التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي0%

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي مؤلف:
تصنيف: مكتبة التاريخ والتراجم
الصفحات: 550

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي

مؤلف: السيد علي الشهرستاني
تصنيف:

الصفحات: 550
المشاهدات: 151304
تحميل: 5682

توضيحات:

التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 550 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 151304 / تحميل: 5682
الحجم الحجم الحجم
التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي

التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي

مؤلف:
العربية

جابر بن عبدالله، عن النبي قال: ليس(١)

وفي صحيح مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر، عن شعبة ح. قال: ‏وحدثنا محمّد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمّد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سعد ‏بن إبراهيم، عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي، قال: لما قدم الحجاج المدينة فسألنا ‏جابر بن عبدالله فقال: كان رسول الله(٢)

وفي مصنف ابن أبي شيبه: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا حفص بن غياث، عن حجاج، ‏عن حكم، عن عمرو بن الحسن بن علي، قال: إذا قرنت بين الحج والعمرة فطف طوافين ‏وَآسْعَ سعين(٣) .

وفي الجمع بين الصحيحين: العاشر: عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي ‏طالب، قال: قدم الحجاج - وفي حديث معاذ بن معاذ - كان الحجاج يؤخّر الصلوات، ‏فسألنا جابر بن عبدالله، فقال: كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّي الظهر ‏بالهاجرة(٤)

وفي مسند أحمد: حدثنا عبدالله، حدثني أبي، حدثنا محمّد بن جعفر، حدثنا شعبة بن ‏محمّد بن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري، عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن ‏علي عن جابر بن عبدالله قال: كان رسول الله(٥)

وفي سنن الدارمي: أخبرنا هاشم بن القاسم، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، ‏قال: سمعت محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي، قال: سألت جابر بن عبدالله في زمن ‏الحجاج(٦)

____________________

١- التاريخ الكبير للبخاري ١: ١٨٩ - ١٩٠.

٢- صحيح مسلم ١: ٤٤٦ و ٢: ٧٨٦.

٣- مصنف ابن أبي شيبة ٣: ٢٩١.

٤- الجمع بين الصحيحين ٢: ٣١٥.

٥- مسند أحمد ٣: ٢٩٩، ٣: ٣١٧.

٦- سنن الدارمي ١: ٢٨٤.

٣٠١

وقال ابن حبان في ثقاته: واستصغر في ذلك اليوم أيضاً ‏ ‎ [ ‎ أي يوم عاشوراء ‎ ] ‎ عمرو بن ‏الحسن بن علي بن أبي طالب، فلم يقتل لصغره(١) .

وقال أيضاً في (السيرة النبوية): واستصغر علي بن الحسين بن علي فلم يقتل، انفلت ‏في ذلك اليوم من القتل لصغره، وهو والد محمّد بن علي الباقر، واستصغر في ذلك اليوم ‏أيضاً عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب فلم يقتل لصغره(٢) .

وفي صحيح ابن خزيمة: حدثنا أبو موسى، حدثنا محمّد بن جعفر، حدثنا شعبة، ‏عن محمّد بن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري، عن محمّد بن عمرو بن الحسن ‏بن علي بن أبي طالب، عن جابر بن عبدالله، قال: رأى رسول الله رجلاً قد اجتمع الناس ‏عليه وقد ظلّل عليه، فقالوا: هذا رجل صائم، فقال رسول الله(٣)

وفي رجال صحيح البخاري: محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب ‏الهاشمي المدني، حدث عن جابر بن عبدالله، روى عنه سعد بن إبراهيم ومحمّد بن ‏عبدالرحمن الأنصاري في الصلاة والصوم(٤) .

وفي رجال مسلم: محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، روى ‏عن جابر بن عبدالله في الصلاة والصوم(٥) .

وفي عمدة القارئ: ومحمّد بن عمرو - بالواو - بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو ‏عبدالله(٦)

____________________

١- الثقات لابن حبان ٢: ٣١٠. وقال أيضاً في صفحة ٣١١: وكانت أم عمرو بن الحسن بن علي بن أبي ‏طالب أم ولد.

٢- السيرة النبوية لابن حبان ١: ٣٦٩.

٣- صحيح ابن خزيمة ٣: ٢٥٤.

٤- رجال صحيح البخاري ٢: ٦٧٠.

٥- رجال مسلم ٢: ١٩٦، ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم ١: ٣١١.

٦- عمدة القارئ ٥: ٥٦.

٣٠٢

وفي المحلّى لابن حزم: عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن ‏جابر بن عبدالله(١)

وقال ابن سعد في الطبقات: ثم دعا ‏ ‎ [ ‎ يزيد ‎ ] ‎ ‏ بعلي بن الحسين، وحسن بن حسن، ‏وعمرو بن الحسن، فقال لعمرو بن الحسن - وهو يومئذ ابن إحدى عشرة سنه -: أتصارع ‏هذا ؟ يعني خالد بن يزيد، قال: لا، ولكن أعطني سكيناً وأعطه سكيناً حتى أُقاتله(٢) .

وقال البلاذري في أنساب الأشراف: حدثنا عمر بن شبة، حدثنا أبو أحمد الزبيري، ‏حدثني عمّي الفضل بن الزبير، عن أبي عمر البزار، عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن ‏علي، قال: كنا مع الحسين بنهري كربلاء فجاءنا رجل فقال: أين الحسين ؟

قال :ها إنا ذا، قال: أبشر بالنار تردها الساعة !!!‏

قال: بل أبشرُ بربّ رحيم وشفيع مطاع، فمن أنت ؟ قال: محمّد بن الأشعث، ثم جاء ‏رجل آخر فقال: أين الحسين ؟ قال: ها أنا ذا، قال: أبشر بالنار تردها الساعة !! قال: ‏بل ابشر بربّ رحيم وشفيع مطاع، فمن أنت ؟ قال شمر بن الجوش، فقال الحسين: الله ‏أكبر قال رسول الله: إني رأيت كلباً أبقع يلغُ في دماء أهل بيتي(٣) .

وفي الجرح والتعديل للرازي: محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب، روى ‏عن جابر بن عبدالله(٤) .

____________________

١- المحلى ٦: ٢٥٤.

٢- الطبقات الكبرى لابن سعد ١٠: ٤٨٩.

