الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ٤

الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى)0%

الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى) مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 342

الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: الصفحات: 342
المشاهدات: 16360
تحميل: 4694


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 342 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 16360 / تحميل: 4694
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

راعيها، وفقدت في غابات الجهالات والضلالات حافظها وحاميها.

وسيجعلهم ذلك نهبة لكل ناهب، وطعمة لكل سالب، ولن ينتفعوا بما يقدمه لهم الآخرون، لأن الآخرين لن يكونوا أحسن حالاً منهم، وليس لديهم ضمانة تجعلهم يأمنون من أن يقع من يريدون اللجوء إليه في الزلل، والخطأ، والخطل..

وسيجعلهم غير قادرين على معرفة الكثير الكثير من الحقائق والدقائق، والعلل، والمؤثرات، بل هم قد يفهمون الأمور على غير وجهها، فيقعون في فخ الجهل المركب، الذي لا يرحم، فيفهمون الخاص عاماً والعام خاصاً، والمطلق مقيداً، وعكسه، وتختلط عليهم الأمور، ويضيعون في متاهات الأهواء..

وقد روي عن الإمام الحسن (عليه‌السلام ) عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أنه قال: "ما ولت أمة أمرها رجلاً قط، وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا.."(1) .

____________

1- أمالي الطوسي ج2 ص172 و (ط دار الثقافة) ص560 و 566 والإحتجاج (ط دار النعمان) ج1 ص219 وج2 ص8 وبحار الأنوار ج10 ص143 وج30 ص323 وج31 ص418 وج44 ص22 و 63 وج69 ص155 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص66 ومستدرك الوسائل ج2 ص247 وج11 ص30 والعدد القوية ص51 وينابيع المودة ج3 ص369 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج1 ص336 وج2 ص262 والتعجب للكراجكي ص58 وحلية الأبرار ج2 ص77 و 80 ومدينة المعاجز ج2 ص87 والغدير ج1 ص198 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص467 والدر النظيم ص500 وصلح الحسن للسيد شرف الدين ص287.

١٦١

والدلائل على ذلك كثيرة ووفيرة.

الدنيا تعير المحاسن وتسلبها:

وهناك أحداث جليلة تُبْذَل محاولات لنسبتها إلى من أثبتت الوقائع، وتضافرت الشواهد على أنه ليس أهلاً لها، وأمور رذيلة تبذل محاولات لنسبتها إلى من هو منزه عنها..

وقد لاحظنا: كيف أنهم ينسبون فضائل علي (عليه‌السلام ) إلى غيره، مثل كونه أول من أسلم، وكونه قاتل مرحب، وغير ذلك، كما أنهم يحاولون نسبة بعض النقائص التي ابتلى بها غير علي إلى علي (عليه‌السلام )، حتى لقد ادعوا أن آية:( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ) (1) نزلت بحقه(2) .

____________

1- الآية 204 من سورة البقرة.

2- راجع المصادر التالية: النصائح الكافية ص76 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص73 والغارات للثقفي ج2 ص840 وفرحة الغري لابن طاووس ص47 وكتاب الأربعين للشيرازي ص384 وبحار الأنوار ج33 ص215 وكتاب الأربعين للماحوزي ص386 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص263 وشجرة طوبى ج1 ص97 والغدير ج11 ص30 وإكليل المنهج في تحقيق المطلب للكرباسي ص290 وإحقاق الحق (الأصل) ص196 وسفينة النجاة للتنكابني ص303 وحياة الإمام الحسين للقرشي ج2 ص156.

١٦٢

بل لقد قالوا عنه (عليه‌السلام ): إنه لا يصلي(1) .

وهذا مصداق قول أمير المؤمنين (عليه‌السلام ): "إذا أقبلت الدنيا على شخص أعارته محاسن غيره.. وإذا أدبرت سلبته محاسن نفسه"(2) .

وربما يكون الهدف من نسبتها إلى هذا وذاك: تصغير شأن العظيم، وتفخيم شأن الحقير، وذلك بالتشكيك بصدور تلك الفضائل عن فاعلها الحقيقي ونسبتها إلى من يرغبون في تخصيصه بالفضائل والكرامات.. أو يراد إبعاد الشبهة عن المرتكب الحقيقي لبعض الرذائل، فينسبونها إلى من هو برئ منها، تعمداً للإساءة إليه، أو حسداً أو كيداً له، حيث يراد تلويث سمعته تارة، وإثارة الشبهة والريب في انتساب الإنجازات الكبرى التي حققها، إليه تارة أخرى..

