الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ١

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)0%

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 356

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: الصفحات: 356
المشاهدات: 23254
تحميل: 6140


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 356 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23254 / تحميل: 6140
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

القسم الأول:

علي (عليه‌السلام ) في حياة النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )

٤١

٤٢

الباب الأول:

علي (عليه‌السلام ) قبل البعثة

٤٣

٤٤

الفصل الأول:

الإمام علي (عليه‌السلام ) نسباً.. ومولداً..

٤٥

٤٦

نسب علي (عليه‌السلام) :

هو: علي بن أبي طالب، بن عبد المطلب، بن هاشم بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان..

أمه: فاطمة بنت أسد، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي.. إلى آخر النسب الشريف المذكور أعلاه..

وهذا هو نفس نسب رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، بدءاً من عبد المطلب فما بعده..

وقد قال "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ": أنا وعلي من شجرة واحدة، وسائر الناس من شجر شتى(1) . مع العلم: بأن لهذه الكلمة معنى أتم وأعمق،

____________

1- راجع: المناقب للخوارزمي ص143 وكشف الغمة للإربلي ج1 ص300 وإقبال الأعمال للسيد ابن طاووس ج1 ص506 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للكوفي ج1 ص469 و 460 وج2 ص230 والمزار لابن المشهدي ص576 والأربعون حديثاً لمنتجب الدين ابن بابويـه ص35 وبحار الأنـوار = = ج21 ص279 ـ 280 وج23 ص230 وج35 ص301 وج38 ص188 و 309 وج40 ص78 وج99 ص106 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص361 والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " للهمداني ص72 ـ 73 و 293 و 364 ومجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص100 والمعجم الأوسط للطبراني ج4 ص263 وكنز العمال ج11 ص608 وتفسير فرات الكوفي ص161 ومجمع البيان ج2 ص311 وج9 ص48 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص242 والتفسير الصافي ج4 ص373 وج6 ص366 وتفسير الميزان ج11 ص296 وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج1 ص377 وج2 ص203.

وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص65 وميزان الإعتدال للذهبي ج2 ص306 والكشف الحثيث لسبط ابن العجمي ص135 ولسان الميزان لابن حجر ج3 ص180 وتنبيه الغافلين لابن كرامة ص35 وإعلام الورى ج1 ص316 وتأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج2 ص548 وينابيع المودة للقندوزي ج1 ص45 وج2 ص74 و 242 و 307 و 394 والشافي في الامامة للشريف المرتضى ج2 ص256 والفصول المهمة للسيد شرف الدين ص48 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص255 الباب الرابع.

٤٧

وأدق وألصق، وبهما أولى وأوفق فإنهما خلقا من نور واحد قبل خلق الخلق كما في الروايات، وهذا لا يخفى على المتأمل البصير، والمدقق الخبير.

وروي أنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " قال: إذا بلغ نسبي إلى عدنان

٤٨

فامسكوا(1) .

وقيل: اسم أبي طالب: عبد مناف(2) .

____________

1- تاج المواليد (مطبوع مع مجموعة كتب) للشيخ الطبرسي ص4 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج1 ص134 وبحار الأنوار ج108 ص203 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص35 وج15 ص105 و 280 وقصص الأنبياء للراوندي ص314 والحدائق الناضرة ج17 ص423 والأنوار البهية ص31 وإعلام الورى ج1 ص43 والدر النظيم ص47 وكشف الغمة للإربلي ج1 ص15 والعدد القوية ص141.

