التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي0%

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي مؤلف:
تصنيف: مكتبة التاريخ والتراجم
الصفحات: 550

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي

مؤلف: السيد علي الشهرستاني
تصنيف:

الصفحات: 550
المشاهدات: 151298
تحميل: 5681

توضيحات:

التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 550 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 151298 / تحميل: 5681
الحجم الحجم الحجم
التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي

التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي

مؤلف:
العربية

أيام أبي ‏بكر لمّا منع كثير من العرب الزكاة وارتدّت بنو حنيفة وادّعت نُبُوَّة مسيلمة، وأنّ أبا بكر ‏دفعها إلى عليعليه‌السلام من سهمه في المغنم(١) .

وقال ابن سعد في الطبقات: روي عن الحسن بن صالح، قال: سمعت عبدالله بن ‏الحسن يذكر أنّ أبا بكر أعطى علياً أمّ محمّد بن الحنفية(٢) ...‏

وفي البداية والنهاية: سباها خالد أيام الصديق أيام الردة من بني حنيفة، فصارت لعلي ‏بن أبي طالب، فولدت له محمّداً هذا(٣) .

وقال السمعاني في ‏(‏الانساب‏)‏ عن محمّد بن الحنفية وأمه خوله: ‏(‏وأ نّها كانت من ‏سبي بني حنيفة، أعطاه إياها أبو بكر، ولو لم يكن إماماً لما صَحَّ قسمته، وبهذا يستدل ‏أهل السنة على الشيعة أنّ خولة كانت من سبي بني حنيفة وقسمها أبو بكر، ولو لم يكن ‏إماماً لما صح قسمته وتصرّفه في خمس الغنيمة، وعليرضي‌الله‌عنه أخذ خولة وأعتقها ‏وتزوّج بها‏)‏(٤) .

وقد رد ابن شهرآشوب والسيّد المرتضى وغيرهما شبهات السمعاني وأمثاله فقد حكى ‏ابن شهرآشوب في (مناقب آل أبي طالب): قال أبو بكر: خذها يا ابا الحسن بارك الله لك ‏فيها، فأنفدها علي إلى أسماء ‏ ‎ [ ‎ سلمى ‎ ] ‎ ‏ بنت عميس فقال: خذي هذه المرأة فأكرمي مثواها ‏واحفظيها، فلم تزل عندها إلى أن قدم أخوها فتزوّجها منه وأمهرها أمير المؤمنين وتزوّجها نكاحاً(٥) .

وقال السيّد المرتضى في الشافي: فأ مّا الحنفية فلم تكن سبية على الحقيقة، ولم ‏يستبحهاعليه‌السلام بالسِّبا، لأ نّها بالإسلام قد صارت حرّة مالكة أمرها، فأخرجها

____________________

١- شرح النهج ١: ٢٤٤ - ٢٤٥ وعنه في بحار الانوار ٤: ٩٩ - ١٠٠. وانظر عمدة الطالب ٣٥٢ - ٣٥٣، ‏البدء والتاريخ ٥: ٧٤. ولا يخفى عليك بأنّ سبي اليمامة والردة واحد، لكن فصلناهما لاختلاف النصوص.

٢- طبقات ابن سعد ٥: ٩١، تاريخ دمشق ٥٤: ٣٢٣، ذخائر العقبى: ١١٧.

٣- البداية والنهاية ٧: ٣٣٢.

٤- الانساب ٢: ٢٨١.

٥- مناقب آل أبي طالب ٢: ١١١ - ١١٢.

٣٤١

من يد ‏من استرقّها ثمّ عقد عليها عقد النكاح، فمن أين أ نّه استباحها بالسِّبا دون عقد النكاح ؟! ‏وفي أصحابنا من يذهب إلى أنّ الظالمين متى غَلَبوا على الدار وقهروا ولم يتمكّن المؤمن ‏من الخروج من أحكامهم جاز له أن يطأ سبيهم و يُجْرِي أحكامهم مع الغلبة والقهر مجرى ‏أحكام المُحقّين فيما يرجع إلى المحكوم عليه و إن كان فيما يرجع إلى الحاكم معاقَباً ‏آثماً(١) .

لأنّ الردّة المزعومة لا توجب أحكام الكفر، وأنّ منع الزكاة وأمثالها كان على ‏التأويل، فليس منه خروج عن ربقة الإسلام، ولأنّ السبي لم يكن بأمر من وليّ الأمرعليه‌السلام ، فأعتقها بظاهر الحال ثم تزوجها وجعل لها المهر.

قال ابن حزم في (الإحكام): إنّ خلاف عمر لأبي بكر أشهر من أن يجهله من له أقل ‏علم بالروايات، فمن ذلك خلافة إياه في سبي أهل الردة، سباهم أبو بكر، وبلغ الخلاف ‏عن عمر له أن نقض حكمه في ذلك وردّهنّ حرائر إلى أهليهن إلاّ من ولدت لسيِّدها ‏منهن، ومن جملتهن كانت خولة الحنفية أم محمّد بن علي(٢) .

وفي الخرائج والجرائح للقطب الراوندي عن دعبل الخزاعي قال: حدّثني الرضا، ‏عن أبيه، عن جدّهعليهم‌السلام قال: كنت عند أبي الباقرعليه‌السلام إذ دخل عليه ‏جماعة من الشيعة وفيهم جابر بن يزيد، فقالوا: هل رضي أبوك عليّ [بن أبي طالب]عليه‌السلام بإمامة الأول والثاني ؟

فقال: اللهمّ لا.

قالوا: فلم نكح من سبيهم خولة الحنفية إذا لم يرض بإمامتهم ؟

____________________

١- الشافي في الإمامة ٣: ٢٧١.

٢- الأحكام لابن حزم ٦: ٧٩٨، اعلام الموقعين ٢: ٢٣٥، أضواء البيان ٧: ٣٢٥، وفي وفيات الأعيان ‏‏٤: ١٧٠: ورأى أبو بكر سبي ذراريهم ‏ ‎ [ ‎ أي العرب الذين ارتدوا على اصطلاحهم ] ونسائهم وساعده على ذلك ‏أكثر الصحابة، واستولد عليرضي‌الله‌عنه جارية من سبي بني حنيفة فولدت له محمّد بن علي الذي يدعى ‏محمّد بن الحنفية، ثم لم ينقرض عصر الصحابة حتى أجمعوا على أنّ المرتّد لا يُسْبَى.

٣٤٢

فقال الباقرعليه‌السلام : امض يا جابر بن يزيد إلى [منزل] جابر بن عبدالله ‏الأنصاري فقل له: إنّ محمّد بن عليّ يدعوك.

قال جابر بن يزيد: فأتيت منزله وطرقت عليه الباب، فناداني جابر بن عبدالله ‏الأنصاري من داخل الدار: اصبر يا جابر بن يزيد.

قال جابر بن يزيد: فقلت في نفسي: من أين علم جابر الأنصاري أنّي جابر بن يزيد ‏ولم يعرف الدلائل إلاّ الأئمّة من آل محمّدعليهم‌السلام ؟ والله لأسألنّه إذا خرج إليّ.

