وقعة الطف

وقعة الطف0%

وقعة الطف مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 290

وقعة الطف

مؤلف: لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن مسلم الازدى الغامدى
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف:

الصفحات: 290
المشاهدات: 158624
تحميل: 6242

توضيحات:

وقعة الطف
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 290 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 158624 / تحميل: 6242
الحجم الحجم الحجم
وقعة الطف

وقعة الطف

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

على شيراز - كما في: ٧ / ٧٢ وهو عهد ضعف الاُمويّين وقيام العباسيّين بالدعوة إلى الرضا من أهل البيتعليه‌السلام ، والطلب بثارات الحسين وأهل بيتهعليه‌السلام ، ومن يدري لعلّ دعاة العباسيّين دعوا أبا مِخْنف إلى تأليف أخبار مقتل الحسينعليه‌السلام ؛ لتأييد دعوتهم، ثمّ لمّا بلغوا ما أرادوا تركوه ومقتله كما تركوا أهل البيتعليه‌السلام ، بل حاربوهم.

مصنّفاته:

ذكر الشيخ النّجاشي له من المصنّفات:

كتاب المغازي، كتاب الردّة، كتاب فتوح الإسلام، كتاب فتوح العراق، كتاب فتوح خراسان، كتاب الشورى، كتاب قتل عثمان، كتاب الجمل، كتاب صفّين، كتاب الحكمين، كتاب النّهروان، كتاب الغارات، كتاب أخبار محمّد بن أبي بكر، كتاب مقتل محمّد بن أبي بكر، كتاب مقتل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كتاب أخبار زياد، كتاب مقتل حجر بن عدي، كتاب مقتل الحسنعليه‌السلام ، كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام ، كتاب أخبار المختار، كتاب أخبار ابن الحنفيّة، كتاب أخبار الحجّاج بن يوسف الثقفي، كتاب أخبار يوسف بن عمير، كتاب أخبار شبيب الخارجي، كتاب أخبار مطرّف بن مغيره بن شعبة، كتاب أخبار الحريث بن الأسدي النّاجي، كتاب أخبار آل مِخْنف بن سليم

ثمّ ذكر طريقه إليه، عن تلميذه: هشام الكلبي(١) . وذكر له الشيخ الطوسي في الفهرست بعض هذه الكتب، ثمّ أضاف:

وله كتاب خطبة الزهراء (عليها‌السلام )، ثمّ ذكر طريقه إليه(٢) .

____________________

(١) رجال النّجاشي / ٢٢٤، ط الحجرية - الهند.

(٢) الفهرست / ١٥٥، ط النّجف.

٢١

وذكر له ابن النّديم في الفهرس بعض هذه الكتب وعدّ، منها: مقتل الحسينعليه‌السلام .

ومن الملاحظ عليه في قائمة كتبه: أنّه كان جلّ جهده موجّهاً إلى التصنيف في أخبار الشيعة، وفي أخبار الكوفة بالخصوص، وليس فيها كتاب في أخبار بني أميّة أو بني مروان، ولا فيها كتاب عن قيام أبي مسلم الخراساني والدولة العبّاسيّة، مع أنّه توفّي بعد كلّ هذا بخمس وعشرين سنة (١٥٨ هـ)، بل آخر ما نرى في قائمة كتبه من تواريخه: كتاب أخبار الحجاج بن يوسف الثقفي، وأخباره تنتهي بموته سنة (٩٥هـ)، إلاّ أنّ الطبري يروي عنه في تاريخه أخباراً إلى أواخر أيام الاُمويّين، وبالتعيين إلى حوادث سنة (١٣٢هـ)(١) .

والملاحظ في أخباره المتناثرة في الكتب ولا سيّما في الطبري: أنّه يروي كثيراً منه، عن أبيه أو عمّه أو أحد بني عمومته، أو أشياخه من حيّ الأزد من الكوفيّين؛ وهذا يدلّنا على أنّ كثرة وجود الأخبار في قومه هو الذي بعثه على جمعها وتأليف الكتب منه؛ ولهذا نراه قد اقتصر على أخبار الكوفيّين حتّى أنّه عُدّ فيها أعلم من غيره بها.

مذهبه ووثاقته:

والملاحظ في أخباره عامّة أيضاً أنّه لمْ يروِ عن الإمام زين العابدينعليه‌السلام (ت ٩٥ هـ)، ولا عن الإمام الباقرعليه‌السلام (ت ١١٥ هـ)، مباشرةً ولا خبراً واحداً، بل روى عن الإمام الباقرعليه‌السلام بواسطة(٢) ، وعن الإمام علي بن الحسين (عليهما‌السلام ) بواسطتين(٣) ، وله بضع روايات عن الإمام

____________________

(١) انظر: ٧ / ٤١٧، خروج محمّد بن خالد بالكوفة سنة (١٣٢هـ).

(٢) انظر: ٥ / ٤٤٨، خبر مقتل الرضيع في الطبري.

(٣) انظر: ٥ / ٤٨٨، خبر ليلة عاشوراء.

٢٢

الصادقعليه‌السلام (ت ١٤٨ هـ)، بلا واسطة(١) ، وهذا ممّا يؤيده النّجاشي - ره - إذ قال، وقِيل: إنّه روى عن أبي جعفرعليه‌السلام ، ولمْ يصح(٢) ، ولمْ يروِ عن الإمام موسى بن جعفر الكاظمعليه‌السلام ، مع أنّه عاش بعد الإمام الصادقعليه‌السلام (ت ١٤٨ هـ) معاصراً للإمام الكاظمعليه‌السلام عشر سنين؛ ولهذا لمْ يعدّه أحد من أصحابه.

وهذا ممّا قد يدلّنا على أنّّه لمْ يكن شيعيّاً، ومن صحابة الأئمةعليه‌السلام بالمعنى المصطلح الشيعي الإمامي الذي يعبّر عنه العامّة، بـ (الرافضي)، وإنّما كان شيعيّاً في الرأي والهوى كأكثر الكوفيّين، غير رافض لمذهب عامّة المسلمين آنذاك.

