الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ١

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)0%

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 356

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: الصفحات: 356
المشاهدات: 23264
تحميل: 6143


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 356 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23264 / تحميل: 6143
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

رابعاً: لو صح ما زعموه، لم يفت معاوية والأمويين أن يعيبوه به.. ولكن ذلك لم يحصل. بل حصل ما يدل على بطلان هذه الترهات. كما سيمر عن قريب.

ما هي الحقيقة؟!:

ونستطيع أن نقول:

إن الصحيح: هو أنه "عليه‌السلام " كان كثير شعر اللحية(1) ، أو فقل: كان كث اللحية(2) .

وهذا غاية ما حاول معاوية أن يأخذه عليه "عليه‌السلام "، وقد فشل

____________

1- ذخائر العقبى (ط القاهرة سنة 1356هـ) ص57 ونزهة المجالس (ط سنة 1310 هـ) ج2 ص164 والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " للهمداني ص547 و 551 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص665 وج18 ص241 و 243 وتهذيب الكمال للمزي ج20 ص489.

2- كشف الغمة للإربلي ج1 ص76 وفي (ط أخرى) ج1 ص148 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص598 وبحار الأنوار ج35 ص5 وحلية الأبرار للسيد هاشم البحراني ج2 ص395 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص242 ومستدرك سفينة البحار ج6 ص55.

٢٠١

في ذلك أيضاً، فقد قال معاوية لعقيل: إن كثاثة لحية أخيك شغلته عنك.

فقال له عقيل: إن الله عز وجل ذكر لحية أخي ولحيتك في القرآن، وكان معاوية كوسجاً.

فقال: ويحك يا عقيل! ما أجرأك على الله!! يا عقيل، ما في القرآن ذكر لحيتي، ولا لحية أخيك.

قال عقيل: إن أخرجتهما فما لي؟!

فأمر له بشيء.

فقال عقيل: قال تعالى:) وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَ نَكِداً ( (1) "(2) .

علي(عليه‌السلام) كثير الشعر:

وقد وصف أبو رجاء العطاردي علياً "عليه‌السلام "، فقال: "كثير الشعر، كأنما اجتاب (أي لبس) إهاب شاة"(3) .

وعن أبي رجاء العطاردي أيضاً: "رأيت علياً مسمناً، أصلع الشعر،

____________

1- الآية 58 من سورة الأعراف.

2- كفاية الطالب ص402.

3- تاريخ مدينة دمشق ج42 ص19 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص26 وأنساب الأشراف للبلاذري ص118 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص623 والآحاد والمثاني للضحاك ج1 ص138.

٢٠٢

كأن بجانبه إهاب شاة"(1) .

وفي نص آخر: أنه "عليه‌السلام " "كان كثير شعر الصدر والكتفين، كأنما اجتاب إهاب شاة"(2) .

وقال محمد بن طلحة الشافعي وغيره: "كثير الشعر"(3) .

وقالوا: عريض المسربة(4) . وهو ذو بطن كثير الشعر(5) .

ويتجلى خبثهم أيضاً في نفس هذه الخصوصية، من جهتين:

____________

1- المعجم الكبير للطبراني ج1 ص95 ومجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص100

2- تاريخ مدينة دمشق ج42 ص20 وراجع: البداية والنهاية ج7 ص250.

3- مطالب السؤول لمحمد بن طلحة الشافعي ص70 و (ط إيران) ص12، والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " لأحمد الرحماني الهمداني ص549 والإكمال في أسماء الرجال ص128 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص597 وينابيع المودة لذوي القربى للقندوزي ج3 ص146 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص243 وج32 ص5 وج33 ص217 ونور الأبصار ص77.

4- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص178 ومناقب أهل البيت "عليه‌السلام " للمولى حيدر الشيرواني ص33 وصفين للمنقري ص233 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص89.

5- الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " للهمداني ص549 والإكمال في أسماء الرجال للخطيب التبريزي ص128 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج31 ص563 وج32 ص20.

٢٠٣

أولاهما: أنهم قد صوروا علياً "عليه‌السلام " بصورة موحشة ومخيفة، وقاسية، ذكرنا بعضاً منها في صفحات سابقة، ولم يتركوا للناس أن يتخيلوه وفق ما تستسيغه أذواقهم وأفهامهم، فصرحوا لهم: بأنه يشبه الشاة فيما اكتنف جسمه من شعر، كما ظهر من العبارات الآنفة الذكر.

