الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ١

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)0%

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 356

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: الصفحات: 356
المشاهدات: 23268
تحميل: 6143


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 356 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23268 / تحميل: 6143
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١٦١

ملاحظات على الإستدلال بالروايات:

1 ـ قد يقال: إن الرواية الثامنة لا تدل على حرمة تسمية الأئمة بهذا الاسم، بل هي أشارت إلى قضية خارجية حصلت، وهي: أن الذين تسموا بهذا الاسم لم يكن يحق لهم ذلك.

2 ـ تدل الرواية التاسعة بحسب ما يقتضيه التعليل على أن حرمة التسمي بهذا الاسم إنما هي على من ليس ميرة العلم.. أما من كان ميرة العلم ـ كالأئمة الطاهرين "عليهم السلام" ـ فإنهم يمتار منهم العلم، ولا يمتارون من غيرهم..

3 ـ وفي الرواية التاسعة إشكال آخر، وهو أن الأمير بوزن فعيل (من الأمر) وهو مهموز الفاء، والمير أجوف يائي، ولا تناسب بينهما في الإشتقاق.

وأجاب عنه العلامة المجلسي "رحمه‌الله "، بما لا يحسم الأمر، ولا يكفي لحل الإشكال. فراجع(1) .

4 ـ قد يقال: إن الرواية المتقدمة برقم(2) تفيد: أن عدم التصريح بالتسمي بهذا الاسم إنما هو في حياة رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، ولعله لمصلحة اقتضت ذلك، ولعل منها: احترام مقام النبوة.. ولا يشمل ذلك ما بعد وفاته "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "..

5 ـ بالنسبة للرواية الرابعة والخامسة أيضاً، قد يقال: إنها تدل على أن

____________

1- بحار الأنوار ج37 ص293 والإمام علي بن أبي طالب للهمداني ص58 و 59.

١٦٢

الله تعالى لم يسم بهذا الاسم أحداً سوى علي "عليه‌السلام ".. ولا تدل على حرمة التسمي، أو تسمية الناس بعضهم بعضاً به.

6 ـ بالنسبة للرواية المتقدمة برقم(3) نقول: إن الآية غير ظاهرة الإنطباق على المورد، لأنها:

أولاً: إنما تتحدث عن الشرك بالله سبحانه وتعالى.

ثانياً: إن الآية قد رددت بين أمرين:

أحدهما: أن تكون آلهتهم إناثاً.

الثاني: أن تكون من مردة الشياطين.. ولا تحصر الآية ما يدَّعونه، بالشق الأول، وهو الإناث.

7 ـ بالنسبة للرواية السادسة نقول:

أولاً: إنها لم تصرح بحقيقة داء أبي جهل..

ثانياً: إنها إنما تتحدث عن الغاصبين لهذا المقام، والمتوثبين عليه بغير حق.

8 ـ بالنسبة للرواية السابعة نقول:

قد يدَّعي البعض: أن هذه الرواية تريد أن تقول: إن هذا اللقب خاص بعلي "عليه‌السلام " دون سواه ممن يدَّعيه في زمانه، ويريد أن يغتصب ذلك المقام منه، ولا يشمل الأزمنة اللاحقة إذا كان من يتولى الأمر أهلاً له وفق المعايير الشرعية.

فلم يبق إلا رواية واحدة، وربما يمكن تأييدها ببعض الروايات الأخرى. إذا أردنا أن نعتبرها مفسرة للمراد منها.

١٦٣

رواية تخالف ما سبق:

عن أبي الصباح مولى آل سام، قال: كنا عند أبي عبد الله "عليه‌السلام "، إذ دخل علينا رجل من أهل السواد، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته

قال له أبو عبد الله "عليه‌السلام ": وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. ثم اجتذبه وأجلسه إلى جنبه.

فقلت لأبي المغرا، أو قال لي أبو المغرا: إن هذا الاسم ما كنت أرى أن أحداً يسلِّم به إلا (على) أمير المؤمنين علي(صلوات الله عليه).

فقال لي أبو عبد الله: يا أبا صباح، إنه لا يجد عبد حقيقة الإيمان، حتى يعلم أن لآخرنا ما لأولنا(1) .

وقد سجل العلامة المجلسي على هذا الحديث ملاحظات ثلاث:

أولاها: أن هذا الخبر نادر، لا يصلح لمعارضة الأخبار الكثيرة الدالة على المنع من إطلاق لقب أمير المؤمنين على غيره "عليه‌السلام ".

