• البداية
  • السابق
  • 334 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20202 / تحميل: 6359
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي الحسن العرني(1) عن غياث الهمداني عن بشير بن عمرو الهمداني قال مر بنا أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال:

___________________________________________________________

أبو عمرو الكشي بواسطة أبي النضر العياشى كثيرا، ويروي عنه أيضا تارات من غير واسطة كما ذكره الشيخ في كتاب الرجال. وهذا الحديث روياه جميعا عنه وحدثهما اياه معا، فسياق القول أن محمد بن مسعود العياشي وأبا عمرو الكشي رحمهما الله تعالى قالا جميعا حدثنا محمد بن نصيررحمه‌الله .

فالطريق عالي الاسناد في الطبقة الاولى.

قال العلامة في الخلاصة محمد بن نصير بالياء بعد الصاد المهملة من أهل كش ثقة جليل القدر كثير العلم وروى عنه ابو عمرو الكشي(1) .

وهو حكاية قول الشيخ بعبارته.

وقال الحسن بن داود في كتابه: محمد بن نصير بضم النون والصاد المهملة المفتوحة من أهل كش لم جخ ثقة جليل القدر كثير العلم(2) .

وما في بعض النسخ وأبو عمر بن عبد العزيز من غير واو، فاما ايهام من النساخ واما بناء على تسويغ اسقاط واو عمرو في الكنية المضافة الى المضمر أو المظهر وفي الاسم عند النسبة اليه، وكذلك اثبات واوي داود في الكنية بالاضافة وفي الاسم بالنسبة اليه، كما ربما يدعى ويظهر من شرح النووي لصحيح مسلم.

قولهرحمه‌الله : عن أبى الحسن العرنى‌

ويقال بالتصغير من أصحاب أبي الحسن الثاني الرضاعليه‌السلام ، اسمه محمد بن القاسم. ذكره الشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام في باب من لم يسم عنه فقال: أبو الحسين محمد بن القاسم العرني عن‌

__________________

(1) الخلاصة: 73 ط الحجرى‌

(2) رجال ابن داود ص 338‌

٢١

___________________________________________________________

رجل من جعفي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (1) .

ونسخ كتاب الرجال مختلفة فيه باهمال العين المضمومة والراء المفتوحة قبل النون واعجامه الغين والزاء، كما نسخ هذا الكتاب مختلفة كذلك، ولعل الاختلاف مبناه أن محمد بن القاسم من أصحاب الرضاعليه‌السلام مشترك بين رجلين ذكرهم الشيخ في كتاب الرجال في اصحاب أبي الحسن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام أحدهما محمد بن القاسم النوشجاني(2) بالنون قبل الواو والمعجمة قبل الجيم والنون بعد الالف نسبة الى قبيلة.

وفي القاموس: النوشجان قبيلة أو بلد(3) .

وهو أبو الحسين محمد بن القاسم العرني بالعين المهملة والراء الاددي بضم الهمزة ودالين مهملتين، أو الادي بالهمزة المضمومة واهمال الدال المشددة. وأدد كعمر مصروفا بمنزلة ثقب وبضمتين أبو قبيلة من اليمن من بجيلة، وادّ بن طابخة بن الياس بن مضر أبو قبيلة أخرى.

والاخر محمد بن القاسم البوسنجي بالموحدة قبل الواو والنون بين السين المهملة والجيم، أبو الحسن الغزني باعجام الغين والزاء نسبة الى غزنة بالتحريك(4) .

قال في القاموس: بوسنج معرب بوشنك بلد من هراة(5) .

وقال الفاضل البرجندي: فوشنج بضم الفاء وسكون الواو وكسر الشين المعجمة وسكون النون ثم جيم من بلاد خراسان كان معمورا فخرب وهو اليوم غير عامر.

__________________

(1) رجال الشيخ ص 341 وفيه الغرلى.

(2) رجال الشيخ ص 387‌

(3) القاموس: 1 / 209‌

(4) رجال الشيخ ص 393 وفيه البوشنجى.

(5) القاموس: 1 / 179‌

٢٢

اكتتبوا في هذه الشرطة فو الله لا غناء لمن بعدهم الا شرطة النار الا من عمل بمثل أعمالهم.

___________________________________________________________

وفي بعض نسخ الكتاب الغزلي(1) باللام بعد الزاء.

قولهعليه‌السلام : اكتتبوا‌

على الافتعال من الكتيبة، وفي نسخة اكتبوا من الكتب بمعنى الجمع، أي اجمعوا شتاتكم واجتمعوا في هذه الكتيبة، فو الله لا غنى بعدهم بالكسر مقصورا أو لا غناء بعدهم بالفتح ممدودا، أي لا مغني ولا مجزأ ولا معدي ولا منصرف عنهم ينصرف اليه ويقام فيه الاشرطة النار، كما قال عز من قائل( فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ ) (2) اما من غني عنهم أي استغنى عنهم، أو من غني فيهم يغني أي أقام فيهم وعاش، كلاهما من باب رضي.

قال في الصحاح: غني به غنية، وغنيت المرأة بزوجها غنيانا اي استغنت، وغني بالمكان أي أقام به، وغني أي عاش، واغنيت عنك مغني فلان ومغناة فلان ومغني فلان ومغناة فلان أي أجزأت عنك مجزأه، ويقال: ما يغني عنك هذا أي ما يجدي عنك وما ينفعك(3) .

وفي القاموس: وما له عنه غنى ولا مغني ولا غنية ولا غنيان مضمومتين بد، وأغنى عنه غناء فلان ومغناه ومغناته ويضمن ناب عنه وأجزأ مجزأه، وما فيه غناء ذاك أي اقامته والاضطلاع به وكرضي أقام وعاش وبقي، والمغني المنزل الذي غني به أهله ثم ظعنوا أو عام، وغنيت لك مني بالمودة بقيت(4) .

وفي طائفة من النسخ لا غناء لمن بعدهم.

__________________

(1) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد.

(2) سورة يونس: 32‌

(3) الصحاح: 6 / 2449‌

(4) القاموس: 4 / 371 - 372‌

٢٣

10 - وروي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، انه قال لعبد الله بن يحيى الحضرمي يوم الجمل: أبشر يا ابن يحيى فانك وأبوك من شرطة الخميس حقا، لقد أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس، والله سماكم شرطة الخميس على لسان نبيهعليه‌السلام .

___________________________________________________________

قولهرحمه‌الله : لعبد الله بن يحيى الحضرمى‌

كنيته أبو الرضا وهو من أولياء أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ذكره البرقي في كتاب الرجال(1) أعني أحمد بن أبي عبد الله البرقي على ما في فهرست الشيخ وكتاب النجاشي، لا عمه الحسن بن خالد البرقي كما تو همه بعض المتوهمين.

وذكره الشيخرحمه‌الله في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام (2) .

والعلامة في الخلاصة ذكره في الاسماء في باب العين وروى هذا الحديث مزيدا فيه في السماء في قوله: والله سماكم في السماء شرطة الخميس(3) ، ثم في باب الكنى أورد جماعة من أوليائهعليه‌السلام منهم أبو الرضا عبد الله بن يحيى الحضرمي(4) .

قولهعليه‌السلام : أبشر يا بن يحيى فانك‌

في أكثر النسخ فانت(5) وأبوك، وفي طائفة منها فانك واباك عطفا على مدخول أن وهو ضمير الخطاب، وفي بعضها فانك وأبوك عطفا على المحل لا على المدخول، كما في( فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصّالِحِينَ ) (6) بالجزم للعطف على موضع الفاء وما بعده لا على مدخولها.

__________________

(1) رجال البرقى ص 3‌

(2) رجال الشيخ: 47 وفيه عبد الله بن بحر الحضرمى يكنى ابا الرضا‌

(3) الخلاصة: 51 ط الحجرى‌

(4) الخلاصة: 93‌

(5) كما في المطبوع منه‌

(6) سورة المنافقين: 10‌

٢٤

وذكر أن شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل أو خمسة آلاف.

11 - وذكر هشام، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان علي‌

___________________________________________________________

وأبشر بفتح الهمزة على القطع يقال بشره وأبشره وبشره فبشر وأبشر وتبشر واستبشر ثلاثة في المتعدي وأربعة في اللازم، وربما تضم الهمزة على الوصل.

قال في المغرب: بشره من باب طلب بمعنى بشره وهو متعد، وقد روي لازما الا انه غير معروف، وعلى هذا قوله أبشر فقد أتاك الغوث بضم الهمزة وانما الصحيح أبشر بقطع الهمزة.

قولهرحمه‌الله : وذكر أن شرطة الخميس‌

على ما لم يسم فاعله عطفا على وروي على صيغة المجهول، واللفظتان لأبي عمرو الكشي.

