تسمية من قتل مع الحسين (ع)

تسمية من قتل مع الحسين (ع)0%

تسمية من قتل مع الحسين (ع) مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 35

تسمية من قتل مع الحسين (ع)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
تصنيف: الصفحات: 35
المشاهدات: 19851
تحميل: 5405

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 35 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 19851 / تحميل: 5405
الحجم الحجم الحجم
تسمية من قتل مع الحسين (ع)

تسمية من قتل مع الحسين (ع)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

تسمية مَنْ قُتل مع الحسينعليه‌السلام

من ولده وإخوته وأهل بيته وشيعته

تأليف:

المحدث الجليل الفُضيل بن زبير بن عمر بن درهم الكوفي الأسدي

( من أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) )

تحقيق: السيد محمد رضا الحسيني الجلالي

قم / ١٤٠٥ هـ

١

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين؛ سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين.

الكتاب

وقفت على هذا الأثر التاريخي الحاوي لأسماء مَنْ نال درجة الشهادة في واقعة الطفّ، وقد لفتت نظري فيه عدّة جهات دفعتني إلى تحقيق نصّه، وهي:

١ - إنّ روايته مسندة عن رجال معروفين يتمتّعون بمكانة عند المحدّثين والعلماء، وهذا ما لم تحض به أكثر الروايات التي يتداولها المؤرّخون وأرباب المقاتل وغيرهم من المؤلفين بهذا الصدد.

٢ - إنّ جامعه (فضيل بن الزبير) قصد إلى استيعاب ما توفّر له من النقول في هذا المجال، فلقي أكثر من شخص، وجمع ما ذكروه في هذه الرواية؛ ممّا يدلّ على عنايته الفائقة بما جمعه فيه.

٣ - احتواؤه على أسماء لشهداء لم يذكروا في موضع آخر.

٤ - احتواؤه على آثار وروايات وتفصيلات؛ ممّا يرفع من قيمته العلمية والتاريخية.

٥ - إنّي لم أجد فيما قرأت من الكتب المعنية بهذا الموضوع ذكراً لهذا الأثر، ولا نقلاً عنه؛ ولذا يعتبر فريداً وجديداً بالنسبة إلى حواضرنا العلمية.

ولم أحاول أن اُترجم لمنْ ذكر فيه من الشهداء (رضوان الله عليهم)؛ حذراً من التطويل الزائد، ولأنّ المؤلفات المعدّة لذلك متوفّرة والحمد لله. ولقد سعيت أن أحقّق النصّ واُقوّمه؛ معتمداً ما أراه الأصح حسب المصادر، والأقوم حسب اُصول التحقيق.

المؤلّف

اسمه:

(فضيل) كذا عنونه البرقي في رجاله في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام (١) ، وفي أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام (٢) ، وهكذا الكشي لكنّه ذكره مع (أل) أيضاً(٣) ، وكذا الشيخ الطوسي بدون (أل) ومعها(٤) .

فظهر التصحيف في عنوانه بـ (الفضل) بدون ياء، كما صنعه الشيخ ابن داود، بدون ترديد(٥) ، وصنعه متردداً جمع؛ منهم السيد التفريشي(٦) ، والمامقاني(٧) ، والزنجاني(٨) ، والخوئي(٩) ،

____________________

(١) الرجال - للبرقي / ١١.

(٢) المصدر السابق / ٣٤.

(٣) اختيار معرفة الناقلين - رجال الكشي - الفقرة رقم (٦٢١).

(٤) رجال الطوسي / ١٣٢ و ٢٧٢.

(٥ ) رجال ابن داود / ٢٧١ رقم ١١٧٥.

(٦) نقد الرجال / ٢٦٦.

(٧) تنقيح المقال ٢ / رقم الترجمة ٩٤٩٨.

(٨) الجامع في الرجال ٢ / ٦١٥.

(٩) معجم رجال الحديث ١٣ / ٣١١ رقم ٩٣٣٨.

٢

وقد عاد هؤلاء الأعلام فعنونوا له بـ (الفضيل).

كما ورد مصحّفاً - كذلك - في بعض أسانيد الكتب مثل: أمالي الشيخ المفيد(١) ، وإرشاد العباد له(٢) ، ومقاتل الطالبيِّين للأصفهاني(٣) .

كما ظهر إنّ ما ورد في مطبوعة (الفهرست) لابن النديم بعنوان (فصل) بالصاد المهملة(٤) خطأ واضح.

وقد ضبط طابع كتاب الرجال للبرقي اسمه هكذا (فضيل) بضم الفاء الموحّدة، وفتح الضاد المعجمة على تصغير (رجل).

اسمُ أبيه:

(الزّبير) كذا ذكره البرقي في رجاله(٥) ، وكذلك الكشي(٦)، وابن النديم(٧) ، والشيخ الطوسي(٨) وغيرهم.

وقد ضبطه طابع رجال البرقي هكذا (الزبير) بضم الزاي وفتح الموحّدة على زنة (رجيل) مصغراً، لكن الشيخ المامقاني عند ترجمة ابنه ضبطه هكذا (الزبير) بفتح الزاي، وكسر الموحّدة، على زنة (شريف) الصفة المشبهة(٩) ، وكذلك جاء هذا الضبط بالحركات في (مقاتل الطالبيِّين)(١٠) .

ولم يذكر الشيخ المامقاني ما يرشد إلى وجه هذا الضبط، وما ورد في مطبوعة رجال البرقي من الضبط هو المألوف، وهو الظاهر من علماء الأنساب، حيث ذكروا أبا أحمد الزبيري في عنوان المنسوب إلى (زبير) بضم الزاي وفتح الموحّدة، فلاحظ (تبصير المنتبه)

____________________

(١) أمالي المفيد / ١٤٥.

(٢) الإرشاد - للمفيد / ١٧٤.

(٣) مقاتل الطالبيِّين / ٦ - ١٤١٧.

(٤) الفهرست - لابن النديم / ٢٢٧.

(٥) الرجال - للبرقي / ١١ و ٣٤.

(٦) رجال الكشي / رقم ٦٢١.

(٧) الفهرست / ٢٢٧.

(٨) رجال الطوسي / ١٣٢ و ٢٧٢.

(٩) تنقيح المقال ٢ / ١٨٢ رقم ٦٨٥٦.

(١٠) مقاتل الطالبيِّين / ١٠٨.

٣

لابن حجر، وأنساب السمعاني.

وقد ذكر السمعاني نسبه هكذا: (الزبير بن عمر بن درهم) كما سيأتي في ترجمة حفيده(١) .

