فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها0%

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 672

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم
تصنيف: الصفحات: 672
المشاهدات: 247982
تحميل: 4882

توضيحات:

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 672 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247982 / تحميل: 4882
الحجم الحجم الحجم
فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ملحق رقم (٥)

خطبة الإمام زين العابدين (عليه السّلام)

قال الخوارزمي(١) : إنّ يزيد أمر بمنبر وخطيب؛ ليذكر للناس مساوئ للحسين وأبيه علي (عليهما السّلام)، فصعد الخطيب المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وأكثر الوقيعة في علي والحسين، وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد.

فصاح به علي بن الحسين: «ويلك أيّها الخاطب! اشتريت رضى المخلوق بسخط الخالق، فتبوّأ مقعدك من النار».

ثمّ قال: «يا يزيد، ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد؛ فأتكلّم بكلمات فيهنّ لله رضى، ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب». فأبى يزيد.

فقال الناس: يا أمير المؤمنين ائذن له ليصعد؛ فلعلّنا نسمع منه شيئاً.

فقال لهم: إن صعد المنبر هذا لم ينزل إلّا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان.

فقالوا: وما قدر ما يحسن هذا؟!

فقال: إنّه من أهل بيت قد زقّوا العلم زقّا. ولم يزالوا به حتى أذن له بالصعود.

فصعد المنبر. فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ خطب خطبة أبكى منها العيون، وأوجل منها القلوب. فقال فيها: «أيّها الناس، أُعطينا ستاً، وفضّلنا بسبع. أُعطينا العلم، والحلم، والسماحة، والفصاحة، والشجاعة، والمحبّة في قلوب المؤمنين. وفضّلنا بأنّ منّا النبي المختار محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، ومنّا الصدّيق، ومنّا الطيار، ومنّا أسد

____________________

١ - مقتل الحسين ٢/٦٩ - ٧١.

٦٠١

الله وأسد الرسول، ومنّا سيّدة نساء العالمين فاطمة البتول، ومنّا سبطا هذه الأُمّة وسيّدا شباب أهل الجنّة.

فمَنْ عرفني فقد عرفني ومَنْ لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي.

أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن مَنْ حمل الزكاة(١) بأطراف الردا، أنا ابن خير مَنْ ائتزر وارتدى، أنا ابن خير مَنْ انتعل واحتفى، أنا ابن خير مَنْ طاف وسعى، أنا ابن خير مَنْ حجّ ولبّى.

أنا ابن مَنْ حُمل على البراق في الهوا، أنا ابن مَنْ أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فسبحان مَنْ أسرى.

أنا ابن مَنْ بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى، أنا ابن مَنْ دنا فتدلى فكان من ربّه قاب قوسين أو أدنى، أنا ابن مَنْ صلّى بملائكة السماء، أنا ابن مَنْ أوحى إليه الجليل ما أوحى.

أنا ابن محمد المصطفى، أنا ابن علي المرتضى، أنا ابن مَنْ ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا: لا إله إلّا الله. أنا ابن مَنْ ضرب بين يدي رسول الله بسيفين، وطعن برمحين، وهاجر الهجرتين، وبايع البيعتين، وصلّى القبلتين، وقاتل ببدر وحنين، ولم يكفر بالله طرفة عين.

أنا ابن صالح المؤمنين، ووارث النبيين، وقامع الملحدين، ويعسوب المسلمين، ونور المجاهدين، وزين العابدين، وتاج البكائين، وأصبر الصابرين، وأفضل القائمين من آل ياسين رسول ربّ العالمين.

____________________

١ - في بعض طرق الخطبة: «أنا ابن مَنْ حمل الركن بأطراف الردا». إشارة إلى تنازع قبائل قريش عند بنائهم للكعبة الشريفة، فيمَنْ تولّى منهم حمل الحجر الأسود، ويضعه في موضعه، ثمّ تحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك، فأمر بجعل الحجر في رداء، ثمّ أخذ رجل من كلّ قبيلة بطرف من الرداء حتى رفعوه إلى مكانه. ثمّ أخذه صلى الله عليه وآله وسلم بيده الشريفة فوضعه في موضعه.

