وقعة الطف

وقعة الطف0%

وقعة الطف مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 290

وقعة الطف

مؤلف: لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن مسلم الازدى الغامدى
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف:

الصفحات: 290
المشاهدات: 158628
تحميل: 6242

توضيحات:

وقعة الطف
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 290 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 158628 / تحميل: 6242
الحجم الحجم الحجم
وقعة الطف

وقعة الطف

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

فجعل لا يدنوأحد من الحسينعليه‌السلام ، إلاّ شدّ عليه سنان بن أنس مخافة أنْ يغلب على رأس [ الحسينعليه‌السلام حتّى ] نزل إليه، فذبحه واحتزّ رأسه(١) ودفعه إلى خوْليّ بن يزيد [ الأصبحي ].

وسُلب ما كان على الحسينعليه‌السلام ؛ فأخذ فيس ابن الأشعث(٢) : قطيفته(٣) ، وسلب إسحاق بن حَيْوة الحضرمي: قميص الحسينعليه‌السلام (٤) . وأخذ سيفه رجل من بني نهشل، وأخذ نعله الأسود [ الأودي ]، وأخذ بحر بن كعب سراويله(٥) وتركه مجرداً(٦) .

____________________

(١) ونقل السّبط: خمسة أقوال في قاتلهعليه‌السلام ، ورجّح أنّه سنان. ثمّ روى أنّه دخل على الحجّاج فقال له: أنت قاتل الحسينعليه‌السلام ؟ قال: نعم. قال: أبشر، فإنّك أنت وإيّاه لا تجتمعان في دار أبداً. قالوا: فما سُمع من الحجّاج كلمة خيراً منها. قال: ثمّ عدّوا ما في جسده، فوجدوه: ثلاثاً وثلاثين طعنة برمح، وأربعاً وثلاثين ضربة بسيف. ووجدوا في ثيابه: مئة وعشرين رمية بسهم.

(٢) مضت ترجمته في حوادث ليلة العشر.

(٣) حدّثني الصقعب بن زهير، عن حميد بن مسلم، قال ٥ / ٤٥٣.

(٤) حدّثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم، قال ٥ / ٤٥٥.

(٥) حدّثني الصقعب بن زهير، عن حميد بن مسلم، قال ٥ / ٤٥٢.

(٦) حدّثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم، قال ٥ / ٤٥١. وكذلك صرح به السّبط: سلبوه جميع ما كان عليه حتّى سرواله أخذه بحر بن كعب التميمي / ٢٥٣. والمفيد في الإرشاد، وزاد: وكانت يدا بحر بن كعب (لعنه الله!) بعد ذلك تيبسان في الصيف حتّى كأنّهما عودان، وتترطّبان في الشتاء فتنضحان دماً وقيحاً إلى أنْ أهلكه الله / ٢٤١ - ٢٤٢.

٢٦١

[ نهب الخيام ]

ومال النّاس على نساء الحسينعليه‌السلام وثقله ومتاعه، [ و] الورس(١) والحلل والإبل فانتهبوها، [ و] إنْ كانت المرأة تنازع ثوبها عن ظهرها حتّى تغلب عليه، فيُذهب به منها(٢) .

[ و] قال النّاس لسنان بن أنس: قتلت حسينعليه‌السلام بن علي وابن فاطمة ابنة رسول الله (صلّى الله عليه [ وآله ])، قتلت أعظم العرب خطراً جاء إلى هؤلاء يُريد أنْ يُزيلهم عن ملكهم، فأتِ امرءك فاطلب ثوابك منهم! لوأعطوك بيوت أموالهم في قتل الحسينعليه‌السلام كان قليلاً.

وكانت به لوُثة(٣) ، فأقبل على فرسه حتّى وقف على باب فسطاط عمر بن سعد، ثمّ نادى بأعلى صوته:

أوقر ركأبي فضّة وذهبا

أنا قتلت الملك المحجّبا

____________________

(١) هو: ورد أصفر مثل الزعفران، طيب الرائحة، كان يُؤتى به من اليمن. وقد أخذها الإمامعليه‌السلام من الركب الذين كانوا يحملونها إلى يزيد، في منزل التنعيم مبتدأ خروجه من مكّة. وكان ممّن أصاب من هذا الورس يوم عاشوراء: زياد بن مالك الضبيعي وعمران بن خالد العنزي، وعبد الرحمن البجلي وعبد الله بن قيس الخولاني. فدلّ عليهم المختار فطلبهم فجاؤوا بهم إليه، فقال لهم: يا قتلة الصالحين، وقتلة سيّد شباب أهل الجنّة، ألاَ تَرون الله قد أقاد منكم اليوم! لقد جاءكم الورس بيوم نحس. فأخرجهم إلى السّوق فضرب رقابهم ٦ / ٥٨.

(٢) حدّثني القعب بن زهير، عن حميد بن مسلم، قال ٥ / ٤٥٣. وقال اليعقوبي: وانتهبوا مضاربه وابتزوا حرمه ٢ / ٢٣٢. وروى المفيد الخبر / ٢٤٢. وقال السّبط: وعرّوا نساءه وبناته من ثيابهن / ٢٥٤.

(٣) بالضّم: البطْء والاسترخاه، مجمع البحرين.

٢٦٢

قتلت خير النّاس أمّاً وأبا

وخيرهم اذ ينسبون نسبا(١)

فقال عمر بن سعد: أدخلوه عليّ. فلمّا أدخل خذفه بالقضيب، ثمّ قال:

يا مجنون، أشهد أنّك لمجنون ما صححت قط، أتتكلم بهذا الكلام! أمَا والله، لوسمعك ابن زياد لضرب عنقك.

[ وحمل ] شمر بن ذي الجوشن في رجّالة معه [ على ثقل الحسينعليه‌السلام ، فانتهو] إلى علي بن الحسين الأصغرعليه‌السلام ، وهومريض منبسط على فراش له، [ والـ ] -رجّالة معه يقولون: ألاَ نقتل هذا؟

قال حميد بن مسلم، فقلت: سبحان الله! أنقتل الصبيان؟ إنّما هذا صبيّ(٢) .

حتّى جاء عمر بن سعد، فقال: ألاَ، لا يعرضنّ لهذا الغلام المريض أحد، ولا يدخلنّ بيت هؤلاء النّسوة، ومن أخذ من متاعهم شيئاً فليردّه عليهم، فما ردّ أحد شيئاً. وأخذ عمر بن سعد: عقبة بن سمعان، فقال له: ما أنت؟

قال: أنا عبد مملوك، فخلّى سبيله، فلمْ ينجُ أحد منهم غيره(٣) .

____________________

(١) ورواها أبو الفرج /٨٠ ط النّجف، وسبط ابن الجوزي / ٢٥٤ ط النّجف، والمسعودي ٣ / ٧٠.