نسبته

(الرسّان)، كذا نسبه البرقي(٢) والكشي(٣) ، وابن النديم(٤) والطوسي(٥) .

قال المامقاني في ضبط الكلمة (الرسّان): بالراء المهملة المفتوحة والسين المهملة المشدّدة والألف والنون، المراد بائع الرسن، وهو زمام البعير ونحوه أو صانعه(٦ ) .

وقد رسمت الكلمة في رجال العلاّمة: الرساني(٧) ، بإضافة ياء النسبة.

قال المامقاني: ولم أجد له معنى صحيحاً(٨) ، والظاهر إنّه تصحيف، كما إنّ ما جاء في مطبوعة طبقات ابن سعد في ترجمة ابن أخي الفضيل وهو: (الرماني)( ٩) - بالميم كالنسبة إلى الرمان - تصحيف أيضاً، وصحّفت الكلمة بـ (الريّان) بالياء المثناة بدل السين(١٠).

(الكوفي)، نسبه الشيخ الطوسي كوفياً(١١) ، والوجه فيه إنّه من أهل الكوفة كما يظهر من بعض رواياته، وتراجم أخيه وابن أخيه.

(الأسدي)، كذا نسبوه هو وأخاه وابن أخيه، والنسبة إلى قبيلة (بني أسد) الشهيرة بالكوفة وحواليها.

لكن صرح كثير من الرجاليين وأهل الأنساب بأنّ آل الزبير لم يكونوا

____________________

(١) الأنساب - للسمعاني بعنوان (الزبيري) / ظهر الورقة ٢٧١، ولسان الميزان ٧ / ٣٦٥.

(٢) الرجال - للبرقي / ٣٤.

(٣) رجال الكشي / رقم ٦٢١.

(٤) الفهرست / ٢٢٧.

(٥) رجال الطوسي / ١٣٢ و ٢٧٢.

(٦) تنقيح المقال ٢ / ١٨٢ رقم ٦٨٥٦.

(٧) رجال العلاّمة / ٢٣٧ طبعة النجف.

(٨) تنقيح المقال ٢ / ١٨٢.

(٩) الطبقات الكبرى - لابن سعد ٦ / ٢٨١ طبعة ليدن.

(١٠) جاء ذلك في مطبوعة كشف الغمّة - للأربلي ٢ / ١٣٠.

(١١) رجال الطوسي / ٢٧٢.

٤

من صلب العشيرة، وإنّما كان ولاؤهم في بني أسد.

قال الطوسي في ترجمة الفضيل: (الأسدي مولاهم)(١) .

وقال ابن سعد في ترجمة ابن أخيه: (مولى بني أسد)(٢) .

أخوه

يقترن اسم الفضيل باسم أخيه، أو ابن أخيه في أكثر من مورد في كتب الرجال والتراجم والفهارس(٣) .

وقال الكشي: قال محمد بن مسعود: وسألت علي بن الحسن، عن فضيل الرسّان، قال: هو فضيل بن الزبير، وكانوا ثلاثة إخوة: عبد الله وآخر(٤) .

والملاحظ إنّهم يذكرون اسم أخيه عند ما يكون الحديث عن الفضيل، ولم نجد مورداً كان الحديث فيه عن أخيه فذكر فيه اسم الفضيل، وهذا يشير - من بعيد - إلى أنّ الأخ كان أعرف منه، بحيث يعرف الفضيل به.

نعم، ذكر الفضيل في ترجمة ابن أخيه، معرفاً له كما سيأتي(٥) .

قال أبو الفرج الأصفهاني: كان عبد الله بن الزبير من وجوه محدّثي الشيعة، روى عنه عبّاد بن يعقوب الرواجني، المتوفّى (٢٠٥)، ونظراؤه، ومَنْ هو أكبر منه(٦) .

أقول: روى عن عبد الله بن شريك العامري، وعنه موسى بن يسار(٧) ، وروى عن صالح بن ميثم، وعنه بشر بن آدم في رواية أوردها كلّ من الكنجي(٨) ، والحسكاني(٩) ، وابن عساكر(١٠) ، وابن المغازلي(١١) ، لكن اسم المروي عنه (صالح بن رستم ) في الأخير.

____________________

(١) في المصدر والموضع السابقين.

(٢ ) الطبقات الكبرى ٦ / ٢٨١.

(٣) انظر رجال البرقي / ٣٤، ورجال الكشي / رقم ٦٢١، وطبقات ابن سعد ٦ / ٢٨١.

(٤) رجال الكشي / رقم ٦٢١.

(٥) الطبقات الكبرى / ٢٨١.

(٦) مقاتل الطالبيِّين / ٢٩٠.

(٧) رجال الكشي / رقم ١٩٩.

(٨) كفاية الطالب / ١١٠، وأخرجه محقّقه عن مستدرك الحاكم ٣ / ١١٠، ومصادر اُخرى.

(٩) شواهد التنزيل ٢ / ٢٧٥ وص ١ - ٢٨٣.

(١٠) تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليعليه‌السلام - الحديث رقم (٩٢٣) وما بعده.

(١١) مناقب علي بن أبى طالبعليه‌السلام - لابن المغازلي / ٣١٩ رقم (٣٦٤).

٥

وكان عبد الله بن الزبير شاعراً، ومن شعره:

١ - عن (أنساب الأشراف) للبلاذري، في قصة تعذيب عبد الله بن الزبير بن العوام أخاه عمرو بن الزبير، وهى طويلة، جاء في آخرها: فقال ابن الزبير الأسدي:

فـلو إنّـكم أجهزتموا إذ قتلتموا

ولـكن قـتلتمْ بالسياطِ وبالسجنِ

جعلتم لضربِ الظهرِ منهُ عصيَّكُمْ

تـراوحُهُ والأصـبحيةَ لـلبطن(١)

٢ - وهو القائل في رثاء مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) وهانئ بن عروة (رحمه الله):

فإن كنتِ لا تدرين ما الموتُ فانظري

إلـى هـانئٍ في السوقِ وابنِ عقيلِ

في أبيات عديدة(٢) .

٣ - وعن مصعب في (نسب قريش) إنّه ذكر: أوّل مَنْ جاء بنعي الحرّة الكردوس بن زيد الطائي، قال ابن الزبير الأسدي:

لَعمري لقد جاء الكردوسُ(*) كاظماً

عـلى خـبرٍ لـلمسلمين وجيعِ(٣)

ومن المحتمل أن يكون قائل هذه الأبيات شاعراً آخر بهذا الاسم، ولا بد من المزيد من التحقيق، وقد عنون له بعض الرجاليين(٤) .

