التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)0%

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 473

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: علاء الحسون
تصنيف: الصفحات: 473
المشاهدات: 191633
تحميل: 7444

توضيحات:

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 473 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 191633 / تحميل: 7444
الحجم الحجم الحجم
التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

المبحث الخامس :خصائص أسماء الله تعالى

١ - أسماء الله كلّها توصيفية.

أ ي : جعلها الله تعالى لوصف نفسه.

قال الإمام محمّد بن علي الباقرعليه‌السلام : ( إنّ الأسماء صفات وصف [ الله تعالى ] بها نفسه)(١) .

سئل الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام عن الاسم [ الذي يطلق على الله تعالى ] ما هو ؟ فقالعليه‌السلام : ( صفة لموصوف )(٢) .

٢ - يدل كلّ واحد من الأسماء الإلهية على الذات الإلهية من ناحية اتّصافها بصفة معيّنة.

مثلاً : " القادر " يدل على الذات الإلهية من ناحية اتّصافها بالقدرة.

٣ - تعبّر أسماء الله كلّها عن الذات الإلهية في مقام التمجيد والتعظيم والتكبير والتحميد أو التقديس والتسبيح والتنزيه والتهليل.

٤ - نطاق بعض الأسماء الإلهية أوسع من البعض الآخر.

مثلاً : اسم " العالم " - حسب إحدى الأقوال - اسم واسع تنطوي تحته عدّة أسماء أخرى ، منها : السميع ، البصير ، الشهيد ، الخبير ونحو ذلك.

٥ - أسماء الله ليست مترادفة ، بل لكلّ اسم معنى يغاير الاسم الآخر ولو باشتماله

____________________

١ - الكافي ، الشيخ الكليني : كتاب التوحيد ، باب المعبود ، ح ٣ ، ص ٨٧ - ٨٨.

٢ - المصدر السابق : باب حدوث الأسماء ، ح ٣ ، ص ١١٣.

٣٨١

على زيادة دلالة لا يدل عليه الآخر(١) .

٦ - ليس المقصود من معنى أسماء الله ما يجري على المخلوقين ، بل المقصود المعنى اللائق به تعالى.

٧ - يكون إطلاق أسمائه تعالى على غيره من باب الاشتراك اللفظي فقط ، ولهذا فحقيقة معاني أسماء الله تعالى لا تشبه شيئاً من حقيقة معاني أسماء ما سواه.

٨ - يستحيل أن يكون لله اسم دال على جزء معناه ؛ لأنّه تعالى غير مركّب، فلا جزء له.

٩ - يجب تنزيه أسماء الله إضافة إلى تنزيه ذاته تعالى ، قال تعالى :( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَى‌ ) [ الأعلى : ١ ] وقال عزّ وجلّ :( تَبَارَکَ اسْمُ رَبِّکَ ذِي الْجَلاَلِ وَ الْإِکْرَامِ ) [ الرحمن : ٧٨ ].

١٠ - الاسم غير المسمّى.

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( الاسم غير المسمّى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئاً ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد )(٢) .

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( الله يسمّى بأسماء، وهو غير أسمائه والأسماء غيره )(٣) .

قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : ( لو كان الاسم هو المسمّى ، لكان كلّ اسم منها إلهاً ، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء وكلّها غيره )(٤) .

١١ - أسماء الله تعالى حادثة ومخلوقة.

قال الإمام محمّد بن علي الجواد حول أسماء وصفات الله : ( الأسماء والصفات مخلوقات )(٥) .

____________________

١ - علم اليقين ، محسن الكاشاني : ج ١ ، المقصد الأوّل ، الباب السادس ، الفصل الثاني ، ص ١٠١.

٢ - الكافي ، الشيخ الكليني : كتاب التوحيد ، باب معاني الأسماء واشتقاقها ، ح ٢ ، ص ١١٤.

٣ - الكافي ، الشيخ الكليني : ج١ ، كتاب التوحيد ، باب حدوث الأسماء ، ح١ ، ص١١٣ - ١١٤.

٤ - بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج ٤ ، ح ٢ ، ص ١٥٧.

٥ - الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ، كتاب التوحيد ، باب معاني الأسماء واشتقاقها ، ح ٧ ، ص ١١٦.

٣٨٢

ولهذا نستنتج بأنّ الله لم يكن له اسم في الأزل ، وإنّما خلق الأسماء في رتبة متأخّرة ليعرفه العباد ويدعوه بها.

ولا محذور أن لا يكون لله اسم في الأزل ؛ لأنّ الاسم غير المسمّى ، وفقدان الاسم لا يلازم فقدان المسمّى.

١٢ - المقصود من قوله تعالى في خطابه للمشركين( مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَ آبَاؤُکُمْ ) [ يوسف : ٤٠ ] أنّهم عبدوا أسماء بلا مسمّيات.

أي : أنّهم عبدوا ذوات سمّوها آلهة وهي في الواقع ليست آلهة ، كما يُقال لمن سمّى نفسه باسم السلطان : إنّه ليس له من السلطنة إلاّ الاسم.

