الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ٣

مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 364
مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 364
في العتيبة(١) .
وعن العشبي، عن عبد الله قال: كن النساء يوم أحد يجهزن على الجرحى، ويسقين الماء، ويداوين الجرحى(٢) .
وعن ابن عمر قال: كان رسول الله "صلىاللهعليهوآله " إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه أثلاثاً فمن أصابته القرعة أخرج بهن معه، فكن يخرجن يسقين الماء ويداوين الجرحى(٣) .
وسئل إبراهيم عن جهاد المرأة، فقال: كن يشهدن مع رسول الله "صلىاللهعليهوآله "، فيداوين الجرحى، ويسقين المقاتلة(٤) .
وكتب ابن عباس في جواب نجدة الحروري: كتبت إلي تسألني: هل كان رسول الله "صلىاللهعليهوآله " يغزو بالنساء؟! وقد كان يغزو بهن، فيداوين الجرحى(٥) .
____________
١- التراتيب الإدارية ج٢ ص١١٦.
٢- المصنف لابن أبي شيبة ج٨ ص٤٨٩.
٣- المعجم الكبير للطبراني ج٢٣ ص١٢٥ ومجمع الزوائد ج٩ ص٢٣٧.
٤- المصنف للصنعاني ج٥ ص٢٩٨ وفي هامشه عن الشيخين بمعناه، عن أنس، ومسلم، عن ابن عباس. والمنتقى ج٢ ص٧٦٨ وسنن ابن ماجة ج٢ ص٩٥٢.
٥- الأم للشافعي ج٤ ص٨٨ و (ط دار الفكر) ج٤ ص٢٧٢ وج٧ ص٣٦١ وكتاب المسند للشافعي ص٣١٩ وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج٥ ص١٩٧ والسنن الكبرى للبيهقي ج٦ ص٣٣٢ وج٩ ص٢٢ و ٣٠ والمعجم الكبير ج١٠ ص٣٣٦ ومعرفة السنن والآثار ج٦ ص٤٩٩ ونصب الراية ج٤ ص٢٨٤ ومسند أحمد ج١ ص٢٢٤ و ٣٠٨ والجامع لأحكام القرآن ج٨ ص١٧ وأضواء البيان ج٢ ص٩٨ والمنتقى من السنن المسندة ج٢ ص٧٦٨ عن أحمد، ومسلم، وابن ماجة، وسنن الترمذي ج٤ ص١٢٦ وحلية الأولياء ج٣ ص٢٠٥.
وعن يوم عماس يقول المسعودي وغيره: "وأقبل المسلمون على قتلاهم، فأحرزوهم، وجعلوهم وراء ظهورهم، وكانت النساء والصبيان يدفنون الشهيد، ويحملون الرثيث إلى النساء، ويعالجونهم من كلومهم الخ.."(١) .
فكل ذلك يكون مؤيداً لجريان السيرة على تمريض النساء للرجال، كما دل عليه خبر علي بن أبي حمزة، وعلي بن جعفر..
هذا.. ولكننا نجد في مقابل ذلك:
١ ـ ما رواه الطبراني عن أم كبشة ـ امرأة من عذرة ـ أنها قالت: يا رسول الله، إئذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا.
قال: لا.
قالت: يا رسول الله، إنه ليس أريد أن أقاتل، إنما أريد أن أداوي
____________
١- مروج الذهب ج٢ ص٣١٧. وراجع: الفتوحات الإسلامية لدحلان ج١ ص١١٤ وتاريخ الأمم والملوك ج٣ ص٥٨ والكامل لابن الأثير ج٢ ص٤٧٧ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج٢ قسم٢ ص٩٧ و ٩٨.
الجرحى، وأسقي المرضى.
قال: لولا أن تكون سنة، ويقال: فلانة خرجت لأذنت لك، ولكن اجلسي(١) .
٢ ـ كما أنه "صلىاللهعليهوآله " لم يأذن لأم ورقة الأنصارية بالغزو معه، لمداواة الجرحى، وتمريض المرضى(٢) .