الثانية: أنهم اختاروا هذه الأوصاف لتؤكد ما يسعون إلى تأكيده من نسبة الحمق إليه صلوات الله وسلامه عليه، فقد قال ابن الجوزي: "والشعر على الكتفين والعنق يدل على الحمق والجرأة، وعلى الصدر والبطن يدل على قلة الفطنة الخ.."(1) .

العمش.. والخفش:

وقال أبو رجاء العطاردي في صفة علي "عليه‌السلام ": "في عينيه خفش"(2) .

وعن زهير بن معاوية، ونسب إلى الإمام الباقر "عليه‌السلام " أيضاً: أن علياً "عليه‌السلام " كان "ثقيل العينين عظيمهما"(3) .

____________

1- أخبار الحمقى والمغفلين (ط مكتبة العزالي) ص29.

2- تاريخ مدينة دمشق ج42 ص20.

3- شرح الأخبار ج2 ص427 وفرحة الغري للسيد ابن طاووس ص80 وحلية الأبرار للسيد هاشم البحراني ج2 ص393 وبحار الأنوار ج35 ص4 وج42 ص221 وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص83 ومستدرك سفينة البحار ج6 ص55 والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " لأحمـد الرحمـاني الهمـداني = = ص553 والآحاد والمثاني للضحاك ج1 ص135 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص27 وتاريخ بغداد ج1 ص145 وفي (ط أخرى) ج1 ص135 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص13 و 24 و 25 وتهذيب الكمال للمزي ج20 ص480 وأنساب الأشراف للبلاذري ص126 و 493 والمنتخب من ذيل المذيل للطبري ص18 وتاريخ الأمم والملوك ج4 ص117 وفي (ط أخرى) ج5 ص153 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج3 ص396 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص624 والوافي بالوفيات للصفدي ج21 ص181 والإمامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج1 ص138 و (تحقيق الشيري) ج1 ص180 والمناقب للخوارزمي ص45 والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص245 وكشف الغمة للإربلي ج1 ص74 وفي (ط أخرى) ص146 عن ابن مندة، ومعارج الوصول للزرندي الشافعي ص58 والفصول المهمة لابن الصباغ ج2 ص199 وفي (ط أخرى) ج1 ص597 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص87 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص244 وج26 ص511 وج30 ص149 وج32 ص20 ونور الأبصار ص77 وكفاية الطالب ص402.

٢٠٤

وعن الواقدي: أنه "عليه‌السلام " كان "غليظ العينين"(1) .

____________

1- مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص101 والمعجم الكبير للطبراني ج1 ص94 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص241 والمعارف لابن قتيبة ص210 وأنساب الأشراف للبلاذري ص126.

٢٠٥

وزعموا: أنه هو نفسه يقول في حديث إنذار العشيرة الأقربين: بأنه كان أصغر الحاضرين سناً، وأحمشهم ساقاً، وأرمصهم عيناً(1) .

____________

1- الإرشاد للشيخ المفيد ج1 ص50 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للكوفي ج1 ص371 و 374 و 376 والأمالي للشيخ الطوسي ص583 والخرائج والجرائح للراوندي ج1 ص93 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص9 و 48 وبحار الأنوار ج18 ص45 و 192 وج38 ص224 ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" للمولى حيدر الشيرواني ص102 و 105 والغدير ج1 ص207 وج2 ص278 ـ 289 والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " لأحمد الرحماني الهمداني ص74 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص210 وكنز العمال ج13 ص133 وتفسير فرات الكوفي ص301 و 302 وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج1 ص486 والدرجات الرفيعة ص59 ومناقب علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " وما نزل من القرآن في علي "عليه‌السلام " لأبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصفهاني ص290 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص63 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج2 ص63 وكشف الغمة للإربلي ج1 ص63 وفي (ط أخرى) ص128 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي "عليه‌السلام " لابن الدمشقي ج1 ص80 وغاية المرام للسيد هاشم البحراني ج1 ص241 وج2 ص229 وج3 ص278 و 280 والمناشدة والإحتجاج بحديث الغدير للأميني ص88 و 89 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج14 ص424 وج15 ص148 و 208 وج20 ص122 وج22 ص88 وج30 ص119.

٢٠٦

وفي نص ابن عساكر: أعمش العينين(1) .