فلمّا خرج قلت له: من أين علمت أنّي جابر، وأنا على الباب وأنت داخل الدار ؟

قال: [قد] خبّرني مولاي الباقرعليه‌السلام البارحة أ نّك تسأله عن الحنفية في هذا ‏اليوم، وأنا أبعثه إليك يا جابر بكرةَ غد أدعوك. فقلتُ: صدقتَ.

قال: سر بنا. فسرنا جميعاً حتّى أتينا المسجد. فلمّا بصر مولاي الباقرعليه‌السلام ‏بنا ونظر إلينا، قال للجماعة: قوموا إلى الشيخ فاسألوه حتّى ينبئكم بما سمع ورأى ‏وحدث.

فقالوا: يا جابر هل رضي إمامك عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام بإمامة من تقدم ؟ ‏قال: اللهمّ لا، قالوا: فلم نكح من سبيهم [خولة الحنفية] إذا لم يرض بإمامتهم ؟

قال جابر: آه آه آه لقد ظننت أني أموت ولا أُسأَلُ عن هذا، [والآن] إذ سألتموني ‏فاسمعوا وعوا: حضرتُ السبي وقد اُدخلتِ الحنفية فيمن أُدخل، فلمّا نظرت إلى جميع ‏الناس عدلت إلى تربة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فرنّت رنّةً وزفرت زفرةً، وأعلنت ‏بالبكاء والنحيب، ثمّ نادت: السلام عليك يا رسول الله صلّى الله عليك، وعلى أهل بيتك ‏من بعدك، هؤلاء أُمَّتك سبتنا سبي النوب والديلم، و [الله] ما كان لنا إليهم من ذنب إلاّ الميل إلى أهل بيتك، فجعلت الحسنة سيئة، والسيئة حسنة ‏فسبتنا.

ثمّ انعطفت إلى الناس، وقالت: لم سبيتمونا وقد أقررنا بشهادة أن لا إله إلاّ

٣٤٣

الله، وأنّ ‏محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قالوا: منعتمونا الزكاة.

قالت: هبوا الرجال منعوكم، فما بال النسوان ؟ فسكت المتكلّم كأنما ألقم حجراً.

ثمّ ذهب إليها طلحة وخالد في التزوج بها وطرحا إليها ثوبين.

فقالت: لست بعريانة فتكسواني. قيل لها: إنهما يريدان أن يتزايدا عليك، فأيهما زاد ‏على صاحبه أخذك من السبي.

قالت: هيهات والله لا يكون ذلك أبداً، ولا يملكني ولا يكون لي بعل إلاّ من يخبرني ‏بالكلام الذي قلته ساعةَ خرجتُ من بطن أمّي. فسكت الناس ينظر بعضهم إلى بعض، وورد ‏عليهم من ذلك الكلام ما أبهر عقولهم وأخرس ألسنتهم، وبقي القوم في دهشة من أمرها.

فقال أبوبكر: ما لكم ينظر بعضكم إلى بعض ؟ قال الزبير: لقولها الذي سمعت.

فقال أبوبكر: ما هذا الأمر الذي أحصر أفهامكم، إنّها جارية من سادات قومها ولم ‏يكن لها عادة بما لقيت ورأت، فلا شكّ أ نّها داخلها الفزع، وتقول ما لا تحصيل له.

فقالت: لقد رميتَ بكلامك غير مرمي - والله - ما داخلني فزع ولا جزع، و الله ما ‏قلت إلاّ حقّاً، ولا نطقت إلاّ فصلا، ولابدّ أن يكون كذلك، وحقّ صاحب هذه البنية ما ‏كَذِبْتُ ولا كُذِبْتُ. ثمّ سكتت وأخذ طلحة وخالد ثوبيهما، وهي قد جلست ناحية من القوم.

فدخل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فذكروا له حالها، فقالعليه‌السلام : هي ‏صادقة فيما قالت، وكان من حالها وقصتها كيت وكيت في حال ولادتها، وقال: إنّ كل ما تكلمت ‏به في حال خروجها من بطن أمّها هو كذا وكذا، وكلّ ذلك مكتوب على لوح [نحاس] ‏معها، فرمت باللوح إليهم لمّا سمعت كلامهعليه‌السلام فقرؤوه فكان على

٣٤٤

ما حكى عليّ ‏بن أبي طالبعليه‌السلام ، لا يزيد حرفاً ولا ينقص. فقال أبوبكر: خذها يا أباالحسن ‏بارك الله لك فيها.

فوثب سلمان فقال: والله ما لأحد هاهنا منّة على أميرالمؤمنين، بل لله المنّة ولرسوله ‏ولأميرالمؤمنين، والله ما أخذها إلاّ لمعجزِهِ الباهر، وعلمه القاهر، وفضله الذي يعجز ‏عنه كلّ ذي فضل.

ثمّ قام المقداد فقال: ما بال أقوام قد أوضح الله لهم طريق الهداية فتركوه، وأخذوا ‏طريق العمى ؟ وما من يوم إلاّ وتبيّن لهم فيه دلائل أميرالمؤمنين.

وقال أبوذر: واعجباً لمن يعاند الحقّ، وما من وقت إلاّ وينظر إلى بيانه، أ يّها الناس ‏إنّ الله قد بيّن لكم فضل أهل الفضل، ثمّ قال: يا فلان أتمنّ على أهل الحقّ بحقّهم وهم بما ‏في يديك أحقّ وأولى ؟

وقال عمّار: أناشدكم الله أما سلّمنا على أميرالمؤمنين هذا عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بإمرة المؤمنين ؟

فوثب عمر وزجره عن الكلام، وقام أبوبكر، فبعث عليّعليه‌السلام خولة إلى دار ‏أسماء بنت عميس، وقال لها: خذي هذه المرأة، أكرمي مثواها. فلم تزل خولة عند ‏أسماء إلى أن قدم أخوها وزوّجها من عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام . فكان الدليل على ‏علم أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، وفساد ما يورده القوم من سبيهم وأ نّهعليه‌السلام تزوّج ‏بها نكاحاً، فقالت الجماعة: يا جابر بن عبدالله أنقذك الله من حرّ النار كما أنقذتنا من ‏حرارة الشك(١) .

هذه هي أهم الاقوال التي قيلت فيها مرجحين زواجهعليه‌السلام منها.

أجل، إنّهم قد اختلفوا أيضاً في سنة ولادة ابنها محمّد، فقال البعض أنه ولد

____________________

١- الخرائج والجرائح للقطب الراوندي ٢: ٥٨٩ - ٥٩٣ ح ١، وقريب منه في مناقب آل أبي طالب لابن ‏شهرآشوب ٢: ١١١ - ١١٢. وباعتقادي أن الصحيح أ نّه أرسلها إلى دار سلمى أو سلامة أختا أسماء لا إلى بيت ‏أسماء بنت عميس.

٣٤٥

في خلافة ‏أبي بكر(١) ، وآخر لِسنتين بقيتا من خلافة عمر(٢) ، وثالث: لثلاث سنين بقين من ‏خلافته(٣) .

