فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها0%

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 672

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم
تصنيف: الصفحات: 672
المشاهدات: 247673
تحميل: 4881

توضيحات:

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 672 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247673 / تحميل: 4881
الحجم الحجم الحجم
فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

بعض التفاصيل المناسبة لانتهاء النهضة بالفاجعة

الأوّل: بعض التفاصيل المناسبة لحصوله في هذه النهضة الشريفة، كتحديد

مكان قتله (عليه السّلام)(١) ، وزمانه(٢) ، وأنّ قاتله يزيد(٣) ، مع ذكر بعض مَنْ يشارك في

____________________

١ - وقد روي ذلك مسنداً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كلّ من مسند أحمد ١/٨٥ في مسند علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، ومجمع الزوائد ٩/١٨٧ - ١٩١ كتاب المناقب، باب مناقب الحسين بن علي (رضي الله عنهم)، والمصنّف - لابن أبي شيبة ٧/٢٧٦ كتاب الأمراء، ما ذكر من حديث الأمراء والدخول عليهم، وج ٨/٦٣٢ كتاب الفتن، من كره الخروج في الفتنة وتعوّذ عنه، ومسند أبي يعلى ١/٢٩٨ مسند علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، والمعجم الكبير ٣/١٠٦ - ١١١ مسند الحسين بن علي: ذكر مولده وصفته، وتاريخ دمشق ١٤/١٨٨ - ١٩٩ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، وتاريخ الإسلام ٥/١٠٢ - ١٠٣ في ترجمة الحسين بن علي (رضي الله عنه)، وسير أعلام النبلاء ٣/٢٨٩ في ترجمة الحسين الشهيد، والبداية والنهاية ٨/٢١٧ في أحداث سنة إحدى وستين، فصل بلا عنوان بعد ذكر صفة مقتله، والوافي بالوفيّات ١٢/٢٦٣ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم)، وإمتاع الأسماع ٨/١٢٩، وغيرها من المصادر الكثيرة جداً.

٢ - مثل ما روي مسنداً عن أُمّ سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يُقتل حسين على رأس ستين من مهاجري». المعجم الكبير ٣/١٠٥ مسند الحسين بن علي، ذكر مولده وصفته، واللفظ له، تاريخ بغداد ١/١٥٢ في ذكر مَنْ ورد بغداد من جلّة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الحسين بن علي، تاريخ دمشق ١٤/١٩٨ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، مجمع الزوائد ٩/١٩٠ كتاب المناقب، باب مناقب الحسين بن علي (عليهم السّلام)، الفردوس بمأثور الخطاب ٥/٥٣٩، وغيرها من المصادر.

وكذا ما روي مسنداً عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يُقتل الحسين (عليه السّلام) حين يعلوه القتير». المعجم الكبير ٣/١٠٥ مسند الحسين بن علي، ذكر مولده وصفته، واللفظ له، مجمع الزوائد ٩/١٩٠ كتاب المناقب، باب مناقب الحسين بن علي (عليهم السّلام)، كنز العمّال ١٢/١٢٩ ح ٣٤٣٢٦، الفردوس بمأثور الخطاب ٥/٥٣٩.

٣ - الفتوح - لابن أعثم ٤/٣٢٨ ابتداء أخبار مقتل مسلم بن عقيل والحسين بن علي وولده، مقتل الحسين - للخوارزمي ١/١٦٣، المعجم الكبير ٣/١٢٠ مسند الحسين بن علي، ذكر مولده وصفته، وج ٢٠/٣٨ في ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص عن معاذ، مجمع الزوائد ٩/١٩٠ كتاب المناقب، باب مناقب الحسين بن علي (عليهم السّلام)، كنز العمّال ١١/١٦٦ ح ٣١٠٦١، وج ١٢/١٢٨ ح ٣٤٣٢٤، بحار الأنوار ٤٥/٣١٤، وغيرها من المصادر.

٢١

ذلك(١) ، وما يؤول إليه أمرهم - كما تقدّم بعضه - وغير ذلك ممّا قد يتّضح في تتمّة حديثنا هذا.

توقّع الإمام الحسين (عليه السّلام) أنّ عاقبة نهضته القتل

بل صرّح الإمام الحسين (عليه السّلام) نفسه ولوّح بأنّه يُقتل في هذه النهضة المقدّسة،

____________________

١ - بصائر الدرجات/٣١٨، إعلام الورى بأعلام الهدى ١/٣٤٥ الركن الثاني، في ذكر الإمام علي بن أبي طالب (عليه السّلام)، الباب الثالث، الآيات والدلالات المؤيّدة لإمامته، الإصابة ٢/٢٠٩ في ترجمة خالد بن عرفطة، شرح نهج البلاغة ٢/٢٨٧، وغيرها من المصادر.

ومن أمثلة ذلك ما رواه ابن أبي الحديد أنّه قال: روى ابن هلال الثقفي في كتاب الغارات، عن زكريا بن يحيى العطار، عن فضيل، عن محمد بن علي قال: لما قال علي (عليه السّلام): «سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله لا تسألونني عن فئة تضلّ مئة وتهدي مئة إلّا أنبأتكم بناعقتها وسائقتها».

قام إليه رجل فقال: أخبرني بما في رأسي ولحيتي من طاقة شعر.

فقال له علي (عليه السّلام): «والله، لقد حدّثني خليلي أنّ على كلّ طاقة شعر من رأسك ملكاً يلعنك، وإنّ على كلّ طاقة شعر من لحيتك شيطاناً يغويك، وإنّ في بيتك سخلاً يقتل ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله».

وكان ابنه قاتل الحسين (عليه السّلام) يومئذٍٍ طفلاً يحبو، وهو سنان بن أنس النخعي. شرح نهج البلاغة ٢/٢٨٦.

وروى أيضاً: أنّ تميم بن أسامة بن زهير بن دريد التميمي اعترضه وهو يخطب على المنبر ويقول: «سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله لا تسألوني عن فئة تضلّ مئة، أو تهدي مئة إلّا نبأتكم بناعقها وسائقها. ولو شئت لأخبرت كلّ واحد منكم بمخرجه ومدخله وجميع شأنه».

فقال: فكم في رأسي طاقة شعر؟

فقال له: «أما والله، إنّي لأعلم ذلك، ولكن أين برهانه لو أخبرتك به، ولقد أخبرتك [كذا في المصدر] بقيامك ومقالك. وقيل لي: إنّ على كلّ شعرة من شعر رأسك ملكاً يلعنك وشيطاناً يستفزّك، وآية ذلك أنّ في بيتك سخلاً يقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويحضّ على قتله».

