المؤمن

المؤمن0%

المؤمن مؤلف:
الناشر: مدرسة الإمام المهدي (عج)
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 82

  • البداية
  • السابق
  • 82 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14515 / تحميل: 5690
الحجم الحجم الحجم
المؤمن

المؤمن

مؤلف:
الناشر: مدرسة الإمام المهدي (عج)
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

15 ـ عن اسحاق بن عمّار قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : رأس طاعة الله ( عزّ وجلّ ) الرضا بما صنع الله إلى العبد فيما أحبّ وفيما أكره ، [ ولم يصنع الله بعبد شيئاً(1) ] الا وهو خير(2) .

16 ـ عن يونس بن رباط قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : إنّ أهل الحقّ منذ ما كانوا في شدة ، إمّا إن ذلك إلى مدّة قريبة(3) وعافية طويلة(4) .

17 ـ عن سماعة قال : سمعته(5) يقول : ان الله عزّ وجلّ جعل وليه غرضاً لعدوّه في الدنيا(6) .

18 ـ عن المفضّل بن عمر ، قال : قال رجل لأبي عبد الله الصادقعليه‌السلام وأنا عنده : إنّ من قبلنا يقولون : إنّ الله إذا أحبّ عبداً نوّه منوّه من السماء : إن الله يحبّ فلاناً فأحبّوه ، فيلقي الله المحبّة ( لهظ ) في قلوب العباد ، وإذا أبغضه نوه منوه من السماء : إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه ، فيلقي الله له البغضاء في قلوب العباد.

قال : وكانعليه‌السلام متّكئا فاستوى جالسا ، ثم نفض كمه ، ثم قال : ليس هكذا ، ولكن إذا أحبّ الله عزّ وجلّ عبد أغرى به الناس ليقولوا ما ليس فيه يؤجره ويؤثمهم [ وإذا أبغض عبداً ألقى الله عزّ وجلّ له المحبّة في قلوب العباد ليقولوا ما ليس فيه ليؤثمهم ( وظ ) ايّاه ](7) .

ثم قال : من كان أحبّ إلى الله تعالى من يحيى بن زكريا ؟ ثم أغرى جميع من رأيت ، حتّى صنعوا به ما صنعوا ، ومن كان أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من الحسين بن عليعليهما‌السلام ؟ أغرى به حتّى قتلوه ! ومن كان أبغض إلى الله من أبي فلان وفلان ؟

__________________

(1) ليس في الأصل ، وأثبتناه من البحار.

(2) أخرجه في البحار : 71 / 139 ح 28 والوسائل : 12 / 901 عن أمالي الطوسي : 200 ح 37 بإسناده عن اسحاق بن عمّار باختلاف يسير في ألفاظه.

(3) في الكافي وتنبيه الخواطر : ( قليلة ).

(4) أخرج في البحار : 67 / 213 ح 18 والوسائل : 2 / 906 ح 3 عن الكافي : 2 / 255 ح 16 بإسناده عن يونس بن رباط مثله ، ورواه في تنبيه الخواطر 2 / 204 مرسلاً.

(5) يعني : أبا عبد اللهعليه‌السلام .

(6) أخرج في البحار : 68 / 221 ح 10 عن الكافي : 2 / 250 ح 5 بإسناده عن سماعة مثله.

(7) سقط من النسخة ـ أ ـ.

٢١

ليس كما قالوا(1) .

19 ـ عن زيد الشحام قال : قال الصادقعليه‌السلام :

ان الله عزّ وجلّ إذا أحبّ عبداً أغرى به الناس(2) .

20 ـ عن أبي حمزة قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : إن الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع ( الاولى ) ، أيسرها عليه : مؤمن مثله يحسده ، والثانية : منافق يقفو أثره ، والثالثة ، شيطان يعرض له يفتنه ويضله ، والرابعة : كافر بالذي آمن به يرى جهاده جهادا ، فما بقاء المؤمن بعد هذا(3) ؟!

21 ـ عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام : ان العبد المؤمن ليكرم على الله عزّ وجل ، حتّى لو سأله الجنّة وما فيها أعطاها ايّاه ، ولم ينقص ذلك من ملكه شيء ولو سأله موضع قدمه من الدنيا حرمه ، وان العبد الكافر ليهون على الله عزّ وجلّ لو سأله الدنيا وما فيها ، أعطاها ايّاه ، ولم ينقص ذلك من ملكه شيء ، ولو سأله موضع قدمه من الجنّة حرمه.

وانّ الله عزّ وجلّ ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء ، كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية ويحميه كما يحمي الطبيب المريض(4) .

22 ـ عن أبي حمزة قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام : ان لله عزّ وجلّ ضنائن(5) من خلقه ، يضن بهم عن البلاء ، يحييهم في عافية ويرزقهم في عافية ويميتهم في

__________________

(1) رواه في مشكاة الأنوار ص 286 عن المفضّل بن عمر باختلاف يسير في ألفاظه وأسقط منه آخره ( من كان أبغض إلى الله من أبي فلان وفلان ).

(2) روى في مشكاة الأنوار : ص 286 مرسلاً نحوه.

(3) عنه في المستدرك : 2 / 88 ح 1 وأخرج في البحار : 68 / 216 ح 6 والوسائل : 8 / 526 ح 2 عن الكافي : 2 / 249 ح 2 بإسناده عن أبي حمزة عن أبي عبد الله (ع) عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحوه.

(4) أخرج نحوه في البحار : 67 / 221 ح 28 والوسائل : 2 / 909 ح 18 عن الكافي : 2 / 258 ح 28 بإسناده عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) ، وذيله في الوسائل : 2 / 908 ح 9 عن الكافي : 2 / 255 ح 17 بإسناده عن حمران مثله ، وروى ذيله أيضاً في تحف العقول : ص 300 مرسلاً عن علي (ع) والتمحيص : ح 5 بإسناده عن أبي عبيدة الحذاء نحوه.

(5) الضنائن : الاشياء التي يبخل بها لنفاستها.

٢٢

عافية ، [ ويبعثهم في عافية ، ويدخلهم(1) الجنّة في عافية ](2) .