ففي الثقات لابن حبان: أ نّه مات برضوى سنة ثلاث وسبعين، ويقال

____________________

١- سير أعلام النبلاء ٤: ١١٤ عن ابن سعد، وانظر تاريخ الإسلام للذهبي ٦: ١٨٣، وتاريخ دمشق ‏‏٥٤: ٣١٩.

٢- عمدة القارئ ٢: ٢١٤، تاريخ الإسلام للذهبي ٦: ١٨٤، وفيات الأعيان ٤: ١٦٩، تهذيب الأسماء ‏‏١: ١٠٣ وفي سير أعلام النبلاء ٤: ١١٤ وتاريخ دمشق ٥٤: ٣٢٦ عن يحيى بن سعيد قال: قلت لابن ‏المسيب: ابن كم كنت في خلافة عمر ؟ قال: ولدت لسنتين بقيتا من خلافة عمر: قال يحيى: فذكرت ذلك لمحمد ‏بن الحنفية فقال: ذلك مولدي.

وهناك نقل آخر يخالف ما قيل وفيه (انه ولد لسنتين مضيتا من خلافة عمر) أي في حدود سنة ١٥ للهجرة اُنظر ‏مولد العلماء ووفياتهم ١: ١٠٠، مشاهير علماء الامصار: ٦٣، طبقات ابن سعد ٥: ١٢٠، سير اعلام النبلاء ‏‏٤: ٢١٨، زاد فيه: وقيل لاربع سنين مضيت منها، طبقات الفقهاء: ٣٩. تهذيب الكمال ١١: ٦٦، مصنف ‏بن أبي شيبة ٧: ٢٤، المطالب العالية ١٦: ٥٢٦، عمدة القارئ ١: ١٨٦، التمهيد لابن عبدالبر ٦: ٣٠١، ‏إذ فيه: هذا اشهر شيء في مولده واضحة، وقد قيل: ولد لسنتى بقيتا من خلافة عمر: وعلى الأول أهل الأثر.

ولو صح القول الثاني سيكون مولد ابن الحنفية في حدود سنة ١٥ ه- على أقل تقدير هذا إذا أخذنا معه بنظر ‏الاعتبار ما جاء في تاريخ وفاته ومقدار عمره يوم موته. فابن سعد في الطبقات ٥: ١١٦، وابن قتيبة في ‏المعارف: ٢١٦ وغيرهم ذهبوا إلى أنّه توفي سنة ٨١ ه- وسنه ٦٥ عمااً، ونحوه قول الذهبي في تاريخ الإسلام ‏‏٦: ٥ وفي ٦: ١٩٦ نقلاً عن الواقدي إذ قال: وهو قول أبو عبيد والفلاس، ثمّ وردّ ما قاله المدائني من أ نّه مات ‏سنة ٨٣ وكذلك ما قاله علي بن المدائني من أنّه توفي سنة ٩٢ و ٩٣ وعبر عنه بالخطأ الفاحش.

وأ مّا ما قيل من أ نّه توفي سنة ٧٢ و ٧٣ فيرده ما جاء في طبقات ابن سعد ٥: ١١٢، وتاريخ دمشق ‏‏٥٤: ٣٢٠، من أ نّه وفد على عبدالملك بن مروان سنة ٧٨ ه-، وهي السنة التي مات فيها جابر بن عبدالله ومع ‏احتسابنا للفارق بين وفاته ومقدار عمره ستكون ولادته سنة ١٦ ه- وبذلك يكون ولادته ما بين ١٥ ه- إلى ١٦ ‏ه-، وفي تاريخ دمشق ٥٤: ٣٢٦، ما يؤيد ذلك إذ قال بعد ذكر الاسناد انبأنا أبو سليمان، قال: وفي هذه السنة ‏يعني سنة ستة عشرة ولد محمّد بن الحنفية.

٣- الثقات لابن حبان ٥: ٣٤٧ الترجمة ٥١٥٩، لابن الحنفية وانظر النجوم الزاهرة ١: ٢٠٢. تاريخ دمشق ‏‏٥٤: ٣٢٤، التحفة اللطيفة ٢: ٥٤٢، تهذيب الأسماء ١: ١٠٣، الجرح والتعديل ٨: ٢٦ الترجمة ١١٦، ‏لابن الحنفية.

٣٤٦

ثمانين، وقد ‏قيل سنة أحد وثمانين، وهو ابن خمس وستين(١) .

وفي تهذيب الكمال: مات برضوى سنة ثلاث وسبعين ودفن بالبقيع، وقيل: مات سنة ‏ثمانين، وقيل سنة: إحدى وثمانين، وقيل: سنة اثنين وثمانين، وقيل: سنة اثنين وتسعين ‏وقيل سنة ثلاث وتسعين وهو ابن خمس وستين، وقيل غير ذلك في تاريخ وفاته(٢) .

وفي تاريخ دمشق: عن يحيى بن بكير: مات سنة إحدى وثمانين وسنُّهُ خمس وستون ‏سنة. قال عمرو بن علي: مات سنة إحدى وثمانين وهو ابن خمس وستين سنة. قال ابن ‏سعد: وقال الواقدي: ولد في خلافة أبي بكر الصديق. قال ابن سعد: وقال هيثم: توفّي ‏سنة ثنتين أو ثلاث وسبعين، وقال الواقدي في الطبقات: مات في شهر ربيع الأول سنة ‏إحدى وثمانين وهو ابن خمس وستين سنة لم يستكملها، وقال في التاريخ: مات في ‏المحرم.

وقال ابن أبي شيبة: مات سنة ثمانين، وقال ابن نمير: مات سنة إحدى وثمانين، ‏وقال الغلابي عن ابن حنبل: مات سنة ثمانين(٣) .

فلو قلنا بوفاته سنة ٧٣ وعمره حين الوفاة كانت ٦٥ سنة، فذلك يعني ولادته في السنة ‏الثامنة من الهجرة، وهذا لا يصحّ بإجماع المسلمين; لأنّ السيدة فاطمة الزهراء كانت ‏موجودة آنذاك، ومن الثابت أنّ الإمام عليّاً لم يتزوّج امرأة في حياتهاعليها‌السلام ، اللّهم ‏إلاّ أن نقول بأ نّها لم تكن زوجته بل أمّ ولد.

أ مّا لو قلنا بوفاته في السنة ٨٠ أو ٨١ وعمره ٦٥ سنة فذاك يعني ولادته في السنة ‏الخامسة عشر، أو السادسة عشر، ويؤيد هذا القول ما جاء في تاريخ دمشق عن ابن ‏سليمان قال: وفي هذه السنة - يعني سنة سته عشر - ولد محمّد بن

____________________

١- الثقات لابن حبان ٥: ٣٤٧.

٢- تهذيب الكمال ٢٦: ١٤٧ الترجمة ٥٤٨٤ لابن الحنفية.

٣- تاريخ دمشق ٥٤: ٣٢٦.

٣٤٧

الحنفية(١) .

