التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)0%

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 473

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: علاء الحسون
تصنيف: الصفحات: 473
المشاهدات: 189600
تحميل: 7316

توضيحات:

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 473 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 189600 / تحميل: 7316
الحجم الحجم الحجم
التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

دليل تنزيه الله عن إحاطة الزمان به :

يلزم إحاطة الزمان بالله تعالى :

أن يتقدّم جزء من الزمان على الله ، وأن يتأخّر جزء آخر منه عليه فيكون الجزء الأول ماضياً.

ويكون الجزء الثاني مستقبلاً.

وهذا ما لا شك في امتناعه عليه تعالى ؛

لأنّ الله تعالى ، لا يتقدّم عليه شيء ، وهو عزّ وجلّ بكلّ شيء محيط.

١٠١

(١٣)

الصفات التنزيهيّة

الشبيه

لا خلاف بأنّ الله تبارك وتعالى لا يشبه شيئاً من مخلوقاته.

وقد قال تعالى واصفاً نفسه( لَيْسَ کَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) [ الشورى : ١١ ](١)

____________________

١ - للمزيد راجع في هذا الكتاب : " الفصل الخامس عشر ، المبحث الثاني ، قول المشبّهة : تشبيه صفات اللّه بصفات الإنسان

١٠٢

(١٤)

الصفات التنزيهيّة

الشريك

أدلة استحالة وجود الشريك لله تعالى :

١ - دليل الاشتراك والامتياز

لو فُرض إلاهان في الوجود ، فإنّهما :

سيشتركان في مفهوم " الإله ".

وسيمتاز كلّ واحد منهما بأمر مغاير لما فيه اشتراكهما.

وحينئذ يكون كلّ واحد منهما مركباً مما به الاشتراك ومما به الامتياز.

وكلّ مركّب ممكن ، ولكن الله تعالى واجب الوجود.

فيثبت بطلان وجود الشريك له تعالى(١) .

٢ - دليل التمانع

وجود الشريك يستلزم اختلاف إرادتيهما في بعض الأحيان ،

وهذا ما يؤدّي إلى الفساد في نظام الوجود والإخلال بنظام الكون.

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة بقوله تعالى :( لَوْ کَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) [ الانبياء : ٢٣ ]

* قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام :

( إن قلت : إنّهما اثنان لم يخل من أن يكونا :

____________________

١ - أنظر : المسلك في أصول الدين ، المحقق الحلّي : النظر الأوّل ، المطلب الثالث ، ص ٥٥.

١٠٣

متّفقين من كلّ جهة.

أو مفترقين من كلّ جهة.

فلمّا رأينا الخلق منتظماً ، والفلك جارياً ، والتدبير واحداً ، والليل والنهار والشمس والقمر ، دلّ صحة الأمر والتدبير وائتلاف الأمر على أنّ المدبّر واحد(١) .

بعبارة أخرى :

لو كان في الوجود إلاهان ، لكان كلّ واحد منهما قادراً لذاته.

فإذا أراد أحدهما تحريك جسم ، وأراد الآخر تسكينه في حالة واحدة ، فلا يخلو الأمر من الأقسام التالية :

الأوّل : يقع مرادهما ، وهو محال ؛ لأنّه جمع بين النقيضين، ويكون الجسم في هذه الحالة متحرّكاً وساكناً في وقت واحد ، وهو محال.

الثاني : لا يقع مرادهما ، ويلزم منه عجزهما ، والإله لا يكون عاجزاً.

الثالث : يقع مراد أحدهما ، فيكون الإله هو القادر ، وأمّا العاجز فليس أهلاً للألوهية(٢) .

* سُئل الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : لم لا يجوز أن يكون صانع العالم أكثر من واحد ؟

قالعليه‌السلام : ( لا يخلو قولك : إنّهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين ، أو يكونا ضعيفين ، أو يكون أحدهما قويّاً والآخر ضعيفاً.

فإن كانا قويين فلم لا يدفع كلّ واحد منهما صاحبه ويتفرّد بالربوبية ؟

وإن زعمت أنّ أحدهما قوي والآخر ضعيف ثبت أنّه واحد - كما نقول - للعجز الظاهر في الثاني )(٣) .