(٢) وقال الطبري في كتابه ذيل المذيل: وشهد علي بن الحسين الأصغرعليه‌السلام معه أبيه كربلاء، وهوابن ثلاث وعشرين سنة، وكان مريضاً نائماً على فراش، فلمّا قُتل الحسينعليه‌السلام ، قال شمر بن ذي الجوشن: اقتلوا هذا. فقال له رجل من أصحابه: سبحان الله! أتقتل فتىً حدًثاً مريضاً لمْ يُقاتل؟! وجاء عمر بن سعد، فقال: لا تعرّضوا لهؤلاء النّسوة، ولا لهذا المريض / ٦٣٠، ط دار المعارف، بتحقيق محمّد أبوالفضل إبراهيم. وقريباً منه المفيد / ٢٤٢، والسّبط / ٢٥٦ - ٢٥٨، ط النّجف.

(٣) إلاّ أنّ المرقع بن ثُمامة الأسدي كان قد نثر نبله وجثا على ركبتيه فقاتل، فجاءه نفر من قومه، فقالوا له: أنت آمن، أخرج إلينا. فخرج إليهم. فلمّا قدم بهم عمر بن سعد على ابن زياد وأخبره خبره، سيّره إلى الزارة ٥ / ٤٥٤، والزارة: موضع حار بعمّان الخليج، كان منفىً ينفون إليها المحكومين عليهم بالنّفي. وقد سبق قبل هذا خبر خروج الضحاك بن عبد الله المشرّقي الهمداني بإذن الإمامعليه‌السلام حسب شرطه على الإمام.

وأما النّجاة من القتل، فلفظ أبي مِخْنَف: استُصغر علي بن الحسينعليه‌السلام ، فلمْ يُقتل ٥ / ٤٦٨. واستُصغر الحسن بن الحسن بن علي، وعمر بن الحسن بن عليعليهم‌السلام فتركا، ولمْ يُقتلا ٥ / ٤٦٩؛ وأما عبد الله بن الحسن، فقد قُتل أيضاً ٥ / ٤٦٨.

وقال أبو الفرج: وكان الحسن بن الحسن بن عليعليهما‌السلام قد أرتث جريحاً، فحمل / ٧٩، ط النّجف.

٢٦٣

[ وطئ الخيل ]

ثمّ إنّ عمر بن سعد نادى في أصحابه: مَن ينتدب للحسينعليه‌السلام ويوطئه فرسه؟ فانتدب عشرة، منهم: إسحاق بن حَيْوة الحضرمي وأحبش بن مرثد الحضرمي، فأتوا فداسوا الحسينعليه‌السلام بخيولهم حتّى رضّوا ظهره وصدره(١) .

وصلّى عمر بن سعد على [ مَن ] قُتل من أصحاب[ -ه ] ودفنهم.

وسرّح برأس [ الإمامعليه‌السلام ] من يومه ذلك مع خوْليّ بن يزيد إلى عبيد الله بن زياد، فأقبل خوْليّ دار القصر فوجد باب القصر مغلقاً، فأتى منزله فوضعه تحت إجانة في منزله(٢) . فلمّا أصبح غدا بالرأس إلى عبيد الله بن زياد.

____________________

(١) فبرص إسحاق بن حيوة الحضرمي. وبلغني أنّ أحبش بن مرثد الحضرمي كان واقفاً في قتال بعد ذلك، فأتاه سهم غرب [ لا يُعرف راميه ] ففلق قلبه فمات. وروى وطئ الخيل أبو الفرج / ٧٩، والمسعودى ٣ / ٧٢، والمفيد في الإرشاد / ٢٤٢ - ط النّجف -، وسبط ابن الجوزي / ٢٥٤، ثمّ قال: ووجدوا في ظهره آثاراً سوداً فسألوا عنها، فقِيل: كان ينقل الطعام على ظهره في اللّيل إلى مساكين أهل المدينة وإنّما ارتكب بن سعد هذا الشقاء لقول ابن زياد في كتابه إليه: فإنّ قُتل حسينعليه‌السلام فأوطئ الخيل صدره وظهره؛ فإنّه عاقّ شاقّ، قاطع ظلوم؛ وليس دهري في هذا أن يضرّ بغد الموت شيئاً، ولكن عليّ قول لوقد قتلته فعلت به هذا ٥ / ٤١٥.

(٢) قال هشام: فحدّثني أبي، عن النّوار بنت مالك بن عقرب من الحضرميّين [، وهي امرأة خوْلّى ]، قالت: أقبل خوْلّى برأس الحسينعليه‌السلام فوضعه تحت إجانة في الدار، ثمّ دخل البيت فأوى إلى فراشه. فقلت له: ما الخبر؟ ما عندك؟ قال: جئتك بغنى الدّهر، هذا رأس الحسينعليه‌السلام معكِ في الدار.

فقلت: ويلك! جاء النّاس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن رسول الله (صلّى الله عليه [ وآله ])، لا والله، لا يجمع رأسي ورأسك بيت أبداً.

فهممت من فراشي فخرجت إلى الدار، وجلست أنظر، فوالله، مازلت أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من السّماء إلى الإجانة، ورأيت طيراً أبيضَ ترفرف حولها ٥ / ٤٥٥.

٢٦٤

[ حمل عيال الإمامعليه‌السلام إلى الكوفة ]

وأقام عمر بن سعد يومه ذلك والغداة(١) .

وقطف رؤوس الباقين فسرّح باثنين وسبعين رأساً(٢) ، مع شمر بن ذي الجوشن وقيس بن الأشعث، وعمروبن الحجّاج وعزرة بن قيس، فأقبلوا حتّى قدموا بها على عبيد الله بن زياد.

ثمّ أمر حُميد بن بُكير الأحمري(٣) فأذّن في النّاس بالرّحيل إلى الكوفة.

وحُمل معه بنات الحسينعليه‌السلام وأخواته ومن كان من الصبيان، وعلي بن الحسينعليه‌السلام مريضاً(٤) .

قال قرّة بن قيس التميمي: لا أنسى زينب ابنة فاطمةعليه‌السلام حين مرّت بأخيها الحسينعليه‌السلام صريعاً، وهي تقول: يا محمّداه! يا محمّداه! صلّى عليك ملائكة السّماء، هذا الحسين بالعراء، مرمّل بالدماء مقطّع الأعضاء، يا محمّداه! وبناتك سبايا، وذرّيّتك مقتلة تسغى عليها الصبا. فأبكت والله، كلّ

____________________

(١) وكذلك في الإرشاد / ٢٤٣.

(٢) والإرشاد / ٢٤٣. وقال السّبط: اثنان وتسعون رأساً / ٢٥٦. ولعله مصحّف عن: سبعين. ويدلّ عليه أنّه بنفسه، قال: وكانت زيادة على سبعين رأساً / ٢٥٩، ط النّجف.