الثانية: لعل الإمام الصادق "عليه‌السلام " رأى أن السائل قد توهم أن

____________

1- الإختصاص ص267 و 268 وبحار الأنوار ج25 ص359 ـ 360 وج37 ص332 عنه، ومستدرك الوسائل ج10 ص399 وجامع أحاديث الشيعة ج12 ص353 ومستدرك سفينة البحار ج1 ص180 والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " لأحمد الرحماني الهمداني ص58 و 59.

١٦٤

مضمون هذا الاسم (وهو إمرتهم الواقعية للمؤمنين) غير حاصل في الأئمة "عليهم السلام".

فأفهمه "عليه‌السلام ": أن المعنى حاصل فيهم، لكن الممنوع عنه هو إطلاق الاسم عليهم (حشمة واحتراماً منهم لأمير المؤمنين "عليه‌السلام ").

الثالثة: قد يكون إطلاق الإسم عليهم أيضاً جائز في حد نفسه، ولكن قد منع منه لأجل مصلحة عارضة، وهي أن لا يجترئ غيرهم على التسمي بهذا الاسم(1) .

ونحن نوافق المجلسي "رحمه‌الله " على ما قال، باستثناء ما ذكره أولاً من كثرة الأخبار الناهية، فقد تقدم: أن ثمة ملاحظات على أكثرها.

أسماء وألقاب الأوصياء توقيفية:

وألقابهم "عليهم السلام" توقيفية، أي أن الله تعالى هو الذي منحهم إياها، وأتحفهم بها، كرامة منه لهم، ودلالة على حقيقة ميزاتهم، كما أن البشر قد اهتدوا في كثير من الأحيان إلى توفر معاني تلك الألقاب فيهم "عليهم السلام"، فأطلقوها عليهم، وفي جميع الأحوال، لا بأس بملاحظة ما يلي:

أولاً: قال بعض أهل العلم:

".. فاعلم أن أكثر أسماء رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، وألقابه التي خصه الله بها، ليست للتعريف والعَلَميَّة فقط، وإنما هي لتعظيمه وتبجيله

____________

1- بحار الأنوار ج37 ص332.

١٦٥

"صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ". وكذلك الكلام في كثرة أسماء حجج الله، أئمة المؤمنين الاثني عشر من أهل بيته، وألقابهم التي أوحى الله تعالى بها إلى رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، فإنها كلها تنبئ عن مثابتهم (لعل الصحيح: مثوبتهم أو مكانتهم) عند الله، واستحقاقهم التحميد والتشريف لديه تعالى الخ.."(1) .

ثانياً: روى الصدوق وغيره العديد من الأحاديث عن أئمة الهدى "عليهم السلام" حول أسباب إطلاق تلك الألقاب على عدد من الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم، فيظهر من بعضها: أن الناس أيضاً قد رأوا في الأئمة أسباباً تدعوهم إلى إطلاق تلك الألقاب نفسها عليهم..

كما أن بعضها يشير إلى أن تلك الألقاب توقيفية، أخبر بها الرسول "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " عن بعض الكتب السماوية، أو طلب "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " منهم إطلاقها على بعض الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم..

وفي بعضها: أن الله سبحانه هو الذي سماهم بتلك الأسماء.

وفي بعضها الآخر: أن جبرئيل "عليه‌السلام " قد جاءهم بها(2) .

____________

1- ألقاب الرسول وعترته (مطبوع مع مجموعة نفيسة ـ نشر مكتبة المرعشي ـ قم) ص4.

2- راجع: علل الشرايع ج1 ص272 ـ 275 و 277 و 282 وكمال الدين وتمام النعمة ص305 ـ 307 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج16 ص243 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص490 ودلائل الامامة لمحمد بن جرير بن رستم الطبري ص105 والإرشـاد للمفيد ج2 ص159 والمسائـل الجـاروديـة للمفيد ص35 = = والإحتجاج للطبرسي ج2 ص136 والطرائف لابن طاووس ص173 والصراط المستقيم ج1 ص208 وج2 ص110 و 117 والرواشح السماوية ص155 وبحار الأنوار ج36 ص194 ج43 ص251 وكتاب الأربعين للشيرازي ص103 والإستنصار للكراجكي ص20 وجامع أحاديث الشيعة ج14 ص571 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص470 ومكاتيب الرسول ج2 ص104 والجواهر السنية للحر العاملي ص243 و 244 و 266 ونور الثقلين ج1 ص776 وكتاب الأربعين للماحوزي ص363 ـ 365 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) للعلامة الحلي ص171 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج3 ص166 وشرح الأخبار ج3 ص110. وراجع: كتاب مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر.

