إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ١

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن0%

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن مؤلف:
تصنيف: القرءات وفنّ التجويد
الصفحات: 316

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري
تصنيف: الصفحات: 316
المشاهدات: 16621
تحميل: 5737


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 316 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 16621 / تحميل: 5737
الحجم الحجم الحجم
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قوله تعالى :( صراطا مستقيما ) هو مفعول ثان ليهدى ، وقيل هو مفعول ليهدى على المعنى ؛ لان المعنى يعرفهم قوله تعالى :( في الكلالة ) في يتعلق بيفتيكم وقال الكوفيون : بيستفتونك ، وهذا ضعيف ؛ لانه لو كان كذلك لقال : يفتيكم فيها في الكلالة كما لو تقدمت( إن امرؤ هلك ) هو مثل" وإن امرأة خافت " ( ليس له ولد ) الجملة في موضع الحال من الضمير في هلك( وله أخت ) جملة حالية أيضا ، وجواب الشرط( فلها ) ( وهو يرثها ) مستأنف لاموضع له ، وقد سدت هذه الجملة مسد جواب الشرط الذى هو قوله :( إن لم يكن لها ولد ) .( فإن كانتا اثنتين ) الالف في كانتا ضمير الاختين ، ودل على ذلك قوله :" وله أخت " وقيل : هو ضمير من(١) ، والتقدير : فإن كان من يرث ثنتين ، وحمل ضمير من على المعنى ؛ لانها تستعمل في الافراد والتثنية والجمع بلفظ واحد فإن قيل : من شرط الخبر أن يفيد مالا يفيده المبتدأ والالف ، قد دلت على الاثنين قيل : الفائدة في قوله اثنتين بيان أن الميراث ، وهو الثلثان هاهنا مستحق بالعدد مجردا عن الصغر والكبر وغيرهما ، فلهذا كان مفيدا( مما ترك ) في موضع الحال من الثلثان( فإن كانوا ) الضمير للورثة ، وقد دل عليه ماتقدم( فللذكر ) أى منهم( أن تضلوا ) فيه ثلاثة أوجه ، أحدها : هو مفعول يبين : أى يبين لكم ضلالكم لتعرفوا الهدى ، والثانى : هو مفعول له تقديره : مخافة أن تضلوا ، والثالث تقديره : لئلا تضلوا وهو قول الكوفيين ، ومفعول يبين على الوجهين محذوف : أى يبين لكم الحق .

___________________

(١) قوله : ( هو ضمير من الخ ) أى المقدرة في الكلام ولايخفى أن تقديرها يندفع به الاشكال الآتى فليتأمل اه‍ .

٢٢١

سورة المائدة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( إلا مايتلى عليكم ) في موضع نصب على الاستثناء من بهيمة الانعام ، والاستثناء متصل ، والتقدير : أحلت لكم بهيمة الانعام إلا الميتة وماأهل لغير الله به وغيره مما ذكر في الآية الثالثة من السورة( غير ) حال من الضمير المجرور عليكم أو لكم ، وقيل : هو حال من ضمير الفاعل في أوفوا ، و( محلى ) اسم فاعل مضاف إلى المفعول ، وحذفت النون للاضافة ، و( الصيد ) مصدر بمعنى المفعول : أى المصدر ، ويجوز أن يكون على بابه هاهنا : أى غير محلين الاصطياد في حال الاحرام

٢٢٢

قوله تعالى :( ولا القلائد ) أى ولا ذوات القلائد لانها جمع قلادة ، والمراد تحريم المقلدة لا القلادة( ولا آمين ) أى ولا قتال آمين أو أذى آمين وقرئ في الشاذ" ولا آمى البيت " بحذف النون والاضافة( يبتغون ) في موضع الحال من الضمير في آمين ، ولايجوز أن يكون صفة لآمين ؛ لان اسم الفاعل إذا وصف لم يعمل في الاختيار( فاصطادوا ) قرئ في الشاذ بكسر الفاء ، وهى بعيدة من الصواب ، وكأنه حركها بحركة همزة الوصل( ولا يجرمنكم ) الجمهور على فتح الياء ، وقرئ بضمها وهما لغتان : يقال ، جرم وأجرم ، وقيل : جرم متعد إلى مفعول واحد وأجرم متعد إلى اثنين ، والهمزة للنقل ، فأما فاعل هذا الفعل فهو( شنآن ) ومفعوله الاول الكاف والميم ، و( أن تعتدوا ) هو المفعول الثانى على قول من عداه إلى مفعولين ، ومن عداه إلى واحد كأنه قدر حرف الجر مرادا مع أن تعتدوا ، والمعنى : لا يحملنكم بغض قوم على الاعتداء ، والجمهور على فتح النون الاولى من شنآن ، وهو مصدر كالغليان والنزوان .

ويقرأ بسكونها وهو صفة مثل عطشان وسكران ، والتقدير : على هذا لا يحملنكم بغيض قوم : أى عداوة بغيض قوم ، وقيل : من سكن أراد المصدر أيضا ، لكنه خفف لكثرة الحركات وإذا حركت النون كان مصدرا مضافا إلى المفعول : أى لا يحملنكم بغضكم لقوم ، ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل : أى بغض قوم إياكم( أن صدوكم ) يقرأ بفتح الهمزة وهى مصدرية ، والتقدير : لان صدوكم ، وموضعه نصب أو جر على الاختلاف في نظائره ويقرأ بكسرها على أنها شرط ، والمعنى : أن يصدوكم مثل ذلك الصد الذى وقع منهم ، أو يستديموا الصد ، وإنما قدر بذلك ؛ لان الصد كان قد وقع من الكفار للمسلمين( ولا تعاونوا ) يقرأ بتخفيف التاء‌ين على أنه حذف التاء الثانية تخفيفا ، أو بتشديدها إذا وصلتها بلا على إدغام إحدى التاء‌ين في الاخرى ، وساغ الجمع بين ساكنين ؛ لان الاول منهما حرف مد .

قوله تعالى :( الميتة ) أصلها الميتة( والدم ) أصله دمى( وماأهل لغير الله به ) قد ذكر ذلك كله في البقرة( والنطيحة ) بمعنى المنطوحة ، ودخلت فيها الهاء ؛ لانها لم تذكر الموصوفة معها فصارت كالاسم ، فإن قلت شاة نطيح لم تدخل الهاء( وماأكل السبع ) " ما " بمعنى الذى وموضعه رفع عطفا على الميتة ، والاكثر ضم الباء من السبع وتسكينها لغة ، وقد قرئ به( إلا ما ذكيتم ) في موضع نصب استثناء من الموجب قبله ، والاستثناء راجع إلى المتردية والنطيحة وأكيلة السبع

