فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها0%

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 672

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم
تصنيف: الصفحات: 672
المشاهدات: 247704
تحميل: 4881

توضيحات:

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 672 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247704 / تحميل: 4881
الحجم الحجم الحجم
فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أرجلهم(١) .

وقال أبو ذر ّ: أما لو قدّمتم مَنْ قدّم الله، وأخّرتم من أخّر الله، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيّكم، لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم(٢) .

انحراف مسار السلطة في الإسلام

لكن أمر الإسلام عملياً بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يجرِ على ما أراده الله (عزّ وجلّ) ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، بل تعثّرت الأُمّة في طريقها، وانحرفت عن خطّ أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وخرجت بالسلطة عنهم، وعن الالتزام بالنصّ على الإمام المعصوم، بل من دون نظام بديل حتى لو لم يكن إلهي.

وصار المعيار في الإمامة البيعة ولو بالقسر والقهر - مهما كانت منزلة المبايَع نسباً، وأثراً في الإسلام، وسلوكاً في نفسه ومع الناس - اعترافاً بالأمر الواقع ورضوخاً له.

إنكار أمير المؤمنين والزهراء (عليهما السّلام) لِما حصل

وقد وقف أمير المؤمنين الإمام علي (صلوات الله عليه) وخاصة أصحابه ممّن ثبت معه موقف المنكر لذلك؛ إقامة للحجّة.

كما استثمرت الصديقة سيّدة النساء فاطمة الزهراء (صلوات الله عليه) حصانتها نسبياً فدعمت موقفهم، وأصحرت بالشكوى والإنكار لِما حصل في خطبتيها الجليلتين(٣) ، وأحاديثها ومواقفها الصلبة في بقيّة عمرها القصير،

____________________

١ - أنساب الأشراف ٢/٢٧٤ أمر السقيفة.

٢ - تاريخ اليعقوبي ٢/١٧١ في أيام عثمان.

٣ - راجع ملحق رقم ١ و ٢.

١٦١

وأيّامها القليلة، مؤكدة على أن الخلافة والإمامة حق لأهل البيت (صلوان الله عليهم) جعله الله تعالى كما جعل فرائض الإسلام، وأنه لا عذر لهم في الخروج عن ذلك، ولا مجال لتبريره، بل سوف يتحملون مسؤولية ما حصل في الدنيا والآخرة. وقد أصرّت على مواقفها السبيلة منهم حتى قضت نحبها، في تفاصيل كثيرة لا يسع المقام استقصاءها.

اضطرار أمير المؤمنين (عليه السّلام) للمسالمة

ثمّ اضطر أمير المؤمنين (عليه السّلام) وخاصة أصحابه للسكوت والمسالمة بعد أن ظهر إصرار المستولين على السلطة وعنفهم؛ حفاظاً منه (صلوات الله عليه) على كيان الإسلام العام من الانهيار، وإبقاءً منه (عليه السّلام) على حياته وحياة البقيّة الصالحة؛ لتؤدّي دورها في التعريف بالدين الصحيح، والدعوة له عندما يتيسّر لهم ذلك على ما ذكرناه في خاتمة كتابنا (أصول العقيدة).

أثر الفتوح في تركز الإسلام واحترام رموز السلطة

ولم تمضِ مدّة طويلة حتى توجّه المسلمون للحروب خارج الجزيرة العربية، وكانت نتيجتها الفتوح الكبرى، وما استتبعها من الغنائم العظيمة التي لم يكونوا يحلمون بها، ثمّ الشعور بالعزّة والرفعة؛ فتركز الإسلام وحسن في نفوسهم، وفرض احترامه على العالم، واتّسعت رقعته، وتوطّدت أركانه في الأرض، ودخلت فيه الشعوب المختلفة.

ومن الطبيعي - بعد ذلك - أن لا يُعرف من الإسلام ولا يُحترم إلّا الإسلام الذي تحقّق به الفتح الذي ابتنت الخلافة والحكم فيه على الخروج على النظام الإلهي، واعتماد القوّة؛ فصار له ولرموزه المكانة العُليا في النفوس، ومنها تؤخذ

١٦٢

أصوله وثوابته العقائدية، ويرجع إليها في فروعه وأحكامه وإرشاداته وآدابه وتاريخه وأمجاده وجميع شؤونه. فهي المرجع للإسلام والمسلمين في السياسة والإدارة والعلم والثقافة، كما يظهر بمراجعة التراث المتعلق بتلك الفترة. وربما يأتي بعض مفردات ذلك.

وأكّد ذلك الخطوات التي خطتها السلطة في سبيل فرض احترامه، وتثبيت شرعيته، بل تقديسه، ممّا يأتي التعرّض له إن شاء الله تعالى.

غياب الإسلام الحقّ ورموزه عن ذاكرة المسلمين

وصار الإسلام الحقّ غريباً على جمهور المسلمين، وجُهل مقام رموزه وحملته، بالرغم ممّا لهم من مقام ديني رفيع نوّه عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصورة مكثفة، وأنّ لهم أعظم الأثر في الإسلام.

وحتى في تلك الحروب - التي كانت نتيجتها الفتوح الكبرى - دعماً وتوجيهاً ومشاركة؛ اهتماماً منهم بكيان الإسلام العام من أجل أن تصل دعوته إلى العالم، وتتعرّف عليه الأُمم المختلفة، ويأخذ موقعه من نفوسها، وإن استغلّت السلطة الرسمية القائمة ذلك كلّه لصالحها، وتثبيت موقعها، وفرض احترامها.

دعم أمير المؤمنين (عليه السّلام) السلطة اهتماماً بكيان الإسلام

فمثلاً يظهر من بعض الروايات أنّ شعور جمهور الصحابة بعدم شرعية الانحراف الذي حصل جعلهم يتوقّفون عن الحرب في ظلّ السلطة الجديدة في حروب الردّة في الجزيرة العربية، فضلاً عن غزو الكفّار فيها وفي خارجها؛ وقد أوجب ذلك توقّف النشاط العسكري الإسلامي، وتعرّض الإسلام للخطر.

فاضطر أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسّلام) لدعم السلطة؛ من

١٦٣

أجل إضفاء الشرعية على القتال تحت ظلّها.

فقد روى المدائني عن عبد الله بن جعفر بن عون قال: لما ارتدّت العرب مشى عثمان إلى علي، فقال: يابن عم، إنّه لا يخرج أحد إليّ. فقال: [إلى قتال. صح] هذا العدو، وأنت لم تُبايع؟ فلم يزل به حتى مشى إلى أبي بكر، فقام أبو بكر إليه واعتنقه، وبكى كلّ واحد إلى صاحبه، فبايعه. فسرّ المسلمون، وجدّ الناس في القتال، وقطعت البعوث(١) .