وعبد الله كان من مناضلي الزيدية، حضر القتال مع الشهيد زيد (رحمه الله).

قال الكشي في حديث عن عبد الرحمان بن سيابة، قال: دفع إليّ أبو عبد اللهعليه‌السلام دنانير، وأمرني أن اُقسّمها في عيالات مَنْ أُصيب مع عمّه زيد، فقسّمتها.

قال: فأصاب عيال عبد الله بن الزبير الرسّان أربعة دنانير(٥) .

وروى الشيخ المفيد هذه الرواية عن أبي خالد الواسطي، قال: سلّم إليّ أبو عبد اللهعليه‌السلام ألف دينار... وذكر نحوه(٦) ، ولعلها واقعة اُخرى غير ما جرى على يد عبد الرحمان بن سيابة.

____________________

(١) الأوائل - للشيخ محمد تقي التستري / ٢١٣.

(٢) إرشاد العباد - للمفيد / ٢١٧، ومقاتل الطالبيِّين / ١٠٨.

(*) لا يخفى الخلل العروضي في هذا المصراع، اللهمّ إلاّ أن نجعل بدل مفردة ( الكردوس ) مفردة (الكروّس) كما ورد في بعض المصادر.(موقع معهد الإمامين الحسنَين)

(٣) الأوائل - للتسترى / ١٣٩ و ٨٦ و ٢٢٨.

(٤) رجال العلاّمة / ٢٣٧، تنقيح المقال ٢ / ١٨٢.

(٥) رجال الكشي / رقم ٦٢١.

(٦) إرشاد المفيد / ٢٦٩.

٦

وقد ذكر العلاّمة الحلّي بعد نقل الرواية: أنّ هذه الرواية تُعطي أنّه كان زيديّاً(١) ، وسيأتي مناقشة هذه الجهة في عنوان (مذهبه).

أقول: كون عبد الله هو المستشهد مع زيد، هو المشهور، والمفهوم من هذه الروايات إنّه أُصيب معه، لكن أبا الفرج الأصفهاني ذكر في المقاتل ما يدلّ على أنّ عبد الله بن الزبير بقي إلى زمان محمد بن عبد الله النفس الزكية الذي استشهد في عهد المنصور العباسي سنة (١٤٥).

قال أبو الفرج: حدّثنا علي بن العباس قال: حدّثنا بكار بن أحمد قال: حدّثنا الحسن بن الحسين قال: حدّثنا عبد الله بن الزبير الأسدي - وكان في صحابة محمد بن عبد الله - قال: رأيت محمد بن عبد الله عليه سيف محلّى يوم خرج، فقلت له: أتلبس سيفاً محلّى؟! فقال: أبأس بذلك؟! قد كان أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يلبسون السيوف المحلاّة.

ثمّ قال أبو الفرج: عبد الله بن الزبير هذا أبو أحمد الزبير المحدّث(٢) .

أقول: التشويش في عبارة المقاتل ظاهر في الفقرة الأخيرة؛ إذ من الواضح إنّ عبارة (أبو أحمد الزبير) ليست صحيحة، وأظن قويّاً أنّ العبارة هكذا: (عبد الله بن الزبير هذا أبو أبي أحمد الزبيري المحدّث)، وأبو أحمد الزبيري هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وستأتي ترجمته في عنوان (ابن أخي الفضيل). ولو كان عبد الله مستشهداً مع زيد الشهيد سنة (١٢٢)، فلا يمكن أن يكون هو الباقي إلى أيام محمد بن عبد الله النفس الزكية الشهيد سنة (١٤٥).

وعبارة الأصفهاني صريحة وواضحة الدلالة على بقاء عبد الله إلى سنة (١٤٥)، لكن الروايات الدالّة على شهادته مع زيد سنة (١٢٢) غير صريحة، ولا تدلّ إلاّ على كون عائلته في عوائل المصابين، ولعله كان مجروحاً، مع أنّ عبارة الروايات تلك فيها اختلاف؛ فقد حكي عن المحدّث التقي المجلسي الأوّل (قدّس الله سرّه) إنّه قال في حواشي الفقيه، مشيراً إلى الخبر الذي رواه عبد الرحمان بن سيابة ما لفظه: يظهر من هذا الخبر وغيره إنّ المقتول (هو) الفضيل، وكان عبد الله عياله، انتهى(٣) .

____________________

(١) رجال العلاّمة / ٢٣٧.

(٢) مقاتل الطالبيِّين / ٢٩٠.

(٣) تنقيح المقال ٢ / ١٨٢.

٧

قال المامقاني: وتأمل فيه الفاضل الحائري في المنتهى(١) لمّا مرّ في ترجمة السيد الحميري من بقاء فضيل بعد زيد، ومجيئه إلى الصادقعليه‌السلام وإخباره بقتله، وإنشاده شعر السيد (رحمه الله) في حضرته، ثمّ قال: ويقرب سقوط كلمة (عيال) قبل عبد الله في نسخة أمالي الصدوق (أي في رواية ابن سيابة)(٢) .

أقول: رواية إنشاد فضيل شعر السيد في حضرة الصادقعليه‌السلام صريحة في بقائه بعد زيد - وسيأتي نقلها نصاً - فلا يمكن أن يكون فضيل هو المقتول مع زيد قطعاً، ولم نجد من صرح بذلك.

ورواية الأصفهاني صريحة في بقاء عبد الله بعد زيد إلى سنة (١٤٥) فالأمر يحتمل أحد وجهين:

الأول: وهو الأقوى، أن يكون الحاضر مع زيد هو ( عبد الله)، ولكنّه لم يستشهد وإنّما أصيب فقط، فلعله كان مجروحاً وعليلاً، وكانت عائلته بحاجة إلى نفقة، وهذا هو الموافق لظاهر تلك الروايات، بنقولها المختلفة.

الثاني: وهو الأبعد، أن يكون الاسم المذكور فيها هو (عبيد الله )، وأن يكون هو الأخ الآخر لفضيل الذي لم يذكر اسمه في رواية ابن فضال عند الكشي( ٣) ، ولكن نسخ الكتب المتعدّدة متّفقة على ذكر (عبد الله) مكبراً.

ابن أخيه

قال ابن سعد في الطبقات: أبو أحمد الزبيري، واسمه: محمد بن عبد الله بن الزبير، مولى بني أسد، وهو ابن أخي فضيل الرسّان(٤) .

وقال السمعاني: ( الزبيري) أبو أحمد، محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن

____________________

(١) أي منتهى المقال في علم الرجال - لأبي علي الحائري.

