التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)0%

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 473

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: علاء الحسون
تصنيف: الصفحات: 473
المشاهدات: 192098
تحميل: 7478

توضيحات:

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 473 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 192098 / تحميل: 7478
الحجم الحجم الحجم
التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الملائكة ، بل يفيد إفرادها تعظيم شأنهما فحسب(١) .

أضف إلى ذلك :

لو سلّمنا بأنّ " الأمر " يعني كلام الله ، فقوله تعالى :( وَ کَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ) [ الأحزاب : ٣٧ ] دالّ على حدوث كلام الله; لأنّ المفعول من صفات المُحدث(٢) .

الدليل الثالث للأشاعرة على قدم كلام الله :

قال تعالى :( قُلْ لَوْ کَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِکَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ کَلِمَاتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً ) [ الكهف : ١٠٩ ]

فلمّا لم يجز أن تنفد كلمات الله صح أنّه لم يزل متكلّماً(٣) .

يرد عليه :

بيان نفاد البحر قبل نفاد كلمات الله لا يعني أزلية هذه الكلمات ، بل غاية ما تدلّ هذه الآية : أنّ سعة كلمات الله أعظم من سعة البحر لو كان مداداً لكتابة هذه الكلمات.

والآية في الواقع بصدد بيان عظمة مقدورات وحكمة وعجائب الله تعالى(٤) .

الدليل الرابع للأشاعرة على قدم كلام الله :

قال تعالى :( إِنْ هٰذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ ) [ المدثر : ٢٥ ]

قال أبو الحسن الأشعري : " فمن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد جعله قولاً للبشر ، وهذا ما أنكره الله على المشركين "(٥) .

____________________

١ - انظر : غنية النزوع ، ابن زهرة الحلبي : ج ٢ ، الفصل الخامس ، الكلام في صفة التكلّم ، ص ٦٣ - ٦٤.

٢ - التبيان في تفسير القرآن ، الشيخ الطوسي : ج ٨ ، تفسير آية ٣٧ من سورة الأحزاب ، ص ٣٤٥.

٣ - انظر : الإبانة عن أصول الديانة ، أبو الحسن الأشعري : باب الكلام في أنّ القرآن كلام الله غير مخلوق ، ص ٣٢.

٤ - انظر : مجمع البيان ، الشيخ الطبرسي : ج ٦ ، تفسير آية ١٠٤ من سورة الكهف ، ص ٧٧٠.

٥ - الإبانة عن أصول الديانة ، أبو الحسن الاشعري : باب الكلام في أنّ القرآن كلام الله غير مخلوق ، ص ٣٢.

٣٤١

يرد عليه :

١ - ما أنكره الله على المشركين أنّهم قالوا بأنّ هذا القرآن ليس من عند الله ، بل هو مما جاء به النبي محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله من نفسه ، فجاءت هذه الآية على مقولتهم هذه.

٢ - ورد في الإشكال بأنّ من يعتقد بأنّ القرآن مخلوق - أي : مُحدث - فقد جعله قولاً للبشر ، ولكن الذي يعتقد بأنّ القرآن مخلوق ، فإنّه لا يجعله قولاً مخلوقاً للبشر ، بل يجعله قولاً مخلوقاً لله تعالى.

تنبيه :

يصح اعتبار صفة "التكلّم" لله صفة قديمة بمعنيين :

١ - قدرته تعالى على إيجاد الأصوات والحروف لمخاطبة الآخرين.

٢ - علمه تعالى بما سيوجد من الأصوات والحروف لمخاطبة الآخرين.

وأمّا إذا اعتبرنا " التكلّم " بمعنى خلقه تعالى للأصوات والحروف ، فستكون هذه الصفة لله حادثة ، وتكون من صفات الله الفعلية كالخالقية والرازقية.

٣٤٢

المبحث السادس :صدق كلام الله تعالى

الكلام المتّصف بالصدق هو الكلام المطابق للواقع.

وضدّه الكلام المتّصف بالكذب وهو الكلام المخالف للواقع(١) .

دليل وصفه تعالى بالصدق :

الكذب قبيح ، والله تعالى منزّه عن ذلك.