٣٨٣

المبحث السادس :توقيفية أسماء الله تعالى(١)

قال الشيخ الصدوق : " أسماء الله تبارك وتعالى لا تؤخذ إلاّ عنه أو عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أو عن الأئمة الهداةعليهم‌السلام "(٢) .

قال الشيخ المفيد ، " لا يجوز تسمية الباري تعالى إلاّ بما سمّى به نفسه في كتابه أو على لسان نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله أو سمّاه به حججه من خلفاء نبيّه ، وكذلك أقول في الصفات ، وبهذا تطابقت الأخبار عن آل محمّدعليهم‌السلام ، وهو مذهب جماعة الإمامية "(٣) (٤)

____________________

١ - المقصود من توقيفية أسماء الله تعالى عدم جواز تسمية الله تعالى إلاّ بما سمّى به نفسه في القرآن أو السنة.

٢ - التوحيد الشيخ الصدوق : باب ٤٢ ، ذيل ح ٦ ، ص ٢٩٣.

٣ - أوائل المقالات ، الشيخ المفيد : رقم ١٩ ، القول في الصفات ، ص ٥٣.

٤ - رأي الأشاعرة حول توقيفية أسماء الله تعالى :

أسماء الله تعالى توقيفية ، والمرجع في تحديد أسماء الله هو الشرع الإلهي دون غيره ، ولابدّ من الاستناد في تسمية الله إلى إذن الشارع.

انظر : كتاب المواقف ، الإيجي ، بشرح الشريف الجرجاني : ج ٣ ، الموقف الخامس ، المرصد السابع ، المقصد الثالث ، ص ٣٠٦.

وانظر : في علم الكلام ، الأشاعرة ، أحمد محمود صبحي : الفصل الأوّل : أبو الحسن الأشعري ، ص ٣٩.

ورأي المعتزلة حول توقيفية أسماء الله تعالى :

أسماء الله ليست توقيفية ، ولا يشترط إذن الشارع في تسمية الله ، ويجوز تسميته تعالى بالوصف الذي يصح معناه ، ويدل الدليل العقلي على اتّصافه به تعالى ، ولكن بشرط أن لا يوهم هذا الاسم نقصاً أو أمراً لا يليق بالله تعالى.

انظر : شرح المقاصد ، سعدالدين التفتازاني : ج ٤ ، الفصل السابع ، ص ٣٤٣ - ٣٤٤.

وذهب بعض الأشاعرة أيضاً إلى هذا القول ، منهم : القاضي أبو بكر الباقلاني.

انظر : الباقلاني وآراؤه الكلامية : محمّد رمضان عبد الله ، ٥١٩.

٣٨٤

أحاديث أهل البيتعليهم‌السلام حول توقيفية أسماء الله تعالى

١ - قال الإمام موسى بن جعفر الكاظمعليه‌السلام : ( إنّ الله أعلى وأجلّ وأعظم من أن يبلغ كنه صفته ، فصفوه بما وصف به نفسه ، وكفّوا عمّا سوى ذلك )(١) .

٢ - قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : ( إنّ الخالق لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه ، وأنّى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه ، والأوهام أن تناله ، والخطرات أن تحدّه ، والأبصار عن الإحاطة به ، جلّ عمّا وصفه الواصفون ، وتعالى عمّا ينعته الناعتون )(٢) .

٣ - قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام لمن حاوره حول أسماء الله تعالى : ( ليس لك أن تسمّيه بما لم يسمّ به نفسه )(٣) .

مشروعية تسمية الله تعالى ب- " واجب الوجود " :

١ - قال المحدّث الكاشاني في الوافي : " وأمّا الألفاظ الكمالية فإن لم يرد فيها من جهة الشرع إذن بالتسمية كواجب الوجود ، فذلك إنّما يجوز إطلاقه عليه سبحانه توصيفاً لا تسمية "(٤) .

٢ - قال السيّد الطباطبائي في تفسير الميزان : " الاحتياط في الدين يقتضي الاقتصار في التسمية بما ورد من طريق السمع ، وأمّا مجرّد الإجراء والإطلاق من دون تسمية فالأمر فيه سهل"(٥) .

٣ - ذهب الشيخ جعفر السبحاني إلى أنّ العقل يحكم ببعض الحقائق المرتبطة

____________________

١ - الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ، كتاب التوحيد ، باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى ، ح ٦ ، ص ١٠٢.

٢ - بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج ٤ ، ب ٤ ، ح ٢١ ، ص ٢٩٠.

٣ - عيون أخبار الرضا ، الشيخ الصدوق : ج ١ ، باب ١٣ ، باب في ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع سليمان المروزي ، ص ١٦٧.

٤ - كتاب الوافي ، الفيض الكاشاني : ج ١ ، أبواب معرفة مخلوقاته وأفعاله تعالى ، باب العرش والكرسي ، ص١١٠.

