• البداية
  • السابق
  • 364 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23371 / تحميل: 7572
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

مخزوم وعلي (عليه‌السلام ) :

إن ما روي عن الإمام الصادق "عليه‌السلام " من أنه قال: "وطارت مخزوم، فضحها علي "عليه‌السلام " يومئذ.." قد يوضح لنا بعض السبب في حقد خالد بن الوليد المخزومي، الذي كان على ميمنة جيش المشركين في أحد على أمير المؤمنين "عليه‌السلام " الذي قتل عدداً من فراعنتهم(١) .

ورووا عن النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " أنه قال: "إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلاً، وتشريداً، وإن أشد قومنا لنا بغضاً بنو أمية، وبنو المغيرة، وبنو مخزوم"(٢) .

____________

١- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٤ ص٢٣٥ وج١٥ ص٨٤ وعمدة القاري ج١٧ ص١٣٩ والتفسير الكبير للرازي ج٩ ص٢٠ وجامع البيان ج٤ ص١٦٨ وتفـسـير القـرآن العظـيم ج١ ص٤٠٩ والثقـات لابن حبان ج١ ص٢٢٥ وتاريخ الأمم والملوك ج٢ ص١٩٢ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٢ ص١٦٦ والبداية والنهاية ج٤ ص١٧ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج٢ ق٢ ص٢٥ والسيرة النبوية لابن إسحاق ج٣ ص٣٠٥ والسيرة النبويـة لابن هشـام ج٣ = = ص٥٨٦ وعيون الأثر ج١ ص٤١٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٣٠ وسبل الهدى والرشاد ج٤ ص١٩١ والمجالس الفاخرة ص٢٨٠.

٢- المستدرك للحاكم ج٤ ص٤٨٧ والملاحم والفتن لابن طاووس ص٨٣ والصوارم المهرقة ص٧٤ و ١٩٨ و ٢٩٠ والغدير ج٨ ص٢٥٠ وكنز العمال ج١١ ص١٦٩ وكتاب الفتن لابن حماد المروزي ص٧٣ وإمتاع الأسماع ج١٢ ص٣٠١ وسبل الهدى والرشاد ج١٠ ص١٥٢ وشرح إحقاق الحق ج٢ ص٣٨١ وفلك النجاة لفتح الدين الحنفي ص٥٥.

١٨١

أين هو علي (عليه‌السلام )؟! :

وتحاول بعض الروايات أن تتجاهل علياً "عليه‌السلام " في أحد، فتقول: إن الزبير والمقداد كانا على الخيل، وحمزة بالجيش بين يدي النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "..

وأقبل خالد وهو على ميمنة المشركين، وعكرمة، وهو على ميسرتهم، فهزمهم الزبير والمقداد، وحمل النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " فهزم أبا سفيان(١) .

وهي رواية مكذوبة لما يلي:

أولاً: لم يكن مع المسلمين فرس(٢) .

وقيل: كان مع النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " فرسه، وفرس لأبي بردة بن

____________

١- الكامل في التاريخ ج٢ ص١٥٢ وتاريخ الأمم والملوك ج٢ ص١٩٣ وأعيان الشيعة ج١ ص٢٥٣ وجامع البيان ج٤ ص١٦٧ والدر المنثور ج٢ ص٨٣.

٢- وفاء الوفاء ج١ ص٢٨٤ و ٢٨٥ عن ابن عقبة، وسبل الهدى والرشاد ج٤ ص١٨٩ و ٢٤٩ وعمدة القاري ج١٠ ص٢٤٦ وج١٧ ص١٣٩ والبداية والنهاية ج٤ ص١٥ وعيون الأثر ج١ ص٤١٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٢٦ والسيرة الحلبية ج٢ ص٢٢١ و (ط دار المعرفة) ج٢ ص٤٩٥ والجامع لأحكام القرآن ج٤ ص١٨٦ وفتح الباري ج٧ ص٢٦٩.

١٨٢

نيار(١) .

وقيل: كان معهم فرس واحد(٢) .