2- مقاتل الطالبيين ص3 والمستدرك للحاكم ج3 ص108 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص11 وج15 ص219 والمجموع للنووي ج1 ص348 وج4 ص35 وخصائص الأئمة للشريف الرضي ص68 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج16 ص231 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص481 ونبوة أبي طالب تأليف مزمل حسين الميثمي الغديري (ط قم ـ ايران) ص7 ـ 12 ومدارك الأحكام ج5 ص257 وذخيرة المعاد (ط.ق) للمحقق السبزواري ج1 ق3 ص460 والهداية الكبرى للخصيبي ص95 ودلائل الإمامة للطبري (الشيعي) ص57 والعمدة لابن البطريق ص23 و 411 وذخائر العقبى للطبري ص171 وعمدة الطالب لابن عنبة ص21 وبحار الأنوار ج22 ص260 وج35 ص66 و 138 و 141 ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص49 وجامع أحاديث الشيعة ج14 ص583 ومسـتـدرك سفيـنـة البـحـار ج6 ص554 وشـرح مسـلـم للنـووي ج1 ص213 = = وفتح الباري ج7 ص150 وج10 ص489 وعمدة القاري ج2 ص147 وج8 ص180 وج9 ص227 وج17 ص17 وج18 ص277 وج21 ص218 وج23 ص125 والآحاد والمثاني للضحاك ج1 ص135 وسر السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري ص3 والمعجم الكبير للطبراني ج1 ص92 ومعرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري ص184 والإستيعاب ج1 ص370 وج3 ص1089 وتفسير مقاتل بن سليمان ج1 ص342 وتفسير الثعلبي ج4 ص141 والإكمال في أسماء الرجال للتبريزي ص163 والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص93 و 121 وج3 ص19 وج4 ص34 وتاريخ ابن معين ج1 ص24 وطبقات خليفة بن خياط ص30 والجرح والتعديل للرازي ج2 ص482 وج6 ص192 والثقات لابن حبان ج1 ص32 وج2 ص135 وتاريخ بغداد ج1 ص143 والتعديل والتجريح للباجي ج2 ص891 وج3 ص1074 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص118 وج42 ص7 و 12 و 15 وج66 ص309 و 310 وأسد الغابة ج1 ص31 و 286 وج3 ص422 وج4 ص16 وتهذيب الكمال للمزي ج1 ص200 وج5 ص50 و 51 وج20 ص472 والأعلام للزركلي ج5 ص130 والمعارف لابن قتيبة ص203 وأنساب الأشراف للبلاذري ص23 والمجدي في أنساب الطالبين ص7.

ويؤيد ذلك: ما روي: من أن عبد المطلب قال:

٤٩

أوصيـك يـا عبد منـاف بعـدي بمـوحـد بـعـد أبـيـه فـــرد(1) .

____________

1- مناقب آل أبي طالب ج1 ص34 والفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي ص45 وعمدة الطالب لابن عنبة ص21 وبحار الأنوار ج15 ص152 وج35 ص85 = = ومستدرك سفينة البحار ج5 ص432 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص13 وسيرة ابن إسحاق ج1 ص47 والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص211 والخصائص الفاطمية للكجوري ج2 ص70 والكنى والألقاب للقمي ج1 ص108.

٥٠

وقال أيضاً:

وصَّيـت مـن كنـَّـيتـه بطالبِ

عبد مناف وهـو ذو تجـارب(1)

وقيل: اسمه عمران.

وقد ورد في زيارة النبي الأكرم "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، المروية في بعض كتب أصحابنا: "السلام على عمك عمران، أبي طالب"(2) .

وقيل: اسمه كنيته..

قال الحاكم: أكثر المتقدمين على أن اسمه كنيته(3) .

____________

1- راجع: بحار الأنوار ج35 ص85 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص34 وعمدة الطالب لابن عنبة ص21 وسيرة ابن إسحاق ج1 ص48 ومستدرك سفينة البحار ج6 ص556 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج14 ص78 وأعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ج1 ص324 وج8 ص114 والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص211 والخصائص الفاطمية للكجوري ج1 ص115 والكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ج1 ص108.

2- بحار الأنوار ج97 ص189 ومستدرك سفينة البحار ج6 ص555.

3- معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري ص184 وتاريخ مدينة دمشق ج66 ص310 والإصابة ج4 ص115 و (ط دار الكتب العلمية 1415هـ) ج7 ص196.