(٢) تنقيح المقال ٢ / ١٨٢.

(٣) رجال الكشي / الفقرة ٦٢١.

(٤) الطبقات الكبرى ٦ / ٢٨١.

٨

درهم، الأسدي الزبيري، من أهل الكوفة، كان يبيع القت بزبالة(١) .

وقال الذهبي: أبو أحمد الزبيري الأسدي، مولاهم الكوفي الحبال(٢) .

قال ابن سعد: كان صدوقاً كثير الحديث(٣) . وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كوفي ثقة كان يتشيع(٤) . وقال السمعاني: محدّث كبير مكثر(٥) . وقال أبو حاتم: حافظ عابد مجتهد، له أوهام(٦) .

وقال الذهبي: الحافظ الثبت(٧) ، ونقل الذهبي عن بندار قوله: ما رأيت رجلاً قطّ أحفظ من أبي أحمد، وحكى أنّه كان يصوم الدهر(٩) .

روى عن يونس بن أبي إسحاق، وعيسى بن طهمان، وفطر وسفيان وطبقتهم(١٠) ، وعن مسعر ومالك بن مغول، ومالك بن أنس، وبشر بن سلمان، وسفيان الثوري، وإسرائيل بن يونس(١١).

وروى عنه: أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وخيثمة، وعبد الله القواريري، وأحمد بن منيع، وعامّة أهل العراق(١٢) ، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن الفرات، ومحمد بن رافع، وخلق(١٣) .

قال نصر بن علي: قال أبو أحمد: لا اُبالي أن يسرق منّي كتاب سفيان، إنّي أحفظه كلّه(١٤) .

قال أحمد بن حنبل: كان كثير الخطأ في حديث سفيان(١٥) .

____________________

(١) الأنساب / ظ ٢٧١.

(٢) تذكرة الحفّاظ ١ / ٣٥٧.

(٣ ) الطبقات الكبرى ٦ / ٢٨١.

(٤) الأنساب / ظ ٢٧١.

(٥) المصدر نفسه.

(٦) طبقات الحفّاظ ١ / ٣٥٧.

(٧) المصدر نفسه.

(٨) المصدر نفسه.

(٩) الأنساب / ظ ٢٧١، ١ / ٣٥٧.

(١٠) طبقات الحفّاظ ١ / ٣٥٧.

(١١) الأنساب / ظ ٢٧١.

(١٢) المصدر نفسه.

(١٣) تذكرة الحفاظ ١ / ٣٥٧.

(١٤) المصدر نفسه.

(١٥) الأنساب / ظ ٢٧١.

٩

قال ابن سعد: توفّى بالأهواز في جمادى الأولى سنة ثلاث ومئتين في خلافة المأمون(١) ، لكن قال أحمد: مات بالأهواز سنة اثنتين ومئتين(٢) ، ووصفه بالزبيري نسبة إلى جدّه (الزبير) أبي الفضيل، يكشف عن شهرة للزبير الجدّ، كما لا يخفى.

وقد صرّح علماء الأنساب بأنّ النسبة ليست إلى الزبير بن بكار كما توهم(٣) .

ابن آخر لأخي الفضيل: ذكر ابن الجعابي في ترجمة أبى أحمد الزبيري ما نصّه: أنّ له أخاً يسمّى (حسناً)، من وجوه الشيعة يروى عنه، وروى عن ابن نمير(٤) . وقد عنون القهبائي لمَنْ يكنى بـ (ابن أخي فضيل) فقال: ابن أخي فضيل، عن فضيل، عن الصادقعليه‌السلام اسمه (الحسن)، صرّح به في باب ما ينقض الوضوء من (الكافي)(٥) .

أقول: وعن (الوافي) بسند، عن أبي أبي عمير، عنه ج ٤ ص ٣٨(٦) . لكنّه في هذا المورد روى عن الصادقعليه‌السلام ، وعلّق بعضهم على قوله (الحسن) بقوله: لعلّه ابن عبد الله بن الزبير الرسّان، ابن أخي الفضيل بن الزبير... إلى آخره(٧) .

وعلّق على قوله: (في باب...) بأنّ الموارد المذكور فيها ابن أخي الفضيل كثيرة، والمحتمل لهذا العنوان في كتب الرجال ثلاثة: فضيل بن الزبير، وابن غزوان، وابن يسار(٨) .

الحسنُ بن الزّبير

عنون الشيخ الطوسي في أصحاب الصادقعليه‌السلام لـ: الحسن بن الزبير الأسدي

____________________

(١) الطبقات الكبرى ٦ / ٢٨١.

(٢) تذكرة الحفّاظ ١ / ٣٥٧.

(٣) الأنساب / ظ٢٧١، وقد ترجم للزبيري في الكنى والألقاب - للشيخ عباس القمي ٢ / ٢٦٢.

(٤) الكنى والألقاب ٢ / ٢٦٢.

(٥ ) مجمع الرجال ٧ / ١٥٨.

(٦) معجم الثقات - لأبي طالب التبريزي / ١٦١.

(٧) مجمع الرجال ٧ / ١٥٨، الهامش (١).

(٨) المصدر نفسه، الهامش (٢).

١٠

مولاهم الكوفي(١) ، ونقله عنه الرجاليّون من دون تعقيب، إلاّ إنّ الشيخ الزنجاني قال: لم أقف لا على حاله ولا على حديثه(٢) .

والاحتمالات في هذا الشخص ثلاثة:

١ - فهل هو ابن الزبير كما يدلّ عليه عنوان الترجمة، فيكون هو الأخ الثالث للفضيل وعبد الله؟

٢ - أو هو الحسن بن عبد الله بن الزبير الذي ذكره ابن الجعابي، نسب إلى جدّه سهواً، أو اختصاراً فيكون أخاً لأبي أحمد الزبيري؟

٣ - أو هو شخص آخر لا يرتبط بآل الزبير الأسديّين بصلة؟

ويقرب الاحتمال الثاني؛ أنّ ظاهر ترجمة الشيخ له وقوفه على روايته عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، وحيث لم ترد عن الحسن بن الزبير رواية، وكان الحسن بن عبد الله بن الزبير من وجوه الشيعة، ووردت له بهذا العنوان رواية عن الصادق كما عرفت، تعيّن كونه هو المراد بالترجمة.

طبقته

يروي فضيل عن زيد الشهيدعليه‌السلام كما سيأتي، ويأتي - أيضاً - إنّه كان من أنصاره ودعاته، والمشتركين في نضاله، وقد استشهد زيد سنة (١٢٢).