٣ - جاء في وصية الإمام عليعليه‌السلام لولده الإمام الحسنعليه‌السلام :

( لو كان لربّك شريك لأتتك رسله ، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ، ولعرفت أفعاله

____________________

١ - الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ، كتاب التوحيد ، باب حدوث العالم وإثبات المحدث ، ح ٥ ، ص ٨١.

٢ - المصدر السابق ، ص ٥٥ - ٥٦.

٣ - بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج ٣ ، كتاب التوحيد ، باب ٦ ، ح ٢٢ ، ص ٢٣٠.

١٠٤

وصفاته ، ولكنه إله واحد كما وصف نفسه )(١) .

____________________

١ - نهج البلاغة ، الشريف الرضي : قسم الرسائل ، رسالة رقم ٣١ ، ص ٥٤١.

١٠٥

(١٥)

الصفات التنزيهيّة

الضدّ

معاني " الضدّية " بين الشيئين :

المعنى الأوّل : لا يجتمعان في محل وزمان واحد.

مثال ذلك : الحرارة والبرودة ، السواد والبياض.

المعنى الثاني : لكلّ واحد منهما أثر ينافي أثر الآخر.

مثال ذلك : الماء والنار.

المعنى الثالث : لأحدهما قدرة تمنع الآخر.

مثال ذلك : أن يتنازع شخصان في فعل واحد ، وأحدهما أقوى من الآخر(١) .

أدلة تنزيه الله عن وجود ضدّ له(٢) :

بالنسبة إلى المعنى الأوّل :

إنّ الله منزّه عن المكان والزمان ، كما أنّ اجتماعه مع شيء آخر في مكان واحد يستلزم الحلول ، والحلول - كما ثبت سابقاً - محال بالنسبة إلى الله تعالى.

بالنسبة إلى معنى الثاني :

كلّ ما سوى الله مخلوق ، وليس له الاستقلالية في وجوده ؛ لأنّ وجوده قائم بغيره ، فلهذا يستحيل على أي مخلوق أن يترك أثراً منافياً عليه تعالى.

بالنسبة إلى المعنى الثالث :

____________________

١ - انظر : كشف المراد ، العلاّمة الحلّي : المقصد الثالث ، الفصل الثاني ، المسألة (١١) ، ص ٤٠٦ اللوامع الإلهية ، مقداد السيوري : اللامع الثامن ، المرصد الأوّل ، الفصل الثالث ،ص ١٥٦.

إيضاح المراد ، علي رباني كلبايكاني : المسألة (١١) في أنّه تعالى لا ضدّ له ، ص ٨٧.

٢ - انظر : المصدر السابق.

١٠٦

كلّ ما سوى الله ممكن الوجود ، والممكن لا يستطيع أبداً مواجهة الواجب ، ولهذا قال تعالى( وَ هُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ) [ الأنعام : ١٨ ].

١٠٧

(١٦)

الصفات التنزيهيّة

الكيفيات المحسوسة

الكيفيات المحسوسة : من قبيل اللون والطعم والرائحة والحرارة والبرودة والرطوبة و

أدلة تنزيه الله عن الكيفيات المحسوسة :

١ - الكيفيات المحسوسة من خواص الجسم والله تعالى منزّه عن الجسمانية.

٢ - الكيفيات المحسوسة حادثة ، لكن الباري غير حادث ، فيمتنع أن يكون قابلاً للحوادث.

٣ - الكيفيات المحسوسة تستلزم الانفعال ، والله منزّه من الانفعال(١) .

أحاديث لأهل البيتعليهم‌السلام حول تنزيه الله عن الكيفية :

١ - سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الله تعالى : كيف هو ؟

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( وكيف أصف ربّي بالكيف ، والكيف مخلوق الله ، والله لا يوصف بخلقه )(٢) .

٢ - قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حول الله تعالى : ( لا كيف له ولا أين ؛ لأنّه عزّ وجلّ كيّف الكيف ، وأيّن الأين )(٣) .

٣ - قال الإمام عليعليه‌السلام حول الله تعالى : ( المعروف بغير كيفية )(٤) .

____________________

١ - انظر : تلخيص المحصّل ، نصيرالدين الطوسي : الركن الثالث : القسم الثاني ، ص ٢٦٧ - ٢٦٨.

مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي : المنهج الخامس ، البحث الثامن ، ص ٢٠٩.

٢ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٤٤ ، ح ١ ، ص ٣٠٣.

٣ - التوحيد ، الشيخ الصدوق ، باب ٤٤ ، ح ٢ ، ص ٣٠٤.