٣- انساب الأشراف ٣: ١٩٣، وفي صفحة ١٩٤، روى عن عمرو بن الحسن قوله: فحملنا إليه فاقعدني يزيد ‏في حجره وأقعد ابناً له في حجره، ثم قال لي: أتصارعه ؟ فقلت: أعطني سكيناً وأعطه سكيناً ودعنى وايّاه، ‏فقال: ما تَدَعُون عداوتنا صغاراً وكباراً.

٤- الجرح والتعديل للرازي ٨: ٢٩.

٣٠٣

وفي التعديل والتجريح للباجي: محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب ‏المدني، أخرج له البخاري في الصلاة والصوم عن سعد بن إبراهيم مدني ثقه(١) .

وفي تهذيب الكمال: خ م د س(٢) ، محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب ‏القرشي الهاشمي، أبو عبدالله المدني، وأمه رملة بنت عقيل بن أبي طالب، روى عن ‏جابر بن عبدالله، وعبدالله بن عباس، وعمة أبيه زينب بنت علي بن أبي طالب(٣) .

وقال الخزرجي الأنصاري في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: محمّد بن عمرو بن ‏الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني، عن ابن عباس وجابر وجماعة وعنه سعد ‏بن إبراهيم وأبو الجحاف وطائفة، وثّقه أبو زرعة(٤) .

وفي تهذيب التهذيب لابن حجر: م ح د س محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي ‏طالب الهاشمي، أبو عبدالله المدني، أمه رملة بنت عقيل بن أبي طالب، روى عن عمة ‏أبيه زينب بنت علي وابن عباس وجابر(٥) .

وفي مقتل الحسين لأبي مخنف: واستصغر عمرو بن الحسن بن علي فتُرك فلم يقتل، ‏وأمه أم ولد(٦) .

وقال أبو مخنف أيضاً: وكان يزيد لا يتغدّى ولا يتعشى إلاّ دعا علي بن الحسين إليه، ‏قال فدعاه ذات يوم، ودعا عمرو بن الحسن بن علي وهو غلام صغير، فقال لعمرو بن ‏الحسن: أتقاتل هذا الفتى ؟ يعني خالداً ابنه ؟

____________________

١- التعديل والتجريح لسليمان بن خلف الباجي ٢: ٧٣٠ - ٧٣١.

٢- هذه الحروف اختصار للبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي، أي أنّ هؤلاء خرجوا حديثه.

٣- تهذيب الكمال ٢٦: ٢٠٣ - ٢٠٤.

٤- خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: ٣٥٣.

٥- تهذيب التهذيب لابن حجر ٩: ٣٢٩ - ٣٣٠.

٦- مقتل الحسين: ٢٤٣.

٣٠٤

قال: لا ولكني أعطني سكيناً وأعطه سكيناً ثم أقاتله، فقال له يزيد وأخذه وضمه إليه ‏ثم قال: شنشنة أعرفها من أخزم، هل تلد الحية إلاّ حية(١) .

وقال الطبري: واستصغر عمرو بن الحسن بن علي فترك فلم يقتل، وأمه أم ولد(٢) .

وفي تاريخ مدينة دمشق: عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن ‏هاشم بن عبدمناف بن قصي، الهاشمي الحسني، خرج مع عمه الحسين بن علي إلى ‏العراق، وكان فيمن قُدِمَ به دمشق مع علي بن الحسين، وسأذكر قدومه في ترجمة عمّته ‏زينب بنت علي بن أبي طالب وقد انقرض ولد عمرو بن الحسن بن علي، وكان رجلاً ‏ناسكاً من أهل الصلاح والدين(٣) .

وقال أيضاً: محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم ‏بن عبدمناف بن قصي، أبو عبدالله الهاشمي العلوي من أهل المدينة وقيل أ نّه شهد ‏كربلاء مع عمّ أبيه الحسين بن علي، فإن كان شهدها فقد أُتي به إلى يزيد ابن معاوية بد ‏مشق مع من أُتي به من أهل بيته، والمحفوظ أنّ أباه عمرو بن الحسن هو الذي كان ‏بكربلاء، ولم يكن محمّد ولِدَ إذ ذاك، والله اعلم(٤) .

وفي المنتظم لابن الجوزي: وكان يزيد لا يتغدى ولا يتعشى إلاّ دعا علي بن الحسين ‏فدعاه يوماً ودعا معه عمرو بن الحسين(٥) وكان صغيراً، فقال يزيد لعمرو: أتقاتل هذا ؟ ‏يعني ابنه خالداً، قال: لا، ولكن أعطني سكّيناً وأعطه سكيناً ‏

____________________

١- مقتل الحسين: ٢١٥ وعنه في تاريخ الطبري ٤: ٣٥٣ - ٣٥٤، وفي الاحتجاج ٢: ٣١١ وعنه في بحار ‏الأنوار ٤٥: ١٧٥ قال لعلي بن الحسين: يا علي أتصارع ابني خالداً ؟ قالعليه‌السلام : وما تصنع بمصارعتي ‏اياه، أعطني سكيناً فلا يستبعد أن تكون خبر المصارعة وردت مع السجادعليه‌السلام لكنهم ابدلوها بعمر بن ‏الحسن بن علي أو عمر بن الحسين.

٢- تاريخ الطبري ٤: ٣٥٩ وفي بعض طبعاته عمر بدل عمرو.

٣- تاريخ مدينة دمشق ٤٥: ٤٨٤ - ٤٨٥.

٤- تاريخ مدينة دمشق ٥٥: ١٥ - ١٩.

٥- في جميع النصوص عمرو بن الحسن، فما هنا غلط.

٣٠٥

ثم أقاتله، فقال يزيد: شنشنة أعرفها من أخزم(١) .

وقال الشيخ المفيد في رسالته: أولاد الحسنعليه‌السلام خمسة عشر ولدا ذكراً واُنثى ‏وهم: وعمرو ‏ ‎‎ بن الحسن ‎‎ ‏ وأخواه القاسم وعبدالله، أمهم أم ولد، استشهدوا ثلاثتهم بين ‏يدي عمهم الحسين بطف كربلاء(٢) .

وقال الشيخ عباس القمّي - كما في تعريب منتهى الآمال - الفصل السادس في ذكر ‏أولاد الإمام الحسنعليه‌السلام :‏

‏(‏... قال الشيخ المفيدرحمه‌الله ثمانية ذكور وسبعة أناث، ونحن نختار كلامه ونقدمه ‏على غيره، ونذكر سائر أولاده من بقيّة الكتب، قال الشيخ الأجل في الارشاد: أولاد ‏الحسن بن عليعليه‌السلام خمسة عشر ولد ذكراً واُنثى.

