من قتل الإمام الحسين (عليه السلام)؟

من قتل الإمام الحسين (عليه السلام)؟0%

من قتل الإمام الحسين (عليه السلام)؟ مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 265

من قتل الإمام الحسين (عليه السلام)؟

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: زهير ابن المرحوم الحاج علي الحكيم
تصنيف: الصفحات: 265
المشاهدات: 61474
تحميل: 4157

توضيحات:

من قتل الإمام الحسين (عليه السلام)؟
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 265 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 61474 / تحميل: 4157
الحجم الحجم الحجم
من قتل الإمام الحسين (عليه السلام)؟

من قتل الإمام الحسين (عليه السلام)؟

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

رأسه، فامتلأ البرنس دماً، فقال له الحسينعليه‌السلام : «لا أكلت بها ولا شربت، وحشرك الله مع الظالمين!».

قال: فألقى ذلك البرنس، ثمّ دعا بقلنسوة فلبسها واعتمَّ، وقد أعيى وبلد، وجاء الكندي حتّى أخذ البرنس وكان من خز، فلمَّا قدم به بعد ذلك على امرأته، أُمِّ عبد الله ابنة الحرّ أخت حسين بن الحرّ البدي، أقبل يغسل البرنس من الدم، فقالت له امرأته: أسلب ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تدخل بيتي؟ أخرجه عنِّي. فذكر أصحابه أنّه لمْ يزل فقيراً بشرٍّ حتّى مات(1) .

عمر بن سعد بن أبي وقاص

هو من أخبره أمير المؤمنينعليه‌السلام بقتله الإمام الحسينعليه‌السلام ، وكان الناس يقولون فيه إنّه قاتل الحسينعليه‌السلام قبل قتلهعليه‌السلام ، وهو من خرج بجيشه لقتالهعليه‌السلام ، ومن أمر جنوده بمنعهعليه‌السلام عن الماء بأمر عبيد الله عليه لعائن الله، وأوّل مـن بدأ بقتالهعليه‌السلام ، وهو من أمر بذبحهعليه‌السلام ، ومن أمر جنوده برضِّ صدرهعليه‌السلام وظهره بحوافر الخيل، وممّن ساقوا حرمهعليه‌السلام إلى الكوفة و... و...

راجع ذلك في كتاب المقتلل.

وهو لا يختلف اثنان في أنّه قائد الجيش الذي قتل الإمام الحسينعليه‌السلام .

ابن سعد (لعنه الله) ينتدب عشرة فرسان لرضِّ جسد الحسينعليه‌السلام بحوافر خيولهم

روى الطبري والشبراوي واللفظ للأوّل، قال:

قال: ثمّ إنّ عمر بن سعد نادى في أصحابه: مَن ينتدب للحسين (ع)، ويوطئه

____________________

(1) تاريخ الطبري 3 / 331 - 332.

١٦١

فرسه؟ فانتدب عشرة، منهم: إسحاق بن حيوة الحضرمي - وهو الذي سلب قميص الحسينعليه‌السلام فبرص بعدُ - وأحبش بن مرثد بن علقمة بن سلامة الحضرمي، فأتوا فداسوا الحسينعليه‌السلام بخيولهم حتّى رضُّوا ظهره وصدره، فبلغني أنّ أحبش بن مرثد بعد ذلك بزمان أتاه سهم غرب، وهو واقف في قتال، ففلق قلبه فمات(1) .

مواقف وأقوال أهل الخلاف فيه

أقول: فهذا اللعين ابن سعد وأعماله، ومع هذا لمْ يقدح فيه أهل الخلاف وليتهم سكتوا عنه، إلاّ أنّ بعضهم وثَّقه واعتبره صدوقاً، وقد اعتذروا له بأنّه قائد الجيش الذي ذبح الحسينعليه‌السلام ، وسبى نساءه وسحق أطفاله، وقتل أولاده وإخوته وأصحابه فليس هو القاتل، وإنّما هو القائد!

وهؤلاء حسابهم عسير يوم القيامة، إذ لا جواب لهم ولا عذر في نصرتهم أعداء الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيتهعليهم‌السلام .

فإليك ما قاله أهل الخلاف في هذا الخبيث:

قال فيه العحلي:

عمر بن سعد بن أبي وقاص، مدني ثقة. كان يروي عن أبيه أحاديث، وروى الناس عنه، وهو الذي قتل الحسينعليه‌السلام . قلت: كان أمير الجيش ولمْ يباشر قتله!(2) .

وقال فيه ابن حجر:

عمر بن سعد بن أبي وقاص المدني، نزيل الكوفة، صدوق، ولكن مقته الناس

____________________

(1) تاريخ الطبري 3 / 335، الإتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي: / 53، ط أمير قم.

(2) معرفة الثقات، العجلي 2 / 166.

١٦٢

لكونه كان أميراً على الجيش الذين قتلوا الحسين بن عليّعليهما‌السلام ، من الثانية، قتله المختار سنة خمس وستّين أو بعدها، ووهم من ذكره في الصحابة، فقد جزم ابن معين بأنّه ولد يوم مات عمر بن الخطاب(1) .

