• البداية
  • السابق
  • 364 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20383 / تحميل: 5457
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء 3

مؤلف:
العربية

ظهرت عداوته لرسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، وصار يجترئ عليه نفاه "صلى‌الله‌عليه‌وآله " إلى الطائف.

ورواية ابن عباس ذكرت: أن نزول الآيات كان لما قدم الرسول "صلى‌الله‌عليه‌وآله " المدينة، وإقطاعه أرضاً لعلي وعثمان، فإن كان المقصود بقوله: "لما قدم رسول الله"صلى‌الله‌عليه‌وآله " المدينة أعطى": دلّ على أن ذلك قد حصل فور قدومه إليها ويكون الفاصل بينها وبين التي ذكر فيها الحكم بن أبي العاص حوالي ثمان سنوات.

ورواية السدي المتقدمة ذكرت: أن ذلك كان في غزوة بني النضير.

ثانياً: إن اختلاف الشخصيات التي وردت أسماؤها في هذه الروايات يشير هو الآخر إلى تعدد الواقعة، وإن كان الأمر قد لا يكون كذلك، أحياناً فإن التي ذكرت أبا بكر وعمر، لا تناقض التي ذكرت ابن شيبة اليهودي، أو كعب بن الأشراف، أو عبد الرحمن بن عوف في هذه الجهة، فقد يحدث كل ذلك في واقعة واحدة بصورة متعاقبة، في مجلس واحد، أو أكثر، ولكن ذلك لا يمنع من أي يكون هناك تناقض في جهات أخرى.

ككون المشتري للأرض تارة، هو علي، وتارة هو عثمان.

وكون طرف النزاع في مقابل علي "عليه‌السلام " هو عثمان تارة، والمغيرة بن وائل أخرى.

ثالثاً: لا مانع من تعدد الواقعة، وتكرر نزول الآيات، ولذلك نظائر يذكرها الرواة والمفسرون.

٣٦١

ولا مانع من تكرر رفض بعض الناس رفع القضية المتنازع فيها إلى الرسول ليحكم فيها، ظناً منهم أن نزول الآية لن يتكرر، أو غفلةً منهم عن ذلك.

وكانوا ـ حتى المنافقون ـ يهتمون كثيراً لنزول آيات الذم فيهم وإفتضاح أمرهم، وفشل خططهم الماكرة وسرائرهم الخبيثة.. والتقريع لهم، حتى لو كانوا سيحصلون في مقابل ذلك على المال الذي يحبون، فقد قال تعالى:( يَحْذَرُ المُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ) (1) وقال تعالى:( يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ) (2) وقال:( يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ ) (3) وآيات أخرى. أو لأجل أنهم يحسبون أن الأمر قد لا يبلغ إلى النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، أو لأن إيمانهم بصحة النبوة كان ضعيفاً.

رابعاً: إن دخول علي "عليه‌السلام " في هذه الشراكة مع عثمان أو مع غيره كان لحكمة بالغة، فقد انتهت بظهور البون الشاسع بين علي "عليه‌السلام " في علمه، وتقواه، وتوقيره لرسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، ووقوفه عند حدود الله، وبين غيره، خصوصاً وأن الله تعالى هو الذي أظهر

____________

1- الآية 64 من سورة التوبة.

2- الآية 62 من سورة التوبة.

3- الآية 96 من سورة التوبة.

٣٦٢

هذه الفوارق، وخلدها قرآنا يتلى إلى يوم القيامة.

خامساً: يمكن أن يكون بعض الرواة تلاعب في اسم من رفض التحاكم إلى رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، للحفاظ على سمعة بعض الناس، والتشكيك بنسبة هذا الأمر الشنيع إليه، فإن عبد الرحمن بن عوف وعثمان كانا ممن يهم بعض الناس إبعاد أية شبهة عنهم.

٣٦٣

الفهرس

الصحيح من سيرة الإمام عليّ ( عليه‌السلام ) 1

الفصل الخامس:5

الفصل السادس 44

الفصل السابع 74

الفصل الثامن 98

الباب الرابع 135

الفصل الأول 137

الفصل الثاني 161

الفصل الثالث 191

الفصل الرابع 225

الفصل الخامس 258

الفصل السادس 288

الفصل السابع 316

الفصل الثامن 334

الفهرس 364

٣٦٤