الحكم والأخلاق في منطق الثورة الحسينية

الحكم والأخلاق في منطق الثورة الحسينية 0%

الحكم والأخلاق في منطق الثورة الحسينية مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 377

الحكم والأخلاق في منطق الثورة الحسينية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد شعاع فاخر
تصنيف: الصفحات: 377
المشاهدات: 102716
تحميل: 10470

توضيحات:

الحكم والأخلاق في منطق الثورة الحسينية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 377 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 102716 / تحميل: 10470
الحجم الحجم الحجم
الحكم والأخلاق في منطق الثورة الحسينية

الحكم والأخلاق في منطق الثورة الحسينية

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أحداثها ما في ذلك ريب. ولا جرم فإنّ أهل الشام قوم يروج فيهم ذلك.

وسكنت جلق واقتديت

بهم وإن كانوا بقر

بقر يُرى بأميرهم طيش

الظليم إذا تفر

روى المسعودي: إنّ رجلاً من أهل الكوفة دخل على بعير له إلى دمشق في حال منصرفهم عن صفّين، فتعلّق به رجل من دمشق فقال: هذه ناقتي أخذت منّي بصفّين، فارتفع أمرهما إلى معاوية، وأقام الدمشقي خمسين رجلاً بيّنة يشهدون أنّها ناقته، فقضى معاوية على الكوفي وأمره بتسليم البعير إليه. فقال الكوفي: أصلحك الله إنّه جمل وليس بناقة. فقال معاوية: هذا حكم قد مضى ودسّ إلى الكوفي بعد تفرّقهم فأحضره وسأله عن ثمن بعيره فدفع إليه ضعفه وبرّه وأحسن إليه وقال له: أبلغ عليّاً أنّي اُقاتله بمائة ألف ما فيهم من يفرق بين الناقة والجمل(1) . وحين تصل الرعية إلى حدالبله يفعل الراعي ما يشاء فيها وفي مثلها وأخلاقها.

عزل الكوفة

وكان من حسن حظ الكوفة أن بقيت بمعزل عن نهج معاوية وحزبه، لذلك سلمت لها أخلاقها وإن فرض عليها نهج اُموي من نوع آخر، وهو الإرهاب والجوع، إلاّ أنّ ذلك لم يفض بها إلى التميّع والتخنّث، فكانت ما تزال تحتفظ بروح الثورة جياشة فيها، كما احتفظت بعزيمة الجهاد وجلد المجاهدين، ولأجل هذه القوى المتدفقة في حياتها الثورية ميّزها الأمويون عن سائر البلاد بوضع خاص، فأرسلوا إليها عمّالاً أشدّاء، وفرضوا عليها أتاوة من نوع خاص، وهي ردع الحركات الثورية وصدّها، أو الحرمان من أبسط الحقوق، وقطع العطاء عنهم، ولم تستطع شدّة الولاة عليهم وعسف الحكام لهم أن تقف في وجه السيل المتدفق من القوى الثوريّة والعناصر المضادة للحكم.

يرجع فضل ذلك إلى الجذوة الملتهبة من روح النضال والعزم التي فجّرها فيهم أميرالمؤمنين، وكانت السبب الأكبر في حمايتهم من هيمنة أخلاق ولاة الأمور

____________________

(1) مروج الذهب، ج3 ص31.

٣٦١

عليهم، فحافظوا على تماسك أخلاقهم بعد ما هبت رياح السياسات الهوجاء بأخلاق الاُمّة قاطبة كما مرّ سلفاً. لما جمعت العراق لزياد بعد موت المغيرة، فأتى الكوفة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:

إنّ هذا الأمر أتاني وأنا بالبصرة، فأردت أن أشخص إليكم في ألفين من شرطة البصرة ثمّ ذكرت أنّكم أهل حقّ وإنّ حقّكم طالما دفع الباطل، فأتيتكم في أهل بيتي، فالحمد لله الذي رفع منّي ما وضع الناس، وحفظ منّي ما ضيّعوا حتّى فرغ من الخطبة فحصب على المنبر فجلس حتّى أمسكوا، ثمّ دعا قوماً من خاصّته وأمرهم فأخذوا أبواب المسجد ثمّ قال: ليأخذ كلّ رجل منكم جليسه ولا يقولنّ لا أدري من جليسي؟ ثمّ أمر بكرسي فوضع له على باب المسجد فدعاهم أربعة أربعة يحلفون بالله ما منّا من حصبك، فمن حلف خلاّه ومن لم يحلف حبسه وعزله، حتّى صار إلى ثلاثين ويقال: بل كانوا ثمانين فقطّع أيديهم ...(1)