وعدّه أصحاب الطبقات في أصحاب الإمام محمد بن علي أبي جعفر الباقرعليه‌السلام (المتوفّى ١١٤)(٣) ، وأصحاب الإمام جعفر بن محمد أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ( المتوفّى ١٤٨)(٤) .

وقد وردت له رواية عنهما، كما سيأتي في تعداد مشايخه.

ولم نقف له على رواية عن الإمام على بن الحسين السجّادعليه‌السلام المتوفّى (٩٥)، ولا عن الإمام موسى بن جعفر الكاظمعليهما‌السلام المتوفّى (١٨٣)، فتحدّد فترة حياته العلمية بين (١٢٢ - ١٤٨).

____________________

(١) رجال الطوسي / ١٦٨ رقم (٤٩).

(٢) الجامع في الرجال ١ / ٤٩٦ - ٤٩٧.

(٣) رجال البرقي / ١١، الفهرست - للنديم / ٢٢٧، رجال الطوسي / ١٣٢.

(٤ ) رجال البرقي / ٣٤، رجال الطوسي / ٢٧٢.

١١

مشايخه

١ - الإمام محمد بن علي أبو جعفر الباقرعليه‌السلام (٥٧ - ١١٤): ذكروه في أصحابه - كما تقدّم - وهذا يقتضي أن يكون من الرواة عنه؛ لأنّ كتب طبقات أصحاب الأئمّة إنّما أُلّفت لجمع أسماء الرواة المباشرين عن الإمام، والتي عثر المؤلفون على رواياتهم.

وهذا معنى ظاهر فيما صنعه الشيخ الطوسي في كتاب رجاله(١) إلاّ إنّا لم نعثر على رواية كثيرة له عن الإمام سوى رواية واحدة، نقل ورودها الشيخ الزنجاني عن الجزء الأول من بصائر الدرجات للصفار(٢) .

٢ - الإمام جعفر بن محمد أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام (٨٣ - ١٤٨): والحديث فيه كما تقدّم في رايته عن الإمام الباقر، وروايته عن الإمام الصادق أيضاً ليست كثيرة(٣)، لكن روى الكشي حديثاً يدلّ على حضوره عند الإمام، بل يدلّ على نحو اختصاص له بالإمام، وإليك نصّ الحديث:

قال الكشي في ترجمة السيد الحميري الشاعر - بسند فيه: حدّثني علي بن إسماعيل، قال: أخبرني فضيل الرسّان، قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام بعد ما قُتل زيد بن علي (رحمة الله عليه)، فأُدخلت بيتاً جوف بيت، فقال لي:(( يا فضيل، قُتل عمّي زيد؟ )).

قلت: نعم، جعلت فداك! قال:(( رحمه الله، أما والله كان مؤمناً، وكان عارفاً، وكان عالماً، وكان صدوقاً، أما إنّه لو ظفر لوفى، أما إنّه لو ملك لعرف كيف يضعها )) .

قلت: يا سيدي، ألا أنشدك شعراً؟ قال:(( أمهل )) . ثمّ أمر بستور فسدلت، وبأبواب فتحت، ثمّ قال:(( أنشد )) . فأنشدته:

إلى آخر الحديث(٤) .

لأمّ عمرو باللوى مربعُ

طـامسةٌ أعلامُهُ بلقعُ

٣ - زيد بن علي الشهيد أبو الحسينعليه‌السلام (٧٨ - ١٢٢): كان فضيل من أصحابه، وله معه تراود في شؤون النضال كما سيأتي ذكر ما يتعلّق بذلك، وقد روى عنه

____________________

(١) رجال الطوسي / ٢.

(٢) الجامع في الرجال ٢ / ٦٢٠.

(٣) مجمع الرجال ٧ / ١٥٨، وانظر الهامش (٢).

(٤) رجال الكشي / الفقرة (٥٠٥).

١٢

فرات والحسكاني(١) ، والطوسي(٢) ، ويروي فضيل عن جمع من الرواة نذكر أسماءهم حسب أوائلها:

٤ - أبو الحكم: روى عنه قوله: سمعت مشيختنا وعلماءنا يقولوا(٣) .

٥ - أبو داود السبيعي: روى عنه في تفسير بعض الآيات(٤) ، وقال في بعض الروايات: ( سمعت أبا داود)، والظاهر إنّه السبيعي هذا(٥) .

٦ - أبو سعيد عقيصا: روى عنه في كامل الزيارات(٦) .

٧ - أبو عبد الله، كما نقله الكشي(٧) .

٨ - أبو عبيدة، كما نقل عن الصدوق في (الخصال) باب ٣(٨) .

٩ - أبو عمر، أو أبو عمرو، حسب اختلاف النسخ. وأضاف الكشي: البزاز(٩) .

١٠ - أبو الورد، روى عنه في هذا الكتاب الذي نقدّم له(١٠) .

١١ - حمزة بن ميثم، كما نقله الكشي(١١).

١٢ - صالح بن ميثم، أورد روايته القمي في تفسيره( ١٢) .

١٣ - عبد الله بن شريك العامري، روى عنه في هذا الكتاب(١٣) .

١٤ - عمران بن ميثم، كما نقله الكشي(١٤) ، وأورد روايته المفيد(١٥) .

١٥ - فروة، كذا ورد اسمه في أكثر موارد روايته، وأضاف في بعضها: (... ابن مجاشع)

____________________

(١) تفسير فرات الكوفي / ١٠٣، وشواهد التنزيل ١ / ٢٦٤ و ٤٠١.

(٢) الغيبة - للشيخ الطوسي / ١١٥.

(٣) إرشاد العباد - للمفيد / ١٧٤.

(٤) شواهد التنزيل ١ / ٤٢٦ ح ٥٨٢، وص ٤٢٨ ح ٥٨٧.

(٥) رجال الكشي / رقم (٥٨ و ١٤٨).

(٦) كامل الزيارات / ٧٢ ب ٢٣ ح ٤، وانظر الجامع في الرجال ٢ / ٦٢٠.

(٧) رجال الكشي / رقم (٥١).

(٨) الجامع في الرجال ٢ / ٦٢٠.

(٩) رجال الكشي / رقم (١٦٢)، وانظر رقم (٥٢).

(١٠) تسمية مَنْ قتل مع الحسينعليه‌السلام - هذا الكتاب - الفقرة (٩).

(١١) رجال الكشي / رقم (١٣٦).

(١٢) نقله في معجم رجال الحديث ١٣ / ٣٥٢.

(١٣) انظر هذا الكتاب الذي بين يديك / ١٤٧.

(١٤) رجال الكشي / رقم (٣٧).