٤ - المصدر السابق : باب ٢ ، ح ٣٤ ، ص ٧٦.

١٠٨

٤ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام حول الله تعالى : ( ولا يوصف بكيف فكيف أصفه بكيف ، وهو الذي كيّف الكيف حتّى صار كيفاً )(١) .

٥ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( من نظر في الله كيف هو هلك )(٢) .

٦ - قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : ( إذا سألوك عن الكيفية ، فقل كما قال الله عزّ وجلّ :( لَيْسَ کَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) [ الشورى : ١١ ] )(٣)

____________________

١ - المصدر السابق : باب ٨ ، ح ١٤ ، ص ١١١.

٢ - الكافي ، الشيخ الكليني : كتاب التوحيد ، باب النهي عن الكلام في الكيفية ، ح ٥ ، ص ٩٣.

٣ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٤ ، ح ١٤ ، ص ٩٢ - ٩٣.

١٠٩

(١٧)

الصفات التنزيهيّة

اللذة والالم(١)

تعريف اللذة والألم عند المتكلّمين :

اللذة : حالة حاصلة من تغيّر المزاج إلى الاعتدال.

الألم : حالة حاصلة من تغيّر المزاج إلى الفساد.

تعريف اللذة والألم عند الفلاسفة :

اللذة : إدراك الذات ما يلائمها.

الألم : إدراك الذات ما ينافيها.

الألم في الذات الإلهية :

اتّفق الجميع على انتفاء الألم عنه تعالى ، ودليل ذلك :

المتكلّمون : الألم من توابع المزاج ، والمزاج يوجب التغيير والانفعال ، والله تعالى منزّه عن هذه الأمور.

الفلاسفة : الألم إدراك الذات ما ينافيها ، ولا مناف له تعالى ؛ لأنّ ما عداه صادر عنه، فلا يكون منافياً له.

____________________

١ - انظر : قواعد العقائد ، نصيرالدين الطوسي : الباب الثاني ، الصفات السلبية ، ص ٧٠.

قواعد المرام ، ميثم البحراني : القاعدة الرابعة ، الركن الثاني ، البحث الثامن ، ص ٧٥.

كشف المراد ، العلاّمة الحلّي : المقصد الثالث ، الفصل الثاني ، المسألة (١٨) ، ص ٤٠٩.

مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي : المنهج الخامس ، البحث السابع ، ص ٢٠٨ - ٢٠٩.

إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري : مباحث التوحيد ، استحالة قيام اللذة والألم بذاته تعالى ، ص ٢٣٣.

١١٠

اللذة في الذات الإلهية :

وقع الخلاف بين العلماء حول وجود اللذة في الذات الإلهية :

المتكلّمون : إنّ الله تعالى منزّه عن اللذة ؛ لأنّ اللذة من توابع المزاج ، وملازمة للانفعال ، ولا تصح إلاّ في الأجسام ، والله تعالى منزّه عن المزاج والانفعال والجسمانية.

الفلاسفة : اللذة عبارة عن إدراك الذات ما يلائمها ، والله تعالى مدرك لذاته بذاته ، وذاته في غاية الجمال والكمال والبهاء ، فلهذا يكون لله تعالى أعظم البهجة والسرور واللذة بذاته.

تنبيه :

منع العلماء توصيفه تعالى باللذة ؛ لأنّ أوصاف الله توقيفية ، ولا يجوز توصيفه تعالى إلاّ بما وصف به نفسه(١) .

وقال مقداد السيوري في هذا الخصوص : " والذي يقتضيه العقل هو عدم التهجّم على هذه الذات المقدّسة بما لا ضرورة إلى إثباته ولم يرد الإذن فيه "(٢) .

____________________

١ - انظر من المصدر السابق : قواعد المرام : ٧٥ ، كشف المراد : ٤٠٩ ، مناهج اليقين : ٢٠٩ ، إرشاد الطالبين : ٢٣٦.

٢ - اللوامع الإلهية ، مقداد السيوري : اللامع الثامن ، المرصد الأوّل ، الفصل التاسع ، ص ١٦١.

١١١

(١٨)

الصفات التنزيهيّة

المثيل

" المثل " هو الشيء الذي يتوافق مع غيره في الماهية.

مثال ذلك : زيد مثل عمر في الإنسانية.

