التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي0%

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي مؤلف:
تصنيف: مكتبة التاريخ والتراجم
الصفحات: 550

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي

مؤلف: السيد علي الشهرستاني
تصنيف:

الصفحات: 550
المشاهدات: 153565
تحميل: 5845

توضيحات:

التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 550 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 153565 / تحميل: 5845
الحجم الحجم الحجم
التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي

التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي

مؤلف:
العربية

ولحمزة: عليّ.

ولمحمّد الأصغر: أحمد وعليّ ومحمّد.

ولعيسى: أحمد ومحمّد والحسين ويحيى وزيد وعليّ(١) .

وليحيى: جعفر، القاسم، إبراهيم، موسى، الحسن، أحمد، والحسين، العبّاس، ‏عليّ(٢) .

ولعمر: محمّد، وأحمد المحدّث، و يحيى(٣) .

أ مّا الحسين القعدد بن الحسين ذي الدمعة فله: يحيى، ومحمّد، وزيد.

وليحيى: القاسم.

ولمحمّد: أحمد، الحسن، عليّ، الحسين، القاسم، محمّد.

ولزيد: زيد (أبو عبدالله)(٤) .

أ مّا عليّ بن الحسين ذي الدمعة، فله زيد الشبيه (وحده)، ولهذا: الحسين ومحمّد ‏الشبيه.

وللحسين: علي الأحول والقاسم.

ولمحمّد الشبيه: إسماعيل والحسن وأحمد(٥) .

ولعيسى مؤتم الأشبال بن زيد الشهيد: أحمد المختفي، وزيد، ومحمّد، والحسين غضارة.

ولأحمد: محمّد المكفل وعليّ، ولمحمد المكفل: علي، ادُّعي أ نّه صاحب الزنج، ‏ولعلي: الحسين أعقَبَ بخراسان وكرمان.

ولزيد: محمّد والحسين. ولمحمد: أحمد، ومحمّد، والحسن، قال ابن

____________________

١- عمدة الطالب: ٢٦٠ - ٨٢٦٨.

٢- عمدة الطالب: ٢٦٦.

٣- عمدة الطالب: ٢٧٣.

٤- عمدة الطالب: ٢٨٤ - ٢٨٥.

٥- عمدة الطالب: ٢٨٥.

٣٢١

طباطبا عن ‏أخيه الحسين: لم أَرَ للحسين ذِكْراً في المعقبين.

ولمحمّد: عليّ، ولعلي: الحسين.

وللحسين غضارة: زيد وعليّ وأحمد ومحمّد. ولزيد: أحمد الضرير. ولعلي: ‏محمّد. ولأحمد: أبو علي محمّد المعمر، وأبو الحسين محمّد. ولمحمد: الحسين(١) .

‏ ولمحمد بن زيد الشهيد المكنى ب- ‏(‏أبي جعفر‏)‏: محمّد المؤيد - توفي بمرو - ولهذا ‏أبو عبدالله جعفر الشاعر (وحده)، وعقبه في ثلاثة أشخاص:‏

‏١ - محمّد الخطيب الشاعر الحماني.

‏٢ - أحمد سكين نصير الدين.

‏٣ - القاسم.

وقد أعقب الشاعر الحماني أبنه علي، ولعلي زيد، ولزيد محمّد، ولمحمد ‏(‏أبو جعفر‏)‏ ‏أحمد، وعلي الواوه ‏(‏أبو الحسن‏)‏.

ولأحمد سكين، علي وجعفر ومحمّد الأكبر، ومحمّد الأصغر.

ولعلي: محمّد الأصغر ومحمّد الأكبر.

ولجعفر: أبو الحسن علي.

ولمحمد الأكبر: المحسن ‏(‏أبو طالب‏)‏، الحسين، الحسن الرملي.

ولمحمد الأصغر: حمزة، والعباس وزيد وأحمد.

وللقاسم: جعفر ولهذا أحمد، ولأحمد إسماعيل.

أ مّا عمر الأشرف بن عليّ بن الحسين فكان له من الولد: عبدالله، وموسى، ‏والحسين، وعلي الأصغر(٢) ، ولم يعقّب الثلاثة الأوائل، وانحصر نسله في علي ‏الأصغر، والأخير له ثلاثة أولاد، هم:‏

____________________

١- عمدة الطالب: ٢٨٩ - ٢٩٥.

٢- عمدة الطالب: ٣٠٥، وأضاف البخاري في سر السلسلة العلوية: ٥٣، اسمي جعفر، محمّد. وكذا في ‏المجدي: ٣٤٤ - ٣٤٥.

٣٢٢

‏١ - القاسم (صاحب الطالقان) وهو من أم ولد، وقد انقرض نسله حسبما نصّ عليه ‏الشيخ جلال الدين بن عبدالحميد(١) .

‏٢ - عمر الشجري، وأُمّه أُمّ ولد، وقد سُمّي حفيد هذا بعمر أيضاً، وابن هذا الحفيد ‏‏(أي عمر الشجري الثاني) قد سُمّي بعمر كذلك(٢) . أي ثلاثة أشخاص سموا بعمر في هذا ‏العمود ولا غير.

‏٣ - الحسن، وهو من أجداد الناصر الكبير الأطروش - الجد الأمّي للسيّد ‏المرتضى(٣) - ولم أقف في هذا العمود على من سُمّي بأسماء الخلفاء الثلاثة(٤) .

إنّ التسمية في عمود فيه من الأجداد من سُمّي بعمر يدعونا للقول بأنّ هذه التسميات ‏جاءت تكريماً واعتزازاً بالجدّ الأعلى المسمّى بعمر لا بعمر بن الخطّاب، لأنّ الإنسان ‏غالباً ما يتغنّى بأمجاده ومآثر أجداده، فالظاهر أنّ هذه التسميات جاءت اعتزازاً بأجدادهم ‏والتذكير بمآثرهم، إذ أنّ العلويّ الواقف على مجريات الأحداث بعد رسول الله يعلم ‏بالتضادّ الموجود بين جدّه الإمام عليّ وعمر بن الخطاب وعدم ارتياحهعليه‌السلام من ‏الأخير، فلا يسمّي ابنه بعمر حباً بعمر بن الخطاب، فمن الراجح أن تكون التسمية حباً ‏بجده عمر الأشرف.

