الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ١

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)0%

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 356

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: الصفحات: 356
المشاهدات: 23267
تحميل: 6143


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 356 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23267 / تحميل: 6143
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وآله" فقال: لا أشبع الله بطنه(1) .

وقال أبو ذر "رحمه‌الله " لمعاوية: "لعنك رسول الله، ودعا عليك مرات أن لا تشبع"(2) .

____________

1- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج15 ص176 وبحار الأنوار ج22 ص248 وج33 ص190 و 195 و 209 وشرح الأخبار ج2 ص166 و 536 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج1 ص140 والعمدة لابن البطريق ص456 والطرائف لابن طاووس ص504 والصراط المستقيم ج3 ص47 وكتاب الأربعين للشيرازي ص632 ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص465 و 466 والغدير ج11 ص88 و 89 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص339 وصحيح مسلم ج8 ص27 وشرح مسلم للنووي ج16 ص152 ومسند أبي داود الطيالسي ص359 والإستيعاب ج3 ص1421 وطبقات المحدثين بأصبهان ج3 ص34 وأسد الغابة ج4 ص386 وتهذيب الكمال ج22 ص344 وميزان الإعتدال للذهبي ج3 ص240 وفتوح البلدان للبلاذري ج3 ص582 وتاريخ الأمم والملوك ج8 ص186 والبداية والنهاية ج6 ص189 وج8 ص128 وإمتاع الأسماع ج4 ص399 وج10 ص185 وج12 ص112 و 113 وصفين للمنقري ص220 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي "عليه‌السلام " لابن الدمشقي ج2 ص218 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص215 والنصائح الكافية لمحمد بن عقيل ص261.

2- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج8 ص257 والغدير ج8 ص304 وج11 ص90= = وكتاب الأربعين للشيرازي ص606 وبحار الأنوار ج22 ص416 والدرجات الرفيعة ص243 وأعيان الشيعة ج4 ص237.

٢٤١

٢٤٢

وقد أصبح معاوية مضرب الأمثال في ذلك، قال الشاعر:

وصـاحـب لي بطـنه كالهاوية

كـأن في أحـشــائــه معاويـة

وذلك كله يوضح: أن نسبة ضخامة البطن إلى علي "عليه‌السلام " رغم تصريح الرسول "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " بالمراد من كلمة: "الأنزع البطين" وأنها تعبير مجازي عن السلامة من الشرك، وعن كثرة العلم. قد جاء على قاعدة: "رمتني بدائها وانسلت".

بقي أن نشير إلى القول المروي عن الإمام الصادق والإمام الباقر "عليهما‌السلام ": "ما أكثر ما يكذب الناس على علي "عليه‌السلام ".

ثم قال: إنما قال: إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني، ثم تدعون إلى البراءة مني، وأني لعلى دين محمد. ولم يقل: ولا تبرؤوا مني"(1) .

____________

1- الكافي ج2 ص219 وبحار الأنوار ج39 ص316 و 326 وج72 ص393 و 408 و 430 وجامع أحاديث الشيعة ج14 ص576 والتفسير الصافي ج3 ص158 وقرب الإسناد ص12 ونور الثقلين ج3 ص89 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب في الكتاب والسنة والتاريخ ج11 ص355 والتقية للشيخ الأنصاري ص67 وشرح أصول الكافي ج9 ص122 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج16 ص225.

٢٤٣

عمرو بن العاص أساس البلاء:

ومهما يكن من أمر، فإن السبب الأساس في إثارة هذا الجو المسموم في خصوص صفات علي "عليه‌السلام " هو: إعلان عمرو بن العاص عن تغيظه الشديد من شيوع وتناقل الناس أوصاف أمير المؤمنين الباهرة، ثم قدم نموذجاً لما يريد الأمويون أن يشيعوه عن علي "عليه‌السلام ".

فقد قال ابن شهرآشوب: ابن إسحاق، وابن شهاب: أنه كتب حِلْيَة أمير المؤمنين "عليه‌السلام " عن ثبيت الخادم، فأخذها عمرو بن العاص، فزمَّ بأنفه، وقطعها، وكتب: "إن أبا تراب كان شديد الأدمة، عظيم البطن، حمش الساقين، ونحو ذلك" ولذا وقع الخلاف في حليته(1) .