٥ - الميزان في تفسير القرآن ، العلاّمة الطباطبائي : ج ٨ ، تفسير سورة الأعراف ، الآية ١٨٠ - ١٨٦ ، ص٣٥٩.

٣٨٥

بالله تعالى ، ولكن تسميته تعالى بتلك الحقائق لا يجتمع مع القول بتوقيفية أسمائه وصفاته ، ثمّ قال : " وإنّ الحقيقة شيء والتسمية شيء آخر "(١) .

تنبيه :

السيرة الجارية بين المؤمنين قراءة الأدعية المأثورة وإن لم تثبت صحّة أسانيدها.

ولم يقل مرجع تقليد بحرمة قراءة الأدعية المشتملة على أسماء الله فيما لو لم يثبت صحّة صدورها من الشرع ،

وهذا ما يثبت عدم بلوغ النهي الوارد في الأحاديث حول تسمية الله تعالى حدّ الحرمة.

____________________

١ - الإلهيات على هدى الكتاب والسنة والعقل ، محاضرات الشيخ جعفر السبحاني ، بقلم : الشيخ حسن محمّد مكي العاملي : ج ٢ ، الصفات السلبية (٤) لا يقوم اللذة والألم بذاته ، ص ١٢٤.

٣٨٦

المبحث السابع :بيان أسماء الله ومعانيها

١ - الآخر :

قال تعالى :( هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ ) [ الحديد : ٣ ]

الآخر : الذي لا نهاية له ، والله تعالى " آخر بغير انتهاء "(١) .

قال الإمام عليعليه‌السلام : ( الآخر الذي ليس له بعد فيكون شيء بعده )(٢) .

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( الآخر لا عن نهاية كما يعقل من صفة المخلوقين )(٣) .

قال الإمام موسى بن جعفر الكاظمعليه‌السلام : ( الآخر الذي لا شيء بعده )(٤) .

٢ - الأحد

قال تعالى :( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) [ الإخلاص : ١ ]

معاني الأحد :

١ - الذي لا يتجزّأ ولا ينقسم في ذاته وصفاته(٥) .

٢ - لا نظير ولا شبيه له فيما يوصف به(٦) .

٣ - لا يشاركه في معنى الوحدانية غيره(٧) .

____________________

١ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ١٩٢.

٢ - نهج البلاغة ، الشريف الرضي : خطبة ٩١ ، ص ١٤٨.

٣ - الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ، كتاب التوحيد ، باب معاني الأسماء واشتقاقها ، ح ٦ ، ص ١١٦.

٤ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢ ، ح ٣٢ ، ص ٧٤.

٥ - انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ١٩٠.

مجمع البيان ، الشيخ الطبرسي : ج ١٠ ، تفسير آية (١) من سورة الإخلاص ، ص ٨٦٠.

٦ - انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ١٩٠.

٧ - انظر : المصدر السابق.

٣٨٧

تنبيه :

" الأحد " لفظ لا يكون وصفاً إلاّ لله ، ولا يصح نسبة هذا الوصف إلى غيره تعالى.

٣ - الأعلى

قال تعالى :( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَى‌ ) [ الأعلى : ١ ]

الأعلى من العلو ، والعلو يعني السمو والارتفاع.

معاني الأعلى :

١ - القاهر والغالب والمستولي

٢ - المتعالى عن الأشباه والأنداد ، كما قال تعالى :( تَعَالَى عَمَّا يُشْرِکُونَ ) [ يونس : ١٨](١)

٤ - الأكرم

قال تعالى :( اقْرَأْ وَ رَبُّکَ الْأَکْرَمُ‌ ) [ العلق : ٣ ]

الأكرم مأخوذ من الكرم ، وللكرم معنيان :

١ - الإحسان والإنعام

فيكون معنى الأكرم : الأكثر والأعظم ، والذي يفوق عطاؤه ما سواه ، وما من نعمة إلاّ تنتهي إليه تعالى(٢) .

٢ - الأشرف

فيكون معنى الأكرم : الأكمل في الشرف ذاتاً وفعلاً(٣) .

٥ - الإ له

قال تعالى :( وَ إِلٰهُکُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمٰنُ الرَّحِيمُ‌ ) [ البقرة : ١٦٣ ]

____________________

١ - انظر : المصدر السابق : باب ٢٩ ، ص ١٩٣.

٢ - انظر : مجمع البيان ، الشيخ الطبرسي : ج ١٠ ، تفسير آية ٣ من سورة العلق ، ص ٧٨١.

٣ - مفاهيم القرآن ، جعفر السبحاني : ٦ / ١٣٢.

٣٨٨

معاني الإ له :

١ - المعبود أو المستحق للعبادة(١) .

قال تعالى :( الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلٰهاً آخَرَ ) [ الحجر : ٩٦ ]

أي : يجعلون مع الله معبوداً آخر.

قال تعالى :( أَ رَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلٰهَهُ هَوَاهُ ) [ الفرقان : ٤٣ ]

أي : مَن يعبد هوى نفسه.

٢ - المتصرّف المدبّر الذي بيده أزمّة أمور الخلق.