وقد يكون ممّا يؤيد هذا: أنّ أحداً من العامّة لمْ يرمه بالرفض، كما هو المعروف من مصطلحهم: أنّهم لا يقصدون بالتشيّع سوى الميل إلى أهل البيتعليه‌السلام ، وأمّا من علموا منه اتّباع أهل البيتعليه‌السلام في مذهبه؛ فإنّهم يرمونه بالرفض لا التشيّع فحسب، وهذا هو الفارق في مصطلحهم بين الموردين.

قال فيه الذهبي: أخباري تالف لا يُوثق به، تركه أبو حاتم وغيره. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال مرّة: ليس بشيء. وقال ابن عدي: شيعي محترق صاحب أخبارهم(٣) ، فلمْ يرمه أحد منهم بالرفض، بينما نراهم يرمون مَن ثبت أنّه على مذهب أهل البيتعليه‌السلام بالرفض.

ويصرّح ابن أبي الحديد بهذا، فيقول: وأبو مِخْنف من المحدّثين، وممّن يرى صحّة الإمامة بالإختيار، وليس من الشيعة ولا معدوداً من رجاله(٤) .

____________________

(١) انظر: ٥ / ٤٥٣ -، خبر مصرع الحسينعليه‌السلام .

(٢) ص / ٢٢٤، ط الحجرية - الهند.

(٣) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٢٠، ط الحلبي. والمحترق بمعنى: المتعصب، كما جاء في الميزان بشأن الحارث بن حصيرة، هو من: المحترقين، وليس المخترق كما قد يتوهم.

(٤) تأسيس الشيعة / ٢٣ ٥، ط بغداد.

وقد عدّدت موارد رواية الطبري عن أبي مِخْنف، فكان زهاء (٤٠٠) مورداً، كما في فهرس الأعلام ٧ / ٤١٧، ط دار المعارف، آخرها في خروج محمّد بن خالد بالكوفة سنة (١٣٢ هـ).

٢٣

نقل هذا السيّد الصدر في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام، ثمّ علّق عليه يقول، قلت: لا يرمونه بغير التشيّع، وهو عند أهل العلم منهم لا ينافي الوثاقة، وقد اعتمد عليه أئمة السنّة كأبي جرير الطبري وابن الأثير، خصوصاً ابن جرير قد شحن تاريخه الكبير من رواية أبي مِخْنف(١) .

وقد عقد الإمام شرف الدينرحمه‌الله في كتابه: المراجعات، فصلاً خاصاً عدّ فيه مئة من رجال الشيعة في أسناد السنّة، بل حتّى صحاحهم، وعيّن مواضعه(٢) .

وخلاصة القول فيه: أنّه لا ينبغي التأمّل في كونه شيعيّاً لا إماميّ، كما صرّح به ابن أبي الحديد فهو كلام متين، وإنّما عدّه بعض العامّة شيعيّاً على ما تعوّدوا عليه بالنّسبة إلى من يميل إلى أهل البيتعليه‌السلام بالمودّة والمحبّة والهوى، ولمْ يصرّح أحد من علماء الشيعة السّابقين بتشيّعه، وإنّما وصفه النّجاشيرحمه‌الله وهو خرّيت هذا الفن بأنّه: كان شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة، لا شيخ أصحابنا، أو حتّى شيخ أصحاب أخبارنا.

ولا عجب في تصريح ابن أبي الحديد بذلك، وهو يروي عنه أرجازاً في وقعة الجمل في وصاية عليعليه‌السلام لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنّ نقله لهذه الأراجيز لا يشهد بأكثر من تشيّعه في الرأي والهوى لا العقيدة بالإمامة، كما يروي ذلك كثير من أهل السنّة.

والخلاصة: أنّ كون الرجل شيعيّاً ممّا لا ينبغي الريب فيه، أمّا كونه إماميّاً فلا دليل عليه.

____________________

(١) تأسيس الشيعة / ٢٣٥، ط بغداد.

(٢) المراجعات / ١٦ - ١٧، ٥٢ - ١١٨، ط دار الصادق.

٢٤

وأحسن ما قال فيه أصحابنا هو ما مدحه به النّجاشي، إنّه: شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم، وكان يسكن إلى ما يرويه. فهو مدح معتدّ به يثبت به حسنه؛ ولذا عدّ أخباره في: الوجيزة والبلغة، والحاوي وغيرها من الحسان.

هشام الكلبي:

ذكره الشيخ النّجاشي وسرد نسبه، ثمّ قال: العالم بالأيّام، المشهور بالفضل والعلم، وكان يختصّ بمذهبنا وله الحديث المشهور، قال: اعتللت علّة عظيمة نسيت علمي، فجئت إلى جعفر بن محمّدعليه‌السلام فسقاني العلم في كأس فعاد إليّ علمي.

وكان أبو عبدالله يقرّبه ويدنيه وينشّطه، وله كتب كثيرة(١) ، ثمّ عدّ كتبه، وذكر طريقه إليه، وعدّ من كتبه: مقتل الحسينعليه‌السلام ، ولعلّه هو ما يرويه أو أكثره عن شيخه أبي مِخْنف.

ومن الغريب أنّ الشيخ الطوسي نقل في مختاره من رجال الكشّي، أنّه يقول: الكلبي من رجال العامّة، إلاّ أنّ له ميلاً ومحبّة شديدة، وقد قِيل: إنّ الكلبي كان مستور - أي: في التقيّة - ولمْ يكن مخالف(٢) .

____________________

(١) ص / ٣٠٥، ط الحجرية - الهند.

(٢) ص / ٣٩٠، ح: ٧٣٣، ط مشهد. ولا يُخفى أنّ بناء علمائنا الرجإليّين على تقديم قول النّجاشي عند المعارضة، فقد قال الشهيدقدس‌سره في المسالك: وظاهر حال النّجاشي، إنّه أضبط الجماعة وأعرفهم بحال الرواة.

وقال سبطه في شرح الاستبصار: والنّجاشي مقدّم على الشيخ في هذه المقامات كما يعلم بال ممّا ممّا رسة. وقال شيخه المحقق لأسترابادي في الرجال الكبير في ترجمة سليمان بن صالح: ولا يُخفى تخالف ما بين طريقي الشيخ والنّجاشي، ولعلّ النّجاشي أثبت.