وقال (صلوات الله عليه) في كتابه إلى أهل مصر: «فما راعني إلّا انثيال الناس على فلان يُبايعونه، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم...؛ فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق، واطمأنّ الدين وتنهنه»(٢) .

وقال اليعقوبي: وأراد أبو بكر أن يغزو الروم، فشاور جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقدّموا وأخّروا. فاستشار علي بن أبي طالب فأشار أن يفعل، فقال: «إن فعلت ظفرت». فقال: بشرت بخير(٣) .

وكان (صلوات الله عليه) يسعفهم بتوجيهاته وصائب رأيه.

فمثلاً لما استشاره عمر في الخروج لحرب الروم أشار عليه بترك الخروج(٤) . وكذا لما استشاره في الخروج لحرب الفرس(٥) ، كما أوضح له آلية الحرب، وكيفية

____________________

١ - أنساب الأشراف ٢/٢٧٠ أمر السقيفة، الشافي في الإمامة ٣/٢٤١.

٢ - نهج البلاغة ٣/١١٩.

٣ - تاريخ اليعقوبي ٢/١٣٣ في أيام أبي بكر، وقريب منه في الفتوح - لابن أعثم ١/٨٢ ذكر كيفية الاستيلاء على بلاد الشام في خلافة الصديق (رضي الله عنه).

٤ - نهج البلاغة ٢/١٨.

٥ - نفس المصدر ٢/٢٩.

١٦٤

تجنيد المسلمين لها(١) .

وما أكثر ما جنّبهم المآزق حتى تكرّر عن عمر أنّه كان يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو الحسن(٢) .

وقال: «لولا علي لهلك عمر»(٣) ... إلى غير ذلك ممّا هو كثير جدّاً، ويسهل على الباحث الاطّلاع عليه(٤) .

____________________

١ - نهج البلاغة ٢/٢٩، تاريخ الطبري ٣/٢١١ - ٢١٢ أحداث سنة إحدى وعشرين من الهجرة، ذكر الخبر عن وقعة المسلمين والفرس بنهاوند، الكامل في التاريخ ٣/٨ أحداث سنة إحدى وعشرين من الهجرة، ذكر وقعة نهاوند، وغيرها من المصادر.

٢ - الاستيعاب ٣/١١٠٣ في ترجمة علي بن أبي طالب، أسد الغابة ٤/٢٣ في ترجمة علي بن أبي طالب، الطبقات الكبرى ٢/٣٣٩ في ترجمة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، الإصابة ٤/٤٦٧ في ترجمة علي بن أبي طالب. فتح الباري ١٣/٢٨٦، تهذيب التهذيب ٧/٢٩٦ في ترجمة علي بن أبي طالب، الفصول المهمّة ١/١٩٩ - ٢٠٠ الفصل الأوّل في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه)، فصل في ذكر شيء من علومه (عليه السّلام)، كنز العمّال ١٠/٣٠٠ ح ٢٩٥٠٩، شرح نهج البلاغة ١/١٨، نظم درر السمطين/١٣٢، فيض القدير ٤/٤٧٠ ح ٥٥٩٤، المناقب - للخوارزمي/٩٦، وغيرها من المصادر.

٣ - الاستيعاب ٣/١١٠٣ في ترجمة علي بن أبي طالب، فيض القدير ٤/٤٧٠ ح٥٥٩٤، مسند زيد بن علي/٣٣٥ كتاب الحدود، باب حدّ الزاني، تأويل مختلف الحديث/١٥٢، تفسير السمعاني ٥/١٥٤، الوافي بالوفيات ٢١/١٧٩، الفصول المهمّة ١/١٩٩ الفصل الأوّل في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه)، فصل في ذكر شيء من علومه (عليه السّلام)، المناقب - للخوارزمي/٨١، مطالب السؤول في مناقب آل الرسول/٧٧، ينابيع المودّة ١/٢١٦ و ٢/١٧٢ و ٣/١٤٧، وغيرها من المصادر الكثيرة.

٤ - غاية الأمر أنّه (صلوات الله عليه) كان يقتصر على ما فيه مصلحة الإسلام وتأييده، دون ما كان فيه تأييد لهم بأشخاصهم أو بمراكزهم من دون أن يخدم الإسلام بكيانه العام، إلّا أن يضطر لذلك؛ ولذا امتنع من الخروج مع عمر عندما ذهب إلى الشام حتى شكاه عمر لابن عباس. شرح نهج البلاغة ١٢/٧٨.

ولمّا سُئل عمر عن وجه عدم توليته لأمير المؤمنين (عليه السّلام) وجماعة من الصحابة قال: أمّا علي فأنبه من ذلك.... شرح نهج البلاغة ٩/٢٩.

١٦٥

كما إنّه قد اشترك جماعة من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السّلام) وخواصه في تلك الحروب، كسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود الكندي، وحذيفة بن اليمان وعبادة بن الصامت وغيرهم (رضي الله عنهم)، وكان لهم الرأي الصائب والتدبير الحسن والأثر المحمود.

إلاّ أنّ ذلك إنّما يعرفه الخاصّة دون عامّة الناس، ومَنْ عرفه من العامّة نسبه للسلطة، واعتبرهم واجهة له كغيرهم ممّن تعاون معها وسار في ركابها، من دون أن يعرف لهذه الجماعة الصالحة مقامها الرفيع في الإسلام، وجهادها من أجله في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتضحيتها وجهودها في الحفاظ على كيانه ونشره في الأرض بعد ذلك، ولا يحترمها نتيجة ذلك في نفسها.

كما يناسب ذلك ما يأتي من جندب بن عبد الله الأزدي عن موقف أهل الكوفة في أعقاب الشورى من حديثه في بيان مقام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وفضله(١) .

وكذلك قول معاوية بن أبي سفيان لعمّار بن ياسر لما بدأ الإنكار من المسلمين على عثمان في مجلس يضم جمعاً من الصحابة: يا عمّار، إنّ بالشام مئة ألف فارس كلّ يأخذ العطاء مع مثلهم من أبنائهم وعبدانهم لا يعرفون علياً وقرابته، ولا عمّاراً ولا سابقته(٢) .

تقييم أمير المؤمنين (عليه السّلام) للأوضاع

وقد أوضح أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ذلك في حديث له، قال

____________________

١ - يأتي في/٢٥٧ - ٢٥٨.

٢ - الإمامة والسياسة ١/٢٩ ذكر الإنكار على عثمان (رضي الله عنه)، واللفظ له، وقريب منه في تاريخ المدينة ٣/١٠٩٤.