١٦٦

إلى غير ذلك مما يجده المتتبع للروايات المأثورة في ذلك..

كما أنه يمكن مراجعة ما ورد في أسباب إطلاق ألقاب بعينها على السيدة الزهراء "عليها السلام"، فإن فيها ما يشير أيضاً إلى التوقيف والنص من جهة، وفيها ما يدل على أن بعض الألقاب قد لحقتها من خلال رؤية الناس لتلك الأمور أو المزايا فيها صلوات الله وسلامه عليها(1) .

وملاحظة كل تلكم الأحاديث تعطينا:

1 ـ أن الناس كانوا يهتدون إلى تلك الألقاب، ويطلقونها عليهم بالإستناد إلى الواقع الذي يشاهدونه، وإلى الوقائع التي رأوها ووعوها. أو بملاحظة كلام صدر في حقهم "عليهم السلام" من الله ورسوله..

____________

1- راجع كتاب: الزهراء بهجة قلب المصطفى ج1 من ص145 حتى ص199.

١٦٧

2 ـ أن اللقب قد جاء عن الله ورسوله بصورة مباشرة، فتوافقت الوقائع والأحداث مع النص والتوقيف، وبذلك ظهر المزيد من التشريف، والتكريم، لصفوة الخلق، صلوات الله وسلامه عليهم..

ثالثاً: روي أن أبا جعفر "عليه‌السلام "، قال لعمر بن خيثم: ما تكنى؟!

قال: ما اكتنيت بعد. وما لي من ولد ولا امرأة، ولا جارية..

قال: فما يمنعك من ذلك؟!

قال: قلت: حديث بلغنا عن علي "عليه‌السلام "، قال: من اكتنى وليس له أهل، فهو أبو جعر(1) .

فقال أبو جعفر "عليه‌السلام ": شوه، ليس هذا من حديث علي "عليه‌السلام "، إنَّا لنكني أولادنا في صغرهم مخافة النبز أن يلحق بهم(2) .

ومن الواضح: أن النبز كما يكون بالكنية، كذلك هو قد يكون باللقب، فيحتاج لكي يجتنب ذلك إلى أن يلقب المولود ويكنى. فيكون قوله "عليه‌السلام "، مشيراً إلى أن ألقابهم تأتيهم من قبل آبائهم منذ ولادتهم "عليهم السلام"..

رابعاً: روي أيضاً: أنه لما ولد الإمام الحسن بن علي "عليهما‌السلام

____________

1- الجعر: نجو كل ذي مخلب من السباع. (والنجو: ما يقابل عذرة الإنسان) أو ما يبس من الثفل في الدبر.

2- الكافي ج6 ص19 وتهذيب الأحكام ج7 ص438 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج21 ص397 و (ط دار الإسلامية) ج15 ص129 وجامع أحاديث الشيعة ج21 ص346.

١٦٨

هبط جبرئيل على رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " بالتهنئة في اليوم السابع، وأمره أن يسميه، ويكنيه، ويحلق رأسه، ويعق عنه، ويثقب أذنه. وكذلك حين ولد الإمام الحسين "عليه‌السلام "، أتاه في اليوم السابع، فأمره بمثل ذلك، الخ..(1) .

وكل هذا الذي ذكرناه يدل على: أن ألقاب الأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ في الأساس ـ توقيفية، قد لحقتهم ابتداءً من قبل آبائهم، أو من قبل الله تعالى ورسوله..

ثم اهتدى الناس إليها من خلال الممارسة، أو من خلال سماع الرواية.. وربما يكون من المناسب الإشارة هنا إلى أنهم يقولون: إن سبب تلقيب الإمام الحسن العسكري "عليه‌السلام " بالزكي ما يلي:

"هو أبو محمد الحسن الأخير. سماه الله في اللوح بالزكي، أصح ناصح آل محمد غريزة، أوثق أهل بيت الوحي حجة الخ.."(2) .

____________

1- الكافي ج6 ص33 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج21 ص432 و (ط دار الإسلامية) ج15 ص159 وبحار الأنوار ج43 ص257 وجامع أحاديث الشيعة ج21 ص378 وحياة الإمام الرضا "عليه‌السلام " للشيخ باقر شريف القرشي ج1 ص363 وتهذيب الأحكام ج7 ص444.

2- راجع: ألقاب الرسول وعترته ص79.