فلو قلنا بهذا فهو لا يتفق مع ما جاء في تاريخ مدينة دمشق بأ نّه ولد في خلافة أبي ‏بكر(٢) ، لأنّ خلافة أبي بكر كانت بين (١١ - ١٣ ه-)، أ مّا ولادته في السنة السادسة ‏عشر فإنّها تعني ولادته في عهد عمر بن الخطاب.

‏ وهناك قول آخر في عمدة القارئ وهو: أ نّه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، ‏ومات سنة ثمانين أو إحدى وثمانين أو أربع عشرة ومائة(٣) .

وفي المجلد السادس عشر من عمدة القارئ: مات سنة إحدى وثمانين وهو ابن خمس ‏وستين برضوى، ودفن بالبقيع، ورضوى جبل بالمدينة(٤) .

والنص الثاني يحدّد سنة ولادة محمّد بن الحنفية في حدود السنة السادسة عشر للهجرة ‏والنص الاول في حدود سنة ٢١، وهناك قول آخر ذكره ابن حبان في كتابه الثقات إذ ‏فيه: ‏(‏وكان مولده لثلاث سنين بقين من خلافة عمر بن الخطاب‏)‏(٥) ، أي في سنة ٢٠ ‏ه-.

وفي سير أعلام النبلاء: قيل: إنّ أبا بكر وهبها علياً، ولد في العام الذي مات فيه أبو ‏بكر، ورأى عمر وروى عنه(٦) .

بعد هذا العرض السريع لابدّ من طرح بعض التساؤلات:‏

إذا ثبت بأنّ خولة كانت من سبي اليمامة، أو من سبي حروب الردة - حسب تعبير ‏بعض المؤرخين - وقد سباها قوم من العرب، أو بنو أسد خاصة.

وسواء كان خالد بن الوليد هو الذي سباها أيام الردة من بني حنيفة، أو أ نّه

____________________

١- تاريخ دمشق ٥٤: ٣٢٦.

٢- تاريخ مدينة دمشق ٥٤: ٣٢٣.

٣- عمدة القارئ ٢: ٢١٤.

٤- عمدة القارئ ١٦: ١٨٧.

٥- الثقات: لابن حبان ٥: ٣٤٧ - ٣٤٨.

٦- سير اعلام النبلاء ٤: ١١١. تاريخ دمشق ٥٤: ٣٢٤.

٣٤٨

صالحهم ‏على الرقيق ولم يصالحهم على أنفسهم، أو أ نّها كانت من سهم مغنم أبي بكر أو أن الإمام ‏اشتراها ؟

فأسال: ألم يكن من الواقعية والإنصاف أن يسمّي الإمام عليٌّ ابنه من الحنفية بأبي بكر ‏تقديراً لفضل أبي بكر عليه وعلى ابنه هذا ؟ إن صحت تلك الأخبار ؟

قد يقال: لا، لأنّ من الطبيعي أن يسمّي الإمام علي أوّل أولاده بعد وفاة رسول الله ‏بمحمد لا بأبي بكر، ولو أراد أن يسمّي ابنه بأبي بكر كان عليه أن يحتفظ بهذا الاسم لأحد ‏أولاده من زوجاته الأُخريات أي بعد محمد بن الحنفية، وخصوصاً نحن نعلم أنّ من السنّة ‏التسمية بمحمد، فلو أراد الإمام أن يسمّي ابنه بأبي بكر كان عليه أن يسمّيه قبل الولادة ثمّ ‏يوضع الاسم على ذلك الطفل بعد الولادة، لأ نّه من السنة تسمية الولد قبل الولادة.

فلماذا لا يحتفظ الإمام باسم أبي بكر لابنه من الصهباء التغلبية والتي أولدت بعد خوله ‏بنت جعفر الحنفية لو كانت التسمية وضعت عن محبة ولحظ فيها ترتيب الخلفاء !! كما ‏يقولون.

فإنّهعليه‌السلام لو كان قد سمى ابنه أو كنّاه بأبي بكر قبل الولادة لما أمكن لعمر أن ‏يطمع في تسميته، وباعتقادي أنّ هذا يؤكّد على أنّ التسميات لم يلحظ فيها المحبّة كما ‏يقولون. فلو أريد لحاظ المحبة في تسمية ابنه بعمر أو أبي بكر، لكان عليه الاحتفاظ باسم ‏أبي بكر لابنه الأكبر ثمّ التسمية بعمر بعد ذلك، في حين نرى اسم أبي بكر أُطلق على من ‏هو أصغر من عمر بن علي(١) .

وهناك إشكاليات أخرى في هذه النصوص، فمن جهة يقولون بولادة محمّد بن الحنفية ‏لسنتين - أو ثلاث سنين - بقين من خلافة عمر بن الخطاب، ومن جهة أخرى ينقلون عن ‏الإمام علي أ نّه قال: ‏(‏ولد لي غلام يوم قام عمر ...‏)‏(٢) . فلو

____________________

١- هذا ما سنفصله بعد قليل في صفحة ٣٩٣ في ولد ليلى النهشلية لنؤكد بأن ما قالوه باطل جملة وتفصيلاً.

٢- تاريخ المدينة ١: ٤٠٠، الأغاني ٩: ٣٠٢.

٣٤٩

أخذنا جملة (يوم قام) أو في ‏نص آخر (لما استخلف) فهي تشير إلى امكان ولادة عمر الاطرف فى أول خلافة عمر ‏ويصير ابن الصهباء التغلبية أكبر من محمّد ابن علي الشهير بابن الحنفية، وهذا كلام لا ‏يقبله أحد من المحقّقين، لاشتهار كون محمّداً هو أكبر أولاد الإمام علي بعد الإمامين ‏الحسن والحسينعليهما‌السلام .

وقد شوهد بجنب والده في حروبه في الجمل وصفين والنهروان، في حين لم نشاهد ‏عمر بن علي الأطرف في تلك الحروب، فقد جاء في التذكرة الحمدونية وربيع الأبرار: ‏أ نّه لمّا تزوَّجَ ‏ ‎ [ ‎ الإمامُ ‎ ] ‎ ‏ النهشليةَ بالبصرة [اي في حدود سنة ٣٥ ه-] قعد على سريره وأقعد ‏الحسن عن يمينه والحسين عن شماله وجلس محمّد ابن الحنفية بالحضيض، فخاف ‏ ‎ [ ‎ علي ‎ ] ‎ ‏ ‏أن يجد من ذلك، فقال: يا بني أنت ابني، وهذان ابنا رسول الله(١) .

