بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي الحسن العرني(1) عن غياث الهمداني عن بشير بن عمرو الهمداني قال مر بنا أمير المؤمنينعليهالسلام فقال:
___________________________________________________________
أبو عمرو الكشي بواسطة أبي النضر العياشى كثيرا، ويروي عنه أيضا تارات من غير واسطة كما ذكره الشيخ في كتاب الرجال. وهذا الحديث روياه جميعا عنه وحدثهما اياه معا، فسياق القول أن محمد بن مسعود العياشي وأبا عمرو الكشي رحمهما الله تعالى قالا جميعا حدثنا محمد بن نصيررحمهالله .
فالطريق عالي الاسناد في الطبقة الاولى.
قال العلامة في الخلاصة محمد بن نصير بالياء بعد الصاد المهملة من أهل كش ثقة جليل القدر كثير العلم وروى عنه ابو عمرو الكشي(1) .
وهو حكاية قول الشيخ بعبارته.
وقال الحسن بن داود في كتابه: محمد بن نصير بضم النون والصاد المهملة المفتوحة من أهل كش لم جخ ثقة جليل القدر كثير العلم(2) .
وما في بعض النسخ وأبو عمر بن عبد العزيز من غير واو، فاما ايهام من النساخ واما بناء على تسويغ اسقاط واو عمرو في الكنية المضافة الى المضمر أو المظهر وفي الاسم عند النسبة اليه، وكذلك اثبات واوي داود في الكنية بالاضافة وفي الاسم بالنسبة اليه، كما ربما يدعى ويظهر من شرح النووي لصحيح مسلم.
قولهرحمهالله : عن أبى الحسن العرنى
ويقال بالتصغير من أصحاب أبي الحسن الثاني الرضاعليهالسلام ، اسمه محمد بن القاسم. ذكره الشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادقعليهالسلام في باب من لم يسم عنه فقال: أبو الحسين محمد بن القاسم العرني عن
__________________
(1) الخلاصة: 73 ط الحجرى
(2) رجال ابن داود ص 338
___________________________________________________________
رجل من جعفي عن أبي عبد اللهعليهالسلام (1) .
ونسخ كتاب الرجال مختلفة فيه باهمال العين المضمومة والراء المفتوحة قبل النون واعجامه الغين والزاء، كما نسخ هذا الكتاب مختلفة كذلك، ولعل الاختلاف مبناه أن محمد بن القاسم من أصحاب الرضاعليهالسلام مشترك بين رجلين ذكرهم الشيخ في كتاب الرجال في اصحاب أبي الحسن علي بن موسى الرضاعليهالسلام أحدهما محمد بن القاسم النوشجاني(2) بالنون قبل الواو والمعجمة قبل الجيم والنون بعد الالف نسبة الى قبيلة.
وفي القاموس: النوشجان قبيلة أو بلد(3) .
وهو أبو الحسين محمد بن القاسم العرني بالعين المهملة والراء الاددي بضم الهمزة ودالين مهملتين، أو الادي بالهمزة المضمومة واهمال الدال المشددة. وأدد كعمر مصروفا بمنزلة ثقب وبضمتين أبو قبيلة من اليمن من بجيلة، وادّ بن طابخة بن الياس بن مضر أبو قبيلة أخرى.
والاخر محمد بن القاسم البوسنجي بالموحدة قبل الواو والنون بين السين المهملة والجيم، أبو الحسن الغزني باعجام الغين والزاء نسبة الى غزنة بالتحريك(4) .
قال في القاموس: بوسنج معرب بوشنك بلد من هراة(5) .
وقال الفاضل البرجندي: فوشنج بضم الفاء وسكون الواو وكسر الشين المعجمة وسكون النون ثم جيم من بلاد خراسان كان معمورا فخرب وهو اليوم غير عامر.
__________________
(1) رجال الشيخ ص 341 وفيه الغرلى.
(2) رجال الشيخ ص 387
(3) القاموس: 1 / 209
(4) رجال الشيخ ص 393 وفيه البوشنجى.
(5) القاموس: 1 / 179
اكتتبوا في هذه الشرطة فو الله لا غناء لمن بعدهم الا شرطة النار الا من عمل بمثل أعمالهم.
___________________________________________________________
وفي بعض نسخ الكتاب الغزلي(1) باللام بعد الزاء.
قولهعليهالسلام : اكتتبوا
على الافتعال من الكتيبة، وفي نسخة اكتبوا من الكتب بمعنى الجمع، أي اجمعوا شتاتكم واجتمعوا في هذه الكتيبة، فو الله لا غنى بعدهم بالكسر مقصورا أو لا غناء بعدهم بالفتح ممدودا، أي لا مغني ولا مجزأ ولا معدي ولا منصرف عنهم ينصرف اليه ويقام فيه الاشرطة النار، كما قال عز من قائل( فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ ) (2) اما من غني عنهم أي استغنى عنهم، أو من غني فيهم يغني أي أقام فيهم وعاش، كلاهما من باب رضي.
قال في الصحاح: غني به غنية، وغنيت المرأة بزوجها غنيانا اي استغنت، وغني بالمكان أي أقام به، وغني أي عاش، واغنيت عنك مغني فلان ومغناة فلان ومغني فلان ومغناة فلان أي أجزأت عنك مجزأه، ويقال: ما يغني عنك هذا أي ما يجدي عنك وما ينفعك(3) .
وفي القاموس: وما له عنه غنى ولا مغني ولا غنية ولا غنيان مضمومتين بد، وأغنى عنه غناء فلان ومغناه ومغناته ويضمن ناب عنه وأجزأ مجزأه، وما فيه غناء ذاك أي اقامته والاضطلاع به وكرضي أقام وعاش وبقي، والمغني المنزل الذي غني به أهله ثم ظعنوا أو عام، وغنيت لك مني بالمودة بقيت(4) .
وفي طائفة من النسخ لا غناء لمن بعدهم.
__________________
(1) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد.
(2) سورة يونس: 32
(3) الصحاح: 6 / 2449
(4) القاموس: 4 / 371 - 372
10 - وروي عن أمير المؤمنينعليهالسلام ، انه قال لعبد الله بن يحيى الحضرمي يوم الجمل: أبشر يا ابن يحيى فانك وأبوك من شرطة الخميس حقا، لقد أخبرني رسول اللهصلىاللهعليهوآله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس، والله سماكم شرطة الخميس على لسان نبيهعليهالسلام .
___________________________________________________________
قولهرحمهالله : لعبد الله بن يحيى الحضرمى
كنيته أبو الرضا وهو من أولياء أمير المؤمنينعليهالسلام ، ذكره البرقي في كتاب الرجال(1) أعني أحمد بن أبي عبد الله البرقي على ما في فهرست الشيخ وكتاب النجاشي، لا عمه الحسن بن خالد البرقي كما تو همه بعض المتوهمين.
وذكره الشيخرحمهالله في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنينعليهالسلام (2) .
والعلامة في الخلاصة ذكره في الاسماء في باب العين وروى هذا الحديث مزيدا فيه في السماء في قوله: والله سماكم في السماء شرطة الخميس(3) ، ثم في باب الكنى أورد جماعة من أوليائهعليهالسلام منهم أبو الرضا عبد الله بن يحيى الحضرمي(4) .
قولهعليهالسلام : أبشر يا بن يحيى فانك
في أكثر النسخ فانت(5) وأبوك، وفي طائفة منها فانك واباك عطفا على مدخول أن وهو ضمير الخطاب، وفي بعضها فانك وأبوك عطفا على المحل لا على المدخول، كما في( فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصّالِحِينَ ) (6) بالجزم للعطف على موضع الفاء وما بعده لا على مدخولها.
__________________
(1) رجال البرقى ص 3
(2) رجال الشيخ: 47 وفيه عبد الله بن بحر الحضرمى يكنى ابا الرضا
(3) الخلاصة: 51 ط الحجرى
(4) الخلاصة: 93
(5) كما في المطبوع منه
(6) سورة المنافقين: 10
وذكر أن شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل أو خمسة آلاف.
11 - وذكر هشام، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفرعليهالسلام قال: كان علي
___________________________________________________________
وأبشر بفتح الهمزة على القطع يقال بشره وأبشره وبشره فبشر وأبشر وتبشر واستبشر ثلاثة في المتعدي وأربعة في اللازم، وربما تضم الهمزة على الوصل.