(١٥) أمالي المفيد / ١٤٥، المجلس ١٨.

١٣

وردت روايته عنه في (الكافي) للكليني(١) ، وفي (الروضة)(٢) ، و (أمالي المفيد)(٣) .

١٦ - يحيى بن أمّ طويل، روى عنه في هذا الكتاب(٤) .

١٧ - يحيى بن عقيل، كما رواه المفيد في (الأمالي)(٥) .

وقد وردت عن فضيل روايات مرسلة في (رجال الكشي) نذكرها:

١ - قال: قيل لأبي عبد الله (عليه السلام)(٦) .

٢ - قال: خرج أمير المؤمنين (عليه السلام)(٧) .

٣ - قال: مرّ ميثم التمّار على فرس له، فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي(٨)، وذكر الكشي في نهاية هذه الرواية: هذه الكلمة مستخرجة من كتاب (مفاخر الكوفة والبصرة)(٩) .

الرواة عنه

١ - أبان بن عثمان، نقله في الكافي(١٠) والكشي(١١) .

٢ - أرطأة، نقله الصدوق(١٢) والمفيد(١٣) .

٣ - إسماعيل بن أبان، نقله المفيد(١٤) والحسكاني(١٥) .

٤ - الحسن بن عبد الله بن الزبير، ابن أخيه(١٦) .

____________________

(١) الكافي - الفروع ٦ / كتاب الأطعمة ٦، باب فضل الملح ٧٦، حديث ٦.

(٢) الكافي - الروضة ٨ / الحديث ٢٠٥.

(٣) أمالي المفيد / ١٢٥.

(٤) انظر هذا الكتاب /.

(٥) أمالي المفيد / ٢٠٧ ح ٤١.

(٦) رجال الكشي / رقم (٢٣٥).

(٧) المصدر / رقم (١٣٢).

(٨) المصدر / رقم (١٣٣).

(٩) المصدر / ٧٩.

(١٠) مجمع الرجال ٧ / ١٥٨.

(١١) الكافي - الروضة ٨ / الحديث ٢٠٥.

(١٢) رجال الكشي / رقم (١٤٨).

(١٣ ) علل الشرائع:

(١٤) أمالي المفيد / المجلس ٢٧.

(١٥) المصدر نفسه / ١٤٥.

(١٦) شواهد التنزيل ١ / ٤٠١ و ٤٢٦، وتفسير الحبري / ٣٢ ح ٤٨.

١٤

٥ - الحسن بن حما، نقله الزنجاني عن الجزء الأوّل من بصائر الدرجات للصفار(١) .

٦ - الحسين بن محمد بن فرقد، رواه الصدوق(٢) .

٧ - داود، رواه الصدوق(٣).

٨ - الربيع بن محمد المسلي، كما نقله الكوفي(٤) والحسكاني(٥) .

٩ - زكريا بن يحيى القطان، ذكره المفيد(٦).

١٠ - سفيان، ذكره المفيد(٧) ، وفي غيبة الطوسي: سفيان الجريري(٨) .

١١ - سكين بن عمار، نقله في الكافي(٩) .

١٢ - طاهر بن مدارار، هو راوي هذا الكتاب عن الفضيل(١٠) .

١٣ - عاصم بن حميد الحنفي، أكثر الرواية عن فضيل في (رجال الكشي)(١١) ، ونقل روايته ابن قولويه(١٢) والمفيد(١٣) .

١٤ - عبد الله بن يزيد الأسدي، أورده الكشي(١٤) .

١٥ - على بن إسماعيل التيمي، أكثر الرواية عنه، نقله الكشي(١٥) والقمي(١٦) .

____________________

(١) الجامع في الرجال ٢ / ٦٢٠.

(٢) ثواب الأعمال / ٦٠.

(٣) إكمال الدين / ١١٨.

(٤) تفسير فرات الكوفي / ١١٥.

(٥) شواهد التنزيل ١ / ٤٢٨.

(٦) إرشاد المفيد / ١٧٤.

(٧) أمالي المفيد / ١٢٥، وانظر الجامع في الرجال ٢ / ٦٢٠.

(٨) الغيبة - للشيخ الطوسي / ١١٥.

(٩) الكافي - الفروع ٦ / الكتاب ٦ الباب ٧٦ الحديث ٦.

(١٠) تسمية مَنْ قُتل (هذا الكتاب).

(١١) رجال الكشي / الأرقام ٥١ و ٥٢ و ٥٨ و ١٤٢.

(١٢) كامل الزيارات / ٧٢ ب ٢٣.

(١٣) أمالي المفيد / ٢٠٧.

(١٤) رجال الكشي / رقم ١٣٢ و ١٣٣.

(١٥) رجال الكشي / الأرقام ٥٠٥ و ١٣٦ و ١٣٧.

(١٦) نقله في معجم رجال الحديث ١٣ / ٣٥٢.

(١٧) تهذيب الأحكام ١ / ح ١٠٨٩، باب صفة الوضوء والفرض منه.

١٥

١٦ - عامر السرّاج، كما في نقل الحسكاني(١) .

١٧ - فضالة بن أيوب، روى عنه في ترجمة زرارة من (رجال الكشي)(٢) .

مذهبه

قال سعد بن عبد الله الأشعري عند حديثه عن فرق الزيدية: من فرق الزيدية يسمّون (السرحوبية)، ويسمّون (الجارودية)، وهم أصحاب أبي الجارود زياد بن منذر، وإليه نسبت الجارودية، وأصحاب أبي خالد الواسطي، وأصحاب فضيل بن الزبير الرسّان(٣) .

وفي موضع آخر قسّم الزيدية إلى ضعفاء وأقوياء، ثمّ قال: وأمّا الأقوياء منهم: فهم أصحاب أبي الجارود، وأصحاب أبي خالد الواسطي، وأصحاب فضيل الرسّان(٤) .

فهذا يدلّ على أنّ الفضيل كان من الزيدية، بل من الأقوياء منهم، ويشير إلى أنّه كان صاحب رأى ونفوذ فيهم، حيث كان له (أصحاب) ينسبون إليه.

وقال ابن النديم: ومن متكلمي الزيدية فضيل الرسّان، وهو ابن الزبير(٥) . وذكر ناجي حسن فضيلاً في عداد مَنْ نظمهم زيد الشهيد من الدعاة، وأرسلهم إلى الأقطار المختلفة يدعون الناس إلى ثورته(٦) .

وممّا يقرب ذلك أنّ الرجل كان ممّن يسأل عمّا يتعلّق بشؤون زيد، وكان مطّلعاً على أسرار حركته والمتّصلين به، كما توسّط إلى إيصال الأموال إليه ودعمه كما يستفاد ذلك من رواياته.