وهذا النص لا يمسّ بكرامة ابن الحنفية بقدر ماهو تكريم لأحفاد رسول الله، وبقدر ما ‏يُظْهِرُ أنَّ الإمامَ عليّاً أكرم الحسنين لمكانتهما من رسول الله، وأنّ ابن الحنفية - لم يكن ‏كعمر الاطرف بل - كان يعرف مقام الحسن والحسين، فقد جاء في شعب الايمان، ‏للبيهقي: عن المفضل بن محمّد قال: سمعت أبي يقول: وقع بين الحسين بن علي ومحمّد ‏بن الحنفية كلام، حَبَس كل واحد منهما عن صاحبه، فكتب إليه محمّد بن الحنفية: أبي ‏وأبوك علي، وأمي أمراة من بني حنيفة لا ينكر شرفها في قومها، ولكنَّ أمك فاطمة بنت ‏رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنت أحقّ بالفضل منّي، فصر إليّ حتى ترضَّاني، فلبس ‏الحسين رداءه ونعله وصار إليه فترضاه(٢) .

وعليه فالإمام عليعليه‌السلام كان ينظر إلى أولاده بنظرة متساوية ولا يميّز أحداً

____________________

١- موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب، للريشهري ١٠: ٢٣٥، عن ربيع الابرار ٢: ٥٩٨، طبعة دار ‏صادر، والتذكرة الحمدونية ٣: ٩٦ ح ٢٣١.

٢- شعب الايمان ٦: ٣١٦، وعنه في تاريخ دمشق ٥٤: ٣٣٣ وانظر مناقب بن شهرآشوب ٣: ٢٢٢، حدثة ‏الصولي عن الصادقعليه‌السلام .

٣٥٠

‏على آخر، فقد جاء في وصيته وما يجب أن يعمل في أمواله قوله: و إنّ لابنَيْ فاطمة من ‏صدقة عليٍّ مثل الذي لبني عليّ، و إنّي إنّما جعلت القيام بذلك إلى ابنَيْ فاطمةَ ابتغاءَ وجهِ ‏الله، وقربةً إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتكريماً لحرمته، وتشريفاً لوصلته(١) .

وبذلك فإنّ محمّد بن الحنفية هو الولد الثالث من ولد الإمام علي، لا عمر بن علي ابن ‏الصهباء التغلبية كما توحى به بعض النصوص، و إنّ أ مّه خولة كانت أقدم عند عليِّ من ‏الصهباء - أُمِّ عمر الأطرف -(٢) .

وبهذا، فنحن نرجّح أحد القولين الأوّلين، ونذهب إلى أنّ خولة كانت في بيت فاطمة ‏أيّام حياتهاعليها‌السلام (٣) ، وقد تزوّجهاعليه‌السلام - بعد وفاة فاطمة - وبعد أُمامة.

لأن أمامة بنت أبي العاص لم تلد للإمام علي بل بقيت تحفظ ولد فاطمة كما أرادت ‏فاطمةعليها‌السلام .

أ مّا خولة الحنفية فهي التي ولدت له محمّداً بعد الحسن والحسين ومحسن.

وكلامنا هذا يعني عدم قبولنا بما قالوه عن سبيها في اليمامة أو الردة !!! أو أ نّها كانت ‏من مغنم أبي بكر، أو أنّ ولادة محمّد بن الحنفية كانت لسنتين بقيتا من خلافة عمر وما ‏شابه ذلك، لمنافاة هذه الأقوال مع ماجاء عن رسول الله في اختصاص ابن الحنفية بين ‏جميع المسلمين بأن يكون له شرف حمل اسم رسول الله وكنيته معاً، وكذا لوجودها في بيت فاطمة قبل هذا التاريخ، ولإجماع المؤرّخين ‏على وجود ابنها محمّد بن الحنفية في المواقف الكثيرة بجنب أبيه الإمام علي وتقدّمه في ‏السّنّ على سوى الحسنينعليهما‌السلام .

____________________

١- (نهج البلاغة: ٣٧٩ / رسائل أمير المؤمنين - الرقم ٢٤).‏

٢- وممّا يؤكد بأن ابن الحنفية هو اكبر من عمر الاطرف هو ما حكي عنه أ نّه قال: دخل عمر بن الخطاب، ‏وأنا عند اختي أم كلثوم بنت علي فضمني وقال بالحلو تاريخ دمشق ٥٤: ٣٣١.

٣- سير أعلام النبلاء ٤: ١١٠، وسمط النجوم العوالي ٣: ٧٣ في الطبقات غير هذا.

٣٥١

الصهباء التغلبية = أم عمر بن علي

وهي المكناة ب- (أم حبيب) بنت ربيعة بن بُجَير بن العبد بن علقمة بن الحرث بن عتبة ‏بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط ‏بن هنب بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان(١) .

اتّفق الكلّ على أ نّها كانت سبّية وقد بقيت أمَّ ولد إلى آخر حياتها، وأنّ الإمام لم ‏يتزوّجها، لكنّهم اختلفوا في مكان سبيها وهل كانت من السبي الذي أصابهم خالد بن الوليد ‏حين أغار على قبيلة بني تغلب - النصرانية آنذاك - بناحية عين التمر(٢) .

أم إنّها سبيّة من سبي اليمامة في الحرب التي وقعت بين المسلمين وبين مسيلمة الكذاب ‏في زمن أبي بكر، أي في سنة ١٢ للهجرة، أم أ نّها سبية من مكان آخر ؟ وهل أن الإمام ‏علي اشتراها(٣) أم وُهبت له، أم هناك شيء آخر.

أولاد الصهباء من علي

رزق الله الصهباء من علي بن أبي طالب توأماً ذكراً وأنثى، الذكر سمّاه عمر بن الخطاب ب- ‏(‏عمر‏)‏، والأنثى هي المسماة ب- ‏(‏رقية‏)‏.

وقد تزوّج الأوّل (عمر) بابنة عمّه أسماء بنت عقيل بن أبي طالب، وتزوّجت الثانية ‏‏(رقية) بابن عمّها مسلم بن عقيل، و إليك الآن صورة مختصرة عن حياة كُلٍّ من عمر ‏الأطرف ورقية وإني ادرسها لكونها غير مدروسة لحد الان:‏

____________________

١- منتقلة الطالبية: ٢٦٢. وانظر الطبقات الكبرى ٣: ٢٠، ٥: ١١٧.

٢- مناقب أمير المؤمنين للكوفي ٢: ٤٩، الطبقات الكبرى ٣: ٢٠، تاريخ الطبري ٤: ١١٨، تهذيب الكمال ‏‏٢١: ٤٦٨، البداية والنهاية ٦: ٣٥٢.

٣- في الكامل في التاريخ ٣: ٢٥٠، البداية والنهاية ٦: ٣٥٢، الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ‏‏٤: ١٠٩ فاشترى علي من ذلك السبي ابنة ربيعة التغلبي، فاتخذها فولدت له عمر وربيعة.

٣٥٢

‏١ - عمر بن علي‏

قيل أ نّه ولد في أوّل خلافة عمر بن الخطاب; لِما حكي عن الإمام عليّ ‎

من قوله ‏(‏ ولد لي غلام يوم قام عمر ‏)‏(١) ، وفي آخر: ( يوم استخلف عمر )(٢) .