وربما تجدهم من أجل هذا الغرض أو ذاك، وحيث لا يمكنهم الإنكار السافر ـ يكتفون بدس كلمة: وقيل: إن فلاناً هو الذي فعل هذا، أو نحو ذلك.

____________

1- المعيار والموازنة ص160 وتاريـخ الأمم والملـوك (ط مؤسسة الأعلمي) ج4 = = ص30 والكامل في التاريخ ج3 ص313 وصفين للمنقري ص354 وبحار الأنوار ج33 ص36 والغدير ج9 ص122 و 290 والإمام علي بن أبي طالب للهمداني ص752

2- نهج البلاغة (بشرح عبده) ج4 ص4 وبحار الأنوار ج72 ص357 ودستور معالم الحكم لابن سلامة ص25 وينابيع المودة ج2 ص233.

١٦٣

ونستطيع أن نورد عشرات الأمثلة على هذا الدس، غير أننا نكتفي بما يلي:

ألف: قالوا عن آية الشراء: نزلت في علي (عليه‌السلام ) في مناسبة مبيته على فراش النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وآية الشراء هي قوله تعالى:( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) (1) .

ثم قالوا: وقيل: نزلت في صهيب(2) .

____________

1- الآية 207 من سورة البقرة.

2- المعجم الكبير للطبراني ج8 ص29 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج2 ص729 و 732 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص254 ومعاني القرآن للنحاس ج1 ص152 وتفسير مقاتل ج1 ص108 وجامع البيان ج2 ص437 والجامع لأحكام القرآن ج3 ص20 وتفسير البيضاوي ج1 ص491 وتفسير الثوري ص66 وأسباب نزول الآيات ص39 و 40 وتفسير الواحدي ج1 ص160 وتفسير البغوي ج1 ص182 وتفسير السمعاني ج1 ص209 وتفسير الثعلبي ج2 ص124 وتفسير السمرقندي ج1 ص163 والمحرر الوجيز ج1 ص281 وزاد المسير ج1 ص203 وتفسير أبي السعود ج1 ص211 والتفسير الكبير ج5 ص223 ولباب النقول (ط دار إحياء العلوم) ص40 وتفسير العز بن عبد السلام ج1 ص204 والتسهيل لعلوم التنزيل ج1 ص76 وتنوير المقباس ص28 وتفسير الجلالين ص43 والإتقان في علوم القرآن ج2 ص385 والعجاب في بيان الأسباب ج1 ص524 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص228 وتاريخ مدينة دمشق ج24 ص222 و 229 وسير أعلام النبلاء ج2 ص22 وتاريخ المدينة لابن شبة ج2 ص480 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص46 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص192 وج3 ص161 والوافي بالوفيات ج16 ص195 وبحار الأنوار ج22 ص353 وتفسير الميزان ج2 ص99 وقاموس الرجال ج10 ص360 وصفين للمنقري ص324.

١٦٤

ب: لا شك في أن علياً (عليه‌السلام ) هو الذي قتل نوفل بن عبد الله في حرب الخندق أو لحق بهبيرة بن وهب وضربه ففلق هامته.. ولكنهم أضافوا إلى ذلك قولهم: وقيل أن الزبير فعل ذلك.. وقد ذكرنا أننا نشك في صحة ذلك عنه.

ج: ومن ذلك اهتمامهم الشديد بتبرئة أبي لبابة، وادعاء توبته مما صدر منه، أو التخفيف من وقع خيانته لله ولرسوله، حين أشار إلى بني قريظة أن لا ينزلوا على حكم رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، حتى لقد أنزلوا فيه الآيات، وذكروا له الكرامات، بل زعموا أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كان استعمله على قتال بني قريظة، ثم لما صدرت منه الخيانة استبدله بابن حضير.. ونحن نعلم: أن علياً (عليه‌السلام ) هو الذي قاتلهم، وقتل فرسانهم، وذوي النجدة منهم..

إلا أن يكون أبو لبابة وأسيد بن حضير كانا في جملة أعيان الصحابة الذين هزمهم بنو قريظة شر هزيمة!!