في القاموس في خ س: الخميس الجيش لأنه خمس فرق المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساقة. وفي ش ط: والشرطة بالضم ما اشترطت، يقال: خذ شرطتك، وواحد الشرط كصرد وهم أول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت، وطائفة من أعوان الولاة معروف، وهو شرطي وشرطي كتركي وجهني، سموا بذلك لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها(1) .

وقد أدريناك أن قوله وشرطي كجهني خطأ والصواب شرطي بضمتين نسبة الى الشرطة(2) على لغة من يضم فيها الشين والراء جميعا.

والرواية معناها: أن شرطة الخميس في جيش أمير المؤمنينعليه‌السلام الذين سماهم الله على لسان نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله كانوا ستة أو خمسة آلاف رجل.

قولهرحمه‌الله : عن أبى خالد الكابلى‌

أي الذي اسمه وردان ولقبه كنكر وهو أبو خالد الكابلي الاكبر.

__________________

(1) القاموس: 2 / 211 و 368‌

(2) وفي « ن »: الشرط‌

٢٥

ابن أبي طالبعليه‌السلام عندكم بالعراق يقاتل عدوه وعنده أصحابه وما كان منهم خمسون رجلا يعرفونه حق معرفته، وحق معرفته امامته.

سلمان الفارسى‌

12 - أبو الحسن وأبو اسحاق حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا محمد ابن عثمان، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال كان الناس أهل‌

___________________________________________________________

قال الشيخ في كتاب الرجال في اصحاب أبي جعفر محمد بن علي بن الحسينعليه‌السلام : وردان أبو خالد الكابلي الاصغر روى عنه وعن أبي عبد اللهعليهما‌السلام والكبير اسمه كنكر(1) .

وقال في أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام : وردان أبو خالد الكابلي الاصغر روى عنهماعليهما‌السلام والاكبر كنكر(2) .

وقال في أصحاب أبي محمد علي بن الحسينعليهما‌السلام : كنكر يكنى أبا خالد الكابلي وقيل ان اسمه وردان.

قلت: وما يقال ان الاكبر والاصغر يشتر كان في وردان وكنكر اسما ولقبا وهم من غير مستند.

قولهعليه‌السلام : وحق معرفته امامته‌

أي بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من غير فصل بينهما صلى الله عليهما بأحد أصلا على حق اليقين.

قولهرحمه‌الله : أبو الحسن وأبو اسحاق‌

الطريق موثق بحنان بالمهملة المفتوحة ونونين من حاشيتي الالف وبالتخفيف وعالي الاسناد في الطبقة الاولى.(3)

__________________

(1) رجال الشيخ: 139‌

(2) رجال الشيخ: 328‌

(3) رجال الشيخ: 100‌

٢٦

ردة بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الا ثلاثة. فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الاسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي، ثم عرف الناس بعد يسير، قال: هؤلاء الذين دارت‌

___________________________________________________________

قولهعليه‌السلام : وأبو ذر الغفارى‌

بفتح المعجمة وتشديد الراء المعجمه وتخفيف الفاء.

قال في المغرب: أصل الغفر الستر، وغفار حي من العرب اليهم ينسب أبو ذر الغفاري وأبو بصرة الغفاري.

وقد صح عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند العامة والخاصة: ما اظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر لهجة. وفي رواية: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجه أصدق ولا أوفى من أبي ذر(1) .

وفي طريق العامة من الصحاح في مصابيحهم ومشكاتهم أن أبا سفيان أتى على سلمان وأبي ذر وصهيب وبلال في نفر فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش(2) وسيدهم، فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره فقال: يا أبا بكر لعلك اغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك، فأتاهم فقال: يا اخوتاه أغضبتكم؟ قالوا: لا يغفر الله لك.

قولهعليه‌السلام : ثم عرف الناس بعد يسير‌

أي تنبهوا وتعرفوا واستيقنوا الامر واتبعوا الحق ورجعوا الى أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد زمان يسير، وازاحوا عن صدورهم وساوس تشكيكات المشككين، وعن ذلك التعبير في كتب الرجال بالرجوع الى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كما يقولون مثلا أبو سعيد الخدري مشكور من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنينعليه‌السلام .

__________________

(1) راجع الطرائف: 405 المطبوع أخيرا بقم بتحقيقنا وتعاليقنا عليه.

(2) وفي « س »: أتقولون هذا الشيخ قريشهم الخ‌

٢٧

عليهم الرحا

___________________________________________________________

قولهعليه‌السلام : هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا‌

فيه وجهان: الاول: أن يكون كناية عن شدة الملمة بهم وصعوبة الداهية عليهم، يعني أنهم كانوا في مضيق اعتداء المعتدين كأن الرحا تدور عليهم وتطحنهم، ومع ذلك فقد لازموا اتباع سبيل الحق ولم يبايعوا أمير الجور والعدوان.

الثاني: أن يرام أن هؤلاء هم الذين كانوا لملة الإسلام كالقطب والمدار عليهم تدور رحاها وبهم يستقيم أمرها، اتبعوا سبيل الحق ولم يبايعوا أهل الضلال. يقال: دارت رحى الامر اذا قام عموده واستقام نظامه. ومنه في حديث نعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : تدور رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحى الإسلام على رأس خمسة وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا. على ما حققناه في المعلقات على زبور آل محمد الصحيفة الكريمة السجادية(1) .

فدوران الرحا عليهم على هذا السبيل معناه دورانها حولهم كما يكون دوران الرحا والفلك على القطب والمحور. وما يقال: ان دوران الرحا اذا استعمل باللام كان للتنسيق والتنظيم، واذا استعمل بعلى كان للتهويش والتهويل خارج عن هذا الاستعمال.

فاذن ما قاله السيد المكرم الرضي أخ السيد المعظم المرتضى رضي الله عنهما في كتاب مجازات الحديث: دور الرحا يكون عبارة عن حالين مختلفين: احداهما مذمومة والاخرى محمودة: فالمذمومة هي الحال التي بني عليها الاخبار عن از عاج الامر عن مناطه واز حافه عن قراره، واما الحال المحمودة فهي أن يكون دور الرحا عبارة عن تحرك جد القوم وقوة أمرهم وعلو نجمهم يقال: دارت رحا بني فلان اذا اتفقت لهم هذه الاحوال المحمودة، فهذه حال كان دور الرحا فيهما محمودا لمن دارت له ومذموما لمن دارت عليه، وانما قالوا: دارت رحا الحرب لجولان الابطال‌

__________________

(1) راجع التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الأنوار للجزائرى: ص 22. وهذه التعليقة قد صححناه وحققناه ولكن لم يطبع.

٢٨

وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر حتى جاءوا بأمير المؤمنينعليه‌السلام

___________________________________________________________

فيها وحركات الخيل تحتها(1) .

غير مستقيم على اطلاقه.

قولهعليه‌السلام : وأبوا أن يبايعوا‌

من الصحيح الثابت في الاخبار أن قيس بن سعد بن عبادة الصحابي الانصاري من خلّص أنصار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن العشرة الذين نصروهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن أصفياء أولياء أمير المؤمنينعليه‌السلام أيضا ممن لم يرتد ولم ينزعج ولم يبايع.

قال الشيخ في كتاب الرجال في أسماء من روى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : قيس بن سعد بن عبادة وهو ممن لم يبايع أبا بكر(2) .

وقال العلامة في الخلاصة: قيس بن سعد بن عبادة من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو مشكور لم يبايع أبا بكر(3) .

وسيجي‌ء في الكتاب ما رواه أبو عمرو الكشي: أن أنس بن مالك قال: كان قيس بن سعد من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بمنزلة صاحب الشرطة من الامير، وما رواه في مصالحة أبي محمد الحسنعليه‌السلام ومعاوية لم يبايع قيس بن سعد بن عبادة الانصاري صاحب شرطة الخميس معاوية قال له معاوية: قم يا قيس فبايع فالتفت الى الحسينعليه‌السلام ينظر ما يأمره فقال: يا قيس انه امامي يعني الحسنعليه‌السلام .

وكان قيس وأبوه سعد طولهما عشرة أشبار باشبارهما، وقد كانا من جملة من كان طولهم عشرة أشبار بأشبار أنفسهم، وكان شبر الرجل منهم يقال انه مثل ذراع أحدنا، وسعد لم يزل سيد في الجاهلية والإسلام، وأبوه وأجداده لم يزل فيهم الشريف‌

__________________

(1) المجازات النبوية: 156‌

(2) رجال الشيخ: 54‌

(3) الخلاصة: 136‌

٢٩

مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل( وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ

___________________________________________________________

وكان قيس ابنه مثله بعده(1) .