١٦٦

فيه: «إنّ العرب كرهت أمر محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وحسدته على ما آتاه الله من فضله، واستطالت أيامه حتى قذفت زوجته، ونفّرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها، وجسيم مننه عندها، وأجمعت مذ كان حيّاً على صرف الأمر عن أهل بيته.

ولولا أنّ قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة، وسُلّماً إلى العزّ والإمرة لما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً، ولارتدّت في حافرتها، وعاد قارحها جذعاً، وبازلها بكراً.

ثمّ فتح الله عليها الفتوح فأثرت بعد الفاقة، وتموّلت بعد الجهد والمخمصة؛ فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجاً، وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطرباً، وقالت: لولا أنّه حقّ لما كان كذا.

ثمّ نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها، وحسن تدبير الأمراء القائمين بها، فتأكّد عند الناس نباهة قوم وخمول آخرين.

فكنّا ممّن خمل ذكره، وخبت ناره، وانقطع صوته وصيته حتى أكل الدهر علينا وشرب، ومضت السنون والأحقاب بما فيها، ومات كثير ممّن يعرف، ونشأ كثير ممّن لا يعرف...»(١) .

وقد قام الولاة ومَنْ دعمهم في سبيل فرض احترامهم، وتوطيد أركان حكمهم، وإضفاء الشرعية عليها، بأمور خطيرة.

استغلال الألقاب المناسبة لشرعية السلطة ونقلها عن أهلها

الأمر الأوّل: إضفاء الألقاب المناسبة لشرعية الحكم ديني، مثل: (خليفة

____________________

١ - شرح نهج البلاغة ٢٠/٢٩٩.

١٦٧

رسول الله)(١) ، و (أمير المؤمنين)، و (ولي رسول الله)(٢) .

وتأكيداً لذلك تختّم عمر وأبو بكر وعثمان بخاتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان نقشه: (محمد رسول الله)، وكان يوقّع به في كتبه للأعاجم، أو بما هو مثله في النقش(٣) .

وحُمل أبو بكر(٤) وعمر(٥) بعد موتهما على السرير الذي حُمل عليه رسول

____________________

١ - مسند أحمد ١/١٠، ١٣، ٣٧ مسند أبي بكر الصديق (رضي الله عنه)، المستدرك على الصحيحين ٣/٨١ كتاب معرفة الصحابة، مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)/٦٠٧ ذكر سعد بن الربيع الأنصاري (رضي الله عنه)،. مجمع الزوائد ٥/١٨٤ و ص١٩٨ كتاب الخلافة، باب الخلفاء الأربعة، و باب كيف يدعى الإمام، و٦/٢٢٢ كتاب المغازي والسير، باب قتال أهل الردّة، فتح الباري ١٣/١٧٨، وغيرها من المصادر الكثيرة جدّاً.

٢ - صحيح البخاري ٤/٤٤ باب فرض الخمس، و٥/٢٤ كتاب المغازي، باب حديث بني النضير ومخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليهم، و٦/١٩١ كتاب النفقات، و٨/٤ كتاب الفرائض، وص ١٤٧ كتاب الاعتصام بالكتاب والسُنّة، صحيح مسلم ٥/١٥٢ كتاب الجهاد والسير، باب حكم الفيء، و٢/٢١ كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب في صفايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مسند أحمد ١/٦٠ مسند عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، و ٢٠٨ - ٢٠٩ حديث العباس بن عبد المطلب (رضي الله عنه). وغيرها من المصادر الكثيرة جدّاً.

٣ - صحيح البخاري ٧/٥٣ كتاب اللباس، باب نقش الخاتم، صحيح مسلم ٦/١٥٠ كتاب اللباس والزينة، باب لبس النبي خاتماً من ورق نقشه محمد رسول الله ولبس الخلفاء له من بعده، السنن الكبرى - للبيهقي ٤/١٤٢ كتاب الزكاة، باب ما ورد فيما يجوز للرجل أن يتحلّى به من خاتمه وحلية سيفه ومصحفه إذا كان من فضة، وغيرها من المصادر الكثيرة جدّاً.

٤ - المستدرك على الصحيحين ٣/٦٣ كتاب الهجرة، ذكر مرض أبي بكر ووفاته ودفنه، تاريخ الطبري ٢/٦١٣ أحداث سنة الثالثة عشر من الهجرة، ذكر الخبر عمن غسله والكفن الذي كُفّن فيه أبو بكر (رحمه الله) ومَنْ صلّى عليه والوقت الذي صلّى عليه فيه والوقت الذي توفي فيه (رحمة الله عليه)، الكامل في التاريخ ٢/٤١٩ أحداث سنة الثالثة عشر من الهجرة، ذكر وفاة أبي بكر، وفيات الأعيان ٣/٦٥ في ترجمة أبي بكر الصديق، وغيرها من المصادر.

٥ - أسد الغابة ٤/٧٧ في ترجمة عمر بن الخطاب، تاريخ دمشق ٤٤/٤٥١ في ترجمة عمر بن الخطاب، سبل الهدى والرشاد ١١/٢٧٥، وغيرها من المصادر.

١٦٨

الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما إنّ من المعلوم أنّه دُفن هو وعمر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حجرته.

بل تمادت السلطة وأتباعها فوصفوا الحاكم بأنّه (خليفة الله)(١) ، و (سلطان الله في الأرض)(٢) ، ونحو ذلك.

وقد روى راشد بن سعد أنّ عمر أتي بمال فجعل يقسّم بين الناس، فازدحموا عليه، فأقبل سعد بن أبي وقّاص يزاحم الناس حتى خلص إليه، فعلاه عمر بالدرّة، قال: إنّك أقبلت لا تهاب سلطان الله في الأرض، فأحببت أن أعلمك أنّ سلطان الله لن يهابك(٣) .

وفي كتاب عثمان إلى الأمراء يتحدّث عن الجماعة المحاصرين له قالوا: لا نرضى إلّا بأن تعتزلنا، وهيهات لهم والله من أمر ينال به الشيطان فيما بعد اليوم من سلطان الله حاجته....

ولما قدم الكتاب عليهم قام معاوية فخطب الناس وكان فيما قال: انهضوا إلى سلطان الله فأعزوه يعزكم وينصركم....

وخطب أبو موسى فكان فيما قال: وإنّما قوام هذا الدين السلطان، بادروا

____________________

١ - أنساب الأشراف ٥/٢٧ وأمّا معاوية بن أبي سفيان، مروج الذهب ٣/٥٣ ذكر خلافة معاوية بن أبي سفيان، موقف آخر بين صعصعة ومعاوية، تاريخ دمشق ٣٩/٥٤٣ في ترجمة عثمان بن عفان و٤٠/٤١١ في ترجمة عطاء بن أبي صيفي بن نضلة، و٧٠/٧٢ في ترجمة ليلي الأخليلية، الفتوح - لابن أعثم ٣/٨٨ بعد حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية، وغيرها من المصادر.

