إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ٢

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن20%

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن مؤلف:
تصنيف: القرءات وفنّ التجويد
الصفحات: 298

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 298 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 111564 / تحميل: 7076
الحجم الحجم الحجم
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

1 ـ قوم الدينار على نفسه قبل أن يتصرف فيه.

2 ـ إنه (عليه‌السلام ) عرَّف الدينار مرتين:

إحداهما: قبل التصرف فيه.

والثانية: بعد أن أصاب عوضه، وأصبح قادراً على الوفاء به لصاحبه.

3 ـ إن قول النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعلي (عليه‌السلام ) قد تضمن أن للنوايا الحسنة آثارها على صعيد استدعاء الهبات والمنح الإلهية.

4 ـ إن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أسقط عن علي (عليه‌السلام ) مسؤولية البحث عن صاحب الدينار حين أخبره أنه عطاء إلهي، وليس له صاحب بعينه في الناس.

صدقات (عليه‌السلام ) علي وصدقات غيره:

جاء في تفسير الإمام العسكري: أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أصبح يوماً وقد غص مجلسه بأهله، فقال: أيكم اليوم أنفق من ماله ابتغاء وجه الله؟! فسكتوا.

فقال علي (عليه‌السلام ): أنا، خرجت ومعي دينار أريد أشتري به دقيقاً، فرأيت المقداد بن أسود، وتبينت في وجهه أثر الجوع، فناولته الدينار.

فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): وجبت.

ثم قام آخر، فقال: قد أنفقت اليوم أكثر مما أنفق علي، جهزت رجلاً وامرأة يريدان طريقاً ولا نفقة لهما، فأعطيتهما ألف درهم. فسكت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

٤١

فقالوا: يا رسول الله، مالك قلت لعلي: (وجبت)، ولم تقل لهذا وهو أكثر صدقة؟!

فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): أما رأيتم ملكاً يهدي خادمه إليه هدية خفيفة فيحسن موقعها، ويرفع محل صاحبها. ويحمل إليه من عند خادم آخر هدية عظيمة، فيردها ويستخف بباعثها؟!

قالوا: بلى.

قال: فكذلك صاحبكم علي، دفع ديناراً منقاداً لله، ساداً خلة فقير مؤمن، وصاحبكم الآخر أعطى ما أعطى معاندة لأخي رسول الله، يريد به العلو على علي بن أبي طالب (عليه‌السلام )، فأحبط الله عمله، وصيره وبالاً عليه.

أما لو تصدق بهذه النية من الثرى إلى العرش ذهباً أو لؤلؤاً لم يزدد بذلك من رحمة الله إلا بعداً، ولسخط الله تعالى إلا قرباً، وفيه ولوجاً واقتحاماً. الحديث(1) .

ونقول:

يلاحظ هنا ما يلي:

أولا ً: يستوقفنا هنا: أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) استخدم أسلوباً استدراجياً أراد أن يظهر به إخلاص علي (عليه‌السلام )، وفضله.. وأنه لا يظهر الزهد والعبادة بالدنيا تصنعاً، كما سيأتي بيانه في خلافة عمر بن

____________

1- بحار الأنوار ج41 ص18 والتفسير المنسوب للإمام العسكري (ط مدرسة الإمام المهدي) ص83 والإمام علي بن أبي طالب للهمداني ص631.

٤٢

الخطاب، حيث زعموا أن عمر قد اتهمه بذلك.

ثانياً: إنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يريد أن يعطي للناس درساً في الإخلاص، ولكن لا بأسلوب الوعظ الكلامي، بل بتقديم الأمثولة العملية، وتجسيد المعنى بصورة واقعية وحيَّة، تشد الأنظار إليه، وتحنو القلوب عليه، فإنه أوقع في النفس، وأرضى للوجدان..

ثالثاً: إن البعض توهم أمرين:

أحدهما: توهم: أن الميزان في الفضل، وفي قبول الأعمال هو الكثرات والأحجام. وتوهم أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) منح علياً (عليه‌السلام ) وسام القبول لأجل ذلك، فقد كانت صدقته ديناراً في وقت حاجة وعوز، يقل التصدق فيها بالذهب..