وقد نسبوا إلى السيدة الزهراء "عليها السلام" أنها وصفته بذلك أيضاً، وحاشاها(2) .

وزعموا: أن في عينيه "عليه‌السلام " اطرغشاشاً(3) ، أي ليناً في العين، كالذي أبلّ وبرئ (اندمل وبرأ) من مرضه للتو(4) .

ووصفوه أيضاً: بأنه أعيمش(5) .

____________

1- تاريخ مدينة دمشق ج42 ص48 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج3 ص364 والبداية والنهاية ج3 ص53 والسيرة النبوية لابن كثير ج1 ص460 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج15 ص145 وج20 ص123 و 124 و 339 و 382 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للكوفي ج1 ص259 والآحاد والمثاني ج1 ص142.

2- مناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للكوفي ج1 ص259 والآحاد والمثاني للضحاك ج1 ص142 والمعجم الكبير للطبراني ج1 ص94 ومجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص102 والمصنف للصنعاني ج5 ص490 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص154 وج15 ص330 وج31 ص270.

3- مقاتل الطالبيين ص27 و (ط مطبعة الحيدرية سنة 1385هـ) ص16 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص88.

4- راجع: تاج العروس للزبيدي ج9 ص133 والصحاح للجوهري ج3 ص1009.

5- المعجـم الكبـير للطبراني ج1 ص94 ومجمع الـزوائـد للهيثمـي ج9 ص102 = = والمصنف للصنعاني ج5 ص490 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص154 وج15 ص330 وج31 ص270.

٢٠٧

ونقول:

الخفش: ضعف في الإبصار يظهر في النور الشديد(1) .

وفسر الخفش: بصغر العين، وبضعف البصر خلقةً.

وقيل: هو فساد في الجفون بلا وجع، واحمرار تضيق له العيون من غير وجع ولا قرح.

وقيل: هو الإبصار بالليل دون النهار، وفي يوم غيم، دون صحو(2) .

والرمص: وسخ يجمع في مجرى الدمع(3) .

والعمش: ضعف بصر العين، مع سيلان دمعها في أكثر الأوقات(4) .

____________

1- المعجم الوسيط ص246.

2- أقرب الموارد ج1 ص288 والقاموس المحيط للفيروز آبادي ج2 ص273 وتاج العروس ج9 ص110 وراجع: كتاب العين للفراهيدي ج4 ص172.

3- الصحاح في اللغة ج3 ص1042 وكتاب المكاسب للشيخ الأنصاري ج2 ص260 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص194.

4- أقرب الموارد ج1 ص831 والمعجم الوسيط ص628 والصحاح للجوهري ج3 ص1012 ولسان العرب ج6 ص320 والقاموس المحيط للفيروزآبادي ج2 ص280 ومجمع البحرين ج3 ص252 وتاج العروس للزبيدي ج9 ص148 ومختلف الشيعة للعلامة الحلي ج9 ص457 وكتـاب المكاسـب للشيخ الأنصاري = = ج2 ص261 وروضة الطالبين للنووي ج7 ص134 وحاشية رد المحتار لابن عابدين ج1 ص329 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج2 ص113 وبحار الأنوار ج61 ص327 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص432 وتحفة الأحوذي ج9 ص130 وطرائف المقال ج2 ص207 والكنى والألقاب ج2 ص47.

٢٠٨

وبعد ما تقدم نشير إلى ما يلي:

1 ـ إنه لا معنى للحديث عن العمش بمعنى اجتماع الوسخ في مجرى الدمع، فإن علياً "عليه‌السلام " لم يكن ممن يتهاون بنظافة وجهه، وإبعاد الوسخ عن مجاري الدمع في عينيه..

2 ـ إنه لا معنى لتفسير الخفش هنا بصغر العين، بعد تصريح الرواية بأنه "عليه‌السلام " كان عظيم العينيين.

3 ـ صرحت الروايات التي تحكي لنا ما جرى في خيبر: أنه بعد فرار أبي بكر وعمر بالراية يومئذٍ، وكان علي "عليه‌السلام " في خيبر يشتكي عينيه، دعاه رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، فأخذ يمسح عينيه، ودعا له.

قال علي "عليه‌السلام ": فوالذي بعثه بالحق ما اشتكيتها بعد. ثم أعطاه الراية ففتح الله على يديه(1) .

____________

1- راجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص118 وبحار الأنوار ج41 ص282 وإمتاع الأسماع للمقريزي ج11 ص288 وإعلام الورى ج1 ص365 وفتح الباري ج7 ص366.