ولكن الحقيقة هي: أن هذا لا يضر في دلالة كل ما سبق، بل هو مؤيد
____________
١- مجمع الزوائد ج٥ ص٣٢٣ وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجالهما رجال الصحيح، والآحاد والمثاني ج٦ ص٢٤٢ والمعجم الكبير ج٢٥ ص١٧٦ وأسد الغابة ج٥ ص٦١٠ والإصابة ج٤ ص٤٨٧ و (ط دار الكتب العلمية) ج٨ ص٤٥٥ وسبل الهدى والرشاد ج٩ ص١١٢ وحياة الصحابة ج١ ص٦١٨ عن المجمع.
٢- سنن أبي داود كتاب الصلاة ص٦١ و (ط دار الفكر) ج١ ص١٤٢ ونصب الراية ج٢ ص٣٩ والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج٦ ص٢٢٥ وإمتاع الأسماع ج١٣ ص١٨٩ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٢ ص٣٧٥ وسبل الهدى والرشاد ج٩ ص٣٧٤ والإصابة ج٤ ص٥٠٥ والاستيعاب (بهامش الإصابة) نفس الجلد والصفحة، والتراتيب الإدارية ج١ ص٤٧ عن الطبقات الكبرى لابن سعد، وعن السيوطي في المجمع، وعزاه لابن راهويه، وأبي نعيم في الحلية، والبيهقي، قال: وروى أبو داود بعضه، ومسند أحمد ج٦ ص٦٠٥.
له، لأنه قد علل منعه لها في الأولى بأنه: لا يحب أن يكون ذلك سنة، فهو لا يحب أن تجري العادة على إخراجهن في الغزو كذلك، ولولا ذلك لأذن لهن.
وأما بالنسبة لأم ورقة، فإنه لم يظهر لنا الوجه في منعها، ولعله لخصوصية ترتبط بها، لا لأجل ان ذلك غير جائز للنساء مطلقاً.
وهكذا.. يتضح: أنه يمكن دعوى: أن السيرة كانت جارية في زمن الرسول على تمريض النساء للرجال..
إلا أن يقال: أن السيرة هذه لم تثبت إلا من طرق غير الشيعة، فلا حجية فيها وهو كما ترى.
أو يدعى: إعراض المشهور عن خبري ابن أبي حمزة، وعلي بن جعفر، وهو موجب ـ عند البعض ـ لضعف سندهما، ومن ثم عدم الإقدام على الإفتاء بمضمونهما.. أو حملهما على صورة الضرورة، وحمل ما تقدم نقله كله على هذه الصورة أيضاً(١) .
ولعل لأجل هذا نجد: أهل الفتوى لا يفرقون ـ عموماً ـ بين الرجل والمرأة في هذه المسألة كما سيأتي.. كما أن الحمل على الضرورة أو غيرها وملاحظة ما يرمي إليه الشارع في تحديداته للعلاقات بين الرجل والمرأة يستدعي الاقتصار على العجائز منهن.
____________
١- فقد حمل البعض الروايات المتقدمة عن الصحابيات على ذلك راجع: التراتيب الإدارية ج٢ ص١١٦ عن ابن زكريا والقرطبي.
لا منافاة بين الروايات:
إن التيام جراحات علي "عليهالسلام " بملامسة رسول الله "صلىاللهعليهوآله " لها.. قد حصل بعد العجز عن مداواته، وخوف أم سليم وأم عطية على سلامته من تلك الجراح. فراجع رواية أبان في ذلك.. كما أن شفاءها بالماء تارة، وبالمسح عليها تارة أخرى، لا يمنع من تكرر ذلك في واقعة أحد.
كيف حرمت الشهادة؟!:
وقد عبر علي "عليهالسلام " عن حسرته، لأنه حرم الشهادة، فكيف نوفق بين هذا وبين جعل النبي"صلىاللهعليهوآله " إياه وصياً له من بعده.
ونجيب:
أولاً: إن من الجائز أن يكون مراده "عليهالسلام " بقوله: "كيف حرمت الشهادة"؟! هو إظهار أن الجراح التي نالته من شأنها أن تودي به إلى الموت. فهو يتعجب من بقائه حياً، وقد أصابته كل هذه الجراح المميتة!!