٢٢٣

  ( وما ذبح ) مثل" وما أكل السبع " ( على النصب ) فيه وجهان : أحدهما : هو متعلق بذبح تعلق المفعول بالفعل : أى ذبح على الحجارة التى تسمى نصبا ، أى ذبحت في ذلك الموضع والثانى : أن النصب الاصنام ، فعلى هذا في" على " وجهان : أحدهما : هى بمعنى اللام : أى لاجل الاصنام ، فتكون مفعولا له ، والثانى : أنها على أصلها وموضعه حال : أى وما ذبح مسمى على الاصنام ، وقيل : نصب بضمتين ، ونصب بضم النون وإسكان الصاد ، ونصب بفتح النون وإسكان الصاد ، وهو مصدر بمعنى المفعول ، وقيل يجوز فتح النون والصاد أيضا ، وهو اسم بمعنى المنصوب كالقبض والنقض بمعنى المقبوض والمنقوض( وأن تستقسموا ) في موضع رفع عطفا على الميتة ، و( الازلام ) جمع زلم : وهو القدح الذى كانوا يضربون به على أيسار الجزور( ذلكم فسق ) مبتدأ وخبر ، ولكم إشارة إلى جميع المحرمات في الآية ، ويجوز أن يرجع إلى الاستقسام( اليوم ) ظرف ل‍( يئس ) و( اليوم ) الثانى ظرف ل‍( أكملت ) و( عليكم ) يتعلق بأتممت ولا يتعلق ب‍( نعمتى ) فإن شئت جعلته على التبيين : أى أتممت أعنى عليكم ، و( رضيت ) يتعدى إلى مفعول واحد ، وهو هنا( الاسلام ) و( دينا ) حال ، وقيل : يتعدى إلى مفعولين ؛ لان معنى رضيت هنا جعلت وصيرت ولكم يتعلق برضيت وهى للتخصيص ، ويجوز أن يكون حالا من الاسلام : أى رضيت الاسلام لكم( فمن اضطر ) شرط في موضع رفع بالابتداء ، و( غير ) حال ، والجمهور على( متجانف ) بالالف والتخفيف ، وقرئ" متجنف " بالتشديد من غير ألف يقال تجانف وتجنف( لاثم ) متعلق بمتجانف ، وقيل : اللام بمعنى إلى ، أى ماثل إلى إثم( فإن الله غفور رحيم ) أى له ، فحذف العائد على المبتدأ .

قوله تعالى :( ماذا أحل لهم ) قد ذكر في البقرة( وما علمتم ) " ما " بمعنى الذى ، والتقدير : صيد ما علمتم ، أو تعليم ما علمتم ، و( من الجوارح ) حال من الهاء المحذوفة أو من" ما " والجوارح جمع جارحة ، والهاء فيها للمبالغة وهى صفة غالبة ، إذا لا يكاد يذكر معها الموصوف( مكلبين ) يقرأ بالتشديد والتخفيف ، يقال : كلبت الكلب وأكلبته فكلب : أى أغريته على الصيد وأسدته فاستأسد ، وهو حال من الضمير في علمتم( تعلمونهن ) فيه وجهان : أحدهما : هو مستأنف لا موضع له ، والثانى : هو حال من الضمير في مكليين ، ولا يجوز أن يكون حالا ثانية ؛ لان

٢٢٤

العامل الواحد لا يعمل في حالين ، ولا يحسن أن يجعل حالا من الجوارح ؛ لانك قد فصلت بينهما بحال لغير الجوارح( مما ) أى شيئا مما( علمكم الله ) قوله تعالى :( وطعام الذين ) مبتدأ ،( وحل لكم ) خبره ، ويجوز أن يكون معطوفا على الطبيات ، وحل لكم خبر مبتدأ محذوف( وطعامكم حل لهم ) مبتدأ وخبر( والمحصنات ) معطوف على الطيبات ، ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف : أى والمحصنات من المؤمنات حل لكم أيضا ، وحل مصدر بمعنى الحلال فلا يثنى ولا يجمع ، و( من المؤمنات ) حال من الضمير في المحصنات ، أو من نفس المحصنات إذا عطفتها على الطيبات( إذا آتيتموهن ) ظرف لاحل أو لحل المحذوفة( محصنين ) حال من الضمير المرفوع في آتيتموهن ، فيكون العامل آتيتم ، ويجوز أن يكون العامل أحل أو حل المحذوفة( غير ) صفة لمحصنين أو حال من الضمير الذى فيها( ولا متخذى ) معطوف على غير فيكون منصوبا ، ويجوز أن يعطف على مسافحين ، وتكون لا لتأكيد النفى( ومن يكفر بالايمان ) أى بالمؤمن به فهو مصدر في موضع المفعول كالخلق بمعنى المخلوق ، وقيل التقدير : بموجب الايمان وهو الله( وهو في الآخرة من الخاسرين ) إعرابه مثل إعراب" وإنه في الآخرة لمن الصالحين " وقد ذكر في البقرة .

قوله تعالى :( إلى المرافق ) قيل : إلى بمعنى مع كقوله :" ويزدكم قوة إلى قوتكم " وليس هذا المختار ، والصحيح أنها على بابها وأنها لانتهاء الغاية ، وإنما وجب غسل المرافق بالسنة وليس بينهما تناقض ؛ لان إلى تدل على انتهاء الفعل ، ولا يتعرض بنفى المحدود إليه ولا بإثباته ، ألا ترى أنك إذا قلت : سرت إلى الكوفة ، فغير ممتنع أن تكون بلغت أول حدودها ولم تدخلها وأن تكون دخلتها ، فلو قام الدليل على أنك دخلتها لم يكن مناقضا لقولك : سرت إلى الكوفة ، فعلى هذا تكون إلى متعلقة باغسلوا ، ويجوز أن تكون في موضع الحال وتتعلق بمحذوف ، والتقدير : وأيديكم مضافة إلى المرافق( برء‌وسكم ) الباء زائدة ، وقال من لا خبرة له بالعربية : الباء في مثل هذا للتبعيض ، وليس بشئ يعرفه أهل النحو ، ووجه دخولها أنها تدل على إلصاق المسح بالرأس( وأرجلكم ) يقرأ بالنصب وفيه وجهان : أحدهما : هو معطوف على الوجوه والايدى : أى فاغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم ، وذلك جائز في العربية بلا خلاف ، والسنة الدلالة على وجوب غسل الرجلين تقوى ذلك والثانى : أنه معطوف على موضع برء‌وسكم ، والاول أقوى ؛ لان العطف على اللفظ أقوى من العطف على الموضع .