أما العشرة أفراس التي غنمها المسلمون في بدر، فلعلها نفقت أو بيعت، أو أن اصحابها لم يشاركوا في حرب أحد لأسباب تخصهم، من مرض أو سفر ونحوه، أو أنهم ممن رجع مع عبد الله بن أبي..

ثانياً: لا ندري أين كان علي بن أبي طالب الذي قتل جميع أصحاب اللواء، وأبناء سفيان بن عويف الأربعة، وغيرهم.. وهزم الله المشركين على

____________

١- تاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة الأعلمي) ج٢ ص١٩٠ و ٤٢١ والكامل في التاريخ ج٢ ص١٥١ و ٣١٤ والطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار صادر) ج١ ص٤٨٩ وج٢ ص٣٩ وإمتاع الأسماع ج٧ ص١٩٨ وتاريخ مدينة دمشق ج٤ ص٢٢٨ وفتح الباري ج٧ ص٢٦٩ وسبل الهدى والرشاد ج٤ ص١٨٩ و ٢٤٩ وج٧ ص٣٩٦ وأسد الغابة ج٥ ص١٤٦ وأعيان الشيعة ج١ ص٢٥٣ وج١٠ ص٢٦١ والسيرة الحلبية ج٢ ص٢٢١ و (ط دار المعرفة) ج٢ ص٤٩٥ وعيون الأثر ج١ ص٤١٢ و ٤١٣ وج٢ ص٤٠٩ وعمدة القاري ج١٠ ص٢٤٦ وج١٤ ص٢٨٢ وج١٧ ص١٣٩ وتركة النبي لابن زيد البغدادي ص٩٦ والإستيعاب ج٤ ص١٦٠٩.

٢- المعجم الأوسط ج٨ ص١٦٤ ومجمع الزوائد ج٦ ص١١٧ عن الطبراني، والإستذكار لابن عبد البر ج٥ ص٢١ وإمتاع الأسماع ج١ ص٣٤٠ وحيـاة = = الصحابة ج٣ ص٧٦٩ وكنز العمال ج٣ ص١٣٥ و (ط مؤسسة الرسالة) ج٥ ص٦٣٠ عن الطيالسي.

١٨٣

يديه، وقد قتل نصف قتلى المشركين في أحد أيضاً..

علي (عليه‌السلام ) لم يقتل كبش كتيبة المشركين:

وقولهم: إن علياً "عليه‌السلام " لم يقتل كبش كتيبة المشركين، لأن الرحم عطفته عليه.. لا يصح.

والصحيح هو: أنه استحيا حين ظهرت عورته، بعد أن ناشده الرحم، فلاحظ:

أولاً: إنه "عليه‌السلام " لم يكن ليرحم من حادّ الله ورسوله.. خصوصاً إذا كان كبش كتيبة المشركين، لأن ذلك يكون أدعى لقتله، ولعل الصحيح هو أنه قيل له: ألا أجزت (أي أجهزت) عليه؟!

فقال: ناشدني الله والرحم، ووالله لا عاش بعدها أبداً"(١) ..

وربما يقال: إن انصرافه عنه ليس لأجل عطفه عليه، بل لأجل أن يعرفه أن الإسلام لا يقطع الأرحام، بل يرعاها ويراعيها، ليكون ذلك زيادة في حسرة ذلك الخبيث الذي أصبح بحكم الميت..

ثانياً: إنه إذا كان سيف علي "عليه‌السلام " قد بلغ من ذلك المشرك موضع لحيته، فإنه لن يكون قادراً على مناشدة علي "عليه‌السلام " ولا غيره.. إلا إن كانت المناشدة قد حصلت قبل ذلك..

____________

١- الإرشاد للمفيد (ط دار المفيد) ج١ ص٨٦ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٨٦ عنه.

١٨٤

ثالثاً: إن الرواية تذكر أنه استقبله بعورته فانصرف عنه، فيكون انصرافه عنه تكرماً ونبلاً، وطاعة لله تعالى.. بعد أن أصبح في غنى عن "التدفيف" عليه، ولو أراد ذلك فسيشاهد منه، ما لا يحسن مشاهدته..