دليل هذا المعنى :

قال تعالى :( لَوْ کَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) [ الأنبياء : ٢٢ ]

و " البرهان على نفي تعدّد الآلهة لا يتمّ إلاّ إذا جعلنا " الإله " في الآية بمعنى المتصرّف المدبّر ، أو من بيده أزمّة الأمور ولو جعلنا " الإله " بمعنى المعبود لانتقض البرهان ، لبداهة تعدّد المعبود في هذا العالم مع عدم الفساد في النظام الكوني "(٢) .

تنبيه :

إذا قلنا بأنّ " الإله " في هذه الآية يعني " المعبود " ، فسيلزمنا تقدير كلمة " بالحق " بعد كلمة " آلهة " ، فيكون قوله تعالى :( لَوْ کَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) [ الأنبياء : ٢٢ ]

____________________

١ - إذا قلنا بأنّ " الإله " يعني " المعبود " فستكون صفة " الإله " من صفات الله الفعلية ؛ لأنّه تعالى كان ولم يكن معه مخلوق يعبده.

وإذا قلنا بأنّ " الإله " يعني " المستحق للعبادة " فستكون صفة " الإله " من صفات الله الذاتية ؛ لأنّها ستعود إلى صفة القدرة ، والقدرة من صفات الله الذاتية ، ويكون معناه : أنّه تعالى قادر على ما إذا فعله استحق به العبادة.

انظر : مجمع البيان ، الشيخ الطبرسي : ج ١ ، تفسير الآية الأولى من سورة الفاتحة ، ص ٩٣.

٢ - الأسماء الثلاثة الإله والرب والعبادة ، جعفر سبحاني : ١٢.

٣٨٩

بمعنى : لو كان فيهما معبودات بالحقّ إلاّ الله لفسدتا ؛ لأنّ المعبود بالحق هو المتصرّف والمدبّر في الكون فيلزم من تعدّده فساد العالم.

ولكننا إذا قلنا بأنّ الإله يعني " المتصرّف والمدبّر " فلا نحتاج بعدها إلى تقدير شيء في هذه الآية.

٣ - الإله مأخوذ من " أله " بمعنى " فزع " ، ويقال : أله الرجل ، يأله إليه.

أي : فزع إليه من أمر نزل به ، وألِهَهُ ، أي : أجاره(١) .

٦ - الله

قال تعالى :( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ‌ ) [ الفاتحة : ١ ]

( اللَّهُ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) [ البقرة : ٢٥٥ ]

إنّ لفظ " الله " اسم علم لذاته تعالى.

دليل ذلك :

١ - لا يثنّى ولا يجمع هذا الاسم ، بل يستعمل دائماً بصورة مفردة.

٢ - لا يصح حذف الألف واللام منه ، كما يجوز في الرحمن والرحيم.

٣ - يدخل عليه حرف النداء ، فنقول : يا الله ، وحروف النداء لا تجتمع مع الألف ولام التعريف ، ولهذا لا نقول : يا الرحمن و يا الرحيم ، كما نقول : يا الله ، وهذا دليل على أنّ الألف واللام من بنية الاسم.

٤ - لا يضاف إلى أيّ اسم آخر ، بل تضاف إليه جميع الأسماء الحسنى.

اسم " الله " مشتق أو غير مشتق(٢) ؟

الرأي الأوّل :

اسم " الله " غير مشتق من مادة أخرى.

وإنّما يطلق هذا الاسم ارتجالاً على الذات الإلهية الجامعة لجميع صفات الكمال

____________________

١ - انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ١٩٠.

٢ - الاسم المشتق هو ما أُخذ من لفظ الفعل.

الاسم غير المشتق ( الجامد ) هو ما كان مأخوذاً من لفظ الفعل.

مبادىء العربية ، رشيد الشرتوني : ج ١ ، تقسيم الاسم ، ص ٣٢.

٣٩٠

المنزّهة عن جميع صفات النقصان(١) .

الرأي الثاني :

اسم " الله " مشتق.

وقد وقع الاختلاف في المعنى المشتق منه ، وأهمّ الأقوال الواردة في هذا المجال :

أوّلاً : اسم " الله " مشتق من " الإله " بمعنى " المعبود ".

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( الله مشتق من إله )(٢) .

ثانياً : اسم " الله " مشتق من " الوله " بمعنى " التحيّر".

قال الإمام محمّد بن علي الباقرعليه‌السلام : ( الله معناه المعبود الذي ألهِ الخلق عن درك ماهيته والإحاطة بكيفيته ، ويقول العرب : ألِه الرجل إذا تحيّر في الشيء فلم يُحِط به علماً )(٣) .

ثالثاً : اسم " الله " مشتق من " ألهتُ إلى فلان " أي : فزعت إليه ؛ لأنّ الخلق يألهون إليه تعالى ، أي : يفزعون إليه في حوائجهم.

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( الله هو الذي يتألّه إليه عند الحوائج والشدائد كلّ مخلوق عند انقطاع الرجاء من كلّ من هو دونه ، وتقطّع الأسباب من جميع ما سواه )(٤) .