‏٥ و ٦ و ٧ - عمرو بن الحسن وأخواه القاسم وعبدالله ابنا الحسن أمّهم أم ولد‏)‏(٣) .

كانت هذه مجموعة من الأقوال التي ذهبت إلى أنّ اسم ابن الإمام الحسن المجتبى هو ‏‏(‏عمرو‏)‏ لا عمر، و إليك الآن نصوص اخرى من النسابة والمؤرّخين.

‏٢ - من سمّوه بعمر بن الحسن‏

سمى بعض المؤرخين والنسابة ابنَ الإمام الحسن ب- ‏(‏عمر‏)‏، منهم البيهقي في (لباب ‏الأنساب والألقاب) إذ قال: أولاد عمر بن الحسن بن عليرضي‌الله‌عنه ، منهم محمّد واُمه ‏رمله بنت عقيل بن أبي طالب، واُم سلمه، وكان عمر رجلاً ناسكاً من أهل الدين ‏والورع، وابنته اُم سلمة عند عبدالله بن هاشم بن المسور بن مخرمة ولم يلد ‏

____________________

١- المنتظم ٥: ٣٤٤، وفي البداية والنهاية ٨: ٢١٢ عمر بدل عمرو.

٢- الفصول المهمة لابن الصباغ ٢: ٧٤٦ عن المفيد وفي بعض طبعات الفصول المهمة عمر بدل عمرو.

٣- تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل ١: ٤٥٥.

٣٠٦

له، وقيل: قد انقرض ولد عمر بن الحسن بنعلي رضي ‌الله‌ عنهما (١) .

وقال أيضاً: عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي‌ الله‌ عنهما ، انقرض عقبه ولم ‏يبق له عقب(٢) .

وفي (المجدي في أنساب الطالبيين): فولَدَ الحسنُ أبو محمّد بن عليعليهما‌السلام - ‏في رواية شيخ الشرف - ستة عشر ولداً منهم خمس إناث وهم: زيد، والحسن، ‏والحسين الأثرم، وطلحة، وإسماعيل، وعبدالله، وحمزة، ويعقوب، وعبدالرحمن، ‏وأبو بكر وعمر(٣) .‏

وقال أيضاً: العقب من ولد الحسن بن عليعليهما‌السلام من أربعة رجال، وهم: ‏الحسن وزيد وعمر والحسين الأثرم، انقرض اثنان وهما عمر والحسين(٤) .

وقد مر عليك كلام ابن عنبة عن أبي نصر البخاري في (عمدة الطالب) وأن عقب ‏الإمام الحسن المجتبى من أربعة: زيد والحسن والحسين الأثرم وعمر، إلاّ أن الحسين ‏الأثرم وعمر انقرضا سريعاً، وبقي عقب الحسن من رجلين لا غير: زيد والحسن ‏المثنى(٥) .

وفي تقريب المعارف لأبي صلاح الحلبي: (نكير محمّد بن عمر بن الحسن): ورووا ‏عن عبدالله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: شهدت أبي محمّد بن عمر ‏ومحمّد بن عمر بن الحسن - وهو الذي كان مع الحسين بكربلاء، وكانت الشيعة تنزله ‏بمنزلة أبي جعفرعليه‌السلام يعرفون حقه وفضله - قال: فكلمه في أبي بكر وعمر.

فقال محمّد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام لأبي: اسكت، ‏

____________________

١- لباب الأنساب ١: ٢٨.

٢- لباب الأنساب ١: ٣٨.

٣- المجدي في أنساب الطالبيين: ٢٠١.

٤- المجدي في أنساب الطالبيين: ٢٠٢.

٥- عمدة الطالب: ٦٨.

٣٠٧

فإنك عاجز والله، إنّهما لشركاء في دم الحسينعليه‌السلام ...‏

ورووا عن أبي الجارود، قال: سُئِل محمّد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب ‏عن أبي بكر وعمر ؟

فقال: قتلتم منذ ستين سنة في أَنْ ذكرتم عثمان، فوالله لو ذكرتم أبا بكر وعمر لكانت ‏دماؤكم أَحَلَّ عندهم من دماء السنانير(١) .

كان هذا مختصر الكلام عن ابن الإمام الحسن، وهل ان اسمه عمر أم عمرو، إِذ ‏اتَّضح لك بالأرقام بأن المشهور في كتب الرجال والحديث والتاريخ غلبة اسم (عمرو) ‏عليه، ولا يستبعد أن يقع التصحيف في مثل هكذا أمور فيستبدل (عمرو) ب- (عمر)، ‏خصوصاً بعد أن وقفنا على ملابسات الأمور في العصرين الأموي والعباسي.

و إليك الآن الكلام عن الابن الآخر للإمام الحسن المجتبى، والمستشهد في كربلاء، ‏وهل أن اسمه أبو بكر أم عبدالله ؟ وقيل كذلك أن أبا بكر كنيةٌ لعمرو بن الحسن وليست ‏لعبدالله بن الحسن.

أبو بكر بن الحسن كنية أم اسم ؟

أ مّا أبو بكر بن الحسن بن علي فقد ذهب أبو مخنف في مقتل الحسين(٢) - والبلاذري ‏في الأنساب(٣) ، والدينوري في الأخبار الطوال(٤) ، والمسعودي في مروج الذهب(٥) ، ‏وابن العديم في بغية الطلب(٦) ، وابن الصباغ في الفصول ‏

____________________

١- تقريب المعارف: ٢٥٣ - ٢٥٤.

٢- مقتل الحسين لابي مخنف الأزدي: ١٧٤، ٢٣٧.

٣- أنساب الأشراف للبلاذري ٣: ٢٠١.

٤- الأخبار الطوال للدينوري: ٢٥٧.

٥- مروج الذهب ١: ٣٧٥.

٦- بغية الطلب في تاريخ حلب ٦: ٢٦٢٨.

٣٠٨

المهمة(١) ، والمفيد في الإِرشاد(٢) ، وأبو الفرج في المقاتل(٣) ، والطبري في ‏تاريخه(٤) ، وغيرهم - إلى أ نّه استشهد مع عمه الحسين في كربلاء.

وقد مر عليك ما نقله العلوي في المَجْدي عن المُوضِح النسابة من أنّ أبا بكر المقتول ‏في الطف هو كنية لعبدالله بن الحسن(٥) وليس هو اسم له، وقد نقل هذا الكلام أيضاً ابن ‏عنبه عن الموضح النسابة(٦) .

