• البداية
  • السابق
  • 350 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 17373 / تحميل: 4741
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء 9

مؤلف:
العربية

الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه‌السلام )

(المرتضى من سيرة المرتضى)

الجزء التاسع

السيد جعفر مرتضى العاملي

١

٢

هذا الكتاب

نشر إليكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنين (عليهما‌السلام ) للتراث والفكر الإسلامي

بانتظار أن يوفقنا الله تعالى لتصحيح نصه وتقديمه بصورة أفضل في فرصة أخرى قريبة إنشاء الله تعالى.

٣

الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه‌السلام )

(المرتضى من سيرة المرتضى)

الجزء التاسع

السيد جعفر مرتضى العاملي

٤

الفصل الثالث:

أين مات النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).. وكيف غسل؟!

٥

٦

علي (عليه‌السلام ) في مرض النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ):

قال سلمان الفارسي: دخلت عليه (أي على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )) صبيحة قبل اليوم الذي مات فيه، فقال لي: يا سلمان، ألا تسأل عما كابدته الليلة من الألم والسهر، أنا وعلي؟!

فقلت: يا رسول الله، أما أسهر ليلة معك بدله؟!

فقال: لا، هو أحق بذلك منك(1) .

ونقول:

إن من الواضح: أن الأحقية التي قررها (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لم تكن من جهة القرابة، فإن كون علي (عليه‌السلام ) ابن عم النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لا يوجب ثبوت حق له سوى ما يفرضه تشريع صلة الرحم، والسهر والتعب على ابن العم ليس من حقوق الشخص التي تعطى له، بل هو من الواجبات عليه، أو المستحبات له..

____________

1- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج10 ص267 و 266 على الترتيب، وراجع: كتاب الأربعين للشيرازي ص129 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص381 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص533.

٧

فلا بد أن يكون لهذه الأحقية معنى آخر، ولعل هذا المعنى هو: أنه (عليه‌السلام ) يفرح ويلتذ بمكابدة الألم والسهر على صحة النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، والكون بقربه. وكونه من ذوي رحمه، يجعل من حقه عليه أن يمنحه الفرصة لنيل هذه اللذة، وهذا القرب..

أو أنه أحق من سلمان بالسهر على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، من حيث إنه من النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، والنبي منه. أو من حيث إن له (عليه‌السلام ) مقام الوصاية والإمامة للنبوة الخاتمة، والوصي والإمام أولى بالنبي من كل أحد.

أو على القاعدة التي وردت في كلام علي الأكبر (عليه‌السلام ) في كربلاء حيث يقول:

أنا علي بن الحسين بن علي نحن وبيتِ الله أولى بالنبي

تالله لا يحكم فينا ابن الدعي أضرب بالسيف أحامي عن أبي

ضــرب غـلام هـاشـمي عــلوي(1)

____________

1- الإرشاد للشيخ المفيد ج2 ص106 وراجع: إعلام الورى ص145 ومثير الأحزان (ط المطبعة الحيدرية) ص51 والمزار لابن المشهدي ص487 ولواعج الأشجان ص170 وإقبال الأعمال ج3 ص73 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص257 وبحار الأنوار ج43 و 45 و 65 ص65 وج98 ص269 والعوالم، (قسم الإمام الحسين (عليه‌السلام )) للبحراني ص170 و 286 و 335 وجامع أحاديث الشيعة ج12 ص495 وسر السلسلـة العلويـة لأبي نصر البخـاري = = ص30 ومقاتل الطالبيين ص76 وشرح الأخبار ج3 ص153.

٨

فإن أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومهبط الوحي، ومختلف الملائكة أولى بالنبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من غيرهم، إذا كانوا قد استفادوا من هذه العناصر على النحو الأتم والأكمل، والأفضل والأمثل..

علي (عليه‌السلام ) يدخل ملك الموت على الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله ):

عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: لما حضرت النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) الوفاة استأذن عليه رجل، فخرج إليه علي (عليه‌السلام )، فقال: ما حاجتك؟

قال: أردت الدخول إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

فقال علي (عليه‌السلام ): لست تصل إليه، فما حاجتك؟!

فقال الرجل: إنه لا بد من الدخول عليه.

فدخل علي (عليه‌السلام )، فاستأذن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فأذن له.

فدخل وجلس عند رأس رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، ثم قال: يا نبي الله، إني رسول الله إليك.