وروى محدِّث الشام ابن عساكر:

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، وأبو عبد الله البلخي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري وثابت بن بندار، قالا: أخبرنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطيوري: وابن عمِّه محمّد بن الحسن - قالا: أخبرنا الوليد بن بكر، أخبرنا عليّ بن أحمد بن زكريا، أخبرنا صالح بن أحمد، حدَّثني أبي، قال: عمر بن سعد بن أبي وقاص كان يروي عن أبيه أحاديث، وروى الناس عنه، وهو الذي قتل الحسين (ع).

وقال في موضع آخر: عمر بن سعد بن مالك تابعي ثقة، وهو الذي قتل الحسين(ع)(2) .

وقال أيضاً:

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أحمد بن الحسن، أخبرنا يوسف بن رباح، أخبرنا أبو بكر المهندس، أخبرنا أبو بشر الدولابي، حدَّثنا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول - في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدِّثيهم -: عمر بن سعد بن أبي وقاص، ثمّ ذكره في أهل الكوفة، وقال: قتله المختار(3) .

وقال أيضاً:

وأخبرنا أبو عبد الله البلخي، أخبرنا ثابت بن بندار، قالا: أخبرنا الوليد، أخبرنا عليّ بن أحمد، أخبرنا صالح بن أحمد، حدَّثني أبي، قال: عمر بن سعد بن أبي

____________________

(1) تقريب التهذيب، ابن حجر 1 / 717، وفي ط 3 / 73.

(2) تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر 45 / 41.

(3) تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر 45 / 41.

١٦٣

وقاص كوفي تابعي، وهو الذي قتل الحسينعليه‌السلام (1) .

وقال فيه الذهبي:

عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري: هو في نفسه غير متّهم(2) ، لكنّه باشر قتال الحسين (ع) وفعل الأفاعيل.

روى شعبة، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن عمر بن سعد، فقام إليه رجل فقال: أمَا تخاف الله؟! تروي عن عمر بن سعد؟! فبكى وقال: لا أعود.

وقال العجلي: روى عنه الناس، تابعي ثقة. وقال أحمد بن زهير: سألت ابن معين أعمر بن سعد ثقة؟! فقال: كيف يكون من قتل الحسين (ع) ثقة؟!‍

قال خليفة: قتله المختار سنة خمس وستّين(3) .

وذكره الذهبي في كتابه: مَن له رواية في كتب الستّة، فقال:

عمر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، وعنه ابنه إبراهيم وقتادة والزهري ولمْ يلحقاه، حطَّ عليه ابن معين لقتاله الحسين (ع)، وقد قتله المختار سنة 66 / هـ(4) .

عمرو بن الحجّاج بن سلمة بن عبد يغوث الزبيدي

ممّن شهد على حجر بن عدي، وغدر بهانئ بن عروة، وخرج على الإمام الحسينعليه‌السلام . وكان رئيساً على خمسمئة فارس ليمنعهعليه‌السلام ومن معه عن الماء، وممّن حرَّض على قتالهعليه‌السلام .

____________________

(1) تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر 45 / 40.

(2) ولا أدري كيف لا يكون مَن هذه حاله متّهماً؟

(3) ميزان الاعتدال، الذهبي 3 / 198، وفي ط 5 / 238.

(4) الكاشف في معرفة مَن له رواية في كتب الستّة، الذهبي 2 / 61.

١٦٤

شهادته على حجر بن عدي حتّى قتله معاوية

وتفصيل ذلك في تاريخ الطبري(1) .

الغدر بهانئ بن عروة رضوان الله عليه

روى الطبري، قال:

وقال غير أبي جعفر: الذي جاء بهانئ بن عروة إلى عبيد الله بن زياد عمرو بن الحجّاج الزبيدي(2) .

ورى الطبري أيضاً، قال:

فقال ابن زياد لجلسائه: مالي لا أرى هانئاً؟ فقالوا: هو شاكٍ. فقال: لو علمت بمرضه، لعدته.

قال أبو مخنف: فحدَّثني المجالد بن سعيد، قال: دعا عبيد الله محمّد بن الأشعث، وأسماء بن خارجة. قال أبو مخنف: حدَّثني الحسن بن عقبة المرادي أنّه بعث معهما عمرو بن الحجّاج الزبيدي(3) .

أقول: أمَّا مجيئه مع مذحج وهو رئيسهم، فهو مجرَّد تمويه على مذحج، ويشهد لذلك أنّه بمجرَّد إخبارهم بأن هانئاً سالم قال: الحمد لله، وذهب.

وهو من خواص ابن زياد وجلسائه؛ ولهذا كان على ميمنة الجيش الذي قاتل الإمام الحسينعليه‌السلام .

وروى الطبري، قال:

____________________

(1) تاريخ الطبري 3 / 224 - 231، ذكر مقتل حجر وأصحابه (رضوان الله عليهم) مفصلاً، وشهادة الزور التي أُقيمت عليهم في الكوفة.