(٣) كان من شرطة ابن زياد ممّن يقوم على رأسه، وقد بعثه ابن زياد مع شريح القاضي ناظراً مراقباً له مشرفاً عليه، حينما أرسله ليشاهد هانئاً ويُخبر قومه بسلامته، فكان شريح يقول: أيم الله، لولا مكانه معى لكنت أبلغت أصحاب هانئ بما أمرني هانئ به ٥ / ٣٦٨.

(٤) ٥ / ٤٥٣ - ٤٥٥. حدثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم قال.

٢٦٥

عدوّ وصديق(١) وصحن النّسوة ولطمن وجوههنّ(٢) .

ودفن الحسينعليه‌السلام وأصحابه أهل الغاضريّة من بني أسد، بعد ما قُتلوا بيوم(٣) و(٤) .

[ رأس الامام عند ابن زياد ]

قال حميد بن مسلم: دعاني عمر بن سعد فسرّحني إلى أهله لأبشرّهم بفتح الله عليه وبعافيته.

فأقبلت حتّى أتيت أهله فأعلمتهم بذلك.

[ ثمّ وجدت ] ابن زياد قد جلس، وقد قدم الوفد [ بالرؤوس ] عليه.

فجاءت كندة: بثلاثة عشر رأساً، وصاحبهم قيس بن الأشعث، وجاءت هوازن: بعشرين رأساً، وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن، وجاءت تميم: بسبعة عشر رأساً، وجاءت بنوأسد: بستّة أرؤس، وجاءت مذحج: بسبعة أرؤس، وجاء سائر الجيش: بسبعة أرؤس فذلك سبعون رأساً.

فأدخلهم وأذن للنّاس فدخلت فيمَن دخل، فإذا رأس الحسينعليه‌السلام موضوع بين يديه، وإذا هو ينكت بقضيب بين ثنيّتيه.

فلمّا رآه زيد بن أرقم(٥) لا ينجم عن نكته بالقضيب، قال له: أعْلُ بهذا

____________________

(١) ورواه السّبط / ٢٥٦.

(٢) فحدّثني أبو زهير العبسي، عن قرّة بن قيس التميمي ٥ / ٤٥٥.

(٣) حدّثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم، قال ٥ / ٤٥٣ - ٤٥٥.

(٤) والمفيد في الإرشاد / ٢٤٣ - ٢٤٩، والمسعودي في مروج الذهب ٣ / ٧٢. والمشهور: أنّه كان بعد ما قُتلوا بثلاثة أيّام، وذلك مع الإمام السجّادعليه‌السلام ، كما تشهد به مناظرة علي بن حمزة مع الرضاعليه‌السلام ، فراجع مقتل الحسين للمقرّم / ٤١٥.

(٥) مضت ترجمته في خطبة الحسينعليه‌السلام على أهل الكوفة يوم عاشوراء. وروى السّبط عن البخارى عن ابن سيرين، أنّه قال: لمّا وُضع رأس الحسينعليه‌السلام بين يدي ابن زياد، جُعل في طست وجعل يضرب ثناياه بالقضيب، وكان عنده أنس بن مالك، فبكى وقال: أشبههم برسول الله / ٢٥٧.

٢٦٦

القضيب عن هاتين الثنيّتين، فوالذي لا إله غيره، لقد رأيت شفتي رسول الله (صلّى الله عليه [ وآله ]) على هاتين الشفتين يقبّلهما. ثمّ انفضخ الشيخ يبكي.

فقال له ابن زياد: أبكى الله عينيك! فوالله، لولا أنّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك، لضربت عنقك. فنهض [ زيد بن أرقم ] فخرج(١) ، وهويقول: ملّك عبد عبداً، فاتخذهم تلداً، أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمةعليه‌السلام وأمّرتم ابن مرجانة، فهو يقتل خياركم ويستعبد شراركم، فرضيتم بالذلّ فبعداً لمَن رضي بالذّل!(٢) .

فلمّا فخرج سمعت النّاس يقولون: والله، لقد قال زيد بن أرقم قولاً لوسمعه ابن زياد، لقتله.

[ السّبايا في مجلس ابن زياد ]

فلمّا أُدخل أخواته ونساؤه وصبيانه على عبيد الله بن زياد، لبست زينب

____________________

(١) ورواه المفيد في الإرشاد / ٢٤٣.

(٢) ورواه سبط ابن الجوزي / ٢٥٧ وزاد، ثمّ قال: يابن زياد، لا حدّثنّك حديثاً أغلظ عليك من هذا؟ رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أقعد حسناًعليه‌السلام على فخذه اليمنى وحسيناًعليه‌السلام على فخذه اليسرى، ثمّ وضع يده على يافوخيهما، ثمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله :« اللهمّ، إنّي استودعك إيّاهما وصالح المؤمنين » . فكيف كانت وديعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عندك يابن زياد؟!

ثمّ قال، وقال هشام بن محمّد: لمّا وُضع الرأس بين يدي ابن زياد، قال له كاهنه: قُمْ فضع قدمك على فم عدوّك. فقام فوضع قدمه على فيه، ثمّ قال لزيد بن أرقم: كيف ترى؟ قال: والله، لقد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واضعاً فاه حيث وضعت قدمك.

ثمّ قال، وقال الشّعبي: كان عند ابن زياد قيس بن عباد، فقال له: ما تقول فيًّ وفي حسينعليه‌السلام ؟ فقال: يأتي يوم القيامة جدّه وأبوه واُمّهعليهم‌السلام فيشفعون فيه، ويأتي جدّك واُمّك فيشفعون فيك! فغضب ابن زياد وأقامه من المجلس.

وروى السّبط عن طبقات ابن سعد، أنّه قال، قالت مرجانة اُمّ ابن زياد لابنها: يا خبث! قتلت ابن رسول الله! والله، لا ترى الجنّة أبداً / ٢٥٩. ورواه ابن الأثير في الكامل ٤ / ٢٦٥.

٢٦٧

ابنة فاطمةعليها‌السلام أرذل ثيابها وتنكّرت وحفّت بها إماؤها، [ و] جلست.

فقال عبيد الله بن زياد: من هذه الجالسة؟ فلمْ تكلّمه. فقال ذلك ثلاثاً، كلّ ذلك لا تكلّمه.

فقال بعض إمائها: هذه زينب ابنة فاطمةعليها‌السلام .

فقال لها عبيد الله: الحمد الذي فضحكم وقتلكم، وأكذب أحدوثتكم.

فقالت: الحمد لله الذي أكرمنا بمحمّد (صلّى الله عليه [ وآله ]) وطهّرنا تطهيراً، لا كما تقول أنت، إنّما يُفتضح الفاسق ويُكذّب الفاجر.