‏أمّا الحسين الأصغر بن علي بن الحسين فله من الولد الذين أعقبوه خمسة، هم:‏

‏١ - عبيدالله الأعرج.

‏٢ - عبدالله.

‏٣ - علي.

‏٤ - جدّنا الحسن المحدّث.

____________________

١- عمدة الطالب: ٣٠٥ - ٣٠٦.

٢- المصدر السابق والمجدي: ٣٤٦.

٣- المجدي: ٣٤٩ - ٣٥٢، عمدة الطالب: ٣١٠.

٤- للتأكد ممّا قلناه راجع أسماء أبنائه في عمدة الطالب: ٣٠٧ وغيرها.

٣٢٣

‏٥ - سليمان(١) .

وقد أعقب عبيدالله الأعرج: جعفر الحجّة، وعلي الصالح، ومحمّد الجواني، وأبا ‏يعلى حمزة.

والمعقبون من ولد جعفر الحجّة هما: الحسن والحسين.

ومن ولد عليّ الصالح: إبراهيم وعبيدالله.

ومن ولد محمّد الجواني: الحسن.

ومن ولد حمزة: الحسين ومحمّد.

ولا نرى بين ولد هؤلاء من سُمّي بعمر إلاّ عدّة أشخاص في الأزمنة المتأخّرة عن ‏عهد المعصومين، وهو ليس بحجّة علينا، بل إنّ هذه التسميات كانت في كثير من الأحيان ‏تسمّى باسم الجدّ الأعلى، أو بلحاظ المعنى العربي ‏(‏عامر‏)‏، بل هي تؤكد بأنّ الطالبيين لم ‏يكونوا حسّاسين من هذه الأسماء لمجرّد كون بعض المسمَّين بها من الأشخاص المخالفين ‏لنهج الرسول والعترة، غير مستبعدين أن تكون بعض تلك التسميات وضعت تحت ‏ظروف استثنائية، أو أنّ ظروف التقية الحاكمة على المجتمع الإسلامي دعت إلى وضع ‏اسم عمر على أبنائهم، أ مّا اسم أبي بكر أو عثمان فلا يوجد بين أبنائهم.

أ مّا عبدالله العقيقي بن الحسين الأصغر فقد أعقبه ثلاثة أشخاص، هم:‏

‏١ - القاسم.

‏٢ - عبيدالله.

‏٣ - جعفر.

وقد انقرض نسل القاسم، ولم يعقب عبيدالله إلاّ آمنة، وبذلك انحصر نسل عبدالله ‏العقيقي بجعفر، وهذا أعقب:‏

____________________

١- عمدة الطالب: ٣١١ - ٣١٢. وزاد صاحب المجدي: ٣٩٦ زيداً، ومحمّداً، و إبراهيم وعيسى، ثم ذكر ‏أولاد هؤلاء الثلاثة في الطبقة الأولى ثم انقراضهم.

٣٢٤

‏١ - أحمد ولهذا: إبراهيم، الحسين، الحسن، جعفر، علي، عبدالله.

‏٢ - إسماعيل المنقذي، وله: إبراهيم، محمّد، علي.

‏٣ - محمّد العقيقي، وله: إبراهيم، علي، جعفر، الحسن.

أ مّا علي بن الحسين الأصغر فقد أعقبه ثلاثة أشخاص هم:‏

‏١ - عيسى الكوفي، وله جعفر وأحمد.

ولجعفر: أبو القاسم محمّد الكرشي، وأبو القاسم محمّد الفيل، وأبو الحسن محمّد ‏مضيرة.

أ مّا أحمد فلم يعقب.

‏٢ - أحمد حقينة، وله: علي (وحده)، ولعلي: محمّد، الحسين، الحسن.

‏٣ - موسى حمّصة، وله: الحسن، وللحسن: محمّد، ولمحمد الحسن حمصة.‏

أ مّا جدّنا أبو محمّد الحسن المحدّث بن الحسين الأصغر فقد أعقبه ابنه محمّد، وقد أعقب ‏محمّد: عبيدالله، ولعبيدالله: محمّد السليق وعلي المرعشي، ونحن من نسل علي ‏المرعشي.

أ مّا سليمان بن الحسين الأصغر فقد أعقبه ابنه سليمان، ولهذا: الحسن والحسين، ‏والحسن أعقب وولده بالمغرب، والحسين أعقب وولده بخراسان وطبرستان.

ولم أقف في نسل الحسين الأصغر إلى زمان ابن عنبة على من سُمّي باسم أحد ‏الثلاثة.

أ مّا علي الأصغر بن علي بن الحسين، فحفيده وحفيد حفيده قد سُمِّيا ب- ‏(‏عمر‏)‏ ولا غير، أي: عمر بن علي بن عمر بن الحسن بن علي الأصغر بن علي ‏بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولا أرى غير هذين الاسمين في هذا العمود، أي أنّ ‏التسمية في ولد علي الأصغر بعمر قد انتهت في العصور الأولى، أي في أواسط العصر ‏العبّاسي الأوّل.

كان هذا عرضاً سريعاً لولد الإمامين السبطين الحسن والحسينعليهما‌السلام ، وقد

٣٢٥

‏أتيت بكلّ ما هو موجود في الطبقات الأولى والثانية والثالثة كي أنفي ما يقال عن شدّة ‏العلاقة بين الآل والخلفاء; لأنّ ندرة هذه الأسماء بالنسبة الى مئات الأسماء الأخرى ‏الموجودة عندهم - مثل اسم: عليّ والحسن والحسين و إبراهيم و إسماعيل ويحيى وداود ‏وسليمان وجعفر وزيد - تدلّ على أنّ التسمية ب- ‏(‏عمر‏)‏ أو غيره لا تعني شيئاً بالنسبة إلى ‏الأسماء الأُخرى الموجودة عندهم، وأنّ التسمية بهذه الأسماء مع التأكيد على ظلم الثلاثة ‏لآل البيت لا يعطي مفهوم المحبة.

أجل، نحن لو أردنا مقارنة وجود اسم الثلاثة مع الأسماء الأُخرى الموجودة عند ‏الطالبيين، لعرفنا سقم كلام من يدّعي أن الأسماء وضعت للمحبّة، وأن كلامهم عار عن ‏الصحة.

محمّد بن علي (ابن الحنفيّة)‏

وهو الولد الأكبر للإمام عليّ بن أبي طالب بعد الإمامين الحسن والحسين - على ‏الأشهر - وقد كان أشبه الناس بأميرالمؤمنين.