23 ـ عن محمّد بن عجلان قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : ان لله عزّ وجلّ من خلقه عباداً ، ما من بلية تنزل من السماء ، أو تقتير في الرزق الاساق إليهم ، ولا عافية أو سعة في الرزق إلاصرف عنهم ( و ) لو أنّ نور أحد هم قسّم بين أهل الأرض جميعاً لاكتفوا به(3) .

24 ـ عن يزيد بن خليفة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ما قضى الله تبارك وتعالى لمؤمن ( من ) قضاء الا جعل له الخيرة فيما قضى(4) .

25 ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ان الله يذود(5) المؤمن عمّا يكره ممّا يشتهي ، كما يذود الرجل البعير عن إبله(6) ليس منها(7) .

26 ـ وعنهعليه‌السلام قال : إنّ الربّ ليتعاهد المؤمن ، فما يمرّ به أربعون صباحاً إلا تعاهده إمّا بمرض في جسده ، وإما بمصيبة في أهله وماله أو بمصيبة من مصائب الدنيا ليأجره الله عليه(8) .

27 ـ عن ابن حمران(9) قال : سمعته يقول : ما من مؤمن يمرّ به أربعون ليلة إلا وقد يذكر بشيء يؤجر عليه ، أدناه هم لا يدري من أين هو ؟(10) .

__________________

(1) في الكافي : يسكنهم.

(2) روى في الكافي : 2 / 462 ح 1 بإسناده عن أبي حمزة مثله ، وما بين المعقوفين سقط من النسخة ـ ب ـ.

(3) عنه في المستدرك : 1 / 141 ج 2 ، وروى مثله في التمحيص : ح 27 باختلاف يسير.

(4) أخرج في البحار : 71 / 158 ذ ح 75 عن مشكاة الأنوار : ص 33 مرسلاً مثله ، وفي ص 152 ح 58 عن التمحيص ح 123 عن أبي خليفة مع اختلاف يسير.

(5) يذود : يدفع أو يمنع.

(6) في النسخة ـ أ ـ أهله.

(7) أخرجه في البحار : 67 / 243 ح 80 عن التمحيص : ح 110 بإسناده عن عيسى بن أبي منصور باختلاف يسير ، متحد مع ح 77 باختلاف يسير فراجع.

(8) أخرج في البحار : 67 / 236 عن جامع الأخبار : ص 133 مرسلاً مثله وأورد في مشكاة الأنوار : ص 293 نحوه. وفي هذه المصادر : ليأجره عليها وهو أنسب.

(9) في النسخة ـ أ ـ ابن مهران.

(10) أخرج في البحار : 67 / 237 عن جامع الأخبار : ص 133 مرسلاً نحوه ، وروى نحوه في مشكاة الأنوار : ص 293 مرسلاً وفي التمحيص ح 16 نحوه.

٢٣

28 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام : لا يصير على المؤمن أربعون صباحاً إلا تعاهده الربّ تبارك وتعالى بوجع في جسده ، أو ذهاب ماله ، أو مصيبة يأجره الله عليها(1) .

29 ـ وعنهعليه‌السلام قال : ما فلت المؤمن من واحدة من ثلاث ، أو جمعت عليه الثلاثة(2) : أن يكون معه من يغلق عليه بابه في داره ، أو جار يؤذيه أو من في طريقه إلى حوائجه [ يؤذيهظ ] ،

ولو أنّ مؤمناً على قلّة جبل لبعث الله شيطاناً يؤذيه ، ويجعل الله له من إيمانه اُنساً.

30 ـ عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة إلا عرض له أمر يحزنه ، ويذكره به(5) و (6) .

31 ـ عن أبي الصباح(7) قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فشكى إليه رجل ، فقال : عقني ولدي واخوتي(8) وجفاني اخواني ، فقال أبو عبد الله (ع) ان للحق دولة ، وللباطل دولة ، وكل واحد منهما ذليل في دولة صاحبه وإن أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل أن يعقه ولده واخوته ، ويجفوه إخوانه ، وما من مؤمن يصيب رفاهية في دولة الباطل الا ابتلي في بدنه أو ماله أو أهله ، حتّى يخلصه الله تعالى من السعة التي كان أصابها في دولة الباطل ، ليؤخر به حظه في دولة الحقّ ، فاصبروا وابشروا(9) .

__________________

(1) رواه في التمحيص : ح 11 عن أبي بصير نحوه.

(2) في المصادر : ثلاث وهو أنسب.

(3) قلّة الجبل : أعلاه ، قمته.

(4) عنه في المستدرك : 2 / 78 ح 7 وعن التمحيص ح 28 وأخرج في البحار 67 / 241 ح 70 عن التمحيص عن زراره عنه (ع) وفي البحار : 68 / 218 ح 7 والوسائل : 8 / 485 ح 3 عن الكافي : 2 / 249 ح 3 نحوه.

(5) أخرجه في البحار : 67 / 211 ح 14 والوسائل : 2 / 907 ح 7 عن الكافي : 2 / 254 ح 11 بإسناده عن محمّد بن مسلم ، وفي البحار 67 ص 242 ذ ح 74 عن التمحيص ح 54 مرسلاً مثله وروى في تنبيه الخواطر : 2 / 204 عن محمّد بن مسلم مثله.

(6) في المصادر : يذكر به ، وفي التمحيص : يذكّره ربّه.

(7) في الأصل : أبو الصباح.

(8) في الأصل : والدي وما أثبتناه هو الارجح والظاهر أن السهو والتداخل بين مفردات الحديث وقع من النساخ والفعل عق لا يستعمل في اللغة والتعابير القرآنية إلا مع الوالدين.

(9) روى في الكافي : 2 / 447 ح 12 بإسناده عن أبي الصباح الكناني نحوه.

٢٤

32 ـ عن علي بن الحسين وأبي جعفرعليهما‌السلام قالا : إن المؤمن ليقال لروحه ـ وهو يغسل ـ : أيسرّك أن تردي إلى الجسد الذي كنت فيه ؟ فتقول : ما أصنع بالبلاء ، والخسران ، والغمّ ؟!(1) .