وقد استفاد التستري جمعاً بين كلامي الشيخ المفيد في الإرشاد للقول بأنّ اسمه عمرو، ‏وكنيته أبو بكر، حيث قال المفيد في (فصل ذكر أولاد الإمام الحسن بن علي وأخبارهم): ‏أولاد الحسن بن عليعليه‌السلام خمسة عشر ولداً ذكراً وأنثى: زيد بن الحسن، وأختاه ‏اُم الحسن واُم الحسين أمهم اُم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجية، ‏والحسن بن الحسن اُمه خولة بنت منصور الفزارية، وعمرو بن الحسن وأخواه القاسم ‏وعبدالله ابنا الحسن أمهم اُم ولد(٧)

ثم قال المفيد أيضاً في (فصل في ذكر أسماء من استشهد مع الإمام الحسين يوم ‏عاشوراء): والقاسم وأبو بكر وعبدالله بنو الحسن بن علي(٨) ...‏

قال التستري في ترجمة (أبو بكر بنس الحسن): والمفهوم من الإرشاد كون اسمه ‏عمر حيث عَدَّ في مقتولي الطف أبا بكر بن الحسنعليه‌السلام ، وقال في ولد الحسن: ‏عمر بن الحسن من اُمِّ القاسمِ، استشهد مع عمه(٩) ، ‏ ‎ [ ‎ وبذلك يكون أبو ‏

____________________

١- الفصول المهمة في معرفة الأئمة ٢: ٨٤٥ - ٨٤٦.

٢- الارشاد في معرفة حجج الله على العباد ٢: ١٠٩ و ١٢٥.

٣- مقاتل الطالبيين.

٤- تاريخ الطبري ٤: ٣٥٩.

٥- المجدي: ٢٠١.

٦- عمدة الطالب: ٦٨.

٧- الارشاد ٢: ٢٠.

٨- الارشاد ٢: ١٢٥.

٩- قاموس الرجال ١١: ٢٣٢ - ٢٣٣، الموجود في الارشاد في (ولد الحسن) ٢: ٢٠ ‏(‏وعمرو بن الحسن ‏واخواه القاسم وعبدالله ابنا الحسن اُمهم ام ولد‏)‏ وفي (فصل اسماء من قتل مع الحسين بن علي من أهل بيته بطف ‏كربلاء): والقاسم وأبو بكر وعبدالله بنو الحسن بن علي. وعليه (فعمرو) هو الصحيح لا عمر كما حكاه التستري ‏عن المفيد.

٣٠٩

بكر بن الحسن هو عمرو بن الحسن عند الشيخ المفيد ‎‎ ‏.

ثم أضاف في رسالته في تواريخ النبي والآل قائلاً:‏

قلت: قد ذكر ‏ ‎ [ ‎ المفيد ‎ ] ‎ ‏ في مقتولي الطف (أبا بكر بن الحسن) من اُم القاسم، وهنا بدّله ‏بعمرو بن الحسن، فلعلّ الأصل واحد، عَبَّرَ هنا بالاسم وثَمَّةَ بالكنية، إلاّ أنّ السروي ‏جعلهما اثنين وقال: أنّ عمراً من اُم (القاسم)، وأبا بكر من اُم إسحاق بنت طلحة، لكنّ ‏الظاهر وهمه، فصَرَّح أبو الفرج بأنّ أبا بكر اُمه أمّ ولد، وأبو بكر وعمرو هنا نظير أبي ‏بكر ومحمّد في أولاد أمير المؤمنين في الاختلاف والاتّحاد والتعدد، وقد عرفت أنّ المفيد ‏جعل عبدالله وعمراً من اُم (القاسم)، وجعل أبو الفرج عبدالله من بنت الشليل البجلي، ‏وابن قتيبة عمراً من الثقفية، وتقدّم قول المفيد أن الحسين الأثرم من اُم إسحاق، وجعله ‏ابن قتيبة من اُم ولد، وكيف كان فلا ريب أن القاسم من اُم ولد، والظاهر أن ما اشتهر من ‏أن(١)

وبهذا فقد عرفت أنّ وجود ابنين للإمام الحسن المجتبى باسم الشيخين لم يثبت عند ‏المؤرخين والنسابة، أو قل هو مشكوك عندهم على أحسن التقادير، فقد يكون هذا أحد ‏أسباب عدم ذكر خطباء المنبر الحسيني لاسمهما عند ذكر وقائع الطف، وقد يرجع سبب ‏عدم ذكرهما لعدم وجود أدوار مهمّة لهما أو حرارة في قتلهما تضاهي فجاعة وحرارة قتل ‏القاسم بن الحسن، وأبي الفضل العباس بن علي، ومسلم بن عقيل، والطفل الرضيع ‏‏(عبدالله بن الحسين بن علي)، لا لتشابه اسميهما وكنيتيهما مع اسم وكنية أبي بكر وعمر.

ومما يمكن احتماله هنا أيضاً هو أنّ ما قيل عن وجود ابن للإمام علي بن أبي ‏

____________________

١- رسالة في تواريخ النبي والآل: ٨١.

٣١٠

طالب باسم عمر أو أبي بكر وقتلهما في الطف، يرجع إلى تشابه ذلك مع أولاد الإمام ‏الحسن المجتبى، واختلاطه على المؤرخين والنسّابين لاحقاً، إذ قد يكون المقصود من ‏عمر بن علي هو عمر = عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فسقط اسم الحسن ‏فقالوا: قتل أو جرح عمر بن علي بن أبي طالب، ومثله الحال بالنسبة إلى أبي بكر بن ‏علي بن أبي طالب المسمى بعبدالله. فتأمل.

الإمام الحسين بن عليعليه‌السلام

ولدعليه‌السلام سنة أربع من الهجرة، واستشهد في سنة إحدى وستّين، وكان بين ‏الحمل بهعليه‌السلام وولادة أخيه الحسنعليه‌السلام خمسون يوماً، وقيل طهر واحد. ‏أولاده:‏

‏١ - عليّ الأكبر(١) .

‏٢ - جعفر(٢) .

‏٣ - عليٌّ الأصغر(٣) .

‏٤ - عبدالله(٤) .

‏٥ - فاطمة(٥) .

‏٦ - سكينة(٦) .