الثاني: توهم: أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إنما تكلم مع علي (عليه‌السلام ) بمقتضى المجاملة، أو على الطريقة القانونية، التي تلاحظ الأحوال في مظاهرها وتجلياتها الخارجية، وتصدر الحكم على هذا الأساس.

ونقول:

لقد غاب عن ذهن هذا البعض أمران آخران هما:

الأول: أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) له طريق إلى الباطن، ويستطيع باستشرافه إليه، واطلاعه عليه أن يعرف المخلص في عمله من غيره.

وأنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لو لم يطلع على إخلاص علي (عليه‌السلام )، وأنه قد ابتغى وجه الله بالفعل، لم يقل له: (وجبت)، لأنه لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، ولا يمكن أن يخطئ الوحي في كشفه للحقائق.

٤٣

وقد كان سؤاله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عن الذي ابتغى وجه الله في صدقته، وهذا أمر باطني لا يقف عليه إلا علام الغيوب، ومن أعطاه الله تعالى معرفة ذلك بوسائل يهيؤها له..

الثاني: إن المعيار في الأعمال: هو الكيف. وليس الكم والمقدار، وذلك الرجل إنما أراد أن يتباهى بالكم والحجم، حين قال: (أنفقت اليوم أكثر مما أنفق علي)..

والأريب اللبيب لا بد أن يسأل عن سبب هذه المقايسة بين مقدار ما أنفقه ذلك الرجل، وما أنفقه علي (عليه‌السلام )، وسيشتم رائحة اعتماد الأحجام والمقادير في مقاييس هذا الرجل، ومعايير الرد والقبول عنده.

رابعاً: إن اعتراض الجماعة على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قد بين أنهم كانوا على شاكلة ذلك الرجل في فهمهم للأمور وتعاطيهم معها، فكانوا بحاجة إلى التوضيح والتصحيح، كصاحبهم..

خامساً: إنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قد بين الفرق بين الرجلين، فعلي (عليه‌السلام ) دعاه إلى الأعطاء أمران:

أحدهما: رضا الله.

والآخر: شعوره الإنساني، وإحساسه بآلام الآخرين، وحبه للتخفيف عنهم..

أما الرجل الآخر، فأعطى إرضاء لمن يراه سلطاناً يضر وينفع، ويعطي ويمنع، وهو رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وكان يريد بذلك منافسة علي(عليه‌السلام ) والإستعلاء عليه.. فأحبط الله عمله إلى آخر ما قال.

٤٤

سادساً: إن هذه الحادثة رغم أهميتها وحساسيتها لم تستطع أن تفصح لنا عن اسم ذلك الشخص الذي أراد منافسة علي (عليه‌السلام )، ولعله من ذلك الفريق الذي جرت عادتهم بالذب عنه، والتستر عليه في أمثال هذه الحالات، وما أكثرها!!

يبيع درعه ليطعم المقداد:

وفي حديث ابن عباس: أن المقداد قال له: أنا منذ ثلاثة أيام ما طعمت شيئاً.

فخرج أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) وباع درعه بخمس مائة، ودفع إليه بعضها، وانصرف متحيراً.

فناداه أعرابي: اشتر مني هذه الناقة مؤجلاً.

فاشتراها بمائة، ومضى الأعرابي.

فاستقبله آخر، وقال: بعني هذه بمائة وخمسين درهماً.

فباع.

وصاح: يا حسن ويا حسين، إمضيا في طلب الأعرابي وهو على الباب.

فرآه النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وهو يتبسم ويقول: يا علي، الأعرابي صاحب الناقة جبرئيل، والمشتري ميكائيل.

يا علي، المائة عن الناقة، والخمسين بالخمس التي دفعتها إلى المقداد، ثم

٤٥

تلا:( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ) (1) الآية(2) .

ونقول:

1 ـ إن حديث المقداد هذا هو واقعة أخرى غير ما تقدم من إعطائه الحلة حين احتاج إلى الكسوة، وإعطائه الدينار حين احتاج إليه.