ودلالة هذه المواقف على تماسك الأخلاق لا تكاد تخفى، فإنّ الكوفي آثر قطع اليد على أن يحلف بالله كاذباً وهذه ظاهرة فريدة في نوعها لم نعثر عليها إلاّ في الكوفة بلد الثورة والثائرين، من هنا نجد الكوفة من دون سائر البلاد احتضنت زعماء الثورة بدءاً بأميرالمؤمنين وتسلسلت مع أولاده الطاهرين، وضحّت في سبيل ذلك بأفلاذ أكبادها وما كان يقوم مع الثائرين من أهل البيت غير الكوفة. ويعود سبب الإخفاق في ثوارتهم لا إلى الكوفة وحدها، ولكن السبب الأكبر أنّها تكون دائماً ثورة على دولة متحدة الأجزاء متناسقة الأقاليم قائمة على أحسن حال، لها جيش ضارب وعسكر مجر، وقوّة تفوق طاقة الثوار أضعافاً مضاعفة من هنا تطفو الثورة بعض حين في هذا البحر الخضم، ثمّ تغوص في أعماقه لتعود من جديد منقضة على الدولة حتّى تمكّنت في الآونة الأخيرة أن تعصف بالدولة على يد الثوّار من توّابين وطالبين بثأر الحسين بزعامة المختار، ورمت بالدولة السفيانيّة بعيداً عن أرض العار وأراحت الاُمّة من ويلانها.

وحيث أنّ التجاوب معدوم بين أجزاء الدولة الإسلاميّة لما عليه وضع

____________________

(1) الطبري، ج5 ص235.

٣٦٢

الخلافة من قبل، فقد كان موزعاً بين أهل الإختيار وأهل النص واولئك الأكثرية الغالبة واولاء هم الأقلية المغلوبة، من ثمّ استطاعت جهة اُخرى نظير الجهة المطوح بها أن تستولي على الحكم وتأخذ بأزمّته وتمسك بيد من حدّ يد مقاليده، وتعود الأمور في الحكم سيرتها الاُولى وتدور في حلقة مفرغة، وتبقى العناصر الثورية في الكوفة حيث هي تبشر بفجر جديد وتنتظر اليوم الموعود.

كلّ هذا والأسباب ليست منحصرة في غدر الكوفة أو عدم وفائها كما زعموا وقال مثلهم: الكوفي لا يوفي، فالكوفة إن حقّقت هي البلد الثوري الوحيد في البلدان الإسلاميّة الذي ما فتىء بعصف بين الفينة والفينة على شكل ثورة عارمة بالظلم والظالمين، والكوفة هو البلد الوحيد الذي نجى من الوباء الأخلاقي الذي هبّ على البلاد الإسلاميّة بفعل سياسة الحاكم المفرضة، وسلم من الموجة الخبيثة التي غمرت بلاد المسلمين كلّها، من ثمّ نجده دون غيره يعمد إلى احتضان الثورة الحسينيّة التي عرفها من قبل حينما كان الحسينعليه‌السلام حالاً بين ظهراني أهله، وابتدأ يعمل على استقدام الحسين لتسليم مقاليد الثورة إليه، ولعلّ غرض بعض العناصر الثائرة كان هو التغيير في السياسة والحكم فحسب لعدم اطّلاعه على جوهر الحركة الحسينيّة، فما كلّ ثائر معه ألم بهدفه أو عرف السبب الذي أخرجه من المدينة إلى مكة ومنها إلى العراق.

وبقي هدف الحسين الأكبر مقصوراً على ثلة من علماء الثورة وخاصّتها الذين انتجبهم الله بها كما ينتجب لرسالاته خيرة خلقه وهم خيرة الخلقعليهم‌السلام الذين رابطوا مع الحسين وحبسوا أنفسهم معه حتّى فازوا فوزاً تمنّى الإمام المعصوم وهو الصادقعليه‌السلام أن يكون معهم فيفوز بفوزهم، وفدى لهم أباه الباقر واُمّه: بأبي أنتم واُمّي طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم وفزتم والله فوزاً عظيماً فياليتني كنت معكم فأفوز معكم.

وصار طلب الفوز معه وتمنّيه شعاراً لشيعة أهل البيت كما تطلب الجنّة وتشتهى.