____________________

١- أُ مّه ليلى بنت أبي مرّة، لم يعقب (الفصول المهمة ٢: ٨٤٤، ينابيع المودة ٣: ١٥٢) وقد أخطأ الشيخ ‏المفيد في الإرشاد ٢: ١٣٥ حينما قال بأن اُمه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد، وكذا أخطأ هو وابن شهرآشوب ‏في مناقبه ٣: ٣٠٩ حيث قالا بأن المقتول في كربلاء هو علي الأصغر لا الأكبر.

٢- اُمه قضاعية، الإرشاد ٢: ١٣٥.

٣- وهو الإمام السجّادعليه‌السلام ، وأُ مّه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد، كشف الغمة ٢: ٢٤٩، الفصول ‏المهمة ٢: ٨٥١.

٤- أُ مّه الرباب بنت امرئ القيس، مقاتل الطالبيين: ٥٩، الإرشاد ٢: ١٣٥.

٥- خرجت إلى ابن عمّها الحسن المثنّى فأولدها ثلاثة ذكرنا أسماءهم قبل قليل، المجدي :٢٨١، ينابيع المودة.

٦- خرجت إلى مصعب وقتل عنها، أنساب الأشراف ٢: ٤١٥.

٣١١

‏(‏فأمّا عليّ الأكبر فاستشهد في الطفّ وقُتِل مع أبيه ولم يخلّف عقباً وزعم من ‏لا بصيرة له أنّ عليّاً الأصغر هو المقتول.

وأمّا جعفر، فدرج، ‏ ‎ ] ‎ قال المفيد: لا بقية له، وكانت وفاته في حياة الإمام ‏الحسينعليه‌السلام ‏ ‎ [(١) .

وعبدالله، أخرجه أبوه يرقّق القوم به وأ نّه عطشان، فرماه رجل بسهم فذبحه وهو ‏على يد أبيه، أخذ الله بحقّه.

وأمّا فاطمة فخرجت إلى ابن عمّها الحسن المثنّى.

وأمّا سكينة فخرجت إلى مصعب بن الزبير وقتل عنها، فلمّا جاءت الكوفة خرج إليها ‏أهلها، فقالت: لا مرحباً بكم يا أهل الكوفة أيتمتموني صغيرة، ورمّلتموني كبيرة(٢) .

فعقب الحسينعليه‌السلام جميعهم من عليّ الصغير ‏ ‎ [ ‎ أو الأصغر ‎ ] ‎ ‏ (زين العابدين)، ‏و يكنّى أبا الحسن، و يُلقّب بزين العابدين ذي الثفنات‏)‏(٣) .

ولا يخفى عليك بأنّ الإمام الحسينعليه‌السلام استشهد ولم يكن بين ولده من سُمّي ‏بأبي بكر ولا عمر ولا عثمان، نعم حكى السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث(٤) ‏والشيخ محمّد تقي التستري في قاموس الرجال(٥) عن المناقب لابن ‏

____________________

١- الارشاد ٢: ١٣٥.

٢- بعد عبدالله بن الحسن الذي استشهد في الطف.

٣- المجدي: ٢٨٢، كشف الغمة ٢: ٢٤٩، تهذيب الكمال ٢٠: ٣٨٤، الطبقات الكبرى ٥: ٢١١، (وفي ‏جمهرة أنساب العرب: ٥٢ ولم يعقب له ولد غير على بن الحسين وحده) وكذا في إمتاع الأسماع ٥: ٣٦٥، ‏فجميع من ينسب إلى الحسين إنما هم من ولد علي بن الحسين ولا عقب له من أحد سواه.

٤- معجم رجال الحديث ١٤: ٣٠ رقم ٨٧٢١.

٥- قاموس الرجال ٨: ١٦٦ الرقم ٥٥٩٢، وحكى التستري أيضاً في (تواريخ النبي والآل): ٨٣، عن ‏الدينوري وأعثم الكوفي أ نّهما ذكرا للحسين ابناً باسم عمر. إذ جاء في الأخبار الطوال: ٢٥٩ ولم ينج من ‏أصحاب الحسين وولده وولد أخيه إلاّ ابناه علي الأصغر - وكان قد راهق - وإلاّ عمر وقد كان بلغ أربع سنين، ‏وفيه أيضاً: ٢٦١ وكان يزيد إذا حضر غداؤه دعا علي بن الحسين وأخاه عمر فيأكلان معه، فقال ذات يوم لعمر ‏بن الحسين: هل تصارع ابني هذا ؟ يعني خالد، وكان من أقرانه ؟ فقال عمر: بل أعطني سيفاً وأعطه سيفاً حتى ‏أقاتله فتنظر أينا أصبر.

لكني لم اقف في الفتوح لابن أعثم على ما يؤيد كلام التستري، فإن ابن الصباغ المالكي مع أ نّه حكى ‏جواب عمر بن الحسين ليزيد في ج ٢ ص ٨٣٨ من الفصول المهمة لكنه لم يعدّه ضمن أولاد الإمام الحسين في ‏ج ٢ ص ٨٥١ فتدبر.

٣١٢

شهرآشوب ٤: ١١٣ ‏ ‎ [ ‎ ‏٣: ٣٥٩‏ ‎ ] ‎ ‏ بأنّ للإمام ولداً كان يقال له عمر: ‏(‏قُتِل مع أبيه‏)‏، ‏لكنّ التستري قال معلّقاً على كلام ابن شهرآشوب: ‏(‏أصل وجوده غير معلوم‏)‏.

والظاهر أنّ هذا هو ابن الإمام الحسن لا الحسين - وذلك لمن يعتقد بوجود ابن للإمام ‏الحسن في كربلاء باسم عمر كالشيخ المفيد - وبذلك يكون ما نقله صاحب المناقب هو ‏تصحيف عن الحسن لا غير.

قال ابن عنبة: وكان عليّ بن الحسينعليه‌السلام يوم الطف مريضاً، ومن ثمّ لم ‏يقاتل، حتّى زعم بعضهم أ نّه كان صغيراً، وهذا لا يصحّ، قال الزبير بن بكّار: كان ‏عمره يوم الطف ثلاثاً وعشرين سنة، وقال الواقدي: ولد عليّ بن الحسين سنة ثلاث ‏وثلاثين، فيكون عمره يوم الطف ثماني وعشرين سنة، وتوفّي سنة خمس وتسعين، ‏وفضائله أكثر من أن تحصى(١) .