١٦٩

الفصل الخامس:

شمائل علي (عليه‌السلام )

١٧٠

١٧١

صفة علي(عليه‌السلام) في كلماتهم:

لقد وصفوا علياً "عليه‌السلام " بأوصاف تكاد تكون متباينة فيما بينها، وفيها ما ظاهره المدح، ويقصد به القدح. وإليك نبذة من كلماتهم في ذلك:

عن جابر وابن الحنفية: "كان علي رجلاً دحداحاً، ربع القامة، أزج الحاجبين، أدعج العينين، أنجل، تميل إلى الشهلة.

كأن وجهه القمر ليلة البدر حسناً، وهو إلى السمرة، أصلع، له حفاف من خلفه كأنه إكليل.

وكأن عنقه إبريق فضة، وهو أرقب (أي غليظ الرقبة)، ضخم البطن، أقرى الظهر، عريض الصدر، محض المتن، شئن الكفين، ضخم الكسوة، لا يبين عضده من ساعده، تدامجت إدماجاً، عبل الذراعين، عريض المنكبين، عظيم المشاشين كمشاش السبع الضاري، له لحية قد زانت صدره، غليظ العضلات، حمش الساقين"(1) .

____________

1- مقاتل الطالبيين ص27 و (ط مطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ـ سنة 1385هـ ـ 1965م) ص16 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص88 ومناقب آل أبي طالب لابن ج3 ص307= = و (ط مطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ـ سنة 1376هـ ـ 1956م) ص91 وبحار الأنوار ج35 ص2 والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " للهمداني ص551 والأنوار العلوية ص6 وصفين للمنقري ص233.

١٧٢

قال أبو الفرج: "وكان "عليه‌السلام " أسمر مربوعاً، وهو إلى القصر أقرب، عظيم البطن، دقيق الأصابع، غليظ الذراعين. حمش الساقين. في عينيه لين. عظيم اللحية، أصلع، ناتئ الجبهة"(1) .

وفي نص آخر: "أصلع، ناتئ الجبهة، عريض ما بين المنكبين، له لحية قد ملأت صدره، في عينه اطرغشاش. قال داود: يعني ليناً في العين"(2).

وقالوا أيضاً: إنه "عليه‌السلام " كان ضخم الرأس(3) .

وعن أبي إسحاق: أن علياً "عليه‌السلام " لما تزوج فاطمة "عليها السلام"، قالت للنبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ": زوجتنيه أعيمش، عظيم البطن.

فقال النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ": لقد زوجتكه، وإنه لأول أصحابي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً(4) .

____________

1- مقاتل الطالبيين ص27.

2- مقاتل الطالبيين ص27 و (ط مطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ـ سنة 1385هـ ـ 1965م) ص16 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص88.

3- المعجم الكبير للطبراني ج1 ص93 ومجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص100.

4- المعجم الكـبير للطـبراني ج1 ص94 ومجمـع الزوائـد للهيثمي ج9 ص102 = = والمصنف للصنعاني ج5 ص490 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص154 وج15 ص330 وج31 ص270.

١٧٣

وعن الواقدي: كان علي بن أبي طالب آدم ربعة، مسمناً، ضخم المنكبين، طويل اللحية، أصلع، عظيم البطن، غليظ العينين، أبيض الرأس واللحية(1) .

وقالوا: "له سنام كسنام الثور"(2) .

وقال أبو الطفيل: ذكرت لابن مسعود قول علي رضي الله عنه، فقال: ألم تر إلى رأسه كالطست، وإنما حوله كالحفاف(3) .

فترى أن بعض الصفات قد جاءت صحيحة ومقبولة.. ولكن بعضها الآخر يظهر علياً "عليه‌السلام " بصورة تنفر منها القلوب، وتمجها الطباع.

وستأتي نماذج كثيرة أخرى أكثر سماجة، وأظهر بشاعة من ذلك.

ونحن نعالج هذه الصفات فيما يلي من عناوين ومطالب..

____________

1- المعجم الكبير للطبراني ج1 ص94 ومجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص101 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص241.

2- راجع: صفين لابن مزاحم المنقري ص233 والإختصاص للشيخ المفيد ص146 وبحار الأنوار ج40 ص100 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص89.

3- المعجم الكبير للطبراني ج1 ص95 ومجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص101 والآحاد والمثاني للضحاك ج1 ص137.

١٧٤

أبو بكر حمش الساقين:

قد وصف عمرو بن العاص علياً "عليه‌السلام ": بأنه حمش الساقين..