٥١

وروي عن علي أمير المؤمنين "عليه‌السلام "، أنه قال على منبر البصرة: اسم أبي عبد مناف، فغلبت الكنية على الإسم. وإن اسم عبد المطلب عامر(1) ، فغلب اللقب على الاسم، واسم هاشم عمرو، فغلب اللقب على الإسم. واسم عبد مناف المغيرة، فغلب اللقب على الاسم. وإن اسم قصي زيد، فسمته العرب مجمعاً، لجمعه إياها من البلد الأقصى، فغلب اللقب على الاسم(2) .

____________

1- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص11 ومعاني الأخبار ص121 والأمالي للصدوق ص700 والخصال ص453 وعمدة الطالب لابن عنبة ص23 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص19 وشرح أصول الكافي ج12 ص51 وكشف الغطاء (ط.ق) ج2 ص362 وجواهر الكلام ج16 ص104 وخصائص الأئمة للشريف الرضي ص68 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج2 ص145 وبحار الأنوار ج15 ص119 و 405 وج35 ص52 وفتح الباري ج7 ص124 والإستيعاب ج1 ص27 والفايق في غريب الحديث ج3 ص68 ونظم درر السمطين ص36 والمعارف لابن قتيبة ص72.

2- بحار الأنوار ج35 ص51 ـ 52 ومعاني الأخبار ص121 والأمالي للصدوق ص700 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج2 ص145 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص61 وغاية المرام للسيد هاشم البحراني ج1 ص56 وشرح العينية الحميرية للفاضل الهندي ص120.

٥٢

وقيل: اسمه شيبة(1).

إيمان أبي طالب(عليه‌السلام) :

عن الأصبغ بن نباتة، قال: "سمعت أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: والله، ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم، ولا عبد مناف صنماً قط..

قيل له: فما كانوا يعبدون؟!

____________

1- راجع: معاني الأخبار ص121 وكشف الغطاء (ط.ق) ج1 ص5 وج2 ص362 والإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع للشربيني ج1 ص8 وشرح أصول الكافي ج12 ص51 وعمدة الطالب لابن عنبة ص23 وبحار الأنوار ج15 ص119 و 280 وج35 ص66 والخصال ص453 والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص41 والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص55 وج3 ص19 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص56 وج42 ص3 و 10 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج2 ص10 وتاريخ الإسلام للذهبي ج1 ص17 و 21 والبداية والنهاية ج2 ص310 وج7 ص369 وأعيان الشيعة ج1 ص218 و 323 وج8 ص114 وج10 ص59 وإعلام الورى ج1 ص43 والدر النظيم ص77 وكشف الغمة للإربلي ج1 ص15 والسيرة النبوية لابن كثير ج1 ص184 وسبل الهدى والرشاد ج1 ص262 والقاموس المحيط للفيروزآبادي ج2 ص329 وجواهر الكلام ج16 ص104 وفتح الباري ج7 ص124 وعمدة القاري ج16 ص301 والفايق في غريب الحديث ج3 ص68 ونظم درر السمطين ص36.

٥٣

قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم، متمسكين به"(1) .

وعن الإمام الصادق "عليه‌السلام ": "إن أبا طالب أظهر الكفر، وأسرّ الإيمان الخ.."(2) .

وعنه "عليه‌السلام ": "كان أمير المؤمنين "عليه‌السلام " يعجبه أن يروى شعر أبي طالب، وأن يدون.

وقال: تعلموه وعلموه أولادكم، فإنه كان على دين الله.. وفيه علم كثير(3) ..

____________

1- بحار الأنوار ج15 ص144 وج35 ص81 والخرائج والجرائح ج3 ص1074 وكمال الدين وتمام النعمة ص174 والغدير ج7 ص387 والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص221 والأنوار العلوية ص10 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص63 وإيمان أبي طالب للأميني ص79.

2- بحار الأنوار ج35 ص18 وكمال الدين ص174 وجامع أحاديث الشيعة ج14 ص583 والغدير ج7 ص391 ونور الثقلين ج2 ص219 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج1 ص634 والأنوار العلوية ص10 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص63 وإيمان أبي طالب للأميني ص85.

3- وسائـل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج17 ص331 و (ط دار الإسـلامية) ج12 ص248 وبحار الأنوار ج35 ص115. =

= وراجع: الدر النظيم ص219 وإيمان أبي طالب لفخار بن معد ص130 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص64 وإيمان أبي طالب للأميني ص88.