وكأن ذلك يعني: أن الله سبحانه قد أناله ثواب الشهادة مرات ومرات، لأن ما يتعرض له من آلام الجراح يفوق ما يتعرض له الذين يستشهدون أضعافاً مضاعفة.
ثانياً: قد يحلو للبعض أن يجيب، وإن كنا لا نوافقه على ذلك، لعدم قيام دليل صالح عليه، بل قد نجد شواهد عديدة على خلافه: بأن قانون البداء جار في الأمور، فإن لم يجر في الإمامة نفسها، باعتبارها من الميعاد، والله لا
يخلف الميعاد.. فلعله يجري في شخص الإمام، فإن صح هذا، فما الذي يمنع من أن يتعامل علي "عليهالسلام " مع إمامة نفسه، وبقائه بعد رسول الله "صلىاللهعليهوآله " على أساس الخضوع لقانون البداء، الذي تجري عليه حركة البشر وحياتهم، ويكون نفس حفظه للدين، وكسر شوكة أهل الشرك والكفر بهذا المقدار كاف في نيله "عليهالسلام " لمقامات القرب والزلفى عند الله تعالى؟!
ولا دليل على أن رسول الله "صلىاللهعليهوآله " كان قد أخبره بما في اللوح المحفوظ المطابق لعلمه تعالى، من حتمية بقائه إلى ما بعد وفاة الرسول..
فلعل الله تعالى أراد أن يحجب هذه المعرفة عنه في خصوص هذا المورد، لينيله ثواب الجهاد، وحب الإستشهاد بأسمى معانيه وأسناه وأغلاه..
وربما تكون هناك مصالح أخرى هامة وعظيمة أخرى، لا تنالها أوهامنا تقضي بحجب المعرفة بخصوص هذا الأمر!!
حرص علي (عليهالسلام ) على الجهاد:
وإذا كان الناس الأصحاء يفرون من الحرب والقتال، ويسلمون نبيهم إلى الأخطار، ويعرضونه للمهالك، حباً منهم بالسلامة.. وإذا كانت الجراح عذراً عند الناس، وعند الله تعالى للتخلف عن مناجزة العدو، فكيف إذا كانت الجراح قد كثرت وتعمقت حتى أصبح الجريح كالمضغة، أو كالقرحة الواحدة؟! وكانت من العمق بحيث أصبحت الفتائل تدخل من موضع،
وتخرج من آخر.
هذا بالإضافة إلى ما يستتبع ذلك من نزف مضن، وآلام مبرحة..
فهل يظن أحد، أو يحتمل أن تكون ثمة رغبة من هذا الجريح الطريح في القتال والنزال؟! ولا سيما مع استعداد العدو وتأهبه، وظهور رغبته في الهجوم الذي لن يكون سهلاً ولا عادياً، لأنه يريد ان يثأر لكل النوازل التي حلت به، وكلها كانت على يد نفس هذا الجريح النازف، والذي جعلته الجراح كالمضغة، أو كالقرحة الواحدة؟!
ولكن ها نحن نشهد علياً "عليهالسلام " نفسه يقسم بالله أن لا يتخلف عن هذه المعركة، التي سيكون هو المستهدف فيها، وهو المحور لكل هجمات الأعداء، التي لن يتهاونوا في جعلها ساحقة وماحقة..
إنه سيحضرها ولو محمولاً على أيدي الرجال، لا ليتفرج على قتال غيره لهم، بل ليكون هو في مقدمة المقاتلين والمجاهدين..
فأين هذه الروحية من روحية أولئك الذين تركوا نبيهم بين سيوف الأعداء ورماحهم المشرعة إلى صدره؟!
علي (عليهالسلام ) يكتم آلام الجراح:
إن للأوجاع فائدة يحسن لفت النظر إليها، وهي: أنها تنذر المريض بالمرض، وتدل الطبيب على مواضع الخلل، وحالاته، ومدى جدوى العلاج الذي اختاره، وطبيعة الآثار التي تركها.. وما إلى ذلك..
ولأجل ذلك شكت المرأتان المعالجتان من كتمان علي "عليهالسلام " لأوجاعه، فإنهما تخوفتا أن يؤثر هذا الكتمان في تعمية الأمور عليهما، وعدم تمكنهما من تقديم ما يلزم في الوقت المناسب..