٣٦٣

الحسينعليه‌السلام وثورة التغيير: الحكم أو الخلق؟

قلنا في مطلع حديثنا أنّ النظرة السطحيّة لأحداث الثورة الحسينيّة أدّت إلى مقولة خاطئة درج عليها الناس واعتبروها صحيحة جوهريّة وهي أنّ ثورة الحسينعليه‌السلام كانت من أجل تغيير نظام الحكم واستبدال الحكم العلوي بالحكم الاُموي، وكان من حقّه أن يفعل ذلك لأنّ مطالبة ذي الحقّ بحقّه امرٌ ثغرة شرايع السماء وقوانين الأرض وأحكام العقل ناهيك بشريعة الإسلام، ولكن نواجه من خلال هذا التفسير بإشكال قوي لا يمكن دفعه ولو أنفقنا الكلام كلّه وصببنا الحجّة بقوالب مختلفة، وذلك الأشكال هو: خبرونا عن هذا الهدف هل تحقق للحسين أو لمن بعده؟! وإذا لم يكن قد تحقق فهل تعتبر ثورة الحسين ناجحة؟!

من الطبيعي أنّ من ينهض لغاية ما وينشد هدفاً من الأهداف لابدّ وأن يضع نصب عينيه ولادة هذا الهدف في عرصة الوجود أمّا في زمانه كما حدث لأبي مسلم الخراساني وللعباسية أو بعد زمنه بمدة قليلة كما حدث للبويهيين وغيرهم، فهل تحقق شيء من هذا للإمام الحسينعليه‌السلام ؟ يأتينا الجواب: إنّ الإمام استشهد وما زال النظام قائماً على أشدّه وجائت بعده أنظمة إن لم تزد عليه فهي غير قاصرة عنه سوءاً وفساداً وظلماً فأين النجاح في هذا، ليت شعري؟!

فماذا يقول أنصار هذا الرأي؟! سوف يجيبونك بأنّ الحسينعليه‌السلام لم يقتصر الهدف من ثورته على تغيير النظام الأموي بل ضمّ إلى هذا الهدف أهدافاً أخرى من إيقاظ الاُمّة وحملها على الثورة وأمرها بالمعروف ونهيها عن منكرها ومنكر الحكام وهكذا ونقول لهم: أجل، اتفقنا، اعزلوا البند الأوّل من هذا القول وهو نظام الحكم، فيتّحد قولانا، فما قلتموه ما عدا البند الأوّل هو تغيير نظام الأخلاق نفسه الذي آمنّا به وذهبنا إليه.

بدء الحسينعليه‌السلام نهضته المباركة وسط حشد من المعارضين، وكلّ من لاقاه عبّر له عمّا ينتظره من مصير محتوم، لأنّه ثائر على دولة فتية قويّة، توجّه جيوشها الفاتحة في طول الأرض وعرضها، فتفتح لها الأمصار وتقضي على الملوك وتأتيها بالغنائم، فماذا يصنع بلد واحد موزّع الآراء مقسم الأعضاء، ذاق الأمرين من الحرب

٣٦٤

الضروس وعاناها سنين حتّى ملّ من معاناتها، وما زال يقاسي شظف العيش، وعسف الحاكم، فأنّى يقوم بلد مثل هذا بوجه دولة فاتحة قويّة، إنّ مصير من يستعين ببلد مثل هذا هو القتل لا ريب في ذلك، وكان الإمام الحسينعليه‌السلام يعلم هذا، ويدرك ماذا ينتظره في مستقبل أيّامه ولكنّه واصل السير النضالي ولم يجد مشجعاً واحداً لا من أهل بيته ولا من غيرهم، إنّ هذا الإصرار يدلّنا على أنّ الحسين عازم على الموت وقادم على الشهادة ولكن لماذا؟!

يقول له حبر الاُمّة وابن عمّه عبدالله بن عباس: جعلت فداك، إنّه قد شاع الخبر في الناس واُرجفوا بأنّك سائر إلى العراق فبيّن لي ما أنت عليه؟ فقال: نعم قد عزمت على ذلك في أيّامي هذه إن شاء الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم. فقال ابن عباس: أُعيذك بالله من ذلك فإنّك إن سرت إلى قوم قتلوا أميرهم وضبطوا بلادهم واتّقوا عدوهم ففي سيرك لعمري الرشاد والسداد وإن سرت إلى قوم دعوك إليهم وأميرهم قاهر لهم وعمّالهم يجبون بلادهم فإنّما دعوك إلى الحرب والقتال وأنت تعلم أنّه بلد قد قتل فيه أبوك واغتيل فيه أخوك وقتل فيه ابن عمّك وقد بايعه أهله وعبيدالله في البلد يفرض ويعطي والناس اليوم عبيد الدينار والدرهم فلا آمن عليك أن تقتل فاتق الله والزم هذا الحرم فإن كنت على حال لابدّ أن تشخص فصر إلى اليمن فإنّ بها حصوناً لك وشيعة لأبيك فتكون منقطعاً عن الناس.