له ستّة عشر رجلاً هم:‏

عبدالله (أبو هاشم) وهو أكبر أولاد أبيه، كان عالماً شجاعاً، وهو صاحب المعتزلة، ‏مات مسموماً بالحميمة، كان له أعقاب، وأولاده بمصر وواسط والموصل، فانقرضوا ‏ولا بقيّة له، وبالمغرب من يدّعي الانتساب إليه(١) .

وجعفر الأصغر المقتول في وقعة الحرة، له محمّد وعلي والحسين (لم يعقب) والقاسم ‏وعبدالله.

وعلي الأكبر، له عقب كثير بالموصل ومصر وواسط والهند.

والقاسم له عقب.

وإبراهيم، وعون الأكبر، وعون الأصغر، وعبدالله الأصغر، وطالب ،

____________________

١- سر السلسلة العلوية: ٨٥، عمدة الطالب: ٣٥٣، المجدي: ٤٢٩.

٣٢٦

وعبدالرحمن، ‏وعلي الأصغر، وحمزة، وعبيدالله، والحسن الجمال، وجعفر الأكبر، وعمر(١) .

فلم أقف بين ولده إلاّ على شخص واحد مشكوك التسمية بعمر أو عمرو، بل الأسماء ‏الغالبة على ولده هي أسماء الأنبياء وأسماء كبار الطالبيين.

عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب

انحصر عقب عمر الاطرف في ولده محمّد، ولمحمّد أربعة أولاد، هم:‏

‏١ - عبدالله: له من الأولاد: أحمد، ومحمّد، وعيسى، ويحيى.

ولأحمد: عبدالرحمن (ظهر باليمن ومن ولده طائفة بها في موضوع يقال له ضما ذكر ‏ذلك ابن خداع النسابه) وحمزة (أبو يعلى السماكي) له عقب.

ولمحمّد: القاسم وصالح وعليّ وعمر وجعفر. وللقاسم: يحيى وأحمد، ولصالح: ‏القاسم، ولعلي: محمد المشلل والقاسم والحسن وعلي وجعفر والحسين. ولعمر ‏المنجوراني: محمد الأكبر، ومحمد الأصغر، وأحمد الأكبر وأحمد الأصغر. ولجعفر: ‏إسحاق.

ولعيسى: أحمد وله عيسى وللأخير محمد

وليحيى: محمّد والحسن، ولمحمد الصوفي: علي الضرير والحسن والحسين وعبدالله، وللحسن: محمد.

فتسمية بعض الطالبيين باسماء الثلاثة يخطأ ما ادّعاه ابن تيمية والمفتي السلجوقي ‏واتهامهما الشيعة بأنّهم لا يسمّون بأسماء الثلاثة، وهو الأخر يخطا ما قيل من أنّ الشيعة ‏يسمّون بهذه الأسماء كي يلعنوهم، وخلافاً لما قاله الآخر - وهو معاوية بن أبي سفيان - من ‏أ نّهم يسمّون بهذه الأسماء لكي يعذروا أنفسهم لو

____________________

١- لم يذكر صاحب المجدي: ٤٢٨ - ٢٣١ (عمر) عند تسمية ولد ابن الحنفية، و إنما ذكر ذلك في ولد عبدالله ‏بن جعفر الأصغر.

٣٢٧

اضطروا للترحّم على الثلاثة فيترحّمون ‏عليهم ويعنون بذلك أولادهم، إلى غيرها من التهم.

إنّ تسمية شخص أو شخصين أو ثلاثة - وحتى عشرة - بعمر في عمود يتصدّره هذا ‏الاسم لا يعني شيئاً، بل إنّه ليؤكد بأنّ الشيعة لا تخالف الأسماء بما هي أسماء، ولا تقتل ‏على الهوية كما يفعله الآخرون، بل إنّ الظروف المتتالية دعتهم إلى ترك التسمية بأسماء ‏الثلاثة شيئاً فشيئاً.

‏٢ - عبيدالله بن محمّد بن عمر الأطرف: وهو الابن الثاني المعقب من ولد عمر ‏الأطرف، له ثلاثة عشر ولداً، منهم ثلاث نساء، والرجال: محمّد الأكبر، محمّد ‏الأصغر، العباس، والعباس الأصغر، و إلياس، يحيى، الحسن، الحسين، عيسى، ‏علي، وقد انحصر نسله في علي الطبيب، ولهذا: إبراهيم وأحمد والحسن وعبيدالله، ولم ‏يذكر صاحب عمدة الطالب في ولد عبيدالله من اسمه عمر أو أبو بكر أو عثمان.

نعم ذكر صاحب المجدي شخصاً واحداً من ولد علي الطبيب اسمه عمر(١) .

‏٣ - عمر بن محمّد بن عمر الأطرف: وهو الابن الثالث المعقّب من ولد عمر ‏الأطرف، والمعقبون عنه هما: إسماعيل، و إبراهيم، ولم يذكر صاحب عمدة الطالب في ‏ولد إسماعيل و إبراهيم ابنَي محمّد بن عمر الأطرف من سُمِّي باسم أحد الثلاثة.

لكنّ صاحب المجدي قال: وأ مّا إسماعيل فمن ولده عمر بن إسماعيل بن عمر بن ‏محمّد بن عمر الأطرف، كان صديقاً للمنصور، أعقب ولم يطل ذيله(٢) .

وقال أيضاً: وولد إبراهيم بن عمر بن محمّد بن عمر الأطرف: ستة وهم: محمّد، ‏ومحمّد الأصغر، وعلي، وعمر، وفاطمة، وخديجة، والمعقب منهم علي

____________________

١- انظر المجدي: ٤٥٩.

٢- المجدي: ٤٥١.

٣٢٨

وحده(١) .

وهذا ما لم أقف عليه في عمدة الطالب وغيره.

التسمية بعمرو الأقرب إلى اسماء الطالبيين من عمر

‏٤ - جعفر بن محمّد بن عمر الأطرف، المشهور بالأَبله، ويقال لولده (بنو الأَبله)، ‏ولم أقف في ولده على من سُمّي باسم أحد الثلاثة، في كتاب عمدة الطالب في أنساب آل ‏أبي طالب، لكنّ صاحب المجدي قال: وولد جعفر ابن محمّد بن عمر بن علي يعرف ‏بالأَبله، واُمه مخزوميه جليله، له سبعة أولاد منهم البنات ثلاث والرجال محمّد ‏والحسين والحسن وعمر الملقب بالأَبله(٢) .

