.

(3) الاحتجاج ص 97 احتجاج فاطمة الزهراء عليها السلام على القوم.

(4) مقتل الحسين - للخوارزمي: ج 1 ص 144.

(5) أنساب الأشراف: ج 3 ص 142؛ الفصول المهمّة: ص 169؛ينابيع المودّة: ص 264، ص193 سنن الترمذي: ج 5 ص 658 ح 3775؛سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 404 - 270؛ذخائر العقبى: ص 231؛اُسد الغابة: ج 2 ص 26.

٨٩

قال فاستقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمام القوم وحسين مع الغلمان يلعب فأراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأخذه فطفق الصبي يفرّ هاهنا مرّة وهاهنا مرّة فجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يضاحكه حتّى أخذه. قال: فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأُخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه يقبّله فقال: «حُسينٌ منّي وأنا من حُسين أحَبَّ اللهُ من أحَبَّ حُسَيناً حُسينٌ سبط من الأسباط»(1) .

عن عائشة قالت: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جائعاً لا يقدر على ما يأكل فقال لي: «هات ردائي». فقلت: أين تريد؟ قال: «إلى فاطمة ابنتي فأنظر إلى الحسن والحسين فيذهب ما بي من جوع». فخرج حتّى دخل على فاطمة فقال: «يا فاطمة أين ابناي؟». فقالت: «يا رسول الله خرجا من الجوع وهما يبكيان». فخرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في طلبهما فرأى أبا الدرداء فقال: «يا عويمر هل رأيت ابنَيّ؟». قال: نعم يا رسول الله هما نائمان تحت ظِلّ حائط بني جدعان. فانطلق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فضمّهما وهما يبكيان وهو يمسح الدموع عنهما فقال له أبو الدرداء: دعني أحملهما. فقال: «يا أبا الدرداء دعني امسح الدموع

____________________

(1) سنن الترمذي: ج 5 ص 658 ح 3775؛مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج 29 ص 102 ح 17561؛ تهذيب التهذيب: ج 2 ص 346؛ المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 177 - كتاب معرفة الصحابة؛ كنزل العمال: ج 12 ص 129 رقم 34328، ص 115 ح 34264؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 146؛ الصواعق المحرقة: ص 192؛ينابيع المودّة: ص 264؛ذخائر العقبى: ص 231؛تهذيب الكمال: ج 6 ص 402؛بغية الطلب: ج 6 ص 2583؛نور الأبصار: ص 220؛ كتاب التاريخ الكبير: ج 8 ص 414 ح 3536، باب يعلى؛ فرائد السمطين: ج 2 ص 130 ح 429.

٩٠

عنهما فو الذي بعثني نبيّاً لو قطرت قطرة في الأرض لبقيت المجاعة في أُمّتي إلى يوم القيامة».

ثمّ حملهما وهما يبكيان وهو يبكي فجاء جبرئيل فقال: السلام عليك يا محمّد ربّ العزّة يقرئك السلام ويقول: ما هذا الجزع؟ فقال: «يا جبرئيل ما أبكي من جزع بل أبكي من ذلّ الدنيا».

فقال جبرئيل: إنّ الله تعالى يقول: أيسرّك أن أُحوّل لك أُحداً ذهباً ولا ينقص لك ممّا عندي شيء؟ قال: «لا». قال: لِمَ؟ قال: «لأنّ الله لم يحبّ الدنيا ولو أحبّها لما جعل للكافر أكلة». فقال جبرئيل: يا محمّد ادعُ بالجفنة المنكوسة التي في ناحية البيت. فدعا بها فلمّا حملت إذا فيها ثريد ولحم كثير فقال: كل يا محمّد وأطعم ابنيك وأهل بيتك. قالت: فأكلوا وشبعوا(1) .

____________________

(1) مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 129.

٩١

٩٢

جنّة الحسينعليه‌السلام

٩٣

٩٤

عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة»(1) .

عن ابن عمر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة وأبوهما خير منهما»(2) .

عن حذيفة قال: رأينا في وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تباشير السرور فقلنا: يا رسول الله لقد رأينا اليوم في وجهك تباشير السرور! فقال: «وما لي لا أُسرّ

____________________

(1) سنن الترمذي: ج 5 ص 656 ح 3768؛مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج 18 ص 138 ح 11594 - المسند: 3 / 62، ص 301 - 11777 - المسند: 3 / 82؛ ص 161 ح 11618 -، المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 166، كتاب معرفة الصحابة، الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 1 ص 391؛الفصول المهمّة: ص 152؛ كنز العمال: ج 12 ص 112 ح 34246؛الصواعق المحرقة: ص 191؛تاريخ بغداد: ج 2 ص 184 وص 185، ج 4 ص 207 و ج 6 ص 372 و ج 9 ص 232؛ينابيع المودّة: ص 262؛تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 130 ح 3423؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 403 رقم: 270؛الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 1 ص 376، هامش الإصابة؛ السنن الكبرى: ج 5 ص 50 ح 8169 / 9؛المعجم الأوسط: ج 3 ص 2211؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 92؛ذخائر العقبى: ص 225؛ اُسد الغابة: ج 2 ص 15؛بغية الطلب: ج 6 ص 2578؛فرائد السمطين: ج 2 ص 98 ح 409.

(2) المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 167، كتاب معرفة الصحابة؛ كنز العمال: ج 2 ص 112 ح 34247 وص 115 ح 34259 -؛الصواعق المحرقة: ص 191؛تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 133 ح 3429.

٩٥

وقد أتاني جبريل فبشّرني أنّ حسناً وحسيناً سيّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما أفضل منهما»(1) .

عن جابر بن عبد الله قال: مَنْ سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن عليّ؛ فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقوله(2) .