فقال الحسينعليه‌السلام : لابدّ من العراق. قال: فإن عصيتني فلا تخرج أهلك ونساءك فيقال: إنّ دم عثمان عندك وعند أبيك، فوالله ما آمن أن تقتل ونساءك ينظرن كما قتل عثمان. فقال الحسينعليه‌السلام : والله يابن عمّ لئن اُقتل بالعراق أحبّ إليّ من أن اُقتل بمكة، وما قضى الله فهو كائن ومع ذلك استخير الله وأنظر ما يكون(1) .

ما ترك ابن عباس شيئاً لم يقله، وكان عالماً بأنّ الحسين في خروجه على الكيفيّة المعلومة مشرف على القتل، ولكن الذي خفي على ابن عباس هو علم الحسينعليه‌السلام بذلك، فلم يزوده جديداً من العلم ولا كشف له عن شيء محجوب عليه، وأخيراً لم يدرك الغاية من نهضته أو أدركها على خلاف حقيقتها حيث تصوّره

____________________

(1) مقتل الخوارزمي، ج1 ص216.

٣٦٥

قائماً لتغيير الحكومة وتبديلها من أمويّة إلى علويّة، وهذا هو الخطأ الذي وقع فيه جلّ من عارض الإمامعليه‌السلام وهؤلاء أصحاب الأمير، لمّا خرج اعترضوه فجالدهم بالسياط ولم يزد على ذلك فتركوه وصاحوا على أثره: ألا تتّقي الله تعالى تخرج من الجماعة وتفرّق بين هذه الاُمّة؟ فقال الحسينعليه‌السلام : لي عملي ولكم عملكم ...(1)

وهذه الجملة الحسينيّة توضح أنّ الحسين يعلم أين يضع قدمه، فما هو قادم على مجهول. ولمّا صار بذات عرق لقيه رجل من بني أسد يقال له بشر بن غالب فقال له الحسينعليه‌السلام : ممّن الرجل؟ قال: من بني أسد. قال: فمن أين أقبلت؟ قال: من العراق. قال: فكيف خلّفت أهل العراق؟ فقال: يابن رسول الله، خلّفت القلوب معك والسيوف مع بني اُميّة. فقال له الحسين: صدقت يا أخا بني أسد، إنّ الله تبارك وتعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. فقال له الأسدي: يابن رسول الله، أخبرني عن قول الله تعالى:( يوم ندعو كلّ اُناس بإمامهم ) ؟ فقال له الحسينعليه‌السلام : نعم يا أخا بني أسد، هما إمامان إمام هدى دعا إلى هدى وإمام ضلالة دعا إلى ضلالة، فهذا ومن أجابه إلى الهدى في الجنّة، وهذا ومن أجابه إلى الضلالة في النار(2) .

وهنا ندرك قطعاً أنّ الإمام الحسينعليه‌السلام لم تخف عليه حقيقة الحال، ولذلك صدّقه لعلمه مسبقاً بما يقتضيه موقف كلّ من الداعي والمدعو ومرّة اُخرى يلقى الفرزدق فيجيبه بما أجابه به الأسدي. قال الفرزدق بن غالب: خرجنا حجاجاً فلمّا كنّا بالصفاح إذا نحن بركب عليه اليلامق ومعهم الدرق، فلمّا دنوت منهم إذا أنا بالحسين بن عليعليه‌السلام . فقلت: أبو عبدالله وسلّمت عليه، فقال: ويحك يا فرزدق ما وراءك؟ فقلت: خير، أنت أحبّ الناس إلى الناس والقضاء في السماء والسيوف مع بني اُميّة ...(3)

ولم يظهر من الإمامعليه‌السلام إلاّ الإصرار على التقدم شطر العراق ممّا يدلّ على أنّ الهدف في الموت نفسه في حركة الجهاد التي سوف يقيمها على مساحة من الأرض جدّ قليلة في صحراء نائية عن العمران بعيدة عن حركة الناس، هي صحراء كربلاء

____________________

(1) الخوارزمي، مقتل الحسينعليه‌السلام ، ج1 ص220.

(2) مقتل الخوارزمي، ج1 ص221.

(3) مقتل الخوارزمي، ج1 ص222.