قال في المغرب: بشره من باب طلب بمعنى بشره وهو متعد، وقد روي لازما الا انه غير معروف، وعلى هذا قوله أبشر فقد أتاك الغوث بضم الهمزة وانما الصحيح أبشر بقطع الهمزة.
قولهرحمهالله : وذكر أن شرطة الخميس
على ما لم يسم فاعله عطفا على وروي على صيغة المجهول، واللفظتان لأبي عمرو الكشي.
في القاموس في خ س: الخميس الجيش لأنه خمس فرق المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساقة. وفي ش ط: والشرطة بالضم ما اشترطت، يقال: خذ شرطتك، وواحد الشرط كصرد وهم أول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت، وطائفة من أعوان الولاة معروف، وهو شرطي وشرطي كتركي وجهني، سموا بذلك لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها(1) .
وقد أدريناك أن قوله وشرطي كجهني خطأ والصواب شرطي بضمتين نسبة الى الشرطة(2) على لغة من يضم فيها الشين والراء جميعا.
والرواية معناها: أن شرطة الخميس في جيش أمير المؤمنينعليهالسلام الذين سماهم الله على لسان نبيهصلىاللهعليهوآله كانوا ستة أو خمسة آلاف رجل.
قولهرحمهالله : عن أبى خالد الكابلى
أي الذي اسمه وردان ولقبه كنكر وهو أبو خالد الكابلي الاكبر.
__________________
(1) القاموس: 2 / 211 و 368
(2) وفي « ن »: الشرط
ابن أبي طالبعليهالسلام عندكم بالعراق يقاتل عدوه وعنده أصحابه وما كان منهم خمسون رجلا يعرفونه حق معرفته، وحق معرفته امامته.
سلمان الفارسى
12 - أبو الحسن وأبو اسحاق حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا محمد ابن عثمان، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفرعليهالسلام ، قال كان الناس أهل
___________________________________________________________
قال الشيخ في كتاب الرجال في اصحاب أبي جعفر محمد بن علي بن الحسينعليهالسلام : وردان أبو خالد الكابلي الاصغر روى عنه وعن أبي عبد اللهعليهماالسلام والكبير اسمه كنكر(1) .
وقال في أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليهماالسلام : وردان أبو خالد الكابلي الاصغر روى عنهماعليهماالسلام والاكبر كنكر(2) .
وقال في أصحاب أبي محمد علي بن الحسينعليهماالسلام : كنكر يكنى أبا خالد الكابلي وقيل ان اسمه وردان.
قلت: وما يقال ان الاكبر والاصغر يشتر كان في وردان وكنكر اسما ولقبا وهم من غير مستند.
قولهعليهالسلام : وحق معرفته امامته
أي بعد رسول اللهصلىاللهعليهوآله من غير فصل بينهما صلى الله عليهما بأحد أصلا على حق اليقين.
قولهرحمهالله : أبو الحسن وأبو اسحاق
الطريق موثق بحنان بالمهملة المفتوحة ونونين من حاشيتي الالف وبالتخفيف وعالي الاسناد في الطبقة الاولى.(3)
__________________
(1) رجال الشيخ: 139
(2) رجال الشيخ: 328
(3) رجال الشيخ: 100
ردة بعد النبيصلىاللهعليهوآله الا ثلاثة. فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الاسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي، ثم عرف الناس بعد يسير، قال: هؤلاء الذين دارت
___________________________________________________________
قولهعليهالسلام : وأبو ذر الغفارى
بفتح المعجمة وتشديد الراء المعجمه وتخفيف الفاء.
قال في المغرب: أصل الغفر الستر، وغفار حي من العرب اليهم ينسب أبو ذر الغفاري وأبو بصرة الغفاري.
وقد صح عنهصلىاللهعليهوآله عند العامة والخاصة: ما اظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر لهجة. وفي رواية: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجه أصدق ولا أوفى من أبي ذر(1) .
وفي طريق العامة من الصحاح في مصابيحهم ومشكاتهم أن أبا سفيان أتى على سلمان وأبي ذر وصهيب وبلال في نفر فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش(2) وسيدهم، فأتى النبيصلىاللهعليهوآله فأخبره فقال: يا أبا بكر لعلك اغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك، فأتاهم فقال: يا اخوتاه أغضبتكم؟ قالوا: لا يغفر الله لك.
قولهعليهالسلام : ثم عرف الناس بعد يسير
أي تنبهوا وتعرفوا واستيقنوا الامر واتبعوا الحق ورجعوا الى أمير المؤمنينعليهالسلام بعد زمان يسير، وازاحوا عن صدورهم وساوس تشكيكات المشككين، وعن ذلك التعبير في كتب الرجال بالرجوع الى أمير المؤمنينعليهالسلام ، كما يقولون مثلا أبو سعيد الخدري مشكور من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنينعليهالسلام .
__________________
(1) راجع الطرائف: 405 المطبوع أخيرا بقم بتحقيقنا وتعاليقنا عليه.
(2) وفي « س »: أتقولون هذا الشيخ قريشهم الخ
عليهم الرحا
___________________________________________________________
فيه وجهان: الاول: أن يكون كناية عن شدة الملمة بهم وصعوبة الداهية عليهم، يعني أنهم كانوا في مضيق اعتداء المعتدين كأن الرحا تدور عليهم وتطحنهم، ومع ذلك فقد لازموا اتباع سبيل الحق ولم يبايعوا أمير الجور والعدوان.
الثاني: أن يرام أن هؤلاء هم الذين كانوا لملة الإسلام كالقطب والمدار عليهم تدور رحاها وبهم يستقيم أمرها، اتبعوا سبيل الحق ولم يبايعوا أهل الضلال. يقال: دارت رحى الامر اذا قام عموده واستقام نظامه. ومنه في حديث نعت النبيصلىاللهعليهوآله : تدور رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحى الإسلام على رأس خمسة وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا. على ما حققناه في المعلقات على زبور آل محمد الصحيفة الكريمة السجادية(1) .
فدوران الرحا عليهم على هذا السبيل معناه دورانها حولهم كما يكون دوران الرحا والفلك على القطب والمحور. وما يقال: ان دوران الرحا اذا استعمل باللام كان للتنسيق والتنظيم، واذا استعمل بعلى كان للتهويش والتهويل خارج عن هذا الاستعمال.
فاذن ما قاله السيد المكرم الرضي أخ السيد المعظم المرتضى رضي الله عنهما في كتاب مجازات الحديث: دور الرحا يكون عبارة عن حالين مختلفين: احداهما مذمومة والاخرى محمودة: فالمذمومة هي الحال التي بني عليها الاخبار عن از عاج الامر عن مناطه واز حافه عن قراره، واما الحال المحمودة فهي أن يكون دور الرحا عبارة عن تحرك جد القوم وقوة أمرهم وعلو نجمهم يقال: دارت رحا بني فلان اذا اتفقت لهم هذه الاحوال المحمودة، فهذه حال كان دور الرحا فيهما محمودا لمن دارت له ومذموما لمن دارت عليه، وانما قالوا: دارت رحا الحرب لجولان الابطال
__________________
(1) راجع التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الأنوار للجزائرى: ص 22. وهذه التعليقة قد صححناه وحققناه ولكن لم يطبع.
وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر حتى جاءوا بأمير المؤمنينعليهالسلام
___________________________________________________________
فيها وحركات الخيل تحتها(1) .
غير مستقيم على اطلاقه.
قولهعليهالسلام : وأبوا أن يبايعوا
من الصحيح الثابت في الاخبار أن قيس بن سعد بن عبادة الصحابي الانصاري من خلّص أنصار رسول اللهصلىاللهعليهوآله ومن العشرة الذين نصروهصلىاللهعليهوآله ، ومن أصفياء أولياء أمير المؤمنينعليهالسلام أيضا ممن لم يرتد ولم ينزعج ولم يبايع.
قال الشيخ في كتاب الرجال في أسماء من روى عن أمير المؤمنينعليهالسلام : قيس بن سعد بن عبادة وهو ممن لم يبايع أبا بكر(2) .
وقال العلامة في الخلاصة: قيس بن سعد بن عبادة من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنينعليهالسلام وهو مشكور لم يبايع أبا بكر(3) .