2 ـ إن لهذه الحادثة رمزية خاصة، من حيث إنها إيثار.

ثم من حيث نوع ما آثره به، وهي درعه التي يفترض أن تحميه من سيوف ونصول وسهام أعدائه، التي يراد لها أن تفتك فيه، وتزهق روحه. فكأنه (عليه‌السلام ) جاد له بنفسه.

(والجود بالنفس أقصى غاية الجود).

3 ـ إن هذا الإخلاص والإيثار استحق أن يجد (عليه‌السلام ) التعويض عما أنفقه مادياً ومعنوياً إلى الحد الذي تولت الملائكة فيه التجارة له، ومعه.

4 ـ إن ما فعله جبرئيل وميكائيل لم يأت في سياق المكافأة. لأن ما يستحقه من ذلك لا يقدر بثمن. بل جاء في سياق إيجاد المخرج من الحيرة. وهذا ينبئ عن أن المكافأة الحقيقية لا مجال لتصورها في أهميتها وعظمتها.

____________

1- الآية 2 من سورة الطلاق.

2- بحار الأنوار ج41 ص31 عن مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج2 ص91 و 92 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص350.

٤٦

رجال لا تلهيهم تجارة:

قال ابن شهرآشوب:

كتاب أبي بكر الشيرازي بإسناده عن مقاتل، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله:( رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ ) إلى قوله:( بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (1) .

قال: هو والله أمير المؤمنين.

ثم قال بعد كلام: وذلك أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أعطى علياً يوماً ثلاثمائة دينار أهديت إليه، قال علي: فأخذتها وقلت: والله لأتصدقن الليلة من هذه الدنانير صدقة يقبلها الله مني، فلما صليت العشاء الآخرة مع رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أخذت مائة دينار، وخرجت من المسجد، فاستقبلتني امرأة، فأعطيتها الدنانير.

فأصبح الناس بالغد يقولون: تصدق علي الليلة بمائة دينار على امرأة فاجرة.

فاغتممت غماً شديداً، فلما صليت الليلة القابلة صلاة العتمة أخذت مائة دينار وخرجت من المسجد وقلت: والله لأتصدقن الليلة بصدقة يتقبلها ربي مني، فلقيت رجلاً، فتصدقت عليه بالدنانير.

فأصبح أهل المدينة يقولون: تصدق علي البارحة بمائة دينار على رجل سارق.

____________

1- الآيتان 37 و 38 من سورة النور.

٤٧

فاغتممت غماً شديداً وقلت: والله لأتصدقن الليلة صدقة يتقبلها الله مني، فصليت العشاء الآخرة مع رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، ثم خرجت من المسجد ومعي مائة دينار، فلقيت رجلاً، فأعطيته إياها.

فلما أصبحت قال أهل المدينة: تصدق علي البارحة بمائة دينار على رجل غني.

فاغتممت غماً شديداً، فأتيت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فخبرته.

فقال لي: يا علي، هذا جبرئيل يقول لك: إن الله عز وجل قد قبل صدقاتك، وزكى عملك.

إن المائة دينار التي تصدقت بها أول ليلة وقعت في يدي امرأة فاسدة، فرجعت إلى منزلها وتابت إلى الله عز وجل من الفساد، وجعلت تلك الدنانير رأس مالها، وهي في طلب بعل تتزوج به.

وإن الصدقة الثانية وقعت في يدي سارق، فرجع إلى منزله وتاب إلى الله من سرقته، وجعل الدنانير رأس ماله يتجر بها.

وإن الصدقة الثالثة وقعت في يدي رجل غني لم يزك ماله منذ سنين، فرجع إلى منزله، ووبخ نفسه، وقال:

شحاً عليك يا نفس، هذا علي بن أبي طالب تصدق علي بمائة دينار ولا مال له، وأنا فقد أوجب الله على مالي الزكاة لأعوام كثيرة لم أزكه؟!

فحسب ماله وزكاه، وأخرج زكاة ماله كذا وكذا ديناراً، فأنزل الله

٤٨

فيك:( رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ ) (1) الآية(2) .