٦٠٢

أنا ابن المؤيّد بجبرئيل، المنصور بميكائيل، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، والمجاهد أعداءه الناصبين، وأفخر مَنْ مشى من قريش أجمعين، وأوّل مَنْ أجاب واستجاب لله من المؤمنين، وأقدم السابقين، وقاصم المعتدين، ومبير المشركين، وسهم من مرامي الله على المنافقين، ولسان حكمة العابدين، وناصر دين الله، وولي أمر الله، وبستان حكمة الله، وعيبة علم الله.

سمح، سخي، بهلول(١) ، زكي، أبطحي، رضي، مرضي، مقدام، همام، صابر، صوام، مهذب، قوام، شجاع، قمقام(٢) ، قاطع الأصلاب، ومفرّق الأحزاب.

أربطهم جناناً، وأطلقهم عناناً، وأجرأهم لساناً، وأمضاهم عزيمة، وأشدّهم شكيمة، أسد باسل، وغيث هاطل، يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنّة، وقربت الأعنّة طحن الرحا، ويذروهم فيها ذرو الريح الهشيم، ليث الحجاز، وصاحب الإعجاز، وكبش العراق، الإمام بالنصّ والاستحقاق.

مكي مدني، أبطحي تهامي، خيفي عقبي، بدري أحدي، شجري مهاجري، من العرب سيّدها، ومن الوغى ليثها، وارث المشعرين، وأبو السبطين، الحسن والحسين، مظهر العجائب، ومفرّق الكتائب، والشهاب الثاقب، والنور العاقب، أسد الله الغالب، مطلوب كلّ طالب، غالب كلّ غالب، ذاك جدّي علي بن أبي طالب.

أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن سيّدة النساء، أنا ابن الطهر البتول، أنا ابن بضعة الرسول...».

____________________

١ - البهلول: السيد الجامع لكلّ خير.

٢ - القمقام: السيد الكثير العطاء.

٦٠٣

ولم يزل يقول: أنا أنا، حتى ضجّ الناس بالبكاء والنحيب، وخشي يزيد أن تكون فتنة؛ فأمر المؤذّن أن يؤذّن، فقطع عليه الكلام وسكت. فلمّا قال المؤذّن: الله أكبر. قال علي بن الحسين: «كبّرت كبيراً لا يُقاس ولا يُدرك بالحواس. لا شيء أكبر من الله».

فلمّا قال: أشهد أن لا إله إلّا الله. قال علي: «شهد بها شعري وبشري، ولحمي ودمي، ومخّي وعظمي».

فلمّا قال: أشهد أنّ محمداً رسول الله. التفت علي من أعلى المنبر إلى يزيد وقال: «يا يزيد، محمد هذا جدّي أم جدّك؟ فإنّ زعمت أنّه جدّك فقد كذبت، وإن قلت أنّه جدّي فلِمَ قتلت عترته؟!».

قال: وفرغ المؤذّن من الأذان والإقامة فتقدّم يزيد وصلّى صلاة الظهر.

هذا ما ذكر الخوارزمي من الخطبة مع تصريحه بأنّها أطول من ذلك. وقد ذكر ابن شهرآشوب(١) الفقرات الأخيرة مع زيادة كما يأتي:

«أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن خديجة الكبرى، أنا ابن المقتول ظلماً، أنا ابن المحزوز الرأس من القفا، أنا ابن العطشان حتى قضى، أنا ابن طريح كربلاء، أنا ابن مسلوب العمامة والرداء، أنا ابن مَنْ بكت عليه ملائكة السماء، أنا ابن مَنْ ناحت عليه الجنّ في الأرض والطير في الهواء، أنا ابن مَنْ رأسه على السنان يُهدى، أنا ابن مَنْ حرمه من العراق إلى [الشام. ظ] تُسبى...».

وذلك هو الأنسب بضجيج الناس بالبكاء الذي تقدّم من الخوارزمي؛ لِما تضمّنته هذه الفقرات من الإشارة للمصائب والفجائع المهيّجة.

____________________

١ - مناقب آل أبي طالب - لابن شهرآشوب ٣/٣٠٥.

٦٠٤

مصادر الخطبة

وردت هذه الخطبة في مصادر كثيرة:

فقد رواها ابن أعثم(١) بتمامه، وروى بعضها الأصفهاني(٢) .