وبذلك يكون عمرو بن العاص هو الذي أطلق حملة التجني على علي "عليه‌السلام "، حتى في الحديث عن صفاته البدنية، وتفنن علماء السوء والمتزلفون له ولغيره من أعداء علي "عليه‌السلام " في ابتداع الأساليب لتشويه الحقيقة، وإثارة الشبهات، وإشاعة الترهات..

____________

1- مناقب آل أبي طالب ج3 ص306 و (ط المكتبة الحيدرية) ج3 ص91 وبحار الأنوار ج35 ص2 والأنوار العلوية ص7 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص90.

٢٤٤

الفصل السابع:

زوجـات عـلـي (عليه‌السلام )

٢٤٥
٢٤٦

زوجات أمير المؤمنين(عليه‌السلام):

إن من تجليات التكرمة الإلهية لعلي "عليه‌السلام " تزويج الله ورسوله إياه فاطمة الزهراء "عليها السلام".

ويدل على عظم مقامها، ومقام علي "عليه وعليها الصلاة والسلام" ما روي عن النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، وعن الصادق "عليه‌السلام " عنه، أنه قال: "لولا أن الله تعالى خلق أمير المؤمنين "عليه‌السلام " لفاطمة ما كان لها كفؤ على ظهر الأرض، من آدم فمن دونه"(1) .

____________

1- الكافي للكليني ج1 ص461 ومن لا يحضره الفقيه للصدوق ج3 ص393 وعيون أخبار الرضا ج2 ص203 و (ط أخرى) ج1 ص225 والخصال ص414 وبشارة المصطفى ص328 وفي (ط أخرى) ص267 وكشف الغمة للإربلي ج2 ص100 وفي (ط أخرى) ص188 عن صاحب كتاب الفردوس، وعن المناقب، ومصباح الأنوار، ومجمع النورين للمرندي ص27 و 43 واللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري ص96 وبيت الأحزان للشيخ عباس القمي ص24 وحياة أمير المؤمنين لمحمديان ج1 ص107 وتفسير القمي ج2 ص338 وحياة الإمام الحسن للقرشي ج1 ص15 وص321 عن تلخيص الشـافي ج2 ص277 والمحتضر لحسن بن = = سليمان الحلي ص240 والخصائص الفاطمية للكجوري ج1 ص119 والأنوار القدسية للشيخ محمد حسين الأصفهاني ص36 عن المحجة البيضاء ج4 ص200 وشرح أصول الكافي للمازندراني ج7 ص222 ووسائل الشيعة للحر العاملي (ط مؤسسة آل البيت) ج20 ص74 و (ط دار الإسلامية) ج14 ص49 ودلائل الإمامة للطبري ص80 وعلل الشرائع ج2 ص178 وأمالي الصدوق ص474، ونوادر المعجزات ج6 ص84 وتفضيل أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للشيخ المفيد ص32 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص290 ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص66 والفصول المهمة للحر العاملي ج1 ص408 وج3 ص411 وبحار الأنوار ج8 ص6 وج43 ص10 و 92 ـ 93 و 97 و 107 و 141 و 145 وروضة الواعظين ص148 وكنوز الحقائق للمناوي (مطبوع مع الجامع الصغير) ج2 ص75 وإعلام الورى ج1 ص290 وتسلية المجالس وزينة المجالس ج1 ص547 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص83 وأمالي الطوسي ج1 ص42 ونور البراهين للسيد نعمة الله الجزائري ج1 ص315 ومستدرك سفينة البحار ج9 ص126و 288 والإمام علي "عليه‌السلام " لللهمداني ص126 و 334 ومستدرك الإمام الرضا للعطاردي ج1 ص241 والحدائق الناضرة للمحقق البحراني ج23 ص108 والتهذيب ج7 ص470 ح90 وص475 ح116 وإحقاق الحق (قسم الملحقات) ج7 ص1 ـ 2 وج17 ص35 ج19 ص117 عن مودة القربى للهمداني (ط لاهور) ص18 و 57 وأهل البيت لتوفيق أبي علم ص139 والـفـردوس ج3 ص373 و 418 و 513 والسيدة الزهـراء "عليها السلام" = = للحاج حسين الشاكري ص23 والمناقب المرتضوية لمحمد صالح الترمذي، وينابيع المودة لذوي القربى للقندوزي الحنفي ج2 ص80 و 244 و 286. لكن أكثر مصادر أهل السنة قد اقتصرت على عبارة لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ.. ولم تذكر كلمة، آدم فمن دونه.

