التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي0%

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي مؤلف:
تصنيف: مكتبة التاريخ والتراجم
الصفحات: 550

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي

مؤلف: السيد علي الشهرستاني
تصنيف:

الصفحات: 550
المشاهدات: 152888
تحميل: 5796

توضيحات:

التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 550 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 152888 / تحميل: 5796
الحجم الحجم الحجم
التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي

التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي

مؤلف:
العربية

وقال ابن قتيبة (ت ٢٧٦ ه-) في ‏(‏المعارف‏)‏: ولد عليرضي‌الله‌عنه : فولد علي ‏عبيدالله وأبو بكر، أ مّهما ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلي(١) .

وقال البلاذري (ت ٢٧٩ ه-) في ‏(‏أنساب الأشراف‏)‏: وكانت ليلى بنت مسعود بن ‏خالد عند علي بن أبي طالب فولدت له: عبيدالله وأبا بكر، ثم خلف عليها عبدالله بن ‏جعفر(٢) .

وقال أيضاً في ولد عبدالله بن جعفر: ومحمّداً وعبدالله وأبا بكر قتل مع الحسين، ‏وأُ مُّهُم الخوصاء من ربيعة.

وصالحاً وموسى وهارون ويحيى وأم أبيها، أمهم ليلى بنت مسعود النهشلية، خلف ‏عليها ] أي عبدالله بن جعفر[ بعد علي(٣) .

وقال في مكان آخر: وولدعليه‌السلام : ] عبيدالله[ وأبا بكر، وأ مّهما ليلى بنت ‏مسعود من بني تميم، لا بقية لهما(٤) .

وقال اليعقوبي (ت ٢٨٤ ه-) في ‏(‏تاريخه‏)‏: وعبيدالله وأبو بكر لا عقب لهما، أ مّهما ‏ليلى بنت مسعود الحنظلية من بني تميم(٥) .

وقال الطبري (ت ٣١٠ ه-) في ‏(‏تاريخه‏)‏ وعنه أخذ ابن الأثير (ت ٦٣٠ ه-) في ‏الكامل: وتزوج ليلى ابنة مسعود بن خالد فولدت له عبيدالله وأبا بكر، فزعم هشام بن ‏محمّد أ نّهما قتلا مع الحسين بالطف، وأ مّا محمّد بن عمر ] الواقدي ‎ [ فإنه زعم أنّ عبيدالله ‏بن علي قتله المختار بن أبي عبيد بالمذار، وزعم أن لا بقيّة لعبيدالله ولا لأبي بكر ابني ‏علي(٦) .

____________________

١- المعارف، لابن قتيبة: ٢١٠.

٢- انساب الاشراف، للبلاذري ١٢: ١٢٤.

٣- انساب الاشراف ٢: ٣٢٥.

٤- انساب الاشراف، للبلاذري ٢: ٤١٢.

٥- تاريخ اليعقوبي ٢: ٢١٣.

٦- تاريخ الطبري ٣: ١٦٢، الكامل في التاريخ ٣: ٢٦٢ وفيه: قتلا مع الحسين ولم يذكر أنّ ذلك هو زعم ‏هشام بن محمّد.

٤٠١

وقال الخصيبي (ت ٣٣٤ ه-) في ‏(‏الهداية الكبرى‏)‏: وكان له أبو بكر وعبيدالله وأ مّهما ‏ليلى ابنة مسعود النهشلية(١) .

وقال ابن حبان (ت ٣٥٤ ه-) في ‏(‏الثقات‏)‏: وقد قيل أنّ أبا بكر بن علي بن أبي طالب ‏قتل في ذلك اليوم، وأُ مّه ليلى بنت مسعود(٢) .

وروى الطبراني (ت ٣٦٠ ه-) في ‏(‏المعجم الكبير‏)‏ بإسناده عن الليث بن سعد أ نّه ‏قال: توفي معاوية واستخلف يزيد وفي سنة إحدى وستين قتل الحسين وقتل العباس ‏وجعفر وعبدالله وأبو بكر بن علي وأُ مُّه ليلى بنت مسعود(٣) .

وقال المقدسي (ت اواخر القرن الرابع الهجري) في ‏(‏البدء والتاريخ‏)‏: كان لهعليه‌السلام أحد عشر ذكراً، وسبع عشرة أُنثى، منهم أبو بكر وعبيدالله من ليلى بنت ‏مسعود النهشلية(٤) .

وقال ابن حزم (ت ٤٥٦ ه-) في ‏(‏جمهرة أنساب العرب‏)‏: (ولد نهشل بن دارم)، ‏منهم: خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نشهل بن دارم، كان سيداً، وابن ابنه ‏عباد بن مسعود بن خالد، كان سيداً، وأُخته ليلى بنت مسعود، كانت تحت علي بن أبي ‏طالبرضي‌الله‌عنه فولدت له أبا بكر وعبيدالله، قتل عبيدالله يوم هزيمة أصحاب ‏المختار، وكان عبيدالله مع مصعب بن الزبير على المختار، وقتل أبو بكر مع ‏الحسينرضي‌الله‌عنه (٥) .

وقد كان قد قال قبله في أولاد علي: ولعلي من الولد: أبو بكر وعثمان وجعفر ‏وعبدالله وعبيدالله ومحمّد الأصغر و يحيى ...‏

____________________

١- الهداية الكبرى: ٩٥.

٢- الثقات، لابي حبان ٢: ٣١١.

٣- المعجم الكبير للطبراني ٣: ١٠٣ ح ٢٨٠٣.

٤- البدء والتاريخ ٥: ٧٣ - ٧٤.

٥- جمهرة أنساب العرب: ٢٣٠ والموجود في تحقيق محمّد عبدالسلام هارون: ٢٣٠ (وابن ابنه عباد بن ‏مسعود).

٤٠٢

وأم عبيدالله: ليلى بنت مسعود بن خالد وعبيدالله قتل في جيش مصعب بن الزبير ‏يوم لقوا المختار بن أبي عبيد مع محمّد بن الأشعث، وقتل أبو بكر وجعفر وعثمان ‏والعباس مع أخيهم الحسين رضي‌ الله ‌عنهم(١) .

وقال الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ ه-) في ‏(‏رجاله‏)‏ باب الكنى من أصحاب الحسين بن ‏علي: أبو بكر بن عليعليه‌السلام ، أخوه، قتل معهعليه‌السلام ، أ مّه ليلى بنت مسعود ‏بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمة بن جندل بن نهشل من بني دارم(٢) .

وقال ابن ماكولا (ت ٤٧٥ ه-) في ‏(‏تهذيب مستمر الأوهام‏)‏: وليلى هي بنت مسعود ‏بن خالد أُخت عباد بن مسعود، ولدت لعلي بن أبي طالب عبيدالله وأبا بكر، دَرَجا، ‏قال ذلك ابن الكلبي(٣) .