وسيجيء في الكتاب ما رواه أبو عمرو الكشي: أن أنس بن مالك قال: كان قيس بن سعد من النبيصلىاللهعليهوآله بمنزلة صاحب الشرطة من الامير، وما رواه في مصالحة أبي محمد الحسنعليهالسلام ومعاوية لم يبايع قيس بن سعد بن عبادة الانصاري صاحب شرطة الخميس معاوية قال له معاوية: قم يا قيس فبايع فالتفت الى الحسينعليهالسلام ينظر ما يأمره فقال: يا قيس انه امامي يعني الحسنعليهالسلام .
وكان قيس وأبوه سعد طولهما عشرة أشبار باشبارهما، وقد كانا من جملة من كان طولهم عشرة أشبار بأشبار أنفسهم، وكان شبر الرجل منهم يقال انه مثل ذراع أحدنا، وسعد لم يزل سيد في الجاهلية والإسلام، وأبوه وأجداده لم يزل فيهم الشريف
__________________
(1) المجازات النبوية: 156
(2) رجال الشيخ: 54
(3) الخلاصة: 136
مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل( وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
___________________________________________________________
وكان قيس ابنه مثله بعده(1) .
ومن المتفق عليه أن سعد بن عبادة أيضا لم يبايع أبا بكر أبدا، فاذن حصر من لم يرتد ولم يبايع في ثلاثة أو في سبعة محمول على أنهم قصوى الغاية في الاستيقان والاستقامة والانكار على متقمص(2) الخلافة ولص الامامة.
يعني أظهر البيعة كرها، أو أنه وقعت في البين شبهة البيعة فانه جيء بهعليهالسلام مكرها فكثر اللفظ واضجت الاقوال وارتفعت الاصوات فقال الناس: انه بايع لا أنه قد وقعت منهعليهالسلام المبايعة، فان ذلك خلاف ما أطبق عليه المحدثون من العامة والخاصة، على ما بسطنا تحقيقه في كتاب نبراس الضياء وفي شرح تقدمة كتاب تقويم الايمان.
أليس قد اتفقت أصول أحاديث العامة فضلا من الخاصة على أنهعليهالسلام كان يقول: أنتم بالبيعة لي أحق مني بالبيعة لكم واني أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار، وأنا أول من يحثو للخصومة بين يدي الله عز وجل(3) .
وانما رواية البيعة في صحيحهم البخاري على هذه الصورة باسناده: عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة: أن فاطمة بنت النبيصلىاللهعليهوآله أرسلت الى أبي بكر تسأله ميراثها عن النبيصلىاللهعليهوآله فيما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: ان رسول اللهصلىاللهعليهوآله قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فأبى أبو بكر أن يدفع الى فاطمة منها شيئا، فغضبت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبيصلىاللهعليهوآله ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم
__________________
(1) راجع رجال الكشى: 110 ط جامعة مشهد
(2) وفي « ن »: متغمص
(3) روى نحوه العلامة المجلسى في البحار: 8 / 172
أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) الاية.
___________________________________________________________
يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها.
وكان لعلي من الناس وجهة حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر على وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الاشهر فأرسل الى أبي بكر ان ائتنا ولا يأتنا أحد معك، كراهية ليحضر عمر، فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك، وقال أبو بكر: وما عسيتهم أن يفعلوا بي فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي فقال: انا لن ننفس عليك خيرا ساقه الله عليك، ولكنك استبددت علينا بالامر وكنا نرى لقرابتنا من رسول اللهصلىاللهعليهوآله نصيبا حتى فاضت عينا أبي بكر فقال علي لا بي بكر: موعدك العشية للبيعة.
فلما صلّى أبو بكر الظهر رقى على المنبر فتشهّد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة، وتشهّد وتشهّد علي وقال: لا يحملني على التخلف عن البيعة نفاسة على أبي بكر ولا انكارا للذي فضّله الله به، ولكنا كنا نرى لنا في هذا الامر حقا، فاستبد علينا به فوجدنا في أنفسنا، فسر بذلك المسلمون وقالوا: أصبت وكان المسلمون الى علي قريبا حين رجع الامر الى المعروف انتهى ما في صحيح البخاري(1) . فلينظر على جبلة الانصاف هل ذلك اذعان لا بي بكر بالامامة واتيان له بالبيعة أو اعلان بأن أبا بكر متغلب بالخلافة ومستبد بالحق على أهله.
وقوله سبحانه: انقلبتم على أعقابكم
أي ارتددتم عن دينكم ورجعتم القهقرى، كما فعل بنو اسرائيل بعد موت موسى على نبينا وعليه السلام.
__________________
(1) ورواه مسلم في صحيحه: 3 / 1380. وهنا تحقيقات ونكات حول هذه الرواية عن السيد بن طاوس في كتاب الطرائف ص 258 فراجع تغتنم.
13 - جبريل بن أحمد الفاريابي البرناني، قال حدثني الحسن بن خرزاذ قال
___________________________________________________________
قولهرحمهالله : جبريل بن احمد الفاريابى البرنانى
وربما يقال الفريابي. قال الفاضل البرجندي: فارياب بفاء بعدها ألف وسكون الراء المهملة ومثناة من تحت بعدها ألف ثم باء موحدة بلد صغير قريب بلخ بينهما اثنان وعشرون فرسخا.
وفي القاموس: فرياب كجريال بلد ببلخ أو هو فيرياب ككيمياء أو فارياب كقاصعاء وكساباط ناحية وراء نهر سيحون(1) .
والبرناني بنونين من حاشيتي الالف نسبة الى البرني أو الى البرنية، وبياء مثناة من تحت قبل الف ثم النون على اختلاف النسخ نسبة الى قرية بمرو أو الى برين بن عبد الله الانصاري.
قال في القاموس: يبرين أو أبرين موضع بحذاء الاحساء، وأبرينة وتكسر قرية بمرو، وبرين بالضم ابن عبد الله أبو هند الداري الصحابي(2) .
قال الشيخ في كتاب الرجال في باب لم: جبرئيل بن أحمد الفاريابي أبو محمد كان مقيما بكش كثير الرواية عن العلماء بالعراق وقم وخراسان(3) .
وأورده الحسن بن داود كذلك في قسم الممدوحين من كتابه(4) .
ومن ديدن الاصحاب أن المشيخة المذكورين في باب « لم » لا يعتبرون فيهم صريح التوثيق اليه، بل يكتفون فيهم بالمدح، واذا لم يكن في أحدهم مطعن وغميزة كان حديثه معدودا من الصحاح عندهم.
قولهرحمهالله : الحسن بن خرزاذ
يشترك في هذا الاسم رجلان قمي وكشي، ذكر الشيخ في كتاب الرجال
__________________
(1) القاموس: 1 / 112
(2) القاموس: 4 / 201
(3) رجال الشيخ: 458
(4) رجال ابن داود: 80
حدثني ابن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفرعليهالسلام ، عن أبيه عن جده علي بن أبي طالبعليهالسلام ، قال: ضاقت الارض بسبعة بهم ترزقون وبهم
___________________________________________________________
أحدهما في أصحاب أبي الحسن الهاديعليهالسلام قال: الحسن بن خرزاذ قمي(1) .
وربما يدعى أنه قد قيل فيه الرمي بالغلو ولست أعرف كذلك مستندا.
والاخر ذكره في باب لم: الحسن بن خرزاد من أهل كش(2) . وهو هذا الرجل.
قولهرحمهالله : ابن فضال
هو علي بن الحسن الفضال الفطحى الثقة الجليل القدر المختلط بأصحابنا جدا. والطريق به موثق.
قولهعليهالسلام : ضاقت الارض بسبعة
أي عجزت عن كفاية أمرهم والتوسعة عليهم، مع أن نزول مطر الرحمة ومدد النصرة من السماء على أهل الارض بهم ولا جلهم، ومن جهة دعائهم للخلق ودعوتهم اياهم الى الحق، منهم هؤلاء الخمسة الذين هم أركان الاربعة على اختلاف القولين.
قال الشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال في باب الجيم من أسماء من روى عن أمير المؤمنينعليهالسلام : جندب بن جنادة ويقال جندب بن السكن يكنى أبا ذر أحد الاركان الاربعة(3) .
وقال في باب السين: سلمان الفارسي مولى رسول اللهصلىاللهعليهوآله يكنى أبا عبد الله أول الاركان الاربعة(4) .