وقال السيّد بحر العلوم في الفوائد الرجإليّة: أحمد بن علي النّجاشي أحد المشايخ الثبات، والعدول الأثبات من أعظم أركان الجرح والتعديل وأعلم علماء هذا السبيل، أجمع علماؤنا على الاعتماد عليه وأطبقوا على الاستناد في أحوال الرجال إليه

وبتقديمه صرّح جماعة من الأصحاب، نظراً إلى كتابه الذي لا نظير له في هذا الباب، والظاهر أنّه الصواب.

٢٥

ثم لم يذكره الشيخ في الرجال ولا في الفهرست إلاّ طريقاً لمَا يرويه من كتب أبي مِخْنف(١) ، ولعلّ السبب في ذلك يرجع إلى أنّ كتبه التي كانت تخصّ تاريخ الشيعة هي ما يرويه عن شيخه أبي مِخْنف، وأمّا سائر كتبه، فليس فيها ما يخصّ تاريخ الشيعة.

وقد نصّ كثير من علماء السير والتراجم من العامّة على علمه وحفظه تشيّعه، قال ابن خلكان: كان واسع الرواية لأيّام النّاس وأخبارهم، وكان أعلم النّاس بعلم الأنساب، وكان من الحفّاظ المشاهير، توفّي (٢٠٦ هـ)(٢) .

وقال أبو أحمد بن عدي في كتابه الكامل: للكلبي أحاديث صالحة، ورضوه في التفسير، وهو معروف به، بل ليس لأحد تفسير أطول منه ولا أشبع، وهو يفضّل على مقاتل بن سليمان؛ لمَا في مقاتل من المذاهب الرديئة، وذكره ابن حبّان في الثقات(٣) .

هذا المقتل المتداول:

تتداول الأيدي والمطابع في هذه العهود المتأخّرة كتاباً في مقتل الحسين

____________________

هذا وقد صرّح النّجاشي في كتابه في ترجمة الشيخ الكشّي يقول: كان ثقةً عيناً له كتاب الرجال، كثير العلم، وفيه أغلاط كثيرة صحب العيّاشي وأخذ عنه، وروى عن الضعفاء / ٣٦٣.

وقال في ترجمة العيّاشي: ثقة صدوق، عين من عيون هذه الطائفة، وكان في أوّل أمره عامّي المذهب، ثمّ تبصّر وكان يروي عن الضعفاء كثيراً / ٢٤٧.

فلعلّ الكشّي أخذ قوله هذا من العيّاشي، وهو قال: بأنّ الكلبي من العامّة؛ لكونه هو عاميّاً بادئ أمره، وأنّ الكلبي كان مستوراً يعمل بالتقيّة كما ذكره الكشّي.

(١) ص / ١٥٥، ط النّجف.

(٢) وقد نقل الطبري، عن الكلبي في تاريخه في ثلاثمئة وثلاثين مورداً، ومع ذلك لمْ يتعرّض لترجمته في ذيل المذيّل، وإنّما ذكر أباه / ١٠١، فقال:

إنّ جدّه بشر بن عمرو الكلبي وبنيه السّائب، وعبيد وعبد الرحمن شهدوا الجمل وصفّين مع عليعليه‌السلام .

(٣) لسان الميزان ٢ / ٣٥٩.

٢٦

عليه‌السلام نسب إلى أبي مِخْنف، ومن العلوم الواضح أنّه ليس لأبي مِخْنف، وإنما هو من جمع جامع غير أبي مِخْنف، ولا يُدرى بالضبط متى؟ وأين؟ وممّن وُجد هذا الكتاب؟ ومتى طُبع لأوّل مرّة؟.

يقول الإمام شرف الدين (قدّه): ولا يُخفى أنّ الكتاب المتداول في مقتلهعليه‌السلام ، المنسوب إلى أبي مِخْنف، قد اشتمل على كثير من الأحاديث التي لا علم لأبي مِخْنف به، وإنّما هي مكذوبة على الرجل، وقد كثرت عليه الكذّابة وهذا شاهد على جلالته(١) .

وقال المحدّث القميّ: وليعلم إنّ لأبي مِخْنف كتباً كثيرةً في التاريخ والسير، منها كتاب: مقتل الحسينعليه‌السلام الذي نقل عنه أعاظم العلماء المتقدّمين واعتمدوا عليه ...، ولكن للأسف أنّه فُقد ولا يوجد منه نسخة، وأمّا المقتل الذي بأيدينا وينسب إليه، فليس له، بل ولا لأحد من المؤرخين المعتمدين، ومن أراد تصديق ذلك، فليقابل ما في هذا المقتل وما نقله الطبري وغيره عنه حتّى يعلم ذلك، وقد بيّنت ذلك في نفس المهموم في: طرمّاح بن عدي، والله، العالم(٢) .

فلمْ يكن لي بدّ - وأنّا أريد تحقيق الكتاب - أنْ أنظر ما في هذا المقتل الموضوع، فمن المقطوع به أنّ الكتاب من جمع جامع غير أبي مِخْنف، ولا يُدري مَن هو هذا الجامع ومتى جمعه؟ والذي يبدو لي أنّه كان من العرب المتأخّرين غير عارف بالتاريخ والحديث والرجال، وحتّى الأدب العربي؛ فإنّه يستعمل في الكتاب كلمات هي من استعمال العرب المتأخّرين باللغة الدارجة العاميّة.

والكتاب يشتمل على: مئة وخمسين حديثاً، يتخلّلها ستّ أحاديث مرسلة

____________________

(١) مؤلّفو الشيعة في صدر الإسلام / ٤٢، ط النّجاح.

(٢) الكِنى والألقاب ١ / ١٤٨، ونفس المهموم / ١٩٥، ومقدمته / ٨، ط بصيرتي.

٢٧

فحديث عن الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام / ٤٩، وآخر عن عبد الله بن العبّاس /٩٤، وثالث عن عمارة بن سليمان عن حميد بن مسلم / ٨٢، ورابع عمّن يُدعى عبد الله بن قيس / ٩٦، وخامس عمّن يُدعى عمّار، ومرفوعة عن الكليني المتوفّى (ت ٣٢٩ هـ) لاتوجد في الكافي / ٧٠.