قال: وأي رسل الله أنت؟!

قال: أنا ملك الموت، أرسلني إليك يخيرك بين لقائه والرجوع إلى الدنيا.

فقال له النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): فأمهلني حتى ينزل جبرئيل

٩

فأستشيره.

ونزل جبرئيل، فقال: يا رسول الله، الآخرة خير لك من الأولى، ولسوف يعطيك ربك فترضى. لقاء الله خير لك.

فقال (عليه‌السلام ): لقاء ربي خير لي، فامض لما أمرت به.

فقال جبرئيل لملك الموت: لا تعجل حتى أعرج إلى ربي وأهبط.

قال ملك الموت (عليه‌السلام ): لقد صارت نفسه في موضع لا أقدر على تأخيرها، فعند ذلك قال جبرئيل: يا محمد، هذا آخر هبوطي إلى الدنيا، إنما كنت أنت حاجتي فيها(1) .

ونقول:

1 ـ إن علياً (عليه‌السلام ) قال لملك الموت لجبرئيل بمجرد أن خرج إليه: ما حاجتك؟! ولم يبادر لإخباره بعدم إمكان الوصول إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، إذ لعل له حاجة يمكن قضاؤها بدون وصوله إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

ثم لما لم يذكر له حاجة سوى الدخول على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، أخبره أن الدخول غير ممكن، ولكنه شفع كلامه بسؤاله عن حاجته مرة أخرى، لعل بالإمكان قضاؤها له أيضاً.

2 ـ وحين حتم ذلك الشخص الذي هو بصورة رجل ـ دخوله على

____________

1- كشف الغمة ج1 ص25 و (ط دار الأضواء) ج1 ص18 وبحار الأنوار ج22 ص534.

١٠

رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لم يغضب أمير المؤمنين (عليه‌السلام )، ولم يواجهه بالصد الحاسم.. ولم يتخذ هو أي قرار في هذا الأمر.. رغم أن الرجل لم يبين وجه إصراره على الدخول..

ولو أن شخصاً آخر واجه هذه الحالة فربما ـ بل ذلك هو الأرجح ـ كان قد تعامل مع ذلك الرجل بحزم وعزم، وأغلق الباب في وجهه..

3 ـ إنه (عليه‌السلام ) تقدم خطوة أخرى في إنصاف ذلك الرجل، فدخل إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، واستأذن له النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فأذن له..

4 ـ لم تذكر الرواية: إن كان (عليه‌السلام ) قد أخبر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بحقيقة ما جرى، بل اكتفت بذكر الإستئذان..

5 ـ إن نفس الموقع الذي اختاره ذلك الملك لجلوسه قد تضمن إشارة إلى أنه لم يكن رجلاً عادياً، بل كان له شأن خاص يخوله هذا التصرف الخاص جداً.

6 ـ تضمنت هذه الرواية ما دل على أن ملك الموت قد عامل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) معاملة خاصة، حين استأذن عليه، وهو لا يستأذن على أحد من الناس..

وحين خيره بين لقاء الله، وبين الرجوع إلى الدنيا.. وهذه كرامة لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

7 ـ إن التعبير بالـ (الرجوع إلى الدنيا)، وبكلمة (لقاء الله)، وإن كانا قد تضمنا إشارة إلى ترجيح هذا اللقاء، وعدم الرضا بالرجوع.. ولكن

١١

رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يريد أن لا يبادر إلى شيء قبل أن يطمئن إلى أنه لم تعد هناك مهمات له في هذه الدنيا، فإن ملك الموت إنما يعمل وفق وظيفة، وتكليف عام صادر إليه من رب العزة.

فلعل الله تعالى أراد أن يعلم نبيه بقرب أجله بهذا النحو المتضمن للتكريم والتعظيم، ثم يؤجل ذلك إلى حين إنجاز بعض المهمات. مع أن ملك الموت لم يتصرف بنحو يدل على حضور أجله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بصورة حتمية.. فكان لا بد من السؤال بواسطة جبرئيل (عليه‌السلام )..

النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مات في بيت الزهراء (عليها‌السلام ):

وروى الصدوق رواية مفصلة عن ابن عباس جاء فيها: (فخرج رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وصلى بالناس، وخفف الصلاة، ثم قال: ادعوا لي علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد، فجاءه (لعل الصحيح: فجاءاه) فوضع يده على عاتق علي، والأخرى على أسامة، ثم قال: إنطلقا إلى فاطمة، فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها، فإذا الحسن والحسين. ثم ذكر حديث وفاته هناك)(1) ، وستأتي الإشارة إلى دفنه في بيت فاطمة أيضاً إن شاء الله تعالى..