وقال في باب العين: عمار بن ياسر يكنى أبا اليقظان حليف بني مخزوم
__________________
(1) رجال الشيخ: 413
(2) رجال الشيخ: 463
(3) رجال الشيخ: 36
(4) المصدر: 43
تنصرون وبهم تمطرون، منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة ( رحمة الله عليهم ) وكان عليعليهالسلام يقول: وأنا امامهم، وهم الذين صلوا على فاطمةعليهاالسلام .
14 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال حدثني العباس ابن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن الحارث النصري بن المغيرة، قال سمعت عبد الملك بن أعين، يسأل أبا عبد اللهعليهالسلام قال فلم يزل يسأله حتى قال له: فهلك الناس اذا؟ قال: أي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون. قلت: من في الشرق ومن في الغرب؟ قال، فقال: انها فتحت على الضلال أي والله
___________________________________________________________
وينسب الى عبس بن مالك وهو مذحج بن أدد رابع الاركان(1) .
وقال في باب الميم: المقداد بن الاسود الكندي وكان اسم أبيه عمرو البهرائي، وكان الاسود بن عبد اليغوث قد تبناه فنسب اليه يكنى أبا معبد ثاني الاركان الاربعة(2) .
ومنهم من جعل حذيفة بن اليمان الانصاري رابع الاركان مكان عمار، والشيخ رحمه الله تعالى قد نقل هذا القول في ترجمة حذيفة(3) واختاره العلامةرحمهالله في الخلاصة(4) والاشهر عند المتقدمين هو الاول.
قولهرحمهالله : عن الحارث النضري ابن المغيرة
باهمال الصاد بعد النون المفتوحة من بني نصر بن معاوية، بصري روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسنعليهمالسلام ، وروى عن زيد بن علي، وهو مستقيم ثقة ثقة.
وسيرد عليك في الكتاب ما رواه الكشي في مدحه وفي ذمه والتعويل على روايات المدح.
__________________
(1) المصدر: 46
(2) المصدر: 57 وفي النسخ « قد بيناه ».
(3) المصدر: 37
(4) الخلاصة: 60.
هلكوا الا ثلاثة ثم لحق أبو ساسان وعمار وشتيرة وأبو عمرة فصاروا سبعة.
___________________________________________________________
قولهعليهالسلام : ولكن الا ثلاثة
وفي نسخ عدة: هلكوا مكان ولكن.
قولهعليهالسلام : ثم لحق أبو ساسان
أبو ساسان الانصاري اسمه الحصين بن المنذر.
قال الشيخ في كتاب الرجال في أسماء من روى عن أمير المؤمنينعليهالسلام : حصين بن المنذر يكنى أبا ساسان اليرقاشي صاحب رايتهعليهالسلام (1) .
وفي طائفة من النسخ « أبو سنان » مكانه وهو الانصاري. وذكره الشيخ أيضا في كتاب الرجال(2) وهو من الاصفياء من أصحابهعليهالسلام .
و « أبو عمرة الانصاري » اسمه ثعلبة بن عمرو قاله الشيخ في كتاب الرجال في باب من روى عن النبيصلىاللهعليهوآله من الصحابة(3) وذكره بكنيته في أسماء من روى عن أمير المؤمنينعليهالسلام (4) .
و « شتيرة » وفي بعض النسخ « شتير » من دون الهاء باعجام الشين المضمومة وفتح التاء المثناة من فوق واسكان الياء المثناة من تحت ثم الراء، على ما ضبطه ابن الاثير في جامع الاصول حيث.
قال في ترجمة شكل: هو شكل بن حميد العبسي من بني عبس بن بغيض روى عنه ابنه شتير بن شكل لم يرو عنه غيره وعداده في الكوفيين، شكل بفتح الشين وفتح الكاف واللام وشتير بضم المعجمة وفتح التاء فوقها نقطتان، وبغيض بفتح الباء الموحدة وكسر الغين وبالضاد المعجمتين.
__________________
(1) رجال الشيخ: 39
(2) المصدر: 63
(3) المصدر: 12
(4) المصدر: 63
___________________________________________________________
وقال في القاموس: شتير كزبير ابن شكل وابن نهار تابعيان(1) .
وما قاله العلامة في الخلاصة: ومن خواص أمير المؤمنينعليهالسلام من مضر شبير بضم الشين المعجمة أو لا والباء المنقطة تحتها نقطة والياء المنقطة تحتها نقطتين بعدها والراء أخيرا ابن شكل العبسي بالباء المنقطة تحتها نقطة أبو عبد الرحمن(2) . ضبط من غير مأخوذ من أصل.
فاما مؤاخذة الحسن بن داود عليه بقوله: وبعض المصنفين أثبت ستير بالسين المهملة. وهو وهم، وقد اثبته الشيخ أبو جعفر في باب الشين المجمعة(3) . فزور واختلاق.
والشيخ في باب الشين المعجمة من أصحاب أمير المؤمنينعليهالسلام قال: شرحبيل وهبيرة وكريب وبريد وشمير ويقال شتير هؤلاء اخوة بني شريح قتلوا بصفين، كل واحد يأخذ الراية بعد الاخر حتى قتلوا(4) ، وقد نقله بالفاظه في الخلاصة(5) .
وأما « ستير » باهمال السين المضمومة من أصحاب أمير المؤمنينعليهالسلام من الاصفياء، فقد ذكره البرقي(6) ولم يذكره الشيخ، وقد أورده في الخلاصة ناقلا عن البرقي(7) .
__________________
(1) القاموس: 2 / 55
(2) الخلاصة: 193
(3) رجال ابن داود: 183
(4) رجال الشيخ: 45 وفيه سمير مكان شمير.
(5) الخلاصة: 87
(6) رجال البرقى: 3 والموجود في المتن هو « شبير » ولكن قال في الهامش وفي نسخة « ستير ».
(7) الخلاصة: 192 قال ناقلا عن البرقى: ستير بضم السين المهملة والتاء المنقطة فوقها نقطتين والياء المنقطة تحتها نقطتين والراء.
15 - حمدويه، قال حدثنا أيوب عن محمد بن الفضل وصفوان، عن أبي خالد القماط، عن حمران، قال: قلت لا بي جعفرعليهالسلام ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها! قال، فقال: الا اخبرك باعجب من ذلك؟ قال، فقلت: بلى. قال: المهاجرون والانصار ذهبوا ( وأشار بيده ) الا ثلاثة.
16 - علي بن محمد القتيبي النيسابوري، قال حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد الرازي الخواري من قرية أسترآباد قال حدثني أبو الحسين عن عمرو بن عثمان الخزاز عن رجل، عن أبي حمزة، قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول: لما مروا بأمير المؤمنينعليهالسلام وفي رقبته حبل آل زريق، ضرب أبو ذر بيده على الاخرى، ثم قال: ليت السيوف
___________________________________________________________
و « عمار » منسوب الى مذحج - بفتح الميم واسكان الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة والجيم أخيرا - من قبائل الانصار، ذكره المطرزي في المغرب في ذ - ج وهو الصواب، والجوهري في الصحاح أخطأ فأورده في م - ج، وكأنه ظن الميم أصلية.
وبالجملة مذحج أكمة ولد بها أبو هذه القبيلة فسمى باسمها.
قال الفيروزآبادي في القاموس في ذ - ج: ومذحج كمجلس أكمة ولدت مالكا وطيبا أمهما عندها فسموا مذحجا، وذكر الجوهري اياه في الميم غلط وان أحاله على سيبويه(1) .
قولهرحمهالله : حدثنا أيوب
هو أبو الحسين أيوب بن نوح، والطريق صحيح وعالي الاسناد في الطبقة الثالثة.
قولهعليهالسلام : في رقبته حبل آل زريق
الزرق باسكان الراء بين الزاء المفتوحة والقاف معروف.
قال في المغرب: وبتصغيره سمي من اضيف اليه بنو زريق وهم بطن من
__________________
(1) القاموس: 1 / 190
قد عادت بأيدينا ثانية، وقال مقداد: لو شاء لدعا عليه ربّه عز وجل، وقال سلمان: مولانا أعلم بما هو فيه.
17 - محمد بن اسماعيل، قال حدثني الفصل بن شاذان، عن ابن أبي عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد اللهعليهالسلام ارتد الناس الا ثلاثة أبو ذر وسلمان والمقداد قال: فقال أبو عبد اللهعليهالسلام : فأين أبو ساسان وأبو عمرة الانصارى؟
18 - محمد بن اسماعيل، قال حدثني الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليهالسلام ، قال: جاء المهاجرون والانصار وغيرهم بعد ذلك الى عليعليهالسلام فقالوا له: أنت والله أمير المؤمنين وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبيعليهالسلام هلم يدك نبايعك فو الله لنموتن قدامك! فقال
___________________________________________________________
الانصار، اليهم ينسب أبو عياش الزرقي بضم الزاء وفتح الراء، وحبل آل زريق يتخذ مما ينبت من الارض كلحاء شجر القنب وغير ذلك وهو من أخشن الحبل وأغلظها.
