المحسن السبط مولود أم سقط

المحسن السبط مولود أم سقط0%

المحسن السبط مولود أم سقط مؤلف:
المحقق: السيد حسن الموسوي الخرسان
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 628

المحسن السبط مولود أم سقط

مؤلف: السيد محمد مهدي
المحقق: السيد حسن الموسوي الخرسان
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف:

الصفحات: 628
المشاهدات: 76669
تحميل: 5724

توضيحات:

المحسن السبط مولود أم سقط
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 628 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 76669 / تحميل: 5724
الحجم الحجم الحجم
المحسن السبط مولود أم سقط

المحسن السبط مولود أم سقط

مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
العربية

الباب الثاني

٨١

٨٢
٨٣

تمهيد :

والبحث فيه عن المحسن السبط هل مولود أم سقط ؟ وذلك من خلال ثلاثة فصول نستعرض فيها ما قاله المؤرخون والنسابون من أهل السنة خاصة.

الفصل الأول : فيمن ذكر المحسن السبط ولم يذكر شيئاً عن ولادته ولا عن سقوطه.

الفصل الثاني : فيمن ذكر المحسن السبط وانّه مات صغيراً.

الفصل الثالث : فيمن ذكر المحسن السبط وأنّه سقطٌ.

وفي خلال هذا الفصل قد نمرّ ببعض المصادر الشيعية ، لأنّها تسلّط الضوء على ما أبهم ذكره ، واستبهم ـ عن عمد ـ أمره.

ولابد لنا من المرور بالمصادر التاريخية التي ذكرت المحسن كحقيقة ثابتة ، لها وجود خارجي وليس وجوداً ذهنياً أو خيالاً وهمياً.

وليكن البحث في المصادر السنية المعتبرة لدى الباحثين ، لنرى من هم من أصحابها الذين ذكروا المحسن ، سواء ذكروه مولوداً ، أم قالوا عنه مات صغيراً ، أم قالوا عنه مات سقطاً(1) .

__________________

(1) وتمادى الغي ببعضهم فقالوا : إنّ محسناً ولدته فاطمة في زمن النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) سقطاً ، وقد أشار اليهم الحافظ ابن شهرآشوب السروي في مقدمة كتابه مناقب آل أبي طالب 1 : 5. بقوله : وجماعة من السفساف ـ الرديّ ـ حملهم العناد على أن قالوا : كان أبو بكر أشجع من علي ، وأن مرحباً قتله محمد بن مسلمة ، وأن ذا الثدية قتل بمصر ، وأن في أداء سورة براءة كان أبو بكر أميراً على علي ، وربما

٨٤

ومن المجازفات الخطيرة إنكار وجوده بعد أن نجد ما يناهز المائة مصدر من المصادر تذكره ، ولا يختص الشيعة بذكره ، والإنكار ليس يغني المنكر شيئاً ، ولئن قال عمر أبو النصر : ( واختلف المؤرّخون في وجوده كما قدمنا ، وإن كان اليعقوبي والمسعودي وغيرهما يؤكدون وجوده )(1) ، وقال أيضاً نحو ذلك وذكر المسعودي ، وأبا الفداء(2) ، فإنّا سنذكر المصادر التي نيّفت على المائة وليس بينها المسعودي واليعقوبي ، لئلاّ يقال أنّهما من الشيعة.

ثم من الطبيعي أن نقرأ أولاً كتب الأنساب ؛ لأنّها تعد من المصادر التاريخية التي يرجع إليها في مثل المقام ، ولأنّها تعنى بذكر الأعقاب ، غير أنّا نرى بعضها أهملت ذكر المحسن ، فلا نقف عندها طويلاً في الحساب ، فلعلّ بعضها إنّما لم تذكره سداً لباب السؤال والجواب ، فمتى ولد وكم عاش ؟ وكيف انتهى أمره ؟ وفي الجواب على ذلك يعني كشف ما لا يريدون البوح به ، إما تقية ، أو ستراً على بعض الرموز.