وذهب آخرون إلى أنّ ولادته كانت في أواسط خلافة عمر; لما استفاده من سنة وفاته ‏‏(وأنّ ذلك كان في عهد الوليد بن عبدالملك)، ومن عمره حين الوفاة (وأ نّه كان ٨٠ أو ٧٥ ‏أو ٧٧ سنة)، فالوليد بن عبدالملك توفّي في سنة ٩٦، فلو نَقَصنا ٨٠ عاماً منها لصارت ‏ولادته في سنة ١٦ ه-.

أو وفاته في عهد عبدالملك بن مروان أو مصعب بن الزبير، إلى غيرها من الأقوال ‏التي قيلت في سنة وفاته، فإنهم على ضوء الأقوال التي قيلت في سنة وفاته وعمره حين ‏الوفاة اختلفوا في تاريخ ولادته.

ومثل ذلك مر عليك ما قيل في أخيه محمّد بن الحنفية، فقيل أ نّه ولد في خلافة أبي ‏بكر أو صدر خلافة عمر أو سنتين بقيتا من خلافة عمر أو ثلاث سنين بقين من خلافته، ‏وكذا قالوا أ نّه توفي في سنة ٧٣، ٨٠، ٨٢، ٨٣، ٩٢، ٩٩، كلّ ذلك مع الحفاظ على ‏أ نّه مات وعمره ٦٥ عاماً.

وعلى أيّ حال، فنحن لم نقف على مواقف لعمر الأطرف في بيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولا في حروب الجمل وصفين والنهروان مع أبيه، مع ‏وقوفنا على مواقف لأخيه الأكبر محمّد بن خولة الحنفية في غالب أدوار خلافة ‏أميرالمؤمنينعليه‌السلام (٣) ، بل نصّ بعض المؤرّخين على حضور لأخيه الاصغر أبي

____________________

١- تاريخ المدينة ١: ٤٠٠، الأغاني ٩: ٣٠٢.

٢- أنساب الأشراف ٢: ٤١٢، تاريخ الإسلام ٦: ١٦٤.

٣- فقد شهد الجمل (انظر الثقات لابن حبان ٥: ٣٤٧ ترجمة ٥١٥٩) وكانت راية عليعليه‌السلام بيده لمّا ‏سار من ذي قار (انظر سير اعلام النبلاء ٤: ١١٦ عن خليفة).

وفي اخبار المدينة ٢: ٢٥١ ح ٢١٤٦، عن مغيرة قال: أرسل عثمان يستغيث فقام عليٌّ ليغيثه، فتعلق به ابن ‏الحنفية واستعان عليه بالنساء وقال: والله لئن دخل الدار ليقتلنه بنو أمية، فحبسوه حتى قتل عثمان.

٣٥٣

‏الفضل العباس ابن أم البنين الكلابية في معركة صفين(١) ، وعند شهادة والده في محراب ‏مسجد الكوفة(٢) ، وعند ممانعة مروان بن الحكم من دفن أخيه الحسن بجنب رسول الله ‏في المدينة.

وكذا وقفنا على بكاء أُخته رقية على أبيها وهو متشحّط بدمه من ضربة عبدالرحمن بن ‏ملجم(٣) ، ولا نرى موقفاً يشابه كل هذه المواقف من عمر.

إذن لا يمكن التعليل بصغر سنّ عمر الأطرف وقلّة خبرته بالقتال وما شابه ذلك كما ‏أراد البعض أن يصوره، لأنّ العباسعليه‌السلام كان أصغر منه سناً ومع ذلك كانت له ‏مواقف وأدوار.

لقد ولد العباسعليه‌السلام في الرابع من شعبان سنة ست وعشرين، وقيل أ نّه ولد ‏قبل ذلك، واستشهد بالطف سنة إحدى وستّين، وكان عمره المبارك آنذاك خمساً وثلاثين ‏سنة، وقيل أربعاً وثلاثين سنّة.

فلو قلنا بولادتهعليه‌السلام في سنة ٢٦ فيكون عمره الشريف يوم صفين ١١ سنة.

أ مّا لو قلنا بشهادته في الطف وعمره ٣٥ سنة فيكون ولادته في سنة ٢٧ وعمره يوم صفّين عشر سنوات.

وهناك أقوال تشير إلى ولادته قبل هذا التاريخ، فهو أصغر من عمر الأطرف على ‏نحو القطع واليقين، فلماذا لا نقف على مواقف لعمر الأطرف كما رأيناها في

____________________

١- انظر ابصار العين في أنصار الحسين للسماوي: ٥٧، وفيه: حضر بعض الحروب فلم يأذن له ابوه ‏بالنزال، وانظر كتاب العباس للمقرم: ٢٤١ - ٢٤٢، نقلاً عن كتاب الكبريت الأحمر.

٢- الدرر النظيم: ٤١٨، بحار الأنوار ٤٢: ٢٩٦.

٣- شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي ٢: ٤٣٤.

٣٥٤

أخيه العباس ‏أو محمّد بن الحنفية، وعلى أيِّ شيء يدل هذا ؟!‏

أحتملُ أن تعود هذه الضبابيّة في سيرته إلى أ نّه كان يريد أن يُساوي الحسنينعليهما‌السلام وأولادهما، باعتبار أنّ الأب واحد - وهي النظرة الجاهلية التي لا تعطي للأمّ ميزة ‏ما - ولم يكن يتقبّل أن يكون امتداد النسب لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن طريق ‏فاطمةعليها‌السلام ميزة فارقة بين النَّسْلَيْنِ، أي أن عمراً الأطرف كان لا يرى - طبقا ‏لنظرته الخاصة - ميزه للسجاد وعبدالله بن الحسن، بل كان يرى نفسه هو الأحق والأولى ‏بصدقات أبيه الإمام علي، مع أن الإمام كان قد أكد بأن تولية الصدقات هي للإمامين ‏الحسن والحسين ثم للأولادهما ولا يشركهما أحد من أولاده في التوليه.

فعمر بن علي أحسَّ بهذه العقدة في نفسه، وعزاها لكونه ابن أم ولد، و إن كانت ‏رؤيته غير صحيحة، فلم يخرج إلى الأضواء وخصوصاً في عهد إخوته: الحسن ‏والحسين ومحمّد بن الحنفيّة، بل ظهر نجمه بعد واقعة كربلاء مطالباً بحقوقه التي تَخَيَّلَها ‏من أبيه و إخوته .‏

أجل، لا يمكن تعميم هذا الكلام على جميع أبناء الإمام ورجال العرب، فهناك ‏العشرات من الرجال أمّهاتهم أمهات أولاد، مع ذلك تراهم رجالاً متزنين ملتزمين.

هذا، ولو كانت لعمر الأطراف مواقف مشهورة لذكره أصحاب التاريخ، لكنّا لمّا لم ‏نقف على مواقف مشهودة له نحتمل أن يكون قد رَكَنَ إلى الدعة والسكينة بدلاً من الجهاد ‏والخوض في المعترك السياسي والاجتماعي، وقد يكون تبايُنُ مواقفه وخروجُهُ عن إجماع ‏الطالبيين هو الذي جعله غير مرضيّ السيرة عند أهل البيت، وقد تكون هناك أمور ‏أخرى.