٢ - تاريخ الطبري ٦/٣٣١ أحداث سنة ١٥٨ من الهجرة، ذكر الخبر عن صفة أبي جعفر المنصور وذكر بعض سيره، البداية والنهاية ١٠/١٣٠ أحداث سنة ١٥٨ من الهجرة، ترجمة المنصور، تاريخ دمشق ٣٢/٣١١ في ترجمة عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وغيرها من المصادر.

٣ - الطبقات الكبرى ٣/٢٨٧ ذكر استخلاف عمر، واللفظ له، تاريخ الطبري ٣/٢٨٠ أحداث سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، ذكر الخبر عن مقتل عمر (رضي الله عنه)، حمله الدرّة وتدوينه الدواوين، أنساب الأشراف ١٠/٣٣٨ - ٣٣٩ نسب بني عدي بن كعب بن لؤي، في ترجمة عمر بن الخطاب، كنز العمّال ١٢/٥٦٤ ح ٣٥٧٦٨، شرح نهج البلاغة ١٢/٩٦.

١٦٩

سلطان الله لا يُستذل...(١) .

وأخذ عبد الله بن سلام ينهى المحاصرين لعثمان عن قتله، وكان فيما قال:... ويلكم إنّ سلطان الله اليوم يقوم بالدرّة، وإن قتلتموه لم يقم إلّا بالسيف(٢) .

وقال معاوية في خلافته: الأرض لله، وأنا خليفة الله، فما أخذت فلي، وما تركته للناس فبفضل منّي(٣) .

وقال جويرية بن أسماء: قدم أبو موسى الأشعري على معاوية في برنس أسود، فقال: السّلام عليك يا أمين الله. قال: وعليك السّلام. فلمّا خرج قال معاوية: قدم الشيخ لأولّيه، والله لا أولّيه(٤) .

وخطب زياد بن أبيه فقال في جملة ما قال: أيّها الناس، إنّا أصبحنا لكم ساسة، وعنكم ذادة، نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا، ونذود عنكم بفيء الله الذي خوّلنا، فلنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا...(٥) .

____________________

١ - تاريخ دمشق ٣٩/٤٣١ في ترجمة عثمان بن عفان.

٢ - تاريخ دمشق ٣٩/٤٣٩ في ترجمة عثمان بن عفان.

٣ - أنساب الأشراف ٥/٢٧ وأمّا معاوية بن أبي سفيان، واللفظ له، مروج الذهب ٣/٥٣ ذكر خلافة معاوية بن أبي سفيان، موقف آخر بين صعصعة ومعاوية، نثر الدرّ ٢/١٤٢ الباب السابع، الجوابات المسكتة الحاضرة، التذكرة الحمدونية ٢/٣٤١ الباب الثالث والثلاثون، في الحجج البالغة والأجوبة الدامغة، وغيرها من المصادر.

٤ - الكامل في التاريخ ٤/١٢ أحداث سنة ستين من الهجرة عند الكلام عن معاوية بن أبي سفيان، ذكر بعض سيرته وأخباره وقضاته وكتابه، واللفظ له، تاريخ الطبري ٤/٢٤٥ أحداث سنة ستين من الهجرة عند الكلام عن معاوية بن أبي سفيان، ذكر بعض أخباره وسيره.

٥ - الكامل في التاريخ ٣/٤٤٩ أحداث سنة خمس وأربعين من الهجرة، ذكر ولاية زياد بن أبيه البصرة، واللفظ له، تاريخ الطبري ٤/١٦٦ أحداث سنة خمس وأربعين من الهجرة، ذكر الخبر عن ولاية زياد البصرة، الفتوح - لابن أعثم ٤/٣٠٧ ذكر خطبة زياد بالبصرة، شرح نهج البلاغة ١٦/٢٠٢.

١٧٠

وفي كتاب الوليد بن يزيد بن عبد الملك إلى رعيته بعد أن ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: فأبان الله به الهدى...، ثمّ استخلف خلفاءه على منهاج نبوّته حين قبض نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم...، فتتابع خلفاء الله على ما أورثهم الله عليه من أمر أنبيائه، واستخلفهم عليه منه، لا يتعرض لحقّهم أحد إلّا صرعه الله، ولا يُفارق جماعتهم أحد إلّا أهلكه الله...، وكذلك صنع الله ممّن فارق الطاعة التي أمر بلزومها والأخذ بها...، فبالخلافة أبقى الله مَنْ أبقى في الأرض من عباده، وإليها صيّره، وبطاعة مَنْ ولاّه إيّاها سَعُد مَنْ أكرمها ونصرها...، فمَنْ أخذ بحظّه منها كان لله ولي، ولأمره مطيع...، ومَنْ تركها ورغب عنها وحادّ الله فيها أضاع نصيبه، وعصى ربّه، وخسر دنياه وآخرته...، والطاعة رأس هذا الأمر وذروته، وسنامه وزمامه، وملاكه وعصمته وقوامه بعد كلمة الإخلاص لله التي ميّز بها بين العباد... إلى آخر ما في هذا الكتاب ممّا يجري مجرى ذلك(١) .

عدم شرعية استغلال السلطة لهذه الألقاب

مع إنّ من المعلوم أنّ نظام الحكم عند رموز الجمهور يبتني على عدم النصّ من الله (عزّ وجلّ)، ولا من رسوله صلى الله عليه وآله وسلم على شخص الحاكم، أو تحديده بنحو منضبط؛ بحيث يتعيّن في شخص خاص، ليتّجه نسبة الخليفة لله (عزّ وجلّ) أو لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وإضافته لهما.

وقد أشار إلى ذلك العباس بن عبد المطلب في جوابه لأبي بكر في حديث بينهما طويل، حينما عرض عليه أبو بكر أن يجعل له ولعقبه من بعده نصيباً في الخلافة من أجل أن يقطعه عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) ويضعف حجّته، حيث قال العباس له في جملة ما قال: وما أبعد تسميتك بخليفة رسول الله من قولك: خلى

____________________

١ - تاريخ الطبري ٥/٥٣٠ أحداث سنة ١٢٥ من الهجرة، خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك.

١٧١

على الناس أمورهم ليختاروا فاختاروك!(١) .

ولمّا أرسلوا لأمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يطلبون منه أن يحضر ليبايع أبا بكر، وقيل له: خليفة رسول الله يدعوك. قال (عليه السّلام): «لسريع ما كذبتم على رسول الله»(٢) .