ومهما كان السبب فلنا في المصادر التي ذكرته كفاية ، وأصحابها كلّهم من أعلام المؤرخين والنسابين ، وهم من أهل السنة ، وإنّما اخترناهم من بين سائر الفرق ؛ لأنّهم أحرى بالقبول عند الخصم المنكر للمحسن ، وأبعد عن تطرق الريب فيما يروون مما فيه إدانة السلف ، وألزم للمعاند من الخلف ، على أنّ

__________________

قالوا : قرأها أنس بن مالك ، وأنّ محسناً ولدته فاطمة في زمن النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) سقطاً ، وأن النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) قال : إنّ بني هشام بن المغيرة استأذنونني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم , وان صدقة النبي كانت بيد علي والعباس فمنعها علي عبّاساً فغلبه عليها ، ومن ركب الباطل زلت قدمه وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وما كانوا مستبصرين ، انتهى.

ولعل مراد الحافظ بما أراد جعل موت المحسن سقطاً في أيام النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) ما سيأتي تعقيباً على الفصل الأول.

(1) فاطمة بنت رسول الله محمد( صلّى الله عليه وسلّم ) : 44.

(2) المصدر نفسه : 93 ، في الهامش.

٨٥

المصادر الشيعية هي أوثق نقلاً في المقام ، وأقوى حجة عند الخصام ، ولكن لا تقطع ألسنة المعاندين من السلفيين ، لذلك لا نذكر منها إلا ما ألقى ضوءاً على ما رواه الغير وفيه تعتيم وإبهام ، والآن إلى معرفة تلك المصادر ، والبحث في ثلاثة فصول :

الفصل الأول : فيمن ذكرت المحسن فقط ، وطوت ذكر شيء عن موته.

الفصل الثاني : فيمن ذكرته ، وفيها أنّه مات صغيراً.

الفصل الثالث : فيمن ذكرته وقال أصحابها : مات سقطاً.

وهؤلاء أقوى جناناً وأفصح بياناً ، ومع ذلك فلا يخلو بعضهم من تأثير الرواسب الموروثة عليه ، كما سنقرأ ماذا قال أصحاب المصادر في الغابر والحاضر ، وحسبنا في المقام أن نسوق للقارئ شاهداً على ذلك ما قاله بعض الكتاب المصريين ممّن زعم له نسباً كما جاء لقبا ، وهو علي جلال الحسيني ، فقد قال في كتابه ( الحسينعليه‌السلام )(1) :

قال محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول في مناقب آل الرسول : إنّ أقوال الناس اختلفت في عدد أولاد عليعليه‌السلام ، فمنهم من أكثر فعدّ السقط ، ومنهم من أسقطه ولم ير أن يحتسب به ، فجاء قول كل واحد بمقتضى ما اعتمده في ذلك .

( ثم ذكر الأولاد نقلاً عن صفوة الصفوة وغيره من تآليف الأئمة المعتبرين ).

ثم قال : وذكر قوم آخرون زيادة على ذلك ، وذكروا فيهم محسناً شقيقاً للحسن والحسين كان سقطاً ، وروى نور الدين علي بن محمد بن الصباغ في الفصول المهمة مثل ذلك وقال : وذكروا أنّ فيهم محسناً شقيقاً للحسن والحسين ، ذكرته الشيعة وأنّه كان سقطاً.

__________________

(1) مقتل الحسين وما يتعلق به ونساؤه وأولاده : 115 ـ 117 ، في كلامه في ( أخوة الحسين ).

٨٦

ثم قال علي جلال في الكتاب الثاني ( محسّن ) : قال الزرقاني في شرح المواهب ، والصبان في إسعاف الراغبين : مُحَسِّنْ ـ بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين مشددة ـ وقد روينا في أوّل هذا الكتاب انّه لما وُلد سماه جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله محسّناً وهو الصحيح ، وقال بعضهم : إنّه كان سقطاً ، قال الصبان في اسعاف الراغبين(1) : محسن أدرج سقطاً.

وقال أحمد بن محمد القسطلاني في المواهب اللدنية(2) : مات محسّن صغيراً ، وكذلك قال ابن الأثير في اُسد الغابة(3) : توفى المحسّن صغيراً ، أخرجه أبو موسى.