فالآن نسأل: هل شهد عمر مع أخيه الحسين واقعة الطف أم لا ؟

هناك قولان

أحدهما:‏

إنّه كان مع أخيه الحسين في كربلاء، وكانت معه أ مّه وأخته رقية - زوجة

٣٥٥

مسلم بن ‏عقيل - وولداها: عبدالله ومحمّد.

وقد نص على هذا أبو مخنف في (المقتل)، وابن شهرآشوب في المناقب، والمجلسي ‏في بحار الأنوار (احد نقليه) وغيرهم من العامة والخاصة(١) ، وقيل: إنّه قد برز بعد ‏أخيه أبي بكر بن علي لقتال الأعداء وهو يقول:‏

أضربكُمْ ولا أرى فيكم زَجَرْ ذاك الشقيُّ بالنبيّ قد كَفَرْ

يا زَجْرُ يا زَجْرُ تدانَ من عُمَرْ لعلَّكَ اليومَ تَبَوَّا من سَقَرْ

شَرَّ مكان في حَرِيق وسَعَرْ لأنّك الجاحد يا شَرَّ البَشَرْ

ثم حمل على (زجر) قاتل أخيه أبي بكر فقتله، واستقبل القوم وجعل يضرب بسيفه ‏ضرباً منكراً وهو يقول:‏

خَلُّوا عُداةَ الله خَلُّوا عن عُمَرْ خَلُّوا عن اللَّيْثِ العبوس المُكْفَهِرْ

يضربكُمْ بِسَيْفِهِ ولا يَفِرْ وليسَ فيها كالجبان المُنْجَحِرْ

فلم يزل يقاتل حتى قتل(٢) .

وفي مناقب آل أبي طالب - باب إمامة أبي عبدالله الحسين - قال ابن شهرآشوب: إنّه ‏قتل في واقعة الطف بين يدي الحسين(٣) .

هذا هو القول الأوّل، ولم يرتضه الشيخ المفيد في الإرشاد(٤) ، والمجلسيّ في البحار(٥) ، والشيخ المامقاني في تنقيح المقال(٦) ، والسيّد الخوئي في معجم

____________________

١- كتاب الفتوح ٥: ١١٣، مناقب آل أبي طالب ٣: ٢٥٥، وفيه زجر بدل زحر، بحار الأنوار ٤٥: ٣٧.

٢- بحار الأنوار ٤٥: ٣٧، كتاب الفتوح ٥: ١١٣ وفيه: المستجر بدل المنجحر.

٣- انظر مناقب بن شهرآشوب ٣: ٢٥٩.

٤- انظر الإرشاد ٢: ١٢٥، اذ لم يذكر عمراً فيمن استشهد مع الحسينعليه‌السلام من ولد علي بن أبي ‏طالبعليه‌السلام .

٥- بحار الأنوار ٤٦: ١١٣.

٦- تنقيح المقال (طبعة حجرية) ٢: ٣٤٦.

٣٥٦

‏رجال الحديث(١) ، وذلك لوجود نصوص أخرى تؤكّد حياته إلى زمان عبدالملك بن ‏مروان، وفيها أ نّه خاصم الإمام زين العابدين السجاد(٢) ، أو نازع الحسن المثنى في ‏صدقات أبيه، عند عبدالملك بن مروان(٣) ، وفي نصوص ثالثة أ نّه خاصم عبيدَالله بن ‏العباسِ - السّقّاءِ بكربلاء - في ميراث العباس و إخوته، وصولح معه على شيء في زمن ‏عبدالملك أو قبله(٤) .

وفي نقل رابع أ نّه خاصم الحسن المثنى عند الوليد بن عبدالملك لا عند عبدالملك(٥) .

وفي خامس: حصلت له مخاصمة بينه وبين الحسن المثنى أيام مروان بن الحكم(٦) .

وعليه فعدم حضوره الطّفّ أمر مقطوعٌ به عند هؤلاء الأعلام، لأنّ الّذين ذكروا ‏المستشهدين في واقعة الطف من المؤرخين والنسّابين كالطبري، وابن قتيبة، وابن ‏عبدربه، وأبي الفرج، والمفيد، لم يذكروه فيهم، ولم يشيروا إلى وجود اختلاف في ذلك ‏كما أشاروا إلى الاختلاف في شهادة أَخَويه عبيدالله بن علي، و إبراهيم بن علي، ‏والاختلاف في علي بن عقيل، وجعفر بن محمّد بن عقيل وغيرهم.

مضافاً لذلك عدم وقوع التسليم عليه في زيارة الناحية المقدسة أو الزيارة الرجبية، فقد ‏جاء في الزيارة الرجبية اسم أربعة عشر شهيداً من شهداء الطالبيين في كربلاء، وفي ‏زيارة الناحية سبعة عشر، وقد ذُكر فيها بعض ما لم يُذكر في

____________________

١- معجم رجال الحديث ١٤: ٥١ الترجمة ٨٧٨٧.

٢- الإرشاد ٢: ١٥٠، مناقب بن شهرآشوب ٣: ٣٠٨، مستدرك الوسائل ١٤: ٦١ عن المفيد في الارشاد، ‏بحار الأنوار ٤٢: ٩١، كشف الغمة ٢: ٣٠٠.

٣- الإرشاد ٢: ٢٣ - ٢٥، عمدة الطالب: ٩٩، تهذيب الكمال ٦: ٩٢، تاريخ دمشق ١٣: ٦٥.

٤- مقاتل الطالبيين: ٥٥.

٥- مختصر تاريخ دمشق ١٩: ١٣٨ - ١٣٩.

٦- معالي السبطين ٢: ٢٦٢، عن القمقام الزخّار.

٣٥٧

الأخرى وبالعكس، وفي ‏جميعها لم نجد اسم عمر بن علي الأطرف.

ولو جازفنا وقلنا باستشهاده بكربلاء لأمكننا المجازفة وترجيح ما جاء في بعض ‏الزيادات المحكيّة عن بعض النسابة بأن للإمام عليعليه‌السلام عمر الأصغر تبعاً لأولئك ‏النسابة الذين ذكروا للإمام علي عدداً آخر من الأولاد; كلهم يضاف إليهم قيد الأصغر أو ‏الصغرى لوجود آخرين مسمَّين بهذا الاسم قبلهم، هم: عثمان الأصغر، وجعفر ‏الأصغر، وعبّاس الأصغر، وعمر الأصغر، ورملة الصغرى.

وهذا ما لا نقبله، لكونه ادعاءً بحتاً، وذلك لتخالفه مع أقوالِ بقية النسابة، والقدرِ ‏المتيقّن المعروفِ من أولاد الإمام علي(١) . فلو أردنا أن نذهب إلى التعدّد في اسم عمر ‏لقلنا شيئاً آخر غير هذا.

ثانيهما:‏

إنه تخلف عن أخيه وكان من الناهين لهعليه‌السلام عن الخروج إلى كربلاء.