رابعاً : اسم " الله " مشتق من " ألهت إليه " بمعنى سكنت إليه ؛ لأنّ الخلق يسكنون إلى ذكره(٥) .

خامساً : اسم " الله " مشتق من " لاه " بمعنى " احتجب " ؛ لأنّه تعالى احتجب عن حواس وأوهام الخلق.

____________________

١ - انظر : علم اليقين ، محسن الكاشاني : ١ / ١٠٦.

٢ - الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ، باب المعبود ، ح ٢ ، ص ٨٧.

٣ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٤ ، ح ٢ ، ص ٨٧.

٤ - المصدر السابق : ب ٣١ ، ح ٥ ، ص ٢٢٥.

٥ - انظر : بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج ٣ ، كتاب التوحيد ، باب ٦ ، ذيل ح ١٤ ، ص ٢٢٦.

٣٩١

قال الإمام محمّد بن علي الباقرعليه‌السلام : ( الإله هو المستور عن حواس الخلق )(١) .

سادساً : اسم " الله " مشتق من " الوله " بمعنى " المحبّة الشديدة ".

سابعاً : اسم " الله " مشتق من " لاه " بمعنى ارتفع ، والله تعالى هو الذي لا أرفع قدراً منه عزّ وجلّ.

ثامناً : اسم " الله " مشتق من " ألهتُ بالمكان " بمعنى " أقمتُ فيه " ، واستحق الله تعالى هذا الاسم لدوام وجوده.

٧ - الأوّل

قال تعالى :( هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ ) [ الحديد : ٣ ]

إنّ الله تعالى هو الأوّل في ترتيب الوجود ، ومعنى ذلك أنّ الموجودات كلّها استفادت وجودها من الله ، ولكنّه تعالى موجود بذاته ، ولم يستفد الوجود من غيره ، فلهذا يكون الله الأوّل والسابق على جميع الموجودات(٢) .

قال الإمام عليعليه‌السلام : ( كان ربّي قبل القبل بلا قبل، وبعد البعد بلا بعد )(٣) .

وقالعليه‌السلام أيضاً : ( الأوّل الذي لم يكن له قبل فيكون شيء قبله )(٤) .

وقالعليه‌السلام أيضاً : ( الأوّل الذي لا غاية له فينتهي ، ولا آخر له فينقضي )(٥) .

قال الإمام الصادقعليه‌السلام : ( الأوّل لا عن أوّل قبله )(٦) .

٨ - البادي

قال تعالى :( هُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) [ الروم : ٢٧ ]

والله هو البادي ، أي : هو الذي ابتدأ الأشياء مخترعاً لها عن غير أصل(٧) .

____________________

١ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٤ ، ح ٢ ، ص ٨٧.

٢ - انظر : علم اليقين ، محسن الكاشاني : ١ / ١٤١.

٣ - الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ، كتاب التوحيد ، باب الكون والمكان ، ح ٥ ، ص ٩٠.

٤ - نهج البلاغة ، الشريف الرضي : خطبة ٩١، ص ١٤٨.

٥ - المصدر السابق : خطبة ٩٤ ، ص ١٧٥.

٦ - الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ، كتاب التوحيد ، باب معاني الأسماء واشتقاقها ، ح ٦ ، ص ١١٦.

٧ - انظر : الأسماء والصفات ، البيهقي : ١ / ٦١.

٣٩٢

٩ - البارئ

قال تعالى :( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) [ الحشر :٢٤ ]

البارئ : معناه الخالق لا عن مثال ، أي : موجد الشيء لا من شيء ومبدعه إبداعاً تامّاً(١) .

١٠ - الباسط

قال تعالى :( وَ اللَّهُ يَقْبِضُ وَ يَبْسُطُ ) [ البقرة : ٢٤٥ ]

الباسط : معناه المنعم والمتفضّل الذي يبسط ويوسّع وينشر نعمه وفضله وإحسانه على العباد(٢) .

١١ - الباطن

قال تعالى :( هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ ) [ الحديد : ٣ ]

معاني الباطن :

١ - إنّ الله تعالى باطن بحيث تعجز " الحواس " و " الأوهام " عن معرفته ، ويكون " العقل " هو السبيل لمعرفة الله عن طريق الاستدلال بآثاره وأفعاله تعالى(٣) .

٢ - إنّ الله تعالى باطن بحيث تعجز " العقول " عن معرفة كنه ذاته وحقيقته تعالى ؛ لأنّ العقل محدود ، والله غير محدود ، ولهذا لا يستطيع العقل أن يعرف الله عن طريق ذاته عزّ وجلّ ، وإنّما يعرفه عن طريق آثاره وأفعاله تعالى.

٣ - إنّ الله تعالى باطن ، أي : خبير بصير بكلّ شيء وأقرب إلى كلّ شيء من نفسه ، وهو المطّلع على ما بطن من الغيوب ، والمحيط بالعباد ، والخبير بما يسرّون ويعلنون ، والعالم بسرائرهم وما يكتمون(٤) .