وقال أيضاً: و إخوة عبيدالله وأبي بكر لأُ مِّهما: صالح وأمّ أبيها وأمّ محمّد بنو عبدالله ‏بن جعفر بن أبي طالب، خلف عليها ‏ ‎ [ ‎ أي على أُ مِّهما ‎ ] ‎ ‏ عبدالله بن جعفر بعد علي بن أبي ‏طالب، جمع بين ابنته وزوجته(٤) .

وقد يستفاد من كلام الشيخ المفيد (ت ٤٧٨ ه-) في ‏(‏الارشاد‏)‏(٥) والاختصاص(٦) بأنّ ‏أبا بكر هو اسم لقوله: وعبدالله وأبو بكر ابنا أمير المؤمنين أمهما ليلى بنت مسعود ‏الثقفية، لكنهرحمه‌الله صرح - في باب أولاد أمير المؤمنين - بأنّ اسم أبي بكر بن علي ‏هو محمّد الأصغر، فقال ‏(‏محمّد الأصغر المكنى أبا بكر وعبدالله الشهيدان مع أخيهما ‏الحسين بالطفّ، أمهما ليلى بنت مسعود‏)‏(٧) .

____________________

١- جمهرة أنساب العرب لابن حزم: ٣٧ - ٣٨.

٢- رجال الشيخ الطوسي: ١٠٦ ت ١٠٥٥. وعنه في رجال ابن داود، القسم الأول باب الكنى: ٢١٥ الرقم ‏‏١١.

٣- تهذيب مستمر الاوهام ١: ٦٩.

٤- تهذيب مستمر الاوهام ١: ٧٠.

٥- الإرشاد ٢: ١٢٥، في أسماء من قتل مع الحسين.

٦- الاختصاص: ٨٢، تسمية من شهد مع الحسين بن علي بكربلاء.

٧- الإرشاد ١: ٣٥٤.

٤٠٣

وقال الطبرسي (ت ٥٤٨ ه-) في ‏(‏إعلام الورى‏)‏: فجميع من قتل مع الحسينعليه‌السلام من أهل بيته بطف كربلاء ثمانية عشر نفساً، هو صلوات الله عليه تاسع عشرهم، ‏منهم العباس وعبيدالله(١) وأبو بكر(٢) ابنا أمير المؤمنين، وأمّهما ليلى بنت مسعود ‏الثقفي(٣) .

وروى ابن عساكر (ت ٥٧١ ه-) في ‏(‏تاريخ دمشق‏)‏: بسنده إلى الزبير بن بكار، قال ‏في تسمية ولد علي بن أبي طالب: وولد علي بن أبي طالب فذكر جماعة ثم قال: ‏وعبيدالله وأبا بكر ابني علي لا بقيّة لهما، وكان عبيدالله بن علي قدم على المختار بن أبي ‏عبيد الثقفي، وأمّ عبيدالله وأبي بكر ابني علي ليلى بنت مسعود بن خالد وكان قتلهما في ‏سنة سبع وستين(٤) .

وقال الكاتب البغدادي (ت ٥٦٧ ه-) في ‏(‏تاريخ الأئمة‏)‏: ووُلِد له من ليلى بنت ‏مسعود: أبو بكر وعبيدالله(٥) .

وقال محمّد بن طلحة الشافعي (ت ٦٥٢ ه-) في ‏(‏مطالب السؤول في مناقب آل ‏الرسول‏)‏ نقلاً عن كتاب صفوة الصفوة وغيره: أنّ أولادهعليه‌السلام الذكور أربعة عشر ‏ذكراً، والإناث تسع عشرة أُنثى، وهذا تفصيل الذكور: الحسن، الحسين، محمّد ‏الأكبر، عبيدالله، أبو بكر، العباس، عثمان، جعفر، عبدالله، محمّد الأصغر، يحيى، ‏عون، عمر، محمّد الأوسط ...‏

وعبيدالله وأبو بكر أمهما ليلى بنت مسعود(٦) .

وقال ابن أبي الحديد (ت ٦٥٦ ه-) في ‏(‏شرح النهج‏)‏: أولاده: وأما أبو بكر ‏

____________________

١- قتل مع مصعب بن الزبير وقبره بالمذار.

٢- هناك قول بذلك لكنه لم يثبت.

٣- إعلام الورى بأعلام الهدى ١: ٤٧٦.

٤- تاريخ دمشق ٥٢: ١٣١.

٥- تاريخ الأئمة (المجموعة): ١٧.

٦- مطالب السؤول: ٣١٣.

٤٠٤

وعبدالله(١) ، فأ مّهما ليلى بنت مسعود النهشلية من تميم(٢) .

وقال المحبّ الطبري (ت ٦٩٤ ه-): وعبيدالله قتله المختار، وأبو بكر قتل مع ‏الحسين، أ مّهما ليلى بنت مسعود(٣) بن خالد النهشلي، وهي التي تزوّجها عبدالله بن ‏جعفر وخلف عليها بعد عمه، جمع بين زوجة علي وابنته، فولدت له: صالحاً وغيره، ‏فهم أخوة عبدالله ‏ ‎ [ ‎ الصحيح عبيدالله ‎ ] ‎ ‏ وأبي بكر ابني علي لأ مّهما; ذكره الدارقطني(٤) .

وقال العمري العلوي من أعلام القرن الخامس في ‏(‏المجدي‏)‏: وأبا بكر ‏وعبدالله(٥) بني النهشلية(٦) .

وفي ‏(‏الجوهرة في نسب الإمام علي وآله‏)‏ للبري: وأم عبيدالله وأبي بكر ابني علي: ‏ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلي(٧) .

وقال أبو الفداء (ت ٧٣٢ ه-) في ‏(‏تاريخه‏)‏: وتزوّج علي ليلى بنت مسعود بن خالد ‏النهشلي التميمي وولد له منها عبيدالله وأبو بكر; قتلا مع الحسين أيضاً(٨) .

وقال النويري (ت ٧٣٣ ه-) في ‏(‏نهاية الأَرَب‏)‏: وتزوّج ليلى بنت مسعود بن خالد ‏النهشلية التميمية، فولدت عبيدالله وأبا بكر قتلا مع الحسين، وقيل إنّ عبيدالله قتله المختار ‏بن أبي عبيد(٩) .

وقال المرتضى الزبيدي (ت ٧٤٠ ه-) في ‏(‏البحر الزخّار‏)‏: عبدالله = عبيدالله ‎

____________________

١- الصحيح عبيدالله وهو الموافق للمصادر.

٢- شرح نهج البلاغة ٩: ٢٤٢.