وقال ابن شهرآشوب(٣) : وفي كتاب الأحمر قال الأوزاعي: لما أُتي بعلي بن الحسين ورأس أبيه إلى يزيد بالشام....

واكتفى السيد ابن طاووس(٤) ، وابن نما(٥) بذكر مقدّمتها فقط.

____________________

١ - الفتوح - لابن أعثم ٥/١٥٤ - ١٥٥ ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برس الحسين بن علي (رضي الله عنهم).

٢ - مقاتل الطالبيين/٨١ مقتل الحسين بن علي (عليهما السّلام).

٣ - مناقب آل أبي طالب - لابن شهرآشوب ٣/٣٠٥.

٤ - اللهوف في قتلى الطفوف/١٠٩.

٥ - مثير الأحزان/٨١.

٦٠٥

٦٠٦

ملحق رقم (٦)

حديث زائدة

ذكر المجلسي(١) عن ابن قولويه: عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال، عن سعيد بن محمد، عن محمد بن سلام الكوفي، عن أحمد بن محمد الواسطي، عن عيسى بن أبي شيبة القاضي، عن نوح بن دراج، عن قدامة بن زائدة، عن أبيه قال: قال علي بن الحسين (عليهما السّلام): «بلغني يا زائدة أنّك تزور قبر أبي عبد الله (عليه السّلام) أحياناً؟».

فقلت: إنّ ذلك لكما بلغك.

فقال لي: «فلماذا تفعل ذلك، ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحداً على محبّتنا وتفضيلنا وذكر فضائلنا، والواجب على هذه الأُمّة من حقّنا؟».

فقلت: والله ما أريد بذلك إلّا الله ورسوله، ولا أحفل بسخط من سخط، ولا يكبر في صدري مكروه ينالني بسببه.

فقال: «والله، إنّ ذلك لكذلك». يقولها ثلاثاً وأقولها ثلاثاً.

فقال: «أبشر، ثمّ أبشر، ثمّ أبشر. فلأخبرنّك بخبر كان عندي في النخب المخزونة.

____________________

١ - بحار الأنوار ٢٨/٥٥ - ٦١.

٦٠٧

إنّه لما أصابنا بالطفّ ما أصابنا، وقُتل أبي (عليه السّلام)، وقُتل مَنْ كان معه من ولده وإخوته وساير أهله، وحُملت حرمه ونساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة، فجعلت أنظر إليهم صرعى، ولم يواروا فيعظم ذلك في صدري، ويشتدّ لِما أرى منهم قلقي، فكادت نفسي تخرج، وتبيّنت ذلك منّي عمّتي زينب بنت علي الكبرى.

فقالت: ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي وأبي وإخوتي؟

فقلت: وكيف لا أجزع ولا أهلع، وقد أرى سيّدي وإخوتي وعمومتي وولد عمّي وأهلي مصرّعين بدمائهم، مرمّلين بالعراء، مسلّبين لا يكفّنون، ولا يوارون، ولا يعرج عليهم أحد، ولا يقربهم بشر، كأنّهم أهل بيت من الديلم والخزر.

فقالت: لا يُجزِعَنّك ما ترى؛ فوالله إنّ ذلك لعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى جدّك وأبيك وعمّك.

ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأُمّة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، أنّهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرّقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرّجة. وينصبون لهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيّد الشهداء (عليه السّلام) لا يُدرس أثره، ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام. وليجتهدنَّ أئمّة الكفر، وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلّا ظهوراً، وأمره إلّا علوّاً.

فقلت: وما هذا العهد، وما هذا الخبر؟

فقالت: حدّثتني أُمّ أيمن أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زار منزل فاطمة (عليها السّلام) في يوم من الأيام، فعملت له حريرة (صلّى الله عليهم)، وأتاه علي (عليه السّلام) بطبق فيه تمر. ثمّ قالت أُمّ أيمن: فأتيتهم بعس فيه لبن وزبد. فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام) من تلك الحريرة، وشرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشربوا من

٦٠٨

ذلك اللبن، ثمّ أكل وأكلوا من ذلك التمر والزبد، ثمّ غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده وعلي (عليه السّلام) يصبّ عليه الماء.