____________________

١ - انظر : لسان العرب ، ابن منظور : ج ١ ، مادة ( برأ ) ، ص ٣٥٤.

٢ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ٢٠٥.

٣ - انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ١٩٥.

علم اليقين : محسن الكاشاني : ١ / ١٤٢.

٤ - انظر : الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ، كتاب التوحيد ، باب آخر من الباب الأوّل ، ح ٢ ، ص ١٢٢.

التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ١٩٥.

٣٩٣

٤ - قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : ( وأمّا الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء بأن يغور فيها ، ولكن ذلك منه على استبطانه للأشياء علماً وحفظاً وتدبيراً ، كقول القائل : أبطنته ، يعني خبرته ، وعلمت مكتوم سرّه )(١) .

١٢ - الباعث

قال تعالى :( وَ لَقَدْ بَعَثْنَا فِي کُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) [ النحل : ٣٦]

وقال تعالى :( أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) [ الحج : ٧ ]

" الباعث " مأخوذ من " البعث " بمعنى : إثارة الساكن وتغيير حاله.

والله تعالى " باعث " ؛ لأنّه :

١ - باعث الرسل بالأحكام والشرائع.

٢ - باعث من في القبور ؛ لأنّه تعالى سيحيي الخلق يوم النشور ، ويبعث من في القبور ويحشرهم للحساب(٢) .

١٣ - الباقي

قال تعالى :( وَ اللَّهُ خَيْرٌ وَ أَبْقَى‌ ) [ طه : ٧٣ ]

( کُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ‌ * وَ يَبْقَى وَجْهُ رَبِّکَ ذُو الْجَلاَلِ وَ الْإِکْرَامِ‌ ) [ الرحمن : ٢٦-٢٧ ]

الباقي يعني : الكائن بغير فناء(٣) ، أي : الكائن الذي لا يفنى ، ولا يلحقه العدم ، ولا نهاية له ، والله تعالى واجب الوجود بذاته.

فإذا أضيف في الذهن إلى الماضي سمّي " قديماً ".

وإذا أضيف في الذهن إلى المستقبل سمّي " باقياً ".

____________________

١ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ح ٢ ، ص ١٨٤.

٢ - انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ٢٠٩.

٣ - انظر: المصدر السابق: باب ٢٩ ، ص ١٩٣.

٣٩٤

والباقي هو الذي لا ينتهي تقدير وجوده في المستقبل أبداً ، ويعبّر عنه أيضاً ب- " الأبدي"(١) .

تنبيه :

إنّ الله تعالى باق لذاته ، ولا يصح القول بأنّه باق بالبقاء ؛

لأنّه تعالى لو احتاج في بقائه إلى غيره كان ممكناً ، ولكنه تعالى منزّه عن الاحتياج(٢) .

١٤ - البديع

قال تعالى :( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ) [ البقرة : ١١٧ ] ، [ الأنعام : ١٠١ ]

( الإبداع إنشاء صنعه بلا احتذاء واقتداء وإذا استعمل في الله فهو [ بمعنى ] إيجاد الشيء من غير آلة ولا مادّة ولا زمان ولا مكان ، وليس ذلك إلاّ لله )(٣) .

إذن ، مبدع السماوات والأرض يعني موجدهما لا من شيء ولا على مثال سابق.

١٥ - البَر

قال تعالى :( إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ‌ ) [ الطور : ٢٨ ]

البَر ( بفتح الباء ) يعني : فاعل البِر ( بكسر الباء ).

معاني البَر:

١ - الصادق(٤) ٢ - المحسن(٥) ٣ - العطوف(٦) ٤ - المثيب(٧) ٥ - اللطيف مع

____________________

١ - انظر : علم اليقين ، محسن الكاشاني : ١ / ١٤٨.

٢ - انظر : كشف المراد ، العلاّمة الحلّي : المقصد الثالث ، الفصل الثاني ، المسألة السابعة ، ص ٤٠٤.

٣ - مفردات ألفاظ القرآن ، الراغب الأصفهاني : مادة ( بدع ) ص ١١٠ - ١١١.

٤ - انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ٢٠٩.

٥ - انظر : علم اليقين ، محسن الكاشاني : ١ / ١٤٣.

٦ - القواعد والفوائد ، محمّد بن مكّي العاملي : ج ١ ، قاعدة ٢١١ ، ص ١٧٣.

٧ - انظر : مفردات ألفاظ القرآن ، الراغب الأصفهاني : مادة ( برَّ ) ، ص ١١٤.

٣٩٥

عظم الشأن(١) .

١٦ - البصير

قال تعالى :( وَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) [ الحديد : ٤ ]

( وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) [ الشورى : ١١ ]

معاني البصير

١ - العالم بالمبصرات(٢) .

٢ - إنّه تعالى على صفة يدرك المبصرات إذا وجدت(٣) (٤)

١٧ - التوّاب

قال تعالى :( أَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ‌ ) [ التوبة : ١٠٤ ]

( إلا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ) [ البقرة : ١٠٦ ]

التوّاب صيغة مبالغة للتائب.