ومن أسباب قبح الكذب أنّه يؤدّي إلى رفع الوثوق بإخبار الله وعدم الصدق بوعده ووعيده ، فينتفي بذلك فائدة التكليف ، ويترتّب على ذلك الكثير من المفاسد(٢) .

الآيات القرآنية المشيرة إلى صدق كلام الله :

١ -( وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً ) [ النساء : ٨٧ ]

٢ -( وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً ) [ النساء : ١٢٢ ]

٣ -( وَ أَتَيْنَاکَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّا لَصَادِقُونَ‌ ) [ الحجر : ٦٤ ]

____________________

١ - انظر : المعجم الوسيط ، مادة ( صدق ) و ( كذب ).

٢ - انظر : مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي : المنهج الرابع ، البحث الثاني عشر ، ص ١٩٤.

إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري : مباحث التوحيد ، كون خبره تعالى كلّه صدق ، ص ٢٢١.

٣٤٣

٣٤٤

الفصل الخامس عشر :صفات اللّه الخبرية

التعريف بالصفات الخبرية

أهم الأقوال حول تفسير صفات الله الخبرية

المشبّهة

الأشاعرة

المعطّلة

المؤوّلة

الإمامية

بيان المعاني المقصودة من الصفات الخبرية

٣٤٥

٣٤٦

المبحث الأوّل :التعريف بصفات الله الخبرية

صفات الله الخبرية ، هي الصفات التي لم يتمّ إثباتها إلاّ عن طريق إخبار الكتاب والسنّة ، وهي التي يؤدّي الأخذ بظاهرها العرفي إلى التجسيم والتشبيه.

نماذج من صفات الله الخبرية :

١ - الوجه :( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) [ البقرة : ١١٥ ]

٢ - العين :( وَ اصْنَعِ الْفُلْکَ بِأَعْيُنِنَا وَ وَحْيِنَا ) [ هود : ٣٧ ]

٣ - اليد :( يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) [ الفتح : ١٠ ]

٤ - اليمين :( وَ السَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ) [ الزمر : ٦٧ ]

٥ - القبضة :( وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) [ الزمر : ٦٧ ]

٦ - الساق :( يَوْمَ يُکْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) [ القلم : ٤٢ ]

٧ - الجنب :( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ) [ الزمر :٥٦ ]

٨ - النفس :( تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَ لاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِکَ ) [ المائدة : ١١٦ ]

٩ - الروح :( وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) [ الحجر : ٢٩ ]

١٠ - المجيء :( وَ جَاءَ رَبُّکَ ) [ الفجر : ٢٢ ]

١١ - العرش :( الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‌ ) [ طه : ٥ ]

١٢ - الكرسي :( وَسِعَ کُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ ) [ البقرة : ٢٥٥ ]

١٣ - اللقاء :( أَنَّهُمْ مُلاَقُو رَبِّهِمْ ) [ البقرة : ٤٦ ]

٣٤٧

١٤ - القرب :( فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ ) [ البقرة : ١٨٦ ]

١٥ - الرضا والغضب :( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ) [ المائدة : ١١٩ ] ،( غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ) [الفتح : ٦ ]

١٦ - السخرية والاستهزاء والمكر والخداع :( سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ) [ التوبة : ٧٩ ] ،( اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ) [ البقرة : ١٥ ] ،( وَ مَکَرُوا وَ مَکَرَ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْمَاکِرِينَ ) [ آل عمران : ٥٤ ] ،( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خَادِعُهُمْ ) [ النساء : ١٤٢ ]

١٧ - النسيان :( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ) [ التوبة : ٦٧ ]

١٨ - النور :( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ) [ النور : ٣٥ ]

٣٤٨

المبحث الثاني :أهم الاقوال حول تفسير صفات الله الخبرية

١ - قول المشبّهة

الأخذ بظواهر هذه الصفات وإثباتها مع التشبيه :

( أي : إثبات هذه الصفات لله مع تشبيهها بصفات الإنسان ).