فكان الأمر بموجب ما أخبر به (عليه السّلام)، كان ابنه حصين - بالصاد المهملة - يومئذٍ طفلاً صغيراً يرضع اللبن، ثمّ عاش إلى أن صار على شرطة عبيد الله بن زياد، وأخرجه عبيد الله إلى عمر بن سعد يأمره بمناجزة الحسين (عليه السّلام) ويتوعّده على لسانه إنْ أرجأ ذلك، فقُتل (عليه السّلام) صبيحة اليوم الذي ورد فيه الحصين بالرسالة في ليلته. ج١٠/١٤ - ١٥.

٢٢

كما يأتي في خطبته (عليه السّلام) في مكّة حينما أراد الخروج إلى العراق.

وعن الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السّلام) قال: «خرجنا مع الحسين (عليه السّلام) فما نزل منزلاً ولا ارتحل منه إلّا ذكر يحيى بن زكريا وقتله. وقال يوماً: ومن هوان الدنيا على الله أنّ رأس يحيى بن زكريا (عليه السّلام) أُهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل»(١) .

ونحوه حديث الإمام الحسين (عليه السّلام) مع عبد الله بن عمر(٢) .

ففي حديث له مع بعض مَنْ لقيه في الطريق قال فيه: «هذه كتب أهل الكوفة إليّ، ولا أراهم إلّا قاتلي...»(٣) .

وفي حديث له مع أبي هرّة الأزدي: «يا أبا هرّة، لتقتلني الفئة الباغية، وليلبسنّهم الله تعالى ذلاً شاملاً، وسيفاً قاطعاً...»(٤) .

وقد سبق منه (عليه السّلام) تأكيده لعمر بن سعد صدق ما يتحدّث به الناس من أنّه سيقتله، وأنّه من بعده (عليه السّلام) لا يأكل من برّ العراق إلّا قليلاً، وكرّر (عليه السّلام) التنبؤ له بقلّة بقائه بعده قبل المعركة بأيام(٥) .

____________________

١ - الإرشاد ٢/١٣٢، إعلام الورى بأعلام الهدى ١/٤٢٩، مناقب آل أبي طالب - لابن شهر آشوب ٣/٢٣٧، بحار الأنوار ١٤/١٧٥، وج ٤٥/٩٠، ٢٩٨.

٢ - الفتوح - لابن أعثم ٥/٢٨ وصية الحسين (رضي الله عنه) لأخيه محمد (رضي الله عنه)، مقتل الحسين - للخوارزمي ١/١٩٢ الفصل العاشر.

٣ - تاريخ دمشق ١٤/٢١٦ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، واللفظ له، سير أعلام النبلاء ٣/٣٠٦ في ترجمة الحسين الشهيد، تاريخ الإسلام ٥/١٢ الطبقة السابعة، حوادث سنة واحد وستين، مقتل الحسين، البداية والنهاية ٨/١٨٣ أحداث سنة ستين من الهجرة، صفة مخرج الحسين إلى العراق، ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد/٦٤ ح ٢٩٠، نظم درر السمطين/٢١٤، وغيرها من المصادر.

٤ - مقتل الحسين - للخوارزمي ١/٢٢٦ الفصل الحادي عشر في خروج الحسين من مكة إلى العراق، واللفظ له، الفتوح - لابن أعثم ٥/٧٩ ذكر مسير الحسين (رضي الله عنه) إلى العراق، اللهوف في قتلى الطفوف/٤٣ - ٤٤ خروج الحسين من مكة إلى العراق، وغيرها من المصادر.

٥ - تاريخ دمشق ٤٥/٤٨ في ترجمة عمر بن سعد بن أبي وقاص، تهذيب الكمال ٢١/٣٥٩ في ترجمة عمر بن سعد بن أبي وقاص، تهذيب التهذيب ٧/٣٩٦ في ترجمة عمر بن سعد بن أبي وقاص، تاريخ الإسلام ٥/١٩٥ في ترجمة عمر بن سعد بن أبي =

٢٣

وقال له يوم عاشوراء قُبيل المعركة: «أما والله يا عمر، ليكوننّ لما ترى يوم يسوؤك»(١) .

وقال له أيضاً: «يا عمر، أنت تقتلني وتزعم أن يولّيك الدعي ابن الدعي بلاد الرّي وجرجان! والله لا تتهنأ بذلك أبداً؛ عهد معهود. فاصنع ما أنت صانع؛ فإنّك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، وكأنّي برأسك على قصبة قد نُصب بالكوفة يتراماه الصبيان ويتّخذونه غرضاً بينهم»(٢) .

كما خطب (صلوات الله عليه) عسكر ابن سعد لما رأى منهم التصميم على قتاله، فقال في آخر خطبته: «ثمّ أيم الله لا تلبثون بعدها إلّا كريثما يُركب الفرس، ثمّ تدور بكم دور الرحى، وتقلق بكم قلق المحور، عهد عهده إليّ أبي عن جدّي،( فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً... ) »(٣) .

وقال (عليه السّلام) في دعائه عليهم: «اللّهمّ احبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسني يوسف، وسلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأساً مصبّرة...(٤) ، ولا يدع فيهم أحداً إلّا قتله، قتلة بقتلة، وضربة بضربة، ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي منهم»(٥) ، إلى غير ذلك.

____________________

= وقاص، الفتوح - لابن أعثم ٥/١٠٣ ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي (رضي الله عنه)، مقتل الحسين - للخوارزمي ١/٢٤٥ الفصل الحادي عشر في خروج الحسين من مكة إلى العراق، وغيرها من المصادر.

١ - ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد/٧٢ ح ٢٩٢، واللفظ له، سير أعلام النبلاء ٣/٣٠٢ في ترجمة الحسين الشهيد.

٢ - مقتل الحسين - للخوارزمي ٢/٨، واللفظ له، بحار الأنوار ٤٥/١٠.

٣ - اللهوف في قتلى الطفوف/٥٩، واللفظ له، تاريخ دمشق ١٤/٢١٩ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، مقتل الحسين - للخوارزمي ٢/٧، كفاية الطالب/٤٢٩.

٤ - مقتل الحسين - للخوارزمي ٢/٨، واللفظ له، اللهوف في قتلى الطفوف/٦٠.

٥ - بحار الأنوار ٤٥/١٠، واللفظ له. العوالم/٢٥٣.

٢٤

الحثّ على نصر الإمام الحسين (عليه السّلام) والتأنيب على خذلانه

الثاني: الحثّ على نصر الإمام الحسين (عليه السّلام)، والتأنيب على خذلانه، مثل ما تقدّم في خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما عن أنس بن الحرث قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إنّ ابني هذا - يعني الحسين - يُقتل بأرض يُقال لها كربلاء، فمَنْ شهد ذلك منكم فلينصره»(١) .