وقال السيد محمود الآلوسي في شرح القصيدة العينية(4) عند ذكر أولاد فاطمة( رضي الله عنها ) : ومن الناس من يذكر من أولادها الذكور محسّناً ، وقد مات صغير جداً ، وزعم الشيعة أنّه كان سقطاً لقصة يكذبونها مما لا أصل له.

وقال المفيد في الارشاد(5) : وفي الشيعة من ذكر أنّ فاطمة صلوات الله عليها أسقطت بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكراً ، كان سماه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو حمل محسناً.

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة(6) : من الأمور الشنيعة المستهجنة التي ذكرها الشيعة أنّ عمر أضغط فاطمةعليها‌السلام بين الباب والجدار ، فصاحت يا أبتاه يا رسول الله( صلّى الله عليه وسلّم ) ، وألقت جنينها ميتاً.

ثم قال علي جلال الحسيني المصري تعقيباً على جميع ما مرّ :

__________________

(1) اسعاف الراغبين : 63.

(2) المواهب اللدنية 1 : 258.

(3) اُسد الغابة 4 : 308.

(4) شرح القصيدة العينية : 71.

(5) الارشاد للمفيد 1 : 190.

(6) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 : 135.

٨٧

ورأيي أنّ هذه القصة لا أصل لها ، لأنّ عمر كما كان شديداً في دينه ، صلباً في حق الله ، كان رحيماً بالضعيف ، رؤوفاً بالمسلمين ، بريئاً من ارتكاب مثل هذه الجناية ، ولو كان لها أصل لصدقها جميع الشيعة.

هذا ما ساقه علي جلال وما قاله ، وما أظن أنّه خفي على القارئ تأثير الرواسب الموروثة فيما حكاه عن غيره وما قاله من نفسه ، ومهما يكن فلنقرأ الآن ما في الفصول الثلاثة ، ولننظر هل أنّ المحسن السبط مولود أم سقط ؟

* * *

٨٨
٨٩

الفصل الأول

فيمن ذكر المحسن من أولاد أمير المؤمنين وفاطمةعليهما‌السلام

وبدءاً فليعلم القارئ أنّ من هؤلاء من يأتي ذكره مكرراً في الفصل الثاني أيضاً ، وربما في الفصل الثالث أيضاً ؛ لأنّه يدخل في عنواني الفصلين فتنبه.

1 ـ محمد بن إسحاق ( ت 151 ه‍ ) في كتاب السير والمغازي(1) ، وذكر حديث الاكتناء بأبي حرب وفيه ذكر المحسن ، وقد مرّ في الباب الأول.

2 ـ محمد بن سعد ( ت 231 ه‍ ) في الطبقات ، وقد مرّ ذكر حديثه في الباب الأول من هذه الرسالة ( صحة السلب عن حديث اكتناء الإمام بأبي حرب ) برقم (2) في سلّم المصادر فراجع.

3 ـ أحمد بن حنبل ( ت 241 ه‍ ) في المسند ، وقد مرّ حديثه في الباب الأوّل كسابقه ، فراجع رقم (3).

4 ـ محمد بن إسماعيل البخاري ( ت 256 ه‍ ) في الأدب المفرد ، ومرّ حديثه في الباب الأول برقم (5) فراجع.

__________________

(1) السير والمغازي : 247.

٩٠

5 ـ ابن قتيبة ( ت 276 ه‍ ) في كتاب المعارف(1) فقال : فولد علي الحسن والحسين ومحسناً ، وسيأتي ذكره في الفصل الثاني وقوله : فهلك وهو صغير ، كما سيأتي في الفصل الثالث حكاية قوله في كتاب المعارف : انّ المحسن فسد من زحم قنفذ ، وسيأتي تحقيق وافٍ عن كتابيه ( الإمامة والسياسة ) و ( المعارف ) في الملاحق آخر الرسالة.

6 ـ البلاذري ( ت 279 ه‍ ) ذكره في أنساب الأشراف ، وقد مرّ حديثه في الباب الأول برقم (6) في سلّم المصادر ، ويأتي ذكره في الفصل الثاني أيضاً.