إن وجود اسم عمر في عمود في رأسه عمر الأطرف بن الإمام علي لا يمكن حمله ‏على عمر بن الخطاب، إذ ظاهر السياق أ نّهم سَمَّوا بهذا الاسم إحياءً لذكر جدهم عمر ‏الأطرف، حيث إن من اخلاق العرب أن يسمي الأحفاد باسماء الأجداد لا الغرباء.

احتمال اخر

وهنا احتمال آخر لابد لنا من ذكره، وهو وقوع التصحيف - إن لم نقل التحريف - في ‏بعض أسماء الطالبيين، لأ نّا نعلم بأنّ الكتابة العربية مرّت بمراحل وتطورت شيئاً فشيئاً ‏حتى وصلت إلى صورتها الحالية، ولا أريد التفصيل عن هذا الأمر كثيراً.

فالكتابة العربية في بدء نشوئها لم تكن منقّطة أو مشكّلة، حتى قيل بأن أوّل من نَقَطَ حروف المصحف هو يحيى بن يعمر، أو نصر بن عاصم، أو أبو الأسود ‏الدُّؤلي.

ثم استخدم أبو الاسود الدؤلي النقط الملوّنة للدلالة على إعراب الكلمة من الضم ‏والنصب والجر.

____________________

١- المجدي: ٤٥٣.

٢- المجدي: ٤٥٤ - ٤٥٥.

٣٢٩

وقيل بأن الإعجام - أي التمييز بين الحروف المتقاربة مثل: (ب ت ث) و (ص ض) ‏و (ط ظ) و (ع غ) - حصل في إمارة الحجاج بن يوسف الثقفي، وهناك أقوال اخرى بهذا ‏الصدد لا حاجة لنا بذكرها.

المهمّ أنّ العرب طوّروا كتابتهم ورسموا لها أُصولاً في الإعراب والبناء، وصنّفوا ‏كتباً في التنقيط، والحركات، والمؤتلف والمختلف، والمتشابه في الحروف والحركات ‏في الكنى والأسماء والأنساب، لأن كثيراً في الأسماء العربية متشابة في الرسم والخط، ‏حتى قيل بأنّ أعرابياً قرأ (ولله ميزاب السماوات والأرض)، قيل: له ما الميزاب ؟ قال: ‏هذا المطر الذي ترى(١) !!، إِنَّه حقاً تصحيف لقوله تعالى (مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)، ‏وجاء في كتب القراءة بأن بعض المغرضين قراء قوله تعالى (الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ) (الخوارج ‏مكلبين)(٢) .

اذن التصحيف ممكن وليس ببعيد سواء في القرآن أو غيره، وذلك لتقارب الكلمات ‏العربية في الرسم.

فلا يستبعد بعد كل هذا أن يكون بعض المسمَّين بعمر من الطالبيين إنّما كان اسمه ‏عمرو، وقد يكون العكس، وذلك لتقارب الكتابة بينهما، فكتابة عُمَر في صورته الأولية ‏تشبه كتابة عَمْر، قال العيني في (عمدة القارئ شرح صحيح البخاري): ‏(‏ليس في ‏الصحابة من اسمه عمر بن الخطاب غيره، وفي الصحابة عمر ثلاثة وعشرون نفساً على خلاف في بعضهم، وربما يلتبس بعمرو بزيادة واو في آخره ‏وهم خلق فوق المائتين بزيادة أربعة وعشرين على خلاف في بعضهم‏)‏(٣) .

ولو ألقيت نظرة عابرة على أسماء شهداء كربلاء وقاتليهم في زيارة الناحية

____________________

١- فهرست ابن النديم (تحقيق رضا تجدد: ٢١٦ وأيضاً في تكملة فهرست ابن النديم الملحقة بطبعة دار المعرفة ‏بيروت: ٥.

٢- انظر أخبار المصحفين للعسكري: ٥٦، وميزان الاعتدال ٥: ٥٠ وأخبار الحمقى والمغفلين: ٧٢.

٣- عمدة القارئ ١: ١٨.

٣٣٠

والرجبية ‏في المصادر الحديثية مثلاً لرأيتها مختلفة، ففي بعضها ‏(‏عمرو بن خالد‏)‏ وفي الأخرى ‏‏(‏عمر بن خالد‏)‏، أو ‏(‏عمرو بن قرظه‏)‏ وفي اخرى ‏(‏عمر بن قرظه أو قرطه‏)‏، أو ‏(‏عمرو ‏بن ضبعة الضبيعي‏)‏ أو ‏(‏عمر بن ضبيعه‏)‏، و ‏(‏عمرو بن الأُحدوث الحضرمي‏)‏ أو ‏(‏عمر ‏بن الأُحدوث الحضرمي‏)‏، أو ‏(‏عمرو بن صبيح الصيداوي‏)‏ أو ‏(‏عمر بن صبيح ‏الصيداوي‏)‏، و ‏(‏عبدالله بن عمير الكلبي‏)‏ أو ‏(‏عبدالله بن عمر الكلبي‏)‏ أو ‏(‏عمران بن كعب ‏الأنصاري‏)‏ أو ‏(‏عمر بن كعب الأنصاري‏)‏ وأمثالها، وهذا يشير إلى إمكان وقوع ‏التصحيف في أمثال هكذا أسماء، فقد يكون المشهور بعمر - من الطالبيين - اسمه عمرو، ‏وقد يُرَجِّحُ الثاني عندهم أكثر من عمر في الظروف الطبيعية والمستقرة لهم عدَّةُ نقاط:‏

الأولى: للنصوص التي مرت في عمرو بن الحسن بن علي، وأن اسمه في غالب ‏النصوص (عمرو) وليس بعمر، ثم تصحيفهم لعمرو بن الحسن وقولهم بوجود ابن للإمام ‏الحسين باسم عمر، وهذا لم يثبت.

الثانية: لكون جدّ الطالبيين الأعلى اسمه (عمرو العلى)، وهذا يرجّح زيادة وجود اسم ‏عمرو عندهم أكثر من عمر.

الثالثة: لشيوع اسم عمرو عند العرب أكثر من عُمر، وبذلك تكون نسبة تسمية ‏الطالبيين باسم عمرو على أبنائهم أكثر من عُمر.