(2) تاريخ الطبري 3 / 275.

(3) تاريخ الطبري 3 / 284، وأيضاً ذكره الخوارزمي في مقتله 1 / 294 الفصل العاشر.

١٦٥

حدثنا عمر بن عليّ، قال: حدثنا أبو قتيبة، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، قال: حدَّثنا عمارة بن عقبة بن أبي معيط، فجلس في مجلس ابن زياد فحدَّث، قال: طردت اليوم حمراً فأصبت منها حماراً فعقرته. فقال له عمرو بن الحجّاج الزبيدي: إنّ حماراً تعقره أنت لحمار حائن(1) . فقال: ألاَ أخبرك بأحين من هذا كلّه؟ رجل جيء بأبيه كافراً إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأمر به أنْ يُضرب عنقه. فقال: يا محمّد‍ فمَن للصبيّة؟ قال (ص): «النار، فأنت من الصبية وأنت في النار». قال: فضحك ابن زياد(2) .

تعدّيه على الإمام الحسينعليه‌السلام وتحريضه على قتاله، وإقراره بإمامة يزيد.

روى الطبري، قال:

قال أبو مخنف: حدَّثني الحسين بن عقبة المرادي، قال الزبيدي: إنّه سمع عمرو بن الحجّاج حين دنا من أصحاب الحسينعليه‌السلام ، يقول: يا أهل الكوفة، الزموا طاعتكم وجماعتكم، ولا ترتابوا في قتل مَن مرق من الدين وخالف الإمام. فقال له الحسينعليه‌السلام : «يا عمرو بن الحجّاج، أعليَّ تحرض الناس؟! أنحن مرقنا وأنتم ثبتم عليه؟! أمَا والله، لتعلمنَّ لو قد قبضت أرواحكم، وُمتّم على أعمالكم أيُّنا مرق من الدين، ومَن هو أولى بصلّي النار»(3) .

أقول: وبهذا وبقول الطبري -: وبلغ عمرو بن الحجّاج أنّ هانئاً قد قُتل فأقبل في مذحج حتّى أحاط بالقصر ومعه جمع عظيم، ثمّ نادى: أنا عمرو بن الحجّاج،

____________________

(1) الحائن: الأحمق. انظر: تاج العروس 9 / 188.

(2) تاريخ الطبري 3 / 275 - 276.

(3) تاريخ الطبري 3 / 324.

١٦٦

هذه فرسان مذحج ووجوهها لمْ تخلع طاعةً، ولمْ تُفارق جماعةً...(1) - يعرف أن عمرو بن الحجّاج من أهل الخلاف، ومن الموالين لبني اُميّة، وكيف لا يكون من مواليهم وهو من رؤساء قتلة الحسينعليه‌السلام ؟!

قال الدينوري:

وهرب عمرو بن الحجّاج - أي: من المختار - وكان من رؤساء قتلة الحسين (ع)، يريد البصرة، فخاف الشماتة فعدل إلى سراف(2) .

ولهذا ذكر مدحه ابن حجر فقال:

عمرو بن الحجّاج الزبيدي، ذكره وثيمة في كتاب الردَّة؛ وقال: كان مسلماً في عهد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وله مقام محمود حين أرادت زبيد الردَّة إذ دعاهم عمرو بن معد يكرب إليها فنهاهم عمرو بن الحجّاج، وحثَّهم على التمسُّك بالإسلام، وقد مضى ذلك في ترجمة عمرو بن العجيل الزبيدي واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون(3) .

أسماء بن خارجة

ممّن سعى في قتل أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ومَن جاء بهانئ بن عروة (رضوان الله عليه) إلى ابن زياد حتّى هشم بالسيف وجهه، وممّن خرج لقتال الإمام الحسينعليه‌السلام .

راجع ذلك في كتاب المقتل.

____________________

(1) تاريخ الطبري 3 / 286.

(2) الأخبار الطوال، الدينوري / 303.

(3) الإصابة، ابن حجر 5 / 111.

١٦٧

وجوده مع عمر بن سعد في كربلاء

قال ابن حجر:

قلت: قرأت بخط الذهبي: مات - أي: الحسن بن الحسن بن عليّعليهم‌السلام - سنة 97 هـ. والذي في صحيح البخاري في الجنائز قال: لمَّا مات الحسن بن الحسن بن عليّعليهم‌السلام ضربت امرأته القبَّة على قبره... الحديث. وقد وصله المحاملي في أماليه من طريق جرير عن مغيرة، وقال الجعابي: وحضر مع عمِّه كربلاء، فحماه أسماء بن خارجة الفزاري؛ لأنّه ابن عمِّ اُمِّه، وذكره ابن حبّان في الثقات(1) .

من قتلة الحسينعليه‌السلام الذين طلبهم المختار

قال الدينوري:

وهرب أسماء بن خارجة الفزاري، وكان شيخ أهل الكوفة وسيّدهم، من المختار خوفاً على نفسه، فنزل على ماء لبني أسد، يسمَّى: ذروة، في نفر من مواليه وأهل بيته فأقام به(2) .