7 ـ ابن حبان البستي ( ت 354 ه‍ ) ذكره في كتابه الثقات(2) ، وفي السيرة النبوية ، وأخبار الخلفاء(3) .

8 ـ الطبراني ( ت360 ه‍ ) ذكره في المعجم الكبير ، ومرّ حديثه في الباب الأول برقم (7) في سلم المصادر.

9 ـ ابن خالويه اللغوي ( ت 370 ه‍ ) حكى عنه ابن منظور في لسان العرب تفسيره للأسماء الثلاثة شبر وشبير ومشبر ، كما سيأتي ذلك.

10 ـ الدارقطني ( ت 385 ه‍ ) ذكره في كتابه الافراد ، كما حكاه عنه السيوطي في الجامع الكبير ، وتبعه المتقي الهندي في كنز العمّال(4) .

11 ـ الحاكم النيسابوري ( ت 405 ه‍ ) ذكره في المستدرك على الصحيحين ، ومرّ حديثه في الباب الأول برقم (8) فراجع.

12 ـ محمد بن سلامة القضاعي ( ت 454 ه‍ ) الأنباء بأبناء الأنبياء(5) .

__________________

(1) المعارف : 210.

(2) كتاب الثقات 2 : 144.

(3) أخبار الخلفاء : 409 و 553.

(4) كنز العمّال 13 : 103.

(5) الأنباء بأبناء الأنبياء : 137.

٩١

13 ـ البيهقي ( ت 458 ه‍ ) ذكر حديثه في دلائل النبوّة(1) وفي السنن الكبرى ، وقد مرّ ذكره في الباب الأول برقم (9) فراجع.

14 ـ الأمير ابن ماكولا ( ت 475 ه‍ ) ذكر في الإكمال(2) فقال : وأما مشبّر ـ بشين معجمة وباء معجمة بواحد وكسرها ـ فهو أحد أولاد هارونعليهما‌السلام .

حدث أبو إسحاق عن الحارث عن عليرضي‌الله‌عنه قال : لما ولد الحسن سميته حرباً ، فجاء النبي( صلّى الله عليه وسلّم ) فقال : أروني ابني فماذا سميتموه ؟ فقلت : سميته حرباً ، فقال : بل هو حسن ، وقال في الحسين مثل ذلك ، وقال في محسن مثل ذلك ، ثم قال : إنّي سميتهم بأسماء ولد هارون شبراّ وشبيراً ومشبراً.

15 ـ الحافظ ابن مندة ( ت 512 ه‍ ) قال في كتابه المعرفة : وولدت ـ يعني فاطمة ـ لعلي الحسن ، والحسين ، والمحسن ، وأم كلثوم الكبرى ، وزينب الكبرى.

كما حكاه عنه الخوارزمي في مقتل الحسين(3) .

16 ـ أخطب خوارزم ( ت 568 ه‍ ) ذكر في كتابه مقتل الحسينعليه‌السلام (4) ، ما تقدم نقله عن ابن مندة ولم يعقب عليه بشيء ، فهو قد ارتضاه.

17 ـ ابن عساكر ( ت 571 ه‍ ) ذكر في ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام (5) ما تقدم نقله فراجع حديث الباب الأول برقم (10).

__________________

(1) دلائل النبوّة 3 : 162.

(2) الاكمال 7 : 254.

(3) مقتل الحسين 1 : 83.

(4) المصدر نفسه.

(5) ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام من تاريخ دمشق : 17 ـ 18.

٩٢

18 ـ ابن الأثير ( ت630 ه‍ ) في اُسد الغابة(1) ، وقد مرّ حديثه في الباب الأول برقم (11) من سلم المصادر. ذكره أيضاً في تاريخ الكامل(2) ، وسيأتي ما عنده في الفصل الثاني.

19 ـ حسام الدين محلي ( ت652 ه‍ ) في الحدائق الوردية(3) قال : أولاد أمير المؤمنينعليه‌السلام : الحسن والحسين صلوات الله عليهما والمحسّن درج صغيراً أمهم فاطمة بنت رسول الله( صلّى الله عليه وسلّم ) .