قولهرحمهالله : محمد بن اسماعيل
هو الذي يروي عنه ابو جعفر الكليني رضوان الله تعالى عليه أيضا في الكافي، وكثيرا ما يجعله صدر السند في الطبقة الاولى، كما يروي عنه أبو عمرو الكشي رحمه الله تعالى ويصدر به الاسناد يكنى أبا الحسين نيسابوري فاضل.
وهو وعلي بن محمد القتيبي النيسابوري تلميذا الفضل بن شاذان، وحديث كل منهما يعد صحيحا، كما استمر عليه هجير العلامة في المختلف والمنتهى وشيخنا الشهيد في الذكرى وشرح الارشاد.
ولقد أوضحت الحال وحققنا المقال في الرواشح السماوية(1) وفي المعلقات على الاستبصار(2) بما لا مزيد عليه.
__________________
(1) الرواشح السماوية: 70
(2) التعليقة على الاستبصار: 4. المطبوع في الاثنى عشر رسالة للمؤلف.
عليعليهالسلام : ان كنتم صادقين فاغدوا غدا عليّ محلقين فحلق عليعليهالسلام وحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبو ذر ولم يحلق غيرهم.
ثم انصرفوا فجاءوا مرة أخرى بعد ذلك، فقالوا له أنت والله أمير المؤمنين وأنت أحق الناس وأولاهم بالنبيعليهالسلام هلمّ يدك نبايعك فحلفوا فقال: ان كنتم صادقين فاغدوا علي محلقين فما حلق الا هؤلاء الثلاثة قلت: فما كان فيهم عمار؟ فقال: لا. قلت: فعمار من أهل الردة؟ فقال: ان عمارا قد قاتل مع عليعليهالسلام بعد.
19 - وروى جعفر غلام عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن محمد بن نهيك، عن النصيبي، عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: قال امير المؤمنينعليهالسلام : يا سلمان اذهب الى فاطمةعليهاالسلام فقل لها تتحفك من تحف الجنة؟ فذهب اليها سلمان فاذا بين يديها ثلاث سلال، فقال لها يا بنت رسول الله أتحفيني؟ قالت: هذه ثلاث سلال جاءتنى بها ثلاث وصائف، فسألتهن عن أسمائهن فقالت واحدة: أنا سلمى لسلمان، وقالت الاخرى: أنا ذرة لا بي ذر، وقالت الاخرى: أنا مقدودة للمقداد، ثم قبضت فناولتني، فما مررت بملاء الا ملئوا طيبا لريحها.
20 - محمد بن قولويه، قال حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال حدثني
___________________________________________________________
قوله رحمه الله تعالى: عن النصيبى
هو محمد بن سلمة البناني، ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليهالسلام وقال: نزل نصيبين أصله كوفي أسند عنه(1) .
وليس في رجالنا من أهل نصيبين الا هذا الرجل يروي عنه عبد الله بن محمد بن نهيك وعبيد الله بن أحمد بن نهيك، وهما شيخان صدوقان ثقتان جليلا القدر.
وآل نهيك - بفتح النون وكسر الهاء - بيت من أصحابنا بالكوفة، ويرويان أيضا عن درست بن أبي منصور الواسطي.
__________________
(1) رجال الشيخ: 288
علي بن سليمان بن داود الرازي، قال حدثنا علي بن أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم
___________________________________________________________
قوله رحمه الله تعالى: على بن سليمان بن داود الرازى
نسبة الى الري روى عنه سعد بن عبد الله، وكأنه كان رقي الاصل.
ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي محمد العسكريعليهالسلام وقال: علي بن سليمان بن داود الرقي(1) .
وفي بعض النسخ « الروياني » نسبة الى رويان - بضم الراء قبل الواو الساكنة والياء المثناة من تحت قبل الالف والنون بعدها - بلد من طبرستان.
قال الفاضل البرجندي: بينه وبين قزوين ستة عشر فرسخا.
وفي القاموس: محلة بالري وقرية بحلب وبلد بطبرستان ومنه الامام أبو المحاسن عبد الواحد بن اسماعيل وغيره(2) .
وربما يظن أن الرجل هذا من بني أعين، وكان له اتصال بصاحب الامرعليهالسلام وخرج(3) اليه توقيعات وكانت له منزلة في أصحابنا، وكان ورعا ثقة وفقيها لا يطعن عليه في شيء.
ويقال: انه فاسد، فان الذي من بني أعين هو علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو الحسن الرازي، على ما في كتاب النجاشي وغيره مكتوبا بخط السيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس. وتبعه العلامة في الخلاصة(4) .
والحسن بن داود حسبه وهما وزعم أن الصحيح أبو الحسن الزراري بالزاي
__________________
(1) رجال الشيخ: 433
(2) القاموس: 4 / 230
(3) وفي « س »: وخرجت
(4) الخلاصة: 100
علي (عليهالسلام ) في حياة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم )
علي (عليهالسلام ) قبل البعثة
الإمام علي (عليهالسلام ) نسباً.. ومولداً..
نسب علي (عليهالسلام) :
هو: علي بن أبي طالب، بن عبد المطلب، بن هاشم بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان..
أمه: فاطمة بنت أسد، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي.. إلى آخر النسب الشريف المذكور أعلاه..
وهذا هو نفس نسب رسول الله "صلىاللهعليهوآلهوسلم "، بدءاً من عبد المطلب فما بعده..
وقد قال "صلىاللهعليهوآلهوسلم ": أنا وعلي من شجرة واحدة، وسائر الناس من شجر شتى(١) . مع العلم: بأن لهذه الكلمة معنى أتم وأعمق،
____________
١- راجع: المناقب للخوارزمي ص١٤٣ وكشف الغمة للإربلي ج١ ص٣٠٠ وإقبال الأعمال للسيد ابن طاووس ج١ ص٥٠٦ ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليهالسلام " للكوفي ج١ ص٤٦٩ و ٤٦٠ وج٢ ص٢٣٠ والمزار لابن المشهدي ص٥٧٦ والأربعون حديثاً لمنتجب الدين ابن بابويـه ص٣٥ وبحار الأنـوار = = ج٢١ ص٢٧٩ ـ ٢٨٠ وج٢٣ ص٢٣٠ وج٣٥ ص٣٠١ وج٣٨ ص١٨٨ و ٣٠٩ وج٤٠ ص٧٨ وج٩٩ ص١٠٦ ومستدرك سفينة البحار ج٥ ص٣٦١ والإمام علي بن أبي طالب "عليهالسلام " للهمداني ص٧٢ ـ ٧٣ و ٢٩٣ و ٣٦٤ ومجمع الزوائد للهيثمي ج٩ ص١٠٠ والمعجم الأوسط للطبراني ج٤ ص٢٦٣ وكنز العمال ج١١ ص٦٠٨ وتفسير فرات الكوفي ص١٦١ ومجمع البيان ج٢ ص٣١١ وج٩ ص٤٨ وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص٢٤٢ والتفسير الصافي ج٤ ص٣٧٣ وج٦ ص٣٦٦ وتفسير الميزان ج١١ ص٢٩٦ وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج١ ص٣٧٧ وج٢ ص٢٠٣.
وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٦٥ وميزان الإعتدال للذهبي ج٢ ص٣٠٦ والكشف الحثيث لسبط ابن العجمي ص١٣٥ ولسان الميزان لابن حجر ج٣ ص١٨٠ وتنبيه الغافلين لابن كرامة ص٣٥ وإعلام الورى ج١ ص٣١٦ وتأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج٢ ص٥٤٨ وينابيع المودة للقندوزي ج١ ص٤٥ وج٢ ص٧٤ و ٢٤٢ و ٣٠٧ و ٣٩٤ والشافي في الامامة للشريف المرتضى ج٢ ص٢٥٦ والفصول المهمة للسيد شرف الدين ص٤٨ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٥ ص٢٥٥ الباب الرابع.