د: ما ذكروه من مشاركة الزبير وغيره في ضرب أعناق بني قريظة(1) ،

____________

1- راجع: تاريخ اليعقوبي ج2 ص52 ونهاية الأرب ج17 ص193 وشرح بهجة المحافل ج1 ص275 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص18 وتاريخ الخميس ج1 ص498 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص254 والسيرة الحلبية ج2 ص240 والمغازي للواقدي ج2 ص513 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص22 وتفسير الثعلبي ج8 ص28 وتفسير البغوي ج3 ص524.

١٦٥

أو إستقلال سعد بن معاذ في ذلك(1) ، مع أن العديد من العلماء يقولون: إنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) تقدم إلى أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) بضرب أعناقهم في الخندق، فأخرجوا أرسالاً(2) .

وفي كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عشرات الموارد التي تدخل في هذا السياق، ولكنها تبقى مجرد رذاذ من قطر، أو نقطة من نهر، أو غَرْفة من بحر.

____________

1- المغازي للواقدي ج2 ص516.

2- المغازي للواقدي ج2 ص515 و 516 والإرشاد (ط دار المفيد) ج1 ص111 وبحار الأنوار ج20 ص263 وكشف الغمة ج1 ص208 وكشف اليقين ص135. وراجع: مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج1 ص252 وإعلام الورى ص93 و 94 والدر النظيم ص169 وإمتاع الأسماع ج1 ص247 ومجمع الزوائد ج6 ص140 عن الطبراني والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص18 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص23 والسيرة الحلبية ج2 ص340 و 341.

١٦٦

تصحيح خطأ:

قالوا: وكان علي (عليه‌السلام ) هو الذي ضرب في بني قريظة "أعناق اليهود، مثل حيي بن أخطب، وكعب بن الأشرف"(1) .

والصحيح: كعب بن أسد، لأن ابن الأشرف كان قد قتل قبل ذلك بزمان، مضافاً إلى أن ابن الأشرف كان من بني النضير، لا من بني قريظة.

إلا أن يكون مراده: أن علياً (عليه‌السلام ) هو الذي قتل ابن الأشرف أيضاً، ثم زور المزورون للتاريخ هذه الحقيقة، فنسبوا قتله إلى غير علي (عليه‌السلام )، حسداً منهم، وحقداً، وبغياً عليه.

____________

1- مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج2 ص97 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص355 وإعلام الورى ج1 ص382 وبحار الأنوار ج41 ص67.

١٦٧

١٦٨

الفصل السادس :

من المريسيع.. وحتى الحديبية..

١٦٩

١٧٠

١٧١

بـدايـة:

ومن الأحداث التي جرت بعد غزوة بني قريظة غزوة بني المصطلق في المريسيع، وكان لعلي (عليه‌السلام ) فيها أيضاً المقام المشهود، ونذكر هنا ما جرى في هذه الغزوة، فنقول:

أبو بكر وعمر في المريسيع؟!:

قالوا: إن راية المهاجرين كانت في المريسيع مع أبي بكر(1) .

وزعموا: أن عمر بن الخطاب كان على مقدمة الجيش في غزوة المريسيع(2) .

ونقول:

إن هذا غير صحيح، فلاحظ ما يلي:

1 ـ إن جعل عمر مقدمة الجيش في غزوة المريسيع ربما يكون قد جاء للتشويش على علي (عليه‌السلام ) من جهة، وإعطاء شيء من الأوسمة لغيره من جهة أخرى، إذ إن من يكون على مقدمة الجيش هو رمز صمود

____________

1- راجع: عمدة القاري للعيني ج 13 ص 102.

2- راجع: تاريخ الخميس ج1 ص270.

١٧٢

الجيش، ولا بد أن يكون من الفرسان المعروفين، وممن يرهب جانبهم، ولم يكن عمر بن الخطاب كذلك، فقد كانت الخصوصية الظاهرة فيه هي فراره في المواطن، وتحاشيه مواضع الخطر في المعارك، وما جرى في أحد، ونكوصه عن عمرو بن عبد ود في الخندق، وفِراره في بني قريظة. وسيأتي أنه فر في خيبر وحنين وسواها شاهد صدق على ما قلناه.

2 ـ قلنا أكثر من مرة: إن علياً (عليه‌السلام ) كان صاحب راية ولواء رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في المشاهد كلها، باستثناء تبوك، التي لم يحضرها كما سنرى.