ومن المتفق عليه أن سعد بن عبادة أيضا لم يبايع أبا بكر أبدا، فاذن حصر من لم يرتد ولم يبايع في ثلاثة أو في سبعة محمول على أنهم قصوى الغاية في الاستيقان والاستقامة والانكار على متقمص(2) الخلافة ولص الامامة.

قولهعليه‌السلام : مكرها فبايع‌

يعني أظهر البيعة كرها، أو أنه وقعت في البين شبهة البيعة فانه جي‌ء بهعليه‌السلام مكرها فكثر اللفظ واضجت الاقوال وارتفعت الاصوات فقال الناس: انه بايع لا أنه قد وقعت منهعليه‌السلام المبايعة، فان ذلك خلاف ما أطبق عليه المحدثون من العامة والخاصة، على ما بسطنا تحقيقه في كتاب نبراس الضياء وفي شرح تقدمة كتاب تقويم الايمان.

أليس قد اتفقت أصول أحاديث العامة فضلا من الخاصة على أنهعليه‌السلام كان يقول: أنتم بالبيعة لي أحق مني بالبيعة لكم واني أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار، وأنا أول من يحثو للخصومة بين يدي الله عز وجل(3) .

وانما رواية البيعة في صحيحهم البخاري على هذه الصورة باسناده: عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة: أن فاطمة بنت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أرسلت الى أبي بكر تسأله ميراثها عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فيما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فأبى أبو بكر أن يدفع الى فاطمة منها شيئا، فغضبت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم‌

__________________

(1) راجع رجال الكشى: 110 ط جامعة مشهد‌

(2) وفي « ن »: متغمص‌

(3) روى نحوه العلامة المجلسى في البحار: 8 / 172‌

٣٠

أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) الاية.

___________________________________________________________

يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها.

وكان لعلي من الناس وجهة حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر على وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الاشهر فأرسل الى أبي بكر ان ائتنا ولا يأتنا أحد معك، كراهية ليحضر عمر، فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك، وقال أبو بكر: وما عسيتهم أن يفعلوا بي فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي فقال: انا لن ننفس عليك خيرا ساقه الله عليك، ولكنك استبددت علينا بالامر وكنا نرى لقرابتنا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نصيبا حتى فاضت عينا أبي بكر فقال علي لا بي بكر: موعدك العشية للبيعة.

فلما صلّى أبو بكر الظهر رقى على المنبر فتشهّد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة، وتشهّد وتشهّد علي وقال: لا يحملني على التخلف عن البيعة نفاسة على أبي بكر ولا انكارا للذي فضّله الله به، ولكنا كنا نرى لنا في هذا الامر حقا، فاستبد علينا به فوجدنا في أنفسنا، فسر بذلك المسلمون وقالوا: أصبت وكان المسلمون الى علي قريبا حين رجع الامر الى المعروف انتهى ما في صحيح البخاري(1) . فلينظر على جبلة الانصاف هل ذلك اذعان لا بي بكر بالامامة واتيان له بالبيعة أو اعلان بأن أبا بكر متغلب بالخلافة ومستبد بالحق على أهله.

وقوله سبحانه: انقلبتم على أعقابكم‌

أي ارتددتم عن دينكم ورجعتم القهقرى، كما فعل بنو اسرائيل بعد موت موسى على نبينا وعليه السلام.

__________________

(1) ورواه مسلم في صحيحه: 3 / 1380. وهنا تحقيقات ونكات حول هذه الرواية عن السيد بن طاوس في كتاب الطرائف ص 258 فراجع تغتنم.

٣١

13 - جبريل بن أحمد الفاريابي البرناني، قال حدثني الحسن بن خرزاذ قال‌

___________________________________________________________

قولهرحمه‌الله : جبريل بن احمد الفاريابى البرنانى‌

وربما يقال الفريابي. قال الفاضل البرجندي: فارياب بفاء بعدها ألف وسكون الراء المهملة ومثناة من تحت بعدها ألف ثم باء موحدة بلد صغير قريب بلخ بينهما اثنان وعشرون فرسخا.

وفي القاموس: فرياب كجريال بلد ببلخ أو هو فيرياب ككيمياء أو فارياب كقاصعاء وكساباط ناحية وراء نهر سيحون(1) .

والبرناني بنونين من حاشيتي الالف نسبة الى البرني أو الى البرنية، وبياء مثناة من تحت قبل الف ثم النون على اختلاف النسخ نسبة الى قرية بمرو أو الى برين بن عبد الله الانصاري.

قال في القاموس: يبرين أو أبرين موضع بحذاء الاحساء، وأبرينة وتكسر قرية بمرو، وبرين بالضم ابن عبد الله أبو هند الداري الصحابي(2) .

قال الشيخ في كتاب الرجال في باب لم: جبرئيل بن أحمد الفاريابي أبو محمد كان مقيما بكش كثير الرواية عن العلماء بالعراق وقم وخراسان(3) .

وأورده الحسن بن داود كذلك في قسم الممدوحين من كتابه(4) .

ومن ديدن الاصحاب أن المشيخة المذكورين في باب « لم » لا يعتبرون فيهم صريح التوثيق اليه، بل يكتفون فيهم بالمدح، واذا لم يكن في أحدهم مطعن وغميزة كان حديثه معدودا من الصحاح عندهم.

قولهرحمه‌الله : الحسن بن خرزاذ‌

يشترك في هذا الاسم رجلان قمي وكشي، ذكر الشيخ في كتاب الرجال‌

__________________

(1) القاموس: 1 / 112‌

(2) القاموس: 4 / 201‌

(3) رجال الشيخ: 458‌

(4) رجال ابن داود: 80‌

٣٢

حدثني ابن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، عن أبيه عن جده علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: ضاقت الارض بسبعة بهم ترزقون وبهم‌

___________________________________________________________

أحدهما في أصحاب أبي الحسن الهاديعليه‌السلام قال: الحسن بن خرزاذ قمي(1) .

وربما يدعى أنه قد قيل فيه الرمي بالغلو ولست أعرف كذلك مستندا.

والاخر ذكره في باب لم: الحسن بن خرزاد من أهل كش(2) . وهو هذا الرجل.

قولهرحمه‌الله : ابن فضال‌

هو علي بن الحسن الفضال الفطحى الثقة الجليل القدر المختلط بأصحابنا جدا. والطريق به موثق.

قولهعليه‌السلام : ضاقت الارض بسبعة‌

أي عجزت عن كفاية أمرهم والتوسعة عليهم، مع أن نزول مطر الرحمة ومدد النصرة من السماء على أهل الارض بهم ولا جلهم، ومن جهة دعائهم للخلق ودعوتهم اياهم الى الحق، منهم هؤلاء الخمسة الذين هم أركان الاربعة على اختلاف القولين.

قال الشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال في باب الجيم من أسماء من روى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : جندب بن جنادة ويقال جندب بن السكن يكنى أبا ذر أحد الاركان الاربعة(3) .

وقال في باب السين: سلمان الفارسي مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يكنى أبا عبد الله أول الاركان الاربعة(4) .

وقال في باب العين: عمار بن ياسر يكنى أبا اليقظان حليف بني مخزوم‌

__________________

(1) رجال الشيخ: 413‌

(2) رجال الشيخ: 463‌

(3) رجال الشيخ: 36‌

(4) المصدر: 43‌

٣٣

تنصرون وبهم تمطرون، منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة ( رحمة الله عليهم ) وكان عليعليه‌السلام يقول: وأنا امامهم، وهم الذين صلوا على فاطمةعليها‌السلام .

14 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال حدثني العباس ابن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن الحارث النصري بن المغيرة، قال سمعت عبد الملك بن أعين، يسأل أبا عبد اللهعليه‌السلام قال فلم يزل يسأله حتى قال له: فهلك الناس اذا؟ قال: أي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون. قلت: من في الشرق ومن في الغرب؟ قال، فقال: انها فتحت على الضلال أي والله‌

___________________________________________________________

وينسب الى عبس بن مالك وهو مذحج بن أدد رابع الاركان(1) .

وقال في باب الميم: المقداد بن الاسود الكندي وكان اسم أبيه عمرو البهرائي، وكان الاسود بن عبد اليغوث قد تبناه فنسب اليه يكنى أبا معبد ثاني الاركان الاربعة(2) .

ومنهم من جعل حذيفة بن اليمان الانصاري رابع الاركان مكان عمار، والشيخ رحمه الله تعالى قد نقل هذا القول في ترجمة حذيفة(3) واختاره العلامةرحمه‌الله في الخلاصة(4) والاشهر عند المتقدمين هو الاول.

قولهرحمه‌الله : عن الحارث النضري ابن المغيرة‌

باهمال الصاد بعد النون المفتوحة من بني نصر بن معاوية، بصري روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسنعليهم‌السلام ، وروى عن زيد بن علي، وهو مستقيم ثقة ثقة.