٣- الصحيح مسعود.

٤- ذخائر العقبى: ١١٧.

٥- الصحيح عبيدالله وهو الموافق للمصادر.

٦- المجدي: ١٩٨.

٧- الجوهرة: ٥٨.

٨- تاريخ أبي الفداء ١: ٢٥٢.

٩- نهاية الأَرَب ٢٠: ١٣٦.

٤٠٥

وأبو بكر أمهما ليلى بنت مسعود النهشلية ولا عقب لهما(١) .

وقال ابن كثير (ت ٧٧٤ ه-) في ‏(‏البداية والنهاية‏)‏: ومنهن ليلى بنت مسعود بن ‏خالد فولدت له عبيدالله وأبا بكر، قال هشام بن الكلبي: وقد قتلا بكربلاء أيضاً، وزعم ‏الواقدي: أنّ عبيدالله قتله المختار بن أبي عبيد يوم المذار(٢) .

وقال الهيثمي (ت ٨٠٧ ه-) في ‏(‏مجمع الزوائد‏)‏: قتل الحسين بن علي وأصحابه لعشر ‏ليال خلون من محرم وأبو بكر بن علي بن أبي طالب وأمه ليلى بنت مسعود ‏النهشلية(٣) .

وقال ابن الدمشقي (ت ٨٧١ ه-) في ‏(‏جواهر المطالب‏)‏: وتزوّج أيضاً ليلى بنت ‏مسعود بن خالد فولدت له عبدالله ‏ ‎ ] = عبيدالله[ وأبا بكر، قتلا مع الحسين بالطف(٤) .

وقال العصامي (ت ١١١١ ه-) في ‏(‏سمط النجوم العوالي‏)‏: وعبدالله ‏ ‎ ] ‎ ‏= عبيدالله[ قتله ‏المختار، وأبو بكر قتل بالطف مع الحسين، أمهما ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلي، ‏وهي التي تزوّجها عبدالله بن جعفر، خلف عليها بعد عمّه علي ] بن أبي طالب[ ‎ ‏، جمع بين ‏زوجةِ عليٍّ وابنته، فولدت له: صالحاً و إلى آخر ما جاء في الرياض النضرة للمحب ‏الطبري.

هذه النصوص توقفنا على عدة اُمور:‏

‏١ - إن لليلى النهشلية ابنين من الإمام علي اسم أحدهما: عبيدالله وكان يكنّى بأبي ‏علي، والآخر أبو بكر واسمه عبدالله أو محمّد، وقد وقع التصحيف كثيراً عند المؤرخين ‏والنسابة بين اسم عبدالله وعبيدالله وكذا العكس، وهو تصحيف كثير الوقوع.

____________________

١- البحر الزخار ٢: ٣٨٤، باب فيه ذكر العشرة المشهورين من أصحابهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢- البداية والنهاية ٧: ٣٣٢ وفيه: يوم الدار بدل يوم المذار.

٣- مجمع الزوائد ٩: ١٩٧ عن الليث بن سعد.

٤- جواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب ٢: ١٢١ - ١٢٢.

٤٠٦

‏٢ - اختلافهم في مقتل عبيدالله بن علي، فمنهم من قال أنّه استشهد مع أخيه الحسين في ‏كربلاء، والآخر قال أنّه قتل بالمذار مع مصعب بن الزبير، قتله المختار بن أبي عبيد.

وكذا الحال بالنسبة إلى أبي بكر بن علي فالغالب أ نّهم قالوا بشهادته في الطف، وهناك ‏من شك في شهادته في كربلاء.

وقد شكك الطبري في كلام هشام بن محمّد بأ نّهما قتلا مع الحسين بالطف، وكذا قتل ‏المختار لعبيدالله بن علي بالمذار.

‏٣ - إنّ عبيدالله وأبا بكر لا عقب لهما، وشكّك الطبري وغيره في هذا الكلام.

‏٤ - إنّ ليلى النهشلية تزوّجها عبدالله بن جعفر بعد الإمام علي، وبذلك يكون عبدالله بن ‏جعفر قد جمع بين بنت الإمام علي، (زينب المكناة بأم كلثوم) وزوجتهعليه‌السلام ‏‏(ليلى).

وقد أولد عبدالله بن جعفر ليلى: صالحاً، وأمَّ أبيها، وأمَّ محمّد. وقد مرَّ عليك أنَّ أُمَّ ‏عبدالله بن جعفر كانت أسماء بنت عميس، وقد قيل عن أسماء بنت عميس بأن لها ابناً من ‏الإمام علي باسم محمّد الأصغر - والذي شك في قتله مع ابن عمه الحسين في كربلاء - ‏وأيضاً لعبدالله بن جعفر ابن باسم محمّد الأصغر، وكان يكنّى بأبي بكر، وقد قتل هذا في ‏الطف، وكذا كان للإمام الحسن ابن باسم عبدالله وقد كان يكنّى بأبي بكر فلا يستبعد أن يقع ‏الخلط في المصادر فيمن اسمه محمّد الأصغر أو عبدالله من الطالبيين وخصوصاً المقرّبين ‏من عليّ بن أبي طالب.

ولا تنسى بأنّ القوم كانوا يطلقون كنية أبي بكر على غالب من اسمه عبدالله حفظاً ‏للتجانس بين الاسم والكنية، والبيان على الصلة والمحبة بين الصحابة والآل، وهذا ما ‏سنوضحه لاحقاً في القسم الثاني من هذه الدراسة (التكنية بأبي بكر) فراجع.

‏٥ - ظاهر النصوص السابقة تشير إلى أن أبا بكر بن علي هو اسمٌ لابن ليلى النهشلية، ‏لكنّا لا نستبعد أن تكون كنية له - لكونها تشابه ما قاله الموضح النسابة

٤٠٧

في أبي بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأن اسمه عبدالله - وخصوصاً لو أردنا ‏الجمع بينها وبين النصوص الأُخرى، فهي إمّا أن تكون كنية لمن اسمه عبدالله، أو لمن ‏اسمه محمّد الاصغر، أو لمن اسمه عبدالرحمن، و إليك الآن الأقوال الأُخرى.

أبو بكر اسمه عبدالله

قال أحمد بن أعثم الكوفي (ت ٣١٤ ه-) في كتاب (الفتوح): ثمّ تقدم إخوة الحسين ‏عازمين على أن يموتوا من دونه، فأوّل من تقدم أبو بكر بن علي واسمه عبدالله وأمّه ليلى ‏بنت مسعود فحمل عليه رجل من أصحاب عمر بن سعد يقال له زجر بن بدر النخعي ‏فقتله(١)

وقال التوحيدي (ت ٣٨٠ ه-) في ‏(‏البصائر والذخائر‏)‏: ولد لعلي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه لصلبه: ومن ليلى بنت مسعود الدارمية: عبيدالله ‏ ‎ ] ‎ ‏= عبدالله ‎ [ وهو أبو بكر ‏ومن أمِّ ولد محمّد الأصغر(٢) .