وأدق وألصق، وبهما أولى وأوفق فإنهما خلقا من نور واحد قبل خلق الخلق كما في الروايات، وهذا لا يخفى على المتأمل البصير، والمدقق الخبير.
وروي أنه "صلىاللهعليهوآلهوسلم " قال: إذا بلغ نسبي إلى عدنان
فامسكوا(١) .
وقيل: اسم أبي طالب: عبد مناف(٢) .
____________
١- تاج المواليد (مطبوع مع مجموعة كتب) للشيخ الطبرسي ص٤ ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج١ ص١٣٤ وبحار الأنوار ج١٠٨ ص٢٠٣ ومستدرك سفينة البحار ج١٠ ص٣٥ وج١٥ ص١٠٥ و ٢٨٠ وقصص الأنبياء للراوندي ص٣١٤ والحدائق الناضرة ج١٧ ص٤٢٣ والأنوار البهية ص٣١ وإعلام الورى ج١ ص٤٣ والدر النظيم ص٤٧ وكشف الغمة للإربلي ج١ ص١٥ والعدد القوية ص١٤١.
٢- مقاتل الطالبيين ص٣ والمستدرك للحاكم ج٣ ص١٠٨ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١ ص١١ وج١٥ ص٢١٩ والمجموع للنووي ج١ ص٣٤٨ وج٤ ص٣٥ وخصائص الأئمة للشريف الرضي ص٦٨ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج١٦ ص٢٣١ و (ط دار الإسلامية) ج١١ ص٤٨١ ونبوة أبي طالب تأليف مزمل حسين الميثمي الغديري (ط قم ـ ايران) ص٧ ـ ١٢ ومدارك الأحكام ج٥ ص٢٥٧ وذخيرة المعاد (ط.ق) للمحقق السبزواري ج١ ق٣ ص٤٦٠ والهداية الكبرى للخصيبي ص٩٥ ودلائل الإمامة للطبري (الشيعي) ص٥٧ والعمدة لابن البطريق ص٢٣ و ٤١١ وذخائر العقبى للطبري ص١٧١ وعمدة الطالب لابن عنبة ص٢١ وبحار الأنوار ج٢٢ ص٢٦٠ وج٣٥ ص٦٦ و ١٣٨ و ١٤١ ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص٤٩ وجامع أحاديث الشيعة ج١٤ ص٥٨٣ ومسـتـدرك سفيـنـة البـحـار ج٦ ص٥٥٤ وشـرح مسـلـم للنـووي ج١ ص٢١٣ = = وفتح الباري ج٧ ص١٥٠ وج١٠ ص٤٨٩ وعمدة القاري ج٢ ص١٤٧ وج٨ ص١٨٠ وج٩ ص٢٢٧ وج١٧ ص١٧ وج١٨ ص٢٧٧ وج٢١ ص٢١٨ وج٢٣ ص١٢٥ والآحاد والمثاني للضحاك ج١ ص١٣٥ وسر السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري ص٣ والمعجم الكبير للطبراني ج١ ص٩٢ ومعرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري ص١٨٤ والإستيعاب ج١ ص٣٧٠ وج٣ ص١٠٨٩ وتفسير مقاتل بن سليمان ج١ ص٣٤٢ وتفسير الثعلبي ج٤ ص١٤١ والإكمال في أسماء الرجال للتبريزي ص١٦٣ والطبقات الكبرى لابن سعد ج١ ص٩٣ و ١٢١ وج٣ ص١٩ وج٤ ص٣٤ وتاريخ ابن معين ج١ ص٢٤ وطبقات خليفة بن خياط ص٣٠ والجرح والتعديل للرازي ج٢ ص٤٨٢ وج٦ ص١٩٢ والثقات لابن حبان ج١ ص٣٢ وج٢ ص١٣٥ وتاريخ بغداد ج١ ص١٤٣ والتعديل والتجريح للباجي ج٢ ص٨٩١ وج٣ ص١٠٧٤ وتاريخ مدينة دمشق ج٣ ص١١٨ وج٤٢ ص٧ و ١٢ و ١٥ وج٦٦ ص٣٠٩ و ٣١٠ وأسد الغابة ج١ ص٣١ و ٢٨٦ وج٣ ص٤٢٢ وج٤ ص١٦ وتهذيب الكمال للمزي ج١ ص٢٠٠ وج٥ ص٥٠ و ٥١ وج٢٠ ص٤٧٢ والأعلام للزركلي ج٥ ص١٣٠ والمعارف لابن قتيبة ص٢٠٣ وأنساب الأشراف للبلاذري ص٢٣ والمجدي في أنساب الطالبين ص٧.
ويؤيد ذلك: ما روي: من أن عبد المطلب قال:
أوصيـك يـا عبد منـاف بعـدي بمـوحـد بـعـد أبـيـه فـــرد(١) .
____________
١- مناقب آل أبي طالب ج١ ص٣٤ والفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي ص٤٥ وعمدة الطالب لابن عنبة ص٢١ وبحار الأنوار ج١٥ ص١٥٢ وج٣٥ ص٨٥ = = ومستدرك سفينة البحار ج٥ ص٤٣٢ وتاريخ اليعقوبي ج٢ ص١٣ وسيرة ابن إسحاق ج١ ص٤٧ والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص٢١١ والخصائص الفاطمية للكجوري ج٢ ص٧٠ والكنى والألقاب للقمي ج١ ص١٠٨.
وقال أيضاً:
وصَّيـت مـن كنـَّـيتـه بطالبِ |
عبد مناف وهـو ذو تجـارب(١) |
وقيل: اسمه عمران.
وقد ورد في زيارة النبي الأكرم "صلىاللهعليهوآلهوسلم "، المروية في بعض كتب أصحابنا: "السلام على عمك عمران، أبي طالب"(٢) .
وقيل: اسمه كنيته..
قال الحاكم: أكثر المتقدمين على أن اسمه كنيته(٣) .
____________
١- راجع: بحار الأنوار ج٣٥ ص٨٥ ومناقب آل أبي طالب ج١ ص٣٤ وعمدة الطالب لابن عنبة ص٢١ وسيرة ابن إسحاق ج١ ص٤٨ ومستدرك سفينة البحار ج٦ ص٥٥٦ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٤ ص٧٨ وأعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ج١ ص٣٢٤ وج٨ ص١١٤ والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص٢١١ والخصائص الفاطمية للكجوري ج١ ص١١٥ والكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ج١ ص١٠٨.
٢- بحار الأنوار ج٩٧ ص١٨٩ ومستدرك سفينة البحار ج٦ ص٥٥٥.
٣- معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري ص١٨٤ وتاريخ مدينة دمشق ج٦٦ ص٣١٠ والإصابة ج٤ ص١١٥ و (ط دار الكتب العلمية ١٤١٥هـ) ج٧ ص١٩٦.
وروي عن علي أمير المؤمنين "عليهالسلام "، أنه قال على منبر البصرة: اسم أبي عبد مناف، فغلبت الكنية على الإسم. وإن اسم عبد المطلب عامر(١) ، فغلب اللقب على الاسم، واسم هاشم عمرو، فغلب اللقب على الإسم. واسم عبد مناف المغيرة، فغلب اللقب على الاسم. وإن اسم قصي زيد، فسمته العرب مجمعاً، لجمعه إياها من البلد الأقصى، فغلب اللقب على الاسم(٢) .
____________
١- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١ ص١١ ومعاني الأخبار ص١٢١ والأمالي للصدوق ص٧٠٠ والخصال ص٤٥٣ وعمدة الطالب لابن عنبة ص٢٣ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص١٩ وشرح أصول الكافي ج١٢ ص٥١ وكشف الغطاء (ط.ق) ج٢ ص٣٦٢ وجواهر الكلام ج١٦ ص١٠٤ وخصائص الأئمة للشريف الرضي ص٦٨ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج٢ ص١٤٥ وبحار الأنوار ج١٥ ص١١٩ و ٤٠٥ وج٣٥ ص٥٢ وفتح الباري ج٧ ص١٢٤ والإستيعاب ج١ ص٢٧ والفايق في غريب الحديث ج٣ ص٦٨ ونظم درر السمطين ص٣٦ والمعارف لابن قتيبة ص٧٢.
٢- بحار الأنوار ج٣٥ ص٥١ ـ ٥٢ ومعاني الأخبار ص١٢١ والأمالي للصدوق ص٧٠٠ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج٢ ص١٤٥ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليهالسلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج١ ص٦١ وغاية المرام للسيد هاشم البحراني ج١ ص٥٦ وشرح العينية الحميرية للفاضل الهندي ص١٢٠.