٢٢٥

ويقرأ في الشذوذ بالرفع على الابتداء : أى وأرجلكم مغسولة أو كذلك ويقرأ بالجر وهو مشهور أيضا كشهرة النصب. وفيها وجهان : أحدهما : أنها معطوفة على الرء‌وس في الاعراب والحكم مختلف ، فالرء‌وس ممسوحة والارجل مغسولة ، وهو الاعراب الذى يقال هو على الجوار ، وليس بممتنع أن يقع في القرآن لكثرته ، فقد جاء في القرآن والشعر ، فمن القرآن قوله تعالى :" وحور عين " على قراء‌ة من جر ، وهو معطوف على قوله :" بأكواب وأباريق " والمعنى مختلف ، إذ ليس المعنى يطوف عليهم ولدان مخلدون بحور عين ، قال الشاعر وهو النابغة :

لم يبق إلا أسير غير منفلت

أو موثق في حبال القد مجنوب

والقول في مجرورة والجوار مشهور عندهم في الاعراب ، وقلب الحروف ببعضها إلى بعض والتأنيث وغير ذلك فمن الاعراب ما ذكرنا في العطف ومن الصفات قوله :" عذاب يوم محيط " واليوم ليس بمحيط ، وإنما المحيط العذاب ، وكذلك قوله :" في يوم عاصف " واليوم ليس بعاصف وإنما العاصف الريح ، ومن قلب الحروف قوله : على الصلاة والسلام" ارجعن مأزورات غير مأجورات " والاصل موزورات ولكن أريد التآخى ، وكذلك قولهم : إنه لا يأتينا بالغدايا والعشايا ومن التأنيث قوله :" فله عشر أمثالها " فحذفت التاء من عشر وهى مضافة إلى الامثال وهى مذكرة ، ولكن لما جاورت الامثال الضمير المؤنث أجرى عليها حكمه ، وكذلك قول الشاعر :

لما أتى خبر الزبير تضعضعت

سور المدينة والجبال الخشع

وقولهم : ذهبت بعض أصابعه ومما راعت العرب فيه الجوار قولهم : قامت هند ، فلم يجيزوا حذف التاء إذا لم يفصل بينهما ، فإن فصلوا بينهما أجازوا حذفها ، ولا فرق بينهما إلا المجاورة وعدم المجاورة ، ومن ذلك قولهم : قام زيد وعمرا كلمته استحسنوا النصب بفعل محذوف لمجاورة الجملة اسما قد عمل فيه الفعل ، ومن ذلك قلبهم الواو المجاورة للطرف همزة في قولهم أوائل ، كما لو وقعت طرفا ، وكذلك إذا بعدت عن الطرف لا تقلب طواويس ، وهذا موضع يحتمل أن يكتب فيه أوراق من الشواهد ، وقد جعل النحويون له بابا ورتبوا عليه مسائل ثم أصلوه بقولهم : جحر ضب خرب ، حتى اختلفوا في جواز جر التثنية والجمع ، فأجاز الاتباع فيهما جماعة من حذاقهم قياسا على

٢٢٦

المفرد المسموع ، ولو كان لا وجه في القياس بحال لاقتصروا فيه على المسموع فقط ، ويؤيد ماذكرناه أن الجر في الآية قد أجيز غيره ، وهو النصب والرفع ، والرفع والنصب غير قاطعين ولاظاهرين على أن حكم الرجلين المسح ، وكذلك الجر يجب أن يكون كالنصب والرفع في الحكم دون الاعراب والوجه الثانى : أن يكون جر الارجل بجار محذوف تقديره : وافعلوا بأرجلكم غسلا وحذف الجار وإبقاء الجر جائز ، قال الشاعر :

مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة

ولا ناعب إلا ببين غرابها

وقال زهير :

بدا لى أنى لست مدرك ما مضى

ولا سابق شيئا إذا كان جائيا

فجر بتقدير الباء وليس بموضع ضرورة ، وقد أفردت لهذه المسألة كتابا( إلى الكعبين ) مثل إلى المرافق وفيه دليل على وجوب غسل الرجلين ؛ لان الممسوح ليس بمحدود ، والتحديد في المغسول الذى أريد بعضه وهو قوله :" وأيديكم إلى المرافق " ولم يحدد الوجه ؛ لان المراد جميعه( وأيديكم منه ) منه في موضع نصب بامسحوا( ليجعل ) اللام غير زائدة ، ومفعول يريد محذوف تقديره : ما يريد الله الرخصة في التيمم ليجعل عليكم حرجا ، وقيل : اللام زائدة وهذا ضعيف ؛ لان أن غير ملفوظ بها ، وإنما يصح أن يكون الفعل مفعولا ليريد بأن ، ومثله( ولكن يريد ليطهركم ) أى يريد ذلك ليطهركم( عليكم ) يتعلق بيتم ، ويجوز أن يتعلق بالنعمة ، ويجوز أن يكون حالا من النعمة قوله تعالى :( إذ ) ظرف لواثقكم ، ويجوز أن يكون حالا من الهاء المجرورة ، وأن يكون حالا من الميثاق قوله تعالى :( شهداء بالقسط ) مثل قوله تعالى :" شهداء لله " وقد ذكرناه في النساء( هو أقرب ) هو ضمير العدل ، وقد دل عليه اعدلوا ، وأقرب للتقوى قد ذكر في البقرة .

قوله تعالى :( وعد الله ) وعد يتعدى إلى مفعولين يجوز الاقتصار على أحدهما والمفعول الاول هنا" الذين آمنوا " والثانى محذوف استغنى عنه بالجملة التى هى قوله :( لهم مغفرة ) ولا موضع لها من الاعراب ؛ لان وعد لا يعلق عن العمل كما تعلق ظننت وأخواتها .

٢٢٧

قوله تعالى :( نعمت الله عليكم ) يتعلق بنعمة ويجوز أن يكون حالا منها فيتعلق بمحذوف ، و( إذ ) ظرف للنعمة أيضا ، وإذا جعلت عليكم حالا جاز أن يعمل في إذ( أن يبسطوا ) أى بأن يبسطوا ، وقد ذكرنا الخلاف في موضعه قوله تعالى :( منهم اثنى عشر ) يجوز أن يتعلق منهم ببعثنا ، وأن يكون صفة لاثنى عشر تقدمت فصارت حالا( وعزرتموهم ) يقرأ بالتشديد والتخفيف والمعنى واحد( قرضا ) يجوز أن يكون مصدرا محذوف الزوائد ، والعامل فيه أقرضتم : أى إقراضا ويجوز أن يكون القرض بمعنى المقرض فيكون مفعولا به( لاكفرن ) جواب الشرط( فمن كفر بعد ذلك منكم ) في موضع الحال من الضمير في لاكفرن ، و( سواء السبيل ) قد ذكر في البقرة قوله تعالى :( فيما نقضهم ) الباء تتعلق ب‍( لعناهم ) ولو تقدم الفعل لدخلت الفاء عليه ، وما زائدة أو بمعنى شئ ، وقد ذكر في النساء( وجعلنا ) يتعدى إلى مفعولين بمعنى صيرنا و( قاسية ) المفعول الثانى وياؤه واو في الاصل ؛ لانه من القسوة ، ويقرأ" قسية " على فعيلة ، قلبت الواو ياء وأدغمت فيها ياء فعيل وفعيلة في لعناهم ، وأن يكون حالا من الضمير في قاسية ، ولا يجوز أن يكون حالا من هنا للمبالغة بمعنى فاعلة( يحرفون ) مستأنف ، ويجوز أن يكون حالا من المفعول في لعناهم ، وأن يكون حالا من الضمير في قاسية ولا يجوز أن يكون حالا من القلوب ؛ لان الضمير في يحرفون لا يرجع إلى القلوب ، ويضعف أن يجعل حالا من الهاء والميم في قلوبهم( عن مواضعه ) قد ذكر في النساء( على خائنة ) أى على طائفة خائنة ، ويجوز أن تكون فاعلة هنا مصدرا كالعاقبة والعافية ، و( منهم ) صفة لخائنة ، ويقرأ" خيانة " وهى مصدر والياء منقلبة عن واو لقولهم يخون ، وفلان أخون من فلان ، وهو خوان( إلا قليلا منهم ) استثناء من خائنة ، ولو قرئ بالجر على البدل لكان مستقيما .