وفي ‏(‏المجدي في أنساب الطالبيين‏)‏ للعمري العلوي من أعلام القرن الخامس ‏الهجري: قال الموضح: وأبو بكر واسمه عبدالله، قتل بالطف، وأبو علي عبيدالله أمهما ‏النهشلية، فأمّا عبيدالله فكان مع أخواله بني تميم بالبصرة حتى حضر وقائع المختار ‏فأصابه جراح وهو مع مصعب، فمات وقبره بالمذار من سواد البصرة يزار إلى اليوم، ‏وكان مصعب شنع على المختارية ويقول: قَتَلَ ابنَ إِمامه(٣) .

وقال أبو العباس أحمد بن إبراهيم (أواسط القرن الرابع الهجري) في ‏(‏المصابيح‏)‏: ‏وعبيدالله وأبو بكر، وقيل: إن أبا بكر هذا هو عبدالله الذي قدمنا ذكره، ‏

____________________

١- الفتوح ٥: ١١٢.

٢- البصائر والذخائر ١: ٢١٤، أي لهعليه‌السلام ولد آخر من آم ولد اسمه محمّد الأصغر.

٣- المجدي: ١٩٨ - ١٩٩.

٤٠٨

وأمهما ليلى بنت مسعود(١) .

وروى المجلسي (ت ١١١١ ه-) خبراً عن المقاتل فيه: قالوا: ثمّ تقدّمت إخوة الحسين ‏عازمين على أن يموتوا دونه، فأوّل من خرج منهم أبو بكر بن علي واسمه عبيدالله ‏ ‎‎ الصحيح عبدالله ‎ وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن ربعي التميمية فتقدم وهو يرتجز:‏

شيخي عليٌّ ذُو الفَخارِ الأَطْوَلِ من هاشمِ الخيرِ الكريمِ المُفْضِلِ

فلم يزل يقاتل حتى قتله زجر بن بدر النخعي وقيل: عبدالله بن عقبة الغنوي، قال أبو ‏الفرج: لا يعرف اسمه، وذكر أبو جعفر الباقرعليه‌السلام في الإسناد المتقدم أنّ رجلاً ‏من همدان قتله، وذكر المدائني أ نّه وجد في ساقية مقتولاً لا يُدرَى من قتله(٢)

وفي (أنصار الحسين) ذكر الشيخ محمّد مهدي شمس الدين اسم سبعة عشر من بني ‏هاشم من الذين ثبتت شهادتهم في كربلاء، ثم ذكر عشرة أشخاص مشكوك في شهادتهم ‏في كربلاء، كان أولهم: أبو بكر بن علي بن أبي طالب ...: في الخوارزمي: اسمه ‏عبدالله أمه ليلى بنت مسعود(٣) .

وفي تاريخ مواليد الأئمة: وكان له أبو بكر وعبدالله - من الميلاء بنت مسعود(٤) .

والذي أحتمله أنّ ‏(‏الميلاء‏)‏ و ‏(‏الهملاء‏)‏(٥) كما جاء في خبر آخر هو تصحيف لليلاء ‏‏= ليلى.

____________________

١- المصابيح ١: ١٧٣ باب أولاد عليعليه‌السلام .

٢- بحار الأنوار ٤٥: ٣٦.

٣- انصار الحسين: ١٣٥.

٤- مواليد الأئمة: ١٥ والصحيح ‏(‏ليلا بنت مسعود‏)‏ كتابه قديمة ل- ‏(‏ليلى‏)‏.

٥- هو ما جاء في مناقب آل أبي طالب (ت ٥٨٨) ٣: ٨٩ وفيه: ومن الهملاء بنت مسروق ‏ ‎ الصحيح مسعود ‏النهشلية: أبو بكر وعبدالله الصحيح عبيدالله ‎

٤٠٩

وكذا ما جاء في اسم أبيها ‏(‏معوذ‏)‏ و ‏(‏مسروق‏)‏ هما تصحيف لمسعود كما في نصوص ‏أخرى، وعبدالله تصحيف لعبيد الله، لأنّ من يقابل أبا بكر هو ‏(‏عبيدالله‏)‏ لا ‏(‏عبدالله‏)‏.

ومثل هذا التصحيف وقع في كتاب (الأمالي الشجرية) وفيه: وعبدالله بن علي بن أبي ‏طالب وأمّه أيضاً أمّ البنين وأبو بكر بن علي بن أبي طالب وأمه ليلى بنت مسعود ‏النهشلية(١) . فالصحيح هو عبيدالله.

إنّ النسابة والمؤرخين كثيراً ما كانوا يصحّفون اسم عبيدالله إلى عبدالله، في حين الكل ‏يعلم بأنّ المقتول في كربلاء - على فرض وجوده في كربلاء - هو عبدالله لا عبيدالله، ‏فكيف يجعلون عبدالله قسيماً لأبي بكر في حين أن عبيدالله هو الذي يقابل ‏(‏أبا بكر‏)‏ لا ‏‏(‏عبدالله‏)‏.

موضحين بانّ هذا قد لا يكون ابن للإمام عليّ، فهو ابن الإمام الحسن المجتبى فنسب ‏إلى الإمام عليّ لكون الإمام عليّ جدّه.

وقد يكون هو محمّد الأصغر بن عبدالله بن جعفر زوج ليلى النهشلية - زوجة الإمام ‏عليّ سابقاً - فنسب إلى الإمام علي.

أبو بكر اسمه محمّد الأصغر

وهناك نصوص اخرى تقول أنّ المكنّى بأبي بكر - من ولد علي - اسمه محمّد الأصغر ‏لا ‏(‏عبدالله‏)‏، و إليك تلك النصوص.

قال المسعودي (ت ٣٤٥) في ‏(‏التنبية والإشراف‏)‏: ومحمّد الأصغر يكنّى أبا بكر ‏وعبيدالله و(٢) .

وقال الطبرسي (ت ٥٤٨ ه-) في ‏(‏إعلام الورى‏)‏ نقلاً عن المفيد (ت ٤٧٨ ه-): ‏

____________________

١- الامالي الشجرية ١: ٢٢٤ ح ٨٠٧.

٢- التنبيه والاشراف: ٢٥٨.

٤١٠

ومحمّد الأصغر المكنى بأبي بكر وعبيدالله الشهيدان مع أخيهما الحسين بطف ‏كربلاء، وأ مّهما ليلى بنت مسعود الدارمية(١) .