ولعل سبب كتمانه "عليهالسلام " لتلك الآلام: أنه لم ير ضرورة للإخبار بها، لعلمه بعدم تأثيره في العلاج المطلوب، فقد بذلتا أقصى ما عندهما.. كما أنه كان يريد أن يفوز بثواب كتمان آلامه، فقد روي عن النبي "صلىاللهعليهوآله " قوله: من مرض يوماً وليلة، فلم يشك إلى عواده. بعثه الله يوم القيامة مع إبراهيم خليل الرحمان، حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع(١) .
وعن علي "عليهالسلام " نفسه: من كتم وجعاً أصابه ثلاثة أيام من الناس، وشكى إلى الله عز وجل، كان حقاً على الله أن يعافيه منه(٢) .
____________
١- بحار الأنوار ج٧٣ ص٣٣٥ وج٧٨ ص١٧٧ و ٢٠٣ وأمالي الصدوق ص٢٥٨ و (ط مؤسسة البعثة) ص٥١٧ ومن لا يحضره الفقيه ج٤ ص١٦ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج٢ ص٤٠٧ و (ط دار الإسلامية) ج٢ ص٦٢٨ ومكارم الأخلاق للطبرسي ص٤٣١ وجامع أحاديث الشيعة ج٣ ص٩٩ ومستدرك سفينة البحار ج٦ ص٣٦ وج٩ ص٣٧٢.
٢- بحار الأنوار ج١٠ ص١٠٨ ج٧٨ ص٢٠٣ و ٢١١ عن جامع الأخبار، والخصال ج٢ ص١٦٦ و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص٦٣٠ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج٢ ص٤٠٧ و (ط دار الإسلامية) ج٢ ص٦٢٨ وجامع أحاديث الشيعة ج٣ ص٩٨ وتحف العقول ص١٢٠ ومستدرك سفينة البحار ج٦ ص٣٦ وج١٠ ص٢٥٢ ومصباح البلاغة ج١ ص٢٥٤ وراجع: مستدرك الوسائل ج٢ ص٦٩ ومكارم الأخلاق للطبرسي ص٣٨٩.
وقد مدح "عليهالسلام " رجلاً بقوله: وكان لا يشكو وجعاً إلا عند برئه(١) .
وجعل رسول الله "صلىاللهعليهوآله " ـ في حديث ـ كتمان المرض (الوجع) من كنوز الجنة(٢) .
____________
١- نهج البلاغة (بشرح عبده) ج٤ ص٧٠ الحكمة رقم ٢٨٩ وبحار الأنوار ج٧٨ ص٢٠٤ و ٢٠٥ ومستدرك الوسائل ج٢ ص٦٩ وعيون الحكم والمواعظ للواسطي ص٣٩٨ ومستدرك سفينة البحار ج٦ ص٣٦ ومشكاة الأنوار للطبرسي ص٤٢٢ وجامع أحاديث الشيعة ج٣ ص١٠٠ وج١٣ ص٤٨٨ وج١٤ ص٤٢٠ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٩ ص١٨٣ وأعلام الدين للديلمي ص١١٣ و ١٤٧.
٢- وبحار الأنوار ج٧٥ ص١٧٥ وج٧٨ ص٢٠٨ وج٧٩ ص١٠٣ عن أمالي المفيد، والدعوات للراوندي ص١٦٤ ومستدرك الوسائل ج٢ ص٦٨ ومعدن الجواهر للكراجكي ص٣٩ وجامع أحاديث الشيعة ج٣ ص٩٧ وتاريخ اليعقوبي ج٢ ص٩٢ وتهذيب التهذيب ج٦ ص٣١٠.
الجراح كلها من الإمام!! :
وقد دلت الرواية المتقدمة المتضمنة لإصابة علي "عليهالسلام " بتسعين جراحة: أنها كلها جاءته من الأمام، فهي في وجهه، ورأسه، وصدره وبطنه، ويديه ورجليه، فلم تذكر أنه أصيب في ظهره بشيء!!