وسيرد عليك في الكتاب ما رواه الكشي في مدحه وفي ذمه والتعويل على روايات المدح.

__________________

(1) المصدر: 46‌

(2) المصدر: 57 وفي النسخ « قد بيناه ».

(3) المصدر: 37‌

(4) الخلاصة: 60.

٣٤

هلكوا الا ثلاثة ثم لحق أبو ساسان وعمار وشتيرة وأبو عمرة فصاروا سبعة.

___________________________________________________________

قولهعليه‌السلام : ولكن الا ثلاثة‌

وفي نسخ عدة: هلكوا مكان ولكن.

قولهعليه‌السلام : ثم لحق أبو ساسان‌

أبو ساسان الانصاري اسمه الحصين بن المنذر.

قال الشيخ في كتاب الرجال في أسماء من روى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : حصين بن المنذر يكنى أبا ساسان اليرقاشي صاحب رايتهعليه‌السلام (1) .

وفي طائفة من النسخ « أبو سنان » مكانه وهو الانصاري. وذكره الشيخ أيضا في كتاب الرجال(2) وهو من الاصفياء من أصحابهعليه‌السلام .

و « أبو عمرة الانصاري » اسمه ثعلبة بن عمرو قاله الشيخ في كتاب الرجال في باب من روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من الصحابة(3) وذكره بكنيته في أسماء من روى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام (4) .

و « شتيرة » وفي بعض النسخ « شتير » من دون الهاء باعجام الشين المضمومة وفتح التاء المثناة من فوق واسكان الياء المثناة من تحت ثم الراء، على ما ضبطه ابن الاثير في جامع الاصول حيث.

قال في ترجمة شكل: هو شكل بن حميد العبسي من بني عبس بن بغيض روى عنه ابنه شتير بن شكل لم يرو عنه غيره وعداده في الكوفيين، شكل بفتح الشين وفتح الكاف واللام وشتير بضم المعجمة وفتح التاء فوقها نقطتان، وبغيض بفتح الباء الموحدة وكسر الغين وبالضاد المعجمتين.

__________________

(1) رجال الشيخ: 39‌

(2) المصدر: 63‌

(3) المصدر: 12‌

(4) المصدر: 63‌

٣٥

___________________________________________________________

وقال في القاموس: شتير كزبير ابن شكل وابن نهار تابعيان(1) .

وما قاله العلامة في الخلاصة: ومن خواص أمير المؤمنينعليه‌السلام من مضر شبير بضم الشين المعجمة أو لا والباء المنقطة تحتها نقطة والياء المنقطة تحتها نقطتين بعدها والراء أخيرا ابن شكل العبسي بالباء المنقطة تحتها نقطة أبو عبد الرحمن(2) . ضبط من غير مأخوذ من أصل.

فاما مؤاخذة الحسن بن داود عليه بقوله: وبعض المصنفين أثبت ستير بالسين المهملة. وهو وهم، وقد اثبته الشيخ أبو جعفر في باب الشين المجمعة(3) . فزور واختلاق.

والشيخ في باب الشين المعجمة من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: شرحبيل وهبيرة وكريب وبريد وشمير ويقال شتير هؤلاء اخوة بني شريح قتلوا بصفين، كل واحد يأخذ الراية بعد الاخر حتى قتلوا(4) ، وقد نقله بالفاظه في الخلاصة(5) .

وأما « ستير » باهمال السين المضمومة من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام من الاصفياء، فقد ذكره البرقي(6) ولم يذكره الشيخ، وقد أورده في الخلاصة ناقلا عن البرقي(7) .

__________________

(1) القاموس: 2 / 55‌

(2) الخلاصة: 193‌

(3) رجال ابن داود: 183‌

(4) رجال الشيخ: 45 وفيه سمير مكان شمير.

(5) الخلاصة: 87‌

(6) رجال البرقى: 3 والموجود في المتن هو « شبير » ولكن قال في الهامش وفي نسخة « ستير ».

(7) الخلاصة: 192 قال ناقلا عن البرقى: ستير بضم السين المهملة والتاء المنقطة فوقها نقطتين والياء المنقطة تحتها نقطتين والراء.

٣٦

15 - حمدويه، قال حدثنا أيوب عن محمد بن الفضل وصفوان، عن أبي خالد القماط، عن حمران، قال: قلت لا بي جعفرعليه‌السلام ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها! قال، فقال: الا اخبرك باعجب من ذلك؟ قال، فقلت: بلى. قال: المهاجرون والانصار ذهبوا ( وأشار بيده ) الا ثلاثة.

16 - علي بن محمد القتيبي النيسابوري، قال حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد الرازي الخواري من قرية أسترآباد قال حدثني أبو الحسين عن عمرو بن عثمان الخزاز عن رجل، عن أبي حمزة، قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول: لما مروا بأمير المؤمنينعليه‌السلام وفي رقبته حبل آل زريق، ضرب أبو ذر بيده على الاخرى، ثم قال: ليت السيوف‌

___________________________________________________________

و « عمار » منسوب الى مذحج - بفتح الميم واسكان الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة والجيم أخيرا - من قبائل الانصار، ذكره المطرزي في المغرب في ذ - ج وهو الصواب، والجوهري في الصحاح أخطأ فأورده في م - ج، وكأنه ظن الميم أصلية.

وبالجملة مذحج أكمة ولد بها أبو هذه القبيلة فسمى باسمها.

قال الفيروزآبادي في القاموس في ذ - ج: ومذحج كمجلس أكمة ولدت مالكا وطيبا أمهما عندها فسموا مذحجا، وذكر الجوهري اياه في الميم غلط وان أحاله على سيبويه(1) .

قولهرحمه‌الله : حدثنا أيوب‌

هو أبو الحسين أيوب بن نوح، والطريق صحيح وعالي الاسناد في الطبقة الثالثة.

قولهعليه‌السلام : في رقبته حبل آل زريق‌

الزرق باسكان الراء بين الزاء المفتوحة والقاف معروف.

قال في المغرب: وبتصغيره سمي من اضيف اليه بنو زريق وهم بطن من‌

__________________

(1) القاموس: 1 / 190‌

٣٧

قد عادت بأيدينا ثانية، وقال مقداد: لو شاء لدعا عليه ربّه عز وجل، وقال سلمان: مولانا أعلم بما هو فيه.

17 - محمد بن اسماعيل، قال حدثني الفصل بن شاذان، عن ابن أبي عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ارتد الناس الا ثلاثة أبو ذر وسلمان والمقداد قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فأين أبو ساسان وأبو عمرة الانصارى؟

18 - محمد بن اسماعيل، قال حدثني الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: جاء المهاجرون والانصار وغيرهم بعد ذلك الى عليعليه‌السلام فقالوا له: أنت والله أمير المؤمنين وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبيعليه‌السلام هلم يدك نبايعك فو الله لنموتن قدامك! فقال‌

___________________________________________________________

الانصار، اليهم ينسب أبو عياش الزرقي بضم الزاء وفتح الراء، وحبل آل زريق يتخذ مما ينبت من الارض كلحاء شجر القنب وغير ذلك وهو من أخشن الحبل وأغلظها.

قولهرحمه‌الله : محمد بن اسماعيل‌

هو الذي يروي عنه ابو جعفر الكليني رضوان الله تعالى عليه أيضا في الكافي، وكثيرا ما يجعله صدر السند في الطبقة الاولى، كما يروي عنه أبو عمرو الكشي رحمه الله تعالى ويصدر به الاسناد يكنى أبا الحسين نيسابوري فاضل.

وهو وعلي بن محمد القتيبي النيسابوري تلميذا الفضل بن شاذان، وحديث كل منهما يعد صحيحا، كما استمر عليه هجير العلامة في المختلف والمنتهى وشيخنا الشهيد في الذكرى وشرح الارشاد.

ولقد أوضحت الحال وحققنا المقال في الرواشح السماوية(1) وفي المعلقات على الاستبصار(2) بما لا مزيد عليه.

__________________

(1) الرواشح السماوية: 70‌

(2) التعليقة على الاستبصار: 4. المطبوع في الاثنى عشر رسالة للمؤلف.

٣٨

عليعليه‌السلام : ان كنتم صادقين فاغدوا غدا عليّ محلقين فحلق عليعليه‌السلام وحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبو ذر ولم يحلق غيرهم.

ثم انصرفوا فجاءوا مرة أخرى بعد ذلك، فقالوا له أنت والله أمير المؤمنين وأنت أحق الناس وأولاهم بالنبيعليه‌السلام هلمّ يدك نبايعك فحلفوا فقال: ان كنتم صادقين فاغدوا علي محلقين فما حلق الا هؤلاء الثلاثة قلت: فما كان فيهم عمار؟ فقال: لا. قلت: فعمار من أهل الردة؟ فقال: ان عمارا قد قاتل مع عليعليه‌السلام بعد.