قوله تعالى :( ومن الذين قالوا ) من تتعلق بأخذنا تقديره : وأخدنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم ، والكلام معطوف على قوله :" ولقد أخذ الله ميثاف بنى إسرائيل " والتقدير : وأخذنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم ، ولا يجوز أن يكون التقدير : وأخذنا ميثاقهم ، من الذين قالوا إنا نصارى ؛ لان فيه إضمار قبل الذكر لفظا وتقديرا ، والياء في( وأغرينا ) من واو ، واشتقاقه من الغراء : وهو الذى يلصق به ، ويقال سهم

٢٢٨

مغرو ، و( بينهم ) ظرف لاغرينا أو حال من( العداوة ) ولا يكون ظرفا للعداوة ؛ لان المصدر لا يعمل فيما قبله( إلى يوم القيامة ) يتعلق بأغرينا أو بالبغضاء أو بالعداوة : أى تباغضوا إلى يوم القيامة .قوله تعالى : ( يبين لكم ) حال من رسولنا ، و ( من الكتاب ) حال من الهاء محذوفة في يخفون ( قد جاء‌كم ) لاموضع له ( من الله ) يتعلق بجاء‌كم أو حال من نور قوله تعالى : ( يهدى به الله ) يجوز أن يكون حالا من رسولنا بدلا من يبين ، وأن يكون حالا من الضمير في يبين ، ويجوز أن يكون صفة لنور أو لكتاب ، والهاء في به تعود على من جعل يهدى حالا منه أو صفة له فلذلك أفرد ، و ( من ) بمعنى الذى أو نكرة موصوفة ، و ( سبل السلام ) المفعول الثانى ليهدى ، ويجوز أن يكون بدلا من رضوانه ، والرضوان بكسر الراء وضمها لغتان ، وقد قرئ بهما ، وسبلى بضم الباء والتسكين لغة وقد قرئ به ( بإذنه ) أى بسبب أمره المنزل على رسوله .

قوله تعالى :( فمن يملك ) أى قل لهم ، ومن استفهام تقرير ، و( من الله ) يجوز أن يكون حالا متعلقا بيملك ، وأن يكون حالا من و( شيئا ) و( جميعا ) حال من المسيح وأمه ومن في الارض ، ويجوز أن يكون حالا من من وحدها ، ومن هاهنا عام سبقه خاص من جنسه ، وهو المسيح وأمه( يخلق ) مستأنف قوله تعالى :( قل فلم يعذبكم ) أى قل لهم( بل أنتم ) رد لقولهم :" نحن أبناء الله " وهو محكى بقل قوله تعالى :( على فترة ) في موضع الحال من الضمير في يبين ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير المجرور في لكم ، و( من الرسل ) نعت لفترة( أن تقولوا ) أى مخافة أن تقولوا( ولا نذير ) معطوف على لفظ بشير ، ويجوز في الكلام الرفع على موضع من بشير .

قوله تعالى :( نعمت الله عليكم إذ جعل ) هو مثل قوله :" نعمة الله عليكم إذ هم قوم " وقد ذكر قوله تعالى :( على أدباركم ) حال من الفاعل في ترتدوا( فتنقلبوا ) يجوز أن يكون مجزوما عطفا على ترتدوا ، وأن يكون منصوبا على جواب النهى قوله تعالى :( فإنا داخلون ) أى داخلوها ، فحذف المفعول لدلالة الكلام عليه قوله تعالى :( من الذين يخافون ) في موضع رفع صفة لرجلين ، ويخافون صلة الذين والواو العائد ويقرأ بضم الياء على مالم يسم فاعله وله معنيان : أحدهما :

٢٢٩

هو من قولك ، خيف الرجل : أى خوف ، والثانى : أن يكون المعنى يخافهم غيرهم كقولك : فلان مخوف : أى يخافه الناس( أنعم الله ) صفة أخرى لرجلين ، ويجوز أن يكون حالا ، وقد معه مقدرة ، وصاحب الحال رجلان أو الضمير في الذين قوله تعالى :( ما داموا ) هو بدل من أبدا ؛ لان ما مصدرية تنوب عن الزمان ، وهو بدل بعض ، و( هاهنا ) ظرف ل‍( قاعدون ) والاسم هنا وها للتنبيه مثل التى في قولك هذا وهؤلاء .

قوله تعالى :( وأخى ) في موضعه وجهان : أحدهما : نصب عطفا على نفسى أو على اسم إن ، والثانى : رفع عطفا على الضمير في أملك : أى ولا يملك أخى إلا نفسه ، ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف ، أى وأخى كذلك( وبين القوم الفاسقين ) الاصل أن لا تكرر بين ، وقد تكرر توكيدا كقولك : المال بين زيد وبين عمرو ، وكررت هنا لئلا يعطف على الضمير من غير إعادة الجار قوله تعالى :( أربعين سنة ) ظرف لمحرمة ، فالتحريم على هذا مقدر ، و( يتيهون ) حال من الضمير المجرور ، وقيل : هى ظرف ليتيهون ، فالتحريم على هذا غير مؤقت( فلا تأس ) ألف تأسا بدل من واو ؛ لانه من الاسى الذى هو الحزن ، وتثنيته أسوان ، ولا حجة في أسيت عليه لانكسار السين ، ويقال : رجل أسوان بالواو ، وقيل : هى من الياء يقال : رجل أسيان أيضا .

قوله تعالى :( نبأ ابنى آدم ) الهمزة في ابنى همزة وصل كما هى في الواحد ، فأما همزة أبناء في الجمع فهمزة قطع ؛ لانها حادثة للجمع( إذ قربا ) ظرف لنبأ أو حال منه ، ولا يكون ظرفا لاتل وبالحق حال من الضمير في اتل : أى محقا أو صادقا( قربانا ) هو في الاصل مصدر ، وقد وقع هنا موضع المفعول به ، والاصل إذ قربا قربانين ، لكنه لم يثن ؛ لان المصدر لا يثنى .

وقال أبوعلى : تقديره إذ قرب كل واحد منهما قربانا كقوله :" فاجلدوهم ثمانين جلدة " أى كل واحد منهم( قال لاقتلنك ) أى قال المردود عليه للمقبول منه ومفعول( يتقبل ) محذوف : أى يتقبل من المتقين قرابينهم وأعمالهم قوله تعالى :( بإثمى وإثمك ) في موضع الحال : أى ترجع حاملا للاثمين .