وعن زهير بن القين قال: غزونا بلنجر ففتح علينا، وأصبنا غنائم ففرحنَ، وكان معنا سلمان الفارسي فقال لنا: إذا أدركتم سيّد شباب أهل محمد [الجنّة] فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معه بما أصبتم اليوم من الغنائم(٢) .

وفي حديث معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن أخبر بقتل الحسين (عليه السّلام) قال: «والذي نفسي بيده، لا يُقتل بين ظهراني قوم لا يمنعوه إلّا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم، وسلّط عليهم شرارهم، وألبسهم شيعاً...»(٣) .

____________________

١ - تاريخ دمشق ١٤/٢٢٤ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، واللفظ له، الإصابة ١/٢٧١ في ترجمة أنس بن الحارث بن نبيه، أسد الغابة ١/١٢٣ في ترجمة أنس بن الحارث، البداية والنهاية ٨/٢١٧ في أحداث سنة إحدى وستين، فصل بلا عنوان بعد ذكر صفة مقتله، إمتاع الأسماع ١٢/٢٤٠، و١٤/١٤٨ إنذاره صلى الله عليه وآله وسلم بقتل الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم)، ذخائر العقبى/١٤٦، ينابيع المودّة ٣/٨،٥٢، كنز العمال ١٢/١٢٦ ح ٣٤٣١٤، بحار الأنوار ١٨/١٤١، و٤٤/٢٤٧، وغيرها من المصادر.

٢ - الكامل في التاريخ ٤/٤٢ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر مسير الحسين إلى الكوفة، واللفظ له، تاريخ الطبري ٤/٢٩٩ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السّلام) من مكة متوجهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره، معجم ما استعجم ١/٢٧٦ في مادة (بلنجر)، مقتل الحسين - للخوارزمي ١/٢٢٥ الفصل الحادي عشر في خروج الحسين من مكة إلى العراق.

٣ - المعجم الكبير ٣/١٢٠ مسند الحسين بن علي: ذكر مولده وصفته، و٢٠/٣٩ في ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص عن معاذ، واللفظ له، مجمع الزوائد ٩/١٩٠ كتاب المناقب، باب مناقب الحسين بن علي (عليهم السّلام)، كنز العمال ١١/١٦٦ ح ٣١٠٦١، مقتل الحسين - للخوارزمي ١/١٦١ الفصل الثامن في إخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحسين وأحواله، وغيرها من المصادر.

٢٥

وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام) للبراء بن عازب: «يا براء، أيقتل الحسين وأنت حي فلا تنصره؟!».

فقال البراء: لا كان ذلك يا أمير المؤمنين.

فلمّا قُتل الحسين (عليه السّلام) كان البراء يذكر ذلك، ويقول: أعظم بها حسرة؛ إذ لم أشهده، وأُقتل دونه(١) .

الإمام الحسين (عليه السّلام) مأمور بنهضته عالم بمصيره

وذلك بمجموعه يكشف عن أنّه (صلوات الله عليه) قد أقدم على تلك النهضة عالماً بمصيره، وأنّه (عليه السّلام) كان مأموراً بنهضته من قِبَل الله تعالى، وإلاّ فلو لم يكن ذلك مرضيّاً لله تعالى لكان على النبي وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهما وآلهما) تحذيره من مغبّة نهضته ومنعه منه، لا حثّ الناس على نصره وتأنيبهم على خذلانه، ولو كانا قد حذّراه ومنعاه لكان حريّاً بالاستجابة لهم؛ فإنّه (صلوات الله عليه) أتقى لله تعالى من أن يتعمّد خلافهم.

بل ورد عنهما (صلوات الله عليهما وآلهما) أنّهما حثّاه ورغّباه، فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال للإمام الحسين (عليه السّلام): «إنّ لك في الجنّة درجة لا تنالها إلّا بالشهادة»(٢) .

كما ورد أنّه صلى الله عليه وآله وسلم أخبره بذلك في الرؤيا لما قرب الموعد(٣) .

وعن أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه لما حاذى نينوى في طريقه إلى صفين نادى:

____________________

١ - شرح نهج البلاغة ١٠/١٥، واللفظ له، الإرشاد ١/٣٣١، إعلام الورى بأعلام الهدى ١/٣٤٥، مناقب آل أبي طالب - لابن شهرآشوب ٢/١٠٦، بحار الأنوار ٤٤/٢٦٢، وغيرها من المصادر.

٢ - مقتل الحسين - للخوارزمي ١/١٧٠ الفصل الثامن في إخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحسين وأحواله.

٣ - راجع الفتوح - لابن أعثم ٥/٢٠ ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة، مقتل الحسين - للخوارزمي ١/١٨٧ الفصل التاسع في بيان ما جرى بينه وبين الوليد بن عتبة ومروان بن الحكم بالمدينة في حياة معاوية وبعد وفاته، ينابيع المودّة ٣/٥٤، الأمالي - للصدوق/٢١٧، بحار الأنوار ٤٤/٣١٣، ٣٢٨، و٥٨/١٨٢.

٢٦

«صبراً أبا عبد الله، صبراً أبا عبد الله»، ثمّ ذكر مقتله بشطّ الفرات(١) ... إلى غير ذلك ممّا رواه الفريقان خصوصاً شيعة أهل البيت (عليهم السّلام).

كما أنّ الإمام الحسين (صلوات الله عليه) صرّح برضى الله تعالى بنهضته، وأنّ الله تعالى قد اختارها له في خطبته العظيمة في مكّة المكرّمة حين عزم على الخروج منها متوجّهاً إلى العراق، حيث قال فيها في جملة ما قال: «خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة. وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف. وخِيرَ لي مصرع أنا لاقيه. كأنّي بأوصالي هذه تقطّعها عسلان الفلاة بين النواويس وكربلاء... لا محيص عن يوم خطّ بالقلم. رضى الله رضانا أهل البيت. نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين... مَنْ كان فينا باذلاً مهجته، وموطّناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا؛ فإنّي راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى»(٢) .

كما يأتي عنه (عليه السّلام) أنّه رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمره بأمر هو ماضٍ فيه، كان له أو عليه، بل أنّه صلى الله عليه وآله وسلم أخبره في الرؤيا بأنّه سوف يُقتل.