33 ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله عزّ وجلّ : يا دنيا مرّي على عبدي المؤمن بأنواع البلايا ، وما هو فيه من أمر دنياه ، وضيّقي عليه في معيشته ، ولا تحلولي له فيسكن اليك(2) .

34 ـ عن الصباح بن سيابة قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما أصاب المؤمن من بلاء فبذنب ؟ قال : لا ولكن ليسمع أنينه وشكواه ، ودعاؤه الذي يكتب له بالحسنات ، وتحط عنه السيئاتُ وتدخّر له يوم القيامة(3) .

35 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال : إنّ الله عزّ وجلّ ليعتذر إلى عبده المحوج ( الذيظ ) كان في الدنيا ـ كما يعتذر الاخ إلى أخيه ـ فيقول : لا وعزّتي وجلالي ما أفقرتك لهوان كان بك علي ، فارفع هذا الغطاء ، فانظر ما عوضتك من الدنيا ، فيكشف له ، فينظر ما عوضه الله عزّ وجلّ من الدنيا ، فيقول : ما ضرني يا ربّ مع ما عوّضتني(4) .

36 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال : نعم الجرعة الغيظ لن صبر عليها ، فإنّ عظيم الأجر لمع(5) عظيم البلاء ، وما أحبّ الله قوماً إلا ابتلاهم(6) .

37 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله عزجل : إن من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى ،

__________________

(1) أخرجه في البحار : 6 / 243 ح 67 عن كتاب الشقاء والجلاء.

(2) عنه في المستدرك : 1 / 141 ح 3 وأخرج في البحار : 72 / 52 خ 73 عن التمحيص : ص 22 ح 81 عن جابر عنه (ع) نحوه.

(3) عنه في المستدرك : 1 / 80 ح 39 ب 1 وص 365 ح 3 ب 19 وفي النسخة ـ أ ـ تذخر.

(4) أخرجه في البحار : 72 / 25 ح 20 عن الكافي : 2 / 264 ح 18 بإسناده عن مفضل بن عمر نحوه.

(5) في الكافي : ( لمن ).

(6) عنه في المستدرك : 1 / 140 ح 36 ، وأخرج في الوسائل : 2 / 908 ح 10 وج 8 / 523 ح 1 والبحار : 71 / 408 ح 21 عن الكافي : 2 / 109 ح 2 بإسناده عن زيد الشحام عنه (ع) مثله ، وأورده في تنبيه الخواطر : 2 /189 مرسلاً والتمحيص : ح 6 عن زيد الشحام عنه (ع) مثله.

٢٥

والسعة ، والصحّة في البدن ، فأبلوهم بالغنى والسعة والصحة في البدن ، فيصلح لهم أمر دينهم.

وقال : انّ من العباد لعباداً لا يصلح لهم أمر دينهم ، الا بالفاقة ، و المسكنة ، والسقم في أبدانهم ، [ فأبلوهم بالفقر والفاقة ، والمسكنة ، والسقم في أبدانهم ](1) ، فيصلح لهم ( عليه ـ خ ) أمر دينهم(2) .

38 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : أخذ [ الله ](3) ميثاق المؤمن على ألا يصدق في مقالته ، ولا ينتصف من عدوه(4) .

39 ـ وعن أبي جعفر (ع) قال : إن الله عزّ وجلّ إذا أحبّ عبداً غثّه(5) بالبلاء غثّاً ، وثجّه(6) بالبلاء ثجّاً ، فإذا دعاه قال : لبّيك عبدي ، لبّيك عبدي ، لئن عجلت لك ما سألت إنّي على ذلك لقادر ، ولئن ذخرت لك فما ادّخرت لك خير لك(7) .

40 ـ عن أبي حمزة قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا ثابت(8) إن الله إذا أحبّ عبداً غثّه بالبلاء غثّاً ، وثجّه به ثجّاً ، وانّا وايّاكم لنصبح به(9) ونمسي(10) .

__________________

(1) سقط من النسخة ـ ب ـ.

(2) أخرج في البحار : 72 / 327 ح 12 صدره عن الكافي : 2 / 60 ح 4 بإسناده عن داود الرقي عن أبي جعفر (ع) مثله وكلمة الفقر ليست في الكافي وهو أظهر.

(3) ليست في الأصل ، وأثبتناها من الكافي.

(4) أخرجه في البحار : 68 / 215 ح 5 عن الكافي : 2 / 249 ح 1 بإسناده عن داود بن فرقد مع زيادة في آخر الحديث.

(5) في الكافي : غته ، بمعنى غمسه في البلاء ، وغثه : بمعنى أهزله.

(6) ثجّه أسال عليه البلاء سيلاً.

(7) عنه في المستدرك : 1 / 365 ح 4 وصدره في ص 141 ح 4 وأخرجه في الوسائل. 2 / 908 ح 15 والبحار : 67 / 208 ح 10 عن الكافي : 2 / 253 ح 7 باسناده عن حمّاد عن أبيه عنه (ع) وفي التمحيص : ح 25 بإسناده عن سدير مثله.

(8) في النجاشيّ : ثابت بن أبي صفية دينار : أبو حمزة الثمالي.

(9) في النسخة ـ أ ـ ( أو ).

(10) عنه في المستدرك : 1 / 141 ح 5 ، وأخرجه في الوسائل : 2 / 908 ح 11 والبحار : 67 / 208 ح 9 عن الكافي : 2 / 253 ح 6 بإسناده عن الحسين بن علوان مثله.

٢٦

41 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إن الحواريين شكوا إلى عيسى ما يلقون من الناس وشدّتهم عليهم ، فقال : إن المؤمنين لم يزالوا مبغضين ، و إيمانهم كحبة القمح ما أحلى مذاقها ، وأكثر عذابها(1) .

42 ـ عن عبد الأعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : إن أردتم أن تكونوا إخواني وأصحابي فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس ، وإلا فلستم لي بأصحاب(2) .

43 ـ عن محمّد بن عجلان قال : كنت عند سيدي أبي عبد اللهعليه‌السلام : فشكى إليه رجل ( الحاجة )(3) ، فقال : اصبر فإن الله عزّ وجلّ يجعل لك فرجا ، ثم سكت ساعة ، ثم أقبل على الرجل فقال : أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو ؟ قال : أصلحك الله ضيق منتن ، وأهله بأسوء حالة ، فقالعليه‌السلام : إنما أنت في السجن ، تريد أن تكون في سعة ؟ إمّا علمت أنّ الدنيا سجن المؤمن(4) .