وعلي "عليهالسلام " هو الذي كانت درعه صدراً لا ظهر لها، فلما سئل عن ذلك قال: إن مكنت عدوي من ظهري فلا أبقى الله عليه إن أبقى علي(١) .
جراحات علي (عليهالسلام ) وإصبع طلحة:
تقدم: أن أمير المؤمنين "عليهالسلام " كان يصد كتائب المشركين عن رسول الله "صلىاللهعليهوآله " حتى أصيب بجراحات كثيرة..
قال أنس: أتي رسول الله "صلىاللهعليهوآله " بعلي "عليهالسلام " يومئذٍ وفيه في وجهه ورأسه، وصدره، وبطنه، ويديه، ورجليه نيف وستون جراحة، من طعنة، وضربة، ورمية، فجعل رسول الله "صلىاللهعليهوآله "
____________
١- تاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٣٤٠ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٨ ص٣٢٥ وج١٨ ص٧٩ وج٣٢ ص٣٣٩ عن: المستطرف (ط القاهرة) ج١ ص١٩٩ وعن الأخبار الموفقيات (ط العاني ـ بغداد) ص٣٤٣ وعن المجالسة وجواهر العلم (ط معهد العلوم العربية ـ فرانكفورت سنة ١٤٠٧) ص١٩٣.
يمسحها، وهي تلتئم بإذن الله تعالى كأن لم تكن(١) .
وقيل: نيفاً وأربعين(٢) .
وقيل: نيفاً وسبعين(٣) .
وفي رواية: تسعين(٤) .
ولعل في الكلام تصحيفاً بين كلمة: ستين وسبعين وتسعين لتقارب
____________
١- راجع: بحار الأنوار ج٢٠ ص٢٣ وج٤١ ص٣ ومجمع البيان ج٢ ص٥٠٩ و (ط مؤسسة الأعلمي) ج٢ ص٣٩٩ وتفسير القمي ج١ ص١١٤ ـ ١١٧ وعمدة القاري ج١٧ ص١٤٠ وتفسير الثعلبي ج٣ ص١٧٣ وعين العبرة في غبن العترة ص٣٦ والجامع لأحكام القرآن ج٤ ص٢١٩ وحلية الأبرار ج٢ ص٤٢٨ وراجع: مناقب آل أبي طالب ج١ ص٣٨٥
٢- الخرائج والجرائح ج١ ص١٤٨ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٧٨ ومستدرك سفينة البحار ج٢ ص٤٧.
٣- تفسير الثعلبي ج٣ ص١٧٣ وراجع: شجرة طوبى ج٢ ص٢٧٩ ومجمع البيان (ط مؤسسة الأعلمي) ج٢ ص٣٧٩ والأصفى ج١ ص١٧٠ والصافي ج١ ص٣٧٧ ونور الثقلين ج١ ص٣٨٧ وكنز الدقائق ج٢ ص٢١٥ والميزان ج٤ ص١٢.
٤- مستدرك سفينة البحار ج٢ ص٤٨ وج٧ ص٥٧٣ وتفسير القمي ج١ ص١١٦ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٥٤ وشجرة طوبى ج٢ ص٢٧٩.
رسمها.
وذكرت رواية الراوندي: أنه "صلىاللهعليهوآله " أخذ الماء في فمه، فرشه على الجراحات، فكأنها لم تكن من وقتها(١) .
ونقول:
هذه هي الحقيقة الناصعة، ولكن حساد علي "عليهالسلام " استولوا على هذه الفضيلة ومنحوها لغير علي، فزعموا: أن طلحة قد جرح في واقعة أحد بجراحات، فمسح "صلىاللهعليهوآله " على جسده، ودعا له بالشفاء والقوة(٢) .
ونقول:
١ ـ إن علياً "عليهالسلام " قد صد كتائب أهل الشرك عن رسول الله
____________
١- الخرائج والجرائح ج١ ص١٤٨ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٧٨ ومستدرك سفينة البحار ج٢ ص٤٧.