٢٠٩

وعن عمران بن حصين: "وما اشتكاها بعد"(1) .

ويؤيد ذلك: ما ورد في نص آخر، مروي بأسانيد عديدة عن علي "عليه‌السلام ": ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " وجهي، وتفل في عينيَّ يوم خيبر، حين أعطاني الراية(2) .

وذلك كله يؤكد: أن عيني علي "عليه‌السلام " كانتا سليمتين من الرمد ببركة دعاء رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " ومسحه عليهما، كما أنهما سليمتان دائماً من أية عاهة.. فما معنى ادِّعاء العمش، والخفش فيهما إلا حب انتقاص أخي رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " وصفيه، وحبيبه؟!..

4 ـ أما ما نسب إلى السيدة الزهراء "عليها السلام"، فلماذا لا يقال: إنها "عليها السلام" كانت تحكي للنبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " تلك الأباطيل والإشاعات المغرضة التي كانت تتناهى إلى مسامعها على ألسنة الشانئين

____________

1- راجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص103 وتهذيب الكمال للمزي ج21 ص454 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج30 ص201 و 202.

2- تاريخ مدينة دمشق ج42 ص109 و 110 و 123 و 96 وفي هوامشه عن مسند أحمد بن حنبل ج1 ص169 رقم 579. وبحار الأنوار ج34 ص332 و 363 وكنز الفوائد للكراجكي ص266 والعمدة لابن البطريق ص153 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص192 ومجمع الزوائد ج9 ص122 وفتح الباري ج7 ص366 وعمدة القاري ج17 ص244 ومسند أبي داود الطيالسي ص26 ومسند أبي يعلى ج1 ص445.

٢١٠

والحاقدين، من أجل أن يطلق النبي أوسمة الشرف والكرامة اللائقة بحق علي "عليه‌السلام "؟!.

ويدل على ذلك: أنها كانت ترى علياً "عليه‌السلام "، وتعرف أوصافه وتشاهد بأم عينها، كذب هاتيك المزاعم.

5 ـ وفي غير هذه الصورة نلاحظ ما يلي:

ألف: إن فاطمة "عليها السلام" لا يمكن أن تعترض على أمر رضيه لها رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، وأخبرها أن الله تبارك وتعالى هو الذي اختار علياً "عليه‌السلام " زوجاً لها..

ب: إننا على يقين من أنها "عليها السلام" لم تكن تفكر بهذه الأمور الدنيوية التافهة، وأن المعايير التي تستفيد منها في تقييم الناس هي معايير الطهر والخلوص، والإيمان والتقوى، والأخلاق والقيم.

٢١١

الفصل السادس:

الأنـزع.. البطين..

٢١٢

٢١٣

أصلع أم أنزع؟!:

وقد وصفوا علياً "عليه‌السلام " أيضاً بـ "الأصلع"(1) ، وزعم

____________

1- راجع على سبيل المثال: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص19 و 12 و 25 و 20 و 21 و 22 و 571 ومطالب السؤول (ط إيران) ص12 وكشف الغمة ج1 ص148 وفضائل أمير المؤمنين علي "عليه‌السلام " لأحمد بن حنبل ص87 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص25 و 27 وكفاية الطالب ص402 وتاريخ بغداد ج1 ص135 ج9 ص467 ونور الأبصار ص77 وتاريخ الأمم والملوك ج5 ص153 وأسد الغابة ج4 ص39 وأنساب الأشراف للبلاذري ص116 و 142 وشرح الأخبار ج2 ص427 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص288 والكامل في التاريخ ج3 ص496 والمعجم الكبير ج1 ص94 و 95 وتاريـخ ابن معين الدوري ج1 ص290 ومجمع الزوائد ج9 ص100 و 102 ومقاتل الطالبيين ص27 و (ط المكتبة الحيدرية) ص16 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص307 وبحار الأنوار ج35 ص61 والدر النظيم ص412 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص623 وكنز العمال ج5 ص774.

٢١٤

الشعبي، وأبو إسحاق: أنهما رأيا علياً، وكان أصلع(1) .

ونسب وصفه "عليه‌السلام " بالأصلع إلى الإمام الباقر "عليه‌السلام " أيضاً(2) .

ويقول بعضهم: إنه "أصلع، ليس في رأسه شعر إلا من خلفه"(3) .