٢ - قول الأشاعرة

الأخذ بظواهر هذه الصفات وإثباتها لله بعد سلب كيفيتها.

( أي : إثبات هذه الصفات لله بعد انتزاع كيفيتها من مفهومها ).

٣ - قول المعطّلة

تعطيل العقل في مجال فهم معنى هذه الصفات ، وتفويض معناها إلى الله تعالى.

( أي : إنّ الإنسان غير مكلّف بفهم معاني هذه الصفات بل تكليفه هو الإيمان بلفظها فحسب ).

٤ - قول المؤوّلة

عدم الأخذ بظواهر هذه الصفات وإثباتها مع التأويل.

( أي : إثباتها وتأويل معناها إلى المعنى المنسجم مع تنزيه الله ).

٥ - قول الإمامية

عدم الأخذ بظواهر هذه الصفات وإثباتها على نحو المجاز من غير تأويل.

( أي : حمل هذه الصفات على معانيها اللغوية من باب الكناية عن مفاهيم عالية لا من باب التأويل ).

٣٤٩

القول الأوّل ( قول المشبّهة ) : تشبيه صفات الله بصفات الإنسان

يذهب أصحاب هذا القول إلى الأخذ بظواهر الصفات الخبرية ، وإثباتها لله مع تشبيهها بصفات الإنسان.

ومن هذا المنطلق جوّز هؤلاء الانتقال والنزول والصعود والاستقرار المادي والملامسة والمصافحة لله ؛ لأنّهم يتمسّكون بظواهر هذه الصفات ويفهمون منها ما يفهم عند إطلاقها على الأجسام(١) .

موقف أهل البيتعليهم‌السلام من المشبّهة :

١ - قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( ما عَرَف الله من شبّهه بخلقه )(٢) .

٢ - قال الإمام عليعليه‌السلام : ( اتّقوا أن تمثّلوا بالربّ الذي لا مثل له أو تشبّهوه من خلقه ، أو تلقوا عليه الأوهام ، أو تعملوا فيه الفكر ، وتضربوا له الأمثال ، أو تنعتوه بنعوت المخلوقين ...)(٣) .

٣ - كان الإمام زين العابدينعليه‌السلام ذات يوم في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ سمع قوماً يُشبِّهون الله تعالى بخلقه ، ففزع لذلك وارتاعَ له ، ونهض حتّى أتى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فوقف عنده ورفع صوته يناجي ربّه ، فقال في مناجاته : ( إلهي بدت قدرتُك ولم تبدُ هيئةٌ فجهلوك وقدّروك بالتقدير على غير ما به أنت ، شبّهوك وأنا بريء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك ...)(٤) .

٤ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( تعالى عمّا يصفه الواصفون المشبّهون الله بخلقه المفترون على الله )(٥) .

٥ - قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : ( إنّه من يصف ربّه بالقياس لا يزال الدهر في الالتباس ، مائلاً عن المنهاج ، ظاعناً في الاعوجاج ، ضالاًّ عن السبيل ،

____________________

١ - انظر : الملل والنحل ، الشهرستاني : ج ١ ، الباب الأوّل ، الفصل الثالث ، المشبّهة ، ص ٩٢ و ١٠٥ و ١٠٦.

٢ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : الباب الثاني : باب التوحيد ونفي التشبيه ، ح ١٠ ، ص ٤٨.

٣ - بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج ٣ ، باب ١٣ ، ح ٢٥ ، ص ٢٩٨.

٤ - الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ، الشيخ المفيد : ج ٢ ، باب ذكر طرف من الأخبار لعلي بن الحسينعليهما‌السلام ص ١٥٣.

٥ - الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ، كتاب التوحيد ، باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى ، ح ١، ص ١٠٠.

٣٥٠

قائلاً غير جميل ، أعرفه بما عرّف به نفسه من غير رؤية ، وأصفه بما وصف به نفسه من غير صورة ، لا يدرك بالحواس ، ولا يقاس بالناس معروف بغير تشبيه )(١) .

٦ - قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام :

( إنّ للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب :

١ - مذهب إثبات بتشبيه.

٢ - ومذهب النفي.