عن جابر أنّه قال - وقد دخل الحسين المسجد -: مَنْ أحبَّ أن يَنظُرَ إلى سيِّدِ شبابِ أهل الجنّة فلينظر إلى هذا؛ سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (3) .

عن عليعليه‌السلام قال: «شكوت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حسد الناس إيّاي فقال: يا عليّ إنّ أوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا». قال عليّ: «قلت: يا رسول الله فأين شيعتنا؟ قال: شيعتكم من ورائكم»(4) .

____________________

(1) كنز العمال: ج 2 ص 107 ح 34017 وص 113 ح 34249 وص 102 ح 34192؛تاريخ بغداد: ج 10 ص 231؛ ينابيع المودّة: ص 195؛حلية الأولياء: ج 4 ص 190، وفيه: «وإنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة»؛السنن الكبرى: ج 5 ص 95 ح 8365 / 1؛ كفاية الطالب: ص 380؛ذخائر العقبى: ص 224.

(2) مجمع الزوائد: ج 9 ص 190؛ميزان الاعتدال: ج 2 ص 40 رقم: 2737 -؛مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 147؛ ينابيع المودّة: ص 262؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 137 ح 34166؛ ذخائر العقبى: ص 225؛بغية الطلب: ج 6 ص 2583، نور الأبصار: ص 220.

(3) سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 403 رقم: 270.

(4) تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 169 ح 3508؛ كنز العمال: ج 12 ص 98 ح 34166 وص 104 ح 34205؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 109.

٩٦

عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال: «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لمّا أُسري بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوباً بالذهب: لا إله إلاّ الله محمّد حبيب الله علي ولي الله فاطمة أَمة الله الحسن والحسين صفوة الله على مبغضيهم لعنة الله مهما ذكر الله»(1) .

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «بي أُنذرتم ثمّ بعلي بن أبي طالب اهتديتم - وقرأ:( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (2) - وبالحسن أُعطيتم الإحسان وبالحسين تسعدون وبه تشقون. ألا وإنّ الحسين باب من أبواب الجنّة مَنْ عانده حرّم الله عليه رائحة الجنّة»(3)

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لمّا استقرّ أهل الجنّة قالت الجنّة: يا ربّ أليس وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك؟ قال: ألم أُزينك بالحسن والحسين؟ قال: فماست الجنّة ميساً(4) كما تميس العروس في خدرها»(5) .

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «هلمّ يا بلال وناد في الناس واجمعهم لي في المسجد». فلمّا اجتمعوا قام على قدميه وخطب الناس بخطبة أبلغ فيها حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ومستحقّه ثمّ قال: «يا معشر المسلمين هل

____________________

(1) كفاية الطالب: ص 381؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 108.

(2) سورة الرعد: الآية 7.

(3) مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 145.

(4) الميس: التبختر ماس يميس ميساً: تبختر واختال. لسان العرب: ج 6 ص 224 «ميس» أي: إنَّ الجنّة تبخترت وافتخرت بتزيّنها بالحسن والحسينعليهما‌السلام .

(5) تاريخ بغداد: ج 2 ص 238؛مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 103.

٩٧

أدلُّكم على خير الناس جدَّاً وجدَّة؟». قلنا: بلى يا رسول الله. قال: «الحسن والحسين جدّهما رسول الله خاتم المرسلين وجدّتهما خديجةُ بنت خُوَيلد سيدة نساء أهل الجنّة. ألا أدُلُّكم على خير الناس أباً وأُمّاً؟». قالوا: بلى يا رسول الله. قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «الحسن والحسين أبوهما علي بن أبي طالب وأُمُّهما فاطمة بنت خديجة وهي سيدة نساء العالمين. هل أدلُّكم على خير الناس عمَّاً وعمةً؟». قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «الحسن والحسين عمّهما جعفر بن أبي طالب وعمتهما أُمُّ هانئ بنت أبي طالب. أيّها الناس هل أدلُّكم على خير الناس خالاً وخالةً؟». قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «الحسن والحسين خالهما القاسم ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وخالتهما زينب بنت رسول الله». ثمّ قال: «اللّهمّ إنّك تعلم أنَّ الحسن والحسين في الجنّة وجدّهما في الجنّة وجدتّهما في الجنّة وأباهما في الجنّة وأُمّهما في الجنّة وخالهما في الجنّة وخالتهما في الجنّة وعمّهما في الجنّة وعمّتهما في الجنّة ومَنْ يحبّهما في الجنّة ومَنْ يبغضهما في النار»(1) .

هذه الأحاديث تدلّ على مكانة الحسينعليه‌السلام عند الله تعالى وعند رسوله؛ لشموله بالعناية الإلهيّة الخاصّة وأنّها رسالة إلى العالم ليقتدوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في محبّته وعلاقته بولده الحسينعليه‌السلام ؛ لأنّه يحمل رسالة جدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنّ نهج الحسينعليه‌السلام هو نهج جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فالمحبّة له في الواقع هو حفظ الرسالة من الانحراف وأكثر من ذلك جعل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله مساواة النظر

____________________

(1) ذخائر العقبى: ص 226؛ كفاية الطالب: ص 378؛مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 112.

٩٨

إليه هو نفس النظر إلى ولد الحسينعليه‌السلام .

لقد ترك الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله هذه الأمانة الإلهيّة السماويّة في أعناقنا من خلال وصاياه ولكن سرعان ما انقلبت الأُمّة على سبط النبوّة والإمامة وأرادوا الحطّ من شأن الحسينعليه‌السلام في واقعة الطفّ ومخالفة المشيئة الإلهيّة( وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) (1) .

____________________

(1) سورة التوبة: الآية 32.

٩٩

١٠٠