علي الأكبر ابن الإمام الحسين (عليهما السلام)

علي الأكبر ابن الإمام الحسين (عليهما السلام)0%

علي الأكبر ابن الإمام الحسين (عليهما السلام) مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: النفوس الفاخرة
الصفحات: 82

علي الأكبر ابن الإمام الحسين (عليهما السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: علي محمد علي دخيل
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 82
المشاهدات: 13724
تحميل: 5319

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 82 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 13724 / تحميل: 5319
الحجم الحجم الحجم
علي الأكبر ابن الإمام الحسين (عليهما السلام)

علي الأكبر ابن الإمام الحسين (عليهما السلام)

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٨ - قال الشيخ محمّد علي اليعقوبي (رحمه الله):

عجبتُ لمَنْ صرفَ القضا طوع أمرهم

كـما شاءَ صرف الدهرِ فيهم تصرّفا

لـقد آنـسوا وادي الطفوف وأوحشوا

بـطيبة ربـعاً لـلندى بـعدهم عـفا

جـلا مـنهمُ فـي كربلا قمرُ الهدى

كـواكبٌ تـمحو غيهبَ الشركِ مسدفا

لـهم مـوقفٌ بـالطفِّ لـم نرَ مثلهُ

ولا قـبـلهُ أو بـعـدهُ قـطُّ مـوقفا

غـداة ابـن بـنت الوحي جادَ بأنفسٍ

عـلى بـذلها قـد عـاهدَ اللهَ بـالوفا

وأوّل فادٍ نـفسه لـلهدى (ابـنهُ)

فـللهِ نـفسٌ مـا أعـزّ وأشـرفا

شـبيه (رسـول اللهِ) خُـلقاً ومـنطقاً

وخَـلـقاً يـروقُ الـناظر الـمتشوّفا

رأى الـقومُ منه في الوغى بأسَ جدّهِ

فـلم تـلقَ مـأوى لـلفرارِ ومـألفا

يـكرُّ عـليهم مـن صـفيحةِ عزمهِ

بـأمضى مـن الـهنديِّ حدّاً وأرهفا

٦١

وآبَ وقـد أروى الأوامُ فؤادهُ

وأجـهـدهُ ثـقلُ الـحديدِ وأضـعفا

يُـنادى أبـاهُ هـل سـبيلٌ لـشربةٍ

تـروّي حـشا يـذكو صـدى وتلهّفا

فـعـادَ ومـا بـلّ الـمعينُ غـليلهُ

فـلا طـابَ لـلورّادِ يـوماً ولا صفا

إذا لـم يـذق مـن باردِ الماءِ رشفهُ

فـمن (كـوثرِ الخلدِ) ارتوى وترشّفا

ولـمّا انـثنى نحو الوغى شبّ نارها

وفـرّق مـن جـمعِ الـعدى ما تألّفا

بـحيث الـمواضي قـد تـكهّمَ حدّها

قـراعـاً وخـطّي الـوشيجِ تـقصّفا

إلـى أن هـوى تـحتَ العجاجِ كأنّهُ

هـلالٌ تـراءى لـلنواظرِ واخـتفى

درى مـرهفُ (الـعبديّ) أذ فلَّ هامهُ

بأنَّ شـباهُ فـلَّ لـلدينِ مـرهفا

رآهُ أبوهُ والـعـوالي تـنـاهبتْ

حـشاهُ وأهـوت فـوقهُ البيضُ عكّفا

بـكـاهُ ونـاداهُ بـصوتٍ لـو اَنّـهُ

وعـتهُ الصفا من شجوهِ صدّعَ الصفا

٦٢

فـيا زهـرةً مـا خلتُ قبل اقتطافها

بـأيـدي الـمنايا أن تُـنالَ وتـقطفا

فـقد حـالت الأيـامُ بـعدكَ واكتست

أساً فـعلى الأيـامِ مـن بـعدكَ العفا(١)

٩ - قال السيد مهدي الأعرجي (رحمه الله):

على الضيمِ كم تُغضي الجفونَ اُباتُهُ

ويُـغزى الحمى منها وتُرضى حماتُهُ

عـجبتُ لـفهرٍ كـيفَ يـهدؤ حيُّها

وقد قُـتـلت أشـرافُهُ وسـراتُهُ

وتُـدركُ مـن فـهرٍ أُمـيّ تـراتها

وفـهرٍ لـديهم قـد أُضـيعت تراتُهُ

أتُـغضي لـؤيٌّ والـحسينُ زعيمها

بـهِ شـفت الـحقدَ الـقديمَ عـداتُهُ

فـفتيانهُ هاتيكَ صرعى على الثرى

وتـلكَ عـلى عـجفِ المطا فتياتُهُ

عجبتُ لمَنْ يقضي على النهرِ ظامياً

وقـد كـانَ مـهراً لـلبتولِ فـراتُهُ

____________________

(١) الذخائر / ٩٥.