20 ـ النووي ( ت 676 ه‍ ) في تهذيب الأسماء واللغات(4) ، قال : ولعلي من الولد الحسن ، والحسين ، ومحسن ، وأم كلثوم الكبرى ، وزينب الكبرى ، كلّهم من فاطمة. ولكنه أسقط ذكر المحسن حين ذكر أولاد فاطمة الزهراءعليها‌السلام في ترجمتها فراجع(5) .

21 ـ ظهير الدين بن الكازروني ( ت 697 ه‍ ) في مختصر التاريخ(6) .

22 ـ الذهبي ( ت 741 ه‍ ) ذكره في كتابه المشتبه(7) فقال : وبالتثقيل محسّن بن علي بن أبي طالب ، وذكره في سير أعلام النبلاء(8) .

23 ـ الخطيب التبريزي ( ت 741 ه‍ ) في كتاب الاكمال في أسماء الرجال(9) .

__________________

(1) اُسد الغابة 2 : 10.

(2) الكامل 3 : 172.

(3) الحدائق الوردية 1 : 89.

(4) تهذيب الأسماء واللغات 1 : 349.

(5) المصدر نفسه 2 : 353.

(6) مختصر التاريخ : 54.

(7) المشتبه : 576.

(8) سير أعلام النبلاء 2 : 88.

(9) الاكمال في أسماء الرجال : 87.

٩٣

24 ـ ابن منظور الافريقي ( ت 711 ه‍ ) ذكره في لسان العرب(1) فقال : قال ابن بري : لم يذكر الجوهري شبّراً وشبيراً في اسم الحسن والحسينعليهما‌السلام قال : ووجدت ابن خالويه قد ذكر شرحهما فقال : شبر وشبير ومشبّر هم أولاد هارون على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، معناه بالعربية حسن وحسين ومحسن ، قال : وبها سمّى عليعليها‌السلام أولاده شبراً وشبيراً ومشبراً يعني حسناً وحسيناً ومحسناً رضوان الله عليهم أجمعين.

25 ـ ابن كثير ( ت774 ه‍ ) ذكره في السيرة النبوية(2) فقال في عد أولاد فاطمةعليها‌السلام : ويقال : ومحسّناً ، وقال في مكان آخر(3) : ويقال ومحسّن.

ولم تفارقه لهجة التمريض بالقيل في البداية والنهاية(4) فقال : وأما فاطمة فتزوّجها ابن عمها علي بن أبي طالب في صفر سنة اثنتين ، فولدت له الحسن والحسين ويقال : محسّن. ولولا أنه جزم بذكره في مكان آخر(5) لم أذكره أصلاً ، لكنه قال عند ذكر وفاة فاطمةعليها‌السلام : فولدت له ـ لعلي ـ حسناً وحسيناً ومحسناً وأم كلثوم التي تزوج بها عمر بن الخطاب بعد ذلك.

26 ـ نور الدين الهيثمي ( ت 807 ه‍ ) ذكره في مجمع الزوائد ، وقد مرّ حديثه في الباب الأول برقم (12) في سلّم المصادر.

27 ـ ابن الشحنة ( ت 817 ه‍ ) ذكره في تاريخه روضة المناظر(6) فقال : ولد لعلي من الذكور فمن فاطمة الحسن والحسين ومحسن.

__________________

(1) لسان العرب 4 : 393.

(2) السيرة النبوية 4 : 582.

(3) المصدر نفسه 4 : 611.

(4) البداية والنهاية 5 : 309.

(5) المصدر نفسه 6 : 332.

(6) روضة المناظر 11 : 132.

٩٤

28 ـ الفيروزآبادي ( ت 817 ه‍ ) ذكره في القاموس المحيط(1) فقال : ومشبّر كمحدّث أبناء هارونعليهم‌السلام ، قيل : وبأسمائهم سمى النبي الحسن والحسين والمحسّن.

29 ـ القلقشندي ( ت 821 ه‍ ) ذكره في مآثر الانافة(2) فقال : وكان له ـ لعلي ـ من الولد أربعة عشر ذكراً ، منهم الحسن والحسين ومحسن من فاطمة بنت رسول الله( صلّى الله عليه وسلّم ) .