وقال البلاذري تحت عنوان: مقتل عمر بن سعد، ومَن شرك في دم الإمام الحسينعليه‌السلام :

وكان أسماء بن خارجة مستخفياً، فقال المختار ذات يوم وعنده أصحابه: أمَا وربِّ الأرض والسماء، والضياء والظلماء لينزلن من السماء نار دهماء أو حمراء أو سحماء، فلتحرقن دار أسماء. فأتى الخبر أسماء، فقال: سجع أبو إسحاق بنا، ليس على هذا مقام، فخرج هارباً حتّى أتى البادية، فلمْ يزل بها ينزّل مرّة في بني

____________________

(1) تهذيب التهذيب، ابن حجر 2 / 230.

(2) الأخبار الطوال، الدينوري / 303.

١٦٨

عبس، ومرّة في غيرهم حتّى قُتل المختار، وهدم المختار له ثلاثة آدر(1) .

مواقف وأقوال أهل الخلاف فيه

قال فيه ابن حبّان في كتاب مشاهير علماء الأمصار:

أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري من سادات أهل المدينة، وجلَّة التابعين مات سنة خمس وستّين(2) .

وذكره أيضاً في كتابه الثقات(3) .

وقال فيه ابن حجر:

أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، أبو حسّان الكوفي، قال أبو حسّان الزيادي: مات سنة ستّين وله ثمانون سنة. قلت: فعلى هذا يكون مولده قبل المبعث. وقال ابن حبّان: مات سنة خمس وستّين، ووافق على مقدار سنِّه. وقال ابن عبد البرّ في الكنى في ترجمة أبي العريان: لا يُبعّد أنْ يكون صحابيّاً لرواية كبار التابعين عنه. انتهى.

وقد ذكروا أباه وعمَّه الحرّ في الصحابة، وهو على شرط ابن عبد البرّ، وروى الطبري من طريق أبي الأحوص، قال: فاخر أسماء بن خارجة رجلاً، فقال: أنا ابن الأشياخ الكرام، فقال عبد الله: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

وقال ابن المبارك في الزهد: عن المسعودي، عن مالك بن أسماء بن خارجة، عن أبيه قال، سمعت ابن مسعود، يقول: ذو اللسانين في الدنيا له لسانان من نار يوم القيامة.

____________________

(1) أنساب الأشراف، البلاذري 5 / 241، وفي نسخة دار الفكر - بيروت - 6 / 410.

(2) مشاهير علماء الأمصار، ابن حبّان / 123.

(3) الثقات، ابن حبّان 4 / 59.

١٦٩

وقال المرزباني: كان شريفاً جواداً كريماً لبيباً، وله أخبار كثيرة، ووفد على عبد الملك بن مروان فأكرمه.

وقال ابن أبي الدنيا: حدَّثنا أبو حذيفة عبد الله بن مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء الفزاري، عن أبيه قال، قال أسماء بن خارجة: ما شتمت أحداً قط(1) .

وقال الذهبي فيه:

أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر، الأمير أبو حسّان، وقِيل: أبو هند، الفزاري الكوفي، من كبار الأشراف، وهو ابن أخي عيينة بن حصن أحد المؤلَّفة قلوبهم. روى أسماء عن عليّعليه‌السلام وابن مسعود، وعنه: ولده مالك وعلي بن ربيعة. وفيه يقول القطامي:

إذا مات ابنُ خارجةَ بنِ حصنٍ

فلا مطرت على الأرضِ السماءُ

ولا رجع البريدُ بغُنْمِ جيشٍ

ولا حَمَلَتْ على الطُّهْرِ النساءُ

وقال الزركلي فيه:

ابن خارجة (000 - 66 ه‍ـ / - 686 م) أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة الفزاري: تابعي من رجال الطبقة الأولى، من أهل الكوفة بالعراق. كان سيّد قومه، جواداً مقدماً عند الخلفاء(2) .

وقال عنه البخاري:

أسماء بن خارجة في الكوفيّين، سمع منه ابنه مالك، حدَّثنا أبو الوليد، حدَّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، سمع أبا الأحوص، قال: قال أسماء بن خارجة: أنا ابن

____________________

(1) الإصابة، ابن حجر العسقلاني 1 / 339.

(2) الأعلام، ‌‌‌‌‌خيرالدين الزركلي 1 / 305.

١٧٠

الأشياخ الكرام. فقال عبد الله: ذاك يوسف بن يعقوب(1) .

وقال ابن كثير فيه:

أسماء بن خارجة الفزاري الكوفي، وكان جواداً ممدحاً...(2) .