ويبتدئ من بعد الحديث ١٠٥(١) بإكثار النّقل عمّن يُدعى: سهل الشهرزوري، فيحشره مععليهم‌السلام من الكوفه إلى الشام وحتّى رجوعهم إلى المدينة، وينقل عنه ٣١ حديثاً مرسلاً، ويذكر منها: خبر سهل بن سعد السّاعدي، باسم: سهل بن سعيد الشهرزوري(٢) .

وتبقى سائر أحاديث الكتاب منسوبة إلى أبي مِخْنف نفسه، وهي ١٣٨ حديثاً.

والكتاب يشتمل على عدّة أغلاط فاحشة، هي كما يلي:

الأخطاء الفاحشة في هذا المقتل المتداول:

١ - يُفاجأ القارئ البصير في أوّل سطر من أوّل صفحة - من هذا المقتل المتداول - بهذه الغلطة الفاضحة، قال أبو مِخْنف: حدّثنا أبو المنذر هشام عن محمّد بن سائب الكلبي! فترى أبا مِخْنف هنا - وهو شيخ هشام - ناقلاً عن هشام تلميذه، وهو بدوره محدّثاً له عن أبيه محمّد بن السّائب الكلبي، فيا تُرى كمْ كان جامع هذا الكتاب جاهلاً بتراجم الرجال حتّى خفي عليه هذا!(٣) .

____________________

(١) ١٠٢، ط النّجف.

(٢) ١٢٣، ط النّجف.

(٣) وقد روى مثله السيّد المرتضىرحمه‌الله في تنزيه الأنبياء / ١٧١ - ط قم - عمّن أسماه ابن العبّاس بن هشام، عن أبيه، عن أبي مِخْنف، عن أبي الكنود عبدالرحمن بن عبيد. فلعلّ جامع هذا الكتاب نقله عن كتاب السيّد، أو غيره بتصحيف وتحريف وزيادات.

٢٨

٢ - وتقلب بعد هذا ثلاثة من صحائف الكتاب، فتجده يقول: وروى الكليني في حديث(١) ، فليت شعري من هذا الذي يروي عن الكليني المتوفّى (٣٢٩هـ)، وقد توفّي أبو مِخْنف (١٥٨هـ)؟! والرواية بعدُ غير موجودة في الكافي.

٣ - ثمّ تقلب صفحات أخرى فتجده يقول، قال: فأنفذ يزيد الكتاب إلى الوليد، وكان قدومه لعشرة أيّام خلون من شعبان(٢) .

هذا وقد أجمع المؤرخون - ومنهم أبو مِخْنف برواية الطبري - على أنّ الحسينعليه‌السلام دخل مكّة لثلاث خلون من شعبان، فكيف التوفيق؟!

٤ - وينفرد في حديث مقتل مسلم بن عقيل، بنقل خبر، حُفر حفيرة له وقع فيها فأخذ مكتوفاً إلى ابن زياد، فيقول: وأقبل عليهم لعين، وقال لهم: أنا أنصب لهم شرك، نحفر له بئراً في الطريق ونطمّه بالدغل والتراب، ونحمل عليه وننهزم قدّامه، وأرجو أنْ لا يفلت منه(٣) .

٥ - وينفرد في حديث مقتل مسلم أيضاً بقوله: لمّا قُتل مسلم وهاني إنقطع خبرهما عن الحسينعليه‌السلام ، فقلق قلقاً عظيماً فجمع أهله وأمرهم بالرحيل إلى المدينة، فخرجوا سايرين بين يديه إلى المدينة حتّى دخلوه، فأتى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبكى بكاءً شديداً، فهوّمت عيناه بالنّوم(٤) ، وليس لهذا الخبر أيّ أصل أو أثر، في أي كتاب أو سفر.

٦ - وينفرد في حديث نزول الإمام الحسينعليه‌السلام بكربلاء، بنقل خبر ركوب الإمامعليه‌السلام سبعة أفراس ونزوله منها، وتوقفها وعدم تقدّمه(٥) .

٧ - وينفرد بنقل حديث الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام ليلة العاشر من المحرّم، في يوم نزول الإمام بكربلاء(٦) .

____________________

(١) ص / ٧.

(٢) ص / ١١.

(٣) ص / ٣٥.

(٤) ص / ٣٩.

(٥) ص / ٤٨.

(٦) ص / ٤٩.

٢٩

٨ - وينفرد بذكر عدد عساكر ابن سعد في كربلاء: ثمانين ألف(١) .

٩ - وينفرد بنقل خطبة زهير بن القين يوم نزول العساكر بكربلاء، ويقول: ثمّ أقبل على أصحابه، وقال: معاشر المهاجرين والأنصار، لا يغرّنّكم كلام هذا الكلب الملعون وأشباهه! فإنّه لا يُنال شفاعة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إنّ قوماً قتلوا ذرّيّته وقتلوا مَن نصرهم؛ فإنّهم في جهنّم خالدون أبداً(٢) .

١٠ - وينفرد بنقل خبر، حفر الحسينعليه‌السلام بئراً، ويقول: فلمْ يجد فيها ماءً(٣) .

١١ - وينفرد بتكرير حديث ليلة عاشوراء وصبيحتها ثلاث مرّات، فيذكر في الأولى خطبة للامام الحسينعليه‌السلام ومقتل أخيه العبّاسعليه‌السلام وينفرد فيه بقوله: فأخذ السّيف بفيه، ثمّ يقول: ونزل إليه وحمله على ظهر جواده وأقبل به إلى الخيمة وطرحه وبكى عليه بكاءً شديداً حتّى بكى جميع من كان حاضر(٤) .

ثمّ يكرّ على ليلة عاشوراء، فيقول: ثمّ أقبل على أصحابه، وقالعليه‌السلام لهم:« يا أصحابي، ليس طلب القوم غيري، فإذا جنّ عليكم اللّيل، فسيروا في ظلمته». ثمّ يقول: وبات تلك اللّيلة، فلمّا أصبح(٥) .