ويؤيّد ذلك أمران:

____________________

١ - مصنّف ابن أبي شيبة ٨/٦٣٢ كتاب الفتن، من كره الخروج في الفتنة وتعوّذ عنه، المعجم الكبير ٣/١٠٥ مسند الحسين بن علي، ذكر مولده وصفته، الآحاد والمثاني ١/٣٠٨، تاريخ دمشق ١٤/١٨٧ - ١٨٨ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، تهذيب الكمال ٦/٤٠٧ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، تهذيب التهذيب ٢/٣٠٠ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، تاريخ الإسلام ٥/١٠٢ في ترجمة الحسين بن علي (رضي الله عنه)، إمتاع الأسماع ١٢/٢٣٦ إنذاره صلى الله عليه وآله وسلم بقتل الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم)، ترجمة الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد/٤٨ ح ٢٧٤، ذخائر العقبى/١٤٨ ذكر إخبار الملك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقتل الحسين وإيرائه تربة الأرض التي يُقتل به، وغيرها من المصادر الكثيرة.

٢ - اللهوف في قتلى الطفوف/٣٨، واللفظ له، مثير الأحزان/٢٠، مقتل الحسين - للخوارزمي ٢/٥ - ٦. وقد روى الخطبة بسنده عن الإمام زين العابدين (عليه السّلام).

٢٧

الشواهد على أنّه (عليه السّلام) لم يتحرّ مظان السلامة

الأوّل: إنّه يوجد في بعض زوايا التاريخ ما يشهد بأنّه (صلوات الله عليه) لم يكن في مقام تحرّي مظان السلامة، بل كان مصرّاً على السير في طريقه إلى مصرعه الذي يعرفه، وحيث انتهى وقُتل.

فهو (عليه السّلام) وإن كان يؤكّد على الحذر من أن يُقتل في مكّة المكرّمة؛ لئلاّ يكون هو الذي تُنتهك به حرمتها، إلّا أنّه لم يعرج على ما أشار به غير واحد - كما يأتي - من الذهاب إلى اليمن، ولم يناقش وجهة نظرهم، بل توجّه للعراق.

وفي أوّل الطريق لقيه الفرزدق فسأله (عليه السّلام) عن خبر الناس فقال: الخبير سألت، قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني أُميّة، والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء.

فقال (صلوات الله عليه): «صدقت. لله الأمر يفعل ما يشاء، وكلّ يوم ربّنا في شأن. إنْ نزل القضاء بما نحبّ فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر، وإنْ حال القضاء دون الرجاء فلم يعتدِ مَنْ كان الحقّ نيّته، والتقوى سريرته»(١) .

ولم يحمله ذلك على أن يُعيد النظر في أمره، ويراجع حساباته، ويتلبّث حتى تنجلي الأمور، ويتّضح موقف الناس، وموقف شيعته - الذين كاتبوه - بعد ولاية ابن زياد على الكوفة، واستلامه السلطة فيه.

____________________

١ - تاريخ الطبري ٤/٢٩٠ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السّلام) من مكة متوجّهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره، واللفظ له، الكامل في التاريخ ٤/٤٠ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر مسير الحسين (عليه السّلام) إلى الكوفة، البداية والنهاية ٨/١٨٠ أحداث سنة ستين من الهجرة، صفة مخرج الحسين إلى العراق، الفتوح - لابن أعثم ٥/٨٠ ذكر مسير الحسين (رضي الله عنه) إلى العراق، الإرشاد ٢/٦٧، مقتل الحسين - للخوارزمي ١/٢٢٣ الفصل الحادي عشر في خروج الحسين من مكة إلى العراق، وغيرها من المصادر.

٢٨

وحتى بعد أن بلغه - قبل التقائه بالحرّ وأصحابه - خذلان الناس له، ومقتل مسلم بن عقيل (عليه السّلام) وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر (رضي الله عنهم)، وإحكام ابن زياد سيطرته على الكوفة لم يثنه ذلك عن المضي في طريقه.

كما ورد أنّه لما بلغه مقتل مسلم بن عقيل (عليه السّلام) وهاني بن عروة استرجع وترحّم عليهما مراراً وبكى(١) ، وبكى معه الهاشميون، وكثر صراخ النساء حتى ارتجّ الموضع لقتل مسلم، وسالت الدموع كلّ مسيل(٢) .

وقال (صلوات الله عليه): «رحم الله مسلم، فلقد صار إلى روح الله وريحانه، وتحيّته وغفرانه ورضوانه، أما إنّه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا»(٣) .

بل لما وصلته (عليه السّلام) رسالة ابن الأشعث يخبره عن لسان مسلم بن عقيل بما آل إليه أمره، ويطلب منه الرجوع، لم يزد على أن قال: «كلّ ما حمّ نازل، وعند الله نحتسب أنفسنا وفساد أُمّتنا»(٤) ، واستمر في سيره.

____________________

١ - تاريخ الطبري ٤/٢٩٩ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السّلام) من مكّة متوجّهاً إلى الكوفة....

٢ - اللهوف في قتلى الطفوف/٤٥.

٣ - مقتل الحسين - للخوارزمي ١/٢٢٣ الفصل الحادي عشر في خروج الحسين من مكة إلى العراق، واللفظ له، الفتوح - لابن أعثم ٥/٨٠ ذكر مسير الحسين (رضي الله عنه) إلى العراق، الفصول المهمّة ٢/٧٧٣ الفصل الثالث في ذكر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، فصل في ذكر شيء من محاسن كلامه وبديع نظامه (عليه السّلام)، مطالب السؤول في مناقب آل الرسول/٣٩٠ الفصل الثامن في كلامه (عليه السّلام)، اللهوف في قتلى الطفوف/٤٥ خروج الحسين من مكة إلى العراق، وغيرها من المصادر.

٤ - تاريخ الطبري ٤/٢٩٠ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السّلام) للمسير إلى ما قبلهم وأمر مسلم بن عقيل، واللفظ له، الكامل في التاريخ ٤/٣٣ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين بن علي ليسير إليهم وقتل مسلم بن عقيل، البداية والنهاية ٨/١٧١ أحداث سنة ستين من الهجرة، قصّة الحسين بن علي وسبب خروجه من مكة في طلب الإمارة ومقتله، وغيرها من المصادر.

٢٩

إخبار الإمام الحسين (عليه السّلام) لمَنْ معه بخذلان الناس له

غاية الأمر أنّه (عليه السّلام) أعلم بذلك في الطريق مَنْ كان معه من الناس قبل أن يلتقي بالحرّ وأصحابه.