٥٤

ويدل على إسلام أبي طالب "عليه‌السلام ": أنه قيل لعلي "عليه‌السلام ": إنهم يزعمون أن أبا طالب كان كافراً.

فقال: كذبوا، كيف يكون كافراً وهو يقول:

ألم تعلمـوا أنَّـا وجدنـا محمـداً

نبيَّـاً كموسى خـط في أول الكت

وفي حديث آخر: كيف يكون أبو طالب كافراً وهو يقول:

لقـد علموا أن ابننا لا مكــذب

لدينـا ولا يعبـا بقيـل الأبـاطـــلِ

وأبيض يستسقى الغـمام بوجهه

ثمال الـيـتـامى عصمة للأراملِ

وقد أفردنا كتاباً باسم: "ظلامة أبي طالب" أثبتنا فيه إيمانه صلوات الله وسلامه عليه.. فلا بأس بمراجعته..

مشروعية التسمية بعبد مناف:

وإذا كان "عبد مناف" لقباً لحقه، فَعُرفَ به. واسمه الحقيقي هو: المغيرة، لم يعد هناك إشكال حول إيمان أو عدم إيمان هؤلاء الصفوة، ولم يعد

____________

1- الكافي ج1 ص448 وبحار الأنوار ج35 ص136 وشرح أصول الكافي ج7 ص182 والتفسير الصافي ج4 ص95 والأنوار العلوية ص9. وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص66.

٥٥

مجال للقول: بأن التسمية بعبد مناف تشير إلى أن من سمى ولده بهذا الاسم لم يكن موحداً، بل كان من عباد الأصنام، فقد قالوا: إن "منافاً" صنم.. وبه سمّي عبد مناف(1) . فإذا كبر صاحب هذا الإسم، ورضي باسمه، فإن ذلك أيضاً يشير إلى نفس هذا الأمر، وهو: أنه لم يكن من أهل التوحيد..

ويمكن أن يجاب بما يلي:

أولاً: قالوا: إنه سمي بذلك، لأنه أناف على الناس وعلاS

قال الزبيدي: "جبل عالي المناف" أي مرتفع. قيل: ومنه عبد مناف. نقله الزمخشري(3) . فلا دليل على أن عبد مناف، وقد سمي بهذا الاسم، نسبة إلى ذلك الصنم.

____________

1- تاج العروس ج6 ص263 وراجع: القاموس المحيط ج3 ص209 ومعجم البلدان ج5 ص203 ومواهب الجليل للحطاب الرعيني ج3 ص224 وعمدة الطالب لابن عنبة ص25 وبحار الأنوار ج15 ص124 وتفسير القمي ج2 ص448 والتفسير الأصفى ج2 ص1487 وج5 ص389 والتفسير الصافي ج7 ص576 ونور الثقلين ج5 ص699 والكامل في التاريخ ج2 ص18 والبداية والنهاية ج2 ص312 والسيرة النبوية لابن كثير ج1 ص187 وخزانة الأدب للبغدادي ج7 ص213.

2- إثبات الوصية ص40 وراجع: سبل الهدى والرشاد ج1 ص271 ومجمع البحرين للطريحي ج4 ص393.

3- تاج العروس ج6 ص263 و (ط دار الفكر ـ سنة 1414هـ) ج12 ص517.

٥٦

ثانياً: إن نفس النص المتقدم يشير إلى: أن اسم عبد مناف بن قصي هو لقب لحقه في كبره، فقد أضاف الزبيدي قوله: "وبه سمي عبد مناف. وكانت أمه قد أخدمته هذا الصنم..".

إلى أن قال: "واسم عبد مناف المغيرة"(1) .

وهذا يدل على: أن أباه لم يسمه بهذا الإسم.

ولعل المراد بأمه في كلام الزبيدي التي أخدمته الصنم هي مرضعته، لأن أمه التي ولدته، يفترض أن تكون موحدة، ولا تقدِّس الأصنام.

غير أننا نقول: إن مرضعته أيضاً لا تكون عابدة صنم.