٣ - ومذهب إثبات بلا تشبيه.

فمذهب الإثبات بتشبيه لا يجوز.

ومذهب النفي لا يجوز.

والطريق في المذهب إثبات بلا تشبيه )(٢) .

القول الثاني ( قول الأشاعرة ) : الأخذ بالظاهر وإثباتها بعد سلب كيفيتها

يذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الصفات الخبرية ثابتة لله بالمعنى المتبادر منها عرفاً ، وأنّ لله وجه وعين ويد و ولكن كيفية هذه الصفات مغايرة لكيفية صفاتنا.

فله تعالى وجه ، ولكنّه ليس كوجوهنا ،

وله تعالى عين ، ولكنّها ليست كأعيننا.

وله تعالى يد ، ولكنّها ليست كأيدينا ،

وله تعالى نزول ، ولكنّه ليس كنزولنا.

قال أبو الحسن الأشعري : " إنّ له سبحانه وجهاً بلا كيف وأنّ له سبحانه يدين بلا كيف وأنّ له سبحانه عينين بلا كيف "(٣) .

____________________

١ - بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج ٣ ، ب ١٣ ، ح ٢٣ ، ص ٢٩٧.

٢ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٦ ، ح ١٠ ، ص ٩٨.

٣ - الإبانة عن أصول الديانة ، أبو الحسن الأشعري : الباب الأوّل ، الفصل الثاني ، ص٣٦.

٣٥١

يرد عليه :

إنّ " الوجه " و " العين " و " اليد " وغيرها من الصفات الخبرية ، عبارة عن ألفاظ وضعت لأشياء لها كيفية خاصّة ،

ولا يصح استعمال هذه الألفاظ في موارد وإثبات معانيها بلا كيفية.

لأنّ " الكيفية " هي المقوّمة والمثبتة للمعنى ، فإذا حُذفت الكيفية فستكون الألفاظ من ناحية المعنى مبهمة ومجهولة ، وما هو مبهم ومجهول غير صالح للدلالة على شيء أو حقيقة.

توضيح ذلك :

إنّ القول بأنّ لله تعالى يداً حقيقية ولكنّها بلا كيف ، كلام متناقض ؛ لأنّ اليد الحقيقية لها كيفية معلومة ، وحذف الكيفية حذف لحقيقتها ، فيكون لفظ " اليد " بعد حذف الكيفية لفظاً غير مفهوم وغير معقول ، فلا يمكن جعل هذا اللفظ وسيلة للإشارة إلى حقيقة معيّنة ؛ لأنّ اللفظ المبهم لا يصلح لذلك(١) .

تنبيه :

إن انتزاع " الكيفية " من اللفظ يجعل اللفظ غير مفهوم وغير معقول ، ولا يصح هذا الانتزاع في جميع الأحوال حتّى في الكناية والاستعارة ، ففي هذه الحالات أيضاً يُستعمل اللفظ مع كيفيته ، ولكن يكون استعماله في غير ما وضع له ، ويكون إطلاقه مع كيفيته على نحو المجاز.

القول الثالث ( قول المعطّلة ) : تعطيل العقل في فهم الصفات

يذهب أصحاب هذا القول إلى لزوم تعطيل العقل في مجال إمعان النظر في صفات الله الخبرية ، ويقولون بأنّ معنى هذه الصفات غير معلوم لنا ، ونحن غير مكلّفين بفهم معناها ، وليس علينا سوى الإيمان بألفاظها فقط وتفويض أمر معناها

____________________

١ - انظر : شرح جمل العلم والعمل ، الشريف المرتضى : باب ما يجب اعتقاده في أبواب التوحيد ، في أنّه تعالى ليس بجسم ، ص ٧٤.

المسلك في أصول الدين ، المحقّق الحلّي : النظر الأوّل ، المطلب الثالث ، ص ٥٧ - ٥٨.

٣٥٢

إلى الله تعالى(١) .