قال بكر بن مصعب المزني: كان الحسين لا يمرّ بأهل ماء إلّا اتّبعوه حتى انتهى إلى زبالة سقط إليه مقتل أخيه من الرضاعة مقتل عبد الله بن بقطر... فأخرج للناس كتاباً فقرأ عليهم: «بسم الله الرحمن الرحيم. أمّا بعد؛ فإنّه قد أتانا خبر فظيع. قتل مسلم بن عقيل، وهانئ بن عروة، وعبد الله بن بقطر، وقد خذلتنا شيعتنا، فمَنْ أحب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منّا ذمام».

قال: فتفرّق الناس عنه تفرّقاً، فأخذوا يميناً وشمالاً حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من المدينة. وإنّما فعل ذلك؛ لأنّه ظنّ إنّما اتّبعه الأعراب لأنّهم ظنّوا أنّه يأتي بلداً قد استقامت له طاعة أهله، فكره أن يسيروا معه إلّا وهم يعلمون على مَ يقدمون، وقد عَلِم أنّهم إذا بيّن لهم لم يصحبه إلّا مَنْ يريد مواساته والموت معه(١) .

تهيؤ الإمام الحسين (عليه السّلام) للقاء الحرّ وأصحابه

وفي حديث عبد الله بن سليم والمذري بن المشمعل الأسديين أنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) نزل شراف، فلمّا كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا، ثمّ سار حتى انتصف النهار، ثمّ التقى بالحرّ ومَنْ معه - وهم ألف فارس - في حرّ الظهيرة، فقال (صلوات الله عليه) لفتيانه: «اسقوا القوم، وارووهم من الماء،

____________________

١ - تاريخ الطبري ٤/٣٠٠ - ٣٠١ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، واللفظ له، الكامل في التاريخ ٤/٤٣ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر مسير الحسين إلى الكوفة، الإرشاد ٢/٧٥ - ٧٦.

٣٠

ورشّفوا الخيل ترشيفاً».

قالا: فقام فتيانه فرشّفوا الخيل ترشيفاً، فقام فتية وسقوا القوم من الماء حتى أرووهم، وأقبلوا يملؤون القصاع والأتوار والطساس من الماء ثمّ يدنونها من الفرس، فإذا عبّ فيه ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عزلت عنه وسقوا آخر حتى سقوا الخيل كلّها(١) .

ويظهر من ذلك أنّه (عليه السّلام) قد تهيّأ للقاء الحرّ وجيشه من السحر حينما أمر باستقاء الماء فأكثروا منه، وإلاّ فركب الإمام الحسين (صلوات الله عليه) يقارب المئتين أو يزيد عليها قليلاً، وليس من الطبيعي أن يستقي من الماء ما يفيض عن حاجته بمقدار ما يكفي لإرواء ذلك الجيش البالغ ألف نفر وإرواء خيلهم لو لم يكن (عليه السّلام) قد تهيّأ لذلك، وتعمّد الزيادة من الماء سحراً قبل ارتحاله من شراف.

وإذا كان (عليه السّلام) عالماً بلقاء ذلك الجيش فمن الطبيعي أن يكون عالماً بنتائج ذلك اللقاء وما يترتّب عليه، وموطّناً نفسه عليه، من أجل تحقيق هدفه، وإلاّ كان بوسعه الرجوع قبل لقائه.

وبذلك يظهر أنّ محاولته (صلوات الله عليه) بعد لقاء ذلك الجيش الرجوع(٢) ليس لاحتمال فسح المجال له، وقبولهم بذلك في محاولة للتراجع عن مقصده بعد أن ظهر له خطأ تقديره وحساباته، بل هو أشبه بطلب صوري إقامة للحجّة، ومقدّمة لاتفاقه مع الحرّ على أن يسير في طريق لا يوصله للكوفة ولا يردّه للمدينة، بل ينتهي به إلى حيث انتهى، وقد تحقّق له (عليه السّلام) ما أقدم عليه.

____________________

١ - تاريخ الطبري ٤/٣٠٢ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، واللفظ له، الإرشاد ٢/٧٦ - ٧٧، وقد رواه مختصراً ابن الأثير في الكامل في التاريخ ٤/٤٦ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه).

٢ - تاريخ الطبري ٤/٣٠٣ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، الكامل في التاريخ ٤/٤٧ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه).

٣١

اتفاقه (عليه السّلام) مع الحرّ في الطريق

ولمّا التقى (صلوات الله عليه) بالحرّ بن يزيد الرياحي - الذي بعثه ابن زياد في ألف رجل ليأتوه بالحسين إلى الكوفة - كان (عليه السّلام) في أبعد موضع عن نفوذ ابن زياد، وأصعب مكان لتجمّع الجيش ضدّه، حيث لا ماء ولا زرع، ولا قِرى ولا مأوى.

لكنّه (عليه السّلام) بعد أن منعه الحرّ من الرجوع اتّفق مع الحرّ - كما سبق - على أن يسلك طريقاً لا يوصله للكوفة ولا يرجع به للمدينة، واستمر في السير في منطقة نفوذ ابن زياد، وتوغّل فيه.

مع أنّه (صلوات الله عليه) إن كان آيساً من نصرة أهل الكوفة له كان الأصلح له عسكرياً أن يقف حيث انتهى، أو يقتصر في السير على أوّل موضع يجد فيه الماء.

وإن كان يأمل نصرتهم، ويحاول الحصول عليه، كان الأصلح له أن يسير مع الحرّ إلى مشارف الكوفة، ثمّ يمتنع من الاستسلام لابن زياد ويستنصر الناس، حيث يسهل على مَنْ يريد نصره من الكوفيين أن يصل إليه ويلتحق به.

بينما يتعذّر ذلك على الكثير منهم إذا بعد عن الكوفة؛ لأنّ عبيد الله بن زياد يستطيع حينئذ محاصرة الكوفة وضبط أطرافها، بحيث يتعذّر على مَنْ يعرف بالتشيّع الوصول للإمام الحسين (عليه السّلام).

وفعلاً قام ابن زياد بذلك. قال ابن سعد: وجعل الرجل والرجلان والثلاثة يتسلّلون إلى حسين من الكوفة، فبلغ ذلك عبيد الله فخرج فعسكر بالنخيلة، واستعمل على الكوفة عمرو بن حريث، وأخذ الناس بالخروج إلى النخيلة، وضبط الجسر فلم يترك أحداً يجوزه(١) .

____________________

١ - ترجمة الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد/٦٩ - ٧٠ ح ٢٩٠، واللفظ له، سير أعلام النبلاء ٣/٣٠٠ في ترجمة الحسين الشهيد، أنساب الأشراف ٣/٣٨٨ خروج الحسين بن علي من مكة إلى الكوفة، وغيرها من المصادر.