٢- راجع: دلائل الصدق ج٣ ص٢٥٩: المستدرك للحاكم ج٣ ص٢٧ وفتح الباري ج٧ ص٦٦ وعمدة القاري ج١ ص٢٦٥ وج١٦ ص٢٧٧ وتحفة الأحوذي ج٥ ص٢٧٨ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص٢١٧ وسير أعلام النبلاء ج١ ص٣٢ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٣ ص٥٢٤ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٢ ص٥٥٢ وشرح مسند أبي حنيفة ص٢١٢ وتاريخ مدينة دمشق ج٢٥ ص٧٩.
"صلىاللهعليهوآله "، وكان طلحة مع الفارين، فبأي شيء استحق هذه الكرامة دون سائر الجرحى من أمثاله، الذين اختارهم النبي "صلىاللهعليهوآله " للحاق بقريش بعد أحد فلحقوها إلى حمراء الأسد؟!
٢ ـ لماذا بقيت يده أو إصبعه شلاء، ولم تشف إلى أن مات(١) وهي إنما أصيبت في غزوة أحد؟! ولماذا أبرأ له النبي "صلىاللهعليهوآله " سائر جراحاته واستثنى إصبعه؟! قد عظموا أمر شلل إصبعه، وأشاعوه بما لا مزيد عليه، وكأن أحداً لم يصب ببدنه في عهد رسول الله "صلىاللهعليهوآله " سواه!!!..
طلحة مرة أخرى:
ولم يكتفوا بما سطروه لطلحة الفار في حرب أحد بما ذكرناه آنفاً، بل أضافوا إلى ذلك مزعمة أخرى مفادها: أن النبي "صلىاللهعليهوآله " وقع في إحدى الحفر، التي حفرها له أبو عامر الفاسق مكيدة، فرفعه طلحة، وأخذ بيده علي "عليهالسلام "!!!
زاد في الإكتفاء: فقال "صلىاللهعليهوآله ": من أحب أن ينظر إلى
____________
١- راجع: تاريخ الخميس ج١ ص٤٣١ وراجع: مناقب آل أبي طالب ج٢ ص٣٧٥ وبحار الأنوار ج٣٢ ص٣٤ والإستيعاب (ط دار الجيل) ج٢ ص٧٦٥ وكشف الغمة ج١ ص٧٧ وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج١ ص٢٩٤ وج٢ ص٥ وج٤ ص٧٢.
شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة(١) !!!
____________
١- تاريخ الخميس ج١ ص٤٣٠ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٢ ص٤٠٠ والإستيعاب (ط دار الجيل) ج٢ ص٧٦٦ وأسد الغابة ج٣ ص٦٠ وتهذيب الكمال ج١٣ ص٩٨ وتذكرة الحفاظ ج١ ص٣٦٦ وسير أعلام النبلاء ج١ ص٢٦ وراجع ص٢٩ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٣ ص٥٢٤ والوافي بالوفيات ج١٦ ص٢٧٣ والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج٧ ص٢٧٦ والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج٣ ص٥٩٨ وعيون الأثر ج١ ص٤١٨ وسنن الترمذي ج٥ ص٣٠٧ والمستدرك للحاكم ج٣ ص٣٧٦ ومجمع الزوائد ج٩ ص١٤٩ و ١٤٨ وكتاب السنة لابن أبي عاصم = = ص٦٠٠ والمعجم الكبير للطبراني ج١ ص١١٧ وتخريج الأحاديث والآثار ج٣ ص١٠٠ والجامع الصغير ج٢ ص٥٥٤ وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج١١ ص٦٩٦ وفيض القدير ج٦ ص٤٣ وتفسير الثعلبي ج٨ ص٢٤ وتفسير أبي السعود ج٧ ص٩٩ وتفسير الآلوسي ج٢١ ص١٧٢ وتاريخ مدينة دمشق ج٢٤ ص١٩٦ وج٢٥ ص٨٦ و ٨٧ وراجع ص٧٧ و ٨٤ وراجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٤ ص٢٥٣ وبحار الأنوار ج٣٢ ص٢١٦ وإمتاع الأسماع ج١ ص١٥٧ ومسند أبي يعلى ج٨ ص٣٠٢ والمعجم الأوسط للطبراني ج٩ ص١٤٩ والدر المنثور ج٥ ص١٩١ وفتح القدير ج٤ ص٢٧٣ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص٢١٨ و ٢١٩.