ثمّ يعود على صبيحة عاشوراء ويذكر فيها خطبة أخرى للإمامعليه‌السلام ، وينفرد بذكر إرسال رسول من قبل الحسينعليه‌السلام باسم أنس بن كاهل إلى ابن سعد(٦) ، بينما الرسول هو: أنس بن الحرث بن كاهل الأسدي.

ثمّ يكرّ ثالثةً على ليلة عاشوراء فيذكر الخطبة المعروفة للإمامعليه‌السلام على أصحابه وأهل بيته في تلك اللّيلة ثمّ يعود على تعبئة الحسينعليه‌السلام

____________________

(١) ص / ٥٢.

(٢) ص / ٥٦.

(٣) ص / ٥٧.

(٤) ص / ٥٩.

(٥) ص / ٥٩ - ٦٠.

(٦) ص / ٦٠ - ٦١.

٣٠

وابن سعد(١) .

١٢ - وينفرد في أصحاب الإمام الحسينعليه‌السلام بذكر إبراهيم بن الحسين(٢) .

١٣ - ويذكر الطرّماح مع مَن قُتل مع الإمامعليه‌السلام ، بينما يروي الطبري عن الكلبي عن أبي مِخْنف: إنّه لمْ يحضر كربلاء، ولمْ يُقتل مع الإمامعليه‌السلام (٣) . وعلى هذا يعلّق المحدّث القمّي في كتابه: نفس المهموم / ١٩٥.

١٤ - ويذكر في قصّة الحرّ الرياحي أبياتاً هي لعبيد الله بن الحرّ الجُعفي، صاحب قصر بني مقاتل، ولا يتنبّه إلى عدم تناسبها مع حال الحرّ، إذ يقول فيه: وقف على أجسادهم وقبورهم(٤) ، فوا جهلاً من جامع هذا الكتاب!

١٥ - وينسب إلى الإمام الحسينعليه‌السلام أبياتاً في رثاء الحرّ لا تُناسب أنْ تكون للامام، منه:

ونِعم الحرّ إذ واسى حسيناً ممّا

لقد فاز الذي نصروا حسين(٥)

١٦ - وينسب إلى الإمام الحسينعليه‌السلام أبياتاً ثلاثة في رثاء أصحابه، وهي صريحة في أنّها ليست للإمامعليه‌السلام ؛ وإنّما هي لأحد من الشعراء

____________________

(١) ص / ٦١ - ٦٢.

(٢) ص / ٧٠.

(٣) ص / ٧٢.

(٤) ص / ٧٧. وقد ذكرها الطبري - ٥ / ٤٧٠، ط دار المعارف -، عن أبي مِخْنف عن عبد الرحمن بن جندب: إنّ عبيد الله بن الحرّ قالها في المدائن، وهي:

يقول أمير غادر وابن غادر

ألاَ كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمة

فيلاحظ: أنّ هذا الجامع الخائن قد غيّر منها كلمات؛ لتناسب الحرّ الرياحي وهي لمْ تناسبه مع ذلك.

(٥) ص / ٧٩.

٣١

المتأخّرين، حيث يقول فيه: نصروا الحسين فيا لها من فتية، هكذ ا(١) .

١٧ - وينفرد في تعيين يوم نزول الإمام الحسينعليه‌السلام : أنّه كان يوم الأربعاء(٢) . ويقول في شهادتهعليه‌السلام : أنّها كانت يوم الإثنين(٣) ، وهذا يقتضي أنْ يكون نزوله بكربلاء في اليوم الخامس من المحرّم، وقد أجمع المؤرخون - ومنهم أبو مِخْنف برواية الطبري - على أنّ نزوله كان في اليوم الثاني من المحرّم، وأنّه كان يوم الخميس(٤) ، ومقتله كان يوم الجمعة.

١٨ - يبتدئ من الحديث رقم (١٠٥)(٥) بإكثار النّقل عمّن يُدعى: سهل الشهرزوري، فيحشره مععليهم‌السلام من الكوفة إلى الشام إلى المدينة، فينسب إليه في الكوفة أبيات سليمان بن قتّة الهاشمي(٦) ، على قبر الإمام الحسينعليه‌السلام :

مررت على أبيات آل محمّد(٧)

وينسب إليه في الشام خبر سهل بن سعد السّاعدي باسم: سهل بن سعيد الشهرزوري(٨) ، فكأنّه يحسبه هو.

١٩ - وينسب إلى الإمام الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء أرجوزة تشتمل

____________________

(١) ص / ٨٥.

(٢) ص / ٤٨.

(٣) ص / ٩٣.

(٤) ٥ / ٤٠٩. ويؤيّده ما رواه الأربلي في كشف الغمّة ٢ / ٢٥٢، بإسناده عن الإمام الصادقعليه‌السلام :« وقُبض يوم عاشوراء، الجمعة » .

(٥) ص / ١٠٢.

(٦) علّق عليه الشيخ محمّد السّماوي، فقال:

هو هاشميّ الولاء اُمّه: قتة، وأبوه: حبيب، توفّى بدمشق سنة (١٢٦هـ). وذكره المسعودي ٤ / ٧٤ باسم: ابن قتة عن كتاب، أنساب قريش للزبير بن بكار.

(٧) ص / ١٠٢ - ١٠٣.

(٨) ص / ١٢٣.

٣٢

على نيف وثلاثين بيتاً(١) ، و إلى عبد الله بن عفيف الأزدي عند عبيد الله بن زياد قصيدة تشتمل على نحو من ثلاثين بيت(٢) .

٢٠ - ويحتوي الكتاب في طيّاته على كلمات من استعمال المتأخّرين من العرب النّاطقين باللغة الدارجة، ممّا ممّا لا يناسب أبا مِخْنف، كقوله فيما سبق من خبر: حفر بئر لمسلم، وأقبل عليهم لعين! وقال لهم ونطمّها بالدغل والتراب وننهزم قدّامه(٣) ، وراحت أنصاره(٤) ويقظانه(٥) ويتحرّش(٦) .

وليس بعد كلّ هذا لأحد أنْ يحتمل صحّة نسبة هذا الكتاب إلى أبي مِخْنف.