وقيل: اسمه شيبة(١).
إيمان أبي طالب(عليهالسلام) :
عن الأصبغ بن نباتة، قال: "سمعت أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: والله، ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم، ولا عبد مناف صنماً قط..
قيل له: فما كانوا يعبدون؟!
____________
١- راجع: معاني الأخبار ص١٢١ وكشف الغطاء (ط.ق) ج١ ص٥ وج٢ ص٣٦٢ والإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع للشربيني ج١ ص٨ وشرح أصول الكافي ج١٢ ص٥١ وعمدة الطالب لابن عنبة ص٢٣ وبحار الأنوار ج١٥ ص١١٩ و ٢٨٠ وج٣٥ ص٦٦ والخصال ص٤٥٣ والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص٤١ والطبقات الكبرى لابن سعد ج١ ص٥٥ وج٣ ص١٩ وتاريخ مدينة دمشق ج٣ ص٥٦ وج٤٢ ص٣ و ١٠ والكامل في التاريخ لابن الأثير ج٢ ص١٠ وتاريخ الإسلام للذهبي ج١ ص١٧ و ٢١ والبداية والنهاية ج٢ ص٣١٠ وج٧ ص٣٦٩ وأعيان الشيعة ج١ ص٢١٨ و ٣٢٣ وج٨ ص١١٤ وج١٠ ص٥٩ وإعلام الورى ج١ ص٤٣ والدر النظيم ص٧٧ وكشف الغمة للإربلي ج١ ص١٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج١ ص١٨٤ وسبل الهدى والرشاد ج١ ص٢٦٢ والقاموس المحيط للفيروزآبادي ج٢ ص٣٢٩ وجواهر الكلام ج١٦ ص١٠٤ وفتح الباري ج٧ ص١٢٤ وعمدة القاري ج١٦ ص٣٠١ والفايق في غريب الحديث ج٣ ص٦٨ ونظم درر السمطين ص٣٦.
قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم، متمسكين به"(١) .
وعن الإمام الصادق "عليهالسلام ": "إن أبا طالب أظهر الكفر، وأسرّ الإيمان الخ.."(٢) .
وعنه "عليهالسلام ": "كان أمير المؤمنين "عليهالسلام " يعجبه أن يروى شعر أبي طالب، وأن يدون.
وقال: تعلموه وعلموه أولادكم، فإنه كان على دين الله.. وفيه علم كثير(٣) ..
____________
١- بحار الأنوار ج١٥ ص١٤٤ وج٣٥ ص٨١ والخرائج والجرائح ج٣ ص١٠٧٤ وكمال الدين وتمام النعمة ص١٧٤ والغدير ج٧ ص٣٨٧ والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص٢٢١ والأنوار العلوية ص١٠ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليهالسلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج١ ص٦٣ وإيمان أبي طالب للأميني ص٧٩.
٢- بحار الأنوار ج٣٥ ص١٨ وكمال الدين ص١٧٤ وجامع أحاديث الشيعة ج١٤ ص٥٨٣ والغدير ج٧ ص٣٩١ ونور الثقلين ج٢ ص٢١٩ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج١ ص٦٣٤ والأنوار العلوية ص١٠ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليهالسلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج١ ص٦٣ وإيمان أبي طالب للأميني ص٨٥.
٣- وسائـل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج١٧ ص٣٣١ و (ط دار الإسـلامية) ج١٢ ص٢٤٨ وبحار الأنوار ج٣٥ ص١١٥. =
= وراجع: الدر النظيم ص٢١٩ وإيمان أبي طالب لفخار بن معد ص١٣٠ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليهالسلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج١ ص٦٤ وإيمان أبي طالب للأميني ص٨٨.
ويدل على إسلام أبي طالب "عليهالسلام ": أنه قيل لعلي "عليهالسلام ": إنهم يزعمون أن أبا طالب كان كافراً.
فقال: كذبوا، كيف يكون كافراً وهو يقول:
ألم تعلمـوا أنَّـا وجدنـا محمـداً |
نبيَّـاً كموسى خـط في أول الكت |
وفي حديث آخر: كيف يكون أبو طالب كافراً وهو يقول:
لقـد علموا أن ابننا لا مكــذب |
لدينـا ولا يعبـا بقيـل الأبـاطـــلِ |
|
وأبيض يستسقى الغـمام بوجهه |
ثمال الـيـتـامى عصمة للأراملِ |
وقد أفردنا كتاباً باسم: "ظلامة أبي طالب" أثبتنا فيه إيمانه صلوات الله وسلامه عليه.. فلا بأس بمراجعته..
مشروعية التسمية بعبد مناف:
وإذا كان "عبد مناف" لقباً لحقه، فَعُرفَ به. واسمه الحقيقي هو: المغيرة، لم يعد هناك إشكال حول إيمان أو عدم إيمان هؤلاء الصفوة، ولم يعد
____________
١- الكافي ج١ ص٤٤٨ وبحار الأنوار ج٣٥ ص١٣٦ وشرح أصول الكافي ج٧ ص١٨٢ والتفسير الصافي ج٤ ص٩٥ والأنوار العلوية ص٩. وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليهالسلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج١ ص٦٦.
مجال للقول: بأن التسمية بعبد مناف تشير إلى أن من سمى ولده بهذا الاسم لم يكن موحداً، بل كان من عباد الأصنام، فقد قالوا: إن "منافاً" صنم.. وبه سمّي عبد مناف(١) . فإذا كبر صاحب هذا الإسم، ورضي باسمه، فإن ذلك أيضاً يشير إلى نفس هذا الأمر، وهو: أنه لم يكن من أهل التوحيد..
ويمكن أن يجاب بما يلي:
أولاً: قالوا: إنه سمي بذلك، لأنه أناف على الناس وعلاS
قال الزبيدي: "جبل عالي المناف" أي مرتفع. قيل: ومنه عبد مناف. نقله الزمخشري(٣) . فلا دليل على أن عبد مناف، وقد سمي بهذا الاسم، نسبة إلى ذلك الصنم.
____________
١- تاج العروس ج٦ ص٢٦٣ وراجع: القاموس المحيط ج٣ ص٢٠٩ ومعجم البلدان ج٥ ص٢٠٣ ومواهب الجليل للحطاب الرعيني ج٣ ص٢٢٤ وعمدة الطالب لابن عنبة ص٢٥ وبحار الأنوار ج١٥ ص١٢٤ وتفسير القمي ج٢ ص٤٤٨ والتفسير الأصفى ج٢ ص١٤٨٧ وج٥ ص٣٨٩ والتفسير الصافي ج٧ ص٥٧٦ ونور الثقلين ج٥ ص٦٩٩ والكامل في التاريخ ج٢ ص١٨ والبداية والنهاية ج٢ ص٣١٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج١ ص١٨٧ وخزانة الأدب للبغدادي ج٧ ص٢١٣.
٢- إثبات الوصية ص٤٠ وراجع: سبل الهدى والرشاد ج١ ص٢٧١ ومجمع البحرين للطريحي ج٤ ص٣٩٣.
٣- تاج العروس ج٦ ص٢٦٣ و (ط دار الفكر ـ سنة ١٤١٤هـ) ج١٢ ص٥١٧.
ثانياً: إن نفس النص المتقدم يشير إلى: أن اسم عبد مناف بن قصي هو لقب لحقه في كبره، فقد أضاف الزبيدي قوله: "وبه سمي عبد مناف. وكانت أمه قد أخدمته هذا الصنم..".
إلى أن قال: "واسم عبد مناف المغيرة"(١) .
وهذا يدل على: أن أباه لم يسمه بهذا الإسم.
ولعل المراد بأمه في كلام الزبيدي التي أخدمته الصنم هي مرضعته، لأن أمه التي ولدته، يفترض أن تكون موحدة، ولا تقدِّس الأصنام.
غير أننا نقول: إن مرضعته أيضاً لا تكون عابدة صنم.
وقد تقدم: أن أمير المؤمنين "عليهالسلام " قال: "واسم عبد مناف المغيرة. فغلب اللقب على الإسم"(٢) .
الجنين يمنع أمه من الإقتراب من الأصنام!!:
وقد ورد: أن أبا طالب قال لفاطمة بنت أسد، وكان علي "عليهالسلام " صبياً: رأيته يكسر الأصنام، فخفت أن تعلم كبار قريش (ذلك).