وقد تقدم: أن أمير المؤمنين "عليه‌السلام " قال: "واسم عبد مناف المغيرة. فغلب اللقب على الإسم"(2) .

الجنين يمنع أمه من الإقتراب من الأصنام!!:

وقد ورد: أن أبا طالب قال لفاطمة بنت أسد، وكان علي "عليه‌السلام " صبياً: رأيته يكسر الأصنام، فخفت أن تعلم كبار قريش (ذلك).

فقالت: يا عجباً!! (أنا) أخبرك بأعجب من هذا، (وهو) أني اجتزت بالموضع الذي كانت أصنامهم فيه منصوبة وعلي في بطني، فوضع رجليه في جوفي شديداً لا يتركني (أن) أقرب من ذلك الموضع الذي فيه أصنامهم،

____________

1- تاج العروس ج6 ص263 و (ط دار الفكر ـ سنة 1994م) ج12 ص515.

2- تقدمت مصادر ذلك.

٥٧

وأنا كنت أطوف بالبيت لعبادة الله تعالى، لا للأصنام(1) .

ونقول:

قد تضمن النص المتقدم حقيقتين:

أولاهما: حساسية الجنين تجاه الأصنام.

حيث بينت الرواية: أنه "عليه‌السلام " حتى حين كان لا يزال جنيناً لا يترك أمه تقترب من الأصنام.. وذلك يدل على ما يلي:

ألف: إنه رغم كونه جنيناً كان يدرك اقتراب أمه من موضع الأصنام، وابتعادها عنه. ولا يكون ذلك إلا بلطف إلهي، هيأ له القدرة على هذا الإدراك.

ب: إن نفسه كانت تنفعل بهذا الإقتراب سلبياً، ولا يرضى به منها.

ج: إنه يبادر إلى إيجاد الكوابح والموانع من هذا الإقتراب، بصورة فعلٍ جسدي مؤثر.

د: إنه لا يرضى منها بالإقتراب حتى غير المقصود لها، بل حتى لو كان اقتراباً يقصد به الإقتراب من الكعبة نفسها، لأجل عبادة الله، التي تتنافى مع تقديس وتعظيم تلك الأصنام.

الثانية: علي يكيد الأصنام وهو طفل:

ثم ذكرت الرواية: أن أبا طالب يحكي لزوجته أنه رأى علياً "عليه

____________

1- مدينة المعاجز ج3 ص147 و 148 والخرائج والجرائح ج2 ص741 وبحار الأنوار ج42 ص18.

٥٨

السلام" يكسر الأصنام.. وذلك يعني:

ألف: أن أحداً غير أبي طالب لم يره يفعل ذلك، وأنه "عليه‌السلام " كان يتستر على فعله هذا..

مما يعني: أنه لم يكن يفعل ذلك على سبيل اللهو، والعبث الطفولي. لأن اللهو والعبث لا يأتي بطريقة مدروسة، وفي ظروف التخفي والتستر، بل يكون بصورة عفوية، وغير مقصودة.

ب: كانت خشية أبي طالب من انكشاف الأمر في محلها، فهو يعلم مدى خفة عقول أبناء قومه، وإلى أي حد يبلغ بهم سفه الرأي والطيش.. وهو من ذرية إبراهيم الذي حطم أصنام قومه، فجازوه بإلقائه في النار ليحرقوه، فأنجاه الله تعالى منهم، بمعجزة ظاهرة لم يستفيدوا منها الفكرة والعبرة، وهؤلاء القوم أبناء أولئك، فلا يتوقع منهم إلا مثل هذه التصرفات الرعناء..

ج: إن أبا طالب "عليه‌السلام " لم يشر إلى خشيته من سفهاء قومه، وجهالهم، بل أبدى خشيته من اطلاع كبار قومه، وأصحاب الرياسة والزعامة، ومن بيدهم قرار الحرب والسلم، ومن يفترض فيهم أن يكونوا علماء، حكماء، حلماء، وذوي نظرة بعيدة، وبصيرة ثاقبة، ويعالجون الأمور بحكمة وروية وتبصر، لا أن يكونوا هم مصدر البلاء والشقاء، وبؤرة السفه والطيش، حيث ينقادون لأهوائهم، ويتأثـرون في مواقفهم بعصبياتهـم، وجهالاتهم.