٦٣

ومـن حـولهِ ثـاوٍ شـبيهُ مـحمّدٍ

ومـن دمـهِ قـد خُـضّبت وفراتُهُ

فـتىً جُـمعت فـيهِ شـمائلُ أحمدٍ

وبـأسُ عـليِّ الـمرتضى وثـباتُهُ

فـواللهِ لا أنـساهُ يـوم الوغى وقد

حـكت حـملاتِ المرتضى حملاتُهُ

تـخالُ إذا مـا شـدَّ لـيثاً غضنفراً

شـديدُ الـقوى مـرهوبةٌ سـطواتُهُ

فتىً لا يهابُ الموتَ في حومةِ الوغى

فـسـيّان فـيـها مـوتُهُ وحـياتُهُ

فـينهلُّ مـن مـاءِ الـرقابِ حسامُهُ

وتـرعى سـويداءَ الـقلوبِ قـناتُهُ

فـلو شـاءَ أفـناهم ولـكن بـكفّهِ

ويـثـنيهِ عـنـهم حـلمُهُ وأنـاتُهُ

يـكرُّ عـليهم كـرّةَ الـليثِ والظما

وقد خـفيت مـمّا بـهِ كـلماتُهُ

فـلمّا رأى مـا نـابهُ السبطُ لم تزلْ

تـصـعّد مـن أحـشائهِ زفـراتُهُ

فـلهفي لـهُ مـا كـانَ أقصرَ عمرهُ

ثـماناً وعـشراً اُحـصيت سنواتُهُ

٦٤

ولـهفي لـهُ غضّ الشبيبةِ قد قضى

وعـارضـهُ مـا دبَّ فـيهِ نـباتُهُ

فـواللهِ لا أنـسى الحسينَ مذ انحنى

عـلـيهِ وسـالت بـالدما عـبراتُهُ

وحـيـنَ رأى ذاكَ الـمُحيّا مـرمّلاً

بـقاني الـدما قـد ضُرّجت وجناتُهُ

فـنادى و دمعُ العينِ من شدّةِ الجوى

يـسحُّ كـما سـحّ الـحيا قـطراتُهُ

بُـنيَّ جـرحتَ الـقلبَ منّيَ والحشا

بـفقدكَ جـرحاً مـنهُ تـعيا أساتهُ

فيالكَ غصناً قـد عراكَ الذبولُ

في الأوانِ الذي تُجنى بهِ ثمراتُهُ(١)

١٠ - من قصيدة للسيد مهدي البحراني (طاب ثراه):

أيـا حـرب باللهِ لا تصرعي

فتىً ألفَ البيضَ يوم الصيالِ

دعي ليَ ابن ليلى فلا تصدعي

بـهِ قلبَ ليلى بطعنِ العوالي

____________________

(١) علي الأكبر - للمقرم / ١٤٤.

٦٥

فـلا تصدعي قلبَ أُمِّ الوحيد

بـواحدها واحـداً في المعالي

بـغضِّ الـشبيبةِ لا تـرجعي

بـخائبةِ الكفِّ والقلبِ صالي

أسـائلُ عن واحدي حيثُ ما

تـغيّبَ تـحتَ القنا والصقالِ

ومـا ضـيّعت مثلهُ العاديات

بـمضماره حيث رشّ النبالِ

وإن حـجبتهُ عـن الـعينِ إذ

عـليهِ الـنصالُ بإثرِ النصالِ

ولـكنّهُ ضـاعَ نـشرُ الأريج

كـما ضاعَ فينا أريجُ الغوالي

بُـنيّ أبيت سوى القاصرات

وخـلّفتَ عندي سمرَ العوالي

ورحـتَ لحوضِ أبيكَ النبي

وسـارعتَ بعد الظما للزلالِ

بُـنيّ اقـتطعتكَ من مهجتي

أتـقطعُ عنّي جميلَ الوصالِ

بُـنيّ عـراكَ خسوفُ الردى

وشـأنُ الخسوفِ قُبيلَ الكمالِ

٦٦

بُـنيّ حـرامٌ عـليِّ الـرقاد

وأنـتَ مـكبٌّ بوجهِ الرمالِ

أبـعد ابن ليلى تطيبُ الليالي

وآمـلُ أمـراً عـزيز المنالِ

أبـعد ابن ليلي تطيبُ الحياة

وأرغـبُ بالعيشِ ما بين آلي(١)