____________

1- راجع: أمالي الشيخ الصدوق (ط النجف سنة 1391هـ) المجلس الثاني والتسعون ص569 و (ط مؤسسة البعثة) ص735 وروضة الواعظين ص74 وبحار الأنوار ج22 ص509 ومجمع النورين للمرندي ص70 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج9 ص146.

١٢

غير أننا نقول:

إن ذكر أسامة بن زيد في هذه الرواية موضع ريب، فإن أسامة كان مكلفاً بالمسير بالصحابة إلى الغزو، وهو موجود في المعسكر الذي كان يجمع الناس فيه، ويتهيأ لمغادرة المدينة. إلا إن كان انتقاله إلى بيت الزهراء (عليها‌السلام ) قد حصل قبل تجهيزه أسامة في ذلك الجيش.

ولعل السبب في إطلاق أمثال هذه الدعاوى هو التوطئة والتمهيد لادعاء أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) هو الذي عدل عن تجهيز جيش أسامة، ولذلك أحضره ليضع يده على عاتقه.

النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مات على صدر علي (عليه‌السلام ):

وتقدم: أن روح رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فاضت وعلي (عليه‌السلام ) مسنده إلى صدره، فلاحظ ما يلي:

1 ـ إن علياً (عليه‌السلام ) يقول: ( فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين سحري وصدري نفسك، إنا لله وإنا إليه راجعون)(1) .

____________

1- نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص182 وبحار الأنوار ج22 ص 542 وج43 ص193 والمراجعات ص330 والكافي ج1 ص459 وروضة الواعظين ص152 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج2 ص215 والغدير ج9 ص374 ودلائل الإمامة للطبري ص138 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج10 ص265 و 266 وقاموس الرجال ج12 ص324 وكشف الغمة ج2 ص127 وشرح إحقاق الحق ج10 ص481 وج25 ص551 وج33 ص385.

١٣

2 ـ وقال (عليه‌السلام ): (إن آخر ما قال النبي: الصلاة، الصلاة، إن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كان واضعاً رأسه في حجري، فلم يزل يقول: الصلاة، الصلاة، حتى قبض)(1) .

3 ـ وقال (عليه‌السلام ) أيضاً: (ولقد قبض رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وإن رأسه لعلى صدري)(2) .

4 ـ وفي خطبة له (عليه‌السلام ) قال: (..ولقد قبض النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وإن رأسه لفي حجري، ولقد وليت غسله بيدي، تقلبه الملائكة المقربون معي..)(3) .

____________

1- خصائص الأئمة للشريف الرضي ص51 ومدينة المعاجز ج1 ص497.

2- نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص172 ومستدرك الوسائل ج2 ص495 وبحار الأنوار ج22 ص540 وج34 ص109 وج38 ص320 ومناقب أهل البيت (عليهم‌السلام ) للشيرواني ص222 والمراجعات ص330 وخاتمة المستدرك ج3 ص94 وعيون الحكم والمواعظ ص507 والأنوار البهية ص50 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص146 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص117 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج10 ص179 و182 وينابيع المودة ج3 ص436.

3- الأمالي للمفيد ص235 وبحار الأنوار ج32 ص464 و 595 وج34 ص147 وج74 ص397 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص146 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص117 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص181 وج10 ص179 و 182 وينابيع المودة ج3 ص436 وكشف الغمة ج2 ص5 ووقعة صفين للمنقري= = ص224 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج1 ص52 وحلية الأبرار ج2 ص85 ومناقب أهل البيت للشيرواني ص445 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج7 ص86 وج9 ص136 وج11 ص286 ونهج السعادة ج2 ص172.

١٤

5 ـ روى ابن سعد بسنده إلى الشعبي، قال: (توفي رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، ورأسه في حجر علي) ومثله عن أبي رافع(1) .

وذلك يدل على عدم صحة ما روي عن عائشة، من أنها قالت:

(إن من أنعُم الله عليّ أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) توفي في بيتي، وبين سحري ونحري)(2) .