19 - وروى جعفر غلام عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن محمد بن نهيك، عن النصيبي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال امير المؤمنينعليه‌السلام : يا سلمان اذهب الى فاطمةعليها‌السلام فقل لها تتحفك من تحف الجنة؟ فذهب اليها سلمان فاذا بين يديها ثلاث سلال، فقال لها يا بنت رسول الله أتحفيني؟ قالت: هذه ثلاث سلال جاءتنى بها ثلاث وصائف، فسألتهن عن أسمائهن فقالت واحدة: أنا سلمى لسلمان، وقالت الاخرى: أنا ذرة لا بي ذر، وقالت الاخرى: أنا مقدودة للمقداد، ثم قبضت فناولتني، فما مررت بملاء الا ملئوا طيبا لريحها.

20 - محمد بن قولويه، قال حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال حدثني‌

___________________________________________________________

قوله رحمه الله تعالى: عن النصيبى‌

هو محمد بن سلمة البناني، ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام وقال: نزل نصيبين أصله كوفي أسند عنه(1) .

وليس في رجالنا من أهل نصيبين الا هذا الرجل يروي عنه عبد الله بن محمد بن نهيك وعبيد الله بن أحمد بن نهيك، وهما شيخان صدوقان ثقتان جليلا القدر.

وآل نهيك - بفتح النون وكسر الهاء - بيت من أصحابنا بالكوفة، ويرويان أيضا عن درست بن أبي منصور الواسطي.

__________________

(1) رجال الشيخ: 288‌

٣٩

علي بن سليمان بن داود الرازي، قال حدثنا علي بن أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم‌

___________________________________________________________

قوله رحمه الله تعالى: على بن سليمان بن داود الرازى‌

نسبة الى الري روى عنه سعد بن عبد الله، وكأنه كان رقي الاصل.

ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي محمد العسكريعليه‌السلام وقال: علي بن سليمان بن داود الرقي(1) .

وفي بعض النسخ « الروياني » نسبة الى رويان - بضم الراء قبل الواو الساكنة والياء المثناة من تحت قبل الالف والنون بعدها - بلد من طبرستان.

قال الفاضل البرجندي: بينه وبين قزوين ستة عشر فرسخا.

وفي القاموس: محلة بالري وقرية بحلب وبلد بطبرستان ومنه الامام أبو المحاسن عبد الواحد بن اسماعيل وغيره(2) .

وربما يظن أن الرجل هذا من بني أعين، وكان له اتصال بصاحب الامرعليه‌السلام وخرج(3) اليه توقيعات وكانت له منزلة في أصحابنا، وكان ورعا ثقة وفقيها لا يطعن عليه في شي‌ء.

ويقال: انه فاسد، فان الذي من بني أعين هو علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو الحسن الرازي، على ما في كتاب النجاشي وغيره مكتوبا بخط السيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس. وتبعه العلامة في الخلاصة(4) .

والحسن بن داود حسبه وهما وزعم أن الصحيح أبو الحسن الزراري بالزاي‌

__________________

(1) رجال الشيخ: 433‌

(2) القاموس: 4 / 230‌

(3) وفي « س »: وخرجت‌

(4) الخلاصة: 100‌

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

الفصل الأول: لا حاجة لنا بمصحف علي (عليه‌السلام )

٢٤١

٢٤٢

علي (عليه‌السلام ) يجمع القرآن :

قالوا:

فلما رأى علي (عليه‌السلام ) غدر الناس، وقلة وفائهم، ونكث العهود والعقود، وعدم وفائهم بمقتضيات البيعة، وذهابهم في التيه، وعصيان أمر الله ورسوله، وعدم اطاعتهم إمامهم المنصوص عليه.. لزم بيته، وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه، فلم يخرج حتى جمعه كله، فكتبه على تنزيله، وكتب الناسخ والمنسوخ، والتفسير والتأويل، وغير ذلك..

فبعث إليه أبو بكر: أن اخرج فبايع.

فبعث إليه: إني مشغول، فقد آليت بيمين أن لا أرتدي برداء إلا للصلوات حتى أؤلف القرآن وأجمعه.

(وفي الروايات: أنه أرسل إليه مرتين، فيجيبه بنحو ذلك، فأرسل إليه في الثالثة قنفذاً، ثم ذكرت حديث الإحراق)(١) .

فجمعه في ثوب (واحد)، وختمه.

____________

١- بحار الأنوار ج٢٨ ص٢٣١ وتفسير العياشي ج٢ ص٣٠٧ ونور الثقلين ج٣ ص١٩٩ وغاية المرام ج٥ ص٣٣٧ والبرهان (تفسير) ج٢ ص٤٣٤.

٢٤٣

ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فنادى (عليه‌السلام ) بأعلى صوته:

(أيها الناس، إني لم أزل منذ قبض رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مشغولاً بغسله، ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب، فلم ينزل الله على نبيه آية من القرآن إلا وقد جمعتها كلها في هذا الثوب، وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وعلمني تأويلها.

فقالوا: لا حاجة لنا به، عندنا مثله.

ثم دخل بيته. (وهو يتلو( فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ) (١) )(٢) .

وفي نص آخر؛ عن أبي ذر الغفاري: أنه (عليه‌السلام ) جاءهم بالقرآن الذي جمعه وعرضه عليهم، لما قد أوصاه بذلك رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال: يا علي اردده، فلا حاجة لنا فيه، فأخذه (عليه‌السلام ) وانصرف.

ثم أحضروا زيد بن ثابت ـ وكان قارياً للقرآن ـ فقال له عمر: إن علياً (عليه‌السلام ) جاءنا بالقرآن، وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن

____________

١- الآية ١٨٧ من سورة آل عمران.

٢- الإحتجاج ج١ ص٢٠٧ و (ط دار النعمان) ج١ ص١٠٧ وكتاب سليم ج٢ ص٥٨١ ـ ٥٨٣ وبحار الأنوار ج٢٨ ص٢٦٥ و ٢٦٦ وج٨٩ ص٤٠ ومجمع النورين ص٩٦ و ٩٧ وغاية المرام ج٥ ص٣١٦ وبيت الأحزان ص١٠٦.

٢٤٤

نؤلف القرآن، ونسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتكاً للمهاجرين والأنصار.

فأجابه زيد إلى ذلك، ثم قال لهم: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم، وأظهر علي القرآن الذي ألفه، أليس قد بطل كل ما عملتم؟!

ثم قال عمر: فما الحيلة؟!

قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة.

فقال عمر: ما حيلته دون أن نقتله ونستريح منه، فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد، فلم يقدر على ذلك (وسيأتي شرح ذلك).

فلما استخلف عمر، سأل علياً (عليه‌السلام ) أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن، إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه.

فقال (عليه‌السلام ): هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم، ولا تقولوا يوم القيامة: إنَّا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا: ما جئتنا به.

إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي.

فقال له عمر: فهل لإظهاره وقت معلوم.

فقال علي (عليه‌السلام ): نعم، إذا قام القائم من ولدي، يظهره ويحمل الناس عليه، فتجري السنة به عليه صلوات الله عليه(١) .

____________

١- الإحتجـاج ج١ ص٣٦٠ و ٣٦١ و (ط دار النعـمان) ج١ ص٢٢٥ و ٢٢٨ = = وبحار الأنوار ج٨٩ ص٤٢ و٤٣ والأنوار النعمانية ج٢ ص٣٦٠ وكتاب سليم بن قيس ج٢ ص٥٨١ و ٥٨٢ والصافي ج١ ص٤٣ وج٥ ص١٢٩ وج٧ ص١٠٠ ونور الثقلين ج٥ ص٢٢٦ ومكيال المكارم ج١ ص٦١. وراجع بصائر الدرجات ص١٩٦ وبحر الفوائد ص٩٩.

٢٤٥

علي ( عليه‌السلام ) أول من جمع القرآن :

لا شك في أن علياً (عليه‌السلام ) أول من جمع القرآن، جمعه أولاً على عهد رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).. ثم جمعه بعد وفاته (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مباشرة.. وقد ذكرنا ذلك مع مصادره في كتابنا: (حقائق هامة حول القرآن الكريم).

ونحن نذكر هنا طرفاً مما ذكرناه هناك حول جمع علي (عليه‌السلام ) القرآن، فنقول:

قال المعتزلي: إنه (عليه‌السلام ) أول من جمع القرآن(١) .

وعن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: (ما أحد من هذه الأمة جمع القرآن،

____________

١- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١ ص٢٧. وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) للكوفي ج١ ص٢٩٢ وكتاب الأربعين للشيرازي ص٤٢٢ وبحار الأنوار ج٤١ ص١٤٩ ومناقب أهل البيت (عليهم‌السلام ) للشيرواني ص٢٠٠ والصافي ج١ ص١ والقرآن في الإسلام للطباطبائي ص١٣٧ وأسد الغابة ج٣ ص٢٢٤.