____________

1- تاريخ مدينة دمشق ج42 ص20 و 21 و 22 و 11 وفضائل أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل ص87 وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص82 والمصنف لابن أبي شيبة ج6 ص56 والآحاد والمثاني للضحاك ج1 ص137 و 138 والتمهيد لابن عبد البر ج21 ص84 ونظم درر السمطين للزرندي ص81 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص25 وأنساب الأشراف للبلاذري ص116 والمناقب للخوارزمي ص45.

2- راجع: بحار الأنوار ج35 ص2 وج42 ص220 ونظم درر السمطين ص81 وأسد الغابة لابن الأثير ج4 ص39 وجواهر المطالب ج1 ص36 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص27 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص24 و 25 وفرحة الغري لابن طاووس ص80 ومستدرك سفينة البحار ج6 ص55 والإستيعاب ج3 ص1110 والمنتخب من ذيل المذيل للطبري ص18 وتاريخ الأمم والملوك ج4 ص117 والدر النظيم ص244.

3- ذخائر العقبى (ط القاهرة) ص57 وجواهر المطالب ج1 ص35 وصفين ص233 ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص32 والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " للهمداني ص551 والإستيعاب ج3 ص1123 وتهذيب الكمال للمزي ج20 ص489 والجـوهـرة في نسب الإمـام علي وآلـه للـبري ص124 = = وأعيان الشيعة ج1 ص327 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي "عليه‌السلام " لابن الدمشقي ج1 ص36 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص665 وج18 ص242 و 243 وج30 ص146 وج32 ص5.

٢١٥

وعن أبي رجاء العطاري: أنه "عليه‌السلام " أصلع شديد الصلع(1) .

ونسبوا إلى ابن مسعود قوله لأبي الطفيل: "ألم تر إلى رأسه كالطست، وإنما حوله كالحفاف"(2) .

وعبارات أخرى تدخل في هذا السياق.

ونقول:

إن ذلك غير صحيح، بل يقصد منه تقديم صورة بشعة تشمئز منها النفوس، وتمجها الأذواق، رغبة في تنفير الناس منه وعنه..

والصحيح: أنه "عليه‌السلام " كان أنزع(3) .

وسيأتي: أن الرواية فسرت المراد بالأنزع: بأنه الأنزع من الشرك..

والأنزع مأخوذ من النزعة. وهي موضع انحسار الشعر من جانبي

____________

1- تاريخ مدينة دمشق ج42 ص20 وأسد الغابة ج4 ص39 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص288.

2- المعجم الكبير ج1 ص95 ومجمع الزوائد ج9 ص101 والآحاد والمثاني ج1 ص137.

3- راجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص21 والمعرفة والتاريخ للفسوي ج2 ص621 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص624.

٢١٦

الجبهة، والنزعاء من الجباه، التي أقبلت ناصيتها، وارتفع أعلى شعر صدغيها.

ونزع نزعاً: انحسر شعره عن جانبي جبهته، فهو أنزع، وهي نزعاء(1) .

ويدل على أنه كان أنزع، ولم يصل الأمر إلى حد الصلع، ما يلي:

أولاً: ما رواه عبد الله بن أحمد قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن داود، عن مدرك أبي الحجاج، قال:

رأيت علياً "عليه‌السلام " له وفرة. وأتي بصبي فنزل (لعل الصحيح: فَبَرّك) عليه، ومسح على رأسه.

زاد ابن عساكر قوله: وكان أحسن الناس وجهاً(2) .

والوفرة هي: الشعر المجتمع على الرأس، أو ما جاوز شحمة الأذن(3) .

____________

1- المعجم الوسيط ص914 و 913 وأقرب الموارد ج2 ص1290 وذيل أقرب الموارد ص399 وكتاب العين للفراهيدي ج1 ص359 وراجع: معجم مقاييس اللغة ج5 ص415 والقاموس المحيط للفيروزآبادي ج3 ص88 وتاج العروس ج11 ص475.

2- فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأحمد بن حنبل ص90 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص25 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص90.

3- المعجم الوسيط ص1046 ولسان العرب لابن منظور ج5 ص288 وج12 ص551 والقاموس المحيط للفيروزآبادي ج2 ص155 وتاج العروس ج7 = = ص595 وراجع: أقرب الموارد ج2 ص1470 ونيل الأوطار ج1 ص150 وبحار الأنوار ج10 ص132 وأضواء البيان للشنقيطي ج5 ص191.