على أنّ هذا لا يعني بأنا نريد نفي وجود اسم عمر في عمود على رأسه عمر ‏الأطرف، لكنّنا نريد ترجيح وجود اسم ‏(‏عمرو‏)‏ على ‏(‏عمر‏)‏ في سائر الموارد الأُخرى.‏

العبّاس بن الإمام عليعليه‌السلام

أعقب العبّاس بن علي بن أبي طالب ستّة أولاد، خمسة منهم ذكور، هم:‏

‏١ - أوّلهم الفضل: مات طفلاً.

‏٢ - ثمّ القاسم، الذي استشهد في واقعة الطف، وله من العمر ١٦ عاماً على قول.

٣٣١

‏٣ - ثمّ محمّد، الذي استشهد في واقعة الطف، وله من العمر ١٤ سنة على قول.

‏٤ - والحسن من أمّ ولد، وله عقب وانقرض.

‏٥ - عبيدالله، بقي بعد أبيه وبعد جدّته أمّ البنين وورث أباه وجدّته أمّ البنين، أ مّه لبابة ‏بنت عبيدالله بن العبّاس بن عبدالمطلب.

قال الزبير بن بكار: كان للعباس ولد اسمه عبيدالله، كان من العلماء، فمن ولده: ‏عبيدالله بن عليّ بن إبراهيم بن الحسن بن عبيدالله بن عبّاس بن أميرالمؤمنين، وكان عالماً ‏فاضلا جواداً طاف الدنيا وجمع كتباً تسمّى الجعفرية، فيها فقه أهل البيتعليهم‌السلام ، ‏قدم بغداد فأقام بها وحدّث، ثمّ سافر إلى مصر فتوفّي بها سنة اثني عشر وثلاثمائة، ومن ‏نسله أيضاً: العباس بن الحسن بن عبيدالله بن العباس; ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ‏فقال: قدم إليها في أ يّام الرشيد وصحبه وكان يكرمه، ثمّ صحب المأمون بعده، وكان ‏فاضلا شاعراً فصيحاً، وتزعم العلوية أ نّه أشعر ولد أبي طالب(١) .

‏٦ - وكانت له ابنة في حبالة علي الأكبر بن الحسين.

أجل إنّ نسل عبيدالله بن العبّاس قد انحصر في الحسن، والأخير في: الفضل، ‏و إبراهيم، وحمزة، والعبّاس، وعبيدالله.

فلم أقف بين ولد العبّاس على من سُمّي باسم أحد الخلفاء الثلاثة أو عائشة وطلحة وأمثالها، وكانت غالب أسمائهم هي أسماء الأنبياء وأسماء أهل بيت الرسالة ‏ومما تعارف عليه الطالبيون.

كان هذا مجمل الكلام عن ولد الإمام علي بن أبي طالب المعقبين، ذكرته كي يقف ‏القارئ على الصفة الغالبة على أسمائهم وكناهم، وأ نّه ليس كما يقولونه من وجود الوحدة ‏والوئام، وكما ان تلك الأسماء لم تكن بالمتروكة أصلا عندهم ،

____________________

١- بحار الأنوار ٤٢: ٧٥.

٣٣٢

فهم قد سمّوا بعمر في ‏القرون الأولى إمّا مداراة للآخرين، أو خوفاً منهم، أو لكونها كانت أسماءً رائجة عند ‏العرب، وان كنّا نرجّح غلبة طابع الخوف والتقيّة في مثل تلك الظروف، وكلامي هذا لا ‏يعني ورود نهي خاصّ من أئمّة أهل البيت بحرمة التسمية بتلك الأسماء(١) .

وعليه، فنلخص القول بأنّ التسمية بأسماء الثلاثة وغيرها كانت موجودة عند ‏الطالبيين، لكنّها لم تكن صفة غالبة وسجية مستمرة لجميعهم - وهي لم تكن مثل التسمية ‏بعلي والحسن والحسين ويحيى وزيد وأمثالها - حتّى يقال أنّها وضعت للمحبة.‏

وما أقوله لا يختص في ولد علي بن أبي طالب بل يشمل أسماء إخوانه مثل عقيل ‏وجعفر، فإنّك لا ترى اسم عمر وابا بكر وعثمان بينهم إلاّ نادراً.

وعليه فالتسمية باسماء الاعداء لا يضر خصوصاً لو قرن بذكر افعال أولئك الناس مع ‏الرسول والرسالة وأهل البيت.

اشكالان أم دليلان ؟

قال الخصم: هناك دليلان - لكنّي أقول إشكالان - يمكن من خلالهما إثبات كون تسمية ‏الإمام علي أولاده بأسماء الخلفاء الثلاثة أنها كانت عن محبة:‏

الأول: مجيء أسماء أولاد الإمام عليّ المسمَّين بأسماء الخلفاء بترتيب خلافتهم ‏الظاهرية، أي أنّ الإمام سمّى ابنه الأوّل بأبي بكر، ثمّ الثاني بعمر، ثم الثالث بعثمان، ‏وهذا الترتيب خير دليل على لحاظ المحبّة من قبل الإمام علي في التسميات، وأ نّها لم تكن ‏لأنها أسماء عربية بحته كما تقولون!‏

الثاني: إنّ تكرار هذه الأسماء في ولد علي بن أبي طالب، ينبئُ عن المحبة ،

____________________

١- نعم، هناك عمومات قد تفيد ذلك، لكن تسميتهمعليهم‌السلام هم لاولادهم أو رضائهم بتسميات الأمهات هو ‏خير دليل على جوازه شريطه أن لا تصير تلك التسميات رمزاً للتبجيل من الظالمين.

٣٣٣

لأ نّه لا ‏يصح لغير المحبّ أن يُسمي ابنيه باسم واحد من أعدائه، وخصوصاً أننا نرى للإمام علي ‏عُمَريْن: الأكبر والأصغر، وعُثمانَيْن: الأصغر والأكبر، وهذا التكرار يؤكّد اعتزازه ‏بهذين الاسمين، فلو كانت التسميات وُضِعت تقيّة - كما تقوله الشيعة - فلماذا التسمية بعمر ‏مرتين أو ثلاث مرات، وبعثمان مثل ذلك، ألا يؤكد هذا التكرار أ نّها وضعت محبَّةً ‏ووداداً ؟!‏

الجواب

لا يمكننا الإجابة عن هذين السؤالين إلاّ بعد الوقوف على تاريخ زواج الإمام علي ‏والترتيب بين زوجاته بعد فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، لأنّهعليه‌السلام - وكما نعلم - لم ‏يتزوّج في حياتها بأي امرأة كما لم يتزوج رسول الله على خديجة الكبرى في حياتها، ‏وهؤلاء النسوة أَأْتي، أتى بذكرهنّ، منهن من توفّيت في حياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ‏ومنهن من طلّقها(١) ، ومنهن من كانت أمّ ولد وليست بزوجة.