فقالت: يا عجباً!! (أنا) أخبرك بأعجب من هذا، (وهو) أني اجتزت بالموضع الذي كانت أصنامهم فيه منصوبة وعلي في بطني، فوضع رجليه في جوفي شديداً لا يتركني (أن) أقرب من ذلك الموضع الذي فيه أصنامهم،
____________
١- تاج العروس ج٦ ص٢٦٣ و (ط دار الفكر ـ سنة ١٩٩٤م) ج١٢ ص٥١٥.
٢- تقدمت مصادر ذلك.
وأنا كنت أطوف بالبيت لعبادة الله تعالى، لا للأصنام(١) .
ونقول:
قد تضمن النص المتقدم حقيقتين:
أولاهما: حساسية الجنين تجاه الأصنام.
حيث بينت الرواية: أنه "عليهالسلام " حتى حين كان لا يزال جنيناً لا يترك أمه تقترب من الأصنام.. وذلك يدل على ما يلي:
ألف: إنه رغم كونه جنيناً كان يدرك اقتراب أمه من موضع الأصنام، وابتعادها عنه. ولا يكون ذلك إلا بلطف إلهي، هيأ له القدرة على هذا الإدراك.
ب: إن نفسه كانت تنفعل بهذا الإقتراب سلبياً، ولا يرضى به منها.
ج: إنه يبادر إلى إيجاد الكوابح والموانع من هذا الإقتراب، بصورة فعلٍ جسدي مؤثر.
د: إنه لا يرضى منها بالإقتراب حتى غير المقصود لها، بل حتى لو كان اقتراباً يقصد به الإقتراب من الكعبة نفسها، لأجل عبادة الله، التي تتنافى مع تقديس وتعظيم تلك الأصنام.
الثانية: علي يكيد الأصنام وهو طفل:
ثم ذكرت الرواية: أن أبا طالب يحكي لزوجته أنه رأى علياً "عليه
____________
١- مدينة المعاجز ج٣ ص١٤٧ و ١٤٨ والخرائج والجرائح ج٢ ص٧٤١ وبحار الأنوار ج٤٢ ص١٨.
السلام" يكسر الأصنام.. وذلك يعني:
ألف: أن أحداً غير أبي طالب لم يره يفعل ذلك، وأنه "عليهالسلام " كان يتستر على فعله هذا..
مما يعني: أنه لم يكن يفعل ذلك على سبيل اللهو، والعبث الطفولي. لأن اللهو والعبث لا يأتي بطريقة مدروسة، وفي ظروف التخفي والتستر، بل يكون بصورة عفوية، وغير مقصودة.
ب: كانت خشية أبي طالب من انكشاف الأمر في محلها، فهو يعلم مدى خفة عقول أبناء قومه، وإلى أي حد يبلغ بهم سفه الرأي والطيش.. وهو من ذرية إبراهيم الذي حطم أصنام قومه، فجازوه بإلقائه في النار ليحرقوه، فأنجاه الله تعالى منهم، بمعجزة ظاهرة لم يستفيدوا منها الفكرة والعبرة، وهؤلاء القوم أبناء أولئك، فلا يتوقع منهم إلا مثل هذه التصرفات الرعناء..
ج: إن أبا طالب "عليهالسلام " لم يشر إلى خشيته من سفهاء قومه، وجهالهم، بل أبدى خشيته من اطلاع كبار قومه، وأصحاب الرياسة والزعامة، ومن بيدهم قرار الحرب والسلم، ومن يفترض فيهم أن يكونوا علماء، حكماء، حلماء، وذوي نظرة بعيدة، وبصيرة ثاقبة، ويعالجون الأمور بحكمة وروية وتبصر، لا أن يكونوا هم مصدر البلاء والشقاء، وبؤرة السفه والطيش، حيث ينقادون لأهوائهم، ويتأثـرون في مواقفهم بعصبياتهـم، وجهالاتهم.
د: لم يذكر لنا أبو طالب إن كان قد ردع علياً "عليهالسلام " عما كان يقوم به.. بل هو لم يشر إلى أي شيء يدل على تغيظه من فعله هذا أو إدانته له أو حتى
عدم رضاه به، بل غاية ما هناك: أنه خاف أن يشعر كبار قريش بالأمر، لأن ذلك سوف يضعه في مواقع الحرج. وربما يؤدي إلى العداوة والمنابذة.
متى وأين ولد علي(عليهالسلام) ؟!:
وقد ولد علي أمير المؤمنين "عليهالسلام " في جوف الكعبة الشريفة يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب، بعد ثلاثين سنة من عام الفيل(١) . وهذا هو المشهور عند علمائنا الأبرار وعند غيرهم. فهو أولى بالإعتبار.
وقد كثرت الأقوال في ذلك حتى بلغت اثني عشر قولاً على وجه التقريب، تبدأ من سبع سنين، ولا تنتهي بست عشرة سنة قبل البعثة، بل يضاف إليها القول بولادته "عليهالسلام " قبل البعثة بعشرين، أو بثلاث وعشرين سنة قبل بعثة النبي "صلىاللهعليهوآلهوسلم "(٢) .
____________
١- هناك أقوال أخرى في تاريخ ولادته "عليهالسلام " فراجعها في كتاب: الصحيح من سيرة النبي الأعظم "صلىاللهعليهوآلهوسلم " ج٢ ص٢٤٦ ـ ٢٤٨.
٢- راجع الأقوال المذكورة في المصادر التالية: المصنف لعبد الرزاق ج٥ والعقد الفريد ج٤ ص٣١١ ومقاتل الطالبيين ص٢٦ والأنس الجليل ج١ ص١٧٨ وتهذيب الأحكام ج٧ ص٣٣٦ وتاريخ الخميس ج١ ص٢٧٩ عن شواهد النبوة، والطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج٣ ص١٣ والمعارف لابن قتيبة ص٥١ وحياة الحيوان ج١ ص٥٤ وتاريخ بغداد ج١ ص١٣٤ وذخائر العقبى ص٥٨ والسنن الكبرى للبيهقي ج٦ ص٢٠٦ وأسد الغابة ج٤ ص١٦ ـ ١٨ ومجمع الزوائد ج٩ ص١٠٢ وفتح الباري ج٧ ص٥٧ وإحقاق الحق (الملحقـات) ج٧ = = ص٥٣٨ ـ ٥٥٤ وأنساب الأشراف، والأوائل، وبحار الأنوار، وينابيع المودة، والإستيعاب، ونزهة المجالس، ومناقب الخوارزمي، والبداية والنهاية.
والقول بالعشر موجود في: الفصول المهمة لابن الصباغ ص١٢ والإستيعاب (ط صادر) ج٣ ص٣٠ والطبقات الكبرى لابن سعد (ط مصر) ج٣ ص٢١ والسيرة النبوية لابن هشام ج١ ص٢٦٢ والكافي ج١ ص٣٧٦ والإرشاد للمفيد ص٩ وإعلام الورى ص١٥٣ ومناقب آل أبي طالب ج٢ ص٧٨ وتاريخ الخميس ج١ ص٢٨٦ والمستدرك للحاكم ج٣ ص١١١ وتلخيصه (بهامشه) للذهبي، ومناقب الخوارزمي ص١٧ وتاريخ الخلفاء ص١٦٦ والبداية والنهاية ج٣ ص٢٦ وإحقاق الحق (الملحقات) ج٧ عن بعض من تقدم.
وللقول بالاثني عشر راجع: بحار الأنوار ج٣٥ ص٧ وإحقاق الحق (الملحقات) ج٧ ص٥٤٩ عن نهاية الإرب ج٨ ص١٨١ والإستيعاب ج٣ ص٣٠.
ونُقِلَت كثير من الأقوال عن المصادر التالية: إكمال الرجال ص٦٨٧ والروضة الندية ص١٣ وإحكام الأحكام ج١ ص١٩٠ وأنباه الرواة في أنباء النحاة ج١ ص١١ ونهاية الإرب ج٨ ص١٨١ والمختصر في أخبار البشر ج١ ص١١٥ ونظم درر السمطين ص٨١ و ٨٢ والرياض النضرة ج٢ ص١٥٦ والغرة المنيفة ص١٧٦ وشرح المواهب للزرقاني ج١ ص٢٤٢ والطبقات المالكية ج٢ ص٧١ والمصباح الكبير ص٥٦٠.