٢٣٠

قوله تعالى :( فطوعت ) الجمهور على تشديد الواو ، ويقرأ" طاوعت " بالالف والتخفيف وهما لغتان ، والمعنى : زينت وقال قوم : طاوعت تتعدى بغير لام ، وهذا خطأ ؛ لان التى تتعدى بغير اللام تتعدى إلى مفعول واحد وقد عداه هاهنا إلى( قتل أخيه ) وقيل التقدير طاوعته نفسه على قتل أخيه فزاد اللام وحذف على .

قوله تعالى :( كيف يوارى ) كيف في موضع الحال من الضمير في يوارى ، والجملة في موضع نصب بيرى ، والسوأة يجوز تخفيف همزتها بإلقاء حركتها على الواو فتبقى سوأة أخيه ، ولاتقلب الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ؛ لان حركتها عارضة والالف في( ويلتى ) بدل من ياء المتكلم ، والمعنى : ياويله احضرى فهذا وقتك( فأوارى ) معطوف على أكون ، وذكر بعضهم أنه يجوز أن ينتصب على جواب الاستفهام وليس بشئ ، إذ ليس المعنى أيكون منى عجز فمواراة ، ألا ترى أن قولك أين بيتك فأزورك ، معناه : لو عرفت لزرت ، وليس المعنى هنا لو عجزت لواريت .

قوله تعالى :( من أجل ) من تتعلق ب‍( كتبنا ) ولاتتعلق بالنادمين ؛ لانه يحسن الابتداء بكتبنا هنا ، والهاء في( إنه ) للشان ، و( من ) شرطية ، و( بغير ) حال من الضمير في قتل : أى من قتل نفسا ظالما( أو فساد ) معطوف على نفس ، وقرئ في الشاذ بالنصب : أى أو عمل فسادا ، أو أفسد فسادا : أى إفساد فوضعه موضع المصدر مثل العطاء ، و( بعد ذلك ) ظرف ل‍( مسرفون ) ولا تمنع لام التوكيد ذلك قوله تعالى :( يحاربون ال له ) أى أولياء الله فحذف المضاف ، و( أن يقتلوا ) خبر جزاء ، وكذلك المعطوف عليه ، وقد ترئ فيهن بالتخفيف ، و( من خلاف ) حال من الايدى والارجل : أى مختلفة( أو ينفوا من الارض ) أى من الارض التى يريدون الاقامة بها فحذف الصفة ، و( ذلك ) مبتدأ ، و( لهم خزى ) مبتدأ وخبر في موضع خبر ذلك ، و( في الدنيا ) صفة خزى ، ويجوز أن يكون ظرفا له ويجوز أن يكون خزى خبر ذلك ولهم صفة مقدمة فتكون حالا ، ويجوز أن يكون في الدنيا ظرفا للاستقرار .

قوله تعالى :( إلا الذين ) استثناء من الذين يحاربون في موضع نصب ، وقيل يجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء ، والعائد عليه من الخبر محذوف : أى( فإن الله غفور ) لهم أو( رحيم ) بهم قوله تعالى :( إليه الوسيلة ) يجوز أن يتعلق إلى بابتغوا ،

٢٣١

وأن يتعلق بالوسيلة ؛ لان الوسيلة بمعنى المتوسل به فيعمل فيما قبله ، ويجوز أن يكون حالا ، أى الوسيلة كائنة إليه .قوله تعالى : ( من عذاب يوم القيامة ) العذاب اسم للتعذيب ، وله حكمه في العمل ، وأخرجت إضافته إلى يوم يوما عن الظرفية قوله تعالى : ( والسارق والسارقة ) مبتدأ وفى الخبر وجهان : أحدهما : هو محذوف تقديره عند سيبويه : وفيما يتلى عليكم ، ولا يجوز أن يكون عنده ( فاقطعوا ) هو الخبر من أجل الفاء ، وإنما يجوز ذلك فيما إذا كان المبتدأ الذى وصلته بالفعل أو الظرف ؛ لانه يشبه الشرط والسارق ليس كذلك .

والثانى : الخبر فاقطعوا أيديهما ؛ لان الالف واللام في السارق بمنزلة الذى إذ لايراد به سارق بعينه( وأيديهما ) بمعنى يديهما ؛ لان المقطوع من السارق والسارقة يميناهما فوضع الجمع موضع الاثنين ؛ لانه ليس في الانسان سوى يمين واحدة ، وما هذا سبيله يجعل الجمع فيه مكان الاثنين ، ويجوز أن يخرج على الاصل ، وقد جاء في بيت واحد ، قال الشاعر :

ومهمهين فدفدين مرتين

ظهراهما مثل ظهور الترسين

  ( جزاء ) مفعول من أجله أو مصدر لفعل محذوف : أى جازاهما جزاء ، وكذلك( نكالا ) .

قوله تعالى :( لا يحزنك ) نهى ، والجيد فتح الياء وضم الزاى ، ويقرأ بضم الياء وكسر الزاى من أحزننى وهى لغة( من الذين قالوا ) في موضع نصب على الحال من الضمير في يسارعون ، أو من الذين يسارعون( بأفواههم ) يتعلق بقالوا : أى قالوا بأفواههم آمنا( ولم تؤمن قلوبهم ) الجملة حال( ومن الذين هادوا ) معطوف على قوله :" من الذين قالوا آمنا " و( سماعون ) خبر مبتدإ محذوف : أى هم سماعون ، وقيل : سماعون مبتدأ ، ومن الذين هادوا خبره( للكذب ) فيه وجهان : أحدهما : اللام زائدة تقديره سماعون الكذب والثانى : ليست زائدة ، والمفعول محذوف ، والتقدير سماعون أخباركم للكذب أى ليكذبوا عليكم فيها ، و( سماعون ) الثانية تكريرا للاولى ، و( لقوم ) متعلق به : أى لاجل قوم ، ويجوز أن تتعلق اللام في لقوم بالكذب ؛ لان سماعون الثانية مكررة ، والتقدير : ليكذبوا لقوم آخرين ، و( لم يأتوك ) في موضع جر صفة أخرى لقوم( يحرفون ) فيه وجهان : أحدهما : هو مستأنف لا موضع له ، أو في موضع رفع خبر لمبتدإ محذوف : أى هم يحرفون .