____________

1- الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص263 وفتح الباري ج8 ص107 وعمدة القاري ج18 ص66 و 71 والمراجعات ص329 ومجمع الزوائد ج1 ص293 وراجع: علل الشرائع للصدوق ج1 ص168 وبحار الأنوار ج22 ص459.

2- سبل الهدى والرشاد ج8 ص28 ج12 ص261 عن الشيخين، وعن ابن سعد.

وراجع: المجموع للنووي ج16 ص429 ومسند أحمد ج6 ص48 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج4 ص45 وج5 ص141 و 142 والمستدرك للحاكم ج4 ص6 و 7 وفتح الباري (المقدمة) ص370 وج8 ص106 وج10 ص492 وعمدة القاري ج15 ص29 وج18 ص70 و 71 وج22 ص221 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص529 ومسند ابن راهويه ج3 ص661 ومسند أبي يعلى ج8 ص77 وصحيح ابن حبان ج14 ص584 وج16 ص53 والمعجم الكبير ج23 ص32 و 34 وكنز العمال ج13 ص697 والطبقات الكبرى لابن سعد = = ج2 ص234 و 261 والعلل لأحمد بن حنبل ج2 ص407 وضعفاء العقيلي ج2 ص249 والثقات ج2 ص133 وتاريخ بغداد ج12 ص362 وتاريخ مدينة دمشق ج36 ص306 و 307 وتذكرة الحفاظ ج1 ص231 وسير أعلام النبلاء ج2 ص189 وج7 ص434 والبداية والنهاية ج5 ص260 و 289 وإمتاع الأسماع ج14 ص499 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص475 و 533 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص470.

١٥

وفي رواية: (بين حاقنتي وذاقنتي(1) )(2) .

____________

1- بين حاقنتي وذاقنتي: وهو ما بين اللحيين، ويقال: الحاقنة ما سفل من البطن (الصحاح للجوهري ج5 ص2103).

الحاقنة: أسفل من الذقن، والذاقنة طرف الحلقوم. والسحر الصدر، والنحر محل الذبح، والمراد: أنه عليه الصلاة والسلام توفي ورأسه بين حنكها وصدرها (شرح مسند أبي حنيفة ص255).

2- راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص261 ومسند أحمد ج6 ص64 و 77 وصحيح البخاري ج5 ص139 و 140 وسنن النسائي ج4 ص7 وفتح الباري ج8 ص106 وج11 ص312 وعمدة القاري ج18 ص65 و 68 والسنن الكبرى للنسائي ج1 ص602 وج4 ص260 وشرح مسند أبي حنيفة ص255 ونصب الراية ج1 ص59 والمعجم الأوسط ج8 ص333 وكتاب الوفاة للنسائي ص50 والبداية والنهاية ج5 ص257 وإمتاع الأسماع ج14 ص497 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص471 وراجع: المراجعات للسيد شرف الدين ص305.

١٦

وفي رواية: (وجمع الله بين ريقي وريقه عند موته)(1) .

وفي رواية: (دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إلى صدري، فرأيته ينظر إليه، فعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك، فأشار برأسه، أي نعم، فقصمته ثم مضغته ونفضته، فأخذه، فاستن به أحسن ما كان مُسْتَتِنَّاً(2) .

غير أننا قلنا:

____________

1- راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص261 والمجموع للنووي ج16 ص429 ومسند أحمد ج6 ص48 وصحيح البخاري ج4 ص45 وج5 ص141 و142 والمستدرك للحاكم ج4 ص7 وعمدة القاري ج15 ص29 وج18 ص70 و 71 ومسند ابن راهويه ج3 ص661 و 989 ومسند أبي يعلى ج8 ص77 وصحيح ابن حبان ج14 ص584 و 585 وج16 ص53 والمعجم الكبير ج23 ص32 و 34 وكنز العمال ج13 ص697 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص234 والثقات لابن حبان ج2 ص133 وتاريخ مدينة دمشق ج36 ص306 و 307 وسير أعلام النبلاء ج2 ص189.

2- سبل الهدى والرشاد ج12 ص261 عن الشيخين، وعن ابن سعد، وراجع: صحيح البخاري ج5 ص141 وفتح الباري ج8 ص106 وعمدة القاري ج18 ص70 والمعجم الكبير ج23 ص32 وضعفاء العقيلي ج2 ص250 وتاريخ مدينة دمشق ج36 ص307 والبداية والنهاية ج5 ص260 وإمتاع الأسماع ج14 ص498 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص475.