قال ابن عنبة: وتخلّف عمر عن أخيه الحسينعليه‌السلام ولم يَسِرْ معه إلى الكوفة، ‏وكان قد دعاه إلى الخروج معه فلم يخرج، ويقال: إنّه لما بلغه قتل أخيه الحسينعليه‌السلام خرج في معصفرات له وجلس بفناء داره وقال: أنا الغلام الحازم، ولو خرجتُ ‏معهم لذهبتُ في المعركة وقتلتُ.

ثم اضاف ابن عنبة:‏

ولا تصح رواية من روى أنّ عمر حضر كربلاء، وكان أوّل من بايع عبدالله بن ‏الزبير، ثم بايع بعده الحجّاج، وأراد الحجّاج إدخاله مع الحسن بن الحسن في تولية صدقات أمير المؤمنينعليه‌السلام فلم يتيسّر له ذلك، ومات بينبع، وهو ابن ‏سبع وسبعين سنة وقيل خمس وسبعين(٢) .

____________________

١- سيأتي في آخر هذا القسم (الخلاصة): ٤١٥ ما يرتبط بهذا الموضوع.

٢- عمدة الطالب: ٣٦٢، وفي سر السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري: ٩٦ ولا يصح رواية من روى أنّ ‏عمر حضر كربلاء، وهرب ليلة عاشوراء، قعد في الجواليق، ولقبوا اولاده بأولاد الجواليق، ولا يصح ذلك بل ‏كان هو بمكة مع ابن الزبير ولم يخرج إلى كربلاء والسبب في تلقيبهم بأولاد الجواليق غير ذلك والله اعلم. ‏‏(بتصوري إن ما قيل - وهو ابن سبع وسبعين سنه وقيل خمس وسبعين - هو تصحيف لسبع وتسعين وخمس ‏وتسعين).

٣٥٨

وفي معالي السبطين: إنّه بقي إلى خلافة مروان بن الحكم، وحصلت بينه وبين ‏الحسن المثنّى بن الحسن السبط مخاصمة في صدقات أمير المؤمنين(١) .

روى المفيد عن عبدالملك بن عبدالعزيز، قال: لمّا ولي - عبدالملك بن مروان - ‏الخلافة ردّ إلى الإمام علي بن الحسين صدقات رسول الله وصدقات أمير المؤمنين علي بن ‏أبي طالب وكانتا مضمومتين، فخرج عمر الأطرف بن علي إلى عبدالملك يتظلّم إليه من ‏نفسه، فقال عبدالملك: أقول كما قال ابن أبي الحقيق:‏

إنّا إذا مالَتْ دواعي الهوى وأَنْصَتَ السَّامعُ للقائلِ

واصطرَعَ الناسُ بألبابهم نقضي بحكم عادل فاصلِ

لا نجعلُ الباطل حقّاً ولا نُلِظُّ دونَ الحقِّ بالباطلِ

نخافُ أَن تُسْفَهَ أحلامُنا فَنَخْملَ الدَّهْرَ معَ الخامِلِ(٢)

وفي (مختصر تاريخ دمشق): كان عمر آخر ولد علي بن أبي طالب(٣) ، وقدم ‏

____________________

١- معالي السبطين ٢: ٢٦٢.

٢- انظر الإرشاد للمفيد ٢: ١٥٠، وبحار الأنوار ٤٢: ٩١، ٤٦: ١١٣، عن الإرشاد، كشف الغمة ‏‏٢: ٣٠٠.

٣- أي وفاةً، و إنّ ما قالوه بأ نّه كان آخر ولد الإمام علي فهم لا يعنون آخر من ولد لهعليه‌السلام ; لأنا نعلم ‏بأن جعفراً وعثمان ابنَيْ الإمام من أُمِّ البنين، وعبيدالله وعبدالله ابنَيْ ليلى النهشلية قد ولدا بعده، وهم أصغر منه ‏سنّاً على نحو القطع واليقين، فكيف يقال عنه بأ نّه آخر ولد علي - ويعنون به ولادةً - والصحيح أ نّهم يعنون ‏بكلامهم آخر ولد علي وفاةً، لأنّ معطيات غالب النصوص تؤكّد على أ نّه قد توفّي في زمن عبدالملك بن ‏مروان، وفي أخرى في زمن الوليد بن عبدالملك، وبذلك كان إخوته قد توفوا قبله سواء الحسن والحسين من ولد ‏الصديقة فاطمة الزهراء، أو الأربعة من أولاد أم البنين، أو عبدالله وعبيدالله من أولاد ليلى النهشلية، أو غيرهم ‏من ولد اسماء - ان كان لها ولد - أو غيرهم.

ويويد كلامنا ما جاء صريحاً في (المجدي: ١٩٧): وكان آخر من مات من بني عليعليه‌السلام الذكور ‏المعقبين.

٣٥٩

مع أبان بن عثمان على الوليد بن عبدالملك يسأله أن يولّيه صدقة أبيه، وكان يليها ‏يومئذ ابن أخيه الحسن بن الحسن بن علي، فعرض عليه الوليد الصلة وقضاء الدين، ‏فقال: لا حاجة لي في ذلك، إنّما جئت في صدقة أبي، أَنا أولى بها، فاكْتُبْ لي ولايتها، ‏فكتب له الوليد رقعة فيها أبيات ربيع بن أبي الحقيق اليهودي ..:‏

لا نجعل الباطلَ حقّاً ولا نُلِظّ دون الحقّ بالباطل

ثم دفع الرقعة إلى أبان وقال: ادفعها إليه وأعلمه أنّي لا أُدخل على ولد فاطمة بنت ‏رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غيرهم، فانصرف عمر غضبان ولم يقبل منه صلة(١) .

وفي (نسب قريش): قُتل العباس بن علي بعد إخوته، فورث إخوته ‏ ‎ [ ‎ الذين ‎ ] ‎ لم يكن لهم ‏ولد، وورث العباس ابنه عبيدالله، وكان محمّد بن الحنفية وعمر حييّن، فسلّم محمّدٌ لعبيد ‏الله ميراثَ عمومته، وامتنع عمر حتّى صولح وأُرضي من حقّه(٢) .

وحكى العمري في (المجدي) ما رواه الدنداني عن جدّه: أ نّه خاصم ابنَ أخيه حسناً ‏إلى بعض بني عبدالملك في ولايته في صدقات عليّ، وهذا يزعم أ نّه مات من جراح ‏أصابه أ يّام مصعب، ومصعب قتل قبل أخيه عبدالله، وعبدالملك حيّ، وما ولي أحد من ‏بني عبدالملك إلاّ بعد موت أبيه، فهذه مناقضة(٣) .

وهذه النصوص توقفنا على أعمال مشينة قام بها عمر بن عليّ الأطرف ضد أبناء ‏إخوته وهو المنتسب إلى أميرالمؤمنين، فهل حقّاً أ نّه قام بهذه الأفعال والأعمال أم أ نّها ‏منسوبة إليه من قبل الحكام ولا تصحّ ؟!‏

____________________

١- تاريخ دمشق ٤٥: ٣٠٦.

٢- نسب قريش مصعب الزبير: ٤٢.

٣- المجدي في أنساب الطالبيين: ١٩٨.

٣٦٠