هل كان للحسينعليه‌السلام ابنان باسم أبي بكر وعمر أم أ نّهما كانا لأخيه ‏الحسنعليه‌السلام ؟

هناك نصوص توحي بأن للإمام الحسينعليه‌السلام ابناً باسم أبي بكر، وكذا له ابن ‏آخر باسم عمر، لكن لا يمكن البتّ في ذلك، لأن التشكيك فيهما ظاهر حسب تلك ‏النصوص; لأن الذي يأتي باسم أبي بكر بن الحسين يأتي غالباً باسمه ضمن ‏

____________________

١- عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: ١٩٣.

٣١٣

الذين قتلوا مع الحسينعليه‌السلام ، في حين لا يأتي اسم أبي بكر بن الحسن هناك، ‏وهو تصحيف متوقّع.

قال ابن سعد في الطبقات: وقتل مع الحسين بن علي رضي ‌الله‌ عنه ما ١٠ - ١١ - ‏جعفر بن الحسين وأبو بكر بن الحسين قتلهما عبدالله بن عقبة الغنوي. ١٢ - وعبدالله بن ‏الحسن قتله ابن حرملة الكاهلي من بني أسد. ١٣ - والقاسم بن الحسن قتله سعيد بن عمرو ‏الازدي(١) .

فبقرينة قتل عبدالله بن عقبة الغنوي لأبي بكر بن الحسن، وكون عبدالله المكنّى بأبي ‏بكر، وعمرو، والقاسم هما أبناء الإمام الحسن، وقد شهدوا كربلاء وقتلوا في المعركة ‏حسب النصوص الآنفة قبل قليل، فلا يستبعد التصحيف في أمر كهذا، والقول بأنّهما ابنان ‏للإمام الحسين.

وكذا ذكر الطبراني في المعجم الكبير أسماء شهداء الطف فقال: وأبو بكر بن الحسين ‏لأم ولد، والقاسم بن الحسن لأم ولد، وعون بن عبدالله بن جعفر(٢) .

وفي تاريخ الطبري: قال أبو مخنف: قال عقبة بن بشر الأسدي، قال لي أبو جعفر ‏محمّد بن علي بن الحسين ورمى عبدالله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسين بن علي ‏بسهم فقتله، فلذلك يقول الشاعر وهو ابن أبي عقب:‏

وعند غنيٍّ قطرةٌ من دمائنا وفي أَسَد اُخرى تُعَدُّ وتُذكَرُ(٣)

وفي مقاتل الطالبيين: وأبو بكر بن الحسين بن علي بن أبي طالب واُمه اُم ولد ولا ‏نعرف اُمه ،ذكر المدائني في إسنادنا عنه، عن أبي مخنف، عن ابن أبي راشد: أنّ عبدالله ‏بن عقبة الغنوي قتله(٤) .

____________________

١- الطبقات الكبرى لابن سعد ١٠: ٤٧٥.

٢- المعجم الكبير ٣: ١٠٣.

٣- تاريخ الطبري ٤: ٣٤٢.

٤- مقاتل الطالبيين: ٥٧ - ٥٨، وعنه في بحار الأنوار ٤٥: ٣٦ وهو أيضاً موجود في تاريخ الطبري ‏‏٣: ٣٣٢، ٣٤٣ عن ابي مخنف، والكامل في التاريخ ٣: ٤٣٠، البداية والنهاية ٨: ٢٠٣ طبعة دار احياء ‏التراث العربي ١٩٨٨ م، وترجمة الإمام الحسين من طبقات ابن سعد: ٧٣، ٧٦.

٣١٤

وقال ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين: ورمى عبدُالله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن ‏الحسين بن علي فقتله، فقال سليمان بن قته:‏

وعند غنيٍّ قطرة من دمائنا وفي أسد اُخرى تُعدُّ وتُذكرُ(١)

إذ لا يعقل أن يكون القاتل واحد، والأشعار التي قيلت من قبل سليمان بن قته جاءت ‏فيهما جميعاً.

وهل أن عبدالله بن عقبه - أو عقبه الغنوي - اختصا بقتل من اسمه أبو بكر من ولد علي ‏فقط، ولماذا لا نراهما يقتلان آخرين من ولد علي وعقيل وجعفر.

وبذلك لا يستبعد وقوع التصحيف بين أبو بكر بن علي وأبو بكر بن الحسن وأبو بكر ‏بن الحسين، وبتصوري أن التصحيف واضح من ابن الحسن إلى ابن الحسين، وولا ‏استبعد أن يكون عبدالله بن عقبة الغنوي قد قتل أبا بكر بن الحسن وأبا بكر بن الحسين ‏معاً، لكن السؤال لماذا لا يقع السلام على أبي بكر بن الحسين في الزيارة الرجبية وزيارة ‏الناحية كما وقع السلام على ( أبي بكر بن الحسن الزكي الولي، المرميّ بالسهم الردي، ‏لعن الله قاتله عبدالله بن عقبة الغنوي )(٢) ، وهذا يشككنا في وجود ابن للإمام الحسين ‏باسم أبي بكر ويوكده ارتباك المؤرخين في نقولاتهم، فقد نقل البلاذري في انساب ‏الاشراف عن المدائني قوله: قُتِلَ الحسين والعباس وعثمان ومحمّد بنو علي، وعلي بن ‏الحسين وعبدالله وأبو بكر والقاسم بنو حسين(٣) ، وعون ومحمّد ابنا عبدالله بن جعفر(٤)

____________________

١- ترجمة الإمام الحسين لابن عساكر ٧٣ / ٧.

٢- انظر اقبال الأعمال ٣: ٧٥، والمزار للمشهدي: ٤٨٩ - ٤٩٠، و إعلام الورى ١: ٤٦٦.

٣- قال محقق كتاب الأنساب الأستاذ زكار: كذا في الأصل، ولعل الصواب: بنو حسن وحسين كذلك.

٤- أنساب الأشراف ٣: ٤٢١، وانظر كلام الصالحي في سبل الهدى والرشاد ١١: ٨١.

٣١٥

عمرو = عمر بن الحسن أم ابن الحسينعليهما‌السلام ؟

وقع التصحيف كثيراً بين الأسماء المتشابهة في الرسم والصورة، مثل عبدالله ‏وعبيدالله، وعمرو وعمر، والحسن والحسين، فلا يستبعد أن يكون عمر بن الحسين هذا ‏هو نفس عمرو ‏(‏عمر‏)‏ بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

أجل، لم يذكر ابن عنبة المتوفى ٨٢٨ ه- هذا الاسم ضمن أولاد الإمام الحسين بن ‏علي، وكذلك الشيخ المفيد في الإرشاد(١) وغيرهما وفي المقابل ترى ذلك ضمن أولاد ‏الإمام السبط أبي محمّد الحسن بن أمير المؤمنين، ومنشأ ذلك هو ما جاء عن يزيد وأ نّه ‏طلب من عمر بن الحسين أن يصارع أبنه خالد، فقال عمر بن الحسين: أعطه سكيناً ‏وأعطني سكيناً(٢) .