أسناد أبي مِخْنف:

سنسرد عليك فيما يلي قوائم تفصيليّة بأسماء الرواة الوسائط بين أبي مِخْنف والأحداث، ونضع أمام اسم كلّ راوٍ منهم الحديث الذي رواه؛ فتكون القائمة هي في حدّ ذاتها فهرساً لأحاديث الكتاب أيضاً.

تنقسم قوائم أسماء هؤلاء الرواة حسب اختلاف كيفيّة روايتهم، أو رواية أبي مِخْنف عنهم إلى ستّة قوائم:

____________________

(١) ص / ٨٦ - ٨٧. وقد ذكر منها سبعة عشر بيتاً: علي بن عيسى الأربلي المتوفّى (٦٩٣هـ) في كتابه كشف الغمّة ٢ / ٢٣٨ - ط تبريز - عن كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (٣١٤ هـ)، بعنوان: أنّه قالهاعليه‌السلام لمّا قُتل ولده الصغير، فحفر له ودفنه.

بينما ذكرها هذا الكتاب عندما حمل على القوم حملة منكرة وفرّهم - هكذا - وقتل منهم: ألفاً وخمسمئة فارساً رجع إلى الخيمة، وهو يقول

وصرّح الأربلي / ٢٥٠، يقول: والأبيات النّونيّة التي أوّلها: غدر القوم لمْ يذكرها أبو مِخْنف وهي مشهورة، والله أعلم.

وذكر ثلاثة منها الخوارزمي (٥٦٨هـ) ٢ / ٣٣، عن ابن أعثم أيضاً.

(٢) ص / ١٠٨ - ١٠٩.

(٣) ص / ٣٥.

(٤) ص / ١٣٥.

(٥) ص / ١٢٩.

(٦) ص / ١٣٢.

٣٣

الأولى:

تحتوي على أسماء مَن شهد المعركة، وحُدّث عنها لأبي مِخْنف مباشرةً وبلا واسطة؛ فأبو مِخْنف يروي عنه المعركة - أي: بواسطة واحدة وهم ثلاثة -.

الثانية:

أيضاً تحتوي على أسماء مَن شهد المعركة، وأبو مِخْنف يروي عنه بواسطة أو واسطتين - أي: يروي المعركة بواسطتين - أو ثلاث، وهم خمسة عشر رجل؛ فمجموع مَن شهد المعركة من رواة أبي مِخْنف ثمانية عشر رجلاً.

الثالثة:

تحتوي على أسماء مَن باشر الأحداث من قبل كربلاء أو بعده، وحدّث عنها لأبي مِخْنف مباشرةً، فأبو مِخْنف يروي عنه الأحداث بواسطة واحدة، وهم خمسة أشخاص.

الرابعة:

تحتوي على أسماء مَن باشر الأحداث من قبل كربلاء أو بعده، وأبو مِخْنف يروي عنه بواسطة أو واسطتين، وهم واحد وعشرون شخصاً.

الخامسة:

تحتوي على أسماء الرواة الوسائط الذين لمْ يشهدوا المعركة ولم يباشروا الأحداث، وإنّما هم وسائط لحديث أبي مِخْنف عن أولئك، فأبو مِخْنف يروي عنهم المرعكة أو الحوادث بواسطتين، وهم تسع وعشرون شخصاً.

السّادسة:

تحتوي على أسماء الرواة العدول من أصحاب الأئمة، أو الأئمة أنفسهمعليه‌السلام ، وليسوا ممّن شهد المعركة ولا مَن باشر الأحداث، فهؤلاء أيضاً من الرواة الوسائط، إلاّ أنّهم لمْ يحدّثوا بواسطة، أو لمْ يصرّحوا بالواسطة، وهم أربعة عشر رجلاً.

وقد تبيّن من هذا الجدول:

أنّ مجموع مَن روى أحداث كربلاء ووقايعها لأبي مِخْنف مباشرةً وبالواسطة، يبلغ ٣٩ رجلاً، حدّثوا بـ ٦٥ حديثاً مستداً هي مجموع أحاديث الكتاب.

وقد استخرجنا تراجم هؤلاء الرجال، إمّا من كتب الرجال؛ أو من تتبّع

٣٤

موارد رواياتهم في الطبري، وبقي بعضهم لمْ نعثر لهم على شيء، وإليك القوائم بالتفصيل:

القائمة الأولى:

مَن شهد المعركة وباشر التحدّث لأبي مِخْنف، وهم ثلاثة:

١ - ثابت بن هبيرة: مقتل عمرو بن قرظة بن كعب الأنصاري، وخبر أخيه علي بن قرظة ٥ / ٤٣٤.

له هذا الخبر فقط، ولمْ نعثر له على ذكر في الرجال، والنصّ، قال أبو مِخْنف عن ثابت بن هبيرة: فقُتل عمرو بن قرظة بن كعب ...، وظاهره المباشرةً.

٢ - يحيى بن هانئ بن عروة المرادي المذحجي: مقتل نافع بن هلال الجملي، والنصّ: حدّثني يحيى أنّ نافع وهو صريح في المباشرةً ٥ / ٤٣٥.

اُمّه: روعة بنت الحجّاج الزبيدي، أخت عمرو بن الحجّاج الزبيدي فهو خاله - الطبري ٥ / ٣٦٣ -. ولقد حضر مع خاله هذا كربلاء في عسكر عمر بن سعد، وروى مقتل نافع بن هلال الجملي، وسمع مقالة خاله عمرو بن الحجّاج الزبيدي بعد مقتله لعسكره يمنعهم عن المبارزة، ويأمرهم برضخ الحسينعليه‌السلام وأصحابه بالحجارة، ولا يرجع يحيى عن خاله ٥ / ٤٣٥. ويروي مقالة خاله أيضاً لعبد الله بن المطيع العدوي والي الكوفة من قبل ابن الزبير، يثبّته على قتال المختار بن أبي عبيد الثقفي، وهو مع خاله في قتاله ضدّ المختار ٦ / ٢٨.

وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الدار قطني: يحتجّ به. وقال النسّائي: ثقة. وزاد أبو حاتم: صالح من سادات أهل الكوفة. وقال شعبة: كان سيّد

٣٥

أهل الكوفة، كما في تهذيب التهذيب.