ونقول:

في هذه الرواية أمور يحسن الوقوف عندها، والتأمل فيها، وهي التالية:

ثلاث مئة دينار لماذا؟!:

قد يسأل سائل عن المبرر لإعطاء هذه المبالغ الطائلة لرجل واحد، وكان بالإمكان تفريقها على مئات الفقراء. مع علمنا بانتشار الفقر، وشيوع الحاجة بين الناس.

ونجيب:

إنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لم يعطها لمن يدخرها، ويقفل عليها في خزائنه، بل هو يعطيها لمن ينفقها وفق ما يرضي الله تعالى ويرضيه على أتم وجه، ويقول للدنيا : غري غيري.. أبي تعرضت؟! أم إليَّ تشوفت؟!(3) .

____________

1- الآية 37 من سورة النور.

2- بحار الأنوار ج41 ص28 و 29 ومناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج2 ص88 و 89 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص348 ومستدرك الوسائل ج7 ص267 وجامع أحاديث الشيعة ج8 ص327.

3- نهج البلاغة (بشرح عبده) ج4 ص16 وخصائص الأئمة ص71 وروضة الواعظين ص441 ومناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي ج2 ص52 وكنز الفوائد ص270 والأربعون حديثاً لمنتجب الدين بن بابويه ص86 ومناقب آل أبي طالب (المكتبة الحيدرية) ج1 ص370 وعيون الحكم والمواعظ للواسطي = = ص557 والروضة في فضائل أمير المؤمنين ص32 وشرح مئة كلمة لأمير المؤمنين لابن ميثم البحراني ص226 وذخائر العقبى ص100 والعقد النضيد والدر الفريد ص102 ومشكاة الأنوار لعلي الطبرسي ص467 وعدة الداعي لابن فهد الحلي ص195 وحلية الأبرار ج2 ص212 و 214 ومدينة المعاجز ج2 ص79 وبحار الأنوار ج33 ص251 و 257 و 34 ص284 وج40 ص328 و 345 وج41 ص121 وج70 ص128 وج75 ص23 وج84 ص156 ومناقب أهل البيت للشيرواني ص221 وشجرة طوبى ج1 ص111 والغدير ج2 ص319 وج7 ص114 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص333 والإمام علي بن أبي طالب للهمداني ص609 و 765.

٤٩

ومن يقول فيه أعداؤه: (لو كان له بيتان: بيت من تبن، وبيت من تبر، لأنفق تبره قبل تبنه)(1) .

ثانياً: إن الإعطاء لا يجب أن يكون دائماً لسد الخلة، ودفع الحاجة، بل قد يكون سببه نشر الدين، أو التألف على الإسلام، أو إفهام الآخرين معانٍ يحسن بهم أن يعرفوها ويفهموها، وأن يتلمسوها.

من أجل ذلك نقول:

إنه (عليه‌السلام ) حين أعطى مئة دينار لرجل واحد في الليلة الأولى،

____________

1- شرح الأخبار ج2 ص99 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص414 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج31 ص539 وبحار الأنوار ج33 ص254 وكشف الغمة ج2 ص48 وكشف اليقين ص475.

٥٠

ومثلها في الليلة الثانية والثالثة، لعله قد توخى أموراً أخرى غير الحاجة، تستحق أن تبذل في سبيلها هذه المقادير من الأموال..

هل هذا تدخل إلهي؟!:

قد يقال: إن الله تعالى قد يتدخل لتغيير مسار الأحداث، حين لا يكون هذا التدخل مخلاً بالضوابط التي رضيها الله تعالى أساساً للتعامل مع عباده، وفيما بينهم..

ونستطيع أن نلمح هذا التدخل في هذه الواقعة بالذات، حيث رأينا أنه تعالى قد حجب عن علي (عليه‌السلام ) المعرفة بماهية السائلين في الليالي الثلاث، لتقع الصدقة الأولى والثانية والثالثة في يد غير أهلها، لكي تنتج عنها هذه التوبة، ومراجعة الحسابات، التي انتهت بإنقاذ هؤلاء مما هم فيه من انحراف..