قال: فكيف رأيت صنع الله بأهل بيتك؟

قالت:( كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ) [ ال عمران / ١٥٤ ]، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّون إليه وتخاصمون عنده(١) .

فغضب ابن زياد واستشاط، فقال لها:

قد أشفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك.

فبكت، ثمّ قالت: لعمري لقد قتلت كهلي وأبرت أهلي، وقطعت فرعي واجتثثت أصلى، فإنْ يشفيك هذا، فقد اشتفيت.

فقال عبيد الله: هذه سجّاعة(٢) ، [ و] لعمري قد كان أبوك شاعراً سجّاعا(٣) .

[ ثمّ ] نظر عبيد الله بن زياد إلى علي بن الحسينعليه‌السلام ، فقال له: ما اسمك؟

____________________

(١) ورواه المفيد في الإرشاد / ٢٤٣، والسّبط / ٢٥٨ - ٢٥٩، ط النّجف.

(٢) وردت الكلمة في الطبري: شجاعة وشجاعاً، ورواها المفيد في الإرشاد كما ذكرناه / ٢٤٤، ط النّجف. وهوالنّسب الأوفق بالسّياق.

(٣) حدّثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم، قال ٥ / ٤٥٦ - ٤٥٧.

٢٦٨

قالعليه‌السلام :« أنا علي بن الحسين » .

قال: ولمْ يقتل الله عليّ بن الحسين؟

فسكت.

فقال له ابن زياد: مالك لا تتكلّم؟

قالعليه‌السلام :« قد كان لي أخ يُقال له أيضاً: عليّ، فقتله النّاس ».

قال: إنّ الله قد قتله.

فسكت علي [ بن الحسينعليه‌السلام ].

فقال له: مالك لا تتكلّم؟

قالعليه‌السلام :( اللّهُ يَتَوَفّى النّفس حِينَ مَوْتِهَا ) (١) ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلّا بِإِذْنِ اللّهِ ) (٢) .

قال: أنت والله، منهم.

[ ثم قال لمريّ بن معاذ الأحمري ]: ويحك أقتله!

[ فـ ] -تعلّقت به عمّته زينب، فقالت: يابن زياد، حسبك منّا، أمَا رُويت من دمائنا؟! وهل أبقيت منّا أحداً. [ و] اعتنقته [ و] قالت: أسألك بالله - إنْ كنت مؤمناً - إنْ قتلته، لمّا قتلتني معه.

وناداه علي [ بن الحسين ]عليه‌السلام :« إنْ كانت بينك وبينهنّ قرابة، فابعث معهنّ رجلاً تقيّاً يصحبهن بصحبة السّلام ».

فنظر إليهما، ثمّ قال: عجباً للرّحم! والله، ودّت لو أنّي قتلته أنّي قتلتها معه، دعوا الغلام(٣) و(٤) .

____________________

(١) سورة الزمر / ٤٢.

(٢) سورة آل عمران / ١٤٥.

(٣) وأمّا سليمان بن أبي راشد فحدثني عن حميد بن سلم، قال ٥ / ٤٥٧.

(٤) قال الطبري في ذيل المذيّل: قال علي [ ابن الحسين الأصغرعليه‌السلام ]:« فلمّا أُدخلت على ابن زياد، قال:

٢٦٩

ثمّ إنّ عبيد الله بن زياد نصب رأس الحسين [عليه‌السلام على رمح ]، فجعل يداريه في الكوفة(١) .

____________________

ما اسمك؟ قلت: علي بن حسين ز قال: ولمْ يقتل الله عليّاً؟ قلت: كان لي أخ أكبر منّي، قتله النّاس. قال: بل قتله الله. قلت: ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) [ الزمر / ٤٢ ].

فأمر بقتلي، فقالت زينب بنت علي عليه‌السلام : يابن زياد، حسبك من دمائنا، أسألك بالله إنْ قتلته إلاّ قتلتني معه » . فتركه.

ثمّ نقل عن ابن سعد صاحب الطبقات: أنّه رُوى عن مالك بن إسماعيل، عن سهل بن شعيب النّهمي، عن أبيه شعيب، عن المنهال بن عمرو، أنّه قال: دخلت على عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، فقلت: كيف أصبحت أصلحك الله؟ قالعليه‌السلام :« ما كنت أرى شيخاً من أهل المصر مثلك لا يدري كيف أصبحنا! فأمّا إذا لمْ تدرِ - وتعلم - فسأخبرك: أصبحنا في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون: ( يُذَبّحُونَ أبناءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ) [ البقرة / ٤٩ ].

وأصبح شيخنا وسيّدنا [ علي بن أبي طالب عليه‌السلام ] يتقرّب إلى عدوّنا بشتمه وسبّه على المنابر، وأصبحت قريش تعدّ أنّ لها الفضل على العرب؛ لأنّ محمّداً منها، لا تعدّ لها فضلاً إلاّ به، وأصبحت العرب مقرّة لهم لذلك، وأصبحت العرب تعدّ أنّ لها فضلاً على العجم؛ لأنّ محمّداً منها، لا تعدّ لها فضلاً إلاّ به، وأصبحت العجم مقرّة لهم بذلك، فلئن كانت العرب صدقت أنّ لها فضلاً على العجم، وصدقت قريش أنّ لها الفضل على العرب - لأنّ محمّداً منها - فإنّ لنا أهل البيت الفضل على قريش؛ لانّ محمّداً منّا، فأصبحوا يأخذون بحقّنا ولا يعرفون لنا حقّاً، فهكذا أصبحنا إذا لمْ تعلم كيف أصبحنا ».

قال ابن سعد: وأخبرنا عبد الرحمن بن يونس، عن سفيان، عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام قال:« مات علي بن الحسين، وهو ابن ثمانٍ وخمسين سنة » .

وهذا يدلّك: على أنّ علي بن الحسينعليه‌السلام كان مع أبيه، وهوابن ثلاث وأربع وعشرين سنة، وليس قول من قال: أنّه كان صغيراً ولمْ يكن أنبت بشيء، ولكنّه كان يومئذٍ مريضاً، فلم يُقاتل. وكيف يكون يومئذٍ لمْ يُنبت وقد وُلد له أبوجعفر محمّد بن عليعليه‌السلام ؟ ذيل المذيل / ٦٣٠ - ط دار المعارف -، عن طبقات ابن سعد ٥ / ٢١١ - ٢١٨، والإرشاد / ٢٤٤، وروى السّبط خبر الأصل مختصراً / ٢٥٨، ط النّجف.

(١) قال أبومِخْنَف ٥ / ٤٥٩.

٢٧٠

[ موقف عبد الله بن عفيف ]

[ و] نُودي: الصلاة جامعة. فاجتمع النّاس في المسجد الأعظم فصعد ابن زياد المنبر، فقال:

الحمد لله الذي أظهر الحقّ وأهله، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب: الحسين بن عليعليه‌السلام وشيعته.