دليل ذلك :

الآيات الصفات الخبرية من المتشابهة ، وقد نهى الله عن تأويلها ، وأمر العباد بالإيمان بها فقط ، فقال تعالى :

( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْکَ الْکِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْکَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْکِتَابِ وَ أُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ) [ آل عمران : ٧ ]

ومن هذا المنطلق يجب الاجتناب عن التعرّض لفهم معنى هذه الصفات ، وتفويض أمر معناها إلى الله تعالى.

يرد عليه :

صفات الله الخبرية ليست من الآيات المتشابهة ؛ لأنّ الإنسان يستطيع أن يصل إلى معانيها عن طريق فهمه للمجاز والكناية والاستعارة في اللغة العربية ، ولا يخفى بأنّ معرفة ظواهر الكتاب عن طريق معرفة ضوابط اللغة العربية ومعرفة كيفية التعامل مع المجازات والاستعارات والكنايات ، يعدّ نوعاً من أنواع البحث الذي من شأنه إيصال الباحث إلى العلم القطعي.

القول الرابع ( قول المؤوّلة ) : تأويل الصفات بصورة تنسجم مع تنزيه الله

يذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الالتزام بظاهر صفات الله الخبرية ، يؤدّي إلى التجسيم والتشبيه ، فلا سبيل سوى صرف ظاهر هذه الصفات إلى خلاف الظاهر ، وتأويل هذه الصفات إلى معان تنسجم مع تنزيه الله تعالى(٢) .

____________________

١ - انظر : الملل والنحل ، الشهرستاني : ج ١ ، الباب الأوّل ، الفصل الثالث ، ص ٩٢ و ١٠٤.

٢ - انظر : ارشاد الطالبين ، عبدالله السيوري : مباحث التوحيد ، ردّ أدلة الكرامية والمشبّهة ، ص ٢٣٠.

٣٥٣

تنبيه :

التمسّك بالتأويل لا يكون إلاّ في حالات الاضطرار ، ولا يوجد هذا الاضطرار في فهم معنى الصفات الخبرية فيما لو كان لهذه الصفات في اللغة العربية - إضافة إلى المعاني الحسيّة - معان أخرى تنسب إليها من غير تأويل ، وسنوضّح هذا الأمر في القول اللاحق.

القول الخامس ( قول الإمامية ) الأخذ بالمعاني المجازية

يذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الصفات الخبريّة كما لها معان ظاهرية وحسيّة لا يمكن نسبتها إلى الله تعالى ، فإنّ لها أيضاً معان أخرى مجازية يعرفها العربي من غير تأويل ولا محاولة تفسير.

والكلمات المتضمّنة للمعاني المجازية بلا تأويل كثيرة ومتعارفة جدّاً في اللغة العربية.

مثال ذلك :

إنّ كلمة " اليد " كما تطلق على اليد الحسيّة التي يحمل بها الإنسان الأشياء ، فإنّها تطلق أيضاً على معنى " القدرة والسيطرة ".

ويمكن عند ذكر كلمة " اليد " فهم المعنى المقصود من خلال ملاحظة القرائن الموجودة ، فإذا قيل : حمل الأمير الحقيبة بيده ، فالمقصود واضح بأنّه حملها بيده الحسيّة ، وإذا قيل: البلد في يد الأمير ، فالمقصود أنّ البلد تحت سيطرة الأمير وقدرته ، وليس هذا المعنى الثاني على نحو التأويل والتفسير على خلاف ظاهرها ، بل هذا المعنى ثابت لها بالوضع في اللغة العربية.

مثال آخر :

كلمة " الأسد " كما تطلق على " الحيوان المفترس " فإنّها تطلق أيضاً على " الإنسان الشجاع " ، والسبيل للتمييز بين هذين المعنيين هو لحاظ القرائن ، فإذا قال أحد الأشخاص : رأيت أسداً في حديقة الحيوانات ، فإنّه يتبادر إلى الذهن " الحيوان المفترس " ولكنّه إذا قال : رأيت أسداً يرمي ، فإنّ المتبادر من كلمة الأسد مع لحاظ قرينة يرمي هو " الإنسان الشجاع ".