يريد بذلك: أن يحط من مقامه "عليه‌السلام "، ولكنه غفل عن أن أبا بكر قد وصف بنفس هذا الوصف. فراجع(1) .

أو أنه أراد أن يخفف عن أبي بكر، ويوجد شريكاً له في هذه الصفة، فاختار علياً "عليه‌السلام " لذلك، فيكون قد أصاب هدفين بحجر واحد.

أبو بكر ناتئ الجبهة:

وقد وصفوا علياً "عليه‌السلام ": بأنه ناتئ الجبهة..

ولعلهم غفلوا عن أن هذا الوصف أيضاً قد ورد في صفة أبي بكر على لسان ابنته عائشة بالذات(2) .

أو أنهم أرادوا أن يحددوا له شريكاً، وفق ما ذكرناه في العنوان السابق.

علي(عليه‌السلام) قصير القامة:

وقالوا في صفة أمير المؤمنين "عليه‌السلام ":

____________

1- تاريخ الأمم والملوك ج3 ص424 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص615 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص188 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص29.

2- تاريخ الأمم والملوك ج3 ص424 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص615 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص188 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص29.

١٧٥

عن زهير بن معاوية ـ ونسب إلى الإمام الباقر "عليه‌السلام " أيضاً ـ في صفة علي "عليه‌السلام " قوله: "وهو إلى القصر أقرب"(1) .

____________

1- مقاتل الطالبيين ص16 وحلية الأبرار ج2 ص393 وبحار الأنوار ج35 ص4 وج42 ص220 ومستدرك سفينة البحار ج6 ص55 وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص83 والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " للهمداني ص553 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص624 وكشف الغمة للإربلي ج1 ص146 و (ط دار الأضواء ـ بيروت ـ 1405هـ ـ 1985م) ج1 ص74 عن ابن مندة، وتهذيب الكمال للمزي ج20 ص479 والإستيعاب لابن عبد البر ج3 ص1110 وكفاية الطالب ص402 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص597 عن ابن مندة، وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص86 و 87 و 88 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص243 و 244 ج30 ص149 وفرحة الغري للسيد ابن طاووس ص80 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص27 وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي (ط دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ سنة 1417هـ ـ 1997م) ج1 ص145 وتاريخ مدينة دمشق (ط دار الفكر ـ سنة 1415هـ) ج42 ص13 و 24 و 25 وأنساب الأشراف للبلاذري ص126 والمنتخب من ذيل المذيل للطبري ص18 وتاريخ الأمم والملوك ج4 ص117 وفي (ط أخرى) ج5 ص153 وشرح الأخبار ج2 ص427 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج3 ص396 والبداية والنهاية لابن كثير ج7 ص250 وأعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ج1 ص327 والإمامة = = والسياسة لابن قتيبة الدينوري (تحقيق الزيني) ج1 ص138 و (تحقيق الشيري) ج1 ص180 والمناقب للخوارزمي ص45 والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص244 ومطالب السؤول (ط إيران) ص12 و (وتحقيق ماجد ابن أحمد العطية) ص70.

١٧٦

أضاف بعضهم قوله: "لم يتجاوز الإعتدال في ذلك"(1) .

وقالوا: "كان رجلاً دحداحاً"(2) .

والدحداح: القصير القامة(3) .

ونقول:

إن هذا الكلام غير دقيق لما يلي:

أولاً: قال أبو رجاء العطاردي، وأبو إسحاق السبيعي وغيرهم:

____________

1- مطالب السؤول (ط إيران) ص12 و (وتحقيق ماجد بن أحمد العطية) ص70.

2- صفين لابن مزاحم المنقري ص233 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص91 وبحار الأنوار ج35 ص2 والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " للهمداني ص551 والأنوار العلوية ص6 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص89.

3- النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ج2 ص103 وبحار الأنوار ج43 ص101 ومستدرك سفينة البحار ج3 ص262 والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " للهمداني ص552 وعون المعبود للعظيم آبادي ج13 ص60 وغريب الحديث لابن سلام ج4 ص485 ولسان العرب ج2 ص434 ومجمع البحرين ج2 ص12.

١٧٧

"رأيت علي بن أبي طالب ربعة ـ وقال ابن الأكفاني: رجلاً ربعة"(1) .

وقال الشعبي: رأيت علي بن أبي طالب يخطب على المنبر، شيخاً، مربوعاً(2) .