وقال الطبرسي في تاج المواليد: ومحمّد الأصغر المكنّى بأبي بكر وعبيدالله الشهيدان ‏مع أخيهم الحسين بالطف رضي ‌الله عنهم، أ مّهما ليلى بنت مسعود الدارمية(٢) .

وقال ابن البطريق (ت ٦٠٠ ه-) في ‏(‏العمدة‏)‏: محمّد الأصغر المكنّى بأبي بكر ‏وعبيدالله الشهيدان مع أخيهما الحسين بطف كربلاء، أُ مّهما ليلى ابنة مسعود ‏الدارمية(٣) .

وقال علي بن يوسف الحلي - أخو العلاّمة الحلي (ت ٧٠٥ ه-) - في ‏(‏العدد القوية‏)‏: ‏وكان له من ليلى ابنة مسعود الدارمية ] محمّد] الأصغر المكنّى بأبي بكر وعبيدالله(٤) .

وقال العلاّمة الحلي (ت ٧٢٦) في ‏(‏المستجاد من الإرشاد‏)‏: ومحمّد الأصغر المكنّى ‏بأبي بكر وعبيدالله الشهيدان مع أخيهما الحسين بالطف، أ مّهما ليلى بنت مسعود ‏الدارمية(٥) .

وقال ابن حاتم العاملي (ت ٦٦٤ ه-) في ‏(‏الدر النظيم‏)‏: وكان له من ليلى بنت مسعود الدارمية: محمّد الأصغر المكنّى أبا بكر وعبيدالله(٦) .

____________________

١- إعلام الورى ١: ٣٩٦، والارشاد ١: ٣٥٤، وهذا الكلام لا ينافي ما قاله الطبرسي في مكان آخر من ‏اعلام الورى: ٤٧٦: وعبيدالله وأبو بكر ابنا أمير المؤمنين وأمهما ليلى بنت مسعود. فإن النص الثاني اكتفى ‏بكنيته دون ذكر اسمه، وهذا يوضّح بأن المؤرخين والنسابة كانوا يكتفون بالكنية في بعض الأحيان لاشتهار ‏الشخص بها، فلا يمكن بعد هذا القول بأن ابا بكر كان اسماً.

٢- تاج المواليد: ١٩.

٣- العمدة: ٣٠.

٤- العدد القوية: ٢٤٢ - ٢٤٣.

٥- المستجاد من الإرشاد: ١٣٩.

٦- الدر النظيم: ٤٣٠ والصحيح عبيدالله.

٤١١

وحكى الأربلّيّ (ت ٦٩٣ ه-) في ‏(‏كشف الغمة‏)‏ قول المفيد دون زيادة: ‏(‏ومحمّد ‏الاصغر المكنّى أبا بكر وعبيدالله الشهيدان مع أخيهما الحسين بالطف، أمهما ليلى بنت ‏مسعود الدارمية(١) .

وقال ابن الصباغ المالكي (ت ٨٥٥ ه-) في (الفصول المهمة في معرفة الأئمة): ‏ومحمّد الاصغر المكنى بأبي بكر وعبدالله(٢) الشهيدان أيضاً مع أخيهما الحسين بكربلاء ‏أمهما ليلى بنت مسعود الدارمية(٣) .

وقفة مع السيّد الامين في أعيانه

قال السيّد محسن الأمين(ت ١٣٧٠ ه-) في(‏أعيان الشيعة‏)‏ في - ما بُدئَ بأب من ‏الكنى-:‏

أبو بكر بن علي بن أبي طالب، قتل مع أخيه الحسين بكربلاء سنة ٦١، وقال ‏الطبري وابن الاثير: شُكَّ في قتله، ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين وفي ‏مقاتل الطالبيين - عند ذكر من قتل مع الحسين من أهل بيته -: وأبو بكر بن علي بن أبي ‏طالب لم يعرف اسمه، وأمه ليلى بنت مسعود وفي إبصار العين: أبو بكر بن علي بن ‏أبي طالب اسمه محمّد الأصغر أو عبدالله وأ مّه ليلى، إلى آخر ما مرّ عن المقاتل.

أقول; ‏ ‎ [ ‎ والكلام للسيّد محسن الامين ‎ ] ‎ ‏:‏

قد سمعت قول أبي الفرج لم يعرف اسمه، وهو أوسع اطلاعاً من كلّ مؤرخ.

وسمعت أنّ صاحب المناقب - وسعة اطّلاعه غير منكورة - لم يسمه.

أما محمّد الأصغر بن علي بن أبي طالب فقد ذكره أبو الفرج في مقاتل

____________________

١- كشف الغمة ٢: ٦٧.

٢- الصحيح عبيدالله والاخير لم يستشهد في كربلاء بل قتل في وقعة المذار مع مصعب بن الزبير قتله المختار ‏حسبما اشتهر في كتب التاريخ.

٣- الفصول المهمة ١: ٦٤٤.

٤١٢

الطالبيين على ‏حِدَة، ولم يشر إلى أ نّه يكنّى بأبي بكر، فلا ندري من أين أخذ ذلك صاحب (إبصار ‏العين)، وهو اعلم بما قال.

وقد سمعت أنّ صاحب البحار قال: اسمه عبيدالله لا عبدالله، ولم نعلم مأخذه من ذلك، ‏فإنه لم يسنده إلى كتاب مخصوص، و إنّما ذكره عقب قوله ‏(‏قالوا‏)‏، على أنّ أبا الفرج في ‏المقاتل قال: ذكر يحيى بن الحسن أنّ أبا بكر بن عبيدالله الطلحي حدّثه عن أبيه: أنّ ‏عبيدالله بن علي قتل مع الحسين قال: ‏(‏وهذا خطأ و إنّما قتل عبيدالله يوم المذار قتله ‏أصحاب المختار بن أبي عبيدة، وقد رأيته بالمذار‏)‏ فهو مضافاً إلى أ نّه لم يذكر تكنية ‏عبيدالله بأبي بكر أنكر قتله بكربلاء أصلاً، ولم يذكر أبو الفرج ولداً لعلي بن أبي طالب ‏قتل بكربلاء اسمه عبدالله غير أخي العباس الذي أ مّه أم البنين، وحاصل الأمر أ نّه لم ‏يتحقّق عندنا اسمه فلذلك ‎

ذكرناه في باب الكنى فقط ولم نذكره في باب الأسماء(١) . انتهى كلام السيّد ‎ الامين.

قلت: هذا لا يتفق مع ما قالهرحمه‌الله في المجلد الأول من ‏(‏أعيانه‏)‏ في أولاد علي ‏وجزمه بأنّ محمّد الأصغر هو اسم لمن تكنى بأبي بكر إذ قال تحت رقم(١٢) من أولاد ‏الإمام علي: (١٢ - محمّد الاصغر المكنى بأبي بكر، وبعضهم عدَّ أبا بكر ومحمّد ‏الأصغر اثنين، والظاهر أ نّهما واحد.