١١ - من قصيدة للدكتور أحمد الوائلي (رحمه الله):

نـدب تـحدّرَ مـن سـلالةِ فتيةٍ

ملؤوا ربـاعَ الأرض بـالآلاءِ

بدر تـتوّجهُ خـلائقُ أحـمد

بـفـصاحةٍ وسـماحةٍ ومـضاءِ

مـتجلببٌ مـن حـيدرٍ بـشجاعةٍ

ومن الـحسينِ مـوشّحٌ بـإباءِ

سـل عنهُ أكنافَ الطفوفِ فكم بها

تـركت صـفيحتهُ مـن الأشلاءِ

وسـل الـقواضبَ والقنا عن نثرهِ

والـنظمِ فـهي بـهِ مـن الخبراءِ

____________________

(١) علي الأكبر - للمقرم / ١٣٨.

٦٧

مـلكَ الـوغى بـحسامهِ فـأحالها

دهـماءَ أعـيت ألـسنَ الـبلغاءِ

خـرسـت مـقاولها فـلا مـتكلّمٌ

وغـدت تُـشيرُ إلـيهِ بـالإيماءِ

سـيّـان عـندَ سـنانهِ وحـسامهِ

يـوم الـهياجِ قـريبها والـنائي

بـطلٌ تـخبُّ بـهِ ربيبةُ سبسبٍ

يـهتزُّ صـلواها مـن الـخيلاءِ

غـرّاء تـستبقُ النواظرَ إن سرت

أوحـت لـذهنكَ لـيلةَ الإسـراءِ

غـيران يـفتكُ بـالاُلوفِ وعمرهُ

مـا جـاوزَ العقدينِ في الإحصاءِ

والـسبطُ يـرصدهُ وفـوقَ جبينهِ

لـلـناظرينَ بوادرُ الـسـرّاءِ

وأصـاخَ يُـسمعُ رجـزهُ ويجيبهُ الـ

ـميدانُ عـندَ الـرجزِ بالأصداءِ

وإذا بـهِ يـدعوهُ أدركـني فـقد

دارت عـلـيّ بـجمعها أعـدائي

فـانقضَّ مثل الصقرِ شام فريسته

وجلا الصفوفَ وجالَ في الأرجاءِ

٦٨

حـتّى إذا دفـعَ الـعدى عن شبلهِ

آوى إلـيـهِ بـلـوعةٍ وبـكـاءِ

ألـفاهُ مـنعفرَ الـجبين تمازجت

حـمرُ الـدماءِ بـوجنةٍ بـيضاءِ

ورأى شـفارَ الـمرهفاتِ تلاعبت

بـجـمالِ تـلكَ الـقامةِ الـهيفاءِ

فـجـثا وأقـنعَ لـلسماءِ بـشيبةٍ

مـغـمورةٍ بـمـدامعٍ و دماءِ

يـا عـدلُ قـد قـتلوا شبيه محمّدٍ

أنـزل بـساحتهم عـظيمَ بـلاءِ

وأحـلّ رأسَ ولـيده فـي حجرهِ

وانـصاعَ يـمسحُ عـثيرَ الغبراءِ(١)

يـا نـبعةً غـذّيتُها بـدمِ الـحشا

وغـرستُها فـي روضـةٍ غـنّاءِ

ووقـيتُها لـفحَ الـهجيرِ وحـطّتا

بـأضالعي بـدلاًَ عـن الإحـناءِ

حـتّى إذا بـسقت لـدان فروعها

وتـفـتّحت عـن بـهجةٍ ورِواءِ

وتـضـوّعت نـفـحاتُها عـبّاقةً

وتـماوجت فـي رونـقٍ وسـناءِ

____________________

(١) في البيت خلل عروضي واضح.(موقع معهد الإمامين الحسنَين)