أدلة استحالة مماثلته تعالى لغيره :

١ - المماثلة تكون في " الماهية " ، والله تعالى ليس له ماهية ، فلا مثل له.

٢ - إذا كان الشيئان متماثلين ، فسيلزم من ذلك :

اشتراكهما في لوازم الذات.

ومن لوازم ذات الله تعالى " القدم ".

ومن لوازم ذات غيره تعالى " الحدوث ".

فإذا قلنا بأنّ ذاته تعالى مماثلة لذات غيره ، فمعنى ذلك : أن يكون " الحدوث " من لوازم ذات الله تعالى الذي هو قديم.

وأن يكون " القدم " من لوازم ذات غير الله الذي هو حادث ،

فيصبح الحادث قديماً ، والقديم حادثاً ، وهذا خلف.

فيثبت استحالة مماثلته تعالى لغيره(١) .

٣ - كلّ ذاتين اشتركا في أمر ذاتي :

فلابد أن يتميّز أحدهما عن الآخر بأمر عرضي.

____________________

١ - انظر : كشف المراد ، العلاّمة الحلّي : المقصد الثالث ، الفصل الثاني ، المسألة (٩) ، ص٤٠٥ ، نهج الحق وكشف الصدق ، العلاّمة الحلّي : المسألة الثالثة ، البحث الثاني ،ص ٥٤.

إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري : مباحث التوحيد ، كونه تعالى لا مثل له ، ص ٢٢٤.

١١٢

فيكون " ما به الامتياز " جزء لكلّ واحد منهما.

فلو شارك الله غيره في شيء من الأشياء ، لكان مركباً ، وبما أنّ الله منزّه عن التركيب ، فلا يصح أن يكون له مماثل(١) .

نفي المثيل عنه تعالى في القرآن الكريم :

قال عزّ وجلّ :( لَيْسَ کَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) [ الشورى : ١١ ]

أي : ليس مثله شيء على وجه من الوجوه(٢) .

نفي المثيل عنه تعالى في الأحاديث الشريفة :

١ - قال الإمام عليعليه‌السلام : ( فلا شبه له من المخلوقين ، وإنّما يُشبّه الشيء بعديله ، فأمّا ما لا عديل له ، فكيف يُشبّه بغير مثاله )(٣) .

٢ - قال الإمام عليعليه‌السلام : ( كلّ ما في الخلق لا يوجد في خالقه )(٤) .

٣ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( كلّ شيء وقع عليه اسم شيء سواه [ تعالى ] فهو مخلوق )(٥) .

٤ - قال الإمام محمّد بن علي الباقرعليه‌السلام : ( ما وقع همّك عليه من شيء فهو خلافه ، لا يشبهه شيء )(٦) .

____________________

١ - مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: المنهج الخامس، البحث العاشر، ص ٢١١.

٢ - فتكون " الكاف " في " كمثله " زائدة.

وقال الشريف المرتضى : " الكاف ليست زائدة ، وإنّما نفى أن يكون لمثله مثل ، فإذا ثبت ذلك عُلم أنّه لا مثل له ؛ لأنّه لو كان له مثل لكان له أمثال ، وكان لمثله مثل نعلم بذلك أنّه لا مثل له أصلاً فأراد الله تعالى أن يبيّن أنّه منزّه عن التشبيه أنّه كشيء أو مثل شيء ".

متشابه القرآن ومختلفه ، محمّد بن علي بن شهر آشوب : سورة الشورى ، ص ١٠٤.

٣ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢ ، ح ١٣ ، ص ٥٢.

٤ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : ح ١ ، ص ٤١.

٥ - المصدر السابق ، ح ١٦، ص ٥٨.

٦ - الكافي ، الشيخ الكليني : كتاب التوحيد ، باب إطلاق القول بأنّه شيء ، ح١ ، ص ٨٢.

١١٣

(١٩)

الصفات التنزيهيّة

المكان

أدلة تنزيه الله عن وجوده في مكان :

١ - يستلزم ذلك احتياج الله إلى المكان ، ولكنّه تعالى هو الغني الذي لا يحتاج إلى شيء(١) .

سئل الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : هل يجوز أن نقول : إنّ الله عزّ وجلّ في مكان ؟

فقالعليه‌السلام : ( سبحان الله وتعالى عن ذلك ، إنّه لو كان في مكان لكان محدَثاً ؛ لأنّ الكائن في مكان محتاج إلى المكان ، والاحتياج من صفات المُحدَث لا من صفات القديم )(٢) .