ولكننا حين نتأمل في نص الرواية، لا نجد فيها ما يدل على عدم معرفة علي (عليه‌السلام ) بواقع حال من تصدق عليهم في الليالي الثلاث.. بل غاية ما ذكرته هو قوله: إن الناس يقولون كذا وكذا، ويقول (عليه‌السلام ): (فاغتممت غماً شديداً)..

ثم خبر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بما جرى..

فقال: يا علي، هذا جرئيل الخ..

فما الذي يمنع من أن يكون (عليه‌السلام ) على علم بما يجري، وكان قاصداً لهدايتهم عن هذا الطريق.. ولكنه كان يغتم بانكشاف واقع هؤلاء

٥١

الأشخاص الذين تصدق عليهم للناس..

الدينار المرهون عند الجزار:

بسنده عن أسماء بنت عميس، عن فاطمة بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أتاها يوماً، فقال: أين ابناي؟! يعني حسناً وحسيناً

قالت: قلت: أصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق.

فقال علي: أذهب بهما، فإني أتخوف أن يبكيا عليك، وليس عندك شيء.

فذهب بهما إلى فلان اليهودي، فوجه إليه رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فوجدهما يلعبان في مشربة بين أيديهما فضل من تمر، فقال (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): يا علي، ألا تقلب ابني قبل أن يشتد الحر عليهما.

قال: فقال علي: أصبحنا وليس في بيتنا شيء، فلو جلست يا رسول الله حتى أجمع لفاطمة تمرات.

فجلس رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وعلي ينزع لليهودي كل دلو بتمرة، حتى اجتمع له شيء من تمر، فجعله في حجزته، ثم أقبل، فحمل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أحدهما، وحمل علي الآخر(1) .

____________

1- الذرية الطاهرة النبوية للدولابي ص145 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص616 عن أرجح المطالب ص149 وراجع: ذخائر العقبى للطبري ص49 و 104 ومجـمـع الزوائـد ج10 ص316 والمعجم الكبير ج22 ص422 وتاريـخ = = مدينة دمشق ج14 ص171 وترجمة الإمام الحسين لابن عساكر ص188 وكشف الغمة ج2 ص272 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص48 وينابيع المودة ج2 ص138 وترجمة الإمام الحسين من طبقات ابن سعد ص24 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص616 وج10 ص740 وج19 ص206 وج26 ص250.

٥٢

روى العلامة محب الدين الطبري عن سهل بن سعد: أن علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) دخل على فاطمة وحسن وحسين يبكيان. فقال: ما يبكيهما؟

قالت: الجوع.

فخرج علي، فوجد ديناراً في السوق، فجاء إلى فاطمة، فأخبرها، فقالت: اذهب إلى فلان اليهودي، فخذ لنا به دقيقاً.

فجاء إلى اليهودي، فاشترى به دقيقاً.

فقال اليهودي: أنت ختن هذا الذي يزعم أنه رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

قال: نعم.

قال: فخذ دينارك وخذ الدقيق.

فخرج علي حتى جاء فاطمة فأخبرها.

فقالت: اذهب إلى فلان الجزار، فخذ لنا بدرهم لحماً.

فذهب، فرهن الدينار بدرهم في لحم، فجاء به.

٥٣

فعجنت، وخبزت، وطبخت. وأرسلت إلى أبيها (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فجاءهم، وقالت: يا رسول الله، أذكر لك، فإن رأيته حلالاً أكلنا وأكلت: من شأنه كذا وكذا.

فقال (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): كلوا باسم الله، فأكلوا، فبينما هم بمكانهم وإذا بغلام ينشد الله والإسلام الدينار.

فأمر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) علياً: يا علي، اذهب إلى الجزار فقل له: إن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يقول لك: ارسل إلي بالدينار، ودرهمك علي.

فأرسل به، فدفعه إليه(1) .

ونقول:

لاحظ ما يلي:

1 ـ إن علياً (عليه‌السلام ) لم يأخذ ولديه إلى اليهودي ليستعطفه بهما، ويحصل منه على المال.. بل ذهب ليعمل، ويحصل على حاجته من المال بكديده، وبعرق جبينه.