٦٩

وذهبتُ أرقبُ ما رجوتُ من الجنى

ثـمراً يـعوّضني كـبير عـنائي

أودى بـها الـحدثان وهـي فتية

فـأحالَ قـفراً من خصيبِ رجائي

أبُـنيّ أقـصدني الزمانُ وفتّ في

عـضدي فلا أسطيعُ حملَ ردائي

لـم أنـسَ إذ حـملتهُ فـتيةُ هاشمٍ

لـحـرائرٍ يـندبنَ وسـطَ خـباءِ

فـحنت عـليهِ الـثاكلاتُ لواطماً

حـرَّ الـوجوهِ بـلوعةٍ وشـجاءِ

لـهفي لـزينبَ إذ رأت وفـراتهُ

مـخـضوبةً بـدمٍ عـن الـحنّاءِ

عـقد الأسى منها اللسانَ فأعولتْ

لـفـقيدها بـالـدمعةِ الـخرساءِ

أبُـنيّ كـنتَ لي الأنيسَ إذا دجى الـ

ـليلُ الـبهيمُ وكنتَ بدرَ سمائي

يـا صـرحَ آمـالٍ ألـوذُ بجنبهِ

عـند الـخطوبِ فهدّ صرحُ بنائي

فـإلى الـلقا يـومَ المعادِ فلا أرى الـ

أيامَ تـسـعدُ قـبـلهُ بـلقاءِ

٧٠

١٢ - قال الشيخ عبد المنعم الفرطوسي (رحمه الله):