إِنَّ الوقوف على أسماء أولادهعليه‌السلام - وخصوصاً المسمَّين أو المكنَّين بأسماء ‏الخلفاء وكناهم - لايتأتى إلاّ بعد معرفة زوجاته و إمائه، وهل حقاً أنّ هذه التسميات جاءت ‏بترتيب الخلفاء أم لا ؟ ولو ثبت الترتيب، فهل تدلّ التسمية على المحبّة بشكل أو آخر ؟ أم ‏لا ؟

نحن أجبنا عن الشقّ الثاني من السؤال، لكنّا سنعود إليه مرّة أُخرى كي نرفع بعض ‏الغوامض فيه بإذن الله تعالى.

____________________

١- انظر البداية والنهاية ٧: ٣٣١.

٣٣٤

زوجات الإمام علي وأمهات أولاده:‏

‏١ - أَمامة بنت أبي العاص‏

أبوها: لقيط - وقيل مقسم وقيل غيره - ابن الربيع بن عبدالعزى بن عبدشمس بن ‏عبدمناف بن قصي القرشي العبشمي الشهير بأبي العاص، وأبو العاص هو ابن هالة أُخت ‏خديجة بنت خويلد أم المؤمنين(١) .

أ مّها: زينب بنت رسول الله، وبذلك تكون فاطمة الزهراء هي خالة أُمامة بنت زينب ‏بنت رسول الله.

وكان رسول الله يحبّها وربّما حملها على عنقه في الصلاة(٢) .

وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد زوّج أكبر بناته زينبَ من أبي العاص العبشمي قبل ‏الإسلام فولدت له عليّاً وأُمامة، وعليّ مات صبياً، وأُمامة بقيت حتّى تزوجها الإمام علي ‏بعد فاطمة الزهراء بوصية منهاعليها‌السلام (٣) ، فهي أوّل زوجة لعليّ بعد وفاة ‏الزهراء، لأنّ الزهراء أوصت بها خيراً وقالت ‏(‏إنّها تكون لولدي مثلي‏)‏(٤) .

قال ابن كثير عند ترجمته لأبي العاص: وقد توفّي في أيام الصدّيق سنة اثنتي عشرة، ‏وفي هذه السنة تزوّج علي بن أبي طالب بابنته أمامة بنت أبي العاص، بعد وفاة خالتها ‏فاطمة، وما أدري هل كان ذلك قبل وفاة أبي العاص أو بعده والله أعلم(٥) .

وغالب نصوص المؤرّخين تخطّئ ما ذهب إليه الذهبي من أ نّهعليه‌السلام تزوّجها ‏

____________________

١- انظر الترجمة ٨٦٢٧ من تاريخ دمشق ٦٧: ٣ لابي العاص بن الربيع.

٢- انظر الطبقات الكبرى ٨: ٣٩، الاستيعاب ٤: ١٧٨٨ الترجمة ٣٢٣٦، والمتن منه.

٣- أسد الغابة ٥: ٤٠٠، تاريخ دمشق ٦٧: ٤، تهذيب الأسماء ٢: ٥٩٩.

٤- روضة الواعظين: ١٥١، مستدرك الوسائل ٢: ٣٦٠ ح ٤، عن كتاب سليم بن قيس: ٣٩٢.

٥- البداية والنهاية ٦: ٣٥٤.

٣٣٥

في إمرة عمر بن الخطاب(١) ، لأنّ الزهراءعليه‌السلام استشهدت في أمرة أبي بكر ‏بلا خلاف عند الأعلام.

هذا، وقد ذكرت كتب التراجم والتاريخ أنّ الزبير بن العوام زوّج علياً منها، لأنّ ‏والدها كان قد أوصى بابنته إلى الزبير أن يزوجها(٢) ، فمكثت عند الإمام ثلاثين سنة ولم ‏تلد له حتى استشهد(٣) .

قال الطبري والمقريزي: إنّ أُمامة ولدت لعلي محمّداً الأوسط(٤) ، وقال الزبير بن ‏بكار: لم تلد له(٥) .

وروى الطبراني بسنده عن محمّد بن عبدالرحمن بن المغيرة: أنّ الإمام عليّاً قال ‏لأُمامة: لا تتزوّجي ‏ ‎ [ ‎ بعدي ‎ ] ‎ ‏ فإن أردتِ الزَّواج فلا تخرجي من إمرة المغيرة بن نوفل(٦) ، ‏فخطبها معاوية بن أبي سفيان، فجاءت إلى المغيرة تستأمره، فقال لها: أنا خير لك منه ‏فاجعلي أمرك إليَّ، ففعلت، فدعا رجالاً فتزوَّجها، فهلكت أُمامة بنت أبي العاص عند ‏المغيرة بن نوفل ولم تلد له، فليس لزينب عقب(٧) .

وفي الاستيعاب: إنّ عليّاً أَمَرَ المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب أن يتزوج ‏أمامة بنت أبي العاص بن الربيع زوجته بعده، لأ نّه خاف أن يتزوّجها معاوية، فتزوّجها المغيرة، فولدت له يحيى وبه كان يكنّى، وهلكت عند المغيرة ،

____________________

١- انظر سير اعلام النبلاء ١: ٣٣٥ الترجمة ٧١، وتاريخ الإسلام ٤: ٢٤ الترجمة ٤.

٢- الإصابة ٧: ٥٠١ الترجمة ١٠٨٨٢، الاستيعاب ٤: ١٧٨٨ الترجمة ٣٢٣٦، مجمع الزوائد ٩: ٢٥٤.

٣- تاريخ دمشق ٦٧: ٤.

٤- تاريخ الطبري ٣: ١٦٢، الكامل في التاريخ ٣: ٢٦٣.

٥- امتاع الاسماع للمقريزي ٥: ٣٦٧.