3 ـ قال خواند أمير: إنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أعطى راية المهاجرين لعلي (عليه‌السلام )، وراية الأنصار لسعد بن عبادة، وعمر على المقدمة، وعلى الميمنة زيد بن حارثة، وعلى الميسرة عكاشة بن محصن(1) .

لكن هذا النص غير سليم، فقد تقدم: أن جعل عمر بن الخطاب على المقدمة لا مجال لقبوله..

يضاف إلى ذلك: أن البعض يقول: إنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) استخلف زيد بن حارثة على المدينة في هذه الغزوة(2) .

____________

1- حبيب السير ج1 ص357.

2- أنساب الأشراف ج1 ص342 وإمتاع الأسماع ج1 ص202 وج8 ص369 وبحار الأنوار ج20 ص295 و الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص63 وج3 ص45 والوافي بالوفيات ج15 ص17 وتاريخ مدينة دمشق ج19 ص358 والمنتخب من ذيل المذيل للطبري ص5 وعمدة القاري ج13 ص102.

١٧٣

4 ـ ذكر البعض: أن راية المهاجرين كانت مع عمار بن ياسر(1) . ونحن وإن كنا نرجح ما قاله خواند أمير من أن راية المهاجرين كانت مع علي (عليه‌السلام ). إلا أنا نقول: إن القول بأنها كانت مع عمار يضعف ادعاء أنها كانت مع أبي بكر.

أما لواء الجيش ورايته فقد كانتا مع علي أمير المؤمنين، حسبما أثبتناه في غزوتي بدر وأحد.

المقتولون من بني المصطلق:

وأما عن المقتولين من بني المصطلق، فقد:

قالوا: إن علياً (عليه‌السلام ) قتل منهم رجلين: مالكاً، وابنه(2) .

____________

1- السيرة الحلبية ج2 ص279 والمغازي للواقدي ج1 ص407 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص297 والبداية والنهاية ج4 ص92 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص178 وإمتاع الأسماع ج1 ص203 وج7 ص167 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص345 وراجع: السيرة النبوية لدحلان ج1 ص266 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص48.

2- تاريخ الأمم والملوك ج2 ص263 وحبيب السير ج1 ص358 والمغازي للواقدي ج1 ص407 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص306 والبداية والنهاية ج4 ص158 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص302 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص48 ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص173 و 355 وج2 ص333 وبحار الأنوار ج41 ص67 و 96 ونهج الحق ص250.

١٧٤

وقتل أبو قتادة: صاحب لواء المشركين، وكان الفتح(1) .

ونحن لا نستطيع تأكيد ذلك أو نفيه، فالمغرضون يهمهم التلاعب في بعض الأمور، وقد يكون هذا منها. ولعل مالكاً كان هو صاحب لواء المشركين.

على أن ذلك لوصح، لذكروا لنا اسم صاحب لواء المشركين الذي قتله أبو قتادة للتدليل على إنجاز أبي قتادة هذا.

جويرية بنت الحارث:

وفي المريسيع سبا علي (عليه‌السلام ) جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية، ثم المصطلقية(2) وهي التي تزوجها رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله ".

____________

1- حبيب السير ج1 ص358 والمغازي للواقدي ج1 ص407 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص48.

2- تاريخ الأمم والملوك ج2 ص263 ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص173 وكشف اليقين ص136 والإرشاد (ط دار المفيد) ج1 ص117 وبحار الأنوار ج20 ص289 و 307 وراجع ص281 و 290 و 296 والمستجاد من كتاب الإرشاد (المجموعة) ص72 والدر النظيم ص170 وكشف الغمة ج1 ص208 ومنهاج الكرامة ص167 ونهج الحق ص250 وإحقاق الحق (الأصل) ص206 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج32 ص334 والسيرة الحلبية ج2 ص280.

١٧٥

وقتل (عليه‌السلام ) مالكاً وابنه(1) .

وَتَعِيَهَا أذُنٌ وَاعِيَةٌ:

وزعموا: أن آية:( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) (2) نزلت في زيد بن أرقم، في غزوة المريسيع، حيث إنه سمع عبد الله بن أبي يقول: أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، يقصد بالأعز نفسه، وبالأذل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).. فأخبر زيد رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بما سمع..

وفي الكشاف: ونزل فيه قوله تعالى:( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) وصار يقال لزيد: ذو الأذن الواعية(3) .