مـصرعُ الـحقِّ في جهادِ لؤيٍّ

خـضّبَ الأُفـقَ من دماءِ عليِّ

شـفقٌ كُـحّلت بـهِ كـلُّ عينٍ

واكـتسى مـنهُ كلّ قلبٍ شجيِّ

قـبّلتهُ شـمسُ الضحى بسناها

فـسقاها مـن لـونهِ العسجديِّ

مـصرعٌ لـلإباءِ والفخرُ صنوٌ

هـو مـهدٌ لـكلِّ حـرٍّ أبـيِّ

سـاحةٌ لـلجهادِ أُوكـلت الأعـ

ـمار فيها لـرمحهِ الـسمهريِّ

أمّـها الـصقرُ فاستطارَ بغاثُ الـ

ـطيرِ رعباً من بطشهِ العلويِّ

حـامَ فـيها وسـيفهُ بـالمنايا

خـافقٌ فـوقَ رأسِ كـلِّ كميِّ

كـم نـفوسٌ سالت عليهِ بحوراً

وهو ظامي الأحشاءِ من كلّ ريِّ

وجـموعٌ سـودٌ وبـيضُ بنودٍ

قـد أُصـيبت منهُ بنشرٍ وطيِّ

٧١

أروعٌ هزّتِ الـحميّةُ مـنهُ

عـاطفاتٍ تـهزُّ كـلَّ حـميِّ

بـاسمٌ والـكماةُ تـعبسُ مـنهُ

فـرقاً فـي زحـامِ يـومٍ دجيِّ

فـالمجلّي هـو الـمجلّي فراراً

مـن حـسامٍ بـكفّهِ مـشرفيِّ

والـشجاعُ الـذي تـحدّقُ فيهِ

مـقلتاهُ مـن الـمكانِ الـقصيِّ

وهـو لـولا شـهادةٌ وقـضاءٌ

كُـتبا فـوقَ لـوحةِ الأزلـيِّ

لـمحا بـالحسامِ وهـو سـعيدٌ

كـلَّ رجـسٍ من الأعادي شقيِّ

وشـهيدٌ مـجدُ الـشهادةِ فـيهِ

يـتـسامى بـأروعٍ مـضريِّ

يـنتمي الـفخرُ والـعلاءُ إليهِ

وهـو يُـنمى لـفاطمٍ وعـليِّ

فـي حياءِ العذراءِ في جرأةِ الليـ

ـثِ بـيومِ الندى ويومِ النديِّ

٧٢

يـتلاشى الـفجرُ الـبهي حياءً

حـينَ يـبدو لـهُ بـوجهٍ بهيِّ

وتـميدُ الأغـصانُ قصفاً إذا ما

يـتهادى زهـواً بـقصدٍ طريِّ

وتـغارُ الحسناءُ وهو خضيبٌ

بـدماهُ مـن شـعرهِ الـذهبيِّ

والأقـاحي تـودُّ لـو أنّ فيها

بـسمةً مـن جـمالِ ثغرٍ شذيِّ

نـفّست نـينوى الدراري عليهِ

إذ زهـت مـنهُ بـالفمِ الدرّيِّ

لـهفَ نفسي يُزفُّ للخلدِ والدمـ

ـعُ نثـارٌ لـعـرسهِ الـدمويِّ

ومـن الـنحرِ في يديهِ خضابٌ

أيـنَ مـنهُ خـضابُ كلِّ فتيِّ

ومن العادياتِ في السوقِ رقصٌ

ومـن البيضِ خيرُ لحنٍ شجيِّ

أهـو عـرسٌ أم مأتمٌ فيهِ يعلو

لـبـناتِ الـزهـراء أي دويِّ

٧٣

وذبـيحٌ يـحقُّ فـي كلِّ عضوٍ

مـنهُ أن يُـفتدى بـذِبحٍ زكيِّ

تـتوارى الأقـمارُ حـينَ تراهُ

من مُـحيّاً مـعفّرٍ قـمريِّ

ولـقد كـانَ أشـبَه الناسِ خَلقاً

خُـلِـقاً مـنطقاً بـخيرِ نـبيِّ

بـعدما أنـقذَ الـرشادَ عـلاهُ

بـحسامِ الـضلالِ مـنقذُ غيِّ

فـهوى البدرُ باسمُ الثغرِ بُشراً

دامـيَ النحرِ والجبينِ الوضيِّ

فـوقَ مـهدٍ من السيوفِ وثيرٍ

تـحتَ ظـلٍّ من القنا والقسيِّ

وهـو يدعو أباهُ شجواً بصوتٍ

مـتـلاشٍ مـمّا عـراهُ خـفيِّ

أبـتـاهُ عـليكَ مـنّى سـلامٌ

قـد سـقاني جـدّي بريٍّ هنيِّ

فـأتاهُ الـحسينُ يسرعُ بالخطـ

ـو ويعدو وقور آلِ لـويِّ

فـرأى جـسمهُ الموزّعُ أضحى

قـطعاتٍ عـلى الصعيدِ السويِّ

٧٤

فـرمى نـفسهُ عـليهِ حـزيناً

بـفـؤادٍ دامٍ وطرفٍ بـكيِّ

نـادياً عـندهُ بُـنيّ عـلى الدنـ

ـيا الـعفا بـعدَ خـيرِ صفيِّ

قـتلَ اللهُ شـرّ قـومٍ أضاعوا

حـرمةَ الـمصطفى بقتلِ عليِّ(١)

____________________

(١) ديوان الفرطوسي ١ / ٨٥.

٧٥

كلمات العلماء والعظماء

وليست هذه الكلمات ممّا يُستدل بها على عظمة شهيد الطفّ، فهو أجلّ وأرفع من ذلك، لكن هذه الكلمات تُعطي القارئ الكريم صورة على إجماع السلف والخلف، والمؤالف والمخالف على عظمة شهيد الإباء.

كما إنّ هذه الكلمات تكشف عن جوانب مختلفة من حياة الشهيد العظيم (رضوان الله عليه وصلواته)، فهي حرية أن يطّلع عليها القرّاء؛ لهذا وذاك سجّلنا منها:

١ - قال معاوية: من أحقّ الناس بهذا الأمر ؟

قالوا: أنت.

قال: لا، أولى الناس بهذا الأمر عليُّ بن الحسين بن علي؛ جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه شجاعة بني هاشم، وسخاء بني أُمية، وزهو ثقيف(١) .

٢ - قال الشيخ الدربندي: إنّه كان أفضل من جميع حواري رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهم: سلمان وأبو ذر ومقداد، ومن جميع

____________________

(١) مقاتل الطالبيين / ٥٢.

٧٦

حواري أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهم: عمرو بن الحمق الخزاعي، وميثم التمّار، وأويس القرني، ومحمد بن أبي بكر(١) .

٣ - قال الشيخ حسين البلادي: وكُنيته أبو الحسن، ولقبه الأكبر؛ لأنّه الأكبر على الأصح، والسقّا؛ لأنّهعليه‌السلام سقى عيالات أبيه. وكان (سلام الله عليه) عالي الشأن، فارس الفرسان، ومن المودّة والمواساة لأبيه في أعلى مكان(٢) .

٤ - قال السيد هبة الدين الشهرستاني: سُمّي شبيه النبي، فترعرع الصبي وترعرع معه جمال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونما فيه الكمال، وأزهرت حوله الآمال، وبلغ تصابي آل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فيه مبلغ الوله والعشق؛ فكان إذا تلا آية، أو روى رواية مثُل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في كلامه ومقامه.