عبيد الله بن زياد

وقد ذكرنا ما فعله بآل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مفصلاً في المقتل، وإليك شيئاً من ذلك:

ما فعله اللعين من وضع رجله على فم الإمام الحسينعليه‌السلام

قال ابن الجوزي: ‌‌‌‌‌‍‍‌‌‌‍‍‍‌‌‍‌‌‍‌

وقال هشام بن محمّد: لمَّا وُضع الرأس بين يدي ابن زياد، قال له كاهنه: قمْ فضع قدمك على فم عدوِّك، فقام فوضع قدمه على فيه، ثمّ قال لزيد بن أرقم: كيف ترى؟ فقال: والله، لقد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واضعاً فاه حيث وضعت قدمك(3) .

تقويره (لعنه الله) رأس الإمام الحسينعليه‌السلام

قال ابن الجوزي: وذكر عبد الله بن عمرو الوراق في كتاب المقتل: أنّه لمَّا حضر الرأس بين ابن زياد أمر حجّاماً، فقال: قوِّره، وأخرج لغاديده ونخاعه وما حوله من اللحم، واللغاديد ما بين الحنك وصفحة العنق من اللحم(4) .

____________________

(1) التاريخ الكبير، البخاري 2 / 55.

(2) البداية والنهاية، ابن كثير 9 / 53.

(3) تذكرة الخواص، ابن الجوزي / 231، منشورات الشريف الرضيّ.

(4) تذكرة الخواص، ابن الجوزي / 233، منشورات الشريف الرضيّ.

١٧١

وقال اليافعي:

وذكروا مع ذلك ما يعظم من الزندقة والفجور، وهو أنّ عبيد الله بن زياد (لعنه الله) أمر أنْ يقوَّر الرأس المشرف المكرّم، حتّى يُنصب في الرمح، فتحامى الناس عن ذلك، فقام من بين الناس رجل، يُقال له طارق بن المبارك، بل هو ابن المشؤوم المذموم، فقوَّره ونصبه بباب المسجد الجامع، وخطب خطبة لا يحلُّ ذكرها(1) .

نكثه (عليه اللعنة) رأس الإمام الحسينعليه‌السلام

رواية أنس بن مالك:

روى ابن كثير والذهبي، وصاحب الآحاد والمثاني وصاحب كتاب فضائل الصحابة، وابن العديم وصاحب كتاب أخبار قزوين، وصاحب كتاب النجوم الزاهرة وصاحب تاريخ واسط، والطبري في ذخائر العقبى والبخاري، والترمذي وابن حبّان وغيرهم، واللفظ للأوّل، قال:

قال الإمام أحمد: حدَّثنا حسين حدَّثنا جرير، عن محمّد، عن أنس قال: أتي عبيدالله بن زياد برأس الحسينعليه‌السلام ، فجعل في طست ينكت عليه، وقال في حسنه شيئاً، فقال أنس: إنّه كان أشبههم برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وكان مخضوباً بالوشمة.

ورواه البخاري في المناقب، عن محمّد بن الحسن بن إبراهيم هو ابن إشكاب، عن حسين بن محمّد، عن جرير بن حازم، عن محمّد بن سيرين، عن أنس فذكره، وقد رواه الترمذي من حديث حفصة بنت سيرين، عن أنس، قال: حسن صحيح. وفيه: فجعل ينكت بقضيب في أنفه، ويقول: ما رأيت مثل هذا

____________________

(1) مرآة الزمان وعبرة اليقظان، اليافعي: / 273، نسخة برنامج الموسوعة الشعريّة.

١٧٢

حسناً(1) .

رواية ابن أرقم

روى ابن كثير وابن العديم، والذهبي وابن عساكر والدينوري، والطبراني واللفظ

____________________

(1) البداية والنهاية 8 / 191، الآحاد والمثاني 1 / 307، فضائل الصحابة 2 / 784. ورواه بطرق مختلفة، فمرّة: في حديث رقم 1394 بإسناده إلى حفصة بنت سيرين، عن أنس بن مالك؛ وأخرى: في حديث رقم 1395 بإسناده إلى محمّد عن أنس بن مالك؛ ومرّة أخرى: في حديث رقم 1397 بإسناده إلى عليّ بن زيد عن أنس بن مالك، بغية الطلب في تاريخ حلب 6 / 2577.

وذكره أيضاً: عن جرير، عن محمّد، عن أنس في / 2577، وعن هاشم، عن محمّد، عن أنس في / 2632، وعن حفصة بنت سيرين في / 2632.

وأيضاً رواه: عن سعيد بن عبيد في / 2638، التدوين في أخبار قزوين 2 / 478، النجوم الزاهرة 1 / 155، سير أعلام النبلاء، وقد ذكر بإسناده إلى جرير بن حازم، عن محمّد، عن أنس بن مالك 3 / 281؛ وأخرى: بإسناده إلى حفصة بنت سيرين 3 / 281؛ وتارة أخرى: بإسناده عن هشام عن محمّد عن أنس بن مالك 3 / 280 - 281، تاريخ واسط 1 / 220، مسند أحمد 3 / 261، عن ابن سيرين عن أنس، صحيح البخاري 4 / 216 عن ابن سيرين، عن أنس، سنن الترمذي 5 / 325، عن حفصة بنت سيرين عن أنس، مجمع الزوائد للهيثمي 9 / 195 عن أنس، موارد الظمآن / 554، عن حفصة بنت سيرين، عن أنس، تحفة الأحوذي 10 / 307، عن البخاري عن ابن سيرين، الآحاد والمثاني 1 / 306، عن ابن سيرين عن أنس.