ونقول:

____________

1- تاريخ الأمم والملوك ج2 ص263 وكشف اليقين ص137 ونهج الحق ص250 ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص173 و 355 وج2 ص333 وبحار الأنوار ج41 ص66 و 96 وراجع المصادر المتقدمة.

2- الآية 12 من سورة الحاقة.

3- السيرة الحلبية ج2 ص291 و (ط دار المعرفة) ج2 ص603 وسيرة مغلطاي ص56.

١٧٦

إن ذلك لا يصح:

أولاً: لتناقض الروايات في من أخبر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بمقالة ابن أبي، هل هو زيد بن أرقم، أو سفيان بن تيم، أو أوس بن أرقم، أو عمر بن الخطاب، وثمة تناقضات أخرى فلا بأس بمراجعتها(1) .

ثانياً: إن قوله تعالى:( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) قد نزلت قبل الهجرة في ضمن سورة الحاقة، ويقال: كان ذلك قبل أن يسلم عمر بن الخطاب(2) .

ثالثاً: إن سياق الآيات لا يؤيد نزول الآية في زيد بن أرقم، لأن الآية تذكر ما جرى لقوم عاد وثمود، وفرعون، والمؤتفكات..

إلى أن تقول:( إِنَّا لـَمَّا طَغَى المُاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الجَارِيَةِ، لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) (3) . أي تعيها أذن تحصي هذه العبر والعظات، والأحداث العظام وتحفظها.. وهذا لا ينسجم ولا ربط له بما حدث مع زيد وابن أبي، لو صح ما يقال أنه جرى بينهما..

____________

1- راجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ج12 فصل: "ليخرجن الأعز منها الأذل".

2- الدر المنثور ج6 ص258 و 260 عن البيهقي، وابن الضريس، والنحاس، وابن مردويه، والبيهقي، وأحمد، عن ابن عباس، وابن الزبير، وعمرو. وراجع: تفسير الآلوسي ج29 ص39 والإصابة ج4 ص486 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص17.

3- الآيتان 11 و 12 من سورة الحاقة.

١٧٧

رابعاً: روي عن علي (عليه‌السلام ) وعن بريدة، ومكحول، وأبي عمر بن الأشج، وهو عثمان بن عبد الله بن عوام البلوي، وعن ابن عباس، وأنس، والأصبغ بن نباتة، وجابر، وعمر بن علي، وأبي مرة الأسلمي:

أن هذه الآية نزلت في علي (عليه‌السلام )، وقد روى ذلك أهل السنة والشيعة على حد سواء، فراجع(1) .