٣٥٤

تنبيه :

الملاحظة المهمّة التي ينبغي الالتفات إليها في المثال السابق هي أنّ ثبوت معنى " الإنسان الشجاع " للفظ " الأسد " ثبوت " مجازي " متعارف في اللغة العربية ، وليس هو من قبيل " التأويل " أو " التفسير على خلاف ظاهر الكلمة ".

٣٥٥

المبحث الثالث :بيان المعاني المقصودة من الصفات الخبرية

١ - الوجه

أوّلاً: " الوجه " إشارة إلى ذات الشيء(١) .

قال تعالى :( کُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَ يَبْقَى وَجْهُ رَبِّکَ ذُو الْجَلاَلِ وَ الْإِکْرَامِ ) [ الرحمن : ٢٦ - ٢٧ ]

أي : تبقى ذات الله وحقيقته ، وكلّ شيء ما سوى الله فان.

ثانياً : " وجه الله " إشارة إلى ما يتوجّه به إلى الله تعالى(٢) .

قال تعالى :( کُلُّ شَيْ‌ءٍ هَالِکٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) [ القصص : ٨٨ ]

أي : كلّ شيء من أعمال العباد هالك وباطل إلاّ ما أريد به الله تعالى ، فإنّ ذلك يبقى ثوابه(٣) .

قال الإمام محمّد بن علي الباقرعليه‌السلام حول هذه الآية : ( كلّ شيء هالك إلاّ دينه والوجه الذي يؤتى منه )(٤) .

وقال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام حول هذه الآية : ( كلّ شيء هالك إلاّ من أخذ طريق الحق)(٥) .

____________________

١ - انظر : أمالي المرتضى : ١ / ٥٩١.

المنقذ من التقليد ، سديدالدين الحمصي : ج ١ ، القول في نفي التشبيه عنه تعالى ، ص ١٠٨.

المسلك في أصول الدين ، المحقّق الحلّي : النظر الأوّل ، المطلب الثالث ، ص ٦١.

٢ - انظر : الاعتقادات في دين الإمامية ، الشيخ الصدوق : باب ١ ، ص ٥.

أمالي المرتضى : ١ / ٥٩١.

٣ - انظر : أمالي المرتضى : ١ / ٥٩٢.

مجمع البيان ، الشيخ الطبرسي : ج ٧ ، تفسير آية ٨٨ من سورة القصص ، ص ٤٢١.

٤ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ١٢ ، ح ١ ، ص ١٤٤.

٥ - المصدر السابق ، ح ٢ ، ص ١٤٤.

٣٥٦

قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام حول هذه الآية : ( وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم ، هم الذين بهم يتوجّه إلى الله وإلى دينه ومعرفته )(١) .

تنزيه الله تعالى عن الصورة :

إنّ الله تعالى منزّه عن الصورة.

وأمّا في الحديث المروي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إنّ الله خلق آدم على صورته ) ، فقد بيّن أئمة أهل البيتعليهم‌السلام حقيقة هذا الحديث من زاويتين مختلفتين :

١ - قال أحد الأشخاص للإمام الرضاعليه‌السلام : " يابن رسول الله ، إنّ الناس يروون أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إنّ الله خلق آدم على صورته.

فقالعليه‌السلام : ( قاتلهم الله ، لقد حذفوا أوّل الحديث ، إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مرّ برجلين يتسابان ، فسمع أحدهما يقول لصاحبه : قبّح الله وجهك ووجه من يشبهك ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عبدالله ، لا تقل هذا لأخيك ، فإنّ الله عزّ وجلّ خلق آدم على صورته )(٢) .

٢ - سُئل الإمام محمّد بن علي الباقرعليه‌السلام حول حديث : ( إنّ الله عزّ وجلّ خلق آدم على صورته ) ،

فقالعليه‌السلام : ( هي صورة محدثة مخلوقة اصطفاها الله واختارها على ساير الصور المختلفة ، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه والروح إلى نفسه ، فقال :( بَيْتِيَ ) [ البقرة : ١٢٥ ] وقال :( وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) [ الحجر : ٢٩ ](٣) .