٣٢

امتناعه (عليه السّلام) من الذهاب لجبل طيء

كما إنّه (صلوات الله عليه) في الطريق بعد لقائه مع الحرّ التقى بالطرماح بن عدي الطائي، فذكر له الطرماح أنّه رأى الناس قد جُمعوا من أجل أن يُسرَّحوا لقتاله. وقال له: فإن أردت أن تنزل بلداً يمنعك الله به حتى ترى من رأيك، ويستبين لك ما أنت صانع، فسر حتى أنزلك مناع جبلنا الذي يدعى (أج)، امتنعنا والله به من ملوك غسّان وحمير، ومن النعمان بن المنذر، ومن الأسود والأحمر. والله، إن دخل علينا ذلّ قطّ. فأسير معك حتى أُنزلك القرية، ثمّ نبعث إلى الرجال ممّن بأجأ وسلمى من طيء. فوالله، لا يأتي عليك عشرة أيام حتى يأتيك طيء رجالاً وركبان. ثمّ أقم فينا ما بدا لك. فإن هاجك هيج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم. والله، لا يوصَل إليك أبداً ومنهم عين تطرف.

فجزاه الإمام الحسين (عليه السّلام) وقومه خيراً، وقال: «إنّه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف، ولا ندري علامَ تنصرف بنا وبهم الأمور في عاقبة»(١) .

وأخيراً كانت نتيجة اتّفاقه (عليه السّلام) مع الحرّ أن وصل إلى مكان بعيد عن الكوفة قريب من نهر الفرات، حيث الماء والزرع والقرى، وحيث يسهل تجمّع الجيوش لقتاله، ويصعب أو يتعذّر على مَنْ يريد نصره الوصول إليه.

____________________

١ - تاريخ الطبري ٤/٣٠٧ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، واللفظ له، الكامل في التاريخ ٤/٥٠ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه)، البداية والنهاية ٨/١٨٨ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمّة الشأن، ومثله مختصراً في أنساب الأشراف ٣/٣٨٣ خروج الحسين بن علي من مكة إلى الكوفة، وغيرها من المصادر.

٣٣

ثمّ لما وصل كتاب ابن زياد للحرّ يأمره أن يجعجع بالحسين (عليه السّلام) وأصحابه، وينزلهم على غير ماء ولا في قرية، قالوا له: دعنا ننزل نينوى أو الغاضريات أو شفية، فمنعهم؛ معتذراً بأنّ رسول ابن زياد عين عليه.

فقال زهير بن القين (رضي الله عنه) للإمام الحسين (صلوات الله عليه): يابن رسول الله، إنّ قتال هؤلاء أهون من قتال مَنْ يأتينا من بعدهم. فلعمري، ليأتينا من بعد مَنْ ترى ما لا قِبَل لنا به.

فقال (عليه السّلام): «ما كنت لأبدأهم بالقتال»(١) .

مع إنّه (صلوات الله عليه) لو أصرّ على النزول في إحدى القرى الحصينة، فإن تركوه فذاك، وإن قاتلوه كانوا هم البادئين بالقتال لا هو (عليه السّلام)، لكنّه استجاب لهم ولم يُمانع.

تصريحه (عليه السّلام) حين وصوله كربلاء بما عُهد إليه

حتى إذا نزل في الموضع الذي قُتل فيه قال: «ههنا مناخ ركابنا، ومحطّ رحالنا، ومسفك دمائنا»(٢) .

وزاد ابن طاووس: «بهذا حدّثني جدّي رسول الله صلّى الله عليه وآله»(٣) .

____________________

١ - تاريخ الطبري ٤/٣٠٩ في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، واللفظ له، الكامل في التاريخ ٤/٥٢ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه)، الفتوح - لابن أعثم ٥/٩٠ ذكر الحرّ بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي (رضي الله عنهم)، الأخبار الطوال/٢٥٢ خروج الحسين إلى الكوفة، إعلام الورى بأعلام الهدى ١/٤٥١، وغيرها من المصادر.

٢ - مقتل الحسين - للخوارزمي ١/٢٣٧ الفصل الحادي عشر في خروج الحسين من مكة إلى العراق، واللفظ له، الفتوح - لابن أعثم ٥/٩٤ ذكر نزول الحسين (رضي الله عنه) بكربلاء، مطالب السؤول في مناقب آل الرسول/٤٠٠، الفصول المهمّة ٢/٨١٦ الفصل الثالث في ذكر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، فصل في ذكر مصرعه ومدّة عمره وإمامته (عليه السّلام)، مناقب آل أبي طالب - لابن شهرآشوب ٣/٢٤٧، اللهوف في قتلى الطفوف/٤٩ وصول الحسين إلى كربلاء، وغيرها من المصادر.

٣ - اللهوف في قتلى الطفوف/٤٩ وصول الحسين إلى كربلاء.

٣٤

وقال سبط ابن الجوزي: فلمّا قيل للحسين: هذه أرض كربلاء، شمّها، وقال: «هذه والله هي الأرض التي أخبر بها جبرئيل رسول الله، وأنّني أُقتل فيها»(١) .

وقال الدينوري: قال الحسين: «وما اسم هذا المكان؟».

قالوا له: كربلاء.

قال: «ذات كرب وبلاء. ولقد مرّ أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صفين وأنا معه، فوقف فسأل عنه، فأُخبرنا باسمه. فقال: ههنا محطّ ركابهم، وههنا مهراق دمائهم. فسُئل عن ذلك، فقال: ثقل لآل بيت محمد ينزلون ههنا»(٢) .

وروى جابر بسند معتبر عن الإمام الباقر (عليه السّلام) قال: «قال الحسين (عليه السّلام) لأصحابه قبل أن يُقتل: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي: يا بُني، إنّك ستُساق إلى العراق، وهي أرض قد التقى بها النبيّون وأوصياء النبيّين، وهي أرض تُدعى عمّور، وإنّك تستشهد به، ويستشهد جماعة من أصحابك...»(٣) ... إلى غير ذلك.

تنبيهه (عليه السّلام) لظلامته وتمسّكه بموقفه

وبعد أن انتهى (صلوات الله عليه) إلى حيث يريد حاول أن يلفت النظر لظلامته؛ ليستثير العواطف، وأن يؤكّد على تمسّكه بموقفه وشرف هدفه، إقامة للحجّة.

فقد جمع (عليه السّلام) ولده وإخوته وأهل بيته، ونظر إليهم وبكى، وقال: «اللّهمّ إنّا عترة نبيّك محمد صلواتك عليه قد أُخرجنا وأُزعجنا وطُردنا عن حرم جدنا،

____________________

١ - تذكرة الخواص/٢٥٠ الباب التاسع في ذكر الحسين (عليه السّلام)، ذكر مقتله (عليه السّلام).