فاحتملوا وجود ابن للإمام الحسين باسم عمر، في حين كان عليهم ان يحتملوا وقوع ‏التصحيف بين الحسن والحسين أيضاً الخبر كما أراه أمويٌّ يريد تبييض الوجه البغيض ‏ليزيد وبيان ندمه من قتله الحسين بن علي، ومثله ما جاء عن الدينوري في الأخبار ‏الطوال: ‏(‏ولم ينج من أصحاب الحسين وولده وولد أخيه إلاّ ابناه علي الأصغر وكان قد ‏راهق وعمر وقد كان بلغ أربع سنين‏)‏(٣) .

وهذا النص ليس له دلالة على كون عمر هذا هو ابن الإمام الحسين، فقد يكون هو ‏عمرو بن الحسن، خصوصاً لو جمعناه مع قوله في أول النص ‏(‏ولم ينج من أصحاب ‏الحسين وولده وولد أخيه إلاّ ابناه‏)‏ وبذلك يحتمل أن يكون عمر هذا هو ابن الإمام الحسن السبط لا الحسين الشهيد، و يؤيده النصوص الأخرى الصادرة ‏بهذا الصدد.

وعليه فالغرض من هذا التحقيق وهذه الدراسة ليس نفي وجود اسم عمر أو

____________________

١- الإرشاد ٢: ١٣٥، إعلام الورى ١: ٤٧١، تعريب منتهى الآمال ١: ٨١٧، أنساب الأشراف ٣: ١٤٦، ‏تاريخ الخميس ٢: ٣٠٠، تاريخ اليعقوبي ٢: ٢٤٦.

٢- الأخبار الطوال: ٢٦١، الفصول المهمة لأبن الصباغ ٢: ٨٣٨.

٣- الأخبار الطوال: ٢٥٩.

٣١٦

أبي بكر ‏بين ولد الإمام علي، أو عدم وجودهما بين الطالبيين، لأنّ التسمية - حسبما فصلناه سابقاً - ‏بأسماء هؤلاء لا تضرنا، وخصوصاً بعد وقوفنا على تصريحات الأئمّة بكون أبي بكر ‏وعمر غصبا حق الإمام عليّ وتعدَّيا وتسلَّطَا على ما ليس لهما.

فالغاية من التفصيل في هكذا اُمور هو إثبات عدم وجود ابنين للإمام الحسين باسم أبي ‏بكر وعمر حتى يُتَّهم ويفترى على خطباء المنبر الحسيني بالتمويه والتستّر على الحقائق، ‏أو أنّهم تركوا ذكر بعض شهداء كربلاء وإن كانوا من نسل علي بن أبي طالب، كل ذلك ‏لتطابقُ اسميهما مع اسم أبي بكر وعمر.

فالخطباء تركوا ذكر أسماء هؤلاء لعدم ثبوت مشاركتهما في المعركة، أو لعدم وجود ‏أدوار مهمّة لهما، أو لتصحيف المؤرخين والنسابة بين تلك الأسماء فسموا من هو عمرو ‏بعمر أو من هو ابن الحسن بابن الحسين، أو لتحريفهم كنية بعض هؤلاء وجعلها اسماً ‏لهم.

انحصار عقب الحسينعليه‌السلام من السجاد فقط‏

ولد لعليّ بن الحسينعليه‌السلام تسع بنات، هنّ: أُمّ الحسن، وأُمّ موسى، ‏وكلثوم، ورقيّة، ومليكة، وعلَّية، وفاطمة، وسكينة، وخديجة.

وأحد عش-ر ذكراً، هم: محمّد الباقر(١) ، والحسن(٢) ، وعبدالله(٣) ، والحسين الأكبر(٤) ، والقاسم، والحسين الأصغر(٥) ، وزيد(٦) ، وعمر(٧) ، وسليمان(٨) ،

____________________

١- أُ مّه وأُمّ عبدالله الباهر فاطمةُ بنت الحسن بن عليعليه‌السلام ، المجدي: ٣٣٩، سر السلسلة ‏العلوية: ٣١، تاج المواليد: ٤٥، الإرشاد للمفيد ٢: ١٥٥، المستجاد للعلاّمة الحلّي: ١٦٧.

٢- لا بقيّة له.

٣- وهو الباهر.

٤- لا عقب له، قال المفيد: أُ مّه أُمّ ولد.

٥- أُ مّه أُمّ ولد، الإرشاد ٢: ١٥٥، وقال ابن عنبه اسمها ساعدة، عمدة الطالب: ٣١١.

٦- أُ مّه وأُمّ عمر الأشرف وعلي الأصغر جيداء; جارية اشتراها المختار بمائة ألف درهم وبعثها إلى الإمام ‏علي بن الحسين، سر السلسلة العلوية: ٣٢، المجدي: ٣٤٤.

٧- انظر الهامش السابق.

٨- قال المفيد: أُمّه أُمّ ولد.

٣١٧

‏وعبدالرحمن(١) ، وعلي(٢) .

والمعقبّون منهم ستّة، هم:‏

‏١ - الإمام الباقرعليه‌السلام : أُ مّه وأُمّ عبدالله فاطمة بنت الإمام الحسن السبطعليه‌السلام .

‏٢ - عبدالله الباهر.

‏٣ - زيد الشهيد: أُ مّه أُمّ ولد يقال لها جيداء.

‏٤ - عمر الأشرف: هو أخو زيد لأُمّه وأبيه(٣) .

‏٥ - الحسين الأصغر: أُ مّه أُمّ ولد.

‏٦ - علي الأصغر: وهو أخو زيد وعمر لأُ مّهما وأبيهما(٤) .

‏وللإمام الباقرعليه‌السلام ثلاث بنات، وستّة ذكور، هم: الإمام جعفر ‏الصادقعليه‌السلام ، عبدالله، علي، زيد، عبيدالله، إبراهيم.

والمعقب من ولد الإمام الباقرعليه‌السلام هو الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام ‏فقط.

وللإمام الصادقعليه‌السلام من الأولاد: الإمام الكاظمعليه‌السلام ، ‏و إسماعيل(٥) ، وعلي العريضي(٦) ، ومحمّد الديباج(٧) ، وإسحاق المؤتمن(٨) .