تتمة :

١ - سأل نصراني الإمام عليعليه‌السلام : أخبرني عن وجه الربّ تبارك وتعالى ؟ فدعا عليعليه‌السلام بنار وحَطَب فأضرمه ، فلمّا اشتعلت ، قال عليعليه‌السلام : ( أين وجه هذه النار ؟ )

قال النصراني : هي وجه من جميع حدودها.

____________________

١ - المصدر السابق : باب ٨ : باب ما جاء في الرؤية ، ح ٢١ ، ص ١١٤.

٢ - المصدر السابق : باب ١٢، ح ١١ ، ص ١٤٧ - ١٤٨.

٣ - المصدر السابق ، باب٦ ، ح١٨ ، ص١٠٠.

٣٥٧

قال عليعليه‌السلام : ( هذه النار مدبّرة مصنوعة لا يعرف وجهها ، وخالقها لا يشبهها ، ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله )(١) .

٢ - إنّ " وجه الله " في قوله تعالى :( نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ) [ الإنسان : ٩ ] يعني موجّهاً إلى الله تعالى بإخلاص ومن دون رياء أو شائبة(٢) .

٢ - العين :

العين كناية عن الرعاية والحفظ والإشراف والحماية.

قال تعالى :( وَ اصْنَعِ الْفُلْکَ بِأَعْيُنِنَا ) [ هود : ٣٧ ]

أي : واصنع الفلك في ظلّ إشرافنا ورعايتنا وحمايتنا(٣) .

وقال تعالى ،( وَ اصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ فَإِنَّکَ بِأَعْيُنِنَا ) [ طور : ٤٨ ]

أي : واصبر لحكم ربّك فإنّك في ظلّ عنايتنا وحفظنا ورعايتنا(٤) .

٣ - اليد :

المعنى الأوّل : اليد تعني " القوّة " و " القدرة "

قال الإمام محمّد بن علي الباقرعليه‌السلام : ( اليد في كلام العرب القوّة والنعمة ، قال [ تعالى ] :( وَاذْکُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ ) [ ص : ١٧ ] [ أي : ذا القوّة ] ، وقال [ تعالى ] :( وَ السَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ) [ الذاريات : ٤٧ ] أي : بقوّة )(٥) .

قال تعالى :( يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) [ الفتح : ١٠ ]

أي : قوّة الله وقدرته أعلى وأقوى من قوّتهم وقدرتهم(٦) .

قال تعالى :( يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) [ ص : ٧٥ ]

____________________

١ - المصدر السابق : باب ٢٨ ، ح ١٦ ، ص ١٧٧.

٢ - انظر : مجمع البيان ، الشيخ الطبرسي : ج ١٠ ، تفسير آية ٩ من سورة الإنسان ، ص ٦١٧.

٣ - انظر : اللوامع الإلهية ، مقداد السيوري : اللامع الثامن ، المرصد الأوّل ، ص ١٧٣.

٤ - انظر : المنقد من التقليد ، سديدالدين الحمصي : ج ١ ، القول في نفي الشبيه عنه تعالى ، ص ١٠٧.

٥ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ١٣ ، ح ١ ، ص ١٤٨.

٦ - انظر : اللوامع الإلهية ، مقداد السيوري : اللامع الثامن ، المرصد الأوّل ، ص ١٧٣.

٣٥٨

أي: لما خلقت بقوّتي وقدرتي(١) .

المعنى الثاني: اليد تعني النعمة(٢)

" غل اليد " يعني البخل والتقتير.

و" بسط اليد " يعني البذل والجود.

قال تعالى :( وَ قَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ کَيْفَ يَشَاءُ ) [المائدة : ٦٤ ]

أي : قالت اليهود بأنّ الله تعالى بخيل ويقتّر الأرزاق على العباد.

فردّ الله تعالى عليهم: بل يداه(٣) مبسوطتان ، أي : إنّه تعالى في غاية الجود والبذل والسخاء.

تنبيه :

إنّ أخذ عبارة " غل اليد " بمعنى البخل ، و " بسط اليد " بمعنى البذل في هذه الآية يشبه قوله تعالى :( وَ لاَ تَجْعَلْ يَدَکَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِکَ وَ لاَ تَبْسُطْهَا کُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ

____________________

١ - انظر : أمالي المرتضى : ج ١ ، مجلس آخر ، تأويل آية ، ص ٥٦٥ - ٥٦٦.