فلمْ يفرغ ابن زياد من مقالته حتّى وثب إليه عبد الله بن عفيف الأزدي الغامدي - وكان من شيعة علي كرّم الله وجهه، [ و] كان لا يكاد يُفارق المسجد الأعظم يصلّي فيه إلى اللّيل(١) - فلمّا سمع مقالة ابن زياد، قال: إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنت وأبوك، والذي ولاّك وأبوه يابن مرجانة(٢) ، أتقتلون أبناء النّبيّين وتتكلّمون بكلام الصدّيقين؟!

فقال ابن زياد: عليّ به.

فوثبت عليه الجلاوزة(٣) فأخذوه.

____________________

(١) كانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل مع عليعليه‌السلام ، وفي صفّين ضُرب ضربةً على رأسه وأخرى على حاجبه، فذهبت عينه الأخرى ٥ / ٤٥٨، والإرشاد / ٢٤٤. وروى السّبط خبره مختصراً / ٢٥٩.

(٢) مرجانة، معرّب: (مهرگان بالفارسيّة)، اُمّ ابن زياد سبيّة. قِيل من: خوزستان.

(٣) الجلاوزة جمع: الجلواز، معرّب: (گلوباز)، الشرّطي كان يفتح صدره استعداداً للأمر.

٢٧١

فنادى بشعار الأزد: يا مبرور. فوثب إليه فتية من الأزد فانتزعوه، فأتوا به أهله(١) .

فارسل إليه [ ابن زياد ] مَن أتاه به فقتله وأمر بصلبه في السّبخة، فصُلب هنالك(٢) .

____________________

(١) وكان عبد الرحمن بن مِخْنَف الأزدي جالسّا، فقال: ويح غيرك! أهلكت نفسك وأهلكت قومك ٥ / ٤٥٩. وهوعمّ والد أبي مِخْنَف، إذ هو أخو سعيد جدّ: أبي مِخْنَف. وقد شرك بن قبل في صفّين ودفع غارات معاوية كما في ٥ / ١٣٣.

وكان في قيام المختار سنة (٦٦ هـ) مع عبد الله بن المطيع العدوي، عامل ابن الزبير على الكوفة فبعثه في خيل إلى جبّانة الصائديّين ٦ / ١٨. وكان من أصحاب المشورة معه الذين أشاروا عليه بذهابه من الكوفة إلى الحجاز ٦ / ٣١. وكان يكره الخروج على المختار، ولكنّه خرج فيمَن خرج عليه لمّا ألحّوا عليه ٦ / ٤٤، فقاتل على الفرات حتّى أرتث، وحملته الرجال ٦ / ٥١. فلحق بمصعب بن الزبير بالبصرة فيمَن خرج من أشراف الكوفة ٦ / ٥٥، فبعثه المصعب إلى الكوفة سنة (٦٧ هـ)؛ ليدعوهم إلى بيعة ابن الزبير ويخرجهم إلى المصعب ٦ / ٩٥. وكان مع المصعب في حربه مع المختار ٦ / ١٠٤.

وفي أيّام عبد الملك بن مروان سنة (٧٤) حارب الأزارقة من الخوارج من قبل بشر بن مروان، والي البصرة ٦ / ١٩٧. وطاردهم إلى: كازرون، فقاتلوه فانهزم أصحابه إلاّ أناس منهم، فقاتل حتّى قُتل سنة (٧٥ هـ) ٦ / ٢١٢.

(٢) قال حميد بن مسلم ٥ / ٤٥٨.

٢٧٢

[ الرؤوس والسّبايا إلى الشام ]

ثمّ دعا [ ابن زياد: زحْر بن قيس(١) ، ومعه ] أبو بردة بن عوف الأزدي وطارق بن ظبيان الأزدي، فسرّح معه[ -هم ] برأس الحسينعليه‌السلام ورؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية(٢) .

ثمّ أمر بنساء الحسينعليه‌السلام وصبيانه فجُهّزن، وأمر بعلي بن الحسينعليه‌السلام

____________________

(١) الجُعفي الكندي، هو ممّن شهد على حجر بن عدي الكندي ٥ / ٢٧٠. وكان مع ابن المطيع على المختار سنة (٦٦ هـ) فبعثه إليه في خيل إلى جبّانة كندة ٦ / ١٨، فقاتل حتّى أرتث هو وابنه الفرات ٦ / ٥١. وفي سنة (٦٧ هـ) كان مع المصعب بن الزبير في حرب المختار، فبعثه في خيل إلى جبّانة مراد ٦ / ١٠٥، فنزل عند الحدّادين حيث تكرى الدواب ٦ / ١٠٦.

وكان سنة (٧١ هـ) ممّن كتب إليهم عبدالملك من المروانيّة من أهل العراق فأجابوه، وخذلوا المصعب ٦ / ١٥٦. وفي سنة (٧٤ هـ). كان على ربع مذحج وأسد في حرب الخوارج ٦ / ١٩٧. وفي سنة (٧٦ هـ) وجهّه الحجّاج في جريدة خيل نقاوة: ألف وثمانمئة فارس لقتال شبيب الخارجي، فالتقيا وقاتله شبيب فجرحه وصرعه، ورجع إلى الحجّاج جريحاً ٦ / ٢٤٢، وهذا آخر عهدنا به (لعنه الله!).

(٢) قال هشام: فحدّثني عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباغ الجذامي عن أبيه، عن الغاز بن ربيعة الجرشيّ من حمير، قال: والله، أنا لعند بزيد بن معاوية بدمشق، إذا قبل زجر بن قيس حتّى دخل على يزيد بن معاوية، فقاله له يزيد: ويلك ما وراءك؟! وما عندك؟

فقال: أبشر - يا أمير المؤمنين - بفتح الله ونصره! ورد علينا الحسين بن عليعليه‌السلام في ثمانية عشر من أهل بيته وستّين من شيعته، فسرنا إليهم فسألناهم أنْ يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أو والقتال، فاختاروا القتال على الاستسلام، فعدونا عليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كلّ ناحية، حتّى إذا أخذت السّيوف مأخذها من هام القوم حتّى أتينا على آخرهم؛ فهاتيك أجسادهم مجردّة وثيابهم مرمّلة، وخدودهم معفّرة تصهرهم الشمس، وتسفى عليهم الريح زوّارهم العقبان والرخم، بِقيّ سَبْسَب ٥ / ٤٦٠. والمفيد في الإرشاد / ٢٥٤، والسّبط في التذكرة / ٢٦٠.

٢٧٣

فغُلّ بُغلّ إلى عنقه، ثمّ سرّح بهنّ مع محفّز بن ثعلبة العائذي [ القرشي ](١) وشمر بن ذي الجوشن، فانطلقا بهم حتّى قدموا على يزيد(٢) .