٢٣٢

والثانى : ليست بمستأنف بل هو صفة لسماعون : أى سماعون محرفون ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في سماعون ، ويجوز أن يكون صفة أخرى لقوم : أى محرفين و( من بعد مواضعه ) مذكور في النساء( يقولون ) مثل يحرفون ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يحرفون( من الله شيئا ) في موضع الحال التقدير : شيئا كائنا من أمر الله قوله تعالى :( سماعون للكذب ) أى هم سماعون ، ومثله( أكالون للسحت ) والسحت والسحت لغتان وقد قرئ بهما( فلن يضروك شيئا ) في موضع المصدر : أى ضررا قوله تعالى :( وكيف يحكمونك ) كيف في موضع نصب عل الحال من الضمير الفاعل في يحكمونك( وعندهم التوراة ) جملة في موضع الحال ، والتوراة مبتدأ ، وعندهم الخبر ، ويجوز أن ترفع التوراة بالظرف( فيها حكم الله ) في موضع الحال ، والعامل فيها مافى عند من معنى الفعل ، وحكم الله مبتدأ أو معمول الظرف قوله تعالى :( فيها هدى ونور ) في موضع الحال من التوراة( يحكم بها النبيون ) جملة في الحال من الضمير المجرور فيها( للذين هادوا ) اللام تتعلق بيحكم( والربانيون والاحبار ) عطف على النبيون( بما استحفظوا ) يجوز أن يكون بدلا من قوله بها في قوله :" يحكم بها " وقد أعاد الجار لطول الكلام وهو جائز أيضا وإن لم يطل ، وقيل الربانيون مرفوع بفعل محذوف ، والتقدير : ويحكم الربانيون والاحبار بما استحفظوا ، وقيل هو مفعول به : أى يحكمون بالتوراة بسبب استحفاظهم ذلك ، و" ما " بمعنى الذى : أى بما استحفظوه( من كتاب الله ) حال من المحذوف أو من" ما " ، و( عليه ) يتعلق ب‍( شهداء ) .

قوله تعالى :( النفس بالنفس ) بالنفس في موضع رفع خبر أن ، وفيه ضمير وأما( العين ) إلى قوله :( والسن ) فيقرأ بالنصب عطفا على ما عملت فيه أن ، وبالرفع وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : هو مبتدأ والمجرور خبره ، وقد عطف جملا على جملة والثانى : أن المرفوع منها معطوف على الضمير في قوله بالنفس ، والمجررات على هذا أحوال مبينة للمعنى ؛ لان المرفوع على هذا فاعل للجار ، وجاز العطف من غير توكيد كقوله تعالى :" ما أشركنا ولا آباؤنا " والثالث : أنها معطوفة على المعنى ؛ لان معنى كتبنا عليهم قلنا لهم النفس بالنفس ولا يجوز أن يكون معطوفا على أن وما عملت فيه ؛ لانها

٢٣٣

وما عملت فيه في موضع نصب وأما قوله :( والجروح ) فيقرأ بالنصب حملا على النفس ، وبالرفع وفيه الاوجه الثلاثة ، ويجوز أن يكون مستأنفا : أى والجروح قصاص في شريعة محمد ، والهاء في( به ) للقصاص ، و( فهو ) كناية عن التصدق والهاء في( له ) للمتصدق .

قوله تعالى :( مصدقا ) الاول حال من عيسى ، و( من التوراة ) حال من" ما " أو من الضمير في الظرف ، و( فيه هدى ) جملة في موضع الحال من الانجيل و( مصدقا ) الثانى حال أخرى من الانجيل ، وقيل : من عيسى أيضا( وهدى وموعظة ) حال من الانجيل أيضا ، ويجوز أن يكون من عيسى : أى هاديا وواعظا أو ذا هدى وذا موعظة ، ويجوز أن يكون مفعولا من أجله : أى قفينا للهدى ، أو وآتيناه الانجيل للهدى وقد قرئ في الشاذ بالرفع : أى وفى الانجيل هدى وموعظة وكرر الهدى توكيدا قوله تعالى :( وليحكم ) يقرأ بسكون اللام والميم على الامر ، ويقرأ بكسر اللام وفتح الميم على أنها لام كى : أى وقفينا ليؤمنوا وليحكم قوله تعالى :( بالحق ) حال من الكتاب( مصدقا ) حال من الضمير في قوله بالحق ، ولايكون حالا من الكتاب إذ لايكون حالان لعامل واحد( ومهيمنا ) حال أيضا ، ومن الكتاب حال من" ما " أو من الضمير في الظرف ، والكتاب الثانى جنس ، وأصل مهيمن ميمن ؛ لانه مشتق من الامانة ؛ لان المهيمن الشاهد ، وليس في الكلام همن حتى تكون الهاء أصلا( عما جاء‌ك ) في موضع الحال : أى عادلا عما جاء‌ك ، و( من الحق ) حال من الضمير في" جاء‌ك " أو من" ما " ( لكل جعلنا منكم ) لا يجوز أن يكون منكم صفة لكل ؛ لان ذلك يوجب الفصل بين الصفة والموصوف بالاجنبى الذى لا تشديد فيه للكلام ، ويوجب أيضا أن يفصل بين جعلنا وبين معمولها ، وهو( شرعة ) وإنما يتعلق بمحذوف تقديره : أعنى ، وجعلنا هاهنا إن شئت جعلتها المتعدية إلى مفعول واحد ، وإن شئت جعلتها بمعنى صيرنا( ولكن ليبلوكم ) اللام تتعلق بمحذوف تقديره : ولكن فرقكم ليبلوكم( مرجعكم جميعا ) حال من الضمير المجرور .

وفى العامل وجهان : أحدهما : المصدر المضاف ؛ لانه في تقدير : إليه ترجعون جميعا ، والضمير المجرور فاعل في المعنى أو قائم مقام الفاعل والثانى : أن يعمل فيه الاستقرار الذى ارتفع به مرجعكم أو الضمير الذى في الجار .

٢٣٤

قوله تعالى :( وأن احكم بينهم ) في أن وجهان : أحدهما : هى مصدرية ، والامر صلة لها وفى موضعها ثلاثة أوجه : أحدها : نصب عطفا على الكتاب في قوله :" وأنزلنا إليك الكتاب " أى وأنزلنا إليك الحكم والثانى : جر عطفا على الحق : أى أنزلنا إليك بالحق وبالحكم ، ويجوز على هذا الوجه أن يكون نصبا لما حذف الجار والثالث : أن يكون في موضع رفع تقديره : وأن احكم بينهم بما نزل الله أمرنا أو قولنا ، وقيل : أن بمعنى : أى ، وهو بعيد ؛ لان الواو تمنع من ذلك والمعنى يفسد ذلك ؛ لان أن التفسيرية ينبغى أن يسبقها قول يفسر بها ، ويمكن تصحيح هذا القول على أن يكون التقدير : وأمرناك ، ثم فسر هذا الامر باحكم( أن يفتنوك ) فيه وجهان : أحدهما : هو بدل من ضمير المفعول بدل الاشتمال : أى احذرهم فتنتهم والثانى : أن يكون مفعولا من أجله : أى مخافة أن يفتنوك .

قوله تعالى :( أفحكم الجاهلية ) يقرأ بضم الحاء وسكون الكاف وفتح الميم والناصب له يبغون ، ويقرأ بفتح الجميع ، وهو أيضا منصوب بيبغون : أى احكم حكم الجاهلية ، ويقرأ تبغون بالتاء على الخطاب ؛ لان قبله خطابا ، ويقرأ بضم الحاء وسكون الكاف وضم الميم على أنه مبتدأ ، والخبر يبغون ، والعائد محذوف : أى يبغونه وهو ضعيف ، وإنما جاء في الشعر إلا أنه ليس بضرورة في الشعر ، والمستشهد به على ذلك قول أبى النجم :قد أصبحت أم الخيار تدعى * على ذنبا كله لم أصنع ، فرفع كله ، ولو نصب لم يفسد الوزن( ومن أحسن ) مبتدأ وخبر ، وهو استفهام في معنى النفى ، و( حكما ) تمييز ، و( لقوم ) هو في المعنى عند قوم( يوقنون ) وليس المعنى أن الحكم لهم ، وإنما المعنى أن الموقن يتدبر حكم الله فيحسن عنده ، ومثله" إن في ذلك لآية للمؤمنين ـ ولقوم يوقنون " ونحو ذلك ، وقيل : هى على أصلها ، والمعنى : إن حكم الله للمؤمنين على الكافرين ، وكذلك الآية لهم : أى الحجة لهم .