٦- جاء في أسد الغابة٤: ٤٠٨: هو الذي ألقى القطيفة على ابن ملجم لمّا ضَرَبَ علياً، فإن الناس لما هموا بأخذ ‏ابن ملجم حمل عليهم بسيفه فأفرجوا، فتلقاه المغيرة فألقى عليه قطيفة كانت معه، واحتمله وضرب به الأرض ‏وأخذ سيفه، وكان شديد القوة واُنظر الأصابة ٦: ٢٠٠.

٧- المعجم الكبير للطبراني ٢٢: ٤٤٣ ح ١٠٨٣. ومعناه انّ عقب رسول الله انحصر في السيّدة فاطمة ‏الزهراء فقط، ولا عقب لأُختها زينب اليوم لا من أمامة ولا من غيرها.

٣٣٦

‏وقد قيل أ نّها لم تلد لعليٍّ ولا للمغيرة، وكذلك قال الزبير بن بكار: أ نّها لم تلد للمغيرة بن ‏نوفل، قال: وليس لزينب عقب(١) .

وقال السيّد محسن الامين: روى الكليني في باب النكاح من الكافي بسنده عن أبي ‏جعفر أنّ في أولاد عليّ بن أبي طالب محمّد بن علي الأوسط، أُمّه أمامة بنت أبي ‏العاص، وهو ينافي القول المنقول في الاستيعاب كما مرّ من أ نّها لم تلد لعليعليه‌السلام (٢)

وبنظرنا أ نّها لم تلد لا لعليّ ولا للمغيرة(٣) ، بل ماتت ولا عقب لها، ولم اقف على ‏رواية الكليني في الكافي حتى أناقشها، ولا ضرورة لبيان أدلّتنا في أ نّها ماتت بلا عقب; ‏لأ نّه لا يمسّ أصل بحثنا. المهمّ أنّ أمامة هي زوجته الأولى بعد فاطمة وليس له ولد منها ‏حسب نظرنا، وان كان هناك من يخالفنا من المؤرخين والنسابه و يذهب إلى وجود لها ولد ‏من الإمام علي اسمه محمّد الأوسط(٤) .

‏٢ - خولة بنت جعفر = (أمّ محمّد بن الحنفية)‏

أبوها: جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنفية بن لُجَيم(٥) بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب

____________________

١- الاستيعاب ٤: ١٧٨٩.

٢- أعيان الشيعة ٣: ٤٧٤.

٣- انظر في ذلك الإصابة ٧: ٥٠٣.

٤- اُنظر مناقب الكوفي ٢: ٤٩، مناقب بن شهرآشوب ٣: ٨٩، كشف الغمة ٢: ٦٨، بحار الأنوار ‏‏٤٢: ٩٢ عن كتاب الإمامة للنوبختي، أنساب الأشراف ٢: ٤١٣، تاريخ الطبري ٣: ١٦٢، الكامل في ‏التاريخ ٣: ٢٦٣، طبقات ابن سعد ٣: ٢٠، تاريخ اليعقوبي ٢: ٢١٣ وفيه محمّد الأصغر من أمامة، مطالب ‏السؤول: ٣١٤، امتاع الاسماع ٦: ٢٩٢، المنتظم ٥: ٦٩، ذخائر العقبى: ١١٧، سمط النجوم العوالي ‏‏٣: ٧٤، صفة الصفوة ١: ٣٠٩، تلقيح فهوم أهل الأثر: ٨٠.

٥- تاريخ الطبري ٣: ١٦٢، أنساب الأشراف ٢: ٤٢١، وفيه، من الدؤل بن حنيفة، طبقات ابن سعد ‏‏٣: ١٩، ٥: ٩١ وفيهما: مسلمة بن ثعلبة ...‏

٣٣٧

بن ‏أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان(١) .

أمها: أسماء بنت عمرو بن أرقم بن عبيد بن ثعلبة من بني حنيفة(٢) .

الأقوال فيها، وهل أ نّها زوجة للإمام علي أم مملوكة

قيل أ نّها زوجته وقد تزوّجها الإمام عليٌّ بعد أُمامة، وقيل بأ نّهعليه‌السلام لم ‏يتزوّجها بل بقيت أُمَّ ولد عنده:‏

ومما يستدل به على كونها زوجة حرّة قول السيد المرتضى في ‏(‏تنزيه الأنبياء‏)‏ استناداً ‏على ما ذكره البلاذري في ‏(‏انساب الاشراف‏)‏ بسنده عن خراش بن إسماعيل العجلي، ‏قال: أغارت بنو أسد بن خزيمة على بني حنيفة فسبوا خوله بنت جعفر، وقدموا بها ‏المدينة في أول خلافة أبي بكر فباعوها من علي، وبلغ الخبر قومها، فقدموا المدينة على ‏علي فعرفوها وأخبروه بموضعها منهم، فأعتقها ‏ ‎ ] علي ‎ [ ومهرها وتزوجها فولدت له محمّداً ‏ابنه(٣) .

وفي الاصابة لابن حجر وغيره بأنّ هذا السبي كان على عهد رسول الله وأنّ رسول ‏الله رآها في منزله فضحك، ثم قال: يا علي، أ مّا إنك تتزوّجها من بعدي، وستلد لك غلاماً ‏فسمِّه باسمي وكَنِّهِ بكنيتي و(٤) .

أ مّا الاقول التي قيلت بأ نّها كانت سبية وبقيت كذلك فهي:‏

‏١ - قال قوم - منهم أبو الحسن علي بن محمّد بن سيف المدائني -: هي سبية في أيام رسول الله، قالوا: بعث رسول الله عليّاً إلى اليمن فأصاب خولة في بني ‏زبيد، وقد ارتدُّوا مع عمرو بن معدي كرب، وكانت زبيد سبتها من بني حنيفة في غارة ‏لهم عليهم، فصارت في سهم عليٍّ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن ولدت منك

____________________

١- التجبير في المعجم الكبير ٢: ٣٤١، الباب في تهذيب الأنساب ١: ٣٩٧.

٢- مناقب الكوفي ٢: ٤٨، وانظر سر السلسلة العلوية: ٨١، عمدة الطالب: ٣٥٣.

٣- تنزيه الأنبياء: ١٩١ عن أنساب الأشراف ٢: ٤٢٢.

٤- الإصابة ٧: ٦١٧ الترجمة ١١١٠٨.