30 ـ ابن حجر العسقلاني ( ت 821 ه‍ ) ذكره في كتابه تبصير المتنبه(3) وفي فتح الباري(4) ، فقال : وأولاده ـ يعني الإمام ـ الحسن والحسين ومحسّن.

وسيأتي ذكره في الفصل الثاني حيث ذكره في الاصابة ، وذكر موته صغيراً.

31 ـ ابن طولون الدمشقي ( ت953 ه‍ ) ذكره في كتابه الأئمة الاثنا عشر(5) .

32 ـ الاشخر اليماني ( القرن العاشر ) ذكره في شرح بهجة المحافل(6) .

33 ـ المناوي ( ت 1031 ه‍ ) ذكره في اتحاف السائل(7) .

34 ـ البرهان الحلبي ( ت 1044 ه‍ ) ذكره في السيرة الحلبية(8) ، وقد ذكر حديثه كما في الباب الأول من أحاديث الاكتناء بأبي حرب وفي آخره : انّي سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبّر.

__________________

(1) القاموس المحيط 2 : 55 ، شبر.

(2) مآثر الانافة 1 : 100.

(3) تبصير المتنبه 4 : 264.

(4) فتح الباري 8 : 79.

(5) الأئمة الاثنا عشر : 58.

(6) شرح بهجة المحافل : 2 : 238.

(7) اتحاف السائل : 33.

(8) السيرة الحلبية 2 : 292.

٩٥

35 ـ العصامى المكي ( ت 1111 ه‍ ) ذكره في سمط النجوم العوالي(1) قال : فولدت فاطمة حسناً وحسيناً ومحسّناً ـ بميم مضمومة فحاء مهملة فسين مشددة مكسورة ـ وسيأتي ذكره ثانياً في الفصل الثاني حيث ذكر موته صغيراً(2) .

36 ـ المرتضى الزبيدي ( ت 1205 ه‍ ) ذكره في تاج العروس ( حسن ) قال : وكمحدّث محسّن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

37 ـ ابن خير الله العمري ( ت حدود 1232 ه‍ ) ذكره في مهذب الروضة الفيحاء طبع وزارة الثقافة والارشاد العراقية ، قال : وذكر في التبيين أنها ـ فاطمة ـ ولدت ثالثاً غير الحسن والحسين فسماه النبي محسّن.

38 ـ النبهاني ( ت 1350 ه‍ ) ذكره في الشرف المؤبد لآل محمد(3) في حديث الاكتناء بأبي حرب على نحو ما مرّ في الباب الأول ، وفيه ذكر المحسّن.

39 ـ الشنقيطي ( ت 1363 ه‍ ) ذكره في كفاية الطالب(4) فقال : ولعليرضي‌الله‌عنه من الولد الحسن والحسين ومحسّن.

40 ـ وأخيراً ـ لا آخراً ـ حسين محمد يوسف في كتابه سيد شباب أهل الجنة(5) ، ذكره نقلاً عن تاريخ الخلفاء للسيوطي ، ولم أقف على ذلك في تاريخ الخلفاء للسيوطي في مظانه ، وذكره أيضاً في مكان آخر نقلاً عن الاستيعاب(6) .

وهناك آخرون من الباحثين المحدثين لم نذكرهم اكتفاء بالإربعين الذين ذكرناهم ، ونختم هذا الفصل بما ذكره علي جلال الحسيني الذي افتتحنا نقولنا ببعض

__________________

(1) سمط النجوم العوالي 1 : 437.

(2) المصدر نفسه 2 : 512.

(3) الشرف المؤبد : 78.

(4) كفاية الطالب : 122.

(5) سيد شباب أهل الجنة : 68.

(6) المصدر نفسه : 111.