وأيضاً عن عليّ بن زيد عن أنس / 307، مسند أبي يعلى 5 / 228، عن ابن سيرين، صحيح ابن حبّان 15 / 429، عن بنت سيرين، المعجم الكبير للطبراني 3 / 125، رواه عن أنس عليّ بن زيد وبنت سيرين، كنز العمّال للمتّقي الهندي 13 / 673، عن ابن سيرين باختصار، تاريخ دمشق لابن عساكر 14 / 126، رواه عن أنس تارةً هاشم عن ابن سيرين، وأخرى جرير عن ابن سيرين، ورواه عن أنس بنت سيرين في / 127، وعلي بن زيد في / 235، ورواه عن قرّة بن خالد عن الحسن، أسد الغابة 2 / 20، رواه عن ابن سيرين عن أنس، تهذيب الكمال 6 / 400، عن بنت سيرين، عن أنس، ينابيع المودّة 3 / 10، ذخائر العقبى للطبري / 128.

١٧٣

للأوّل، قال:

وقال أبو مخنف: عن سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم قال: دعاني عمر بن سعد فسرَّحني إلى أهله لأبشِّرهم بما فتح الله عليه وبعافيته، فأجد ابن زياد قد جلس للناس، وقد دخل عليه الوفد الذين قدموا عليه، فدخلت فيمن دخل، فإذا رأس الحسينعليه‌السلام موضوع بين يديه، وإذا هو ينكت فيه بقضيب بين ثناياه ساعة، فقال له زيد بن أرقم: ارفع هذا القضيب عن هاتين الثنيتين، فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد رأيت شفتي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على هاتين الثنيتين يقبِّلهما، ثمّ انفضخ الشيخ يبكي. فقال له ابن زياد: أبكى الله عينك، فوالله لولا أنّك شيخ قد خرفت، وذهب عقلك، لضربت عنقك.

قال: فنهض فخرج، فلمَّا خرج قال الناس: والله لقد قال زيد بن أرقم كلاماً لو سمعه ابن زياد، لقتله. قال، فقلت: ما قال؟ قالوا: مرَّ بنا وهو يقول: ملك عبد عبيداً فاتّخذهم تليداً، أنتم - يا معشر العرب - العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمة (ع)، وأمَّرتم ابن مرجانة فهو يقتل خياركم، ويستعبد شراركم، فبعداً لمَن رضي بالذُّل.

وقد رُوي من طريق أبي داود بإسناده عن زيد بن أرقم بنحوه(1) .

أمره بغلِّ عنق الإمام عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، وحرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكشفات

روى الطبري، قال:

____________________

(1)البداية والنهاية 8 / 191، بغية الطلب في تاريخ حلب 6 / 2631، سير أعلام النبلاء 3 / 281، تاريخ دمشق لابن عساكر، ذكرها في موضعين 14 / 236 بإيجاز، 14 / 366 بتفصيل، الأخبار الطوال / 260، المعجم الكبير للطبراني 5 / 206، المنتظم في تاريخ الملوك والاُمم، ابن الجوزي 5 / 341 بإيجاز.

١٧٤

قال: ثمّ إنّ عبيد الله أمر بنساء الحسينعليه‌السلام وصبيانه فجهِّزن، وأمر بعليّ بن الحسينعليه‌السلام فغُلَّ بغُلٍّ إلى عنقه، ثمّ سرَّح بهم مع محفز بن ثعلبة العائذي عائذة قريش، ومع شمر بن ذي الجوشن، فانطلقا بهم حتّى قدموا على يزيد. فلمْ يكن عليّ بن الحسينعليه‌السلام يكلِّم أحداً منهما في الطريق كلمة حتّى بلغوا، فلمَّا انتهوا إلى باب يزيد رفع محفز بن ثعلبة صوته، فقال: هذا محفز بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة. قال، فأجابه يزيد بن معاوية: ما ولدت اُم محفز شرٌّ وألاُم(1) .

وروى ابن حبّان، قال:

ثم أنفذ عبيد الله بن زياد رأس الحسين بن عليّعليه‌السلام إلى الشام مع أسارى النساء والصبيان، من أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على أقتاب مكشَّفات الوجوه والشعور(2) .

ابن زياد عند أهل الخلاف

وابن زياد - كما هو معروف - من بني اُميّة بالتبنِّي، فهو من أهل الخلاف؛ وأمَّا الشيعة، فتتبرأ منه وتلعنه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وللشيعة شهد الذهبي، فقال:

عبيد الله بن زياد بن أبيه: أمير العراق، أبو حفص، والي البصرة سنة خمس وخمسين وله ثنتان وعشرون سنة وولي خراسان، فكان أوَّل عربيّ قطع جيحون وافتتح بيكند وغيرها.