قوله تعالى :( بعضهم أولياء بعض ) مبتدأ وخبر لاموضع له قوله تعالى :( فترى الذين ) يجوز أن يكون من رؤية العين فيكون( يسارعون ) في موضع الحال ، ويجوز أن يكون بمعنى تعرف فيكون يسارعون حالا أيضا ، ويجوز أن يكون من رؤية القلب المتعدية إلى مفعولين فيكون يسارعون المفعول الثانى ، وقرئ في الشاذ بالياء والفاعل الله

٢٣٥

تعالى ، و( يقولون ) حال من ضمير الفاعل في يسارعون ، و( دائرة ) صفة غالبة لا يذكر معها الموصوف( أن يأتى ) في موضع نصب خبر عسى ، وقيل هو في موضع رفع بدلا من اسم الله( فيصبحوا ) معطوف على يأتى .قوله تعالى : ( ويقول ) يقرأ بالرفع من غير واو العطف وهو مستأنف ، ويقرأ بالواو كذلك ، ويقرأ بالواو والنصب ، وفى النصب أربعة أوجه : أحدها : أنه معطوف على يأتى حملا على المعنى ؛ لان معنى عسى الله أن يأتى وعسى أن يأتى الله واحد ، ولايجوز أن يكون معطوفا على لفظ أن يأتى ؛ لان أن يأتى خبر عسى ، والمعطوف عليه في حكمه ، فيفتقر إلى ضمير يرجع إلى إسم عسى ، ولا ضمير في قوله : " ويقول الذين آمنوا " فيصير كقولك : عسى الله أن يقول الذين آمنوا والثانى : أنه معطوف على لفظ يأتى على الوجه الذى جعل فيه بدلا ، فيكون داخلا في اسم عسى ، واستغنى عن خبرها بما تضمنه اسمها من الحدث ، والوجه الثالث : أن يعطف على لفظ يأتى وهو خبر ، ويقدر مع المعطوف ضمير محذوف تقديره : ويقول الذين آمنوا به ، والرابع أن يكون معطوفا على الفتح تقديره : فعسى الله أن يأتى بالفتح ، وبأن يقول الذين آمنوا ( جهد أيمانهم ) فيه وجهان : أحدهما : أنه حال وهو هنا معرفة ، والتقدير : وأقسموا بالله يجهدون جهد أيمانهم ، فالحال في الحقيقة مجتهدين ، ثم أقيم الفعل المضارع مقامه ، ثم أقيم المصدر مقام الفعل لدلالته عليه والثانى : أنه مصدر يعمل فيه أقسموا ، وهو من معناه لامن لفظه قوله تعالى : ( من يرتد منكم ) يقرأ بفتح الدال وتشديدها على الادغام ، وحرك الدال بالفتح لالتقاء الساكنين ، ويقرأ " يرتدد " بفك الادغام والجزم على الاصل ، ومنكم في موضع الحال من ضمير الفاعل ( يحبهم ) في موضع جر صفة لقوم ( ويحبونه ) معطوف عليه ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير المنصوب تقديره : وهم يحبونه ( أذلة ) و ( أعزة ) صفتان أيضا ( يجاهدون ) يجوز أن يكون صفة لقوم أيضا ، وجاء بغير واو كما جاء أذلة : وأعزة ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أعزة : أى يعزون مجاهدين ، ويجوز أن يكون مستأنفا قوله تعالى : ( الذين يقيمون الصلاة ) صفة للذين آمنوا ( وهم راكعون ) حال من الضمير في يؤتون قوله تعالى : ( فإن حزب الله هم الغالبون ) قيل : هو خبر المبتدأ الذى هو من ولم يعد منه ضمير إليه ؛ لان الحزب هو من في المعنى فكأنه قال : فإنهم هم الغالبون

٢٣٦

قوله تعالى :( من الذين أوتوا الكتاب ) في موضع الحال من الذين الاولى ، أو من الفاعل في اتخذوا( والكفار ) يقرأ بالجر عطفا على الذين المجرورة ، وبالنصب عطفا على الذين المنصوبة ، والمعنيان صحيحان قوله تعالى :( ذلك بأنهم ) ذلك مبتدأ وما بعده الخبر : أى ذلك بسبب جهلهم : أى واقع بسبب جهلهم قوله تعالى :( هل تنقمون ) يقرأ بإظهار اللام على الاصل ، وبإدغامها في التاء لقربها منها في المخرج ، ويقرأ" تنقمون " بكسر القاف وفتحها وهو مبنى على الماضى وفيه لغتان : نقم ينقم ونقم ينقم ، و( منا ) مفعول تنقمون الثانى ، ومابعد إلا هو المفعول الاول ، ولا يجوز أن يكون منا حالا من أن والفعل لامرين : أحدهما : تقدم الحال على إلا ، والثانى : تقدم الصلة على الموصول ، والتقدير : هل تكرهون منا إلا إيماننا وأما قوله :( وأن أكثركم فاسقون ) ففى موضعه وجهان : أحدهما : أنه معطوف على أن آمنا ، والمعنى على هذا : إنكم كرهتم إيماننا وامتناعكم : أى كرهتم مخالفتنا إياكم ، وهذا كقولك للرجل : ماكرهت منى إلا أننى محبب إلى الناس وأنت مبغض وإن كان قد لايعترف بأنه مبغض ، والوجه الثانى : أنه معطوف على" ما " والتقدير : إلا أن آمنا بالله ، وبأن أكثركم فاسقون قوله تعالى :( مثوبة ) منصوب على التمييز والمميز بشر ويقرأ" مثوبة " بسكون الثاء وفتح الواو ، وقد ذكر في البقرة ، و( عند الله ) صفة لمثوبة( من لعنه ) في موضع من ثلاثة أوجه : أحدها : هو في موضع جر بدلا من شر والثانى : هو في موضع نصب بفعل دل عليه أنبئكم : أى أعرفكم من لعنه الله والثالث : هو في موضع رفع : أى هو من لعنه الله( وعبد الطاغوت ) يقرأ بفتح العين والباء ، ونصب الطاغوت على أنه فعل معطوف على لعن ، ويقرأ بفتح العين وضم الباء ، وجر الطاغوت وعبد هنا اسم مثل يقظ وحدث ، وهو في معنى الجمع ، ومابعده مجرور بإضافته إليه ، وهو منصوب بجعل ، ويقرأ بضم العين والباء ونصب الدال وجر مابعده ، وهو جمع عبد مثل سقف وسقف ، أو عبيد مثل قتيل وقتل ، أو عابد مثل نازل ونزل ، أو عباد مثل كتاب وكتب ، فيكون جمع جمع مثل ثمار وثمر ، ويقرأ" عبد الطاغوت " بضم العين وفتح الباء وتشديدها مثل ضارب وضرب ، ويقرأ" عباد الطاغوت " مثل صائم وصوام : ويقرأ" عباد الطاغوت " وهو ظاهر مثل صائم