١٧

إن ذلك غير صحيح..

والصحيح هو: أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مات على صدر علي (عليه‌السلام ). والرواية الأخيرة لا تدل على أنها قد أسندته إلى صدرها حين موته..

والصحيح أيضاً: أنه دفن في بيت ابنته فاطمة الزهراء (عليها‌السلام ) لا في بيت عائشة.. وسيأتي بيان ذلك.

يغسل كل نبي وصيه:

وعن عبد الله بن مسعود: قال: قلت للنبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): يا رسول الله، من يغسلك إذا مت؟!

فقال: يغسل كل نبي وصيه.

قلت: فمن وصيك يا رسول الله؟!

قال: علي بن أبي طالب.

فقلت: كم يعيش بعدك يا رسول الله؟!

قال: ثلاثين سنة الخ..(1) .

وفي رواية أخرى: قال جبريل: يا محمد، قل لعلي (عليه‌السلام ): إن ربك يأمرك أن تغسل ابن عمك، فإن هذه السُنَّة، لا يُغَسِّلُ الأنبياء غير

____________

1- بحار الأنوار ج13 ص17 و 18 و 367 وج22 ص512 وج32 ص280 وإكمال الدين ص17 و 18 وبشارة المصطفى للطبري ص428.

١٨

الأوصياء، وإنما يغسل كل نبي وصيه من بعده(1) .

علي (عليه‌السلام ) يطرد الشيطان:

عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده قال: قبض رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فستر بثوب، ورسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) خلف الثوب، وعلي (عليه‌السلام ) عند طرف ثوبه وقد وضع خديه على راحته، والريح يضرب طرف الثوب على وجه علي (عليه‌السلام ).

قال: والناس على الباب وفي المسجد، ينتحبون ويبكون، وإذ سمعنا صوتاً في البيت: إن نبيكم طاهر مطهر، فادفنوه ولا تغسلوه.

قال: فرأيت علياً (عليه‌السلام ) حين رفع رأسه فزعاً، فقال: اخسأ عدو الله، فإنه أمرني بغسله، وكفنه ودفنه، وذاك سنَّة.

قال: ثم نادى مناد آخر غير تلك النغمة: يا علي بن أبي طالب، استر عورة نبيك، ولا تنزع القميص(2) .

____________

1- بحار الأنوار ج22 ص 546 وج78 ص304 عن الطرائف ص 44 و45 ومستدرك الوسائل ج2 ص198 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص154.

2- بحار الأنوار ج22 ص541 و 542 وتهذيب الأحكام ج1 ص132 و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج1 ص468 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص153 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص468 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص672.

١٩

ونقول:

إن إبليس وشياطينه لا بد أن يهتبلوا فرصة حيرة الناس، وقلقهم في هذه اللحظات الحرجة، التي لا يعرفون ما يكون مصيرهم بعدها، فيبادرون إلى إلقاء الشبهات أمام ضعفاء العقل والإيمان، وقاصري المعرفة بالدين وأحكامه، وذلك بتمهيد الجو وفتح الباب للتلاعب بهم..

وكانت الوسيلة التي اختارها الشيطان لذلك في لحظة موت الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) هو هذا النداء الذي إن استجاب له المسلمون، واعتبروه نداء من الملائكة، فسيفتح الباب أمام الأبالسة لمواصلة أمثال هذا النداء، والتدخل في كل كبيرة وصغيرة بعد ذلك بنحو يبلبل الأفكار، ويحرف الأمور عن مسارها.. ولا تبقى ضابطة يعرف بها نداء الملك من نداء الشيطان.

وربما يبدأ الخلاف والإختلاف من نفس هذه النقطة، وهي تغسيل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، إذ لو أصر علي (عليه‌السلام ) على تغسيله، فسيكون هناك من يتهمه بأن هذا مجرد اجتهاد منه، ولعله أخطأ فيه..

ولكن وصية النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعلي (عليه‌السلام ) بأن يتولى هو تغسيله مكنت علياً (عليه‌السلام ) من إزالة الشبهة، ورد كيد الشيطان، وإبعاد وسوساته، وقطعت عليه طريق العودة إلى أسلوب النداء في باقي الموارد.. إذ أصبح كل نداء يسمع بعد ذلك موضع ريب وشك وحذر من كل أحد، والشيطان يريد أن يستفيد من غفلة الناس ومن بساطتهم..

٢٠