٢٤٦

إلا وصي محمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله )(١) .

وكان قد جمعه على ترتيب النزول(٢) .

وقال البعض: الصحيح: أن أول من صنف في الإسلام أمير المؤمنين علي (عليه‌السلام )، جمع كتاب الله جلّ جلاله(٣) !!

وعن أبي جعفر (عليه‌السلام ): (ما ادّعى أحد من الناس: أنه جمع القرآن كما أنزل إلا كذاب. وما جمعه، وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب، والأئمة بعده)(٤) .

____________

١- تفسير القمي ج٢ ص٤٥١ وبحار الأنوار ج٨٩ ص٤٨ عنه، والوافي ج٥ ص٢٧٤ عنه أيضاً، والصراط المستقيم ج١ ص٣٦٦ (الهامش). وتفسير أبي حمزة الثمالي ص١٠٣ ونور الثقلين ج٥ ص٧٢٧.

٢- راجع: الإتقان للسيوطي ج١ ص٧٢ و (ط دار الفكر) ج١ ص١٧١ و ١٩٥ عن ابن أبي داود، وسبل الهدى والرشاد ج١١ ص٣٣٥ وتاريخ الخلفاء ص١٨٥ وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج٤ (الذيل ص٢٨ و ٢٩ هامش) وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص٣١٧ و ٣١٦ وفتح الباري ج٩ ص٤٧ والصافي ج١ ص١ والقرآن في الإسلام للطباطبائي ص١٣٤ و ١٣٧ والميزان ج١٢ ص١٢٨.

٣- معالم العلماء ص٢ و (ط قم) ص٣٨ ونفس الرحمن في فضائل سلمان ص٢٣٣ ومرآة الكتب للتبريزي ص٢٥ و ٣٠ وأعيان الشيعة ج١ ص٨٩ وج٤ ص٥٩٨.

٤- بصائر الدرجات ص١٩٣ والكافي ج١ ص٢٢٨ والبرهان ج١ ص٢٠ و ١٥ = = وشرح أصول الكافي ج٥ ص٣١٢ والصافي ج١ ص٢٠ ونور الثقلين ج٥ ص٤٦٤ والبيان لآية الله الخوئي ص٢٤٢ و ٢٤٣ و (ط دار الزهراء سنة ١٣٩٥) ص٢٢٣ وتأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج١ ص٢٣٩ والوافي ج٢، كتاب الحجة، باب ٧٦ ص١٣٠. وراجع: كنز العمال ج٢ ص٣٧٣، وفواتح الرحموت (بهامش المستصفى) ج٢ ص١٢.

٢٤٧

علي ( عليه‌السلام ) جمع القرآن في عهد النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :

ومما يدل صراحة على أنه (عليه‌السلام ) كان قد جمع القرآن في عهد الرسول، ما روي عنه (عليه‌السلام ): (.. ما نزلت على رسول الله آية من القرآن إلا أقرأنيها، وأملاها علي؛ فكتبتها بخطي. وعلمني تأويلها، وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها إلخ..)(١) .

____________

١- كتاب سليم بن قيس ص٩٩ و (ط النجف) ص١٠٦ و (ط أخرى) ص١٨٣ وبصائر الدرجات ص١٩٨ و (منشورات الأعلمي سنة ١٤٠٤) ص٢١٨ والكافي ج١ ص٦٤ والخصال ص٢٥٧ وكمال الدين ج١ ص٢٨٤ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج٢٧ ص٢٠٦ و ٢٠٧ و (ط دار الإسلامية) ج١٨ ص١٥٢ و ١٥٣ وتحف العقول ص١٩٦ والمسترشد ص٢٣٥ وبحار الأنوار ج٢ ص٢٣٠ وج٣٦ ص٢٧٥ وج٤٠ ص١٣٩ وج٨٩ ص٤١ و ٩٩ والإحتجاج ج١ ص٢٢٣ وشواهد التنزيل ج١ ص٤٨ والوافية للتوني ص١٣٨ والأصول الأصيلة ص٢٧ والفوائد المدنية والشواهد المكية ص٢٢٢ وتفسير العياشي ج١ ص٢٥٣ والصافي ج١ ص١٩ ونور الثقلين ج١ ص٣١٨ وكنز = = الدقائق ج٢ ص٢٧ والبرهان في تفسير القرآن ج١ ص١٦ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج١ ص٣٢٧ والصراط المستقيم ج٣ ص٢٥٨ ووصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص٥ وجامع أحاديث الشيعة ج١ ص١٦ و ١٤٣ ونهج السعادة ج٧ ص١٤٤ والمعيار والموازنة ص٣٠٠ وكتاب الأربعين للشيرازي ص٣٠٩ وشرح أصول الكافي ج٢ ص٣٠٦ والتمهيد في علوم القرآن ج١ ص٢٢٩ عنه، وأكذوبة تحريف القرآن، عن بعض من تقدم.

٢٤٨

وعن علي (عليه‌السلام ): لو ثنيت لي الوسادة؛ لأخرجت لهم مصحفاً، كتبته، وأملاه عليّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )(١) .

علي (عليه‌السلام ) يجمع القرآن بعد الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله ):

ومن النصوص الدالة على جمعه فور وفاته، ما رواه أبو العلاء العطار، والموفق خطيب خوارزم، في كتابيهما، بالإسناد: عن علي بن رباح: (أن النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أمر علياً (عليه‌السلام ) بتأليف القرآن ؛ فألفه، وكتبه)(٢) .

بل قد يدل هذا النص على أن ذلك كان في عهد النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) نفسه.

____________

١- مناقب آل أبي طالب ج٢ ص٤١ و (ط المكتبة الحيدرية) ج١ ص٣٢٠ وبحار الأنوار ج٤٠ ص١٥٥ وج٨٩ ص٥٢.

٢- مناقب آل أبي طالب ج٢ ص٤١ و (ط المكتبة الحيدرية) ج١ ص٣٢٠ وبحار الأنوار ج٤٠ ص١٥٥ وج٨٩ ص٥٢ وأعيان الشيعة ج١ ص٨٩ وج٤ ص٥٩٨.

٢٤٩

هذا.. وقد أمره النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بأن يتسلم القرآن الذي عنده، وأن يجمعه، وقد كان في الصحف، والجريد، والقرطاس، في بيته (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) خلف فراشه، حتى لا يضيع، كما ضُيِّعَ التوراة، والإنجيل.

فجمعه علي (عليه‌السلام ) في ثوب أصفر، ثم ختم عليه في بيته، وقال: لا أرتدي حتى أجمعه..

قال: (.. كان الرجل ليأتيه؛ فيخرج إليه بغير رداء، حتى جمعه..)(١) .

زاد البعض: (فكان أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه..)(٢) .

____________

١- راجع: بحار الأنوار ج٨٩ ص٤٨ وراجع ص٥٢ وتفسير القمي ج٢ ص٤٥١ والصافي ج١ ص٤٠ ونور الثقلين ج٥ ص٧٢٦ ومقدمة تفسير البرهان ص٣٦ والمحجة البيضاء ج٢ ص٢٦٤ ومجمع البحرين ج١ ص٣٩٩. وراجع: الإتقان ج١ ص٥٧، والوافي ج٥ ص٢٧٤، وتاريخ القرآن للزنجاني ص٤٤ و ٤٥ و ٦٤ وتاريخ القرآن للأبياري ص٨٤ و ١٠٦ وعمدة القاري ج٢٠ ص١٦ وأكذوبة تحريف القرآن ص١٧ عنه، وعن المصاحف للسجستاني. وراجع: فتح الباري ج٩ ص١٠ والمناقب لابن شهرآشوب ج٢ ص٤١.

٢- راجع: شواهد التنزيل ج١ ص٣٦ والبيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي ص٥٠٣ وتاريخ القرآن للأبياري ص٨٤ والفهرست لابن النديم ص٣٠ وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص٣١٧ و ٣١٦ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج١٧ ص٥٢٧ وأعيان الشيعة ج١ ص٨٩ وج٤ ص٥٩٨ وموسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم‌السلام ) للنجفي ج١ ص٧.

٢٥٠

وقيل: إنه جمعه بعد موت النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بستة أشهر(١) .

وهذا بعيد.. فهناك أحداث عديدة جرت في تلك الفترة كان علي (عليه‌السلام ) حاضراً وناظراً، ومؤثراً فيها.

وحلفه (عليه‌السلام ): أن لا يرتدي رداء حتى يجمع القرآن، ثم تخلفه ليجمعه، ثم عتاب عمر له على تخلفه عن بيعة أبي بكر، قد ذكر في مصادر أخرى أيضاً(٢) .