وقيل : " اليد " في هذه الآية كناية عن النفس ، أي : ما منعك أن تسجد لما خلقت أنا وهذا نظير قوله تعالى :( فَبِمَا کَسَبَتْ أَيْدِيکُمْ ) [الشورى : ٣٠] أي : بما كسبتموه أنتم ؛ لأنّه ليس كلّ ما اكتسبوه من ذنوب كان بأيديهم.

انظر : أمالي المرتضى : ج ١ ، مجلس آخر ، تأويل آية ، ص ٥٦٥.

المنقذ من التقليد ، سديدالدين الحمصي : ج ١ ، القول في نفي الشبيه عنه تعالى ، ص ١٠٧.

وقيل : " خلقت بيدي " تعني : تولّيت خلقه ( أي : خلق آدمعليه‌السلام ) بنفسي من غير واسطة.

انظر : مجمع البيان ، الشيخ الطبرسي : ج ٨ ، تفسير آية ٧٥ من سورة (ص) ، ص ٧٥٧.

٢ - قيل : أطلقت كلمة " اليد " على " النعمة " ؛ لأنّ اليد آلة إعطاء النعمة.

انظر : اللوامع الإلهية ، مقداد السيوري : اللامع الثامن ، المرصد الأوّل ، ص ١٧٣.

٣ - وردت لفظة اليد على نحو التثنية ، وسبب ذلك :

١ - مبالغة في الجود والإنعام ؛ لأنّ ذلك أبلغ من أن يقول : بل يده مبسوطة.

٢ - المراد هي النعم الدنيوية والنعم الأخروية أو النعم الظاهرية والنعم الباطنية ، وإذا ذهبنا إلى أنّ معنى اليد في هذه الآية هو " القوّة " فيكون المراد من تثينة لفظ اليد هو الإشارة إلى أنّ قوّة الله تعالى مبسوطة في إثابة العباد وعقابهم بخلاف قول اليهود الذين قالوا بأنّ يد الله مقبوضة عن عذابنا.

انظر : مجمع البيان ، الشيخ الطبرسي : ج ٣ ، تفسير آية ٦٤ من سورة المائدة ، ص ٣٤٠.

٣٥٩

مَلُوماً مَحْسُوراً ) [ الإسراء : ٢٩ ]

٤ - اليمين :

اليمين تعني القدرة والقوّة

قال تعالى :( وَ السَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ) [ الزمر : ٦٧ ]

أي : السماوات مطويّات بقدرته وقوّته.

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام حول هذه الآية : ( اليمين : اليد ، واليد : القدرة والقوّة ، يقول عزّ وجلّ : والسماوات مطويّات بقدرته وقوّته )(١) .

٥ - القبضة :

القبضة تعني الملك.

قال تعالى :( وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) [ الزمر : ٦٧ ]

أي : الأرض جميعاً ملكه يوم القيامة.

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام حول هذه الآية : ( يعني [ الأرض جميعاً ] ملكه لا يملكها معه أحد )(٢) .

٦ - الساق :

المعنى الأوّل : الساق كناية عن شدّة الأمر(٣) .

قال تعالى :( يَوْمَ يُکْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) [ القلم : ٤٢ ]

أي : يوم القيامة يوم الشدّة والأهوال.

قال الشيخ المفيد حول هذه الآية : " يريد به يوم القيامة يكشف فيه عن أمر شديد صعب عظيم وهو الحساب والموافقة على الأعمال ، والجزاء على الأفعال ، وظهور السرائر وانكشاف البواطن فعبّر بالساق عن الشدّة "(٤) .

____________________

١ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ١٧، ح ٢، ص ١٥٧.

٢ - المصدر السابق.

٣ - انظر : الاعتقادات ، الشيخ الصدوق : باب ١ ، ص ٥.

٤ - تصحيح اعتقادات الإمامية ، الشيخ المفيد : معنى كشف الساق ، ص ٢٨ - ٢٩.

٣٦٠