[ و] لمّا وضُعت الرؤوس - رأس الحسينعليه‌السلام وأهل بيته وأصحابه - بين يدي يزيد، قال:

يفلّقن هاماً من رجال اعزّة

علبنا وهم كانوا أعقّ وأظلما(٣)و(٤)

فقال يحيى بن الحكم أخومروان بن الحكم(٥) :

____________________

(١) كان في حروب القادسيّة وقبلها من سنة (١٣ هـ). ويُروى عنه أخبارها ٣ / ٤٦٥ - ٤٧٧. والمفيد في الإرشاد / ٢٥٤.

(٢) قال أبومِخْنَف ٥ / ٤٥٩.

(٣) من القصائد المفضليّات للحصين بن همام المري، كما في ديوان الحماسة ١ / ١٩٣.

(٤) حدّثني الصقعب بن زهير، عن القاسم بن عبد الرحمن مولى يزيد ٥ / ٤٦٠، والمفيد في الإرشاد / ٢٤٦، ط النّجف، والمسعودي ٣ / ٧٠، والخواص / ٢٦٢. وروى السّبط عن الزهري، أنّه قال: لمّا جاءت الرؤوس كان يزيد في منظره على جيرون، فأنشد لنفسه:

لما بدت تلك الحمول واشرّقت

تلك الشموس على ربي جيرود

نعب الغراب فقتل نح أولا تنح

فلقد قضيت من الغريم ديوني!

وقال: والمشهور عن يزيد في جميع الروايات: أنّه لما حضر الرأس بين يديه جمع أهل الشام، وجعل يُنكت عليه بالخيزران، ويقول بأبيات ابن الزبعرى:

ليت أشياخى ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع السّل

قد قتلنا القرن من ساداتهم

وعدلناه ببدر فاعتدلّ

قال، وزاد الشعبي:

لعبت هاشم بالملك

فلاخبر جاء ولا وحي نزل

لست من خندف ان لم انتقم

من بني أحمد ما كان فعل

ثمّ حكى عن القاضى ابن يعلى، عن أحمد بن حنبل، أنّه قال: إنْ صحّ ذلك عن يزيد، فقد فسق. وقال مجاهد: قد نافق / ٢٦١.

(٥) كان مع أخيه مروان بن الحكم حاضراً في حرب الجمل بالبصرة، وجُرح وفرّ منهزماً حتّى لحق بمعاوية في الشام سنة (٣٧ هـ) ٤ / ٥٣٥. وتولّى المدينة / لابن أخيه عبدالملك بن مروان سنة (٧٥ هـ) ٦ / ٢٠٢، فكان عليها حتّى سنة (٧٨ هـ)، ثمّ بعثه عبدالملك في غزاة ٦ / ٣٢١، وهذا آخر عهدنا به. وقد تزوّج هشام بن عبد الملك، ابنته: اُمّ حكم ٧ / ٦٧.

٢٧٤

لهام بجنب الطفّ أدنى قرابة

من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل

سميّة أمسى نسلها عدد الحصى

وبنت رسول الله ليس لها نسل

فضرب يزيد بن معاوية في صدر يحيى بن الحكم، وقال: اسكت(١) .

ثمّ أذن للنّاس فدخلوا والرأس بين يديه، ومع يزيد قضيب فهو ينكت به في ثغره.

فقال أبو برزة السّلمي(٢) من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه [ وآله ]):

أتنكت بقضيبك في ثغر الحسين!عليه‌السلام أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذاً، لربّما رأيت رسول الله (صلّى الله عليه [ وآله ]) يرشفه! أمَا إنّك يا يزيد تجيء يوم القيامة وشفيعك ابن زياد، ويجيء هذا يوم القيامة وشفيعه محمّد (صلّى الله عليه [ وآله ]). ثمّ قام فولّى.

فسمعت دَور الحديث هند بنت عبد الله بن عامر بن كريز(٣) [، وهي ]

____________________

(١) حدّثني أبوجعفر العبسي، عن أبي عمّارة العبسي، قال ٥ / ٤٦٠. ورواها أبو الفرج في الأغاني ١٢ / ٧٤. والمفيد في الإرشاد / ٢٤٦، ط النّجف.

وروى السّبط / ٢٦٢، عن الحسن البصري، أنّه قال: ضرب يزيد رأس الحسينعليه‌السلام ومكاناً كان يقبّله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . ثمّ تمثّل الحسن البصري:

سميّة امسى نسلها عدد الحصى

وبنت رسول الله ليس لها نسل

(٢) كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في فتح مكّة فشرك في قتل عبد الله بن خطل المرتد الذي كان ممّن أهدر دمه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ٣ / ٦٠. وكان مع عمرو العاص في فتح مصر سنة (٢٠ هـ) ٤ / ١١. وقد روى الطبري خبر اعتراضه على يزيد أيضاً، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام برواية عمّار الدهني ٥ / ٣٩٠. ورواه المسعودي ٣ / ٧١، أنّه قال: ارفع قضيبك، فطال والله، ما رأيت رسول الله (صلّى الله عليه [ وآله ]) يضع فمه على فمه يلثمه.

ورواه سبط ابن الجوزي، ثمّ ذكر عن البلاذري: أنّ الذي كان عند يزيد، وقال هذه المقالة: أنس بن مالك. ثمّ قال: وهوغلط؛ لأنّ أنساً كان بالكوفة عند ابن زياد، كما ذكرناه / ٢٦٢، ط النّجف.

(٣) بعثه عثمان من سجستان إلى كابل، ففتحها سنة (٢٤ هـ) ٤ / ٢٤٤، ثمّ عزله عنها وولاّه البصرة بعد

٢٧٥

زوجة ] يزيد فتقنّعت بثوبها وخرجت، فقالت:

يا أمير المؤمنين، أرأس الحسين بن فاطمة بنت رسول اللهعليهم‌السلام ؟

قال: نعم، فأعولي عليه وحُدّي على ابن بنت رسول الله وصريخة قريش، عجّل عليه ابن زياد فقتله، قتله الله!

[ و] قال يحيى بن الحكم: حُجبتم عن محمّد يوم القيامة، لن أجامعكم على أمر أبداً، ثمّ قام فانصرف(١) .

ولمّا جلس يزيد بن معاوية، دعا أشراف أهل الشام فأجلسهم حوله، ثمّ

____________________

أبوموسى الأشعري سنة (٢٩ هـ)، وهو يومئذٍ ابن خمس وعشرين سنة، وهوابن خال عثمان بن عفّان ٤ / ٢٦٤، ففتح فارس ٤ / ٢٦٥. وفي سنة إحدى وثلاثين شخص إلى خراسان ففتح: أبرشهو وطوس وأبيورد، ونسّا حتّى بلغ سرخس وصالح أهل مرو ٤ / ٣٠٠.