٩٦

كلامه ، فقال(1) : وفي اللغة العبرية الآن شبّر معناه كسر ومشبر كاسر وشبير مكسور ، وعلى هذا يكون وجه الشبه بين أسماء بني علي وبين هارون أنّ أسماء أبناء كليهما مشتقة من مادة واحدة في اللغة ، غير أنّ هذه الأسماء ربما كان لها في اللغة العبرية القديمة معنى لم نقف عليه ، وهو الذي ذكره ابن خالويه ، لأنّه كما قال شمعون يوسف مويال في التلمود(2) : بعد سبي بابل اختلفت اللغة العامة من اللغة الأصلية ، حتى صار يعسر فهم بعض ألفاظ التوراة نفسها على بعض الخاصة.

وأسماء أولاد هارون فيما هو موجود في أيدينا من نسخ التوراة وكتب تاريخ القوم هي : ناداب ، وأبيهو ، والعازار ، وايثاما(3) ، وفي التوراة في أخبار الايام الأولى في الإصحاح الثاني العدد 48 ما نصه : وأما معكة سرية طالب فولدت شبر وترحنة.

وقفة عابرة مع أصحاب المصادر :

لابد لنا من وقفة تحقيق مع تلك المجموعة الكبيرة والكثيرة من حفاظ السنة ، وأعلام المؤرخين والكتاب المحدثين ، الذين مرّ ذكرهم وما قالوه في المحسنعليه‌السلام .

وهم على ما قرأنا ماعندهم يمكن أن نجعلهم قسمين ، فقسم منهم ذكر المحسن مولوداً مع خصوصيات لم ترد عنه ، والقسم الثاني فقد ذكروه موجوداً ، دون التعرض لذكر زمان ومكان ولادته.

فأما الذين ذكروه مولوداً ، فهم الذين مرّ ذكرهم وما عندهم في الباب الأول في حديث الاكتناء بأبي حرب ، فقد ذكروا المحسن وشاركوه مع أخويه الحسنين في تمني الإمامعليه‌السلام الاكتناء بأبي حرب عند ولادتهم ، إلاّ أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(1) مقتل الحسين وما يتعلق به 1 : 23 ـ 24.

(2) التلمود : 48.

(3) التوراة عدد 1 من الإصحاح 24 من أخبار الأيام الأولى ، والتاريخ المقدّس تأليف ميشل ماير الحاخام المساعد لحاخام باريس الأكبر : 95.

٩٧

سمّى الأبناء الثلاثة ، كما أنّ بعضهم أيضاً شاركه مع أخويه في العقيقة ، وحلق الرأس ، والتصدق بزنة شعره ، والأمر بقطع سرته ، ثم الأمر بختانه.

وفي اثبات هذا يكون جده النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد ساوى بين الأسباط الثلاثة ، وما دام أولئك الذين ذكروه يحاولون اثبات هذا مصرين على ما يقولون ، فلسائل أن يسأل منهم ـ ومن حقه ذلك ـ لماذا أهملوا ذكر جوانب أخرى تتبع حديث الولادة ، ولم يهملوها عند ذكر أخويه الحسن والحسين ؟ فمثلاً :

لماذا لم يذكروا لنا اسم القابلة التي تولّت أمر ولادته ، فقبّلت أمه الزهراءعليها‌السلام ، كما صرحوا باسمها في ولادة أخويه الحسنين ، وذكروا لنا حديث أسماء بنت عميس حدثت به علي بن الحسين ، وأنّها قبّلت جدته فاطمة في ولادة الحسن والحسين ، وهذا ما تسرب ذكره إلى المصادر الشيعية فذكرته بعضها ، كما مر في أول حديث ذكرته هذه المصادر كما مرت مناقشته وأنّه لا يصح بوجه ، لأنّ أسماء بنت عميس لم تكن زمان ولادة الحسنين في المدينة ، بل كانت في الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام .

واحتمل بعضهم أنّها أسماء بنت السكن الأنصارية ، ومهما يكن أمرها ، فلماذا لم تقبل فاطمةعليها‌السلام وليدها الثالث مع أنّ حضور أسماء بنت عميس بالمدينة كان معلوماً ، وترددها على بيت الزهراءعليها‌السلام كان موصولاً ، بالرغم من تزوجها بأبي بكر بعد مقتل زوجها جعفر ، أليست هي التي تولت تمريضها ؟ أليست هي التي منعت عائشة من الدخول عليها فشكتها إلى أبيها وقالت له : هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسأل أبو بكر أسماء عن ذلك ، فقالت : هي أمرتني ألاّ يدخل عليها أحد(1) .