٣٦٦

ستكون بمنزلة الكتاب الذي يقلِب حياة الاُمم من حالة إلى حالة. وكتب الإمام الحسينعليه‌السلام كتاب الجهاد والشهادة على أرض كربلاء واحتوى على فصول وأبواب، كلّ فصل منه وكلّ باب كذلك عالم مضىءٌ من الأخلاق وقيم الشهادة النبيلة وتدفّقت معاني هذا الكتاب خطباً على ألسن الخطباء وأدباً على ألسن الشعراء ودمعاً من عيون أهل الولاء وفي كلّ موجة من هذا العالم الزاخر بالمعاني حركة دفع للاُمّة نحو الأفضل.

علم الإمام بشهادته

لعلّ من البداهة بمكان أن يكون القائم لتغيير نظام الحكم على علم بسلامته من الأحداث المستجدّة ليتسنى له القيام بأعباء الحكم الجديد، أو على جهل بموته قبل قيام الحكم على أقلّ تقدير، أمّا إذا كان عالماً بما يجري عليه مقدماً ملماً بالنتيجة بادىء ذي بدء قبل أن تقع، موقناً من قتله قبل قيام دولته، فهنا لابدّ من أن يكون يخفي حقيقة اُخرى من جهاده غير حقيقة الحكم، أو يكون له هدف آخر من هذه النهضة.

والإمام الحسينعليه‌السلام على علم أكيد بشهادته قبل أن يخلق الله يزيد بن معاوية، بما أخبره به جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الله. عن عبدالله بن وهب بن زمعة قال: أخبرتني اُمّ سلمة أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اضطجع ذات يوم للنوم فاستيقظ وهو حائر ثمّ اضطجع فرقد ثمّ استيقظ وهو حائر دون ما رأيت منه في المرّة الاُولى ثمّ اضطجع واستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبّلها فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبرئيلعليه‌السلام : إنّ هذا يقتل بأرض العراق للحسين. فقلت: يا جبرئيل أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها(1) .

وعن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: دخل الحسين بن عليرضي‌الله‌عنه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يوحى إليه، فنزى على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو منكب ولعب على ظهره، فقال جبرئيل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أتحبّه يا محمّد؟ قال: يا جبرئيل ومالي لا

____________________

(1) البيهقي، دلائل النبوة، ج6 ص468، ونقله ابن كثير في البداية، ج6 ص230.

٣٦٧

أحبّ ابني؟ قال: فإنّ اُمّتك ستقلته من بعدك فمدّ جبرئيلعليه‌السلام يده فأتاه بتربة بيضاء فقال: في هذه يقتل ابنك هذا يا محمّد واسمها الطف، فلمّا ذهب جبرئيلعليه‌السلام من عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والتربة في يده يبكي فقال: يا عائشة: إنّ جبرئيلعليه‌السلام أخبرني أنّ الحسين ابني مقتول في أرض الطف، وإنّ امّتي ستفتن بعدي، ثمّ خرج إلى أصحابه فيهم أبوبكر وعمر وحذيفة وعمّار وأبوذر رضي الله عنهم وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: أخبرني جبرئيل أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف، وجاءني بهذه التربة وأخبرني أنّ فيها مضجعه(1) .

عن اُمّ سلمة قالت: كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بين يدي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي بيتي، فنزل جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا محمّد إنّ اُمّتك تقتل ابنك هذا من بعدك فأومأ بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله وضمّة إلى صدره ثمّ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وديعة عندك هذه التربة فشمّها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال: ويح كرب وبلاء. قالت: وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا اُمّ سلمة إذا تحوّلت هذه التربة دماً فاعلمي أنّ ابني قد قتل. قال: فجعلتها اُمّ سلمة في قارورة ثمّ جعلت تنظر إليها كلّ يوم وتقول: إنّ يوماً تحولين دماً ليوم عظيم(2) .

فهذه الروايات وعشرات مثلها تدلّ على أنّ الهدف من ثورة الحسين هي شهادته بالكيفيّة التي استشهد عليها، كما أنّ كلّ مفردة من وقايع كربلاء مطلوبة لدين الله وضرورة من ضرورات وجوده في مستقبل الزمان، أضف إلى ذلك لو كان قتال الحسينعليه‌السلام في كربلاء على خلاف الدين وفي غير نهجه لسارع جبرئيل إلى إخبار النبي بذلك ولو فعل لنقل.

وكان الحسينعليه‌السلام يعلم ذلك كلّه استمع إليه وهو يخاطب الناس قبل خروجه من مكة: الحمد لله وما شاء الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله وصلّى الله على رسوله، خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخيّر لي مصرع أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تقطّعلها عسلان

____________________

(1) الطبراني، المعجم الكبير، ج3 ص107.

(2) الطبراني، المعجم الكبير، ج3 ص108.