44 ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إن الله إذا أحبّ عبداً بعث إليه ملكاً فيقول : اسقمه وشدّد البلاء عليه فإذا برأ من شيء فابتله لما هو أشد منه وقوي عليه ، حتّى يذكرني ، فإني أشتهي أن أسمع دعاءه ( نداءه ـ خ ) ، وإذا أبغض عبداً وكل به ملكاً فقال : صحّحه ، وأعطه كي لا يذكرني ، فإني لا أشتهي أن أسمع صوته(5) .

45 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إن العبد يكون له عند ربّه درجة

__________________

(1) رواه في مشكاة الأنوار : ص 286 مرسلاً وأسقط منه ( وشدتهم عليهم ) وفيه : أعداء ها بدل عذابها.

(2) روى في مشكاة الأنوار : ص 285 مرسلاً مثله.

(3) ليست في الأصل وأثبتناها من الكافي.

(4) أخرجه في البحار : 68 / 219 ح 9 عن الكافي : 2 / 250 ح 6 بإسناده عن محمّد بن عجلان ، ورواه في تنبيه الخواطر : 2 / 203 مرسلاً ، والتمحيص : ح 77 ، وآخر السرائر : ص 185 مثله.

(5) أخرجه في البحار : 93 / 371 ح 13 عن التمحيص : ح 111 عن سفيان بن السمط مفصلاً

٢٧

لا يبلغها بعمله فيبتلى في جسده [ أو يصاب في ماله ](1) ، أو يصاب في ولده ، فان هو صبر بلّغه الله إيّاها(2) .

46 ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : عجباً للمؤمن ، إنّ الله لا يقضي قضاء إلا كان خيراً له ، فان ابتلي صبر ، وان اُعطي شكر(3) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : ( جاء ـ خ ) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذكر مثله سواء(4) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : إن الله عزّ وجلّ يعطي الدنيا من يحبّ ويبغض ، ولا يعطي الآخرة الا من أحبّ ، وإن المؤمن ليسأل الربّ موضع سوط في الدنيا فلا يعطيه ايّاه ، ويسألة الآخرة فيعطيه ما شاء ، ويعطي الكافر في الدنيا ما شاء ويسأل في الآخرة موضع سوط فلا يعطيه ايّاه(5) .

48 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قال الله عزّ وجلّ : عبدي المؤمن لا أصرفه في شيء الا جعلت ذلك خيراً له ، فليرض بقضائي ، وليصبر على بلائي. وليشكر على نعمائي ، أكتبه(6) في الصديقين عندي(7) .

49 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ضحك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى بدت نواجذه ، ثم قال : ألا تسألوني عمّا ضحكت ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : عجبت للمرء المسلم أنّه ليس من قضاء يقضيه الله له الا كان خيراً له في عاقبة أمره(8) .

__________________

(1) سقط من النسخة ـ ب ـ.

(2) رواه في مشكاة الأنوار : ص 127 مرسلاً ، وفيه ظفره بدل بلغه.

(3 و 4) أخرجه في البحار : 70 / 184 عن مشكاة الأنوار : ص 22 مرسلاً.

(5) رواه في مشكاة الأنوار : ص 29 مرسلاً وأخرجه في البحار : 72 / 52 ح 79 والتمحيص : ح 92 بإسناده عن جميل باختلاف يسير.

(6) في الكافي : ليشكر نعمائي اكتبه يا محمد.

(7) أخرج في الوسائل : 2 / 899 ح 2 والبحار : 72 / 330 ح 13 عن الكافي : 2 / 61 ح 6 بإسناده عن عمرو بن نهيك بياع الهروي ، مثله وعنه في المستدرك : 1 / 137 ح 5.

(8) عنه في المستدرك : 1 / 137 ح 6 وفي البحار : 71 / 141 ح 32 عن أمالي الصدوق : ص 439

٢٨

50 ـ وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أنّه ليكون للعبد منزلة عند الله عزّ وجلّ ، لا يبلغها إلا بإحدى الخصلتين ، إمّا ببلية في جسمه ، أو بذهاب ماله(1) .

__________________

ح 15 مثله رواه في تنبيه الخواطر : 2 / 86 عن سليمان بن خالد عنه (ع) ، مثله.

(1) عنه في المستدرك : 1 / 141 ح 6 وأخرجه في الوسائل : 2 / 907 ح 4 والبحار : 67 / 215 ح 23 عن الكافي : 2 / 257 ح 23 بإسناده عن سليمان بن خالد باختلاف يسير في متنه.

٢٩

2 ـ باب ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات والثواب

51 ـ عن زرارة قال : سئل أبو عبد اللهعليه‌السلام وأنا جالس ( عنده ) عن قول الله تعالى :( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها (1) ) أيجرى لهؤلاء ممن [ لا ](2) يعرف منهم هذا الأمر ؟ قال : إنما هي للمؤمنين خاصة(3) .

52 ـ عن يعقوب بن شعيب قال : سمعته(4) يقول : ليس لأحد على الله ثواب على عمل إلا للمؤمنين(5) .

53 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف الله له عمله ، لكلّ عمل سبعمائة ضعف وذلك قول الله عزّ وجلّ( يضاعف لمن يشاء (6) ) (7) .

54 ـ وعن أبي عبد الله(8) عليه‌السلام قال : إن المؤمن ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض.

وقال : إن المؤمن وليّ الله يعينه ويصنع له ، ولا يقول على الله إلا الحقّ ،

__________________

(1) الأنعام / 160.

(2) في الأصل رسم الكلمة : ( لها ولا ).

(3) عنه في البحار : 67 / 64 ح 8.

(4) أحدهماعليهما‌السلام .

(5) عنه في البحار : 67 / 64 ح 9.

(6) البقرة / 261.