٢٤٧

وقد تحدثنا عن بعض ما يرتبط بهذا الزواج الميمون في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ".

وروي: أن علياً "عليه‌السلام " دخل بفاطمة "عليها السلام" بعد وفاة أختها رقية زوجة عثمان بستة عشر يوماً، وذلك بعد رجوعه من بدر، وذلك لأيام خلت من شوال(1) .

وروي: أن ذلك كان يوم الثلاثاء، لست خلون من ذي الحجة(2) .

____________

1- وسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج20 ص240 و (ط دار الإسلامية) ج14 ص178 والأمالي للشيخ الطوسي ج1 ص43 وبحار الأنوار ج43 ص97 وجامع أحاديث الشيعة ج20 ص105 وبشارة المصطفى لمحمد بن علي الطبري ص410 والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص404 واللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري ص237 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص104.

2- مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج3 ص132 وبشارة المصطفى لمحمد بن علي الطبري ص410 والأمالي للشيخ الطوسي ج1 ص42 وبحار الأنوار ج43 ص6 و 97 وراجع ص110 وجامع أحاديث الشيعة ج20 ص105 وأعيان = = الشيعة للسيد محسن الأمين ج1 ص313 والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص405 والخصائص الفاطمية للكجوري ج2 ص317 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص104.

٢٤٨

وهناك أقوال عديدة أخرى، فراجعها في مصادرها(1) .

علي وفاطمة( عليهما‌السلام ) أفضل من الأنبياء:

والحديث المتقدم عن كفاءة علي "عليه‌السلام " لفاطمة "عليها السلام" يدل على أن أمير المؤمنين، وكذلك فاطمة الزهراء "عليهما أفضل الصلاة والسلام" أفضل من جميع الأنبياء باستثناء رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، فإنه خارج قطعاً، لدلالة الأدلة القاطعة على أنه أفضل الخلق من دون استثناء أحد، لا فاطمة ولا علي "عليهما‌السلام "..

بل إن المقصود بهذه الكلمة هو إظهار هذا التفضيل لهما "عليهما‌السلام ". وليس المقصود الكفاءة التي يترتب عليها جواز المباشرة بمراسم التزويج. إذ قد تتحقق الكفاءة، ولكن يوجد مانع من المباشرة في التزويج، كالأبوة، أو الأخوة، أو العمومة، أو نحو ذلك..

ويشهد لهذا الأمر ذكر آدم "عليه‌السلام "، مع أنه أب للزهراء "عليها السلام"، وكذلك إبراهيم، وإسماعيل "عليهما‌السلام "..

وذلك يدل على: أن المقصود هو بيان مقامها الشامخ، وأنها فوق

____________

1- راجع على سبيل المثال: بحار الأنوار ج43 ص92 ـ 145.

٢٤٩

الأنبياء، وأن ما حباها الله به من الفضل والكرامة والمقام المحمود عند الله، لا يمكن أن يقع في وهم أحد.

ومما دل على أفضلية رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " على جميع المخلوقات ما روي عنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " من أنه قال: "فأنا أتقى ولد آدم، وأكرمهم على الله جل ثناؤه"(1) .

____________

1- الأمالي للشيخ الصدوق ص730 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه‌السلام " لمحمد بن سليمان الكوفي ج1 ص407 وكتاب الأربعين للشيرازي ص374 وبحار الأنوار ج16 ص120 و 315 وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم السلام" ج9 ص64 ومجمع الزوائد للهيثمي ج8 ص215 والمعجم الكبير ج3 ص57 وج12 ص82 وكنز العمال ج2 ص44 وتفسير فرات الكوفي ص433 ومجمع البيان للطبرسي ج9 ص230 وتفسير الثعلبي ج8 ص44 وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج2 ص49 وفتح القدير للشوكاني ج4 ص280 ومناقب علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " وما نزل من القرآن في علي "عليه‌السلام " لأبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصفهاني ص305 والبداية والنهاية ج2 ص316 وإمتاع الأسماع للمقريزي ج3 ص208 والشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض ج1 ص166 وإعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي ج1 ص50 وكشف الغمة للإربلي ج1 ص12 والسيرة النبوية لابن كثير ج1 ص193 وتأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج2 ص606 وينابيع المـودة لـذوي القربى للقندوزي ج1 ص59 وأهل البيت في الكتاب والسنة = = للريشهري ص120 وغاية المرام للسيد هاشم البحراني ج3 ص183 وج4 ص151 و 156 و 159 و 161 ومصباح الهداية في إثبات الولاية للسيد علي البهبهاني ص258 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج9 ص69 وج14 ص68 وج22 ص21 وج24 ص92.