ونقول:
١ ـ إذا فرض صحة هذه الرواية، فلا بد أن تكون بعد عودة الفارين إلى ساحة القتال، ولذلك نقول:
هل يمكن لأبي عامر أن يحفر حفيرة في ذلك الجو الحافل بتردد الفرسان، وجولان الخيول، ولم يره أحد من المسلمين الذين كانوا يحفون برسول الله "صلىاللهعليهوآله "؟!
٢ ـ كيف عرف أبو عامر أن النبي "صلىاللهعليهوآله " سيمر على خصوص هذا الموضع، وسيطأ برجله فوق هذه الحفرة؟!
٣ ـ لماذا لم يقع في تلك الحفرة أي من المقاتلين الآخرين، الذين كانوا يحفون برسول الله "صلىاللهعليهوآله "، ويحوطونه من جميع الجهات ويرمون على الحُفَر قبله؟!
٤ ـ الذي رأى أبا عامر وأخبر عنه، لماذا لم يخبر رسول الله "صلىاللهعليهوآله " بالأمر؟!
٥ ـ مع غض النظر عن ذلك كله.. إذا كان علي قد أخذ بيد النبي "صلىاللهعليهوآله " أيضاً، وأعانه، فلماذا خص طلحة بالتقريظ والثناء دونه؟!
٦ ـ هل صحيح أن طلحة هذا الذي ينكث بيعة إمام زمانه، ويخرج عليه ويحاربه، فيقتل بسيف ذلك الإمام المعصوم بنص القرآن، ويقتل بسببه المئات والألوف من المسلمين ـ هل صحيح أنه ـ شهيد يمشي على وجه
الأرض؟!
٧ ـ هل صحيح أن طلحة الفار من الزحف، والذي لم يدافع عن نبيه أصبح شهيداً يمشي على وجه الأرض، وقد محيت عنه تلك السيئة التي قال عنها علي "عليهالسلام ": إنها توجب الكفر كما تقدم، ولم يعترض عليه النبي "صلىاللهعليهوآله " في ذلك؟!(١) .
هذه هي الحقيقة:
عن سعيد بن المسيب، قال: أصابت علياً "عليهالسلام " يوم أحد ست عشرة ضربة(٢) ، وهو بين يدي رسول الله "صلىاللهعليهوآله " يذب عنه، كل ضربة يسقط إلى الأرض، فإذا سقط رفعه جبرئيل "عليهالسلام "(٣) .
عن قيس بن سعد، عن أبيه قال: قال علي "عليهالسلام ": أصابني يوم أحد ست عشرة ضربة سقطت إلى الأرض في أربع منهن، فأتاني رجل
____________
١- راجع : كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم "صلىاللهعليهوآله " (الطبعة الخامسة) ج٧ ص٢٢٠ و ٢٢١.
٢- في المصدر: أصاب علياً "عليهالسلام " يوم أحد ستة عشر ضربة.
٣- أسد الغابة ج٤ ص٢٠ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٩٣ وشرح الأخبار ج٢ ص٤١٥ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٨ ص٣٦٦ ومدينة المعاجز ج٢ ص٣٠٨.
حسن الوجه، حسن اللمة، طيب الريح، فأخذ بضبعي(١) ، فأقامني.
ثم قال: أقبل عليهم، فإنك في طاعة الله وطاعة رسول الله، وهما عنك راضيان.
قال علي "عليهالسلام ": فأتيت النبي "صلىاللهعليهوآله " فأخبرته فقال: يا علي أقر الله عينك ذاك جبرئيل "عليهالسلام "(٢) .
____________
١- الضبع: العضد.
٢- بحار الأنوار ج٢٠ ص٩٣ ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج٢ ص٧٨ و ٧٩ والفصول المهمة لابن الصباغ ج١ ص٣٣٣ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٢ ص٥١٧ ومنهاج الكرامة ص١٦٦ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٦ ص٨٤ وج١٧ ص٣٣ وج١٨ ص١٩٦ ومدينة المعاجز ج٢ ص٣٠٨ والغدير ج٢ ص٩٦ وكشف الغمة ج١ ص١٩٦.
الفصل الخامس :
نهايات أحد..