(7) عنه في البحار : 67 / 64 ح 10 وأخرجه في البحار : 68 / 24 ح 42 والوسائل : 1 / 90 ح 11 عن أمالي ابن الطوسي : ص 140 وفي البحار : 74 / 412 ح 23 عن الثواب : ص 201 بإسناده عن أبي محمّد الوابشي مثله ، والبحار : 71 / 248 ح 8 عن تفسير العياشي : 1 / 147 عن محمّد الوابشي مثله.

(8) في النسخة ـ أ ـ والبحار عن أحدهما (ع).

٣٠

ولا يخاف غيره.

وقال : إن المؤمنين ليلتقيان فيتصافحان ، فلا يزال الله عليهما مقبلا بوجهه ، والذنوب تتحات عن وجوههما(1) حتّى يفترقا ( يتفرقا ـ خ )(2) .

55 ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : إن الله عزّ وجلّ لا يوصف ، وكيف يوصف ! وقد قال الله عزّ وجلّ :( وَما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ (3) ) فلا يوصف بقدر(4) إلا كان أعظم من ذلك ، وإن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يوصف وكيف يوصف عبد رفعه الله عزّ وجلّ إليه وقربه منه ، وجعل طاعته في الأرض كطاعته فقال عزّ وجل :( مَا آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهاكُمْ عَنْهُ فانْتَهُوا (5) ) ومن أطاع هذا فقد أطاعني ، ومن عصاه فقد عصاني وفوض إليه ؟!

وإنّا لا نوصف ، وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس ؟! ـ وهو الشرك ـ(6) والمؤمن لا يوصف ، وان المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه ، فلا يزال الله عزّ وجلّ ينظر إليهما ، والذنوب تتحات عن وجوههما ( جسميهما ـ خ ) كما يتحات الورق عن الشجرة(7) .

56 ـ عن مالك الجهني قال : دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام ، وقد حدّثت نفسي بأشياء ، فقال لي : يا مالك أحسن الظنّ بالله ولا تظنّ انّك مفرط في أمرك ، يا مالك : أنّه لا تقدر على صفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم [ وكذلك لا تقدر على صفتنا ](8) ، وكذلك لا تقدر على صفة المؤمن ، يا مالك : إنّ المؤمن يلقى أخاه فيصافحه ، فلا يزال الله عزّ وجلّ ينظر اليهما ، والذنوب تتحات عن

__________________

(1) هكذا في الأصل.

(2) عنه في البحار : 67 / 64 ح 11 وح 12 ، وذيله في المستدرك : 2 / 96 ح 10.

(3) الأنعام / 91.

(4) في الأصل ، بقدره ، وهو تصحيف.

(5) الحشر / 7.

(6) في الكافي : الشك.

(7) ذيله في المستدرك : 2 / 96 ح 11.

وأخرجه في البحار : 76 / 30 ح 26 ، وذيله في الوسائل : 8 / 554 ح 3 عن الكافي : 2 / 182 ح 16 بإسناده عن زرارة باختلاف يسير في متنه.

(8) سقط من النسخة ـ ب ـ.

٣١

وجوههما حتّى يفترقا وليس عليهما من الذنوب شيء فكيف تقدر على صفة من هو هكذا ؟(1)

57 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إذا التقى المؤمنان كان بينهما مائة رحمة ، تسع وتسعون لاشد هما حبّاً لصاحبه(2) .

58 ـ عن أبي عبيدة(3) قال : زاملت أبا جعفرعليه‌السلام إلى مكة ، [ فكان إذا نزل صافحني ](4) ، وإذا ركب صافحني ، فقلت : جعلت فداك ، كأنك ترى في هذا شيئاً ؟ فقال : نعم ، إنّ المؤمن إذا لقى أخاه فصافحه تفرّقا من غير ذنب(5) .

59 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : [ فكما ](6) لا تقدر الخلائق على كنه صفة الله عزّ وجلّ فكذلك لا تقدر على كنه صفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكما لا تقدر على كنه صفة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كذلك لا تقدر على كنه صفة الإمام ، وكما لا تقدر على كنه صفة الإمام كذلك لا يقدرون على كنه صفة المؤمن(7) .

60 ـ عن صفوان الجمّال قال : سمعته(8) يقول : ما التقى مؤمنان قطّ فتصافحا إلا كان أفضلهما إيماناً أشدهما حبّاً لصاحبه.

وما التقى مؤمنان قطّ فتصافحا ، وذكر الله فيفترقا(9) حتّى يغفر الله لهما ، إن شاء الله(10) .

__________________

(1) عنه في المستدرك : 2 / 96 ح 12 وصدره في ص 296 ح 15 وأخرجه في البحار : 76 / 26 ح 16 و ذيله في الوسائل : 8 / 554 ح 3 عن الكافي : 2 / 180 ح 6 بإسناده عن مالك الجهني نحوه.

(2) روى نحوه في تنبيه الخواطر : 2 / 198 عن إسحاق بن عمّار ، وفي عدّة الداعي : ص 173 مرسلاً نحوه أيضاً.

(3) في الأصل ، أبو عبيدة.

(4) سقط من النسخة ـ ب ـ.

(5) عنه في المستدرك : 2 / 97 ح 4 وأخرجه في الوسائل : 8 / 558 ح 2 والبحار : 76 / 23 ح 11 عن الكافي : 2 / 179 ح 1 بإسناده عن أبي عبيدة نحوه مفصلاً.

(6) أثبتناه من البحار.

(7) عنه في البحار : 67 / 65 ح 13 وفي نسخة ـ أ ـ تقدرون ، ولعلّ الأنسب ، لا تقدر.

(8) يعني : أبا عبد الله (ع) كما في الكافي.

(9) في المستدرك : فتفرقا وهو أظهر.

(10) عنه في المستدرك : 2 / 96 ح 13 وأخرج صدره مختصراً في البحار : 69 / 250 ح 26 عن

٣٢

61 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : نزل جبرئيل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمّد ، إنّ ربّك يقول : من أهان عبدي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة(1) .

وما تقرّب إليّ عبدي المؤمن بمثل أداء الفرائض ، وإنه ليتنفل لي حتّى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها(2) .

وما تردّدت في شيء أنا فاعله ، كترددي في موت ( فوت ـ خ ) عبدي المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته(3) .