فلمّا فرغ من غسل يده مسح وجهه، ثمّ نظر إلى علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام) نظراً عرفنا فيه السرور في وجهه. ثمّ رمق بطرفه نحو السماء مليّاً، ثمّ وجّه وجهه نحو القبلة، وبسط يديه ودعى. ثمّ خرّ ساجداً وهو ينشج. فأطال النشوج وعلا نحيبه، وجرت دموعه، ثمّ رفع رأسه، وأطرق إلى الأرض، ودموعه تقطر كأنّها صوب المطر، فحزنت فاطمة وعلي والحسن والحسين، وحزنت معهم لِما رأينا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهِبناه أن نسأله.

حتى إذا طال ذلك. قال له علي وقالت له فاطمة: ما يبكيك يا رسول الله؟ لا أبكى الله عينيك، فقد أقرح قلوبنا ما نرى من حالك؟!

فقال: يا أخي، سُررت بكم سروراً ما سُررت مثله قطّ. وإنّي لأنظر إليكم وأحمد الله على نعمته عليّ فيكم، إذ هبط عليّ جبرئيل، فقال: يا محمد، إنّ الله تبارك وتعالى اطّلع على ما في نفسك، وعرف سرورك بأخيك وابنتك وسبطيك. فأكمل لك النعمة، وهنأك العطية، بأن جعلهم وذرياتهم ومحبّيهم وشيعتهم معك في الجنّة، لا يفرّق بينك وبينهم، يُحبَون كما تُحبى، ويعطون كما تُعطى حتى ترضى وفوق الرضى على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا، ومكاره تصيبهم، بأيدي أناس ينتحلون ملّتك، ويزعمون أنّهم من أُمّتك براء من الله ومنك. خبطاً خبطاً، وقتلاً قتلاً، شتّى مصارعهم، نائية قبورهم. خيرة من الله لهم، ولك فيهم. فاحمد الله (عزّ وجلّ) على خيرته، وارضَ بقضائه. فحمدت الله، ورضيت بقضائه بما اختاره لكم.

ثمّ قال جبرئيل: يا محمد، إنّ أخاك مضطهد بعدك، مغلوب على أُمّتك، متعوب من أعدائك، ثمّ مقتول بعدك. يقتله أشرّ الخلق والخليقة، وأشقى البرية،

٦٠٩

نظير عاقر الناقة. ببلد تكون إليه هجرته، وهو مغرس شيعته وشيعة ولده. وفيه على كلّ حال يكثر بلواهم ويعظم مصابهم.

وإنّ سبطك هذا - وأومأ بيده إلى الحسين (عليه السّلام) مقتول في عصابة من ذريتك وأهل بيتك، وأخيار من أُمّتك، بضفة الفرات.

بأرض تُدعى كربلاء. من أجلها يكثر الكرب والبلاء على أعدائك وأعداء ذريتك، في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تفنى حسرته. وهي أطهر بقاع الأرض، وأعظمها حرمة. وإنّها لمن بطحاء الجنّة.

فإذا كان ذلك اليوم الذي يُقتل فيه سبطك وأهله، وأحاطت بهم كتائب أهل الكفر واللعنة، تزعزعت الأرض من أقطارها، ومادت الجبال وكثر اضطرابها، واصطفقت البحار بأمواجها، وماجت السماوات بأهلها؛ غضباً لك يا محمد ولذريتك، واستعظاماً لِما ينتهك من حرمتك، ولشرّ ما تكافى به في ذريتك وعترتك.

ولا يبقى شيء من ذلك إلّا استأذن الله (عزّ وجلّ) في نصرة أهلك المستضعفين المظلومين الذين هم حجّة الله على خلقه بعدك.

فيوحي الله إلى السماوات والأرض والجبال والبحار مَنْ فيهنّ: إنّي أنا الله الملك القادر الذي لا يفوته هارب، ولا يعجزه ممتنع، وأنا أقدر فيه على الانتصار والانتقام. وعزتي وجلالي لأعذبنّ مَنْ وَتَرَ رسولي وصفيي، وانتهك حرمته، وقتل عترته، ونبذ عهده، وظلم أهله، عذاباً لا أُعذبه أحداً من العالمين.