2 ـ إنه (عليه‌السلام ) قد أخذ ولديه معه ليخفف عن فاطمة (عليها‌السلام ).. حتى لا يبكيا عليها، حين يعضهما الجوع.. ولا شك في أنها سوف تتأثر لبكائهما هذا، فإذا كان يمكنه (عليه‌السلام ) أن يخفف عنها،

____________

1- ذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي بمصر) ص105 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص615 ومدينة المعاجز ج1 ص166 وج32 ص247.

٥٤

فلم لا.. وهذا درس ظاهر الدلالة في تعاون الزوجين في مواجهة مصاعب الحياة.. يضاف إليه درس آخر عن أخلاق الأنبياء والأوصياء في التعامل مع الدنيا.. فلا تهزمه شدائدها، بل يصبر على ألم الجوع حتى حين يعض أطفاله الصغار، الذين هم كالحسنين (عليهما‌السلام ). فيحفظ توازنه، ويستقيم على طريق التعفف، والزهد حتى لو كان يستطيع بأدنى إشارة منه إلى أي كان من الناس أن يحصل على ما يريد.. وفوق ما يريد..

3 ـ إن الحسنين (عليهما‌السلام )، وإن كانا معصومين وكاملين، ومتوازنين وعاقلين في الصغر والكبر، ولكن لا بد أن يتعاملا مع الأمور معاملة تشبه حالهما، أي أن المطلوب الذي تفرضه مصالح العباد، هو أن تظهر عليهما حالات الطفولة.. التي منها أن يعبر عن حاجته للطعام حين يحتاج إليه، ثم أن تكون وسيلة تعبيره هي البكاء حين يشتد عليه الجوع..

4 ـ ذكرت الرواية: أن الرسول قد وجدهما يلعبان في مشربة، فيرد سؤال يقول: كيف يكون هذا والإمام المعصوم لا يلعب؟!

ويجاب: بأن الظاهر: أن المراد باللعب هو ممارسة حركات ذات معان جليلة وعالية لا يفهمها الناس العاديون إلا على أنها لعب، لأن الناس لا يحتملون أن يكون الأطفال الذين في سنهما يتداولون فيما بينهم بأمثال هذه المعاني الراقية.

وسيأتي: أن طفلاً حبا حتى أصبح على الميزاب، فلم يمكنهم الوصول إليه، فاستنجدوا بسيد الوصيين، فجاء بطفل يخاطبه، فكلمه بكلام غير مفهوم، فخرج من موضعه. ثم أخبر علي (عليه‌السلام ) بما قالاه.. وإذ به

٥٥

يحمل معان لا يظن احد أن من كان في هذا السن يدركها، أو يحسن التعبير عنها.

5 ـ إن العمل لليهودي ليس ممنوعاً عنه شرعاً، ولا هو ما يعاب به الناس، بل العمل شرف للعامل، والعمل بالأجرة ما هو إلا تبادل للمنافع، فهو لا يختلف عن البيع والشراء الذي هو تداول للسلع معهم..

6 ـ كانت شوكة اليهود قد كسرت في المدينة، بعد ظهور خياناتهم، والحروب معهم التي انتهت بإجلائهم، وبقتل من قاتل أهل الإسلام منهم..

وكان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) هو رأس أهل الإسلام، وكان علي(عليه‌السلام )، وابنته فاطمة (عليها‌السلام ) أعز الناس عليه.. وها هم يقاسون الألام والمصاعب والمتاعب بسبب الجوع، وأعداؤهم ومخالفوهم في الدين، الذين عاملوهم بالخيانة والغدر، يملكون البساتين والأموال، ولكن النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وكذلك علي(عليه‌السلام )، وسائر المسلمين لا يحاولون ابتزاز هؤلاء اليهود، الذين لم يكونوا أوفياء لهم حتى قبضة من تمر. بل هم لا يأخذون منهم ولو تمرة واحدة ، أو ما يعادلها.