وإنّ من المؤمنين من لا يسعه إلا الفقر ، ولو حولته إلى الغنى كان شرّاً له ، و منهم من لا يسعه إلا الغنى ولو حولته إلى الفقر لكان شرّاً له(4) .

وإن عبدي ليسألني قضاء الحاجة ، فأمنعه إيّاها لما هو خير له(5) .

62 ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قال الله عزّ وجلّ : من أهان لي وليّاً فقد ارصد لمحاربتي.

وما تقرّب إليّ عبد بمثل ما افترضت عليه ، وإنه ليتقرب إليّ بالنافلة حتّى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشى بها ، إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته.

وما تردّدت في شيء أنا فاعله كترددي في موت المؤمن ، يكره الموت(6) [ وأنا

__________________

الكافي : 2 / 127 ح 15 وفيه لأخيه بدل لصاحبه وفي البحار : 74 / 398 ح 32 عن المحاسن : 1 / 263 ح 333 بإسنادهما عن صفوان الجمّال ، وفي الوسائل : 11 / 439 ح 2 عن الكافي والمحاسن مثله.

(1) عنه في المستدرك : 1 / 177 ح 8 وج 2 / 302 ح 1 وروى نحوه في مشكاة الأنوار ص 322 مرسلاً ، متحد مع ح 186.

(2) عنه في المستدرك : 1 / 177 ح 8 وصدره في المستدرك : 2 / 302 ح 1.

(3) عنه في المستدرك : 1 / 86 ح 1.

(4) روى نحوه من أوله إلى آخره في الكافي : 2 / 352 ح 8 مع تقديم وتأخير مسندا عن أبي جعفر (ع) وأخرج قطعتيه في الوسائل : 2 / 644 ح 1 وقطعة منه في الوسائل : 3 / 53 ح 6 عن الكافي.

(5) ذكر نحوه في الجواهر السنية : ص 122.

(6) سقط من النسخة ـ أ ـ من ذيل هذا الحديث ، كما سقط من صدر حديث 63 ، والظاهر أنّه زاغ عن بصر الناسخ ، لأجل التشابه بين جزئي الحديث.

٣٣

أكره مساءته(1) .

63 ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : يقول الله عزّ وجلّ : من أهان لي وليّاً فقد ارصد لمحاربتي ، وأنا أسرع شيء في نصرة أوليائي ،

وما تردّدت في شيء أنا فاعله كترددي في موت عبدي المؤمن إنّي لاُحبّ لقاءه فيكره الموت فأصرفه عنه ] ، وإنه ليسألني فاعطيه ، وإنه ليدعوني فأجيبه ، ولو لم يكن في الدنيا إلا عبد مؤمن لا ستغنيت به عن جميع خلقي ، ولجعلت له من إيمانه انسا لا يستوحش إلى أحد(2) .

64 ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : لو كانت ذنوب المؤمن مثل رمل عالج ، ومثل زبد البحر لغفرها الله له فلا تجتروا(3) .

65 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : يتوفى المؤمن مغفورا له ذنوبه [ ثم قال : إنا ](4) والله جميعاً(5) .

66 ـ وعن أبي الصامت قال : دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال : يا أبا الصامت ، ابشر ، ثم ابشر ، ثم ابشر ، ثم قال لي : يا أبا الصامت إن الله عزّ وجلّ يغفر للمؤمن وإن جاء بمثل ذا ومثل ذا وأومى إلى القباب قلت : وإن جاء بمثل تلك القباب ، فقال : إي والله ، ولو كان بمثل تلك القباب إي والله « مرتين »(6) .

67 ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قلت بمكّة(7) له : إن لي حاجة ، فقال : تلقاني بمكّة ، فلقيته ، فقلت : يا بن رسول الله إن لي حاجة ؟ فقال : تلقاني بمنى ،

__________________

(1) صدره وذيله في المستدرك : 1 / 86 ح 2 وصدره في ج 2 / 302 ح 2 وأخرجه في البحار : 75 / 155 ح 25 وصدره في الوسائل : 8 / 588 ح 3 وقطعة منه في الوسائل : 3 / 53 ح 6 عن الكافي : 2 / 352 ح 7 بإسناده عن حمّاد بن بشير قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، صدره مع ح 184.

(2) عنه في البحار : 67 / 65 ح 14 ، وصدره في المستدرك : 1 / 86 ح 3 صدره متحد مع ح 185.

(3) عنه في البحار : 67 / 65 ح 15 ، وقوله لا تجتروا : أي لا تتركوا أنفسكم تفعل ما تشاء ( انظر البحار : 27 / 54 ح 7 و 10 ).

(4) ما بين المعقوفين غير مذكور في نسخة البحار ، ومعناه غير واضح.

(5) عنه في البحار : 67 / 65 ح 16.

(6)

(7) الظاهر زيادة لفظ ( بمكة ) فإنّه قال : تلقاني بمكة.

٣٤

فلقيته بمنى ، فقلت : يابن رسول الله إن لي حاجة ، فقال : [ هات ](1) حاجتك فقلت : يا بن رسول الله إنّي كنت أذنبت ذنبا فيما بيني وبين الله عزّ وجلّ ، لم يطلع عليه أحد ، و اجلّك(2) أن أستقبلك به ،

فقال : إذا كان يوم القيامة تجلّى(3) الله عزّ وجلّ لعبده المؤمن فيوقفه على ذنوبه ذنباً ذنباً ، ثم يغفرها له ، لا يطّلع على ذلك ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل.

وفي حديث آخر : ويستر عليه من ذنوبه ما يكره أن يوقفه عليه ، ثم يقول لسيئاته كوني حسنات ، وذلك قول الله عزّ وجلّ :( فَاولئكَ ـ الّذينَ ـيُبَدِّلُ الله سَيّئاتِهِمْ حَسَناتٍ (4) ) (5) .

68 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام : إن الكافر ليدعو [ في حاجته ]6 فيقول الله عزّ وجلّ : عجّلوا حاجته بغضا لصوته.