وقد ابتلي "عليه‌السلام " بمثل هذا البلاء مرة أخرى مع عمرو بن العاص في حرب صفين، الذي توصل بإظهار عورته للنجاة بنفسه، لأنه يعلم أن علياً "عليه‌السلام " يربأ بنفسه عن مثل ذلك(١) ..

أكفر بعد إيمان؟ لي بك أسوة:

إن الفرار من الزحف ليس من المفردات التي يكفر الناس بسببها، وإن كان من عظائم الذنوب، فما معنى ما تقدم من أنه حين فر المسلمون قال رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله " لعلي "عليه‌السلام ": ما لك لم تلحق بني أبيك؟!

فقال "عليه‌السلام ": يا رسول الله، أكفر بعد إيمان؟! إن لي بك أسوة(٢) .

وعند المفيد: أنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله " قال له: مالك لا تذهب مع

____________

١- هذه القصة معروفة ومشهورة لا تحتاج إلى ذكر مصادرها.

٢- إعلام الورى ج١ ص١٧٧ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٩٥ و ١٠٧ والكافي ج٨ ص١١٠ وقصص الأنبياء للراوندي ص٣٣٩ وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم‌السلام " للنجفي ج١١ ص١١٤.

١٨٥

القوم؟!

فقال "عليه‌السلام ": أذهب وأدعك يا رسول الله؟! والله لا برحت حتى أقتل، أو ينجز الله لك ما وعدك من النصر.

فقال له النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": أبشر يا علي، فإن الله منجز وعده، ولن ينالوا منا مثلها أبداً(١) .

ثم ذكر رده "عليه‌السلام " للكتائب عنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله ".

وفي نص آخر قال له: أأرجع كافراً بعد إسلامي؟!(٢) .

ونحن نرى: أن الصحيح هو أنه قال: أكفر بعد إيمان؟!.. لأن قوله: أأرجع كافراً بعد إسلامي؟! قد يوحي بأنه كان كافراً وأسلم. وهذا غير صحيح..

وفي نص آخر: أنه لما سأل النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " ما صنع الناس؟!

قال "عليه‌السلام ": كفروا يا رسول الله، وولوا الدبر، وأسلموك(٣) .

____________

١- الإرشاد ج١ ص٨٩ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٨٧ وحلية الأبرار ج٢ ص٤٣١ وأعيان الشيعة ج١ ص٣٨٨ وكشف الغمة ج١ ص١٩٤.

٢- الإرشاد للمفيد ج١ ص٨٥ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٨٥ ومستدرك الوسائل ج١١ ص٧٢ وشرح الأخبار ج١ ص٤٧٦ وجامع أحاديث الشيعة ج١٣ ص١٦٨ والدر النظيم ص١٦٠ وكشف الغمة ج١ ص١٩٣.

٣- الإرشاد للمفيد ج١ ص٨٦ ومناقب آل أبي طالب ج٢ ص٣١٥ وحلية الأبرار ج٢ ص٤٣٠ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٨٦ وج٤١ ص٨٣ وإعلام الورى ج١ ص٣٧٨ والدر النظيم ص١٦١ وكشف الغمة ج١ ص١٩٤.

١٨٦

لكن بعض الروايات ذكرت: أن هذه الحادثة قد جرت مع أبي دجانة(١) .

والسؤال هنا هو: هل صحيح أن الذين فروا عن رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله " لهم أحكام الكفر؟!

ونجيب بما يلي:

١ ـ إن أخذنا برواية علل الشرايع التي تقول: إن هذه القضية قد حصلت مع أبي دجانة سقط الإشكال من أساسه.

لكن هذه الرواية غير سليمة، فإن النصوص تؤكد على أن علياً "عليه‌السلام " قد ثبت وحده.. إلا أن يكون أبو دجانة قد فر أولاً ثم عاد، فجرت هذه القصة له بعد عودته، أو أن فراره قد حصل بعد ذلك وحيث تأزمت الأوضاع.