____________

١- المناقب لابن شهرآشوب ج٢ ص١٤٠ و ١٤١ و (ط دار النعمان) ج١ ص٣١٩ وبحار الأنوار ج٤٠ ص١٥٥ وج٨٩ ص٥١ وأعيان الشيعة ج١ ص٨٩ وج٤ ص٥٩٨.

٢- المصنف لعبد الرزاق ج٥ ص٤٥٠ وفي هامشه عن أنساب الأشراف ج١ ص٥٨٧ وشواهد التنزيل ج١ ص٣٧ و ٣٨ وراجع: والإستيعاب ج٣ ص٩٧٤ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٢ ص٣٣٨ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٣٩٨ و ٣٩٩ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٣ ص٦٣٧ والوافي بالوفيات ج١٧ ص١٦٧ ونهج الإيمان ص٥٧٩ وينابيع المودة ج٢ ص٤٠٨ وأعيان الشيعة ج١ ص٨٩ و ٥٩٧ وحياة الصحابة ج٣ ص٣٥٥ وحلية الأولياء ج١ ص٦٧ وكنز العمال ج٢ ص٣٧٣ و (ط مؤسسة الرسالة) ج٢ ص٥٨٨ وج١٣ ص١٢٨ وتاريخ الخلفاء ص١٨٥ ومناقب آل أبي طالب ج٢ ص٤١ عن أبي نعيم، وعن الخطيب في الأربعين، وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص٣١٧ و ٣١٦ وراجع: الإحتجاج ج١ ص٩٨ و ٢٨١ وكتاب الأربعين للشيرازي ص٢٣٨ وبحار الأنوار ج٢٨ ص١٩١ وج٢٩ ص٤١٩ وجامع أحاديث الشيعة ج١٣ ص٤٣ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج١٧ ص٥٢٧ وج١٨ ص٢٥٤.

٢٥١

وهذه الروايات تفسر لنا بشكل واضح ما ورد: من أنه صلوات الله وسلامه عليه، قد جمع القرآن بعد وفاة النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بثلاثة أيام(١) .

فإن المقصود: أنه بدأ جمعه في الأيام الثلاثة الأولى، أو أنه الف القرآن الذي كان خلف فراش النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ورتبه ونسقه ونظمه، وجمعه في خيط واحد.. وكان فيه الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه.. وغير ذلك مما تضمنه مصحف علي (عليه‌السلام )..

إذ يبعد أن يكون المقصود: أنه (عليه‌السلام )، قد كتب القرآن في ثلاثة أيام، إلا على سبيل الاعجاز، ولا يمكن أن يكون المقصود: أنه حفظه، كما يقوله البعض(٢) ، لأنه كان حافظاً له منذ بدء نزوله.

____________

١- الفهرست لابن النديم ص٣٠ والأوائل للعسكري ج١ ص٢١٤ و ٢١٥ وتاريخ القرآن للأبياري ص٨٤ وأعيان الشيعة ج١ ص٨٩ وج٤ ص٥٩٨ ومقدمة تفسير البرهان ص٣٧ وتفسير فرات ص٣٩٩. وأكذوبة تحريف القرآن ص٦٢ عن بعض من تقدم، وعن المصنف لابن أبي شيبة ج١ ص٥٤٥ وموسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم‌السلام ) للنجفي ج١ ص٧ وعلوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم ص٢١. وراجع: بحار الأنوار ج٢٣ ص٢٤٩.

٢- راجع: أكذوبة تحريف القرآن ص١٦ عن تاريخ القرآن لعبد الصبور شاهين ص٧١.

٢٥٢

مواصفات مصحف علي ( عليه‌السلام ):

وقد صرحت الروايات والنصوص بميزات كانت لمصحف علي (عليه‌السلام )، فقد قال المفيد (رحمه‌الله ) وغيره: إن علياً كتب في مصحفه تأويل بعض الآيات، وتفسيرها بالتفصيل(١) .

وقال هذا الشيخ الجليل حول المصحف الموجود، ومقايسته بمصحف أمير المؤمنين (عليه‌السلام ).

(..ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين (عليه‌السلام )، من تأويله، وتفسير معانيه، على حقيقة تنزيله. وذلك كان ثابتاً، منزلاً، وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى، الذي هو القرآن المعجز، وقد سمي تأويل القرآن قراناً. قال تعالى:( وَلاَ تَعْجَلْ بِالقرآن مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ) (٢) ؛ فسمى تأويل القرآن قرآناً)(٣) .

وقال المفيد أيضاً: قدم المكي على المدني، والمنسوخ على الناسخ، ووضع كل شيء منه في محله(٤) .

____________

١- عن المفيد في الإرشاد، والمسائل السروية، راجع: تاريخ القرآن ص٤٨ وأعيان الشيعة ج١ ص٨٩، عن عدة الرجال للأعرجي.

٢- الآية ١٤٤ من سورة طه.

٣- أوائل المقالات ص٥٥ و (ط دار المفيد) ص٨١ وبحر الفوائد ص٩٩ عنه، وتفسير شبر ص١٧.

٤- عدّة رسائل للمفيد ص٢٢٥ والمسائل السروية ص٧٩ وبحار الأنوار ج٨٩ ص٧٤.

٢٥٣

وعن علي (عليه‌السلام ): (ولقد أُحضِروا الكتاب كَمَلاً، مشتملاً على التأويل والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والناسخ، والمنسوخ، لم يسقط منه حرف ألف، ولا لام؛ فلما وقفوا على ما بينه الله، من أسماء أهل الحق والباطل، وأن ذلك إن أُظهِر نقص(١) ، ما عهدوه، قالوا: لا حاجة لنا فيه..)(٢) .

وقال الأبياري: (ويروي غير واحدٍ: أن مصحف علي، كان على ترتيب النزول، وتقديم المنسوخ على الناسخ..)(٣) .

وقال الشيخ الصدوق: (قال أمير المؤمنين (عليه‌السلام )، لما جمعه؛ فلما جاء به؛ فقال لهم:

هذا كتاب الله ربكم، كما أنزل على نبيكم، لم يزد فيه حرف، ولم ينقص منه حرف.

____________

١- لعل الصحيح: نقض.

٢- الإحتجاج ج١ ص٣٨٣ و (ط دار النعمان) ج١ ص٣٨٣ وبحار الأنوار ج٩٠ ص١٢٥ ومجمع البيان ج٦ ص٥٤ وكنز الدقائق ج٢ ص٣١٢ ونور الثقلين ج١ ص٤٢١ والصافي ج١ ص٤٧ والبيان في تفسير القرآن ص٢٤٢ وبحر الفوائد ص٩٩.

٣- تاريخ القرآن للأبياري ص٨٥ عن تاريخ القرآن للزنجاني ص٢٦. وراجع: أعيان الشيعة ج١ ص٨٩ عن السيوطي في الإتقان، عن ابن أبي داود، وراجع: تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص٣١٧ والمدخل إلى فقه الإمام على لمحمد عبد الرحيم محمد (ط دار الحديث ـ القاهرة) ص٣٨.

٢٥٤

فقالوا: لا حاجة لنا فيه، عندنا مثل الذي عندك.

فانصرف، هو يقول: (فنبذوه وراء ظهورهم، واشتروا به ثمناً قليلاً؛ فبئس ما يشترون)(١) .

وتقدم: أن أول صفحة فتح عليها أبو بكر، وجد فيها فضائح القوم، أعني: المهاجرين والأنصار؛ فخافوا فأرجعوه إليه، ثم أمروا زيد بن ثابت بجمع القرآن لهم..

وقال ابن سيرين: إن علياً كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ.

وعنه: تطلّبت ذلك الكتاب، وكتبت فيه إلى المدينة ؛ فلم أقدر عليه(٢) .

وعنه أنه قال: فبلغني: أنه كتبه على تنزيله؛ ولو أصيب ذلك الكتاب

____________

١- الإعتقادات في دين الإمامية للصدوق، باب: الإعتقاد في مبلغ القرآن ص٨٦ وراجع: المناقب لابن شهرآشوب ج٢ ص٤١ وبصائر الدرجات ص٢١٣ والكافي ج٢ ص٦٣٣ وج٦ ص٢٢١ وتهذيب الأحكام ج٩ ص٤ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج٢٤ ص١٣٨ و (ط دار الإسلامية) ج١٦ ص٣٣٧ والإحتجاج ج١ ص٣٨٣ وبحار الأنوار ج٩٠ ص١٢٦.

٢- الإتقان في علوم القرآن ج١ ص٥٨ و (ط دار الفكر) ج١ ص١٦٢ ومناهل العرفان ج١ ص٢٤٧ وتاريخ القرآن للزنجاني ص٤٨ والصواعق المحرقة ص١٢٦ والطبقات الكبرى لابن سعد (ط صادر) ج٢ ص٣٣٨ وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص٣١٧ وأعيان الشيعة ج٤ ص٥٩٧.