____________________

١- قال المفيد: أُ مّه أُمّ ولد.

٢- المجدي: ٢٨٣.

٣- المجدي: ٣٤٤.

٤- المجدي: ٣٤٤.

٥- أعقب إسماعيلَ ابناه: محمّد وعليّ، ولمحمّد: جعفر الشاعر و إسماعيل الثاني، ولعليّ: محمّد والحسين ‏وأحمد وعليّ، عمدة الطالب: ٢٣٣ - ٣٣٤، ٢٤٠. ولم أقف في عقبه إلى زمان ابن عنبة على من سمّي بأسماء ‏الثلاثة، وغالب أسمائهم هي أسماء الأنبياء مثل: الأئمّة و يحيى وزيد وحمزة وأمثالها.

٦- أعقبه: جعفر الأصغر، الحسن، أحمد، محمّد. ولجعفر: علي. وللحسن: عبدالله. ولأحمد: محمّد وعليّ ‏وعبيدالله. ولمحمّد: عيسى، عمدة الطالب: ٢٤٢ - ٢٤٥. ولم أقف في ولده إلى زمن ابن عنبة على من سمّي ‏باسم أحد الثلاثة.

٧- أعقبه: علي الخارصي، القاسم الشبيه، الحسين. ولعليّ: الحسن والحسين. وللقاسم: عبدالله وعليّ ‏ويحيى، وللحسين: محمّد وعليّ، عمدة الطالب: ٢٤٥ - ٢٤٧. ولم أقف في عقبه إلى زمان ابن عنبة على من ‏سمّى باسم الثلاثة.

٨- أعقبه: محمّد، والحسين، والحسن. ولمحمّد: حمزة. وللحسين: محمّد. وللحسن: عليّ ومحمّد، ‏المجدي: ٢٩٠ عمدة الطالب: ٢٤٩ - ٢٥٠، ولم أقف في ولد هذا إلى زمان ابن عنبة على من سمّي باسم أحد ‏الثلاثة.

٣١٨

وللإمام الكاظمعليه‌السلام سبع وثلاثون بنتاً واثنان وعشرون ذكراً غير ‏الأطفال(١) ، وأسماء الرجال: الإمام الرضاعليه‌السلام سليمان، عبدالرحمن، الفضل، ‏أحمد، عقيل، القاسم، يحيى، داود، الحسن، هارون، إبراهيم، إسماعيل، الحسن، ‏محمّد، زيد، إسحاق، حمزة، عبدالله، العبّاس، عبيدالله، جعفر.

ولم أقف في ولد الإمام الكاظمعليه‌السلام أو في ولد أحد إخوته الأربعة ‏- إسماعيل، علي العريضي، محمّد الديباج، إسحاق المؤتمن - على من تسمّى بعمر أو ‏أبي بكر أو عثمان، وهذا الكلام يُخَطّئُ ما حكاه الشيخ محمّد تقي التستري في (تواريخ ‏النبي والآل) عن زيادات ابن الخشّاب بأنّه كان لموسى الكاظم (عشرون ابناً، زاد فيهم ‏عَمراً وعقيلاً وثماني عشرة بنتاً)(٢) ، فإنّك لو راجعت كتب الأنساب - مثل: (المجدي)، ‏و (عمدة الطالب)، و (الأصيلي)، و (سرّ السلسلة العلويّة) المنسوب لأبي نصر ‏البخاري، و (الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّين) للفخر الرازي، و (تهذيب الأنساب) للعبيدلي، و (التذكرة في ‏أنساب المطهّرة)، و (الفخري في أنساب الطالبيين)، وغيرها - لم تَرَ فيها ولداً للإمام ‏الكاظمعليه‌السلام باسم عمر أو عمرو، فلو وجد في بعض الزيادات كزيادات ابن ‏الخشاب فهي (عمرو) وهي تؤكد رويتنا السابقة بأنّ بعض من سُموا (عُمر) كانوا

____________________

١- المجدي: ٢٩٨.

٢- رسالة في تواريخ النبي والآل للتستري (المطبوعة آخر ج ١٢ من قاموس الرجال ): ٨٥.

٣١٩

في ‏الأصل (عَمُرو)، وعليه فلم تكن هذه الأسماء موجودة في جميع ولد جعفر بن محمّد ‏الصادق.

‏وأيضاً الأمر نفسه بالنسبة إلى أولاد عبدالله الباهر (أخو الإمام الباقرعليه‌السلام )، فقد أعقبه ابنه محمّد الأرقط (أبو عبدالله)، ومحمّد الأرقط أعقبه ابنه إسماعيل، ‏ولإسماعيل: الحسين البنفسج، ومحمّد(١) ، ولم أقف في ولد عبدالله الباهر إلى زمان ابن ‏عِنَبَة صاحب (عمدة الطالب) على من سُمِّي بعمر أو عثمان أو سُمِّيَ أو كُنِّي بأبي بكر، بل ‏كانت غالب أسمائهم وكناهم هي الأسماء المعروفة والرائجة عند الطالبيّين، والتي تدور ‏مدار أسماء الأنبياء وكبار الطالبيين كعليّ، والحسن، والحسين، وحمزة، وجعفر، ‏وعقيل، والفضل، والعبّاس و ...‏

‏وكذا الحال بالنسبة إلى ولد أخيه زيد الشهيد، فالمعقّبون من ولد زيد بن عليّ بن ‏الحسين الشهيد، هم:‏

‏١ - الحسين ذو الدمعة (أبو عبدالله).

‏٢ - عيسى مؤتم الأشبال.

‏٣ - محمّد (أبو جعفر).

‏٤ - يحيى: لا عقب له. قال الشيخ البخاري: كانت له بنت ترضع(٢) .

‏وللحسين ذي الدمعة ثلاثة ذكور معقبون، هم: يحيى، والحسين ‏ ‎ [ ‎ القعدد ‎ ] ‎ ‏، ‏وعلي.

وليحيى بن الحسين ذي الدمعة: القاسم، الحسن الزاهد، حمزة، محمّد الأصغر، ‏عيسى، يحيى، وعمر.

وللقاسم بن يحيى بن الحسين: محمّد.

ولأخيه الحسن: محمّد.

____________________

١- سر السلسلة العلوية: ٥٠ - ٥٢، عمدة الطالب: ٢٥٢ - ٢٥٣.

٢- سر السلسلة العلوية: ٦١.

٣٢٠