ويبقى السؤال وهو: أنه إذا كان قد حصل ذلك بالفعل، وكان علي وأبا دجانة معاً قد ثبتا، فلماذا لم يسأل النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " علياً "عليه‌السلام " وأبا دجانة معاً، إلا إن كان "صلى‌الله‌عليه‌وآله " يعامل علياً معاملة

____________

١- علل الشرايع ص١٤ و (ط المكتبة الحيدرية) ج١ ص٧ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٧٠ وحلية الأبرار ج٢ ص٤٣٣ وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم‌السلام " للنجفي ج٨ ص٣٤٢.

١٨٧

نفسه، فوجه السؤال لأبي دجانة على هذا الأساس

٢ ـ إن قوله "صلى‌الله‌عليه‌وآله " لعلي: لِمَ لا تلحق ببني أبيك، يدل على مدى تغيظه من ذلك الفعل الشنيع الذي صدر منهم!!

٣ ـ إنه يريد أن يبين فضل علي "عليه‌السلام " على من سواه، من حيث ثباته في الأهوال وإقتحامه المخاطر.

ثم من حيث ما يملكه من وعي وإيمان، ويقين وبصيرة في دينه، وثبات على مبادئه..

وهذا الثبات ليس نتيجة شجاعة متهورة، بل هو نتيجة فكر وقناعة، وإعتقاد، ورؤية واضحة.

٤ ـ إنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله " حسب النص الذي ذكرناه أولاً لم يقل له: لم لا تلحق بإخوانك، أو رفقائك، أو نحو ذلك، بل أشار إلى الجهة النسبية.. ليأتيه الجواب من علي "عليه‌السلام ": أن المعيار عنده ليس هو النسب، والعشيرة، والقوم، وإنما هو الإيمان، ومقتضياته، ودواعيه، ومسؤولياته..

٥ ـ إن الفرار من الزحف حين يكون مع الإلتفات إلى وجود رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، وإلى أن هذا الفرار من شأنه أن يعرض حياة النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " للخطر، وهو يحمل معه الدلالة على عدم الإهتمام للدفع والدفاع عنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله " ، فإنه يكون من موجبات الكفر، والخروج من الدين..

أما حين يكون هذا الفرار بسبب الإندهاش الذي يفقد الإنسان القدرة

١٨٨

على وعي الأمور، ويصرفه عن الإلتفات إلى ما ينبغي الإلتفات إليه، ويسلب منه الحرص على ما يجب الحرص عليه، فلا يوجب الكفر بعد الإيمان..

من أجل ذلك نقول:

إن الكثيرين من الذين فروا كانوا يعرفون أنهم يفرون عن رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، وقد أهمتهم أنفسهم، ولم يهتموا له، وذلك تفريط منهم به، ومن دلائل ضعف إيمانهم، وشدة تعلقهم بالدنيا..

٦ـ واللافت هنا: أن عمر بن الخطاب قال للنبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي.

فقال النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " له: لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك.

فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي.

فقال "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": الآن يا عمر؟!(١) .

____________

١- راجع: مسند أحمد ج٤ ص٢٣٣ و ٣٣٦ وج٥ ص٢٩٣ وصحيح البخاري ج٤ ص٩٢ و (ط محمد علي صبيح بمصر) ج٨ ص١٦١ و (ط دار الفكر) ج٧ ص٢١٨ وعمدة القاري ج١ ص١٤٤ وج٢٣ ص١٦٩ والمعجـم الأوسط ج١ = = ص١٠٢ وكنز العمال ج١٢ ص٦٠٠ وتفسير القرآن العظيم ج٢ ص٣٥٦ وج٣ ص٤٧٦ وتاريخ مدنية دمشق ج١٩ ص٨٧ وفتح البـاري ج١ ص٥٦ وإمتـاع الأسماع ج١٣ ص١٧٣ وخلاصة عبقات الأنوار ج٩ ص٦٣ والشفـا بتعريف حقوق المصطفى ج٢ ص١٩ وسبل الهدى والرشاد ج١٠ ص٤٧٦ وج١١ ص٤٣٠ وسيرتنا وسنتنا للأميني ص٢٦ وراجع: المستدرك للحاكم ج٣ ص٤٥٦ والدر المنثور ج٣ ص٢٢٣

١٨٩

وقوله "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": الآن يا عمر؟! قد جاء ـ فيما يظهر ـ على سبيل الإستفهام الإنكاري.. إذ لا يعقل أن يتحول في نفس اللحظة من النقيض إلى النقيض مما كان عليه..