وكان جميل الصورة قبيح السريرة. وقِيل: كانت اُمُّه مرجانة من بنات ملوك

____________________

(1) تاريخ الطبري 3 / 338.

(2) الثقات، ابن حبّان 2 / 312.

١٧٥

الفرس.

قال أبو وائل: دخلت عليه بالبصرة، وبين يديه ثلاثة آلاف ألف درهم جاءته من خراج أصبهان، وهي كالتل... إلى أنْ يقول: وقد كانت مرجانة تقول لابنها عبيد الله: قتلت ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا ترى الجنّة، أو نحو هذا.

قال أبو اليقظان: قتل عبيد الله بن زياد يوم عاشوراء سنة سبع وستّين.

قال يزيد بن أبي زياد، عن أبي الطفيل، قال: عزلنا سبعة أرؤس وغطَّينا منها رأس حصين بن نمير وعبيد الله بن زياد، فجئتُ فكشفتُها فإذا حيَّة في رأس عبيد الله تأكل.

وصحَّ من حديث عمارة بن عمير، قال: جِيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه، فأتيناهم وهم يقولون: قد جاءت، قد جاءت، فإذا حيّة تخلَّل الرؤوس حتّى دخلت في منخر عبيد الله فمكثت هنية، ثمّ خرجت وغابت، ثمّ قالوا: قد جاءت، قد جاءت، ففعلت ذلك مرّتين أو ثلاثاً.

قلت: الشيعي لا يطيب عيشه حتّى يلعن هذا ودونه، ونحن نبغضهم في الله، ونبرأ منهم ولا نلعنهم وأمرهم إلى الله(1) .

أقول: ومع براءته منه لمْ يترك الثناء عليه بذكر مناقبه كما تقدّم، حيث قال: عبيد الله بن زياد بن أبيه، أمير العراق أبو حفص، والي البصرة سنة خمس وخمسين وله ثنتان وعشرون سنة وولي خراسان، فكان أوَّل عربيّ قطع جيحون وافتتح بيكند وغيرها.

وقال في الثناء عليه الزركلي:

____________________

(1) سير أعلام النبلاء، الذهبي 3 / 549.

١٧٦

ابن زياد (28 - 67 هـ = 648‍ - 686 م) عبيد الله بن زياد بن أبيه: والٍ فاتح من الشجعان، جبارخطيب، ولد بالبصرة. وكان مع والده لمَّا مات بالعراق، فقصد الشام، فولاه عمُّه معاوية خراسان سنة 53 هـ، فتوجَّه إليها ثمّ قطع النهر إلى جبال بخارى على الإبل، ففتح راميثن ونصف بيكند.

قال أحد من كانوا معه: ما رأيت أشدَّ بأساً من عبيد الله، لقينا زحفاً من الترك، فرأيته يقاتل فيحمل عليهم، فيطعن فيهم ويغيب عنّا، ثمّ يرفع رايته تقطر دماً.

وأقام بخراسان سنتين، ونقله معاوية إلى البصرة أميراً عليها سنة 55 هـ، فقاتل الخوارج واشتدَّ عليهم(1) .

وذكره محمّد في كتاب من له رواية في كتاب أحمد، فقال: عبيد الله بن زياد بن أبي سفيان، أبو أحمد، ويُقال لأبيه: زياد بن أبيه، عن أبي برزة، وعنه أبو سبرة، له ذكر في حديث بن برزة لا رواية له(2) .

اللعين شمر بن ذي الجوشن

ناصبي بغيض، تولَّى ذبح سبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الإمام الحسين بن عليّعليه‌السلام ، وفعل ما فعل و... وإليك بعض ذلك.

هجوم شمر اللعين على خيام الحسينعليه‌السلام ليحرقها

قال ابن الدمشقي:

وحمل الشمر حتّى طعن في فسطاط الحسينعليه‌السلام ، وقال: عليَّ بالنار حتّى

____________________

(1) الأعلام، خيرالدين الزركلي 4 / 193.

(2) من له رواية في مسند أحمد، محمّد بن عليّ بن حمزة / 280.

١٧٧

أحرق هذا البيت على أهله. فصاح النساء وولولن وخرجن من الفسطاط، فصاح به الحسينعليه‌السلام : «حرقك الله بالنار، ويلك! أتدعو بالنّار لتحرق على أهلي؟»(1) .

شمر بن ذي الجوشن (لعنه الله) مَن تولَّى ذبح سبط رسول اللهعليه‌السلام

قال ابن حبّان:

والذي تولَّى في ذلك اليوم حزَّ رأس الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهما‌السلام شمر بن ذي الجوشن(2) .

وقال خليفة بن الخياط:

ولي قتل الحسينعليه‌السلام شمر بن ذي الجوشن، وأمير الجيش عمر بن سعد بن مالك(3) .