واستخلف على البصرة زياد بن سميّة ٤ / ٣٠١. وفي سنة (٢٣ هـ) فتح ابن عامر: مرو والطالقان والفارياب، والجوزجان وطخارستان ٤ / ٣٠٩. وفتح: هراة وبادغيس ٤ / ٣١٤. واستشاره عثمان سنة (٣٤ هـ) في أمر الثائرين عليه فأشار عليه ببعثهم في الحروب ٤ / ٣٣٣. وفي سنة (٣٥ هـ) كتب إليه عثمان: أنّ يندب له أهل البصرة للدفاع عنه. فقرأ ابن عامر كتابه عليهم فسارع النّاس إلى ذلك فساروا حتّى نزلوا الربذة، فأتاهم قتل عثمان فرجعوا ٤ / ٣٦٨.

وقُتل عثمان سنة (٣٥ هـ)، وابن عامر على البصرة ٤ / ٤٢١، وقدم الحجاز، وقدم طلحة والزبير وسعيد بن العاص، والوليد بن عقبة وسائر بني اُميّة. وبعد نظر طويل في أمرهم اجتمع رأي ملأهم على أنْ يأتوا البصرة، وقد كانوا يرون أنْ يذهبوا إلى الشام فردّهم ابن عامر، وقال: قد كفاكم الشام من يستمر في حوزته، واتوا البصرة؛ فإنّ لي بها صنائع ولهم في طلحة هوى.

وأجابتهم عائشة وحفصة، ولكن منعها عبد الله بن عمر، وقال ابن عامر: معي كذا وكذا، فتجهّزوا به ٤ / ٤٥١. فجرح في حرب الجمل وفرّ إلى الشام ٤ / ٥٣٦، وهوالذي وفده معاوية إلى المدائن لصلح الحسنعليه‌السلام ٥ / ١٥٩، فردّه معاوية والياً على البصرة ٥ / ٢١٢، وزوّجه ابنته هند بنت معاوية. وعاب زياداً في نسبه فغضب عليه معاوية، فشفع له يزيد ٥ / ٢١٤.

ولمْ يذكر الطبري متى تزوّج يزيد ابنته هند؟ ولكن الظاهر: أنّ ذلك كان حينما تزوّج بأخته هند. وليزيد منها عبد الله، وكانت تكنّى: اُمّ كلثوم ٥ / ٥٠٠.

وفي سنة (٦٤ هـ) بعد هلاك يزيد وفرار ابن زياد، اختار جمع من أهل البصرة عليهم ابنه عبد الملك بن عبد الله بن عامر شهراً، قبل ولاية ابن الزبير ٥ / ٥٢٧.

(١) حدّثني أبوحمزة الثمالي، عن عبيد الله الثمالي، عن القاسم بن بخيت ٥ / ٤٦٥.

٢٧٦

دعا بعلي بن الحسينعليه‌السلام وصبيان الحسينعليه‌السلام ونسائه، فأُدخلوا عليه والنّاس ينظرون، فأُجلسوا بين يديه فرأى هيئةً قبيحةً، فقال: قبّح الله ابن مرجانة! لوكانت بينه وبينكم رحم وقرابة ما فعل هذا بكم، ولا بعث بكم هكذا.

[ ثمّ ] قال يزيد لعليّ [ ابن الحسينعليه‌السلام ]: يا علي، أبوك الذي قطع رحمي وجهل حقّي ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت.

فقال عليعليه‌السلام :( مَا أَصَابَ مِن مُصِيَبةٍ فِي الأرض وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتَابٍ مِن قَبْلِ أَن نَبْرَأَهَا ) (١) . فقال له يزيد:( وَمَا أَصَابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ ) (٢) و(٣) .

عن فاطمة بنت عليعليه‌السلام (٤) ، قالت: لمّا أجلسنا بين يدي يزيد بن معاوية، قام رجل أحمر من أهل الشام إلى يزيد، فقال: يا أمير المؤمنين! هب لي هذه [ وهو] يعنّيني! فأرعدت وفرقت، وظننت أن ذلك جائز لهم، وأخذت بثياب أختي زينب، وكانت أكبر منّي وأعقل وتعلم أن ذلك لا يكون، فقالت [ له ]:

كذبت والله،، ولؤمت! ما ذلك لك ولا له!

فغضب يزيد فقال: كذبت والله،! إن ذلك لي ولوشئت أن أفعله لفعلت!

____________________

(١) سورة الحديد / ٢٢. وتمامها:( إِنّ ذلِكَ عَلَى‏ اللّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى‏ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ والله، لاَ يُحِبّ كلّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) .

ورواها أبو الفرج بتمامها / ٨٠. ورواها السّبط، ثمّ قال: وكان علي بن الحسينعليه‌السلام والنّساء موثقين في الحبال، فناداه عليعليه‌السلام :« يا يزيد، ما ظنّك برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لو رآنا موثقين في الحبال، عرايا على أقتاب الجمال؟ » . فلمْ يبقَ في القوم إلاّ مَن بكى / ٢٦٢.

(٢) سورة الشورى / ٣٠. وروى أبو الفرج: أنّ يزيد بدأ بهذه الآية، فأجابه الإمامعليه‌السلام بآية سورة الحديد، وهوالأنسب.

(٣) قال أبومِخْنَف ٥ / ٤٦١، والإرشاد / ٢٤٦، ط النّجف.

(٤) هكذا النّص، والمفيد في الإرشاد / ٢٤٦، والسّبط في التذكرة / ٢٦٤ ذكراها: بنت الحسينعليه‌السلام .

٢٧٧

قالت: كلاّ والله، ما جعل الله ذلك لك إلاّ أنْ تخرج من ملّتنا وتدين بغير ديننا.

فغضب يزيد واستطار، تمُ قال: إيّاى تستقبلين بهذا! إنّما خرج من الدّين أبوك وأخوك.

فقالت زينب: بدين الله ودين أبي وأخي وجدّيعليهم‌السلام ، اهتديت أنت وأبوك وجدّك!

قال: كذبت، يا عدوّة الله.

قالت: أنت أمير مُسلّط تشتم ظالماً، تقهر بسلطانك. فسكت.

ثمّ عاد الشامي، فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي هذه الجارية؟

قال: اعزب، وهب الله لك حتفاً قاضياً!(١) .

ثمّ أمر بالنّسوة أنْ يُنزّلن في دار على حدة، [ و] معهنّ علي بن الحسين [عليه‌السلام ، و] معهنّ ما يصلحهنّ، فخرجن حتّى دخلن [ تلك الدار ]، فلمْ تبقَ من آل معاوية امرأة إلاّ استقبلتهنّ تبكي وتنوح على الحسينعليه‌السلام ، فأقاموا عليه المناحة ثلاثاً.