وقد قال تعالى:( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) (١) .

____________

١- الآية ٢٤ من سورة التوبة.

١٩٠

الفصل الثالث :

الثابتون والمنهزمون في أحد..

١٩١

١٩٢

١٩٣

لم يثبت غير علي (عليه‌السلام ) :

وقد تضاربت الروايات في عدد الذين ثبتوا مع رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، في أُحد وتبدأ من واحد.. حتى تصل إلى ثلاثين رجلاً..

والصحيح: أن علياً "عليه‌السلام " هو الذي ثبت وحده مع رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، وانهزم الباقون، ثم صاروا يرجعون إلى القتال واحداً تلو الآخر، فالظاهر: أن كل راجع كان يخبر عمن وجدهم مع رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، ممن سبقوه إليه، متخيلاً أنهم لم يفروا عنه.

ويدل على أن علياً قد ثبت، وفرَّ سائرهم:

١ ـ ما روي عن ابن عباس: لعلي أربع خصال: هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر يوم المهراس (يعني يوم أحد)، انهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله وأدخله قبره(١) .

____________

١- المناقب للخوارزمي ص٢١ و٢٢ و (ط مركز النشر الإسلامي) ص٥٨ والإرشاد للمفيد ص٤٨ و (ط دار المفيد) ج١ ص٧٩ وتيسير المطالب ص٤٩ وذخـائر العقبى ص٨٦ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٨١ وج٣٨ ص٢٤٠ و ٢٥٦ ومناقب = = أهل البيت "عليهم‌السلام " للشيرواني ص٣٩ والإستيعاب ج٣ ص٢٧ و (ط دار الجيل) ج٣ ص١٠٩٠ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج٤ ص١١٧ ونظم درر السمطين ص١٣٤ وشواهد التنزيل ج١ ص١١٨ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٧٢ وكشف الغمة ج١ ص٧٩ و ١٩٠ وراجع: المستدرك للحاكم ج٣ ص١١١ وتلخيصه للذهبي بهامشه، وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٤ ص٤٥٤ و ٤٥٥ وج١٥ ص٤٣٠ و ٦٥٤ وج٢٠ ص٤٥٧ وج٢٢ ص١٤٦ وج٢٣ ص٥٠٩ وج٣١ ص٢٩٦ و ٦٠٤ وتهذيب الكمال ج٢٠ ص٤٨٠ والوافي بالوفيات ج٢١ ص١٧٨ والعدد القوية ص٢٤٤ وبناء المقالة الفاطمية ص١٣٣ ومنهاج الكرامة ص٩٥ وغاية المرام ج٥ ص١٧٥ وراجع: والخصال ج١ ص٢١٠ و ٣٣ وكفاية الطالب ص٣٣٦.

١٩٤

٢ ـ وقال القوشجي: "فانهزم الناس عنه سوى علي إلخ.."(١) .

٣ ـ وقالوا: كان الفتح يوم أحد بصبر علي "عليه‌السلام "(٢) . فلو كان

____________

١- شرح التجريد للقوشجي ص٤٨٦ ودلائل الصدق ج٢ ص٣٨٧ وكشف المراد في شرح تجريد الإعتقاد (تحقيق الآملي) ص٥٢١ و (تحقيق الزنجاني) ص٤٠٨ وسفينة النجاة للتنكابني ص٣٦٧.

٢- راجع: شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٨ ص٣٦٤ وج١٨ ص٨٤ عن الشبلنجي في نور الأبصار (ط مصر) ص٨٠ وعن باكثير الحضرمي في وسيلة المآل (نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) ص١٤٨.

١٩٥

معه غيره لذكر معه.