‏١٣ - عبدالله أو عبيدالله الشهيدين بكربلاء، أ مّهما ليلى بنت مسعود النهشلية. ١٤ - ‏‏١٥...)(٢) ، إلى غيرها من أسماء أولاد الإمام علي، هذا من جهة.

ومن جهة اخرى كيف يفصل السيّد الأمين محمّد الأصغر عن عبدالله أو عبيدالله معتبراً محمّداً الاصغر هو كنية لأبي بكر دون عبدالله، في حين هناك من ‏يقول أ نّه كنية لعبدالله دون محمّد كما مر عليك.

____________________

١- أعيان الشيعة ٢: ٣٠٢.

٢- أعيان الشيعة ١: ٣٢٧.

٤١٣

فمن هي أم محمّد الأصغر، هل هي أسماء بنت عميس، أم لبابة بنت عبدالله بن ‏العباس، أم أ مّه أم ولد يقال لها ورقاء(١) ؟

ولماذا لم يذكر اسم أم محمّد الأصغر كما ذكر اسم أم عبدالله أو عبيدالله ؟

فهل أراد بذلك القول بالثنائية لا الوحدة، فقال بأنّ أم محمّد الأصغر أم ولد، وأم عبيد ‏الله هي ليلى النهشلية ؟

ولا أدري كيف يوفّق السيّد بين قول غالب المؤرخين القائلين بأنّ أبابكر بن علي هو ‏ابن ليلى النهشلية لا ابن أم ولد كما يريد السيّد الامين أن يقوله في المجلد الأول في ولد ‏علي.

ولماذا لا يذكر السيّد الأمين مَنْ اسمه - أو كنيته - أبو بكر في ولد ليلى النهشلية الذي ‏أشار إليه الآخرون.

في حين أ نّهرحمه‌الله نقل عن أصحاب المقاتل: أنّ أول من خرج من إخوة الحسين: ‏أبو بكر بن علي واسمه عبدالله وأ مّه ليلى بنت مسعود بن خالد(٢) كما مر عليك مثل ذلك ‏عن ابن اعثم في (الفتوح) والعمري في (المجدي).

وقال المسعودي في (التنبيه والإشراف)، والمفيد في (الإرشاد)، والطبرسي في ‏‏(إعلام الورى)، وابن البطريق في (العمدة) بأنّ اسمه محمّد الأصغر، فهل هؤلاء أقّل ‏اطّلاعاً من أبي الفرج الاصفهاني ؟

بل كيف يمكن أن يوفّق السيّد الأمين بين كلام صاحب ‏(‏مناقب آل أبي طالب‏)‏ - الذي ‏قال عنه بأن ‏(‏سعة اطلاعه غير منكورة‏)‏ والذي ترى في نقوله التسمية لا عدمها - وبين ما ‏نقله عن أبي الفرج من أ نّه لم يسمِّه.

صحيح أنّ أبا الفرج ذكر محمّد الأصغر في مقاتل الطالبيين على حده ولم يشر إلى أ نّه ‏كان يكنّى بأبي بكر، لكن السيّد الأمين أشار إلى اسمه وكنيته ضمن

____________________

١- أنظر أنساب الأشراف ٢: ٤١٢.

٢- أعيان الشيعة ٢: ٣٠٢.

٤١٤

ذكره لأولاد أمير ‏المؤمنين.

وبتصوّري أنّ مدرك صاحب ‏(‏إبصار العين‏)‏ كان الجمع بين النصوص التاريخية. ‏وقد فعل الشيخ النمازي مثل ما فعله السماوي، إذ قال في ‏(‏مستدركات علم رجال الحديث‏)‏ ‏- في الكنى -: أبو بكر بن أمير المؤمنين كان مع أخويه الحسن والحسين صلوات الله ‏عليهم، وتشرّف بالشهادة يوم الطف، وبالسلام في الزيارة الرجبية، واسمه محمّد أو ‏عبيدالله المتشرّف بالسلام في زيارة الناحية المقدسة، وأ مّه ليلى بنت مسعود بن خالد(١) .

وقال في مكان آخر: محمّد بن أمير المؤمنين مصاديقه ثلاثة: أحدهم ابن الحنفية ‏و يأتي في محله.

وثانيهم: محمّد الأصغر شهيد الطف، أ مّه أم ولد، وتشرف بسلام الناحية، ويظهر ‏من بعض أنّ كنيته أبو بكر وقد تقدم.

وثالثهم: محمّد الأوسط، أ مّه أُ مّامة بنت أبي العاص، وهو أيضاً من شهداء ‏الطف(٢) .

وقال الشيخ محمّد تقي التستري في ‏(‏قاموس الرجال‏)‏: أبو بكر بن علي بن أبي طالب ‏مرّ في محمّد بن أمير المؤمنين، وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين: أبو بكر بن ‏علي، أخوه قتل معه، أُ مّهُ(٣)

كان هذا مجمل الكلام عن المكنّى بأبي بكر والمسمى بمحمد الأصغر من ولد علي بن ‏أبي طالب.

____________________

١- مستدركات علم رجال الحديث ٨: ٣٤٣ الرقم ١٦٦٨٥، والصحيح عبدالله.

٢- مستدركات علم الرجال ٦: ٤٧٣ الرقم ١٢٧٥٤.

٣- قاموس الرجال ١١: ٢٣٦ الرقم ٩٧ وانظر ج ٩: ١٢٥ الرقم ٦٤٧٣ ترجمة محمّد بن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٤١٥

أبو بكر كنية لمن اسمه عبدالرحمن أو عتيق

انفرد المقريزي (ت ٨٤٥ ه-) في ‏(‏اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء‏)‏ ‏بالقول: وعبدالرحمن الذي يكنّى أبا بكر، وعبيدالله، أ مّهما ليلى بنت مسعود بن خالد ‏التميمي(١) .

كما انفرد المزي (ت ٧٤٢ ه-) في ‏(‏تهذيب الكمال‏)‏ وتبعه الصفدي في الوافي بالوفيات ‏بالقول بأنّ عتيقاً هو اسم لمن يكنّى بأبي بكر من ولد علي بن أبي طالب; إذ قال: ‏‏(‏وعبيدالله يكنّى أبا علي يقال أ نّه قتل بكربلاء، وعبدالرحمن درج، وحمزة درج، وأبو ‏بكر: عتيق يقال أ نّه قتل بالطف(٢) ...‏)‏.