7 ـ بل إنك تجد أعظم الناس أثراً بعد نبي الإسلام، وأخاه وابن عمه، وصهره، الذي حصد رؤوس الشرك والكفر، وأفنى جموع اليهود والمشركـين ـ تجـده ـ يعمل عند يهودي كأجير، فينزع له كل دلو بتمرة ولا يستفيد حتى من هيبته في الحصول ولو على تمرة واحدة، إضافة على ما يستحقه بعمله، إلا إذا أدى في مقابلها ما يوازيها.

٥٦

8 ـ وعن قصة الدينار نقول:

إنها، وإن كانت تشير إلى العديد من الأمور، ولكننا نكتفي منها بذكر ما يلي:

ألف: قد يقال: إن ظاهر الرواية: أن فاطمة (عليها‌السلام ) لم تكن تعرف الحكم الشرعي في هذا المورد، حيث ذكرت لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أنها سوف تحكي له القصة، فإن رأى الطعام حلالاً أكل وأكلوا معه.

فهل يمكن أن تجهل فاطمة (عليها‌السلام ) تكليفها الشرعي، في هذا المورد؟!

وإذا كانت شاكة في الحكم الشرعي، فلماذا تصرفت بالمال، فطبخت، وعجنت، وخبزت؟!

ونجيب:

أولاً: إنها (عليها‌السلام ) أرادت أن يعرف الناس الحكم الشرعي على لسان أبيها. أما هي فكانت على بينة من أمرها. ولذلك طبخت وعجنت وخبزت دون أن تسأل. ولو كانت شاكة في ذلك لسألت عنه قبل أن تفعل أي شيء، حتى لا يضيع تعبها سدى، لو كان الجواب بالمنع.

ثانياً: لعل هدفها بالإضافة إلى ما ذكرناه أنفاً هو دفع ظنون الناس وأوهامهم، في أن يكون علي وفاطمة (عليهما‌السلام ) يتصرفان بالمال بدون احتياط. ويجمعان المال من أي سبيل. ولا يباليان بالشبهة، وكان الأجدر بهما الإحتفاظ بالدينار لصاحبه، فلماذا تسرعا في التصرف فيه؟!

٥٧

ثم يدعون: أنهم لو أخبروا النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بأمر الدينار لم يأكل معهم، لاحتمال أن يكون صاحب الدينار لا يرضى بالتصرف بديناره..

ب: قد يتوهم: أن علياً (عليه‌السلام ) لم يبحث عن صاحب الدينار، بل تصرف فيه بمجرد وجدانه له..

ولكن هذا التوهم لا مبرر له، فإن علياً (عليه‌السلام ) كان يعرف الحكم الشرعي، وهو لزوم تعريف اللقطة، وقد عرف ديناراً آخراً، في مرة أخرى..

وليس في الرواية ما يدل على عدم مراعاته لهذا الحكم، غاية الأمر أنها لم تذكر ذلك.

فلعل الراوي أسقطه اختصاراً، أو لم ير حاجة إلى ذكره.. أو لعل هذه الخصوصية غابت عن ذهن بعض الرواة.. ولعل.. ولعل..

ج: بل قد يقال: إن علياً (عليه‌السلام ) لم يتصرف بالدينار، بل وضعه عند الجزار وثيقة للدين، وتحفظاً على الدرهم، الذي كان له في ذمة علي (عليه‌السلام ) ، فإذا جاءه بالدرهم ارجع إليه الدينار.

ولذلك بادر ذلك الجزار إلى إرسال الدينار، بعد أن ضمن له رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) درهمه..

فإن قيل: كيف لا يثق ذلك الجزار بعلي (عليه‌السلام )؟! ولماذا يأخذ منه الدينار وثيقة لدرهم؟!

٥٨

ونجيب:

بأن ذلك لا يدل على عدم ثقة الجزار بعلي (عليه‌السلام )، إذ لم تصرح الرواية لنا بتفاصيل ما جرى، فلعل علياً (عليه‌السلام ) هو الذي عرض عليه الإحتفاظ بالدينار إلى أ ن يأتيه بالدرهم. ولعله خشي من أن يحدث لعلي (عليه‌السلام ) حدث في الحروب.. ويقع الذين هم بعده في الإرتباك، ويصعب أو يطول عليهم الوقت في تحصيل درهمهم.