ثانياً: عن رزام بن سعيد، عن أبيه قال: "كان رجلاً فوق الربعة"(3) .

وقال الشبلنجي الشافعي: "أقرب إلى الطول"(4) .

____________

1- تاريخ مدينة دمشق ج42 ص20 و 21 وذخائر العقبى (ط القاهرة) ص57 ونزهة المجالس ج2 ص164 وكشف الغمة ج1 ص146 و 147 وجواهر المطالب ج1 ص35 وراجع ص36 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص597 و 598 ونور الأبصار ص77 عن ذخائر العقبى. وراجع: الإستيعاب لابن عبد البر ج3 ص1110 وتهذيب الكمال للمزي ج20 ص479.

2- تاريخ مدينة دمشق ج42 ص20 ونظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص81 ونزهة المجالس للصفوري الشافعي (ط بيروت) ص454.

3- الطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص26 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص23 وأسد الغابة لابن الأثير ج4 ص39 و (ط أخرى) ص115وأنساب الأشراف للبلاذري (بتحقيق المحمودي) ج2 ص125 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص89 وكفاية الطالب ص402 وراجع الكامل في التاريخ ج3 ص396 ونور الأبصار للشبلنجي الشافعي ص77.

4- نور الأبصار للشبلنجي الشافعي ص77.

١٧٨

والغريب في الأمر: أن بعضهم جمع بين الوصفين المتناقضين، فقال: "كان علي "عليه‌السلام " رجلاً دحداحاً، ربع القامة" عن جابر وابن الحنفية(1) .

مع أن الدحداح هو: القصير السمين.

والربعة: الوسيط القامة، الذي ليس بالطويل ولا بالقصير(2) .

وبعدما تقدم نشير إلى الأمور التالية:

ألف: علي (عليه‌السلام ) كرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ):

إن ملاحظة الروايات تعطي:

أن صفة نبينا الأكرم "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " هي نفس الصفة التي ذكرها هؤلاء لأمير المؤمنين، فإنه كان أيضاً أطول من الربعة(3) ، ليس بالطويل ولا

____________

1- مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج3 ص91 وبحار الأنوار ج35 ص2 والإمام علي بن أبي طالب للرحماني الهمداني ص551 والأنوار العلوية ص6.

2- راجع: أقرب الموارد ج1 ص384 والمعجم الوسيط ص325. وراجع: لسان العرب ج8 ص107 وتاج العروس ج7 ص373 وبحار الأنوار ج16 ص161 وشجرة طوبى ج2 ص257 والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " لأحمد الرحماني الهمداني ص548 و سير أعلام النبلاء ج1 ص390.

3- بحار الأنوار ج16 ص185 عن العياشي، ومكارم الأخلاق ج1 ص42 وتفسير العياشي ج1 ص203.

١٧٩

بالقصير(1) . أي ربعة من الرجال.

ب: داود (عليه‌السلام ) كان قصيراً:

إن القصر ليس من الصفات المذمومة بجميع مراتبه، فإنهم يقولون: إن

____________

1- بحار الأنوار ج16 ص181 و 186 و 190 و 194 عن مناقب آل أبي طالب ج1ص107 و 108 وعن الكازروني، وعن الغارات. ومسند أحمد ج1 ص96 وج4 ص300 وصحيح البخاري ج4 ص164 و 165 وصحيح مسلم ج7 ص83 وسنن الترمذي ج3 ص145 وج5 ص259 والمستدرك للحاكم النيسابوري ج2 ص606 وشرح مسلم للنووي ج15 ص91 وعمدة القاري ج16 ص104 والمصنف للصنعاني ج3 ص599 والشمائل المحمدية للترمذي ص16 و 17 ومسند أبي يعلى ج6 ص405 و 445 ونظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص55 وكنز العمال ج7 ص161 و 170 و 174 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج4 ص492 والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص411 و 418 والتاريخ الكبير للبخاري ج1 ص8 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص252 و 256 و 277 و 278 و 284 و 299 وتاريخ المدينة لابن شبة النميري ج2 ص602 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص425 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج2 ص305 والبداية والنهاية ج6 ص15 و 16 و 21 و 27 وإمتاع الأسماع للمقريزي ج2 ص154 و 168 و 174 و 176 وج3 ص354 و 364 وج4 ص32 وج6 ص396 وج8 ص72 والسيرة النبوية لابن كثير ج1 ص159 وج2 ص170 وسبل الهدى والرشاد ج1 ص116 و 121 وج2 ص83 و 456.

١٨٠