ومنها ما نقله أبو الفرج الأصفهاني في (المقاتل) بسنده عن الفضيل، قال: قال أبو حنيفة: مَنْ يأتي زيداً في هذا الشأن من فقهاء الناس؟

قلت: سلمة بن كهيل، ويزيد بن أبي زياد، وهارون بن سعد، وهاشم بن البريد، وأبو هاشم الرماني، والحجّاج بن دينار، وغيرهم.

فقال لي: قل لزيد: لك عندي معونة وقوة على جهاد عدوك، فاستعن بها أنت وأصحابك في الكراع والسلاح. ثمّ بعث ذلك معي إلى زيد، فأخذه زيد(٧).

____________________

(١) شواهد التنزيل ١ / ٢٦٤.

(٢) رجال الكشي / رقم (٢٣٥).

(٣) المقالات والفرق - لسعد / ٧١.

(٤) المصدر نفسه / ٧٤، الفقرة (١٤٤).

(٥) الفهرست - لابن النديم / ٢٢٧.

(٦) ثورة زيد بن علي / ١١١، نقلا عن الحدائق الوردية لحميد المحلى - من علماء الزيدية - ١ / ١٥٢.

(٧) مقاتل الطالبيِّين / ١٤٦ - ١٤٧.

١٦

وهذه الرواية تدلّ على مدى اختصاص الرجل بزيد، واتصاله به وسلوكه مسلكه، وربّما يستأنس ذلك أيضاً ممّا رواه الكشّي من دخوله على الإمام الصادقعليه‌السلام بعد مقتل زيد، وسؤال الإمام منه عن مقتل عمّه، وإنشاده شعر السيد الحميري كما تقدّم نقله(١) .

فيمكن أن يستظهر من هذه الروايات وأمثالها كون فضيل زيدي المذهب، كما استظهر العلامة الحلّي والسيد ابن طاووس زيدية أخيه عبد الله من رواية عبد الرحمان بن سيابة التي ذكرناها سابقاً، والتي جاء فيها إنّ الإمام الصادقعليه‌السلام أمر بتقسيم الأموال على عوائل المصابين مع زيد، فأصاب عائلة عبد الله أربع دنانير.

قال العلاّمة: وهذه الرواية تعطي أنّه كان زيدياً(٢) . وقال السيد: ظاهر الحديث ينطق بأنّ عبد الله بن الزبير كان زيدياً(٣) .

وناقش الشيخ المامقاني في هذا الاستظهار بقوله: إنّ الذين خرجوا مع زيد ليسوا كلّهم زيدية بالبديهة(٤) .

أقول: مجرّد الخروج مع زيد ليس دليلاً على الزيدية كما ذكر، لكنّ تصريح علماء الفرق والرجال كالأشعري وابن النديم، وضمّ الروايات الاُخرى التي تلائم زيدية الرجل حجّة للاستظهار المذكور، فهو زيدي على الأظهر.

وما ذكره الشيخ المامقاني - بعد ما نقل عن الشيخ الطوسي، ذكر الرجل في بابَي أصحاب الباقر والصادقعليهما‌السلام - من أنّ ظاهره كونه إمامياً(٥) لا وجه له أصلاً؛ وذلك:

أولاً: لِما عرفت من أنّ الأظهر كونه زيدي المذهب.

وثانياً: إنّ مجرد ذكر الشيخ الطوسي للراوي في كتاب رجاله لا يدلّ على كونه إمامياً؛ لأنّ الشيخ لم يلتزم في الرجال بذكر مَنْ كان إمامياً، بل هو بصدد جمع أسماء الرواة عن الأئمّة، بمجرد عثوره على رواية له عن أحدهم فكتابه في الحقيقة فهرس لأسماء الرواة، من

____________________

(١) وانظر رجال الكشّي / رقم (٥٠٥).

(٢) رجال العلاّمة / ٢٣٧.

(٣) تنقيح المقال ٢ / ١٨٢، رقم (٦٨٥٦) نقلاً عن التحرير الطاووسي.

(٤) المصدر نفسه.

(٥) تنقيح المقال ٢ ق٢ / ١٣ (٩٤٩٨).

١٧

دون نظر له فيه إلى توثيق أو جرح، ولا إلى تعيين مذهب أو غير ذلك من الاهتمامات الرجالية، وهذا واضح لمَنْ راجع كتاب الرجال.

نعم، التزم الشيخ الطوسي في (الفهرست) بأن يذكر فيه المؤلفين من الإمامية عدا مَنْ يصرح بمذهبه من غيرهم(١) .

حاله في الحديث

١ - بناء على ما التزمه سيدنا الأستاذ من وثاقة رواة كتابي (كامل الزيارات) للشيخ ابن قولويه، و (تفسير القمّي) لعلي بن إبراهيم، بالتوثيق العام؛ استناداً إلى كلام المؤلفين في أوّل الكتابين كما فصله (دام ظلّه)(٢) ، فإنّ الرجل يكون (ثقة) شهد ابن قولويه والقمّي بوثاقته، ويكون خبره (موثقاً)؛ بناء على كونه زيدي المذهب كما أسلفنا.

٢ - ذكره ابن داود في القسم الأوّل من رجاله، المعد لذكر (الممدوحين)، ونقل عن الكشّي: ممدوح(٣) .

لكن قال السيد التفريشي: قد نقل عن الكشّي مدحه، ولم أجده في الكشّي(٤) . وقال المامقاني: لم نقف فيه على مدح، ونسبة ابن داود مدحه إلى الكشّي لم نقف له على مأخذ؛ إذ ليس في الكشّي إلاّ جعله معرّفاً لأخيه عبد الله بن الزبير الرسّان، ودلالته على مدحه ممنوعة.

نعم، يدلّ على كونه أعرف من عبد الله، ومثل ذلك لا يكفي في درج الرجل في الحسان كما لا يخفى(٥) .

أقول: يرد عليه:

أولاً: إنّه لم يظهر منه جعل فضيل معرّفاً لأخيه، بل الأمر بالعكس على احتمال قوي؛ إذ المفروض ذكر الرواية المرتبطة بعبد الله في ترجمة الفضيل، فيكون عبد الله هو المعرّف، ولم نجد ذكراً لفضيل في ترجمة عبد الله كما أشرنا إليه سابقاً.

____________________

(١) الفهرست - للطوسي / ٣ - ٢٤.

(٢) معجم رجال الحديث ١ / ٦٣ - ٦٤.

(٣ ) رجال ابن داود / ١٥١ طبع النجف.