٢ - الأخبار الطوال/٢٥٣ خروج الحسين إلى الكوفة، واللفظ له، تاريخ الخميس ٢/٢٩٧ - ٢٩٨ الفصل الثاني في ذكر الخلفاء الراشدين وخلفاء بني أُميّة والعباسيين، ذكر مقتل الحسين بن علي وأين قُتل ومَنْ قتله، حياة الحيوان ١/١١١ في كلامه عن (الأوز).

٣ - الخراج والجرائح ٢/٨٤٨، واللفظ له، بحار الأنوار ٥٣/٦١ - ٦٢.

٣٥

وتعدّت بنو أُميّة علينا. اللّهمّ فخذ لنا بحقنا، وانصرنا على القوم الظالمين»(١) .

ثمّ أقبل على أصحابه فقال: «الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديانون»(٢) .

ثمّ حمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبي وآله وقال: «إنّه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبر معروفها، واستمرت حذاء، ولم تبقَ منها إلّا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل. ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه؟ ليرغب المؤمن في لقاء ربّه محقّاً؛ فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة، والحياة مع الظالمين إلّا برماً»(٣) .

فإنّ ملاحظة هذه الأمور بموضوعية وإنصاف تشهد بتصميمه (صلوات الله عليه) على أن يصل إلى موضع مصرعه الذي وعِد به، وعدم تشبّثه بأسباب السلامة، فضلاً عن أن يسعى للانتصار العسكري، وإنّه (عليه السّلام) مصمّم على الإصحار بعدم شرعية السلطة ومباينته لها، وبعسفها وظلمها، واستعداده للتضحية في سبيل ذلك من أجل شرف الهدف.

____________________

١ - مقتل الحسين - للخوارزمي ١/٢٣٦ - ٢٣٧ الفصل الحادي عشر في خروج الحسين من مكة إلى العراق، واللفظ له، الفتوح - لابن أعثم ٥/٩٣ ذكر كتاب الحسين (رضي الله عنه) إلى أهل الكوفة، بحار الأنوار ٤٤/٣٨٣.

٢ - مقتل الحسين - للخوارزمي ١/٢٣٦ - ٢٣٧ الفصل الحادي عشر في خروج الحسين من مكة إلى العراق، واللفظ له، تحف العقول/٢٤٥، بحار الأنوار ٤٤/٣٨٣.

٣ - اللهوف في قتلى الطفوف/٤٨ خروج الحسين من مكة إلى العراق، واللفظ له، مجمع الزوائد ٩/١٩٢ كتاب المناقب، باب مناقب الحسين بن علي (عليهم السّلام)، المعجم الكبير ٣/١١٤ - ١١٥ مسند الحسين بن علي، ذكر مولده وصفته، تاريخ دمشق ١٤/٢١٧ - ٢١٨ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، سير أعلام النبلاء ٣/٣١٠ في ترجمة الحسين الشهيد، تاريخ الإسلام ٥/١٢ مقتل الحسين، تاريخ الطبري ٤/٣٠٤ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، وغيرها من المصادر، وقد اختلفت المصادر في الوقت الذي خطب (عليه السّلام) به هذه الخطبة.

٣٦

الظروف التي أحاطت بالنهضة لا تناسب انتصاره عسكري

الثاني: إنّ الظروف التي أحاطت بنهضته المباركة، وخروجه من مكة إلى العراق، كانت لا تُناسب انتصاره عسكري، ولا أقل من أنّها كانت تقتضي مزيداً من الاحتياط والتأنّي، ولو من أجل العائلة المخدّرة، كما يشهد بذلك إجماع آراء مَنْ نصحه؛ فإنّهم ذكروا لتوجيه آرائهم أموراً لا تخفى على كثير من الناس، فضلاً عنه (صلوات الله عليه).

فإقدامه على تلك النهضة، وما استتبعته من تضحيات جسام ومآسٍ قاسية، لا بدّ أن يكون لهدف آخر غير الانتصار العسكري.

ويبدو مدى وضوح الخطر عليه في خروجه للعراق، وقوّة تصميمه (عليه السّلام) عليه مع ذلك، من محاورة ابن عباس معه وهو الذي سبق منه أنّه قال: ما كنّا نشكّ وأهل البيت متوافرون أنّ الحسين بن علي يُقتل بالطفّ(١) .

حيث قال ابن عباس للإمام الحسين (عليه السّلام): إنّك قد أرجفت الناس أنّك سائر إلى العراق، فبيّن لي ما أنت صانع.

فقال (صلوات الله عليه): «قد أجمعت المسير في أحد يومي هذين إن شاء الله تعالى».

فحذّره ابن عباس، وأبدى وجه تخوّفه عليه من مسيره في حديث طويل، فقال الإمام الحسين (عليه السّلام) له: «وإنّي أستخير الله، وأنظر ما يكون».

فلمّا كان من العشي أو من الغد أتاه ابن عباس فقال: يابن عم، إنّي أتصبّر ولا أصبر، إنّي أتخوّف عليك في هذا الوجه الهلاك والاستئصال؛ إنّ أهل العراق قوم غدر فلا تقربنّهم. أقم بهذا البلد؛ فإنّك سيّد أهل الحجاز، فإن كان أهل العراق يريدونك - كما زعموا - فاكتب إليهم فلينفوا عدوّهم، ثمّ أقدم عليهم.

____________________

١ - تقدّمت مصادره في/١٧.

٣٧

فإن أبيت إلّا أن تخرج فسر إلى اليمن؛ فإنّ بها حصوناً وشعاباً، وهي أرض عريضة طويلة، ولأبيك بها شيعة، وأنت عن الناس في عزلة، فتكتب إلى الناس، وترسل وتبّث دعاتك، فإنّي أرجو أن يأتيك عند ذلك الذي تحبّ في عافية.

فقال له الإمام الحسين (صلوات الله عليه): «يابن عم، إنّي لأعلم أنّك ناصح مشفق، ولكنّي قد أزمعت وأجمعت على المسير».

فقال له ابن عباس: فإن كنت سائراً فلا تسر بنسائك وصبيتك؛ فوالله إنّي لخائف أن تُقتل كما قُتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه.

ثمّ قال: لقد أقررت عين ابن الزبير بتخليتك إيّاه والحجاز والخروج منه، وهو يوم [اليوم. ظ] لا ينظر إليه أحد معك. والله الذي لا إله إلّا هو، لو أعلم أنّك إذا أخذت بشعرك وناصيتك حتى يجتمع عليّ وعليك الناس أطعتني لفعلت ذلك(١) .