فعند ذلك يضجّ كلّ شيء في السماوات والأرضين بلعن مَنْ ظلم عترتك، واستحلّ حرمتك.

فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولّى الله (عزّ وجلّ) قبض أرواحها بيده، وهبط إلى الأرض ملائكة من السماء السابعة، معهم آنية من الياقوت

٦١٠

والزمرد، مملوءة من ماء الحياة، وحلل من حلل الجنّة، وطيب من طيب الجنّة، فغسلوا جثثهم بذلك الماء، وألبسوها الحلل، وحنّطوها بذلك الطيب وصلّى الملائكة صفاً صفاً عليهم.

ثمّ يبعث الله قوماً من أُمّتك لا يعرفهم الكفّار لم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نيّة؛ فيوارون أجسامهم.

ويقيمون رسماً لقبر سيّد الشهداء بتلك البطحاء؛ يكون علماً لأهل الحقّ، وسبباً للمؤمنين إلى الفوز، وتحفّه ملائكة من كلّ سماء مئة ألف ملك في كلّ يوم وليلة، ويصلّون عليه، ويسبّحون الله عنده، ويستغفرون الله لزوّاره.

ويكتبون أسماء مَنْ يأتيه زائراً من أُمّتك متقرّباً إلى الله وإليك بذلك، وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم، ويسمون في وجوههم بميسم نور عرش الله: (هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء). فإذا كان يوم القيامة سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار، يدلّ عليهم ويعرفون به.

وكأنّي بك يا محمد بيني وبين ميكائيل، وعلي أمامنا، ومعنا من ملائكة الله ما لا يُحصى عدده، ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده.

وذلك حكم الله وعطاؤه لمَنْ زار قبرك يا محمد، أو قبر أخيك، أو قبر سبطيك، لا يريد به غير الله (عزّ وجلّ).

وسيجدّ أناس حقّت عليهم من الله اللعنة والسخط؛ أن يعفوا رسم ذلك القبر ويمحوا أثره، فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم إلى ذلك سبيلاً.

ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فهذا أبكاني وأحزنني.

٦١١

قالت زينب: فلمّا ضرب ابن ملجم - لعنه الله - أبي (عليه السّلام)، ورأيت أثر الموت منه، قلت له: يا أبه، حدّثتني أُمّ أيمن بكذا وكذا. وقد أحببت أن أسمعه منك. فقال: يا بُنية الحديث كما حدّثتك أُمّ أيمن.

وكأنّي بكِ وببنات أهلكِ سبايا بهذا البلد، أذلاء خاشعين، تخافون أن يتخطّفكم الناس. فصبراً؛ فوالذي فلق الحبّة وبرء النسمة، ما لله على الأرض يومئذٍ ولي غيركم وغير محبّيكم وشيعتكم.

ولقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين أخبرنا بهذا الخبر: أنّ إبليس في ذلك اليوم يطير فرحاً، فيجول الأرض كلّها في شياطينه وعفاريته. فيقول: يا معشر الشياطين، قد أدركنا من ذرية آدم الطلِبة، وبلغنا في هلاكهم الغاية، وأورثناهم السوء، إلّا مَنْ اعتصم بهذه العصابة.

فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم، وحملهم على عداوتهم، وإغرائهم بهم وبأوليائهم؛ حتى تستحكم ضلالة الخلق وكفرهم، ولا ينجو منهم ناجٍ.

( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ ) (١) . وهو كذوب؛ إنّه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح، ولا يضرّ مع محبّتكم وموالاتكم ذنب غير الكبائر».

قال زائدة: ثمّ قال علي بن الحسين (عليهم السّلام) بعد أن حدّثني بهذا الحديث: «خذه إليك. وأمّا لو ضربت في طلبه آباط الإبل حولاً لكان قليلاً».

____________________

١ - سورة سبأ/٢٠.

٦١٢

* المصادر والمراجع

* محتويات الكتاب

٦١٣

المصادر والمراجع

١- القرآن الكريم.