٢ - إنّ المكان الذي يكون الله فيه لا يخلو من أمرين :

الأوّل : قديم ، فيستلزم ذلك تعدّد القدماء ، وهذا باطل.

الثاني : حادث ، والحادث محدود ، ولكنّه تعالى غير محدود ، والشيء المحدود لا يسعه إحاطة الشيء غير المحدود.

فيثبت بطلان وجوده تعالى في مكان(٣) .

____________________

١ - انظر : النكتب الاعتقادية ، الشيخ المفيد : الفصل الأوّل ، ص ٢٩.

قواعد العقائد : نصيرالدين الطوسي ، الباب الثاني ، الصفات السلبية ، ص ٦٩.

قواعد المرام ، ميثم البحراني : القاعدة الرابعة ، الركن الثاني ، البحث الرابع ، ص ٧١.

الباب الحادي عشر ، العلاّمة الحلّي : الفصل الثالث : الصفات السلبية ، الصفة الثانية ، ص ٥٢.

٢ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٨ ، ح١١ ، ص١٧٤.

٣ - انظر : كنز الفوائد ، أبو الفتح الكراجكي : ج ٢ ، فصل : من الكلام في أنّ الله تعالى لا يجوز أن يكون له مكان ، ص ١٠٤.

إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري : مباحث التوحيد ، استحالة التحيّز للباري تعالى ، ص ٢٢٧.

١١٤

أحاديث لأهل البيتعليهم‌السلام حول تنزيه الله تعالى عن الوجود في مكان :

١ - قال الإمام عليعليه‌السلام : ( إنّ اللّه جلّ وعزّ أيّن الأين فلا أين له، وجلّ عن أن يحويه مكان... )(١) .

٢ - قال الامام عليعليه‌السلام : ( كان الله ولا مكان )(٢) .

٣ - قال الإمام جعفر بن محمّدعليه‌السلام : ( ولا يوصف [ عزّ وجلّ ] بكيف ولا أين ، كيف أصفه بأين وهو الذي أيّن الأين حتّى صار أيناً ، فعرفت الأين بما أيّنه لنا من الأين ...)(٣) .

٤ - سُئل الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : أين كان ربّنا قبل أن يخلق سماءً أو أرضاً ؟ فقالعليه‌السلام : ( أين سؤال عن مكان ، وكان الله ولا مكان )(٤) .

معنى نسبة بعض الأماكن إلى الله تعالى :

١ - ورد في معنى قول إبراهيمعليه‌السلام :( إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ) [ الصافات : ٩٩]

ومعنى قول موسىعليه‌السلام :( وَ عَجِلْتُ إِلَيْکَ رَبِّ لِتَرْضَى ) [ طه : ٨٤ ]

وقوله عزّ وجلّ:( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ) [ الذاريات : ٥١ ]

وغيرها من الآيات القرآنية التي تدل بظاهرها على وجود مكان لله تعالى(٥) .

قال الإمام علي بن الحسين زين العابدينعليه‌السلام ( إنّ الكعبة بيت الله فمن حجّ بيت

____________________

١ - بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي ، ج ٥٧ ، باب ١ ، ح ٦٣ ، ص ٨٣.

٢ - الإرشاد ، الشيخ المفيد : ج ١ ، باب الخبر عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام فصل : في ذكر مختصر من قضائهعليه‌السلام في إمارة أبي بكر، ص ٢٠١.

٣ - الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ، كتاب التوحيد ، باب النهي عن الصفة ، ح ١٢ ، ص ١٠٣ - ١٠٤ التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٨ ، ح ١٤، ص ١١١ - ١١٢.

٤ - الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ، كتاب التوحيد ، باب الكون والمكان ، ح ٥ ، ص ٨٩ - ٩٠.

التوحيد، الشيخ الصدوق : باب ٢٨ ، ح ٤ ، ص ١٧٠.

٥ - من قبيل قوله تعالى في قصّة عيسى ( بل رفعه الله إليه ) [ النساء : ١٥٨] راجع : بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج ٣ ، كتاب التوحيد ، باب ١٤ ، ح ١٧ ، ص ٣٢١.