٢٥٠

وقوله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ": "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"(1) .

____________

1- الأمالي للصدوق ص254 و 391 وبحار الأنوار ج8 ص48 وج9 ص294 ج16 ص325 و 326 وج31 ص342 وج35 ص70 و 214 وج40 ص59 وج63 ص6 و 58 وج78 ص351 وأمالي الشيخ الطوسي ص170 و (ط دار الثقافة ـ قم سنة 1414هـ) ص271 وعيون أخبار الرضا "عليه‌السلام " ص202 و (ط مؤسسة الأعلمي سنة 1404هـ) ج1 ص38 ومسند زيد بن علي ص476 ومغني المحتاج للشربيني ج1 ص7 وكشاف القناع للبهوتي ج5 ص29 وروضة الواعظين ص142 وشرح أصول الكافي ج5 ص185 وج7 ص145 وج10 ص84 وج11 ص355 وج12 ص319 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج25 ص23 و (ط دار الإسلامية) ج17 ص12 والخرائج والجرائح للراوندي ج2 ص876 وذخائر العقبى ص7 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج3 ص228 ومسند الرضا "عليه‌السلام " لداود بن سليمان الغازي ص161 والإحتجاج للطبرسي ج1 ص208 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للكوفي ج1 ص129 و 407 وشرح الأخبار ج1 ص195 و 233 والمسترشد للطبري ص140 والإختصاص للمفيد ص33 = = وتفضيل أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للشيخ المفيد ص20 ومدينة المعاجز ج2 ص272 ومسند أحمد ج1 ص5 و 281 و 295 وج3 ص2 و 144 وسنن الدارمي ج1 ص28 وسنن ابن ماجة ج2 ص1440 وسنن الترمذي ج4 ص370 والمستدرك للحاكم ج1 ص30 وج2 ص605 ومجمع الزوائد ج8 ص254 وج10 ص372 و 374 و 376 وعمدة القاري ج12 ص250.

٢٥١

وقوله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ": "وفضلني على جميع خلقه، وجعلني في الدنيا سيد ولد آدم، وفي الآخرة زين القيامة"(1) .

وعن أبي عبد الله "عليه‌السلام ": سئل رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ": بأي شيء سبقت ولد آدم؟!

قال: إنني أول من أقر بربي، إن الله أخذ ميثاق النبيين، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟!

قالوا: بلى. فكنت أول من أجاب(2) .

____________

1- بحار الأنوار ج16 ص326 والخصال ج2 ص42 و (ط مركز النشر الإسلامي سنة 1403هـ) ص413 وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم السلام" للنجفي ج3 ص331 ومستدركات علم رجال الحديث للنمازي ج1 ص237.

2- الكافي ج2 ص12 وبحار الأنوار ج15 ص15 وج16 ص353 وج66 ص56 وبصائر الدرجات ص103 وعلل الشرائع ج1 ص124 ومختصر بصائر الدرجات ص158 وشرح أصول الكافي ج8 ص34 وتفسير العياشي ج2 ص39 ونور الثقلين ج2 ص94 وج3 ص175.

٢٥٢

وعنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ": يا علي، إن الله عز وجل أشرف على الدنيا، فاختارني منها على رجال العالمين، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدي، ثم اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين بعدك. ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة سيدة نساء العالمين..(1) .

وهذا الحديث ناظر إلى التفضيل بين الرجال والرجال، وبين النساء والنساء. والأحاديث الدالة على هذا المعنى كثيرة..