٢٣٧

وصيام ، ويقرأ" وعابد الطاغوت " و" عبد الطاغوت " على أنه صفة مثل حطم ، ويقرأ" وعبد الطاغوت " على أنه فعل مالم يسم فاعله ، والطاغوت مرفوع ، ويقرأ" وعبد " مثل ظرف : أى صار ذلك للطاغوت كالغريزى ، ويقرأ" وعبدوا " على أنه فعل والواو فاعل ، والطاغوت نصب ، ويقرأ" وعبدة الطاغوت " وهو جمع عابد مثل قاتل وقتلة قوله تعالى :( وقد دخلوا ) في موضع الحال من الفاعل في قالوا ، أو من الفاعل في آمنا ، و( بالكفر ) في موضع الحال من الفاعل في دخلوا : أى دخلوا كفارا( وهم قد خرجوا ) حال أخرى ، ويجوز أن يكون التقدير : وقد كانوا خرجوا به قوله تعالى :( وأكلهم ) المصدر مضاف إلى الفاعل ، و( السحت ) مفعوله ، ومثله عن قولهم الاثم قوله تعالى :( ينفق ) مستأنف ، ولايجوز أن يكون حالا من الهاء لشيئين : أحدهما أن الهاء مضاف إليها ، والثانى : أن الخبر يفصل بينهما ، ولا يجوز أن يكون حالا من اليدين إذ ليس فيها ضمير يعود إليهما( للحرب ) يجوز أن يكون صفة لنار فيتعلق بمحذوف ، وأن يكون متعلقا بأوقدوا ، و( فسادا ) مفعول من أجله قوله تعالى :( لاكلوا من فوقهم ) مفعول أكلوا محذوف ، ومن فوقهم نعت له تقديره : رزقا كائنا من فوقهم ، أو مأخوذا من فوقهم( ساء ما يعملون ) ساء هنا بمعنى بئس ، وقد ذكر فيما تقدم قوله تعالى :( فما بلغت رسالته ) يقرأ على الافراد ، وهو جنس في معنى الجمع وبالجمع ؛ لان جنس الرسالة مختلف قوله تعالى :( والصابئون ) يقرأ بتحقيق الهمزة على الاصل ، وبحذفها وضم الباء والاصل على هذا صبا بالالف المبدلة من الهمزة ، ويقرأ بياء مضمومة ، ووجهه أنه أبدل الهمزة ياء لانكسار ماقبلها ، ولم يحذفها لتدل على أن أصلها حرف يثبت ، ويقرأ بالهمز والنصب عطفا على الذين ، وهو شاذ في الرواية صحيح في القياس ، وهو مثل الذى في البقرة ، والمشهور في القراء‌ة الرفع وفيها أقوال : أحدها : قول سيبويه : وهو أن النية به التأخير بعد خبر إن ، وتقديره :" ولا هم يحزنون " ، والصابئون كذلك ، فهو مبتدأ والخبر محذوف ، ومثله :

فإنى وقيار بها لغريب

أى فإنى لغريب وقيار بها كذلك

٢٣٨

والثانى : أنه معطوف على موضع إن كقولك : إن زيدا وعمرو قائمان ، وهذا خطأ ؛ لان خبر إن لم يتم ، وقائمان إن جعلته خبر إن لم يبق لعمرو وخبر ، وإن جعلته خبر عمرو لم يبق ؛ لان خبر ، ثم هو ممتنع من جهة المعنى ؛ لانك تخبر بالمثنى عن المفرد فأما قوله تعالى :" إن الله وملائكته يصلون على النبى " على قراء‌ة من رفع ملائكته فخبر إن محذوف تقديره : إن الله يصلى ، وأغنى عنه خبر الثانى ، وكذلك لو قلت : إن عمرا وزيد قائم ، فرفعت زيدا جاز على أن يكون مبتدأ وقائم خبره أو خبر إن والقول الثالث : أن الصابئون معطوف على الفاعل في هادوا وهذا فاسد لوجهين : أحدهما : أنه يوجب كون الصابئين هودا وليس كذلك والثانى : أن الضمير لم يؤكد والقول الرابع : أن يكون خبر الصابئين محذوفا من غير ان ينوى به التأخير ، وهو ضعيف أيضا لما فيه من لزوم الحذف والفصل والقول الخامس : أن إن بمعنى نعم ، فما بعدها في موضع رفع ، فالصابئون كذلك والسادس : أن الصابئون في موضع نصب ، ولكنه جاء على لغة بلحرث الذين يجعلون التثنية بالالف على كل حال ، والجمع بالواو على كل حال وهو بعيد والقول السابع : أن بجعل النون حرف الاعراب فإن قيل : فأبو على إنما أجاز ذلك مع الياء لا مع الواو قيل : قد أجازه غيره والقياس لا يدفعه ، فأما( النصارى ) فالجيد أن يكون في موضع نصب على القياس المطرد ولا ضرورة تدعو إلى غيره قوله تعالى :( فريقا كذبوا ) فريقا الاول مفعول كذبوا ، والثانى مفعول( يقتلون ) وكذبوا جواب كلما ، ويقتلون بمعنى قتلوا ، وإنما جاء كذلك لتتوافق رء‌وس الآى قوله تعالى :( أن لاتكون ) يقرأ بالنصب على أن أن الناصبة للفعل ، وحسبوا بمعنى الشك ، ويقرأ بالرفع على أن أن المخففة من الثقيلة وخبرها محذوف(١) وجاز ذلك لما فصلت" لا " بينها وبين الفعل، وحسبوا على هذا بمعنى علموا، وقد جاء الوجهان فيها، ولايجوز أن تكون المخففة من الثقيلة مع أفعال الشك والطبع، ولا الناصبة للفعل مع علمت وماكان في معناها ، وكان هنا التامة( فعموا وصموا ) هذا هو المشهور ، ويقرأ بضم العين والصاد وهو من باب زكم وأزكمه الله ، ولا يقال عميته وصممته ، وإنما جاء بغير همزة

٢٣٩

فيما لم يسم فاعله وهو قليل ، واللغة الفاشية أعمى وأصم( كثير منهم ) هو خبر مبتدإ محذوف : أى العمى والصم كثير ، وقيل : هو بدل من ضمير الفاعل في صموا ، وقيل : هو مبتدأ والجملة قبله خبر عنه : أى كثير منهم

___________________

(١) ( قوله وخبرها محذوف ) كذا بالنسخ التى بأيدينا ، وصوابه أن يقول : واسمها محذوف كما لايخفى اه‍ مصححه (*)

٢٤٠