وأضاف على شبه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في الجسم شبهاً بجدّه عليعليه‌السلام في الاسم، كما شابهه في الشجاعة، وفي تعصّبه للحقّ(٣) .

____________________

(١) أسرار الشهادة / ٣٦٩.

(٢) كتاب (مقتل علي الأكبر) / ٣.

(٣) نهضة الحسينعليه‌السلام / ١١٩.

٧٧

٥ - قال الشيخ حبيب آل إبراهيم في شجاعتهعليه‌السلام : فدعا ابن سعد بطارق بن كثير، وكان فارساً منّاعاً، فخرج إلى علي فاقتتلا؛ فضربه علي فقتله، فخرج إليه أخوه فقتله، وطلب البراز فلم يبرز إليه أحد(١) .

٦ - قال الشيخ محمّد علي الزهيري: فإنّه كان في منتهى الشرف والفضيلة، وكبر النفس، ولقد جمع العلم والحلم، والتقى والورع، والهيبة والنباهة، والسخاء والشجاعة، إلى غير ذلك من الصفات الحميدة، والنعوت الكريمة(٢) .

٧ - قال الشيخ عبد الواحد المظفّر: إنّ الكاتب القدير، والخطيب المتضلّع، إذا همّ بتحديد ناحية من نواحي فضائله الجمّة، ومكارمه العديدة، ورام أن يبرزها للمجتمع بصفتها الحقيقية، جاذبته الناحية الاُخرى؛ فالشجاعة، فالعلم، فالكرم، فالسؤدد، فالفصاحة، فالبصيرة، فالتقوى، فاليقين، فالإخلاص، فالتفاني في الدين إلخ(٣) .

____________________

(١) ذكرى الحسينعليه‌السلام ٢ / ١١٦.

(٢) المعارف الإسلاميّة ١ / ٢٥.

(٣) الأمالي المنتخبة / ١٥٢.

٧٨

٨ - قال إسماعيل اليوسف: خرج علي بن الحسين الأكبرعليه‌السلام وكان من أصبح الناس وجهاً، وأحسنهم خلقاً، وكان في الخامسة والعشرين من عمره، وهو أوّل شهيد يوم كربلاء من آل أبي طالب(١) .

٩ - قال خير الدين الزركلي: علي الأكبر بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، من سادات الطالبيين وشجعانهم، قُتل مع أبيه الحسين السبط الشهيد في وقعة الطفّ (كربلاء)، وكان أوّل مَنْ قُتل بها من أهل الحسين(٢) .

١٠ - قال خالد محمّد خالد: وكان أوّلهم انطلاقاً علي بن الحسين، فتى لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره. انظروا ها هو ذا في نضرة شبابه وريعان إهابه، في روعة بأسه وشرف نفسه يتوسّط حراب الأعداء وسيوفهم، وهو ينشد:

أنا عليُّ بنُ الحسين بنِ علي

نحن وربّ البيت أولى بالنبي

تالله لا يحكم فينا ابنُ الدعي

____________________

(١) شهيد كربلاء الحسين بن عليعليه‌السلام / ٨٠.

(٢) الأعلام ٥ / ٨٦.

٧٩

تماماً كما كان يصنع من قبل جدّه الإمام عليعليه‌السلام حين كان يقتحم المعارك في عنفوانه اللجب، وهو يزأر:

أنا الذي سمّتني أُمي حيدره

كليـث غاباتٍ كريهِ المنظره

أكيلهم بالصاع كيلَ السندره

ها هو ذا ابن التاسعة عشرة يعيد إلى الحياة مرّة اُخرى بطولات جدّه العظيم، ذرّية بعضها من بعض(١) .

١١ - وقال أميل حبش الأشقر: وهذا علي الأكبر بن الحسين، وأُمّه ليلى بنت أبي مرّة، يحمل على القوم وهو يقول:

أنا عليُّ بنُ الحسين بنِ علي

نحن وربِّ البيت أولى بالنبي

تالله لا يحكم فينا ابنُ الدعي

فعل ذلك مراراً، لا يبالي بالعاصفة الهوجاء تضيع فيها نفوس الرجال حتّى طعنه مرّة بن منقذ العبدي طعنة لفظ بعدها الروح(٢) .

____________________

(١) أبناء الرسول في كربلاء / ١٧٢.

(٢) فاجعة كربلاء / ٢٦.

٨٠