٤ ـ إن من يذكرون أنهم ثبتوا في أحد، قد ورد التصريح بفرارهم فيها، فراجع في ذلك الجزء السابع من كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم "صلى‌الله‌عليه‌وآله " في فصل: نصر وهزيمة، من ص١٧٣ حتى ص١٩٠.

٥ ـ قال زيد بن وهب لابن مسعود: انهزم الناس عن رسول الله حتى لم يبق معه إلا علي بن أبي طالب "عليه‌السلام "، وأبو دجانة، وسهل بن حنيف؟!

قال: انهزم الناس إلا علي بن أبي طالب وحده، وثاب إلى رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله " نفر، وكان أولهم عاصم بن ثابت، أبو دجانة، وسهل بن حنيف، ولحقهم طلحة بن عبيد الله.

قلت: فأين كان أبو بكر وعمر؟!

قال: كانا ممن تنحى.

قلت: فأين كان عثمان؟!

قال: جاء بعد ثلاثة أيام من الواقعة، فقال له رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": لقد ذهبت فيها عريضة.

قال: فقلت له: فأين كنت أنت؟!

قال: كنت في من تنحى.

قال: فقلت له: فمن حدثك بهذا؟!

١٩٦

قال: عاصم، وسهل بن حنيف.

قال: قلت له: إن ثبوت علي في ذلك المقام لعجب.

فقال: إن تعجبت من ذلك، لقد تعجبت منه الملائكة، أما علمت أن جبرئيل قال في ذلك اليوم وهو يعرج إلى السماء:

ولا فــتــى إلا عــــــلي

لا سـيـف إلا ذو الـفـقـــار

فقلت له: فمن أين علم ذلك من جبرئيل؟!

فقال: سمع الناس صائحاً يصيح في السماء بذلك، فسألوا النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " عنه، فقال: "ذاك جبرئيل"(١) .

٦ ـ عن سعيد بن المسيب، قال: لو رأيت مقام علي يوم أحد لوجدته قائماً على ميمنة رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، يذب عنه بالسيف، وقد ولى غيره الأدبار(٢) .

٧ ـ وعن أبي جعفر "عليه‌السلام " في مناشدات علي لأهل الشورى: نشدتكم بالله، هل فيكم أحد وقفت الملائكة معه يوم أحد حين ذهب

____________

١- الإرشاد للمفيد ج١ ص٨٣ ـ ٨٥ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٨١ ـ ٨٥ و ٧٢ وراجع ج٤١ ص٨٢ والدر النظيم ص١٥٩ ـ ١٦٠ ونقلت فقرات من هذا الحديث في مصباح الأنوار ص٣١٤ وإرشاد القلوب ص٢٤١ ومناقب آل أبي طالب ج٢ ص٣١٥ وكشف الغمة ج١ ص١٩٣.

٢- الإرشاد للمفيد ج١ ص٨٨ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٨٧ وأعيان الشيعة ج١ ص٣٩٠.

١٩٧

الناس غيري؟!

قالوا: لا(١) .

٨ ـ وقال "عليه‌السلام " لبعض اليهود عن حرب أحد: "وبقيت مع رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، ومضى المهاجرون والأنصار إلى منازلهم من المدينة"(٢) .

٩ ـ وعن أنس: أن الذين ثبتوا في أحد هم واحد من المهاجرين، وسبعة من الأنصار. وقتل هؤلاء السبعة كلهم(٣) .

____________

١- الإحتجاج ج١ ص١٩٩ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٦٩ وج٣١ ص٣٣٣ وغاية المرام ج٢ ص١٢٩ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج٣ ص٢١٧.

٢- الخصال (ط مركز النشر الإسلامي) ص٣٦٨ والإختصاص للمفيد ص١٦٧ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٦٩ وج٣٨ ص١٧٠ وحلية الأبرار ج٢ ص٣٦٣.

٣- البداية والنهاية ج٤ ص٢٦ و (ط دار إحياء التراث العربي) ج٤ ص٢٩ وصحيح ابن حبان ج١١ ص١٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٥١ وسبل الهدى والرشاد ج٤ ص٢٠٣ وحياة الصحابة ج١ ص٥٣٣.