٣٦٨

الفلوات بين النواويس وكربلا، فيملأن منّي أكراشاً جوفا وأجربة سغبا لا محيص عن يوم خطّ بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين، لن تشذّ عن رسول الله لحمته بل هي مجموعة له في حضيرة القدس، تقرّ بهم عينه وينجز بهم وعده، ألا ومن كان فينا باذلاً مهجته موطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإنّي راحل مصبحاً إن شاء الله(1) .

فهل نجد في منطق سيدالشهداءعليه‌السلام هنا حديثاً عن تغيير النظام أو تبديل الدولة، أو تجد حديثاً عن الشهادة والموت وتقطيع الأوصال واستضافة الوحوش بها بين النواويس وكربلاء وهذا منطق من يريد إقامة دولة الخلق لا دولة الحكم، فما الفرق بينهما؟

الخاتمة: نظام الأخلاق والحكم في منطق الثورة

لنفترض جدلاً أنّ الحسينعليه‌السلام تمكّن من إقامة دولته التي ثار من أجلها كما زعم الزاعمون، فإنّها حينئذ لا تكون أسعد حظّاً من دولة أبيه فسوف يكثر المعارضون من إشاعثه وزبابره وطلائح وعوائش، وسوف يخرج عليه الخوارج أيضاً ويضطرّ حينئذ أن يخوض غمار حروب كثيرة حتّى تستقيم قناة الاُمّة أو لا تستقيم أصلاً وما هي إلاّ أيّام قلائل حتّى يلاقي مصير أبيه شهادة في محراب أو موتاً على الفراش ويتسلّمها خلفه وتدور معه في حلقة مفرغة من الحروب والجدال والجلاد وهكذا دواليك. لهذا كان هدف إقامة دولة ليس منظوراً لثورته وهو بالنسبة إليها هامش ثانوي.

والهدف الحقيقي لثورة الحسينعليه‌السلام هو إقامة دولة الأخلاق في الجماعات الإسلاميّة، الأخلاق التي كانت قبل الإسلام بين الإفراط والتفريط فأقام لها النبي الصيغة الصحيحة وجعلها وسطاً كما هي حال الفضائل في عرف الفلاسفة، وبني الاُمّة الإسلاميّة على أساسها ورفع ضراح حضارتها انطلاقاً من هذه القواعد الأخلاقيّة ولكنّ الاُمّة جهلت هذا كلّه، حين آثرت جماعة منها الذين لم ينق الإسلام

____________________

(1) عبدالرزاق المقرم، مقتل الحسين، ص193 نقلاً عن اللهوف ص33، وابن نما، ص20.

٣٦٩

ذواتهم من جاهليّاتهم القديمة، فقدّمتهم على القادة الحقيقيين فأساءوا السيرة وخالفوا الشرع وتنكروا للمثل وردّوا الكثير من قيم الأدب الإسلامي واتّبعتهم الاُمّة اتّباع الفصيل إثر اُمّه تقليداً للحاكم واقتفاء لأثره، وحينئذ استحالت الشخصية الإسلاميّة إلى كائن غريب وحشي على الإسلام هو أدنى إلى البهائم الراتعة منه إلى الإنسان السوي.

فقد أرادو الإسلام أن يسموا بهذا الكائن إلى مصاف الملائكة فصيرته سياسة حكامه إلى حضيض البهائم والعجماوات. وجاء الحسين بثورته الخالدة فاستردّ الخلق المصادر وليس الأرض، وأنقذ الأدب وليس الحكم، وانتشل من مستنقع السياسات الضالّه شخصيّة المسلم ووضعه على الجادة الوسطى وشحنه بالفضائل الجهادية فطارت به قواه وحلقت به ملكاته الفاضلة إلى مصاف الملائكة ثانية، وذلك بأخلاقيات ثورته وتضحية أنصاره وجهاد أعوانه وصارت كربلاء ثورةً هي في الحقيقة قانون جهادي أخلاقي يستطيع من يحسن استعماله أن يغيّر به نظام العالم ويحرّر به أمماً وينقذ شعوباً.

والفرق بين نظام الدولة ونظام الأخلاق أنّ الاُولى تفضي إلى تجميد قانون الجهاد بما يحيط بها من مشاكلها والثانية تبقي هذا القانون حيوياً فاعلاً في الاُمّة متحرّكاً في ضميرها يهتزّ بالحياة والنشاط كلّما واتته ظروف الثورة على الواقع المرهق، فهل حصل المرجو من ثورة الحسينعليه‌السلام وهل نالت الاُمّة، هذا الدفق المتفجّر في ذاتها من قانون الجهاد الحسيني؟

أجل، لقد وعت الاُمّة ذاتها بعد ثورة الحسين وميّزت بين عدوّها وصديقها وثارت على واقعها المفتعل بأيدي حكّامها وسياسيها عدّة ثورات، ولا زال قانون الجهاد الحسيني يشدّها إلى الثورات وسيبقى كذلك إلى أن تطهر الأرض من رجس العدى.