اختصاص لقب أمير المؤمنين بالإمام علي (عليه السّلام)

كما إنّ لقب (أمير المؤمنين) من مختصّات الإمام علي (صلوات الله عليه) على ما ورد عن أئمّة أهل البيت (صلوات الله عليهم) فيما رواه عنهم شيعتهم(٣) ، وحتى بعض الجمهور(٤) ، بل في بعض روايات الجمهور أنّه اسم سمّاه به جبرئيل، كما سمّاه الله (عزّ وجلّ) به(٥) ، وأنّه ينادى به يوم القيامة(٦) .

وورد أيضاً أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أطلقه عليه في عدّة مواضع(٧) . بل

____________________

١ - تاريخ اليعقوبي ٢/١٢٥ خبر سقيفة بني ساعدة وبيعة أبي بكر.

٢ - الإمامة والسياسة ١/١٦ كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه)، واللفظ له، كتاب سليم بن قيس/٣٨٥، الاختصاص/١٨٥، الاحتجاج ١/١٠٨.

٣ - الكافي ١/٤١١ و٤٤٣، الخصال/٥٨٠، الاختصاص/٥٤، الأمالي - للطوسي/٢٩٥، اليقين - لابن طاووس/٢٧، تفسير العياشي ١/٢٧٦، دلائل الإمامة/٥٣، فضائل أمير المؤمنين (عليه السّلام) - لابن عقدة/٦٠، وغيرها من المصادر.

٤ - المناقب - للخوارزمي/٣٠٣ الفصل التاسع عشر في فضائل له شتى.

٥ - المناقب - للخوارزمي/٣٢٣ الفصل التاسع عشر في فضائل له شتى.

٦ - المناقب - للخوارزمي/٣٥٩ - ٣٦٠ الفصل الثاني والعشرون في بيان أنّه حامل لوائه يوم القيامة، تاريخ دمشق ٤٢/٣٢٦ - ٣٢٨ في ترجمة علي بن أبي طالب، تاريخ بغداد ١٣/١٢٤ في ترجمة المفضل بن سلم، ينابيع المودّة ١/٢٣٨.

٧ - تاريخ دمشق ٤٢/٣٠٣، ٣٢٦، ٣٢٨، ٣٨٦ في ترجمة علي بن أبي طالب، المناقب - للخوارزمي/٨٥ الفصل السابع في بيان غزارة علمه وأنّه أقضى الأصحاب، وص ١٤٢ الفصل الرابع عشر في بيان أنّه أقرب الناس من رسول الله وأنّه مولى مَنْ كان رسول الله مولاه، موضح أوهام الجمع والتفريق ١/١٨٥، تاريخ بغداد ١٣/١٢٤ في ترجمة المفضل بن سلم، الفردوس بمأثور الخطاب =

١٧٢

في حديث بريدة: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نُسلّم على علي بأمير المؤمنين، ونحن سبعة، وأنا أصغر القوم يومئذٍ(١) .

ولذا ورد عن أبي ذرّ (رضي الله عنه) أنّه حينما مرض أوصى لأمير المؤمنين علي (صلوات الله عليه)، فقيل له: لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر لكان أجمل لوصيتك من علي. فقال: والله، لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حقاً، وإنّه والله أمير المؤمنين...(٢) .

ونحوه ما رواه ابن مردويه بسنده عن معاوية بن ثعلبة قال: دخلنا على أبي ذرّ (رضي الله عنه) نعوده في مرضه الذي مات فيه، فقلنا: أوصِ يا أبا ذرّ. قال: قد أوصيت إلى أمير المؤمنين. قال: قلنا: عثمان؟ قال: لا، ولكن إلى أمير المؤمنين حقاً، أمير المؤمنين والله، إنّه لَرِبيّ الأرض، وإنّه لَرَباني هذه الأُمّة...(٣) .

وعن أبي شريح، أنّه قال: أتى حذيفة بالمدائن ونحن عنده أنّ الحسن

____________________

= ٥/٣٦٤، حلية الأولياء ١/٦٣ في ترجمة علي بن أبي طالب، لسان الميزان ١/١٠٧ في ترجمة إبراهيم بن محمد بن ميمون، ميزان الاعتدال ١/٦٤ في ترجمة إبراهيم بن محمود بن ميمون، مطالب السؤول/١٢٦، الكافي ١/٢٩٢، تفسير القمي ١/١٧٤، المسترشد/٥٨٤، الإرشاد/١٩، الاحتجاج ١/٨٣، اليقين - لابن طاووس/٢٨٥، مناقب آل أبي طالب - لابن شهرآشوب ٢/٢٥٢، وغيرها من المصادر الكثيرة.

١ - تاريخ دمشق ٤٢/٣٠٣ في ترجمة علي بن أبي طالب، واللفظ له، الإرشاد ١/٤٨، اليقين - لابن طاووس/٢٢٩، ونحوه في الخصال/٤٦٤، وعيون أخبار الرضا ١/٧٣، والمسترشد/٥٨٦، والأمالي - للطوسي/٣٣١، والتحصين/٥٧٥، وكشف الغمة ١/٣٥١، وغيرها من المصادر.

٢ - شرح إحقاق الحق ٨/٦٧٩ نقلاً عن مناقب عبد الله الشافعي/٨٧، واللفظ له، كتاب سليم بن قيس/٢٦٨، كشف الغمة ١/٣٥٣ ذكر الإمام علي بن أبي طالب (عليه السّلام)، مخاطبته بأمير المؤمنين، الشافي في الإمامة ٣/٢٢٤، اليقين - لابن طاووس/١٤٥، وغيرها من المصادر.

٣ - اليقين - لابن طاووس/١٤٦، واللفظ له، الإرشاد ١/٤٧، كتاب سليم بن قيس/٢٧١، نهج الإيمان - لابن جبر/٤٦٢، وغيرها من المصادر.

١٧٣

وعمّاراً قدما الكوفة يستنفران الناس إلى علي، فقال حذيفة: إنّ الحسن وعمّاراً قدما يستنفرانكم، فمَنْ أحبّ أن يلقى أمير المؤمنين حقّاً حقّاً فليأتِ إلى علي بن أبي طالب(١) .

وعن حذيفة أيضاً أنّه لما كتب إليه أمير المؤمنين (عليه السّلام)، وأقرّه على عمله بالمدائن بعد قتل عثمان، قام خطيباً في الناس، وقال في جملة ما قال: أيّها الناس، إنّما وليّكم الله ورسوله وأمير المؤمنين حقّاً حقّاً، وخير مَنْ نعلمه بعد نبيّنا...(٢) .