وذكر اثنين من المهاجرين، بدل واحد في: صحيح مسلم (ط دار الفكر) ج٥ ص١٧٨ ومسند أحمد ج١ ص٤٦٣ وج٣ ص٢٨٦ وذخائر العقبى ص١٨١ ومجمع الزوائد ج٦ ص١٠٩ والسنن الكبرى للبيهقي ج٩ ص٤٤ والسنن الكبرى للنسائي ج٥ ص١٩٦ ومسند أبي يعلى ج٦ ص٦٧ و ٦٨ والجامع لأحكام القرآن ج٢ ص٣٦٤ وتفسير القرآن العظيم ج١ ص٤٢١ و ٤٢٤ والدر المنثور ج٢ ص٨٤ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٢ ص١٧٥ والبداية والنهاية (ط دار = = إحياء التراث العربي) ج٤ ص٤٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٨٠ وينابيع المودة ج٢ ص٢١٥ وشرح مسلم للنووي ج١٢ ص١٤٧ والمصنف لابن أبي شيبة ج٨ ص٤٩١ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج١٦ ص٤٧٤.

ومن الواضح: أن عاصم بن ثابت أبا دجانة لم يكن مهاجرياً أيضاً، وفي سح السحابة: أن الأنصار قتلوا جميعاً كما في تاريخ الخميس ج١ ص٣٤٦.

١٩٨

ومن الواضح: أن هذا المهاجري ليس إلا علي بن أبي طالب "عليه‌السلام "، كما أن الرواية دلت على أن بعض المهاجرين والأنصار حين فروا في أحد ذهبوا إلى منازلهم، وليس كلهم.

لا سيف إلا ذو الفقار:

وإن مناداة جبرئيل بـ "لا سيف إلا ذو الفقار الخ.." لها مغزى عميق أيضاً، فإنها تأتي تماماً في مقابل ما فعله أولئك المهاجرين الذين فروا، وجلسوا يتآمرون ـ هل يرسلون ابن أبي لأبي سفيان ليتوسط لهم عنده؟

أم أن أبا سفيان لا يحتاج إلى وسيط، إذ إن شافعهم عنده كونهم من قومه، وبني عمه.

أم أنهم يرجعون إلى دينهم الأول؟!

فتداول الأمور بهذا النحو يدل على أن سيفهم لم يكن خالصاً لله، بل

١٩٩

كان ذو الفقار سيف علي أمير المؤمنين "عليه‌السلام " وحده خالصاً لله، ولا سيف خالصاً لله سواه.

وهذا السيف هو الذي قال عنه أمير المؤمنين "عليه‌السلام " في رسالته إلى بعض عماله، يتهدده على تلاعبه بأموال الأمة: "ولأضربنك بسيفي الذي ما ضربت به أحداً إلا دخل النار"(١) . لأنه لا يقتل به إلا مستحقها، ولأجل هذا صار لهذا السيف شرف ومجد، وتفرد من بين سائر السيوف بأنه في يد علي الذي هو نفس النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله ".

كما أن أمير المؤمنين "عليه‌السلام " هو الذي كان الله ورسوله، وجهاد في سبيله، أحب إليه من كل شيء حتى من نفسه؛ وجراحه الكثيرة جداً شاهد صدق على ذلك.

أما غير علي "عليه‌السلام "، فقد كانت نفسه ـ بدرجات متفاوتة طبعاً ـ أحب إليه من الله ورسوله، وجهاد في سبيله. ولأجل ذلك تخلوا عن ذلك كله، حينما رأوا أنفسهم في خطر. بل لقد هم بعضهم بأن يتخلى حتى عن دينه، حيث قال: "إرجعوا إلى دينكم الأول"!.

____________

١- نهج البلاغة (بشرح عبده) ج٣ ص٦٦ الكتاب رقم ٤١ وبحار الأنوار ج٣٣ ص٥٠٠ وج٤٢ ص١٨٢ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٦ ص١٦٨ والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " للهمداني ص٧٨٢ وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم‌السلام " للنجفي ج٦ ص٢١٩.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364