٢- الآحاد والمثاني: أحمد بن عمرو بن الضحاك الشيباني، المعروف بابن عاصم (ت٢٨٧هـ)، الطبعة الأولى، نشر دار الدراية، الرياض، ١٤١١هـ/١٩٩١م، تحقيق د. باسم فيصل أحمد الجوابرة.

٣ -آداب العلماء والمتعلمين: الحسين بن القاسم اليمني الزيدي (ت١٠٥٠هـ)، الطبعة المعتمدة في موقع الموسوعة الشاملة على الشبكة المعلوماتية.

٤ -الإتقان في علوم القرآن: عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت٩١١هـ)، الطبعة الأولى ١٤١٦هـ، طبع ونشر دار الفكر، بيروت، لبنان، تحقيق سعيد المندوب.

٥ -إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات: محمد بن الحسن الحرّ العاملي (ت١١٠٤هـ)، الطبعة الأولى ١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م، منشورات مؤسسة الأعلمي، بيروت، لبنان.

٦ -إثبات الوصية: أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي الهذلي، الطبعة الثانية ١٤٠٩هـ/١٩٨٨م، دار الأضواء بيروت، لبنان.

٧ -الأحاديث المختارة: أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الحنبلي المقدسي (ت٦٤٣هـ)، الطبعة الأولى ١٤١٠هـ، نشر مكتبة النهضة الحديثة- مكة المكرّمة: تحقيق عبد الملك بن عبد الله بن دهيش.

٦١٤

٨ -الاحتجاج: أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (ت ٥٦٠هـ)، طبع ونشر منشورات دار النعمان للطباعة والنشر، النجف الأشرف ١٩٦٦م، تحقيق السيد محمد باقر الخرسان.

٩ -الإحكام في أصول الأحكام: ابن حزم الأندلسي الظاهري (ت٤٥٦هـ)، مطبعة العاصمة، القاهرة، الناشر زكريا علي يوسف.

١٠ -أحكام القرآن: أبو بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص (ت٣٧٠هـ)، الطبعة الأولى١٤١٥هـ/١٩٩٤م، نشر دار الكتب العلمية، بيروت، تحقيق عبد السّلام محمد علي شاهين.

١١ -أحوال الرجال: أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (ت٢٥٩هـ)، الطبعة الأولى ١٤٠٥هـ، نشر مؤسسة الرسالة، بيروت، تحقيق صبحي السامرائي.

١٢ -الأخبار الطوال: أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري (ت٢٨٢هـ)، الطبعة الأولى ١٩٦٠م، نشر دار إحياء الكتب العربي، عيسى البابي الحلبي وشركاؤه، تحقيق عبد المنعم عامر.

١٣ -أخبار مكة: أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهي (ت٢٧٥هـ)، الطبعة الثانية ١٤١٤هـ، نشر دار خضر، بيروت، تحقيق د. عبد الملك عبد الله دهيش.

١٤ -أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار: أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي (ت٢٥٠هـ)، الطبعة الأولى ١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م، تحقيق. د. عبد الملك بن عبد الله بن دهيش.

١٥ -الاختصاص: الشيخ المفيد (ت٤١٣هـ)، الطبعة الثانية ١٤١٣هـ/١٩٩٣م، نشر جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، تحقيق علي أكبر الغفاري - السيد

٦١٥

محمود الزرندي.

١٦ -اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي): الشيخ الطوسي (ت٤٦٠هـ)، مطبعة بعثت، قم ١٤٠٤هـ، نشر مؤسسة آل البيت (عليهم السّلام) لإحياء التراث، تحقيق مير داماد الاسترابادي، السيد مهدي الرجائي.

١٧ -الأدب المفرد: محمد بن إسماعيل البخاري (ت٢٥٦هـ)، الطبعة الأولى ١٤٠٦هـ/١٩٨٦م، طبع ونشر مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت.

١٨ -الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد: الشيخ المفيد (ت٤١٣هـ)، طبع ونشر دار المفيد، الطبعة الثانية ١٩٩٣م، تحقيق مؤسسة آل البيت (عليهم السّلام) لتحقيق التراث.

١٩ -إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل: محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الثانية ١٤٠٥هـ، نشر المكتب الإسلامي، بيروت، تحقيق زهير الشاويش.