تحجير السلطة على السُنّة النبويّة

الأمر الثاني ممّا قام به الولاة في سبيل دعم سلطانهم: التحجير على السُنّة النبويّة، بمنع تدوينها(٣) ، وحرق ما دوّن منها(٤) ، ومنع الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلّا بما يتناسب مع نهج الحاكم ورغبته حتى حبس عمر عبد الله بن مسعود وأبا ذرّ(٥) ، الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حقّه: «ما أظلّت الخضراء، ولا

____________________

١ - أنساب الأشراف ٢/٣٦٦ (وأمّا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام»، واللفظ له، ونحوه في ٣/١٧ في بيعة علي بن أبي طالب (عليه السّلام).

٢ - بحار الأنوار ٢٨/٨٩.

٣ - جامع بيان العلم وفضله ١/٦٥ باب ذكر كراهية كتابة العلم وتخليده في الصحف، كنز العمّال ١٠/٢٩٢ ح٢٩٤٧٦.

٤ - تذكرة الحفاظ ١/٥ في ترجمة أبي بكر الصديق (رضي الله تعالى عنه)، كنز العمّال ١٠/٢٨٥ ح٢٩٤٦٠، الطبقات الكبرى ٥/١٨٨ في ترجمة القاسم بن محمد، تاريخ الإسلام ٧/٢٢٠ - ٢٢١ في ترجم القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.

٥ - تذكرة الحفاظ ١/٧ في ترجمة عمر بن الخطاب، المجروحين - لابن حبان ١/٣٥ ذكر أوّل مَنْ وقى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، المستدرك على الصحيحين ١/١١٠ كتاب العلم، حبس عمر (رضي الله عنه) ابن مسعود (رضي الله عنه) وغيره على كثرة الرواية، سير أعلام النبلاء ٢/٣٤٦ في ترجمة أبي الدرداء، تاريخ دمشق ٤٧/١٤٢ في ترجمة عويمر بن زيد بن قيس، المصنّف - لابن أبي شيبة ٦/٢٠١ في هيبة =

١٧٤

أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ»(١) .

وعن عبد الرحمن بن عوف أنّه قال: والله، ما مات عمر حتى بعث إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجمعهم من الآفاق: عبد الله وحذيفة وأبي الدرداء وأبي ذرّ وعقبة بن عامر، فقال: ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الآفاق؟! فقالوا: أتنهانا؟ قال: لا، أقيموا عندي، لا والله، لا تُفارقوني ما عشت، فنحن أعلم ما نأخذ ونردّ عليكم(٢) .

قسوة السلطة في تنفيذ مشروعها

ويبدو من بعض الروايات أنّ الأمر بلغ من الشدّة حدّاً كُمّت معه الأفواه. ففي حديث حذيفة: «كنّا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال: أحصوا لي كم يلفظ الإسلام. قال: فقلنا: يا رسول الله أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟! قال: إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا. قال: فابتلينا حتى جعل الرجل منّا لا يصلى إلا سراً»(٣) ولعل منه حديث مطرف قال: بعث إليّ عمران بن حصين في مرضه

____________________

= الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنّه لم يذكر أبا ذرّ، وغيرها من المصادر.

١ - مسند أحمد ٥/١٩٧ باقي حديث أبي الدرداء، واللفظ له، و٢/٢٢٣ مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، و٦/٤٤٢ من حديث أبي الدرداء عويم (رضي الله عنه)، سنن الترمذي ٥/٣٣٤ أبواب المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مناقب أبي ذرّ الغفاري (رضي الله عنه)، المستدرك على الصحيحين ٣/٣٤٢ - ٣٤٤ كتاب معرفة الصحابة، ذكر مناقب أبي ذرّ الغفاري (رضي الله عنه)، صحيح ابن حبان ١٦/٧٦ كتاب إخباره صلى الله عليه وآله وسلم عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم، مناقب أبي ذرّ الغفاري (رضي الله عنه)، مجمع الزوائد ٩/٣٢٩ كتاب المناقب، باب في أبي ذرّ (رضي الله عنه)، المصنّف - لابن أبي شيبة ٧/٥٢٦ كتاب الفضائل، ما جاء في أبي ذرّ الغفاري (رضي الله عنه)، وغيرها من المصادر الكثيرة جدّاً.

٢ - تاريخ دمشق ٤٠/٥٠٠ - ٥٠١ في ترجمة عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو، واللفظ له، كنز العمّال ١٠/٢٩٣ ح٢٩٤٧٩.

٣ - صحيح مسلم ج: ١ ص: ٩١ كتاب الإيمان: باب الاستسرار بالإيمان للخائف، واللفظ له. مسند أحمد ج: ٥ ص: ٣٨٤ حديث حذيفة بن اليمان. سنن ابن ماجة ج: ٢ ص: ١٣٣٧ كتاب الفتن: باب الصبر على =

١٧٥

الذي توفي فيه، فقال: إنّي كنت محدّثك بأحاديث، لعلّ الله أن ينفعك بها بعدي؛ فإن عشت فاكتم عنّي، وإن متّ فحدّث بها إن شئت، إنّه قد سلم عليّ إنّ نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قد جمع بين حجّة وعمرة، ثمّ لم ينزل بها كتاب، ولم ينه عنها نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال رجل فيها برأيه ما شاء(١) .

بل يبدو إنّ الأمر تجاوز ذلك إلى منع العلم والثقافة إلّا ما بذلته السلطة بحيث لا يحقّ لأحد أن يطلب العلم ويسأل إلّا في حدود خاصة، ومَنْ حاول ما خرج عن ذلك لا يقتصر على منعه، بل يُنهك عقوبة ونكالاً؛ ليكون عبرة لغيره، فلا يتجرّأ على البحث والسؤال.

فقد تظافرت النصوص أنّ صبيغاً سأل عن متشابه القرآن فعزّره عمر(٢) ، بل في بعضها أنّه أنهكه عقوبة وأضرّ به(٣) . وفي بعضها أنّه منع المسلمين

____________________

= البلاء. السنن الكبرى للنسائي ج: ٥ ص: ٢٧٦ كتاب السير: إحصاء الإمام الناس. صحيح ابن حبان ج: ١٤ ص: ١٧١ كتاب التاريخ: ذكر إحصاء المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلم) من كان تلفظ بالإسلام في أول الإسلام. المصنف لابن أبي شيبة ج: ٨ ص: ٦١٩ كتاب الفتن: باب من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنها. وغيرها من المصادر الكثيرة جداً.

١ - صحيح مسلم ٤/٤٨ كتاب الحجّ، باب جواز التمتّع، واللفظ له، الطبقات الكبرى ٤/٢٩٠ في ترجمة عمران بن حصين، سنن الدارمي ٢/٣٥ كتاب المناسك، باب في القران، مسند أحمد ٤/٤٢٨ حديث عمران بن حصين (رضي الله عنه)، أضواء البيان ٤/٣٦٦، وغيرها من المصادر.