وإنّ المؤمن ليدعو في حاجته ، فيقول الله عزّ وجلّ : أخّروا حاجته شوقاً إلى صوته ، فإذا كان يوم القيامة قال الله عزّ وجلّ : دعوتني في كذا وكذا فأخّرت إجابتك وثوابك كذا وكذا ، قال : فيتمنى المؤمن أنّه لم يستجب له دعوة في الدنيا فيما يرى من حسن الثواب(7) .

69 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إن المؤمن إذا دعا الله عزّ وجلّ أجابه ـ فشخص بصري نحوه إعجابابها ـ قال ، فقال : إن الله واسع لخلقه(8) .

70 ـ وعن ابن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن بعض أهل العلم قال : إذا مات المؤمن صعد ملكاه ، فقالا : يا ربّ مات فلان ، فيقول : انزلا ، فصليا عليه عند قبره و

__________________

(1) ما بين المعقوفين من البحار ، والظاهر أنّه ساقط والحديث دالّ عليه.

(2) في الأصل : وأجلك أن أجلك.

(3) في الأصل : ( يحل ) وهو تصحيف.

(4) الفرقان / 70 ، ( والذين ، ليست من أصل الآية ).

(5) أخرجه في البحار : 7 / 259 ح 5 عن كتاب الزهد : ص 91 ح 245 بإسناده عن حجر بن زائدة ، عن رجل ، عنه (ع) باختلاف يسير ، ونحو ذيله في ص 287 ح 2 عن العيون : 2 / 32 ح 57 بأسانيده. الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصحيفة الرضا : ص 31 مرسلاً.

(6) سقطت من النسخة ـ ب ـ.

(7) أخرجه في البحار : 93 / 374 عن عدّة الداعي : ص 188 مرسلاً من قوله ( إن المؤمن ليدعو )

(8) عنه في البحار : 67 / 65 ح 17 وفيه بما بدل بها وهو أنسب.

٣٥

هلّلاني وكبّراني إلى يوم القيامة ، واكتبا ما تعملان له(1) .

71 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إن المؤمن رؤياه جزء من سبعين جزء من النبوّة ومنهم من يعطى على الثلاث(2) .

72 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إن الله إذا أحبّ عبداً عصمه ، [ وجعل غناه في نفسه ](3) ، وجعل ثوابه بين عينيه.

[ وإذا أبغضه وكله إلى نفسه ، وجعل فقره بين عينيه ](4) و (5) .

73 ـ [ ابن أبي البلاد ](6) ، وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إن العبد ليدعو ، فيقول الربّ عزّ وجلّ : يا جبرئيل احبسه بحاجته ، فأوقفها بين السماء والأرض شوقاً إلى صوته(7) .

74 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إن الله عزّ وجلّ خلق طينة المؤمن من طينة الأنبياء ، فلن تخبث(8) أبداً(9) .

75 ـ عن صفوان الجمّال ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : إن هلاك الرجل لَمِنْ ثلم الدين(10) .

76 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إن عمل المؤمن يذهب فيمهد له في الجنّة كما يرسل الرجل بغلامه فيفرش له ، ثم تلا :( وَمَنْ عَمِلَ صَالحاً فَلاَنْفُسِهِمْ يمهَدُونَ (11) ) (12) .

__________________

(1) عنه في البحار : 67 / 66 ح 18.

(2) عنه في البحار : 61 / 191 ح 59 وفيه الثلث بدل الثلاث ، وأخرجه في ج 61 / 177 ح 40 عن الكافي : 8 / 90 ح 58 بإسناده عن هشام بن سالم ، وفيه رأي المؤمن ورؤياه وذكر نحوه ( سقط هذا الحديث من ب ).

(3 و 4) سقط من النسخة ـ ب ـ.

(5) عنه في اعلام الدين : ص 229.

(6) هكذا في ـ أ ـ وما بين المعقوفين ليس في النسخة ـ ب ـ.

(7) أخرج في الوسائل : 4 / 1113 ح 7 عن عدّة الداعي : ص 25 عن جابر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحوه.

(8) في النسخة ـ أ ـ ( تنجس ).

(9) عنه في المستدرك : 1 / 168 ح 1 وأخرج نحوه في البحار : 5 / 225 ح 1 عن المحاسن 1 / 133 ح 7 وفى البحار : 67 / 93 ح 12 عن الكافي : 2 / 3 ح 3 مسنداً.

(10) عنه في اعلام الدين : ص 270 وفيه : ان موت المؤمن.

(11) الروم : 44.

(12) عنه في البحار : 67 / 66 ح 20.

٣٦

77 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إن الله يذود المؤمن عمّا يكره كما يذود الرجل البعير الغريب ، ليس من إبله ( أهله ـ البحار )(1) .

78 ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا [ أدخل الله يده فصافح ](2) أشدهما حبّاً لصاحبه(3) .

79 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال : كما لا ينفع مع الشرك شيء ، فلا يضر مع الايمان شيء(4) .

80 ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : يقول الله عزّ وجلّ : ما تردّدت في شيء أنا فاعله كترددي على [ قبض روح عبدي ](5) المؤمن لأنني أحبّ لقاءه وهو يكره الموت ، فأزويه عنه ، ولو لم يكن في الأرض إلا مؤمن واحد لاكتفيت به عن جميع خلقي ، وجعلت له من إيمانه اُنساً لا يحتاج فيه إلى أحد(6) .

81 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ما من مؤمن يموت في غربة [ من ](7) الأرض فيغيب عنه بواكيه إلا بكته بقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها وبكته أثوابه ، وبكته أبواب السماء التي كان يصعد بها عمله ، وبكاه الملكان الموكلان به(8) .

82 ـ وعن أحدهماعليهما‌السلام قال : إن ذنوب المؤمن مغفورة ، فيعمل المؤمن لما يستأنف ، إمّا إنها ليست إلا لأهل الايمان(9) .

83 ـ عن إسحاق بن عمّار قال : سمعته(10) يقول : إن الله عزّ وجلّ خلق

__________________

(1) عنه في البحار : 67 / 66 ح 21 متحد مع ح 25 وله تخريجات ذكرناها هناك.

(2 و 5 و 7) ليس في النسخة ـ ب ـ.

(3) عنه في المستدرك : 2 / 96 ح 14 ، وأخرجه في الوسائل : 8 / 554 ح 6 والبحار : 76 / 24 ح 12 عن الكافي : 2 / 179 ح 2 بإسناده عن أبي خالد القماط ، وفيه : ( أدخل الله يده بين أيديهما ).