لا يتزوج علي(عليه‌السلام) في حياة فاطمة(عليهما‌السلام) :

وقد سأل سائل: لماذا لم يتزوج علي "عليه‌السلام " غير فاطمة ما دامت على قيد الحياة، مع أن تعدد الزوجات مستحب؟! وإذا كانت الزهراء "عليها السلام" لا ترضى، فهل يمكن أن لا ترضى بما يرضاه الله؟!

ونجيب:

أولاً: قد روي عن أبي عبد الله الصادق "عليه‌السلام " أنه قال: "حرم الله النساء على علي "عليه‌السلام " ما دامت فاطمة "عليها السلام" حية.

قال: قلت: وكيف؟!

____________

1- بحار الأنوار ج16 ص354 وج26 ص271 وج43 ص26 والخصال ج1 ص96 و 97 و (ط مركز النشر الإسلامي سنة 1403هـ) ص207 وكنز الدقائق للمشهدي ج2 ص63.

٢٥٣

قال: لأنها طاهر لا تحيض"(1) .

ولعل هذا التعليل يريد أن يشير إلى عظمتها ومقامها عند الله تعالى، وأنه تبارك وتعالى قد طهرها، حتى من جهة خلقتها، فنزهها عن الحيض، حتى لا يمنعها ذلك من مواصلة عباداتها التي تحبها.

وبهذا الحال، هل يصح من علي "عليه‌السلام " أن يفضل عليها أحداً، أو أن يميل إلى أحد سواها وهي على قيد الحياة؟!.

ثانياً: لم يثبت استحباب الزواج بأكثر من امرأة واحدة، بل ورد إباحة ذلك في القرآن، مع النصيحة بالتزام الزواج من واحدة في صورة الخوف من عدم التمكن من العدل بين النساء..

نعم، قد ورد في السنة الأمر بالتزوج بأكثر من واحدة لمعالجة حالة

____________

1- تهذيب الأحكام للطوسي ج7 ص475 ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشـوب ج3 ص330 و (ط المطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ـ سنة 1956م) ج3 ص110 وبشارة المصطفى ص306 والأمالي للطوسي ج1 ص42 ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص64 وبحار الأنوار ج43 ص16 و 153 وضياء العالمين (مخطوط) ج2 ق3 ص7 وعوالم العلوم ج11 ص387 و 66 ومستدرك الوسائل ج2 ص42 وراجع: فتح الباري ج9 ص287 ومجمع النورين ص23 والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " لأحمد الرحماني الهمداني ص231 واللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري ص201 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص431 والحدائق الناضرة للمحقق البحراني ج23 ص108.

٢٥٤

الفقر(1) ، أو نحو ذلك..

مع ملاحظة: أن معالجة ظاهرة الفقر(2) قد كانت بالطلاق أيضاً، مع أنه أبغض الحلال إلى الله تعالى(3) .

فالإستحباب المدعى يصبح موضع شك، وبذلك لا يبقى موضوع للسؤال المذكور..

إلا إذا استدل على ذلك بالروايات التي تحث على الزواج وتأمر به، مثل

____________

1- الكافي ج5 ص430 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج20 ص44 و (ط دار الإسلامية) ج14 ص26 وعوالي اللآلي ج3 ص281 وجامع أحاديث الشيعة ج20 ص13 وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم السلام" للنجفي ج3 ص11 وج4 ص178 ونور الثقلين ج3 ص595 ومجمع البحرين ج3 ص208.

2- وسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج20 ص44 و (ط دار الإسلامية) ج14 ص26 والكافي ج5 ص331 وجامع أحاديث الشيعة ج20 ص13 ونور الثقلين ج1 ص559 وج3 ص595 وكنز الدقائق ج2 ص645 وتفسير الميزان ج5 ص107.

3- الكافي ج5 ص431 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج20 ص44 و (ط دار الإسلامية) ج14 ص26 وجامع أحاديث الشيعة ج20 ص13 والتفسير الصافي ج1 ص508 ونور الثقلين ج1 ص559 وج3 ص595 وكنز الدقائق ج2 ص645 وتفسير الميزان ج5 ص107.

٢٥٥

حديث: "تناكحوا تناسلوا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة".. باعتبار أن المطلوب هو زيادة النسل، وهو يتحقق بتعدد الزوجات بصورة أتم وأوفى.