لا تطهر الأرض من رجس العدى أبداً

ما لم يسل فوقها سيل الدم العرم

رأى الدين مغموز القناة حطيمها

وراحته شلّى ومقلته عميا

وما من دواء منجع غير نفسه

فجاد بها برّاً وضحّى بها هديا

والحمد لله ربّ العالمين.

٣٧٠

مسك الختام

يسعدنا أن نختم كتابنا برائعة العالم الخطيب والفاضل الأديب حجة الإسلام الشيخ حسين الطرفي فقد تفضّل علينا بعد الإطلاع على بعض فصول الكتاب بهذه الرائعة نثبتها له شاكرين ليكون( خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) .

لله درّك باحثاً ومحققا

سبق الذي قد ظن أن لن يسبقا

ما فات معنىً حام فكرك حوله

إن غاص بُغية نيله أو حلقا

بوركت من مستجمع للفضل ما

فخرت به أربابه متفرقا

فالشعر أنت عميده وعماده

زينت عاطله فعاد مطوقا

والنثر آثر لا يفارق خدنه

إن يلقه ولقد رأى بك ملتقى

فبلغت في هذا وذاك ذرى العلى

ولديك أمسى الصعب سهل المرتقى

أوتيت ذهناً ثاقباً وقريحة

وقادة وحباك ربك منطقا

فبرزت ذا أدب رفيع تنتقي

المعنى فتفهمه بلفظ منتقى

فإذا احتججت ظهرت أبلغ حجة

ممّن يبالغ في الخصام وأحذقا

كم من عليل في الأدلة سمته

حججاً شفته بما يجل عن الرقى

صور من التاريخ ربدٌ لا تُري

وجه الحقيقة للسعادة للشقا

فترى ابن هند مؤمناً متنسكاً

والذنب عند يزيد ممّا يتقى

ويرى عبيدالله عبداً طائعاً

لا فاسقاً يدعى ولا متزندقا

ويُرى الحسين عليه صلّى ربّنا

شقّ العصى في المسلمين وفرّقا

وبسيف جدّ السبط قتل السبط

ما منهم أساء واُوبقا

ويلي على التاريخ لُبِّد جَوّهُ

فتناً فأعتم أمره واستفلقا

حتى إذا مدّت إليه يدُ القضا

بالنور شعّ بها الشعاع وأشرقا

فبدا بها وجه الحقيقة ساطعاً

وجلته ريشة عيلم فتألقا

وبدى الحسين مؤيّداً من ربّه

ومظفّراً فيما أتاه موفقا

هبّت به للدين غيرة ثائر

قد كان أجدر من يغار وأخلقا

٣٧١

وتمخّضت مأساته عن أنّه

لما أراد الموت حقّ له البقا

وضمان هذا الأمر في ذا السفر

ينفي الشك أن يتطرقا

حسين الطرفي

ولا أملك إزاء هذا الشعور الفياض إلاّ أن أكبر صاحبه وأجله وأبتهل إلى الله أن يمد في عمره ويبقيه ذخراً للعلم وأهله.

ولقد وقع في بيتين من القصيدة إختلاف في الوزن وهما البيت الخامس عشر والأخير إذ عسر عليّ إقامة وزنهما لوجود كلمتين مطموستين فيهما، وكان شيخنا الجليل قد سافر على جناح الطائر الميمون إلى الكويت ردّه الله سالماً إلى الأهل والوطن، ولم يكن الإتصال به سهلاً، فأرجو أن يكون ذلك في علم القارىء الكريم.