ولمّا أرادوا أنْ يخرجوا، قال يزيد بن معاوية: يا نعمان بن بشير، جهّزهم بما يصلحهم وابعث معهم رجلاً من أهل الشام أميناً صالحاً، وابعث معه خيلاً وأعوانًا، فسيّر بهم إلى المدينة فخرج بهم. وكان يُسايرهم باللّيل فيكونون أمامه حيث لا يفوتون طرفه، فإذا نزلوا تنحّى عنهم وتفرّق هوأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم، وينزل منهم بحيث إذا أراد إنسان منهم وضوأ وقضاء حاجة لمْ يحتشم. فلمْ يزل ينازلهم في الطريق هكذا، ويلطّفهم ويُسألهم عن حوائجهم حتّى دخلوا المدينة(٢) .

____________________

(١) وروى هذا الخبر الطبري، عن عمّار الدهني عن الباقرعليه‌السلام ٥ / ٣٩٠.

(٢) عن الحارث بن كعب، عن فاطمة ٥ / ٤٦١. ورواه أبو الفرج / ٨٠، والسّبط / ٢٦٤.

٢٧٨

[ أهل البيت في المدينة ]

ولمّا أتى أهل المدينة مقتل الحسينعليه‌السلام ، خرجت [ اُمّ لقمان ](١) بنت عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام ومعها نساؤها، وهي حاسرة تلوي بثوبها، وهي نقول:

ماذا تقولون إن قال النّبيّ لكم

ما ذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

بعترتي وبأهل بعد مفتقدي

منهم أسارى ومنهم ضرّجوا بدم(٢)

[ و] لمّا بلغ عبد الله بن جعفر بن أبي طالب(٣) مقتل ابنيه [: محمّد وعون ] مع

____________________

(١) قال الشيخ المفيد: فخرجت اُمّ لقمان بنت عقيل بن أبي طالب (رحمة الله عليهم)، حين سمعت نعي الحسينعليه‌السلام حاسرة، ومعها أخواتها: اُمّ هانئ وأسماء، ورملة وزينب بنات عقيل بن أبي طالب (رحمة الله عليهم)، تبكي قتلاها بالطفّ، وهي تقول الإرشاد / ٢٤٨.

ورواها السّبط في تذكرته، عن الواقدي، عن زينب بنت عقيل / ٢٦٧.

(٢) وروى الطبري: الأبيات عن عمّار الدّهني عن الإمام الباقرعليه‌السلام ، قال:« فجهّزهم وحملهم إلى المدينة، فلمّا دخلوها خرجت امرأة من بني عبد المطلب ناشرةً شعرها، واضعةً كمّها على رأسها تتلقّاهم وهي تبكي، وتقول: »

ماذا تقولون ان قال النّبيّ لكم

ما ذا فعلتم وأنتم آخر الأمم!

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي

منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم

أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي

(٣) هو الذي روى خبر حليمة السّعديّة ٢ / ١٥٨. وفي سنة (٨ هـ)، حيث رجع الباقون من غزوة مؤتة، طلبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذه وحمله على يديه ٣ / ٤٢. وهوالذي أشار على عليعليه‌السلام بعزل قيس بن سعد عن مصر، وتولية أخيه من اُمّه محمّد بن أبي بكر عليه، ففعلعليه‌السلام ٤ / ٣٦. وكان مع عليعليه‌السلام بصفّين ٥ / ٦١. وتولّى تجهيز عليعليه‌السلام ودفنه مع الحسن والحسينعليهما‌السلام ، ثمّ عاد معهم إلى المدينة ٥ / ١٦٥.

وقد مضت ترجمته في كتابه، مع ولديه: محمّد وعون من مكّة إلى الحسينعليه‌السلام .

٢٧٩

الحسينعليه‌السلام دخل عليه النّاس يعزّونه [ فـ ] أقبل على جلسائه، فقال:

الحمد لله عزّ وجلّ على مصرع الحسينعليه‌السلام إنْ لا تكن آستْ حسيناًعليه‌السلام يديّ، فقد آساه ولديّ والله، لوشهدته لا حببت أنْ لا أفارقه حتّى أُقتل معه، والله، أنّه لممّا يسخّي بنفسي عنهما، ويهوّن عليّ المصاب بهما؛ أنّهما أُصيبا مع أخي وابن عمّي مواسيين له، صابرين معه(١) و(٢) .

____________________

(١) عن سليمان بن أبي راشد، عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود، قال ٥ / ٤٦٦.

(٢) قال هشام: حدّثني عوانة بن الحكم، قال: لمّا قتل عبيد الله بن زياد الحسين بن عليعليه‌السلام ، دعا عبد الملك بن أبي الحارث السّلمي، فقال: انطلق حتّى تقدم المدينة على عمروبن سعيد بن العاص - وكان يومئذٍ أمير المدينة - فبشّره بقتل الحسينعليه‌السلام ولا يسبقك الخبر ولا تعتلّ، وإنْ قامت بك راحتلك فاشتر راحلة، وأعطاه دنانير.

قال عبد الملك: فقدمت المدينة فدخلت على عمروبن سعيد، فقال: ما وراك؟

فقلت: ما سرّ الأمير، قُتل الحسين بن عليعليه‌السلام

فقال: نادِ بقتله. فناديت بقتله.

فلمْ اسمع واعية قطّ مثل واعية نساء بني هاشم في دورهنّ على الحسين [عليه‌السلام ، فـ ] -ضحك عمروبن سعيد [، و] قال:

عجّت نساء بني زياد عجّة

كعجيج نسوتنا غداة الارنب(*)

ثمّ قال عمرو: هذه واعية بواعية عثمان بن عفّان.

ثمّ صعد المنبر فأعلم النّاس قتله. ورواه المفيد في الإرشاد / ٢٤٧، ط النّجف.

____________________

(* ) البيت لعمر بن معد يكرب الزبيدي. وكانت لهم وقعة على بنى زياد انتقاماً منهم لوقعة لهم على بني زبيد. ورواها السّبط مختصراً / ٢٦٦. وذُكر عن الشعبي: أنّ مروان بن الحكم كان بالمدينة فأخذ الرأس، وتركه بين يديه وتناول أرنبة أنفه، وقال:

يا حبذا بردك في اليدين

ولونك الاحمر في الخدّين

ثمّ قال: والله، لكأنّي أنظر إلى أيّام عثمان.

وقال ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة ٤ / ٧٢: والصحيح، أنّ عبيد الله بن زياد كتب إلى عمروبن سعيد بن العاص يبشّره بقتل الحسينعليه‌السلام ، فقرأ كتابه على المنبر وأنشد الرجز المذكور وأومى إلى القبر، وقال: يوم بيوم بدر. فأنكر عليه قوم من الأنصار. ذكر ذلك أبوعبيدة في كتاب المثالب.

٢٨٠