رأي أهل الخلاف في شمر بن ذي الجوشن

ذهب الذهبي وغيره إلى أن شمر اللعين من مشايخ الثقات، ومن كبار التابعين، وقال فيه ابن عساكر: إنه تابعي، وذكرت له روايات تبرِّئ موقفه، وكونه مطيعاً لله فيما فعل!

من مشايخ شيخ الكوفة وعالمها ومحدّثها وتابعي

قال الذهبي:

أبو إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله بن ذي يحمد، وقِيل: عمرو بن عبد الله

____________________

(1) جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ، ابن الدمشقي 2 / 287.

(2) الثقات، ابن حبّان 2 / 311.

(3) تاريخ خليفة بن خياط 1 / 235.

١٧٨

ابن عليّ الهمداني الكوفي الحافظ، شيخ الكوفة وعالمها ومحدِّثها، لمْ أظفر له بنسب متّصل إلى السبيع، وهو من ذرّيّة سبيع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان.

وكان (رحمه الله) من العلماء العاملين، ومن جلَّة التابعين.

قال: ولدت لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، ورأيت عليّ بن أبي طالب (ع) يخطب.

ورُوى عن معاوية وعدي بن حاتم، وابن عبّاس والبرّاء بن عازب، وزيد بن أرقم وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي جحيفة السوائي وسليمان بن ُصرد، وعمارة بن رويبة الثقفي، وعبد الله بن يزيد الأنصاري وعمرو بن الحارث الخزاعي، وغيرهم من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ورأى أيضاً أسامة بن زيد النبويّ، وقرأ القرآن على الأسود بن يزيد وأبي عبد الرحمن السلمي. وكان طلابة للعلم كبير القدر.

وروى أيضاً عن علقمة بن قيس ومسروق بن الأجدع، والضحّاك بن قيس الفهري، وعمرو بن شرحبيل الهمداني والحارث الأعور، وهبيرة بن يريم وشمر بن ذي الجوشن، وعمر بن سعد الزهري وعبيدة بن عمرو السلماني، وعاصم بن ضمرة وعبد الله بن عتبة بن مسعود، وعمرو بن ميمون الأودي وصلة بن زفر العبسي، وسعيد بن وهب الخيواني وعبد الرحمن بن أبزى الخزاعي، وحارثة بن مضرب وعبد الله بن معقل، وصلة بن زفر وأبي الأحوص عوف بن مالك، ومسلم بن نذير والأسود بن هلال، وشريح القاضي وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود الهذلي، وكميل بن زياد النخعي والمهلب بن أبي صفرة الأمير، والأسود بن هلال المحاربي، وخلق كثير من كبراء التابعين، تفرَّد بالأخذ عن عدَّة منهم(1) .

____________________

(1) سير أعلام النبلاء، الذهبي 5 / 392 - 393.

١٧٩

وقال محدِّث الشام ابن عساكر:

شمر بن ذي الجوشن، واسم ذي الجوشن شرحبيل، ويقال: عثمان بن نوفل، ويقـال: أوس بن الأعور أبو السابغة العامـري، ثمّ الضـبابي - حيّ من بني كلاب - كانت لأبيه صحبة وهو تابعي، أحد من قاتل الحسين بن عليّعليها‌السلام ، وحدَّث عن أبيه.

روى عنه أبو إسحاق السبيعي، ووفد على يزيد بن معاوية مع أهل بيت الحسينعليه‌السلام (1) .

وقال أيضاً عندما روى لأبي إسحاق رواية عن ذي الجوشن أبي شمر:

قال: وأخبرنا عبد الله، حدَّثنا محمّد بن عباد، حدَّثنا شيبان، عن أبي إسحاق عن ذي الجوشن أبي شمر الضبابي نحو هذا الحديث، قال شقيق: وكان ابن ذي الجوشن جاراً لأبي إسحاق، ولا أراه إلاّ سمعه منه، قوله: ولا أراه إلاّ سمعه منه، يعني: أبا إسحاق سمعه من شمر بن ذي الجوشن عن أبيه(2) .

وقال صلاح الدين الصفدي:

قاتل الحسين (ع) شمر بن ذي الجوشن، أبو السابغة العامري، ثمّ الضبابي - حيّ من بني كلاب - كانت لأبيه صحبة، وهو تابعي، أحد من قاتل الحسين (ع) وحدَّث عن أبيه. روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وفد على يزيد مع أهل البيتعليهم‌السلام ، وهو الذي احتزَّ رأس الحسينعليه‌السلام على الصحيح، قتله أصحاب المختار في حدود السبعين للهجرة، لمَّا خرج المختار وتطلَّب قتلة الحسينعليه‌السلام وأصحابه. وإنّما سمِّي أبوه ذو الجوشن؛ لأنّ صدره كان ناتئاً(3) .

____________________

(1) تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر 23 / 186.

(2) تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر 23 / 188.

(3) الوافي بالوفيات، صلاح الدين الصفدي / 12693، نسخة برنامج الموسوعة الشعريّة.

١٨٠