ويناقش في دلالة ذلك على استحباب التعدد، بأننا لو سلمنا بذلك، فإن استحباب زيادة النسل شيء، وتعدد الزوجات شيء آخر. فإذا فرض التلازم بينهما، فمن المعلوم: أنه لا يجب اتفاق المتلازمين في الحكم، بل يجب أن يختلفا فيه..

يضاف إلى ذلك: أن روايات الترغيب في الزواج لأجل النسل يقصد بها التأكيد على استحباب أصل التناكح والتناسل. ولكن لا مطلقاً، بل وفق سياسة وضابطة محددة، ولذلك لم يجز الزيادة على الأربع. وحددت شرائط معينة لمن يصح التزويج بها، وغير ذلك..

ثالثاً: قال الله تعالى:) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( (1) .

فقد دلت هذه الآية المباركة على: أن الهدف من الزواج هو تحقيق السكون، والرضا، وذلك من خلال التوحد، والإلتقاء، ووجدان النفس لحقيقتها الكاملة، ليكونا معاً بمثابة نفس واحدة..

ومن الواضح: أن السيدة الزهراء "عليها السلام" حين تكون مع الإمام علي "عليه‌السلام "، فإنه "عليه‌السلام " سوف لا يجد في نفسه أية حاجة إلى شيء آخر، لأن السيدة الزهراء "عليها السلام" هي الكمال كله..

____________

1- الآية21 من سورة الروم.

٢٥٦

فلا يبقى أي مبرر لتطلّب شيء آخر. ما دام أن السكون والرضا قد بلغ منتهاه، فما هو الداعي لأن يبحث الإمام "عليه‌السلام " عن زوجة أخرى، ما دام أن تلك الزوجة لن يكون لها أي دور في حياته، ولا يوجد أي مجال للزيادة في حالة السكون، والرضا، والسعادة لديه؟!

وربما لأجل هذه الخصوصية بالذات لم يتزوج النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " في حياة السيدة خديجة "عليها السلام" أية امرأة أخرى، لكنه تزوج بعدها بالعديد من النساء لأكثر من داع وسبب.. رغم علمه "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " بانه لن يجد مثل خديجة "عليها السلام".

وتزوج علي "عليه‌السلام " بعد الزهراء "عليها السلام" بالعديد من النساء رغم علمه بأنه لن يجد مثل الزهراء "صلوات الله وسلامه عليها".

تسرِّي علي (عليه‌السلام ) في حياة الزهراء (عليها السلام):

بناءً على ما تقدم، يبقى سؤالان يحتاجان إلى إجابة:

الأول: ماذا نصنع بالروايات التي تقول: إن علياً "عليه‌السلام " قد تزوج بأم محمد بن الحنفية في حياة رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "؟!

الثاني: ماذا نصنع بحديث بريدة عن اصطفاء علي "عليه‌السلام " لجارية من السبي، وقد اختلى بها، وخرج ورأسه يقطر ماءً؟!

ونقول في الجواب:

أولاً: لو صح هذا وذاك، فيكون دليلاً على أن حديث تحريم النساء على علي "عليه‌السلام " ما دامت فاطمة "عليها السلام" على قيد الحياة مشروط بما إذا لم تجزه الزهراء "عليها السلام" ورسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، وتكون

٢٥٧

مبادرته لفعل ذلك دليلاً على صدور هذه الإجازة منها ومنه..

بل قد يُدَّعى: أن المحرم عليه "صلوات الله وسلامه عليه" هو التزويج بالنساء، ولا يحرم عليه التسري..

ثانياً: بالنسبة لأم محمد بن الحنفية نقول:

إن البعض وإن كان قد ادَّعى: أنها كانت أمة وهي نصيب علي "عليه‌السلام " من سبي أتي به إلى أبي بكر. لكننا قد أثبتنا عدم صحة ذلك، وقلنا: إن هناك نصوصاً أخرى تقول: إنها كانت أمة، فاشتراها علي "عليه‌السلام "، واتخذها أم ولد.

والظاهر: أن شراءه لها كان في زمن رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، فولدت له محمداً المعروف بابن الحنفية، وذلك بعد استشهاد السيدة فاطمة "عليها السلام"(1) . فلا دليل على تسرّيه بها في حياة الزهراء "عليها السلام".