(٤) نقد الرجال / ٢٦٦.

(٥ ) تنقيح المقال ٢ ق٢ / ١٣ رقم (٩٤٩٨).

١٨

وثانياً: إنّ ذكر الكشّي لفضيل لا ينحصر بهذا المورد، بل ذكره في موارد أخر، وضمن أسانيد اُخرى، فلعل ابن داود استفاد المدح من مجموع ذلك.

وقال السيد الخوئي: لعله (ابن داود) استفاد المدح ممّا رواه الكشّي في ترجمة السيد ابن محمد الحميري من أنّ الصادقعليه‌السلام أدخله في جوف بيت إلى آخر الحديث(١) .

أقول: لكنّ الرواية تلك مروية بطريق الرجل نفسه، فكيف يتمّ سندها حتّى يستند إليها؟

والذي أراه إنّ الرجل معتبر الحديث، لِما يبدو من مجموع أخباره وأحواله من انقطاعه إلى أهل البيت (عليهم السلام)، واختصاصه بهم، ونصرته له وتعاطفه معهم، وكونه مأموناً على أسرارهم، وكذلك وقوعه في طريق كثير من الروايات - وكلّها خالية ممّا يوجب القدح فيه - فهذا كلّه مدعاة إلى الاطمئنان به.

ولو التزمنا بكفاية عدم القدح في الراوي لاعتبار حديثه من دون حاجة إلى معرفة وثاقته بالخصوص، كما هو مذهب القدماء لكان الرجل معتمد الحديث بلا ريب.

سند الكتاب

قال الإمام المرشد بالله(٢) :

____________________

(١) معجم رجال الحديث ١٣ / ٣٥٣.

(٢) يحيى بن الحسين الموفق بالله بن إسماعيل بن زيد، الإمام المرشد بالله، أبو الحسين الحسني نسباً، الزيدي مذهباً، الرازي، يدعى ( الكيا)، من أئمّة الزيدية، دعا في الجبل والديلم والري وجرجان، وكان ممّن عنى بالحديث.

قال أبو طاهر: كان من أمثل أهل البيت، ومن المحمودين في صناعة الحديث وغيره من الأصول والفروع.

وقال الدقاق: رأيت بالري من الأئمّة الحفّاظ الكيا يحيى. سمع الصوري، والعتيقي، وابن غيلان، وابن رينه بأصفهان وغيرهم. روى عن محمد بن عبد الواحد الدقاق، ونصر بن مهدي وأبو سعد يحيى بن طاهر السمان. ولد سنة (٤١٢)، وتوفّى بالري سنة (٤٧٩).

ترجم له في التحف شرح الزلف / ٩٣، والنابس في القرن الخامس / ٦، ولسان الميزان ٦ / ٢٤٧ - ٢٤٨.

١٩

أخبرنا الشريف أبو عبد الله، محمد بن علي(١) بن الحسن البطحاني(٢) ، بقراءتي عليه بالكوفة، قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي(٣) قراءة، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد(٤) ، قال: أخبرني الحسن بن جعفر بن مدرار(٥) قراءة، قال: حدثني عمّي طاهر بن مدرار(٦) ، قال:

____________________

(١) كذا الصحيح، وكان في الأصل: (عبد الله ) بدلّ (علي)، وهو غلط واضح.

(٢) أبو عبد الله الشريف العلوي، الحسني الشجري الكوفي، ولد سنة (٣٦٧) وتوفي (٤٤٥) للهجرة. نشأ في الكوفة ورحل إلى بغداد وسمع الأعلام، ومشايخه يناهزون التسعين، وسمع منه حوالي العشرين. ألّف كتباً عديدة؛ منها: فضل الكوفة وفضل أهلها، والأذان بحي على خير العمل، وفضل زيارة الحسينعليه‌السلام .

وقد توسّع في ترجمته العلاّمة الطباطبائي في مقدّمة الكتاب الأخير المطبوع بقم سنة (١٤٠٣)، منشورات مكتبة آية الله السيد المرعشي.

(٣) محمد بن جعفر بن محمد بن هارون، أبو الحسن التميمي الكوفي المقري المعروف بابن النّجار، توفّى سنة (٤٠٢)، وثقّه الذهبي، له تاريخ الكوفة، ترجم له في العبر ٣ / ٨٠، وتاريخ بغداد ٢ / ١٥٨، ونوابغ الرواة / ٢٥٧.

(٤) الحافظ أبو العباس ابن عقدة الكوفي، ولد سنة (٢٤٩) وتوفّي سنة (٣٣٣)، كثير الحديث والتأليف، ترجمه النجاشي في الرجال / ٦٨ - ٦٩، والذهبي في تذكرة الحفاظ ٣ / ٥٥، ولسان الميزان ١ / ٢٦٣، ونوابغ الرواة / ٤٦ - ٤٧، وتنقيح المقال ١/ ٨٦.

(٥) شيخ ابن عقدة الحافظ، وقد أكثر الرواية عنه، وهو يروي عن عمّه في أكثر الموارد، لكنّه روى في مورد عن (العلاء بن رزين) في الأذان بحي على خير العمل... الحديث ١٤٧.

وأورد روايات عنه الدار قطني في سننه، وسيأتي الحديث عن حاله في ذيل ترجمة عمّه في التعليق التالي.

(٦) روى هنا عن فضيل، وروى عن عبد الله بن سنان، وروى كثيراً عن الحسن بن عمارة في الأذان بحي على خير العمل: الحديث ١٤٦، وفي سنن الدار قطني ٢ / ٢٦٨ و٣ / ٢٠، و٤ / ١٦١.

وقد روى عنه في جميع الموارد ابن أخيه الحسن بن جعفر بن مدرار، ويظهر حسن حالهما عند الدار قطني؛ حيث لم يتعرّض لهما بشيء في الروايات التي وقعت في طرقهما مع أنّه تعرّض للحسن بن عمارة مكرّراً، وقال: إنّه متروك.

أو إذا لاحظنا ما ذكره الذهبي في حق الدار قطني من أنّه حافظ العصر الذي لم يأتِ بعد النسائي مثله، ولاحظنا أنّ كتابه (السنن) من مظان الحديث الحسن كما قال السيوطي، بل من مظان الحديث الصحيح كما قال ابن حجر، اتّضح عدم مجهولية الرجلين، بل حسن حالهما والاعتماد عليهما.

فلاحظ: سنن الدار قطني (في المواضع المذكورة)، وميزان الاعتدال ٤ / ٨، وتدريب الروي / ٩٨، وقواعد في علوم الحديث / ٧٢.

٢٠