٣ - زهير بن عبد الرحمن بن زهير الخثعمي: مقتل سويد بن عمرو بن أبي مطاع الخثعمي، والنصّ: حدّثني قال: كان - ٥ / ٤٤٦ - له هذا الخبر فقط، ولمْ نعثر له على ذكر في الرجال.

القائمة الثانية:

مَن شهد المعركة، وروى عنه أبو مِخْنف بواسطة أو واسطتين، وهم خمسة عشر رجلاً.

١ - عقبة بن سمعان(١) خبر نزول الحسين بكربلاء، وكتاب ابن زياد إلى الحرّ في ذلك - ٥ / ٤٠٧ - بواسطة واحدة.

٢ - هانئ بن ثبيت الحضرمي السّكوني: ملاقاة ابن سعد للامام الحسينعليه‌السلام بين العسكرين بعد نزول الإمام بكربلاء وقبل يوم عاشوراء، والنصّ: حدّثني أبو جناب عن هاني وكان قد شهد قتل الحسينعليه‌السلام ٥ / ٤١٣ وقد اشترك هذا في قتل عبد الله بن عمير الكلبي، وهو القتيل الثاني من أصحاب الحسينعليه‌السلام ٥ / ٤٣٦، وقتل عبد الله بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وجعفر بنعليه‌السلام وغلاماً آخر من آل الحسينعليه‌السلام ٥ / ٤٤٨، وعبدالله بن الحسين بنعليه‌السلام من الرباب ابنة امرئ القيس الكلبي ٥ / ٤٦٨.

٣ - حميد بن مسلم الأزدي: كتاب ابن زياد لابن سعد يأمره بمنع الماء عن الحسين وأصحابهعليه‌السلام ، وطلب العبّاس للماء ليلة السّابع ٥ / ٤١٢.

____________________

(١) كان مولىً للرباب ابنة امرئ القيس الكلبيّة، اُمّ سكينة ابنة الحسينعليه‌السلام ، فأُخذ يوم عاشوراء إلى عمر بن سعد، فقال له: ما أنت؟ فقال: أنا عبد مملوك، فخلّى سبيله ٥ / ٤٥٤.

٣٦

وبعث شمر إلى كربلاء ٥ / ٤١٤، وبدء القتال ٥ / ٤٢٩، ومقالته لشمر عند هجومه على المخيّم قبل مقتل الحسينعليه‌السلام وصلاة الظهر، ومقتل حبيب بن مظاهر الأسدي ٥ / ٤٣٩، ومقالة الإمام عند مقتل ولدهعليه‌السلام ، وخروج زينب عند مقتلهعليه‌السلام ، ومقتل القاسم بن الحسنعليه‌السلام ، ومقتل عبد الله بن الحسينعليه‌السلام في حجره ٥ / ٤٤٦ - ٤٤٨، وحالة الحسينعليه‌السلام بعدهم إلى مقتله ٥ / ٤٥١ - ٤٥٢، واختلاف القوم بعده في قتل ابنهعليه‌السلام ، وخبر عقبة بن سمعان وإطلاق سراحه، ووطئ الخيل على جسد الحسينعليه‌السلام ، وحمل حميد مع خوليّ بن يزيد الأصبحي رأس الإمام إلى ابن زياد ٥ / ٤٥٥، وإرسال عمر بن سعد ايّاه إلى أهله ليبشرهم بعافيته، ومجلس ابن زياد ٥ / ٤٥٥، وإرسال عمر بن سعد إيّاه إلى أهله؛ ليبشرهم بعافيته، ومجلس ابن زياد، وضربه بالقضيب شفتي الحسينعليه‌السلام ، وحديث زيد بن أرقم له عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وجواب ابن زياد له ومقالة زيد بن أرقم في ابن زياد، ودخول زينب إلى مجلس ابن زياد وكلامه لها وجوابها له، ومحاولة ابن زياد ضربها ومقالة عمرو بن حريث، كلام ابن زياد للإمام زين العابدينعليه‌السلام وجوابه له، ومحاولة قتله وتعلّق عمّته به، وخطبة ابن زياد في المسجد وجواب ابن عفيف له ومقتله ٥ / ٤٥٦ - ٤٥٩.

وواسطته في هذه الأخبار له:

سليمان بن أبي راشد، ويظهر للمتتبّع أنّ أبا مِخْنف يقطّع فيها حسب المناسبات، والملاحظ أنّ أخباره تبدأ من بعث شمر إلى كربلاء وتنتهي بأخبار مجلس ابن زياد ومقتل ابن عفيف الأزدي.

ومن هنا يظهر للنظر أنّه كان مع جيش شمر بن ذي الجوشن الكلابي، خصوصاً مع ملاحظة مكالماته المتكررة مع شمر يعاتبه في أمور، ووجوده في المخيّم

٣٧

بعد مقتل الحسينعليه‌السلام مع العلم أنّه لمْ يحمل على المخيّم إلاّ شمربن ذي الجوشن برجّالته.

ونراه بعد هذا يشترك مع التوّابين في ثورتهم ٥ / ٥٥٥، ويزور المختار في السّجن، ولكنّه يحذّر سليمان بن ُصرد الخزاعي عن المختار ويخبره أنّ المختار يخذّل النّاس عنه، فيصفح عنه سليمان ٥ / ٥٨١ - ٥٨٤، ويرجع منهزماً مع فلول التوّابين ٥ / ٦٠٦. وكان صديقاً لإبراهيم بن الأشتر النّخعي، وكان يختلف إليه ويذهب معه إلى المختار - بعد التوّاين - كلّ عشيّة، يدبّرون أمورهم حتّى تصوب النّجوم ثمّ ينصرفون ٦ / ١٨.

وخرج مع إبراهيم من منزله بعد المغرب ليلة الثلاثاء في كتيبة نحو المئة متقلّدي السّيوف، قد ستروا الدروع بأقبيتهم ٦ / ١٩ حتّى أتوا دار المختار ليلة خرج ٦ / ٢٣.