والتوبة في المصطلح اللغوي تعني : " الرجوع ".

ويُقال : تاب العبد ، أي : رجع العبد إلى الله عن طريق الندم والطاعة.

ويُقال : تاب الله على العبد ، أي : رجع عليه بالقبول والغفران.

ومعنى التوّاب بالنسبة إلى الله : إنّه يقبل التوبة من العباد ويغفر سيّئاتهم(٥) .

١٨ - الجامع

قال تعالى :( رَبَّنَا إِنَّکَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيهِ ) [ آل عمران : ٩ ]

معاني الجامع :

١ - المؤلّف بين الأجزاء المتباعدة والأمور المتفرّقة والأشياء المتماثلة أو

____________________

١ - انظر : مجمع البيان ، الشيخ الطبرسي : ج ٩ ، تفسير آية ٢٨ من سورة الطور ، ص ٢٥٢.

٢ - انظر : النكت الاعتقادية ، الشيخ المفيد : الفصل الأوّل ، ص ٢٤.

٣ - انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ١٩٢.

٤ - للمزيد راجع في هذا الكتاب : الفصل العاشر : سمع الله تعالى وبصره.

٥ - انظر : لسان العرب ، ابن منظور : ج ٢ ، مادة ( توب ) ، ص ٦١.

٣٩٦

المتباينة أو المتضادّة(١) .

٢ - الجامع لكلّ الفضائل والمكارم والمآثر(٢) .

٣ - الذي يجمع الناس ليوم القيامة، كما يستفاد من الآية المذكورة أعلاه.

١٩ - الجبّار

قال تعالى :( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلٰهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِکُ... الْجَبَّارُ ) [ الحشر : ٢٣ ]

معاني الجبّار في اللغة :

١ - العظمة والقوّة والعزّة.

٢ - الإجبار والإكراه والقهر.

٣ - الإغناء من الفقر(٣) .

معاني " الجبّار " المنسوب إلى الله تعالى :

١ - القاهر الذي له الجبروت والعظمة(٤) .

٢ - العالي الذي لا شيء فوقه ؛ لأنّ الجبر جنس من العلو(٥) .

وقيل بأنّ اسم " الجبّار " في حقّ الله يفيد أنّه تعالى بحيث لا تناله الأفكار ، ولا تحيط به الأبصار ولا تصل إلى كنه معرفته العقول.

٣ - الجبّار صيغة مبالغة للجابر ، والجابر مأخوذ من الجبر ، وهو في الأصل إصلاح الشيء مع القهر ، والله جبّار بمعنى أنّه كثير الإصلاح للأشياء مع القهر(٦) .

ومنه قال الإمام عليعليه‌السلام : ( يا جابر كلّ كسير )(٧) .

____________________

١ - انظر : علم اليقين ، محسن الكاشاني : ١ / ١٤٥.

٢ - الأسماء والصفات ، أبو بكر أحمد بن حسين البيهقي : ١ / ١٤٩.

٣ - انظر : لسان العرب ، ابن منظور : مادة ( جبر ) ، ص ١٦٥ - ١٦٦.

٤ - انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ٢٠١.

٥ - مفردات ألفاظ القرآن ، الراغب الأصفهاني : مادة ( جبر ) ، ص ١٨٤.

٦ - انظر : مفردات ألفاظ القرآن ، الراغب الأصفهاني : مادة ( جبر ) ، ص ١٨٣.

٧ - الإقبال بالأعمال الحسنة ، علي بن موسى بن جعفر بن طاووس : ج ١ ، الباب التاسع ، ص ٢٥٨.

٣٩٧

تنبيه :

صفة " الجبّار " صفة مدح لله وصفة ذم لغيره ؛ لأنّ " الجبّار" في غير الله هو الذي يقهر الآخرين على ما يريد من دون أن يكون له الحق في ذلك ،(١) بعكس الله الذي له الحقّ المطلق في قهر مخلوقاته بإرادته العادلة والحكيمة.

٢٠ - الجليل

قال تعالى :( تَبَارَکَ اسْمُ رَبِّکَ ذِي الْجَلاَلِ وَ الْإِکْرَامِ ) [ الرحمن : ٧٨ ]

معاني الجليل :

١ - الجليل مأخوذ من الجلال ، وهو : الكمال في الصفات والأفعال.

٢ - الجليل : " معناه السيّد " ، يقال لسيّد القوم : جليلهم ، وعظيمهم ، ويُقال جلّ فلان في عيني ، أي : عظم ، وأجللته ، أي : عظّمته "(٢) .

٢١ - الجميل

قال الإمام عليعليه‌السلام : ( إنّ الله جميل يحبّ الجمال )(٣) .

قال الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام : ( ( يا الله يا جميل )(٤) .

والله جميل ، أي : " حسن الأفعال ، كامل الأوصاف )(٥) .