٢١٧

ثانياً: قد وصف علي "عليه‌السلام " بالأجلح(1) .

والأجلح: هو من انحسر شعره عن جانبي رأسه(2) .

وقال سبط ابن الجوزي: "ويسمى الأنزع، لأنه كان أنزع من الشرك.

وقيل: لأنه كان أنزع"(3) .

ومما يزيد هذا الأمر قوة: أن نفس رواية أبي إسحاق السبيعي التي تذكر أنه رأى علياً "عليه‌السلام " أصلع عظيم البطن..(4) .

____________

1- تاريخ مدينة دمشق ج42 ص21 و 22 وج46 ص215 والمعجم الكبير ج1 ص94 ومجمع الزوائد ج9 ص100 ومسند ابن الجعد ص73 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج2 ص475 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص26 وج6 ص314 وتاريخ بغداد ج13 ص236 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج5 ص396 وأنساب الأشراف للبلاذري ص116.

2- المعجم الوسيط ص128 وأقرب الموارد ج1 ص130 ولسان العرب ج2 ص424 وج13 ص485 والنهاية في غريب الحديث ج1 ص284.

3- تذكرة الخواص ج1 ص118 والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " للهمداني ص55.

4- فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " لأحمد بن حنبل ص78 وتـاريـخ مدينـة دمشـق ج42 ص11 و 20 و 21 و 22 ومقـاتـل الطالبيـين = = ص16 والمصنف لابن أبي شيبة ج6 ص56 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص25 وتاريخ ابن معين، الدوري ج1 ص290 وأنساب الأشراف للبلاذري ص116 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص88.

٢١٨

قد رويت بنحو آخر ليس فيه وصف الأصلع، بل فيه: أنه رآه أجلح، فراجع مصادر الرواية(1) .

كما أن وصف الأجلح قد ورد في رواية السيد بن عيسى. وقد احتمل ابن عساكر: أن ابن عيسى قد روى ذلك عن أبي إسحاق السبيعي أيضاً(2) . فراجع.

يضاف إلى ذلك: أن الشعبي الذي يروي أيضاً: أنه رأى علياً "عليه‌السلام " أصلع(3) .

____________

1- مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص100 وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص83 ومسند ابن الجعد ص73 والآحاد والمثاني للضحاك ج1 ص138 والمعجم الكبير للطبراني ج1 ص94 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج2 ص475 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص26 وج6 ص254 و 314 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص21 و 22 و 215 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج5 ص396 وأنساب الأشراف للبلاذري ص116.

2- تاريخ مدينة دمشق ج42 ص22.

3- راجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص20 و 21 و 22 والآحاد والمثاني للضحاك ج1 ص137 ونظم درر السمطين ص81 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص25.

٢١٩

ويقول في رواية أخرى عنه: "في الرأس زغبات"(1) .

والزغبات: هي الشعرات الخفيفات. وهذا لا يتلاءم مع وصفه بأنه شديد الصلع، أو كأن رأسه مثل الطست، له حفاف من حوله!!

ثالثاً: ويدل على ذلك أيضاً: ما ورد في حديث ابن عباس: ما رأيت أحسن من شرصة علي "عليه‌السلام "..

والشرصة: هي الجلحة، وهي: انحسار الشعر عن جانبي مقدم الرأس(2) .

رابعاً: قال الصفوري الشافعي: "وكان كثير شعر اللحية، قليل شعر الرأس"(3) .

خامساً: والأغرب من هذا وذاك: أن مهران بن عبد الله يقول: إنه لقي علياً "عليه‌السلام "، وهو مقبل من قصر المدائن..

____________

1- راجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص20 وشرح الأخبار ج2 ص428 والمعجم الكبير ج1 ص94 ومجمع الزوائد ج9 ص101 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص25 والآحاد والمثاني للضحاك ج1 ص137.

2- لسان العرب ج8 ص82 و (نشر أدب الحوزة ـ قم ـ إيران) ج7 ص46 مادة: شرص. والنهاية لابن الأثير (ط المطبعة الخيرية بمصر) ج2 ص231 و (ط مؤسسة إسماعيليان ـ قم ـ إيران) ص459 ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص33.

3- نزهة المجالس (ط سنة 1310 هـ) ج2 ص164 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص666 وج18 ص243.

٢٢٠