١١٥

الله فقد قصد إلى الله ،

والمساجد بيوت الله ، فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله وقصد إليه ، والمصلّي مادام في صلاته فهو واقف بين يدي الله جلّ جلاله

وإنّ لله تبارك وتعالى بقاعاً في سماواته ، فمن عُرج به إليها ، فقد عرج به إليه ، ألا تسمع الله عزّ وجلّ يقول :( تَعْرُجُ الْمَلاَئِکَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ ) [ المعارج : ٤ ] ويقول عزّ وجلّ :( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْکَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) [ فاطر : ١٠ ](١)

٢ - سئل الإمام موسى بن جعفر الكاظمعليه‌السلام :

لأيّ علّة عرج الله بنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السماء ، ومنها إلى سِدرَة المنتهى ، ومنها إلى حجب النور ، وخاطبه وناجاه هناك ، والله لا يوصف بمكان ؟

فقالعليه‌السلام : ( إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ، ولا يجري عليه زمان ، ولكنّه عزّ وجلّ أراد أن يشرّف به ملائكته وسكّان سماواته ويكرمهم بمشاهدته ، ويريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه ، وليس ذلك على ما يقول المشبّهون ، سبحان الله وتعالى عما يشركون )(٢) .

معنى وجود الله في كلّ مكان :

١ - قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( هو في كلّ مكان ، وليس هو في شيء من المكان بمحدود...)(٣) .

٢ - قال الإمام عليعليه‌السلام : ( هو في كلّ مكان بغير مماسة ولا مجاورة ، يحيط علماً بما فيها ، ولا يخلو شيء منها من تدبيره )(٤) .

٣ - قال الإمام عليعليه‌السلام :

( لم يحلُل في الأشياء فيقال هو فيها كائن ،

____________________

١ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٨ ، ح ٨ ، ص ١٧٢ - ١٧٣.

٢ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٨ ، ح ٥ ، ص ١٧٠.

٣ - المصدر السابق : باب ٤٤ ، ح ١ ، ص ٣٠٣.

٤ - الإرشاد ، الشيخ المفيد : ج ١ ، باب : الخبر عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، فصل : في ذكر مختصر من قضائهعليه‌السلام في إمارة أبي بكر ، ص ٢٠١.

١١٦

ولم ينأ عنها فيقال هو عنها بائن

ولم يخل منها فيقال أينَ.

ولم يقرب منها بالالتزاق.

ولم يبعد عنها بالافتراق.

بل هو في الأشياء بلا كيفية )(١) .

٤ - سئل الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : فهو [ عزّ وجلّ ] في كلّ مكان ؟

أليس إذا كان في السماء كيف يكون في الأرض ؟ !

وإذا كان في الأرض كيف يكون في السماء ؟ !

فقالعليه‌السلام : ( إنّما وصفت المخلوق الذي إذا انتقل عن مكان ، واشتغل به مكان ، وخلا منه مكان ، فلا يدري في المكان الذي صار إليه ما حدث في المكان الذي كان فيه ،

فأمّا الله العظيم الشأن المَلِك الديّان فلا يخلو منه مكان ، ولا يشتغل به مكان ، ولا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان )(٢) .

٥ - عن محمّد بن نعمان قال : سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ :( وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَ فِي الْأَرْضِ ) [ الأنعام : ٣ ]

قالعليه‌السلام : ( كذلك هو في كلّ مكان ).

قلت : بذاته.

قالعليه‌السلام : ( ويحك ! إنّ الأماكن أقدار ، فإذا قلت : في مكان بذاته ، لزمك أن تقول : في أقدار وغير ذلك ، ولكن هو بائن من خلقه ، محيط بما خلق علماً وقدرة وإحاطة وسلطاناً وملكاً لا يبعد منه شيء ، والأشياء له سواء علماً وقدرة وسلطاناً وملكاً

____________________

١ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢ ، ح ٣٤ ، ص ٧٧.

٢ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٣٦ ، ح ٣ ، ص ٢٤٨.

١١٧

وإحاطة )(١) .

____________________

١ - المصدر السابق : باب ٩ ، ح ١٥ ، ص ١٢٨ - ١٢٩.

١١٨

١١٩

الفصل الخامس :رؤية اللّه تعالى بالبصر

معنى الرؤية البصرية

عقيدة الشيعة وأهل السنة

أدلة نفي رؤية الله بالبصر

مناقشة أدلة القائلين بإمكانية رؤية الله بالبصر

١٢٠