٢٠ -الاستذكار: ابن عبد البر النمري القرطبي (ت٤٦٣هـ)، الطبعة الأولى ٢٠٠٠م، طبع ونشر دار الكتب العلمية، بيروت، تحقيق سالم محمد عطا، محمد علي معوض.

٢١ -الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ابن عبد البر النمري القرطبي (ت٤٦٣هـ)، الطبعة الأولى ١٤١٢هـ، طبع ونشر دار الجيل، بيروت، تحقيق علي محمد البجاوي.

٢٢ -أسد الغابة في معرفة الصحابة: عزّ الدين علي بن أبي الكرم بن الأثير (ت٦٣٠هـ)، نشر دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، انتشارات إسماعيليان، طهران.

٦١٦

٢٣ -الإصابة في تمييز الصحابة: ابن حجر العسقلاني (ت٨٥٢هـ)، الطبعة الأولى ١٩٩٥م، نشر دار الكتب العلمية، بيروت، تحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد عوض.

٢٤ -أضواء البيان: محمد الأمين الشنقيطي (ت١٣٩٣هـ)، طبع ونشر دار الفكر، ١٤١٥هـ/١٩٩٥م، بيروت، لبنان، تحقيق مكتب البحوث والدراسات.

٢٥ -إعجاز القرآن: أبو بكر محمد بن الطيب (ت٤٠٣هـ)، الطبعة الثالثة، طبع ونشر دار المعارف، مصر، تحقيق السيد أحمد صقر.

٢٦ -الأعلام: خير الدين الزركلي (ت١٤١٠هـ)، الطبعة الخامسة ١٩٨٠م، نشر دار العلم للملايين، بيروت.

٢٧ -أعلام الدين في صفات المؤمنين: الحسن بن أبي الحسن الديلمي (ق٨)، الطبعة الثانية ١٤١٤هـ، نشر وتحقيق مؤسسة آل البيت (عليهم السّلام) لإحياء التراث، قم المقدّسة.

٢٨ -أعلام النساء في عالمي العرب والسّلام: عمر رضا كحالة، الطبعة الثانية ١٣٧٨هـ/١٩٥٩م، المطبعة الهاشمية، دمشق.

٢٩ -إعلام الورى بأعلام الهدى: الفضل بن الحسن الطبرسي (ت٥٤٨هـ)، طبعة ربيع الأوّل ١٤١٧هـ، ستارة، قم، نشر وتحقيق مؤسسة آل البيت (عليهم السّلام) لإحياء التراث، قم المشرّفة.

٣٠ -الأغاني: أبو الفرج الأصفهاني (ت٣٥٦هـ) نسخة مصوّرة عن طبعة دار الكتب، مؤسسة جمال للطباعة والنشر، بيروت، إشراف محمد أبو الفضل إبراهيم.

٣١ -الإفصاح في إمامة أمير المؤمنين (عليه السّلام): الشيخ المفيد (ت٤١٣هـ)، الطبعة

٦١٧

الأولى ١٤١٢هـ، نشر دار المفيد، بيروت، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة، قم المقدّسة.

٣٢ -إقبال الأعمال: علي بن موسى بن طاووس (ت٦٤٤هـ)، الطبعة الأولى ١٤١٤هـ، طبع ونشر مكتب الإعلام الإسلامي، تحقيق جواد القيومي الأصفهاني.

٣٣ -الإمامة والسياسة: أبو محمد عبد الله بن مسلم، ابن قتيبة الدينوري (ت٢٧٦هـ)، الطبعة الأولى ١٤١٨هـ/١٩٩٧م، طبع دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، منشورات محمد علي بيضون، تعليق خليل المنصور.

٣٤ -الأمالي: للشجري، الشهيرة بالأمالي الخميسية، أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل الجرجاني، عالم الكتب، بيروت، مكتبة المثنى، القاهرة.

٣٥ -أمالي الصدوق: الشيخ الصدوق (ت٣١٨هـ)، الطبعة الأولى١٤١٧هـ، نشر مؤسسة البعثة، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة، قم.

٣٦ -أمالي الطوسي: محمد بن الحسن الطوسي (ت٤٦٠هـ)، الطبعة الأولى ١٤١٤هـ، طبع ونشر دار الثقافة، قم، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة.