٢٥٥

لوجد فيه علم كثير(١) .

أو قال: لو أصيب ذلك الكتاب؛ لكان فيه العلم(٢) .

وعن ابن جزي: لو وجد مصحفه (عليه‌السلام )؛ لكان فيه علم كثير(٣) .

وعن الزهري: لو وجد لكان أنفع، وأكثر علماً(٤) .

هذا.. ولا نستبعد: أن يكون هذا المصحف هو نفس المصحف، الذي دفعه أبو الحسن الرضا (عليه‌السلام ) إلى البزنطي، وقال له: لا تنظر فيه.

____________

١- الإستيعاب (بهامش الإصابة) ج٢ ص٢٥٣ و (ط دار الجيل) ج٣ ص٩٧٤ والتمهيد ج٨ ص٣٠١ والوافي بالوفيات ج١٧ ص١٦٧ وراجع: الصواعق المحرقة ص١٢٦.

٢- راجع: تاريخ الخلفاء ص١٨٥ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٢ ق٢ ص١٠١ وأعيان الشيعة ج١ ص٨٩ والبرهان (المقدمة) ص٤١ عن سمط النجوم العوالي. وكنز العمال ج٢ ص٣٧٣ عن ابن سعد، والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج٢ ص٢٥٣. وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص٣١٦ وبحوث في تاريخ القرآن وعلومه للسيد مير محمدي زرندي ص١٢٨ و ١٤٠.

٣- التمهيد في علوم القرآن ج١ ص٢٢٦ عن التسهيل لعلوم التنزيل ج١ ص٤ وبحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص١٤٠.

٤- فواتح الرحموت، بهامش المستصفى ج٢ ص١٢.

٢٥٦

قال: ففتحته، وقرأت فيه:( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (١) ؛ فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش، بأسمائهم، وأسماء آبائهم.

قال: فبعث إلي: أن ابعث إليّ بالمصحف(٢) .

وليس في رواية الكشي: أنه قال له: لا تنظر فيه.. وهو الصواب؛ إذ لا معنى لأن يعطيه إياه، ثم يمنعه من القراءة فيه، إلا إذا كان يريد أن يختبره بذلك.. فيكون البزنطي قد سقط في الإختبار!!

وفي أخبار أبي رافع: أن النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال في مرضه، الذي توفي فيه لعلي: (يا علي، هذا كتاب الله خذه إليك.

فجمعه في ثوب، فمضى إلى منزله؛ فلما قبض النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) جلس علي؛ فألفه كما أنزل الله، وكان به عالماً)(٣) .

____________

١- الآية ١ من سورة الكافرون.

٢- البرهان (المقدمة) ص٣٧ ومناهل العرفان ج١ ص٢٧٣ والكافي ج٢ ص٦٣١ والصافي ج١ ص٤١ ونور الثقلين ج٥ ص٦٤٢ ومسند الإمام الرضا (عليه‌السلام ) للعطاردي ج١ ص٣٨٥ وج٢ ص٤٢٧ وشرح أصول الكافي ج١١ ص٨٢ والمحجة البيضاء ج٢ ص٢٦٢ ـ ٢٦٣ وبحار الأنوار ج٨٩ ص٥٤ وإختيار معرفة الرجال ص٥٨٩ و (ط مؤسسة آل البيت) ج٢ ص٨٥٣ والوافي ج٥ ص٢٧٣.

٣- مناقب آل أبي طالب ج٢ ص٤١ و (ط المكتبة الحيدرية) ج١ ص٣١٩ وبحار الأنوار ج٤٠ ص١٥٥ وج٨٩ ص٥٢ عنه، وأعيان الشيعة ج١ ص٨٩ وج٤ ص٥٩٨.

٢٥٧

أين هو مصحف علي (عليه‌السلام )؟!:

قد يمكن أن نستظهر من رواية البزنطي السابقة: أن ذلك المصحف، الذي دفعه إليه الإمام الرضا (عليه‌السلام )، كان هو مصحف علي (عليه‌السلام ).

ولكن ذلك لا يكفي لإثبات ذلك، كما هو ظاهر..

ولكن ثمة نصوص أخرى، تفيد: أن هذا المصحف موجود الآن عند الإمام الحجة المنتظر، قائم آل محمد (صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله الطاهرين)، وسيخرجه حين ظهوره، إن شاء الله تعالى..(١) .

ولعله هو القرآن الذي ورد في الروايات: أنه يعلّمه للناس، وأنه يخالف التأليف المعروف للمصحف..

خصائص مصحف علي (عليه‌السلام ):

ويتضح من النصوص الآنفة الذكر: أن مصحف عليّ (عليه‌السلام )، يمتاز بما يلي:

____________

١- الكافي ج٢ ص٤٦٢ وبصائر الدرجات ص١٩٣ والإحتجاج ج١ ص٢٢٨ و (ط دار النعمان) ج١ ص٢٢٥ وبحار الأنوار ج٨٩ ص٤٢ ـ ٤٣ وراجع: المحجة البيضاء ج٢ ص٢٦٣، ومصباح الفقيه (كتاب الصلاة) ص٢٧٥ والصافي ج١ ص٤٣ وج٥ ص١٢٩ وج٧ ص١٠٠ ونور الثقلين ج٥ ص٢٢٦ ومكيال المكارم ج١ ص٦١.

٢٥٨

١ ـ إنه كان مرتباً على حسب النزول.

فنتج عن ذلك ان:

٢ ـ قدّم فيه المنسوخ على الناسخ.

٣ ـ كتب فيه تأويل بعض الآيات بالتفصيل.

٤ ـ كتب فيه تفسير بعض الآيات بالتفصيل، على حقيقة تنزيله. ولعله كتب فيه التفاسير المنزلة تفسيراً من قبل الله سبحانه على حد الأحاديث القدسية.

٥ ـ فيه المحكم والمتشابه.

٦ ـ لم يسقط منه حرف ألف، ولا لام. ولم يزد فيه حرف، ولم يسقط منه حرف.

٧ ـ فيه أسماء أهل الحق والباطل.

٨ ـ كان بإملاء رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وخط عليّ (عليه‌السلام ).

٩ ـ كان فيه فضائح القوم ـ أعني: المهاجرين والأنصار ـ من الشخصيات التي لم تتفاعل مع الإسلام، كما يجب. ومنه ذِكر المنافقين بأسمائهم ونحو ذلك.

أمران لابدّ من التنبيه عليهما:

الأول: إن ما ذكر من خصائص وميزات في مصحف عليّ (عليه‌السلام )، يوضح لنا السر في صعوبة تعلمه في زمن ظهور الحجة (عليه‌السلام ) ؛ فقد روي عن أبي جعفر (عليه‌السلام )، قوله:

٢٥٩

(إذا قام القائم من آل محمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، ضرب فساطيط لمن يعلم الناس القرآن على ما أنزله الله عزّ وجلّ، فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم؛ لأنه يخالف فيه التأليف)(١) .

الثاني: اتضح: أن مصحف عليّ (عليه‌السلام )، لا يفترق عن القرآن الموجود بالفعل، إلا فيما ذكر.. وقد اعترف بهذه الفوارق، علماء أهل السنة، ومؤلفوهم، ومحدثوهم، كما يظهر من ملاحظة النصوص المتقدمة، ومصادرها..

فمحاولة البعض اعتبار ذلك من المآخذ على الشيعة، على اعتبار: أن قرآناً آخر، يخرجه الإمام الحجة (عليه‌السلام )، يختلف عن القرآن الفعلي..(٢) .

إن هذه المحاولة بعيدة عن الإنصاف، وليس لها ما يبررها على الإطلاق ؛ فالقرآن هو القرآن، وإضافة بعض التفسير والتأويل، وترتيبه حسب النزول، لا يوجب اختلافاً في أصله وحقيقته..

____________

١- روضة الواعظين ص٢٦٥ وراجع: الغيبة للنعماني ص٣١٨ و ٣١٩ والإرشاد للشيخ المفيد ص٣٦٥ وبحار الأنوار ج٥٢ ص٣٣٩ والأنوار البهية ص٣٨٤ ونور الثقلين ج٥ ص٢٧ وكشف الغمة ج٣ ص٢٦٥ وإلزام الناصب ج٢ ص٢٤٧ ومكيال المكارم ج١ ص٦٠.

٢- راجع: الشيعة والسنة ص١٣٨.

وراجع: كذبوا على الشيعة للسيد محمد الرضي الرضوي ص١٩ ووركبت السفينة لمروان خليفات ص٦٠٤ عن كتاب دفاع عن العقيدة والشريعة.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334