د: لم يذكر لنا أبو طالب إن كان قد ردع علياً "عليه‌السلام " عما كان يقوم به.. بل هو لم يشر إلى أي شيء يدل على تغيظه من فعله هذا أو إدانته له أو حتى

٥٩

عدم رضاه به، بل غاية ما هناك: أنه خاف أن يشعر كبار قريش بالأمر، لأن ذلك سوف يضعه في مواقع الحرج. وربما يؤدي إلى العداوة والمنابذة.

متى وأين ولد علي(عليه‌السلام) ؟!:

وقد ولد علي أمير المؤمنين "عليه‌السلام " في جوف الكعبة الشريفة يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب، بعد ثلاثين سنة من عام الفيل(1) . وهذا هو المشهور عند علمائنا الأبرار وعند غيرهم. فهو أولى بالإعتبار.

وقد كثرت الأقوال في ذلك حتى بلغت اثني عشر قولاً على وجه التقريب، تبدأ من سبع سنين، ولا تنتهي بست عشرة سنة قبل البعثة، بل يضاف إليها القول بولادته "عليه‌السلام " قبل البعثة بعشرين، أو بثلاث وعشرين سنة قبل بعثة النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "(2) .

____________

1- هناك أقوال أخرى في تاريخ ولادته "عليه‌السلام " فراجعها في كتاب: الصحيح من سيرة النبي الأعظم "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " ج2 ص246 ـ 248.

2- راجع الأقوال المذكورة في المصادر التالية: المصنف لعبد الرزاق ج5 والعقد الفريد ج4 ص311 ومقاتل الطالبيين ص26 والأنس الجليل ج1 ص178 وتهذيب الأحكام ج7 ص336 وتاريخ الخميس ج1 ص279 عن شواهد النبوة، والطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج3 ص13 والمعارف لابن قتيبة ص51 وحياة الحيوان ج1 ص54 وتاريخ بغداد ج1 ص134 وذخائر العقبى ص58 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص206 وأسد الغابة ج4 ص16 ـ 18 ومجمع الزوائد ج9 ص102 وفتح الباري ج7 ص57 وإحقاق الحق (الملحقـات) ج7 = = ص538 ـ 554 وأنساب الأشراف، والأوائل، وبحار الأنوار، وينابيع المودة، والإستيعاب، ونزهة المجالس، ومناقب الخوارزمي، والبداية والنهاية.

والقول بالعشر موجود في: الفصول المهمة لابن الصباغ ص12 والإستيعاب (ط صادر) ج3 ص30 والطبقات الكبرى لابن سعد (ط مصر) ج3 ص21 والسيرة النبوية لابن هشام ج1 ص262 والكافي ج1 ص376 والإرشاد للمفيد ص9 وإعلام الورى ص153 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص78 وتاريخ الخميس ج1 ص286 والمستدرك للحاكم ج3 ص111 وتلخيصه (بهامشه) للذهبي، ومناقب الخوارزمي ص17 وتاريخ الخلفاء ص166 والبداية والنهاية ج3 ص26 وإحقاق الحق (الملحقات) ج7 عن بعض من تقدم.

وللقول بالاثني عشر راجع: بحار الأنوار ج35 ص7 وإحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص549 عن نهاية الإرب ج8 ص181 والإستيعاب ج3 ص30.

ونُقِلَت كثير من الأقوال عن المصادر التالية: إكمال الرجال ص687 والروضة الندية ص13 وإحكام الأحكام ج1 ص190 وأنباه الرواة في أنباء النحاة ج1 ص11 ونهاية الإرب ج8 ص181 والمختصر في أخبار البشر ج1 ص115 ونظم درر السمطين ص81 و 82 والرياض النضرة ج2 ص156 والغرة المنيفة ص176 وشرح المواهب للزرقاني ج1 ص242 والطبقات المالكية ج2 ص71 والمصباح الكبير ص560.

٦٠