٣٧ -أمالي المحاملي برواية ابن يحيى البيع: أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي المحاملي (ت٣٣٠هـ)، الطبعة الأولى ١٤١٢هـ، نشر المكتبة الإسلامية، دار ابن القيم، ١٤١٢هـ، تحقيق د. إبراهيم القيسي.

٣٨ -أمالي المرتضى: السيد المرتضى (ت٤٣٦هـ)، الطبعة الأولى ١٣٢٥هـ/ ١٩٠٧م، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ١٤٠٣هـ،

٦١٨

تحقيق: السيد محمد بدر الدين النعساني الحلبي.

٣٩ -أمالي المفيد: الشيخ المفيد (ت٤١٣هـ)، الطبعة الثانية ١٩٩٣م، المطبعة الإسلامية، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم المقدّسة، تحقيق الحسين أستاد ولي، علي أكبر غفاري.

٤٠ -الإمامة والتبصرة من الحيرة: ابن بابويه القمي (ت٣٢٩هـ)، الطبعة الأولى ١٤٠٤هـ، نشر وتحقيق مدرسة الإمام المهدي (عليه السّلام)، قم المقدّسة.

٤١ -إمتاع الأسماع بما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع: تقي الدين أحمد بن علي المقريزي (ت٨٤٥هـ)، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى ١٩٩٩م، تحقيق وتعليق محمد عبد الحميد النميسي.

٤٢ -الأمان من أخطار الأسفار: علي بن موسى بن طاووس (ت٦٦٤هـ)، الطبعة الأولى ١٤٠٩هـ، مطبعة مهر، قم المقدّسة، تحقيق مؤسسة آل البيت (عليهم السّلام) لإحياء التراث.

٤٣ -الأموال: أبو عبيد القاسم بن سلام (ت٢٢٤هـ)، الطبعة الثانية ١٤٠٦هـ/١٩٨٦م، نشر وطبع دار الكتب العلمية، بيروت، تحقيق محمد خليل هراس.

٤٤ -الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمّة الفقهاء: ابن عبد البر (ت٤٦٣هـ)، طبع ونشر دار الكتب العلمية، بيروت.

٤٥ -الأنساب: أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني (ت٥٦٢هـ)، الطبعة الأولى ١٤٠٨هـ، طبع ونشر دار الجنان، تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي.

٦١٩

٤٦ -أنساب الأشراف: أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (ت ٢٧٩هـ)، الطبعة الأولى ١٤١٧هـ/١٩٩٦م، دار الفكر، بيروت، تحقيق د. سهيل زكار، د. رياض زركلي، بإشراف مكتب البحوث والدراسات في دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.

٤٧ -الأنوار النعمانية: السيد نعمة الله الموسوي الجزائري (ت١١١٢هـ)، مطبعة شركة چاب، تبريز، إيران ١٣٧٨هـ.

٤٨ -الأوائل: أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري، الطبعة الأولى ١٤٠٧هـ/١٩٨٧م، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

٤٩ -الإيضاح: الفضل بن شاذان النيسابوري (ت٢٦٠هـ)، نشر مؤسسة جامعة طهران ١٣٦٣ش، تحقيق السيد جلال الدين الحسيني الأرموي.

٥٠ -بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار: المولى محمد باقر المجلسي (ت١١١١هـ)، الطبعة الثانية المصححة ١٩٨٣م، طبع ونشر مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان.

٥١ -البحر الزخار: المعروف بمسند البزار، أبو بكر البزّار (ت٢٩٢هـ)، نشر مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنوّرة، المملكة العربية السعودية ٢٠٠٣م، تحقيق د. محفوظ الرحمن زين الله.

٥٢ -البدء والتاريخ: مطهر بن طاهر المقدسي (ت٥٠٧هـ)، مدينة باريز ١٩١٦م.

٥٣ -بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: أبو بكر بن مسعود الكاساني الحنفي (ت٥٨٧هـ)، الطبعة الأولى ١٤٠٩هـ، نشر المكتبة الحبيبية، باكستان.

٥٤ -البداية والنهاية: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي (ت٧٧٤هـ)،

٦٢٠