٢ - سنن الدارمي ١/٥٤ باب مَنْ هاب الفتيا وكره التنطع والتبدع، الإصابة ٣/٣٧٠ في ترجمة صبيغ بن عسل، تاريخ دمشق ٢٣/٤١١ في ترجمة صبيغ بن عسل، الاستذكار لابن عبد البر ٥/٧٠، نصب الراية ٤/١١٨، تفسير القرطبي ٤/١٥، الدرّ المنثور ٢/٧، فتح القدير ١/٣١٩، الاتقان في علوم القرآن ٢/٩، تخريج الأحاديث والآثار - للزيلعي ٣/٣٦٥، كنز العمّال ٢/٣٣٤ ح ٤١٧٠، وغيرها من المصادر الكثيرة.

٣ - سنن الدارمي ١/٥٤ باب مَنْ هاب الفتيا وكره التنطع والتبدع، تاريخ دمشق ٢٣/٤١٠ - ٤١١ في ترجمة صبيغ بن عسل، تفسير القرآن - لعبد الرزاق ٢/٢٤٩، تفسير القرطبي ٩/٢٢٦، تفسير ابن كثير ٢/٢٩٤، الدرّ المنثور ٦/١١١، الاستذكار - لابن عبد البر ٥/٧٠، كنز العمّال ٢/٣٣١ ح ٤١٦١، وص٣٣٥ ح ٤١٧٢، وغيرها من المصادر. =

١٧٦

من مجالسته(١) ، ومن عيادته إذا مرض(٢) ، وحرمه عطاءه ورزقه(٣) .

وعن بعضهم قال: رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنّه بعير أجرب يجيء إلى الحلقة ويجلس وهم لا يعرفونه، فتناديهم الحلقة الأخرى: عزمة أمير المؤمنين عمر، فيقومون ويدعونه(٤) .

سيرة عمر أيّام ولايته

وذلك يناسب ما هو المعلوم من شدّة عمر وسطوته.

كما أجاب بذلك عبد الرحمن بن عوف أبا بكر لما سأله عنه، حيث قال له: إنّه أفضل من رأيك، إلّا إنّ فيه غلظة(٥) . بل أنكر بعض المهاجرين على أبي

____________________

= قال نافع مولى عبد الله: إنّ صبيغ العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن... فأرسل عمر إلى رطائب من جريد فضربه بها حتى نزل ظهره دبرة ثمّ تركه حتى برأ ثمّ عاد له ثمّ تركه حتى برأ فدعا به ليعود، فقال صبيغ: إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً، وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برأت....

١ - سنن الدارمي ١/٥٤ باب مَنْ هاب الفتيا وكره التنطع والتبدع، المصنّف - لعبد الرزاق ١١/٤٢٦ باب مَنْ حالت شفاعته دون حدّ، الإصابة ٣/٤٧١ في ترجمة صبيغ. تاريخ دمشق ٢٣/٤٠٨ - ٤١٣ في ترجمة صبيغ بن عسل، تفسير ابن كثير ٤/٢٤٨، الدرّ المنثور ٦/١١١، الاتقان في علوم القرآن ٢/٩، إكمال الكمال ٦/٢٠٧ باب عسل، كنز العمّال ٢/٣٣١ ح ٤١٦١، وص ٣٣٥ ح ٤١٧٣، ٤١٧٤، وص ٥١٠ ح ٤٦١٧، وص ٥١١ ح ٤٦١٨، و١١/٢٩٧ ح ٣١٥٥٩، وغيرها من المصادر.

٢ - الدرّ المنثور ٢/٧، كنز العمّال ٢/٣٣٧ ح ٤١٨٠.

٣ - الإصابة ٣/٣٧١ في ترجمة صبيغ، تاريخ دمشق ٢٣/٤١٣ في ترجمة صبيغ بن عسل، الوافي بالوفيات ١٦/١٦٣ في ترجمة صبيغ اليربوعي، الفقيه والمتفقه ٢/١٩، الدرّ المنثور ٢/٧، كنز العمّال ٢/٣٣٥ ح ٤١٧٤، وغيرها من المصادر.

٤ - تاريخ دمشق ٢٣/٤١٣ في ترجمة صبيغ بن عسل، واللفظ له، الاستذكار - لابن عبد البر ٥/٧٠، الدرّ المنثور ٢/٧، وغيرها من المصادر.

٥ - شرح نهج البلاغة ١/١٦٤.

١٧٧

بكر استخلافه لعمر، حيث قال له: استخلفت علينا عمر وقد عَتا علينا ولا سلطان له، فلو قد ملكنا كان أعتا وأعتا، فكيف تقول لله إذا لقيته؟!(١) .

وتقول أسماء بنت عميس: دخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر، فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به إذا خلا بهم؟! وأنت لاقٍ ربّك فسائلك عن رعيّتك. فقال أبو بكر وكان مضطجعاً: أجلسوني. فأجلسوه. فقال لطلحة: أبالله تفرّقني؟! أو أبالله تخوّفني؟! إذا لقيت الله ربّي فساءلني قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك(٢) .

وزاد ابن أبي الحديد: فقال طلحة: أعمر خير الناس يا خليفة رسول الله؟! فاشتدّ غضبه، فقال: إي والله هو خيرهم، وأنت شرّهم. أما والله لو وليّتك لجعلت أنفك في قفاك، ولرفعت نفسك فوق قدرها حتى يكون الله هو الذي يضعه، أتيتني وقد دلكت عينك تريد أن تفتنني عن ديني وتزيلني عن رأيي؟! قم لا أقام الله رجليك... فقام طلحة فخرج(٣) .

وفي رواية أخرى أنّ طلحة قال له: ما أنت قائل لربّك غداً وقد ولّيت علينا فظّاً غليظاً تُفرّق منه النفوس، وتنفضّ عنه القلوب؟!(٤) .

بل قال ابن قتيبة: فدخل عليه المهاجرون والأنصار حين بلغهم أنّه استخلف عمر، فقالوا: نراك استخلفت علينا عمر وقد عرفته وعلمت

____________________

١ - تاريخ دمشق ٤٤/٢٤٩ - ٢٥٠ في ترجمة عمر بن الخطاب، واللفظ له، الفائق في غريب الحديث ١/٨٩.