٢٢ - الجواد

قال تعالى :( وَ اللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ‌ ) [ الجمعة : ١١ ]

قال الإمام عليعليه‌السلام : ( الحمد لله الذي لا يكديه(٦) الإعطاء والجود ، إذ كلُّ معط

____________________

١ - قال تعالى : ( كذلك يطبع الله على كلّ قلب متكبّر جبار ) [ غافر : ٣٥ ]

٢ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩، ص ٢١٠.

٣ - الكافي ، الشيخ الكليني : ج ٦ ، كتاب الزي والتجمّل ، باب التجمّل وإظهار النعمة ، ح ١ ، ص ٤٣٨.

٤ - الصحيفة السجادية : أدعية شهر رمضان ، دعاؤه في اليوم الخامس والعشرين منه ، ص ١٣٤.

٥ - لسان العرب ، ابن منظور : ج ٢ ، مادة ( جمل ) ص ٣٦٣.

٦ - أي : لا يفقره ولا يُنِفذ خزائه الإعطاء والجود.

٣٩٨

منتقص سواه )(١) .

والجواد مشتق من الجود بمعنى التفضّل(٢) ، والجواد هو المحسن المنعم الكثير الإنعام والإحسان(٣) .

٢٣ - الحافظ

قال تعالى :( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً ) [ يوسف : ٦٤ ]

( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ‌ ) [ الحجر : ٩ ]

وحفظه تعالى للعباد يعني صيانته عن أسباب الهلكة في أمور دينهم ودنياهم.

٢٤ - الحسيب

قال تعالى :( إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلَى کُلِّ شَيْ‌ءٍ حَسِيباً ) [ النساء : ٨٦ ]

( وكفى بالله حسيباً ) [ النساء : ٦٠ ]

معاني الحسيب :

١ - المحصي لكلّ شيء بحيث لا يخفى عليه شيء(٤) .

٢ - المحاسب لعباده يوم القيامة والذي يجازيهم على أعمالهم(٥) .

٣ - الكافي ، كما يقال : حسبنا الله ، أي : كافينا.

ومنه قوله تعالى :( جَزَاءً مِنْ رَبِّکَ عَطَاءً حِسَاباً ) [ النباء : ٣٦ ] ، أي : عطاءً كافياً ، وكقوله تعالى :( وَ مَنْ يَتَوَکَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) [ الطلاق : ٣ ] ، أي : فهو كافيه(٦) .

٤ - الحسَب ( بفتح السين ) يعني السؤدد والشرف ، فإذا كان الحسيب مأخوذاً من

____________________

١ - نهج البلاغة ، الشريف الرضي : خطبة ٩١ المعروفة بخطبة الأشباح ، ص ١٤٨.

٢ - انظر : كنز الفوائد ، أبو الفتح الكراجكي : ج ١ ، أسماء الله وحقيقتها ، ص ٧٣.

٣ - انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ٢١٠.

٤ - انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ١٩٧.

٥ - المصدر السابق.

٦ - المصدر السابق.

٣٩٩

الحسَب ، فسيكون معناه : المختص بشرف الألوهية والربوبية وجميع الكمالات.

٢٥ - الحفي

قال تعالى حاكياً عن قول إبراهيمعليه‌السلام :( سَأَسْتَغْفِرُ لَکَ رَبِّي إِنَّهُ کَانَ بِي حَفِيّاً ) [ مريم : ٤٧ ]

معاني الحفي :

١ - العالم(١) .

٢ - اللطيف والمهتم بإكرام الآخرين(٢) .

٢٦ - الحفيظ

قال تعالى :( وَ رَبُّکَ عَلَى کُلِّ شَيْ‌ءٍ حَفِيظٌ ) [ سبأ : ٢١ ]

( إِنَّ رَبِّي عَلَى کُلِّ شَيْ‌ءٍ حَفِيظٌ ) [ هود : ٥٧ ]

معاني الحفيظ :

١ - الحفيظ مأخوذ من " الحفظ " وهو بمعنى : صون الشيء من الزوال والاختلال ، وسُمّي الله تعالى حفيظاً ؛ لأنّه يحفظ الموجودات ويصونها من الزوال والاختلال في نظامها وتركيبها فترة بقائها ، كما أنّه تعالى يحفظ عباده من السوء ويصرف عنهم البلاء حسب ما تقتضيه الحكمة والمصلحة(٣) .

٢ - يحفظ الله أعمال العباد ويضبطها عنده ، بحيث لا تغيب عنه غائبة ولا تخفى عليه خافية ، ولا تفوته منها مثقال ذرّة.

٢٧ - الحقّ

قال تعالى :( أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ‌ ) [ النور : ٢٥ ]

( فَذٰلِکُمُ اللَّهُ رَبُّکُمُ الْحَقُّ ) [ يونس : ٣٢ ]

____________________

١ - انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ١٩٧.

مفردات ألفاظ القرآن ، الراغب الأصفهاني : مادّة (حفي) ، ص ٢٤٦.

٢ - المصدر السابق.

٣ - انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ص ١٩٦.

٤٠٠