__________________

(1) راجع الاستيعاب 2 : 752 , والسنن الكبرى للبيهقي 4 : 34.

٩٨

وقد يقول قائل : إنّ الزهراءعليها‌السلام استدعت امرأة اخرى لتلي منها ما تلي النساء من النساء عند الولادة ، ولقد مرّت رواية الطبراني بأنّ التي وليت أمرها في ولادة الحسنعليه‌السلام هي سودة بنت مسرح ، فلعلها هي أو غيرها من النساء ولم يصل اسمها إلينا.

فنقول له : إن صحت الأحلام ، ولم تزغ الأقلام ، وكانت الولادة طبيعية ، فمن هي تلك المرأة ؟ ولماذا كُمّت الأفواه ، وتلجلجت في الجواب ؟ نعم ، تقول مصادر التراث الشيعي وشايعهم على ذلك بعض رجال السنّة ، أنها زُحمت عند الباب فأسقطته ، واستدعت جاريتها فضّة لمساعدتها.

ونعود إلى أصحاب المصادر سواء الفريق الذي قال أنّ المحسن كان مولوداً على عهد جده ، أو الذين لم يذكروا حديث ولادته ، ولكنّهم ذكروه موجوداً ومعدوداً مع أبناء الإمام أمير المؤمنين من فاطمةعليهم‌السلام جميعاً ، فنقول لهم : ما دامت قد صحت عندكم جميعاً ولادته ، فلماذا تغفل مصادركم وغيرها تعيين تاريخ الولادة ـ المزعومة ـ وقد ذكرت ذلك في أخويه الحسنين ؟

فقالوا : إنّ الحسن ولد في الخامس عشر من شهر رمضان السنة الثالثة من الهجرة(1) ، وقالوا : إنّ الحسين ولد في الثالث أو الخامس من شعبان السنة الرابعة من الهجرة(2) ، وقالوا : إنّه لم يكن بين ولادة الحسن والحمل بالحسين إلا طهر واحد(3) ، وقالوا : انّه خمسين ليلة(4) .

وهكذا قالوا وقالوا : فلماذا أغفلوا جميع ذلك في ولادة المحسنعليه‌السلام ، فلم يذكر عن ذلك أيّ شيء ؟ فإنّ هذا لشيء عجاب.

__________________

(1) المستدرك للحاكم 3 : 179 ، واُسد الغابة 2 : 9 ، وتاريخ ابن كثير 8 : 33.

(2) تذكرة الخواص : 234 ، ونظم درر السمطين : 194 ، والاستيعاب 1 : 142.

(3) تاريخ الاسلام للذهبي 3 : 5.

(4) تذكرة الخواص : 243.

٩٩

ثم هل هو أقلّ شأناً من ابن خالته عبد الله بن عثمان وأمه رقيّة بنت رسول الله ، فقد ذكر ابن سعد في طبقاته(1) ، فقال في ترجمة عثمان :

ولد له ـ عثمان ـ من رقيّة بنت رسول الله( صلّى الله عليه وسلّم ) غلام سماه عبد الله واكتنى به ، فكناه المسلمون أبا عبد الله ، فبلغ عبد الله ست سنين ، فنقره ديك على عينيه فمرض فمات في جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة ، فصلى عليه رسول الله( صلّى الله عليه وسلّم ) ، ونزل في حفرته عثمان بن عفان.

فلاحظ في هذا النقل ضبط العمر عند الوفاة ، وسبب الوفاة ، وتاريخ الوفاة شهراً وسنة ، وحتى الصلاة عليه ومن نزل قبره ، فما بال الرواة أهملوا ذكر جميع ذلك عند ذكر المحسن بن علي وأمه فاطمة ، وهو وأبوه وأمه أعلا شرفاً من عبد الله بن عثمان وأبويه ؟

* * *

__________________

(1) الطبقات لابن سعد 3 : ق 1 ، ص 37.

١٠٠