(4) عنه في البحار : 67 / 66 ح 22.

(6) عنه في البحار : 67 / 66 ح 23 وأخرجه في البحار : 6 / 160 ح 34 عن المحاسن : 1 / 159 ح 99 بإسناده عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وذيله في البحار : 67 / 154 ح 13 عن الكافي : 2 / 245 ح 2 بإسناده عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثله.

(8) عنه في البحار : 67 / 66 ح 24 ، وأخرجه في الوسائل : 8 / 250 ح 3 عن المحاسن : 2 / 370 ح 124 والفقيه : 2 / 299 ح 2510 وثواب الأعمال : ص 202 بأسانيدهم عن أبي محمّد الوابشي باختلاف يسير.

(9) عنه في البحار : 67 / 67 ح 25.

(10) يعني : أبا عبد الله (ع) كما في الكافي.

٣٧

خلقاً ضنّ بهم عن البلاء ، خلقهم في عافية ، وأحياهم في عافية ، وأماتهم في عافية ، وأدخلهم الجنّة في عافية(1) .

__________________

(1) رواه في الكافي : 2 / 462 ح 2 بإسناده عن إسحاق بن عمّار مثله.

٣٨

3 ـ باب ما جعل الله بين المؤمنين من الاخاء

84 ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : المؤمنون إخوة بنو أب وام ، فإذا ضرب على رجل منهم عرق سهر الآخرون(1) .

85 ـ وعن أحدهماعليهما‌السلام أنّه قال : المؤمن [ أخو المؤمن ](2) كالجسد الواحد ، إذا سقط منه شيء تداعى سائر الجسد(3) .

86 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال : المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد ، إذا اشتكى شيئاً منه وجد [ ألم ](4) ذلك في سائر جسده لأنّ أرواحهم من روح الله تعالى ، وإنّ روح المؤمن لأشدّ اتّصالاً بروح الله من اتّصال [ شعاع ](5) الشمس بها(6) .

87 ـ عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : تنفست بين يديه ، ثم قلت : يا ابن رسول الله هم يصيبني من غير مصيبة تصيبني ، أو أمر ينزل بي ، حتّى تعرف ذلك أهلي في وجهي ، ويعرفه صديقي ، فقال : نعم ، يا جابر ، قلت : ما ذلك يا ابن رسول الله ؟

__________________

(1) عنه في البحار : 74 / 264 ح 4 وعن الكافي : 2 / 165 ح 1 بإسناده عن المفضّل بن عمر.

(2) ليس في الأصل ، وأثبتناه من البحار.

(3) عنه في البحار : 74 / 273 ح 15 ، وقد سقط هذا الحديث من النسخة ـ ب ـ.

(4) ما بين المعقوفين موجود في غير هذا الكتاب من المصادر.

(5) سقط من النسخة ـ ب ـ.

(6) عنه في البحار : 74 / 268 ح 8 وعن الكافي : 2 / 166 ح 4 بإسناده عن أبي بصير مع اختلاف يسير وفيه : أرواحهما من روح واحدة بدل لأنّ أرواحهم من روح الله ، وفي ص 277 ح 9 عن الإختصاص : ص 26 مرسلاً مثله وفي البحار : 61 / 148 ح 25 عن الكافي والإختصاص ، ورواه في مصادقة الأخوان : ص 30 ح 2 مثله.

٣٩

قال : وما تصنع به ؟ قلت : أحبّ أن أعلمه ، فقال : يا جابر إن الله عزّ وجلّ خلق المؤمنين من طين الجنان ، وأجرى بهم من ريح(1) الجنّة روحه ، فكذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه واُمّه ، فإذا أصاب روحاً من تلك الأرواح في بلدة من البلدان شيء حزنت ( حزبت ـ خ ) هذه الأرواح لأنّها منها(2) .

88 ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : المؤمن أخو المؤمن لأبيه واُمّه لأنّ الله عزّ وجلّ خلق المؤمنين من طين الجنان ، وأجرى في صورهم من ريح الجنان ، فلذلك هم إخوة لأب واُمّ(3) .

89 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : الأرواح جنود مجندة تلتقي فتتشام كما تتشام الخيل ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ، ولو أن مؤمناً جاء إلى مسجد فيه اناس كثير ليس فيهم إلا مؤمن واحد لمالت روحه إلى ذلك المؤمن حتّى يجلس إليه(4) .

90 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : لا والله لا يكون [ المؤمن ](5) مؤمناً أبداً حتّى يكون لأخيه مثل الجسد إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه(6) .

91 ـ وعنهعليه‌السلام قال : لكلّ شيء شيء يستريح إليه ، وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله(7) .

92 ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : المؤمنون في تبارهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر والحمى(8) .

__________________

(1) في النسخة ـ ب ـ ( روح ).

(2) عنه في البحار : 74 / 266 ح 6 وفي ص 265 ح 5 وج 67 / 75 ح 11 عن الكافي : 2 / 166 ح 2 و أخرجه في البحار : 61 / 147 ح 23 والبحار : 74 / 276 عن المحاسن : 1 / 133 ح 10 بإسنادهما عن جابر الجعفي نحوه.

(3) أخرجه عنه وعن الكافي : 2 / 166 ح 7 بإسناده عن أبي حمزة باختلاف يسير في البحار : 74 / 271 ح 11 وفي : ص 276 ح 8 عن المحاسن : 1 / 134 ح 12 بإسناده عن أبي حمزة الثمالي نحوه.

(4) عنه في البحار : 74 / 273 ح 16.

(5) ليس في النسخة ـ ب ـ.

(6) عنه في المستدرك : 2 / 93 ح 10 والبحار : 74 / 274 ح 17 وفي ص 233 ح 30 عن خط محمّد ابن علي الجباعي نقلاً عن خط الشهيد عن كتاب المؤمن وكذا : ح 91 و 92 و 93.

(7) عنه في البحار : 74 / 274 ح 18.

(8) عنه في البحار : 74 / 274 ح 19 والمستدرك : 2 / 410.

٤٠