لكنّه حينما علم أنّ المختار صمّم على قتل قتلة الحسينعليه‌السلام خرج مع عبد الرحمن بن مِخْنف الأزدي - عمّ أبي مِخْنف - على المختار، فلمّا جرح عبد الرحمن رثاء حميد بأبيات ٦ / ٥١. ولمّا فرّ عبدالرحمن بن مِخْنف من الكوفة إلى المصعب بن الزبير بالبصرة لحق به حميد أيضاً ٦ / ٥٨.

وآخر عهدنا به في الطبري ٦ / ٢١٣، أنّه: يرثي عبد الرحمن بن مِخْنف حينما قتله الأزارقة الخوارج قرب كازرون سنة (٧٥ هـ)، محارباً لهم مع المهلّب بن صفرة من قبل الحجّاج بن يوسف الثقفي.

ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٦١٦، وابن قدامة في المغني ١ / ١٩٥.

٤ - الضحّاك بن عبد الله المشرقي الهمداني: حديث ليلة عاشوراء ويوم عاشوراء، وتعبئته للقتال، وخطبته الكبرى يوم عاشوراء ٥ / ٤١٨، ٤١٩، ٤٢١، ٤٢٣، ٤٢٥، ٤٤٤.

روى أبو مِخْنف عن هذا الرجل بواسطة عبد الله بن عاصم الفائشي

٣٨

الهمداني - ولا يخفى أنّ الرجل أيضاً من همدان -: أنّه اشترط على الإمام الحسينعليه‌السلام أنْ يكون في حلّ من الإنصراف عنه بعد مقتل أصحابه، فقبل الإمام ذلك فهرب من المعركة ٥ / ٤١٨ - ٤٤٤ وذكره الطوسي في رجاله في أصحاب الإمام زين العابدينعليه‌السلام !

٥ - الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام : حديث ليلة عاشوراء بواسطتين:

أ - الحارث بن حصيرة عن عبد الله بن شريك العامري، عنهعليه‌السلام ٥ / ٤١٨.

ب - وعن الحارث بن كعب الوالبي الأزدي الكوفي وأبي الضحّاك البصري، عنهعليه‌السلام ٥ / ٤٢٠.

٦ - عمرو الحضرمي: تكتيب الكتائب لعسكر عمر بن سعد ٥ / ٤٢٢، بواسطتين وهو لا يُعرف.

٧ - غلام لعبد الرحمن بن عبد ربّه الأنصاري: خبر مهازلته لبُرير بن خضير الهمداني، بواسطين: عن عمرو بن مرّة الجملي عن أبي صالح الحنفي عنه، وفي آخره: فلمّا رأي القوم قد صرعوا أفلتّ وتركتهم ٥/ ٤٢١ - ٤٢٢.

٨ - مسروق بن وائل الحضرمي: خبر ابن حوزة عند بدء القتال، بواسطتين عن عطاء بن السّائب، عن عبد الجبّار بن وائل الحضرمي، عنه قال: كنت في أوائل الخيل ممّن سار إلى الحسينعليه‌السلام لعلّي أصيب رأس الحسين فأصيب به منزلةً عند عبيد الله بن زياد فرجع مسروق وقال: لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئاً لا قاتلهم أبداً ٥ /٤٢١.

٩ - كثير بن عبد الله الشعبي الهمداني: خطبة زهير بن القين، عن علي بن حنظلة بن أسعد الشبامي عن رجل من قومه من قومه شهد مقتل الحسين حين قتل يقال له كثير بن عبد الله الشعبي ٥ / ٤٢٦.

روى الطبري عن هشام، عن هوانة: أنّه كان فارساً شجاعاً ليس يردّ وجهه

٣٩

شيء، فلمّا عرض عمر بن سعد على الرؤساء أنْ يأتوا الحسينعليه‌السلام فيسألوه ما الذي جاء به، وماذا يريد، فكلّهم أبى وكرهه، وقام إليه كثير بن عبدالله الشعبي، فقال: أنا أذهب إليه، والله، لئن شئت لأفتكنّ به.

.. فأقبل فقام إليه، فقال: ضع سيفك. قال: لا والله، ولا كرامة فاستبّا ٥ / ٤١٠. وشدّ هو ومهاجر بن آوس على زهير بن القين البجلي، فقتلاه ٥ / ٤٤١.

١٠ - الزبيدي: الحملة الثانية ٥ / ٤٣٥، رجل من زبيد اليمن يروي مآثر أميره من عشيرته، عمرو بن الحجّاج الزبيدي.

١١ - أيوب بن مشرح الخيواني: امرأة الكلبي، وعقر فرس الحرّ فاتّهمه قومه بعد ذلك بقتل الحرّ، فقال: لا والله، ما أنا قتلته، ولكن قتله غيري وما أحبّ أني قتلته. فقال له أبو الودّاك جبر بن نوف الهمداني: ولمَ لا ترضى بقتله؟ قال: زعموا أنّه كان من الصالحين، فوالله، لئن كان آثماً فلئن ألقى الله بإثم الجراحة، والموقف أحبّ إليّ من أنْ ألقاه بإثم قتل أحد منهم. فقال له أبو الودّاك: ما أراك إلاّ ستلقى الله بإثم قتلهم أجمعين أنتم شركاء كلكم في دمائهم ٥ / ٤٣٧.

١٢ - عفيف بن زهير بن أبي الأخنس: مقتل بُرير بن خضير الهمداني (ره) وكان ممّن شهد قتل الحسينعليه‌السلام ويقول في خبره هذا: إنّ بُريراً كان يُقرؤهم القرآن في المسجد الجامع بالكوفة ٥ / ٤٣١.

١٣ - ربيع بن تميم الهمداني: مقتل عابس بن أبي شبيب الشاكري، وكان ممّن شهد ذلك اليوم ٥ / ٤٤٤.

١٤ - عبد الله بن عمّار البارقي: خبر حالة الحسينعليه‌السلام في حملاته على القوم، وكان ممّن شهد قتل الحسينعليه‌السلام ، فعتب عليه مشهده قتل الحسينعليه‌السلام ، فقال: إنّ لي عند بني هاشم ليداً. قلنا له: وما يدك

٤٠