٣٣٨

‏غلاماً فسمّه باسمي، وكنِّه بكنيتي، فولدت له بعد موت فاطمة محمّداً، فكناه أبا ‏القاسم(١) .

وقد جاء ما يدلّ على هذا المعنى فيما كتبه الإمام عليّعليه‌السلام كي يقرأ على الناس ‏يوم الجمعة:‏

ولولا خاصّةٌ بينه [أي بين أبي بكر] وبين عمر وأمرٌ كانا رضياه بينهما لظننت أ نّه لا ‏يعدله عنّي وقد سمع قول رسول الله لبريدة الأسلمي حين بعثني وخالد بن الوليد إلى اليمن ‏وقال: إذا افترقتما فكلّ واحد منكما على حياله و إذا اجتمعتما فعليّ عليكم جميعاً، فاغرنا ‏وأصبنا سبياً فيهم خويلة [خولة] بنت جعفر جار الصفا - وانّما سمي جار الصفا من ‏حسنه - فأخذتُ الحنفية خولة، واغتنمها خالدٌ منّي(٢) ، وبعث بريدة إلى رسول الله ‏محرِّشاً عَلَيَّ فأخبره بما كان من أخذي خولة، فقال: يا بريدة ! حظّه في الخمس أكثر ممّا ‏أخذ، إنّه وليّكم بعدي، سمعها أبوبكر وعمر وهذا بريدة حيّ لم يمت، فهل بعد هذا مقال ‏لقائل(٣) ؟!‏

‏٢ - وعن أسماء بنت عميس أنّها قالت: رأيت الحنفيّة سوداء، حسنة الشعر، اشتراها ‏أمير المؤمنين علي بذي المجاز - سوق من أسواق العرب - أوآن مَقْدَمَهُ من اليمن، فوهبها ‏لفاطمة(٤) .

____________________

١- شرح نهج البلاغة ١: ٢٤٤ وعنه في بحار الأنوار ٤٢: ٩٩. وانظر جمل من أنساب الأشراف للبلاذري ‏‏٢: ٤٢١.

٢- أي اغتنمها فرصةَ منّي للإيقاع بي عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣- كشف المحجّة: ١٧٧ - ١٧٨، عن رسائل الكليني، وبحار الأنوار ٣٠: ١٢ ح ١ عن كشف المحجة وتوجد ‏فقرات منه في نهج البلاغة.

٤- سر السلسلة العلوية: ٨١ وعنه في عمدة الطالب: ٣٥٣، سير أعلام النبلاء ٤: ١١٠ عن الواقدي وفيه ‏زيادة: فوّهبها لفاطمة فباعتها فاشتراها مكمل الغفاري فولدت له عونة، وذكر البلاذري في الأنساب ٢: ٤٢٤: ‏وزعم بعضهم أن اُخت محمّد بن علي (لامه) عوانة بنت أبي مكمل من بني عفان. وباعتقادي أنّ التي روت ‏الخبر هي سلمى بنت عميس، أو سلامة، لا أسماء، لأنّ اسماء بنت عميس كانت مع زوجها جعفر بن أبي ‏طالب في الحبشة.

٣٣٩

٣ - إنّها من سبي اليمامة - في الحرب التي وقعت على مسيلمة الكذّاب بين بني حنيفة ‏وأبي بكر في زمان حكومته -(١) .

فقد حكى أبو نصر البخاري عن ابن الكلبي، عن خراش بن إسماعيل: أنّ خولة سباها ‏قوم من العرب في سلطان أبي بكر، فاشتراها أُسامه بن زيد وباعها من عليّ، فلمّا عرف ‏عليٌّ صورَتَها أعتقها وأمهرها وتزوّجها، فقال ابن الكلبي فيما زعم البخاري: من قال أنّ ‏خولة من سبي اليمامة فقد أبطل(٢) .

وقال البلاذري بسنده عن خراش بن إسماعيل العجلي، قال: أغارت بنو أسد بن ‏خزيمة على بني حنيفة فسبوا خولة بنت جعفر ثم قدموا بها المدينة في أول خلافة أبي بكر ‏فباعوها من علي، وبلغ الخبر قومها فقدموا المدينةَ على علي فعرفوها وأخبروه بموضعها ‏منهم، فأعتقها (علي) ومهّرها وتزوّجها، فولدت له محمّداً ابنه وكناه أبا القاسم، وهذا ‏القول هو اختيار أحمد بن يحيى البلاذري في كتابه أنساب الأشراف، إذ قال: وهذا أثبت ‏من خبر المدائني(٣) .

وفي المعارف لابن قتيبة والطبقات لابن سعد وغيرهما: أ نّها كانت أمةً من سبي ‏اليمامة فصارت إلى عليّ، وأ نّها كانت أَمةً لبني حنيفة سنديّة سوداء ولم تكن منهم، و إنّما صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق ولم يصالحهم على أنفسهم(٤) .

‏٤ - وقال قوم أنها سبية من سبايا الردة، قوتل أهلها على يد خالد بن الوليد في

____________________

١- المعارف: ٢١٠، طبقات ابن سعد ٥: ٩١، تاريخ دمشق ٥٤: ٣٢٣، سير أعلام النبلاء ٤: ١١٠، ‏المنتظم ٦: ٢٢٨، عمدة القارئ ١٦: ١٨٧، عون المعبود ١: ٥٩، الرياض النضرة ١: ٢٩٧، سمط النجوم ‏العوالي ٣: ٧٣.

٢- المنمق: ٤٠١ المجدي في أنساب الطالبيين: ١٩٦، عمدة الطالب: ٣٥٢ - ٣٥٣. ويمكنك مراجعة كلام ‏الكلبي في مثالب العرب: ١٠٩ - ١١٠.

٣- أنساب الأشراف ٢: ٤٢٢ وعنه - باختلاف يسير - في شرح النهج ١: ٢٤٤ - ٢٤٥ وفيه: وهو الأظهر، ‏وعن الأخير في بحار الانوار ٤٢: ٩٩ - ١٠٠.

٤- المعارف لابن قتيبة: ٢١٠، الطبقات الكبرى ٥: ٩١، تاريخ دمشق ٥٤: ٣٢٣، وفيات الأعيان ‏‏٤: ١٦٩، المنتخب من ذيل المذيل للطبري ١: ١١٧ - ١١٨.

٣٤٠