٣٧٢

الفهرس

المقدمة 3

الامام الحسين عليه‌السلام وقلب نظام الأخلاق. 10

الحقيقة ورأي الناس. 12

كتاب يزيد إلى ابن عباس. 13

جواب بن عباس له 13

قلب نظام الحكم. 22

قلب نظام الأخلاق. 23

نظرة على الوضع الخلقي العام 24

النموذج الأول: 25

النموذج الثاني: 25

صعصعة بن ناجية 26

قيس بن عاصم. 28

الاسلام وخطّته في تهذيب الأخلاق. 35

الفضائل 44

الرذائل. 52

الانقلاب على الأعقاب.. 58

رزية يوم الخميس!! 59

الاعتذار عن عمر 63

اعتذار الخطابي. 68

وقفة قصيرة مع الحافظ بن حجر!! 72

ماذا أراد النبي أن يكتب! 76

خاتمة المطاف.. 78

الحكم الأموي. 81

الحكم الاموي معاوية ويزيد وتدهور الأخلاق على أيديهما 83

٣٧٣

عمر ومعاوية 89

طعام عمر 102

شرب معاوية الخمر في عهد عمر 105

طعام معاوية 108

دعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليه 109

اكل الكافر 113

صفة طعامه 114

جيش معاوية 119

تهديد الناس بمعاوية وجيشه 120

لماذا اختار عمر معاوية؟! 122

الشجرة الملعونة 126

الرؤيا والشجرة الملعونة عند الشيعة 126

الرأي الآخر 129

معاوية وعدوانه على منبر رسول الله. 136

ولاية معاوية على الشام 138

عمير بن سعد 140

عمر والعمال ..!! 144

كتبه إلى معاوية 151

محاسبة العمال. 153

معاوية في الحكم.. 161

سماة حكم معاوية العامة 164

1 - المكايده.. 164

مكايدة ابن عمر 165

مكايدة ابن عباس. 166

مكايدة ابن العاص.. 167

مكايدته مروان بن الحكم.. 169

٣٧٤

مكايدة الزبير 171

مكايدة أهل الشام 171

مكايدة شرجيل بن السمط الكندي. 172

مكايدة قتل عمار 172

مكايدة عبيدالله بن عمر قاتل الهرمزان 174

مكايدة الجوهره 176

مكايدة رفع المصاحف 176

مكايدة أهل مكة في بيعة يزيد. 177

وكاد ربه في يزيد أيضاً 180

السمة الثانية الغدر 180

غدره بمروان 183

غدره بعاشق 184

السمة الثالثة اغتيال الأشراف ومن يخشاهم على ملكه من الناس!! 186

إغتيال الأشتر رضي‌الله‌عنه عنه بالسم. 188

خبر شهادته رحمه‌الله.. 189

اغتيال عبدالرحمن بن خالد بن الوليد. 190

اغتيال معاوية 192

اغتيال سعد بن ابي وقّاص.. 193

السمة الرابعة لعن الأبرار والبرائة منهم وحمل الناس بالقهر على ذلك: 194

بمن اقتدى معاوية.. 199

السمة الخامسة حمل الناس على الكذب وبذل المال على ذلك.. 203

حديث سدّ الأبواب.. 205

اثبات ابن حجر للحديث.. 207

مناقشة لابد منها ولا محيص عنها 209

السمة السادسة تخويف الناس وتطميعهم. 215

٣٧٥

السمة السابعة: اختيار الجناة والقساة والطغاة والفسّاق لتوليتهم على الاُمّة. 218

فخوّضوا في الدماء وأظهروا فيها الفساد 218

بسر بن أرطاة لعنه الله. 226

السمة الثامنة: المتاجرة بعرضه 228

السمة التاسعة: أفقار الناس بنهب أموالهم وحيازة أراضيهم واستصفاء الذهب.. 239

مصادرة الأرض والاستيلاء عليها وشراء الدور بالثمن البخس من أهلها ونهب الثروات.. 248

خراج الأرض يصب في خزائن بن هند. 249

سلب الأرض من أهلها بالمصادرة والإحتيال. 253

السمة العاشرة: إذلال الناس والإستهانة بهم. 266

السمة الحادية عشرة: تأصيل العقد بين الناس. 272

السمة الثانية عشرة: التأثير على العامة وأوشاب الناس. 281

للعاهر الحجر 285

صفات ابن هند الممدوحة وحقيقتها 294

يزيد بن معاوية حقيقته وحكمه 308

رأي زياد فيه 316

رأي مروان فيه 317

رأي ابن عمر في يزيد. 321

رأي أهل الشام في يزيد. 322

معارضة ابن الزبير تروضها الفلوس. 322

رأي المغيرة في يزيد. 323

رأي عتبة بن مسعود في يزيد. 324

قول عبدالله بن جعفر في يزيد وأبيه 326

رأي عبدالملك في يزيد. 326

يزيد الحكم والأثر 343

الأثر الذي تركه حكم معاوية ويزيد على الاُمّة 350

٣٧٦

سياسة الفساد واللهو والمجون. 355

عزل الكوفة 361

الحسين عليه‌السلام وثورة التغيير: الحكم أو الخلق؟ 364

علم الإمام بشهادته 367

الخاتمة: نظام الأخلاق والحكم في منطق الثورة 369

مسك الختام 371

٣٧٧