وذكر ابن حزم (ت ٤٥٦ ه-) في ‏(‏جمهرة أنساب العرب‏)‏ أبو بكر ضمن اخوة العباس ‏بن علي بن أبي طالب السّقاء، وهو كلام لا يوافقه عليه أحد، وقد يفهم من كلامه بأنّ أبا ‏بكر هو كنية لعبدالله بن علي من أمّ البنين الكلابية; إذ أنّه لم يذكر عبدالله ضمن أولاد أمّ ‏البنين، بل اكتفى بأبي بكر، فقال ابن حزم: ‏(‏وقتل أبو بكر وجعفر وعثمان والعباس مع ‏أخيهم الحسين رضي ‌الله‌ عنهم‏ )‏(٣) .

بهذا فقد عرفت أنّ أبا بكر لم يكن اسماً كما يتصوّره القارئ ابتداءً، بل هو كنية، أما ‏لمن اسمه عبدالله، أو اسمه محمّد الأصغر، وأ مّا دعوى أ نّها كنية لمن اسمه عبدالرحمن ‏أو عتيق، فهي دعوى بعيدة عن الصحة، وهي من منفردات المزي وتبعه الصفدي وتلوح ‏على دعوى اسم ‏(‏عتيق‏)‏ ملامح الوضع، حيث جمعوا بين ‏(‏عتيق‏)‏ و ‏(‏أبي بكر‏)‏ في ابناء ‏الإمام عليعليه‌السلام .

وقد يمكننا أن نجمع بين جميع هذه الاقوال أيضاً - لو قلنا وقبلنا إمكان تعدد الأسماء ‏عند العرب - وبذلك فقد يكون الأب وضع اسماً، والاسم الآخر وضعته الأمّ، وثالث الخال أو الجد، وبذلك يصحّ أن يكون للشخص اسمان أو ثلاثة، مع

____________________

١- اتعاظ الحنفاء، الجزء الأول في ذكر أولاد أمير المؤمنين كرم الله وجهه.

٢- تهذيب الكمال ٢٠: ٤٧٩ ،الوافي بالوفيات ٢١: ١٨٥، سبل الهدى والرشاد ١١: ٢٨٨.

٣- جمهرة أنساب العرب: ٣٨.

٤١٦

‏الحفاظ على كنية واحدة للأسماء الثلاثة معاً.

قال الشيخ السماوي (ت ١٣٧٠ ه-) في (إبصار العين في أنصار الحسين): وأبو بكر ‏بن علي بن أبي طالب اسمه محمّد أو عبدالله وأ مّه ليلى بنت مسعود قيل قتله زجر بن ‏بدر النخعي، وقيل: بل عقبة الغنوي، وقيل: بل رجل من همدان، وقيل: وجد في ساقية ‏مقتولاً لا يُدرَى من قتله، وذكر بعض الرواة أ نّه تقدّم إلى الحرب وهو يقول:‏

شيخي عليٌّ ذو الفَخارِ الأَطولِ مِن هاشم وهاشِمٌ لا تُعْدَلُ(١)

ولم يزل يقاتل حتى اشترك في قتله جماعة منهم عقبة الغنوي(٢) .

والذي أَحتمله فيما نحن فيه هو أنّ هناك خلطاً وقع للنسابة والمؤرّخين، ولو تأملت في ‏هذا النص لرأيت الخلط واضحاً مشهوداً، لأنّ المشهور بأنّ عقبة الغنوي(٣) - أو عبدالله ‏بن عقبة الغنوي - هو قاتل أبي بكر بن الحسن بن علي -المسمى بعبدالله، حسب قول ‏الموضح النسابة(٤) -.

وكذا ما قيل بأنّ قاتله رجل من همدان إذ وجد في ساقية مقتولاً لا يُدْرَى من قتله، فإن هذا ورد في عبيدالله بن علي ابن ليلى النهشلية المقتول في جيش

____________________

١- تقدمت روايته بنحو آخر: من هاشم الخير الكريم المفصل.

٢- ابصار العين: ٧١.

٣- مقتل الحسين لأبي مخنف: ١٧٤، الارشاد ٢: ١٠٩، معجم رجال الحديث ٢٢: ٧٠ رقم ١٤٠٠٠، ‏الأخبار الطوال: ٢٥٧، بغية الطلب ٦: ٢٦٢٨، وذكر الطبري في تاريخه ٣: ٣٣٢، ٣٤٣ ان عبدالله بن ‏عقبة الغنوي قتل أبو بكر بن الحسين بن عليعليه‌السلام وكذلك ابن الأثير في الكامل في التاريخ ٣: ٤٣٠ ‏والبداية والنهاية ٨: ١٨٧، وانظر المعجم الكبير ٣: ١٠٣ وباعتقادي أن الحسين هو تصحيف للحسن.

٤- في الزيارة المنسوبة إلى الناحية المقدسة ما يخالف كلام الموضح النسابة إذ فرّق بين أبي بكر وعبدالله ففيه: ‏السلام على أبي بكر بن الحسن الزكي الولي، المرمي بالسهم الردي، لعن الله قاتله عبدالله بن عقبه الغنوي، ‏والسلام على عبدالله بن الحسن بن علي الزكي، لعن الله قاتله وراميه حرملة بن كاهل الأسدي، (انظر بحار ‏الأنوار ٣٦٤٤٥ و ٩٨: ٢٧ و ٣٣٩ و ١٠١: ٣٤١، إقبال الأعمال ٣: ٧٥ و ٧٤٣).

٤١٧

مصعب بن ‏الزبير وقبره بالمذار في البصرة.

نعم، نسب بعض المؤرّخين هذا الأمر إلى أخيه عبدالله بن علي ابن ليلى النهشلية، ‏لكنّه غير صحيح حسب التحقيق العلمي.

وبعد كلّ هذا فلا نستبعد أن يكون عبدالله أو محمّد أو غير ذلك هو ابن علي بن أبي ‏طالب من ليلى النهشلية كُنّي بأبي بكر لوجود إخوة آخرين له من أبيه مثل: محمّد ‏الأصغر من أم ولد وعبدالله من أم البنين.

فالمؤرخون والنّسّابة أطلقوا عليه كنية ‏(‏أبي بكر‏)‏ كي يميّزوه عن أخيه محمّد الأصغر ‏الذي هو من أم ولد، ومن أخيه الآخر عبدالله الذي هو ابن أمّ البنين، ويؤيّد ذلك النصوص ‏التالية التي اعتبرت محمّد الأصغر هو غير أبي بكر:‏

أبو بكر هو غير محمّد الأصغر

قال أبو مخنف (ت ١٥٧ ه-) في ‏(‏المقتل‏)‏: وقتل الحسين وأ مّه فاطمة بنت رسول ‏الله، وقتل محمّد بن علي بن أبي طالب وأ مّه أم ولد، قتله رجل من بني أبان بن دارم، ‏وقتل أبو بكر بن علي بن أبي طالب وأمّه ليلى ابنة مسعود بن خالد(١) .