____________

1- راجع هذه الروايات أو بعضها في المصادر التالية: مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص318 و 319 و 365 وجامع البيان ج29 ص35 و 36 ومناقـب الإمام أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان ج1 ص196 و 142 و 158 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص413 عن ابن أبي حاتم، والطبري. وفرائد السمطين ج1 ص198 و 199 و 200 وشواهد التنزيل ج2 ص360 و 380 وفي هامشه مصادر كثيرة جداً، وترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج2 ص422 وحلية الأولياء ج1 ص67 وكنز العمال (ط الهند) ج15 ص119 و 157 عن ابن عساكر، وأبي نعيم في المعرفة، وعن الضياء المقدسي في المختارة، وابن مردويه، وأسباب النزول ص339 والكشاف ج4 ص600 والعمدة لابن البطريق ص289 و 290. وراجع: مجمع الزوائد ج1 ص131 وإن كان قد حذف ذيل الحديث. والتفسير الكبير ج30 ص107 وكفاية الطالب ص108 و 109 و 110 ولباب التأويل (مطبوع مع جامع البيان) ج29 ص31 والجامع لأحكام القرآن ج18 ص264 ومنتخب كنز العمال (مطبوع مع مسند أحمد) ج ص48 والبحر المحيط ج8 ص317 والفصول المهمة لابن الصباغ ص107 ولباب النقول ص225 وروح المعاني ج29 ص43 ونور الأبصار ج78 وينابيع المودة ص120. وفتح الملك العلي ص22 و 23 وشرح المقاصد ج5 ص297 والمنـاقب للخوارزمي ص282 = = و 283 ومحاضرات الأدباء ج1 ص39 وج 4 ص447 ونظم درر السمطين ص92 وأهل البيت لتوفيق أبي علم ص225 و 226 وخصائص الوحي المبين ص154 ـ 157 وكشف الغمة ج1 ص322 ومجمع البيان ج10 ص345 و 346 وبحار الأنوار ج35 ص326 ـ 331 وغاية المرام ص336 وأنساب الأشراف ج2 ص121 (بتحقيق المحمودي) وتفسير فرات ص500 و 501 وتفسير البرهان ج4 ص375 و 376 وفضائل الخمسة ج1 ص272 ـ 274 والدر المنثور ج6 ص260 عن ابن عساكر، وابن النجار، وابن جرير، وابن مردويه وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وسعيد بن منصور، والواحدي، وأبي نعيم، وإحقاق الحق (قسم الملحقات) ج3 ص147 ـ 154 ج14 ص220 و 241 وج20 ص92 و 97 عن أكثر من تقدم وعن المصادر التالية: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص319 وج2 ص263 وإعراب ثلاثين سورة ص103 ومناقب مرتضوي ص36 والكواكب الدرية للمناوي ص39 والذريعة (للراغب) ص92 وتوضيح الدلائل (مخطوط) ص169 و 210 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص423 وج 36 ص77 وعن لسان الميزان ج6 ص376 وسعد السعود ص108 وما نزل من القرآن في علي (لأبي نعيم) ص266 و 286 ومنال الطالب ص85 وغاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام ص72 ونهاية البيان في تفسير البرهان ج8 ص40 والإمام المهاجر ص158 ومطالب السؤل ص20 والكشف والبيان (مخطوط) ومفتاح النجا (مخطوط) ص40 و 41 وأرجح المطالب ص161 و 160 و 63 والإربعين للسيد عطاء الله (مخطوط) = = ص27 وطبقات المالكية ج2 ص72 وشرح ديوان أمير المؤمنين للميبدي (مخطوط) ص180 والمختار في مناقب الأخيار (مخطوط) ص3 والروض الأزهر ص108 والكاف الشاف ص177 ومعترك الأقران في إعجاز القرآن ج2 ص36 ووسيلة النجاة ص136 و 156 والتعريف والإعلام (مخطوط) ص67 ومناقب علي للعيني ص55 وسمط النجوم ج2 ص504 وزين الفتى (مخطوط) ص605 وجمع الجوامع ج2 ص308 وتفسير الثعلبي (مخطوط) ص201.

١٧٨

بل في شرح المواقف: أكثر المفسرين على أنه علي(1) .

الشانئون والحاقدون:

قال الحلبي الشافعي: "وذكر بعض الرافضة: أن قوله تعالى:( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) جاء في الحديث: أنها نزلت في علي كرم الله وجهه.

قال الإمام ابن تيمية: وهذا حديث موضوع باتفاق أهل العلم. أي

____________

1- شرح المواقف ج8 ص370.

١٧٩

وعلى تقدير صحته لا مانع من التعدد"(1) .

ونقول:

1 ـ تقدم آنفاً: أن حديث نزول هذه الآية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) مروي عند أهل السنة، وبطرقهم، أكثر مما هو مروي عند الشيعة. والمصادر المتقدمة، وشخصيات الرواة توضح ذلك. بل إن بعض الرواة لم يكونوا في خط علي (عليه‌السلام )، ولا من أنصاره.

2 ـ قد عرفنا: أن أصل تصدي زيد لابن أبي مشكوك فيه.

3 ـ إن سياق الآيات لا ينسجم مع قضية زيد.

4 ـ إن سورة الحاقة قد نزلت قبل الهجرة.

إلا أن يدَّعى: أن هذه الآية مما تكرر نزوله.

ولكنها دعوى: تحتاج إلى شاهد، بل الشواهد المذكورة آنفاً على خلافها.

5 ـ أضف إلى ذلك: أن هذه الدعوى لا تتنافى مع حديث نزولها في علي (عليه‌السلام ) قبل الهجرة، أو بعدها.

6 ـ لم يذكر لنا التاريخ أياً من أهل العلم قال: إن هذا الحديث موضوع، فضلاً عن أن يكون أهل العلم قد اتفقوا على ذلك. وهذه هي الكتب والموسوعات متداولة بين أيدي جميع الناس، فليراجعها من أراد.

____________

1- السيرة الحلبية ج2 ص291 و (ط دار المعرفة) ج2 ص603.

١٨٠