٢ - تاريخ الطبري ٢/٦٢١ أحداث سنة ثلاث عشرة من الهجرة، ذكر أسماء قضاته وكتابه وعمّاله على الصدقات، واللفظ له، الكامل في التاريخ ٢/٤٢٥ أحداث سنة ثلاث عشرة من الهجرة، ذكر استخلافه عمر بن الخطاب، شرح نهج البلاغة ١/١٦٤ - ١٦٥، وقريب منه في الفتوح - لابن أعثم ١/١٢١ ذكر وفاة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) قبل فتح دمشق.

٣ - شرح نهج البلاغة ١/١٦٥.

٤ - شرح نهج البلاغة ١/١٦٤.

١٧٨

بوائقه(١) فينا وأنت بين أظهرنا، فكيف إذا ولّيت عنّا؟ وأنت لاقٍ الله (عزّ وجلّ) فسائلك، فما أنت قائل؟ فقال أبو بكر: لئن سألني الله لأقولنّ: استخلفت عليهم خيرهم في نفسي... وكان أهل الشام قد بلغهم مرض أبي بكر استبطؤوا الخبر، فقالوا: إنّا لنخاف أن يكون خليفة رسول الله قد مات وولي بعده عمر، فإن كان عمر هو الوالي فليس لنا بصاحب، وإنّا لنرى خلعه(٢) .

وعن زيد بن الحارث أنّ أبا بكر حين حضره الموت أرسل إلى عمر يستخلفه فقال الناس: تستخلف علينا فظّاً غليظاً، ولو قد ولينا كان أفظّ وأغلظ، فما تقول لربّك إذا لقيته وقد استخلفت عمر؟!(٣) .

ويظهر من ذلك أنّ المنكرون لولاية عمر في أنفسهم وعلى أبي بكر جماعة كثيرون، ويناسبه قول أبي بكر لعبد الرحمن بن عوف: إنّي ولّيت أمركم خيركم في نفسي، فكلّكم ورم أنفه من ذلك يريد أن يكون الأمر له دونه...(٤) .

وعن سيرة عمر في ولايته وسلطانه يقول أمير المؤمنين (صلوات الله

____________________

١ - هكذا وردت في طبعة مؤسسة الحلبي وشركائه بتحقيق الدكتور طه محمد الزيني، وكذا طبعة أمير - قم سنة ١٤١٣هـ بتحقيق علي شيري، وأمّا ما في طبعة دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤١٨هـ/١٩٩٧م بتعليق خليل المنصور فالوارد هكذا: (بوائقه).

٢ - الإمامة والسياسة ١/٢٣ ولاية عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).

٣ - المصنّف - لابن أبي شيبة ٨/٥٧٤ كتاب المغازي، ما جاء في خلافة عمر بن الخطاب، واللفظ له، تاريخ المدينة ٢/٦٧١، كنز العمّال ٥/٦٧٨ ح ١٤١٧٨.

٤ - تاريخ الطبري ٢/٦١٩ أحداث سنة ثلاث عشرة من الهجرة، ذكر أسماء قضاته وكتابه وعمّاله على الصدقات، واللفظ له، مجمع الزوائد ٥/٢٠٢ كتاب الخلافة، باب كراهة الولاية ولمَنْ تستحب، المعجم الكبير ١/٦٢ وممّا أسند أبو بكر الصديق (رضي الله تعالى عنه) عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الإمامة والسياسة ١/٢٠ مرض أبي بكر واستخلافه عمر (رضي الله عنهم)، تاريخ دمشق ٣٠/٤٢٠ في ترجمة أبي بكر الصديق، ميزان الاعتدال ٣/١٠٩ في ترجمة علوان بن داود البجلي، لسان الميزان ٤/١٨٨ في ترجمة علوان بن داود البجلي، وقد ذكر بعضه في النهاية في غريب الحديث ٥/١٧٧، ولسان العرب ٩/١٥، وتاج العروس ١٧/٧٢٣، وغيرها من المصادر.

١٧٩

عليه) في خطبته الشقشقية: «فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها، ويخشن مسّها، ويكثر العثار فيها، والاعتذار منها. فصاحبها كراكب الصعبة، إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحّم؛ فمُنِيَ الناس - لعمرو الله - بخبطٍ وشماس، وتلوّن واعتراض، فصبرت على طول المدّة وشدّة المحنة»(١) .

ويقول عثمان: أما والله يا معشر المهاجرين والأنصار، لقد عبتم عليّ أشياء ونقمتم أموراً قد أقررتم لابن الخطاب مثلها، ولكنّه وَقَمَكم(٢) وقمعكم، ولم يجترئ أحد يملأ بصره منه، ولا يشير بطرفه إليه...(٣) .

وعن المغيرة أنّه قال: كان ممّا تميّز به عمر (رضي الله عنه) الرعب، إنّ الناس كانوا يفرقونه(٤) .

وقال الأصمعي: كلّم الناس عبد الرحمن بن عوف أنّ يكلّم عمر بن الخطاب أن يلين لهم؛ فإنّه قد أخافهم حتى إنّه قد أخاف الأبكار في خدورهنّ. فقال عمر: إنّي لا أجد لهم إلّا ذلك، وإنّهم لو يعلمون ما لهم عندي لأخذوا ثوبي عن عاتقي(٥) .

____________________

١ - نهج البلاغة ١/٣٣، واللفظ له، علل الشرائع ١/١٥١، معاني الأخبار/٣٦١، مناقب آل أبي طالب - لابن شهرآشوب ٢/٤٩، وغيرها من المصادر.

٢ - وقم الدابة: جذب عنانها لتقف. ووقم الرجل َ: قهره وردّه عن حاجته أقبح الردّ.

٣ - الإمامة والسياسة ١/٢٨ ذكر الإنكار على عثمان (رضي الله عنه)، واللفظ له، تاريخ الطبري ٣/٣٧٧ أحداث سنة أربع وثلاثين من الهجرة، تكاتب المنحرفين عن عثمان للاجتماع...، الكامل في التاريخ ٣/١٥٢ أحداث سنة أربع وثلاثين من الهجرة، ذكر ابتداء قتل عثمان، البداية والنهاية ٧/١٨٩ أحداث سنة أربع وثلاثين من الهجرة، إعجاز القرآن - للباقلاني/١٤٢، شرح نهج البلاغة ٩/٢٣، وغيرها من المصادر.

٤ - تاريخ المدينة ٢/٦٨ هيبة عمر.

٥ - عيون الأخبار ١/١٢ كتاب السلطان، واللفظ له، تاريخ دمشق ٤٤/٢٦٩ - ٢٧٠ في ترجمة عمر بن الخطاب، كنز العمّال ١٢/٦٥٠ - ٦٥١ ح ٣٥٩٧٩، التذكرة الحمدونية ١/١٠٩ الفصل الخامس أخبار في السياسة والآداب.

١٨٠