وإنّما كان (صلوات الله عليه) يبرّر خروجه بدعوة أهل الكوفة له، وكثرة كتبهم إليه - بنحو قد يوحي بأنّ هدفه الانتصار العسكري -؛ لأنّ عامّة الناس، وكثير من خاصّتهم لا يستوعبون أنّ هدفه (عليه السّلام) من الخروج هو الإصحار والإعلان عن عدم شرعية السلطة في موقف يحرجها ويستثيرها، وإن ترتب على ذلك التضحية بنفسه الشريفة وبمَنْ معه، وانتهاك حرمتهم وحرمة عائلته الكريمة؛ ليتجلّى مدى ظُلامة دين الإسلام العظيم بظُلامة رعاته ورموزه

____________________

١ - تاريخ الطبري ٤/٢٨٧ - ٢٨٨ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السّلام) من مكة متوجّهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره، واللفظ له، الكامل في التاريخ ٤/٣٨ - ٣٩ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر مسير الحسين إلى الكوفة، البداية والنهاية ٨/١٧٣ أحداث سنة ستين من الهجرة، صفة مخرج الحسين إلى العراق، الأخبار الطوال/٢٤٤ خروج الحسين بن علي بن أبي طالب إلى الكوفة، الفتوح - لابن أعثم ٥/٧٢ - ٧٣ ابتداء أخبار الحسين بن علي (عليهم السّلام)، وغيرها من المصادر.

٣٨

المقدّسة، وباستيلاء أولئك المجرمين على السلطة فيه، وحكمهم باسمه.

ظهور الإحراج عليه (عليه السّلام) مع ناصحيه

ولذا كان (عليه السّلام) يبدو عليه الإحراج مع كثير من ناصحيه من أهل الرأي والمعرفة الذين يعتمدون المنطق في موازنة القوى.

وأقوى ما كان يعتذر به ممّا يصلح لأن يقنع الناس أنّه (عليه السّلام) خرج من مكة خشية أن تُهتك به حرمتها وحرمة الحرم(١) .

وفي حديث له (عليه السّلام) مع جماعة فيهم عبد الله بن الزبير: «والله، لئن أُقتل خارجاً منها بشبر أحبّ إليّ من أن أُقتل فيها، ولئن أُقتل خارجاً منها بشبرين أحبّ إليّ من أن أُقتل خارجاً منها بشبر. وأيم الله، لو كنت في حجر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا بي حاجتهم. والله، ليعتدنَ عليّ كما اعتدت اليهود في السبت»(٢) .

وفيما عدا ذلك كان (صلوات الله عليه) تارة: يكتفي ببيان تصميمه على الخروج ويتجاهل حسابات الناصحين، أو يعدهم النظر في الأمر، أو أنّه سوف يستخير الله تعالى في ذلك، أو يشكر لهم نصحهم؛ تطييباً لخواطرهم، من دون أن يتعرّض لمناقشة حساباتهم، ثمّ لا يتراجع عن تصميمه، نظير ما تقدّم منه مع

____________________

١ - المعجم الكبير ٣/١١٩ - ١٢٠ مسند الحسين بن علي، ذكر مولده وصفته ح ٢٨٥٩، مجمع الزوائد ٩/١٩٢ كتاب المناقب، باب مناقب الحسين بن علي (عليهم السّلام)، تاريخ دمشق ١٤/٢٠٠ - ٢٠٣، ٢١١ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، سير أعلام النبلاء ٣/٢٩٢ في ترجمة الحسين الشهيد، تاريخ الإسلام ٥/١٠٦ في ترجمة الحسين بن علي (رضي الله عنه)، البداية والنهاية ٨/١٧٤ أحداث سنة ستين من الهجرة، صفة مخرج الحسين إلى العراق، وغيرها من المصادر الكثيرة.

٢ - الكامل في التاريخ ٤/٣٨ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر مسير الحسين إلى الكوفة، واللفظ له، تاريخ الطبري ٤/٢٨٩ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السّلام) من مكة متوجّهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره.

٣٩

ابن عباس وغير ذلك ممّا كان منه (عليه السّلام) معه ومع غيره(١) .

وأُخرى: يعترف بصواب رأيهم، إلّا إنّه لا بدّ من تجاوزه، فقد قال لأحد بني عكرمة: «يا عبد الله، إنّه ليس يخفى عليّ، الرأي ما رأيت، ولكنّ الله لا يُغلب على أمره»(٢) .

اعتذاره (عليه السّلام) برؤياه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنّه ماضٍ لما أمره

وثالثة: يقطع الطريق عليهم، معتذراً بأنّه (عليه السّلام) رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فأمره بأمر هو ماضٍ له.

قال ابن الأثير: فنهاه جماعة، منهم: أخوه محمد بن الحنفية وابن عمر وابن عباس وغيرهم، فقال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وأمرني بأمر فأنا فاعل ما أمر»(٣) .

ولمّا سُئل عن الرؤيا قال: «ما حدّثت بها أحد، وما أنا محدّث بها أحداً حتى ألقى ربّي»، كما روي ذلك في حديثه مع عبد الله بن جعفر ويحيى بن سعيد بن العاص حينما أدركاه في الطريق بعد خروجه من مكّة المكرّمة(٤) .

____________________

١ - تاريخ دمشق ١٤/٢٠١ - ٢٠٥ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، تاريخ الطبري ٤/٢٨٧ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السّلام) من مكّة متوجّهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره، البداية والنهاية ٨/١٧٦ أحداث سنة ستين من الهجرة، صفة مخرج الحسين إلى العراق، ترجمة الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد/٥٧ - ٥٩ ح ٢٨٣، مقتل الحسين - للخوارزمي ١/٢١٦ - ٢١٧ الفصل العاشر، الأخبار الطوال/٢٤٣ خروج الحسين بن علي بن أبي طالب إلى الكوفة، ينابيع المودّة ٣/٦٠، وغيرها من المصادر الكثيرة.

٢ - تاريخ الطبري ٤/٣٠١ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السّلام) من مكّة متوجّهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره، واللفظ له، الكامل في التاريخ ٤/٤٣ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر مسير الحسين إلى الكوفة، الإرشاد ٢/٧٦، وغيرها من المصادر.

٣ - أُسد الغابة ٢/٢١ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، مضافاً إلى المصادر الآتية.

٤ - الكامل في التاريخ ٤/٤١ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر مسير الحسين إلى الكوفة، واللفظ له، تاريخ الطبري ٤/٢٩٢ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السّلام) من =

٤٠