وأما إن كانت ولادة محمد بن الحنفية في زمن رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، ولم نقل: إن ما روي عن الإمام الصادق "عليه‌السلام " مختص بالزواج الدائم، فلا بد أن يحمل ذلك على أن زواجه بالحنفية، قد كان بإذن من رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، وفاطمة "عليهما‌السلام "، لسرٍّ ولخصوصيةٍ في محمد بن الحنفية "رحمه‌الله "..

____________

1- قاموس الرجال (ط مركز النشر الإسلامي قم) ج9 ص246 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص243 ـ 246 وأعيان الشيعة ج1 ص433 وج9 ص435 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص27 وبحار الأنوار ج42 ص99.

٢٥٨

ثالثاً: بالنسبة لحديث بريدة نقول:

إن الأصل في هذا الحديث هو بريدة الأسلمي.. (وفي بعض النصوص ذكر البراء، بدل بريدة) الذي أرسله خالد بن الوليد للوقيعة بالإمام علي "عليه‌السلام "، عند رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، بحجة: أن الإمام "عليه‌السلام " اصطفى جارية من السبي، وقعت في الخمس.

وقد ذكرت الرواية: أن رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، غضب للإمام علي "عليه‌السلام "، وصوّب موقفه(1) ..

____________

1- هذا الحديث رواه عموم أهل السنة في مجاميعهم الحديثية، وفي كتب السيرة، والتراجم، وغير ذلك، فراجع على سبيل المثال لا الحصر ما يلي: صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف، وكتاب الخمس، وكتاب المناقب، وصحيح مسلم ج7 ص141 وفي فضائل فاطمة "عليها السلام"، ومسند أحمد ج4 ص328 وحلية الأولياء ج2 ص40 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص64 والمستدرك على الصحيحين للحاكم ج3 ص158 و 159 وغوامض الأسماء المبهمة ص340 و 341 وسنن ابن ماجة ج1 ص616 وأسد الغابة ج5 ص521 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص591 و 597 ونزل الأبرار ص82 و 83 والسيرة الحلبية ج2 ص208 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص4 وسنن أبي داود ج2 ص326 وتلخيص الشافي ج2 ص276 والغدير ج3 ص216 والبحر الزخار ج6 ص435 وجواهر الأخبار والآثار (بهامش البحر الزخار) للصعدي، ومصابيح السنة ج2 ص257 وكنز العمال= = ج15 ص24 ـ 125 و 126 و 271 والبداية والنهاية ج7 ص344 و 345 ومحاضرة الأدباء، المجلد الثاني ص234 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص51 و 88 وج4 ص64 ـ 66 وتهذيب التهذيب ج7 ص90 وفتح الباري ج7 ص6 وج9 ص286 ونسب قريش ص87 و 312 والمصنف للصنعاني ج7 ص300 و 301 و 302.

٢٥٩

ونلاحظ هنا ما يلي:

1 ـ إن أغلب المصادر لم تشر إلا لمجرد اصطفاء الإمام علي "عليه‌السلام "، جارية من خمس السبي لنفسه.

وظاهر طائفة: أن الإعتراض إنما كان منصباً على تصرفه "عليه‌السلام "، في مال الخمس.

وكمثال على ذلك نشير إلى نص الشيخ المفيد "رحمه‌الله "، الذي ذكر: أن بريدة جعل يقرأ كتاب خالد لرسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، والمتضمن للوقيعة في علي "عليه‌السلام "، ووجه النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، يتغير، فقال بريدة: "إنك إن رخصت للناس في مثل هذا ذهب فيؤهم.

فقال له النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ": ويحك يا بريدة! أحدثت نفاقاً؟! إن علي بن أبي طالب كان له من الفيء ما يحل لي، إن علي بن أبي طالب خير الناس لك ولقومك الخ.."(1) .

____________

1- الإرشـاد (ط مؤسسة آل البيت) ص160 و 161 و (ط دار المفيـد ـ بـيروت = = 1414هـ) ج1 ص161 وإعلام الورى ج1 ص253 وكشف الغمة ج1 ص230 و 231 وقاموس الرجال ج2 ص173 عنه، وبحار الأنوار ج21 ص358 وج37 ص235 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج11 ص261 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص99.

٢٦٠