أغنى ثروة ممّا حصدته الأجيال الموالية له، السائرة على نهجه وسيرته.
وللمآتم الحسينيّة منافع يسيح المسلمون فيها، وخير يغورون في فيضه، ونذكر المهمّ من فوائد تلك (المآتم) فيما يلي:
الأوّل:
أنّها مدرسة قائمة مدى الدهر، تعلّم أبناءها كلّ علم وكلّ ثقافة؛ فهي توضيح لأحكام الشريعة والقوانين الإسلامية للأُمّة، وتبحث عن التأريخ بأهمّ أطواره وأبهى صوره، ويبحث فيها عن الجغرافية بأوسع مناهجها، وأضبط طرقها.
وفيها تحقيق عن الرجال - مسلمين وغيرهم - بأحسن الأُصول، وبيان للعقائد الكلامية بالأدلّة الرصينة؛ من توحيد، ونبوّة، وإمامة، وعدل، ومعاد.
وهكذا يدرس فيها كلّ ما ينشئ المجتمع، ويرقي الإنسان؛ فلهذا ترى الشيعي أكثر من أفراد كلّ أُمّة علماً وثقافة، وفراسة ومهارة.
وحبّذا ما يقوله الفيلسوف المستشرق (جوزف) الفرنسي في كتابه (الإسلام والمسلمون): (... ولو نظرنا اليوم في أقطار العالم نرى أنّ الأفراد التي هي أولى بالمعرفة والعلم، والصنعة والثورة، إنّما توجد بين الشيعة...).
أقول:
وذلك ببركة هذه المدرسة المجيدة.
الثاني:
أنّها مؤتمر ديني يجتمع فيه المسلمون، ويبحثون عن أحوالهم، ويتداركون مواقع الضعف، ويتبادلون الآراء في شؤونهم، فيتمكّنون من التآزر والاتّحاد ليسيروا على النهج القويم؛ وهذا ممّا لا يتمكّن عليه إلاّ بالجهد الكثير، والمال الوافر، والمشقّة العظيمة، ولكن هذه الأُمّة لمّا اعتادت عقد هذا المؤتمر