وقال أيضاً: ورمى رجل من بني أبان بن دارم محمّد بن علي بن أبي طالب فقتله ‏وجاء برأسه(٢) .

وقال ابن سعد (ت ٢٣٠ ه-) في ‏(‏الطبقات الكبرى‏)‏: ومحمّد الأصغر بن علي قتل مع ‏الحسين وأ مّه أمّ ولد(٣) .

وقال ابن الكلبي (ت ٢٠٤ ه-) في ‏(‏الجمهرة‏)‏: وعبدالله ‏ ‎ = عبيدالله ‎ وأبو بكر درجا، ‏وأُ مُّهما ليلى بنت مسعود بن خالد بن ومحمّد لأمّ ولد قتل مع ‏

____________________

١- مقتل الحسين لأبي مخنف الأزدي: ٢٣٥.

٢- مقتل الحسين لأبي مخنف الأزدي: ١٨٦ - ١٨٧.

٣- الطبقات الكبرى لأبن سعد ٣: ٢٠.

٤١٨

الحسينعليه‌السلام (١) .

وقال الطبري (ت ٣١٠ ه-) في ‏(‏تاريخه‏)‏: وقتل محمّد بن علي بن أبي طالب وأمه أم ‏ولد قتله رجل من بني دارم، وقتل أبو بكر بن علي بن أبي طالب وأ مّه ليلى ابنة ‏مسعود(٢) .

وقال أبو نعيم (ت ٤٣٠ ه-) في ‏(‏معرفة الصحابة‏)‏: وأمّ عبيدالله وأبي بكر: ليلى بنت ‏مسعود بن خالد، ومحمّد الأصغر أمّهما أمّ ولد(٣) .

وقال الشيخ المفيد (ت ٤٧٨ ه-) في (الاختصاص) تسمية من شهد مع الحسين بن ‏عليعليهما‌السلام بكربلاء: ومحمّد بن علي وأمه أم ولد، وأبو بكر بن علي وأمه ‏ليلى بنت مسعود(٤) .

وقال ابن الجوزي (ت ٥٩٧ ه-) في كتبه الثلاثة ‏(‏المنتظم‏)‏ و ‏(‏صفة الصفوة‏)‏ و ‏(‏تلقيح ‏فهوم أهل الأثر‏)‏: وعبيدالله قتله المختار، وأبو بكر قتل مع الحسين، أمهما ليلى بنت ‏مسعود ومحمّد الأصغر قتل مع الحسين أمّه أم ولد(٥) .

وقال ابن الشجري (ت ٥٤٢ ه-) في ‏(‏الأمالي الشجرية‏)‏: ومحمّد بن علي بن أبي ‏طالبعليهما‌السلام الأصغر، قتله رجل من بني أبان بن دارم، وليس بقاتل عبدالله بن ‏علي وأ مّه أمّ ولد، وأبو بكر بن علي بن أبي طالب وأ مّه ليلى بنت مسعود(٦) .

وقال ابن الأثير (ت ٦٣٠ ه-) في ‏(‏الكامل في التاريخ‏)‏: وقتل محمّد بن علي وأ مّه أم ‏ولد قتله رجل من بني دارم، وقتل أبو بكر بن علي وأ مّه ليلى بنت مسعود الدارمية، وقد ‏شُكَّ في قتله(٧) .

____________________

١- الجمهرة ١: ٤.

٢- تاريخ الطبري ٣: ٣٤٣.

٣- معرفة الصحابة ١: ٨٨ الرقم ٨٩.

٤- الاختصاص: ٨٢.

٥- المنتظم ٥: ٦٩، صفة الصفوة ١: ٣٠٩، تلقيح فهوم أهل الأثر ١: ٨٠.

٦- الامالي الشجرية ١: ٢٢٤ ح ٨٠٧.

٧- الكامل في التاريخ ٣: ٤٤٣.

٤١٩

وقال أحمد بن عبدالله الطبري (ت ٦٩٤ ه-) في ‏(‏ذخائر العقبى‏)‏: وكان له من الولد ‏أربعة عشر ذكراً وعبيدالله قتله المختار، وأبو بكر قتل مع الحسين، أ مّهما ليلى بنت ‏مسعود بن خالد النهشلي وهي التي تزوجها عبدالله بن جعفر ومحمّد الأصغر قتل مع ‏الحسين أ مّه أم ولد(١) .

وقال ابن كثير (ت ٧٧٤ ه-) في ‏(‏البداية والنهاية‏)‏: ومنهنّ ليلى بنت مسعود بن خالد ‏بن مالك من بني تميم، فولدت له عبيدالله وأبا بكر قال الواقدي: فأما محمّد الأصغر ‏فمن أمّ ولد(٢) .

وقال ابن الصباغ المالكي (ت ٨٥٥ ه-) في ‏(‏الفصول المهمة في معرفة الأئمة‏)‏ عند ‏ذكره (من قتل من أصحاب الحسين ومن أهل بيته): وقتل محمّد بن علي وأمه أمّ ولد، ‏قتله رجل من بني دارم، وقتل أبو بكر بن علي وأ مّه ليلى بنت مسعود الدارميّة(٣) .

وبهذا فقد اتّضح لك - وفق هذه النصوص - بأنّ محمّد الأصغر الذي قتله رجل من بني ‏دارم هو من أم ولد، وليس ابن ليلى النهشلية الدارمية الشهير بأبي بكر بن علي، لأنّ قتل ‏رجل من بني دارم لمحمد الأصغر بن ليلى الدارمية بعيد طبقاً للأعراف القبليّة.

وبعبارة أخرى: إنّ كون القاتل من بني دارم مُبَعِّداً لاِنْ يكون المقتول ابن ليلى ‏الدارمية، لأنّ القاتل من عشيرتها وقبيلتها فلا يقدم على قتل من كان منها بالنظر البدوي، ‏وبهذا يكون قتله لمن هو ابن أمّ ولد اقرب إلى الواقع.

وبذلك نحتمل وجود ولدين أو ثلاثة أولاد للإمام علي بن أبي طالب قد تَسمَّوا بمحمد ‏الأصغر وقتلوا في الطف مع أخيهم الحسينعليه‌السلام .

أحدهم: أمه أم ولد وهو قتيل الأباني الدارمي.

____________________

١- ذخائر العقبى: ١١٦ - ١١٧.

٢- البداية والنهاية ٧: ٣٣٢.

٣- الفصول المهمة في معرفة الأئمة ٢: ٨٤٣ - ٨٤٤.

٤٢٠