قبول الصدقات وتزكية العمل:

ثم ذكرت الرواية: أنه تعالى قد زكى عمل علي (عليه‌السلام ) وقبل صدقاته. وفي هذا إلماح لما ذكرناه، من أن المال الطاهر إذا خلصت النية في إنفاقه، فإن الله تعالى يتدخل ليزيل عنه التلوثات التي قد يُلْحِقُها به الإغيار، لدواع شيطانية مختلفة. على قاعدة:

( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ الله آَيَاتِهِ وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (1) .

أي أن الشيطان يسعى لإفساد تدبير الأنبياء والرسل، وإحباط مسعاهم إلى أهدافهم النبيلة الكبرى، ولكن الله يتدخل لإبطال كيد الشيطان، وإزالة الشبهات التي يلقيها، لتسطع أنوار آياته وبراهينه ودلائله..

____________

1- الآية 52 من سورة الحج.

٥٩

سورة الليل نزلت في علي (عليه‌السلام ):

1ـ عن علي بن الحسين (عليهما‌السلام ) قال: كان رجل مؤمن على عهد النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )في داره حديقة، وله جار له صِبْيَة، فكان يتساقط الرطب من النخلة، فَيَنْشَدُّون صِبْيَتَه يأكلونه، فيأتي الموسر، فيخرج الرطب من جوف أفواه الصبية.

وشكا الرجل ذلك إلى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

فأقبل وحده إلى الرجل، فقال: بعني حديقتك هذه بحديقة في الجنة.

فقال له الموسر: لا أبيعك عاجلاً بآجل!

فبكى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، ورجع نحو المسجد.

فلقيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه‌السلام )، فقال [له]: يا رسول الله، ما يبكيك لا أبكى الله عينيك؟!

فأخبره خبر الرجل الضعيف والحديقة.

فأقبل أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) حتى استخرجه (أي استخرج الرجل الموسر) من منزله، وقال له: بعني دارك.

قال الموسر: بحائطك الحسي.

فصفق على يده ودار (أي استدار) إلى الضعيف، فقال له: تحول إلى دارك، فقد ملكها الله رب العالمين لك.

وأقبل أمير المؤمنين (عليه‌السلام )، ونزل جبرئيل على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فقال له: يا محمد، اقرأ:( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ) (1) . إلى آخر السورة..

فقام النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وقبل بين عينيه، ثم قال: بأبي أنت (وأمي)، قد أنزل الله فيك هذه السورة كاملة(2) .

2 ـ عن موسى بن عيسى الأنصاري قال: كنت جالساً مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) بعد أن صلينا مع النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) العصر بهفوات، فجاء رجل إليه، فقال له: يا أبا الحسن، قد قصدتك في حاجة لي، أريد أن تمضي معي فيها إلى صاحبها.

فقال له: قل.

قال: إني ساكن في دار لرجل فيها نخلة، وإنه يهيج الريح فيسقط من ثمرها بلح وبسر، ورطب وتمر. ويصعد الطير فيلقي منه، وأنا آكل منه ويأكلون منه الصبيان من غير أن نبخسها بقصب، أو نرميها بحجر، فاسأله أن يجعلني في حل.

قال: انهض بنا.

فنهضت معه، فجئنا إلى الرجل، فسلم عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ).

فرحب، وفرح به وسر، وقال: فيما جئت يا أبا الحسن؟!

قال: جئتك في حاجة.

____________

1- آيات سورة الليل.

2- بحار الأنوار ج41 ص37 وتفسير فرات ص565 وجامع أحاديث الشيعة ج18 ص221.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

والثانى هى بمعنى النقل: أى حملوا كلا، ويقرأ بضم الكاف والتنوين وهو حال: أى سيكفرون جميعا وفيه بعد (بعبادتهم) المصدر مضاف إلى الفاعل: أى سيكفر المشركون بعبادتهم الاصنام، وقيل هو مضاف إلى المفعول: أى سيكفر المشركون بعبادة الاصنام، وقيل سيكفر الشياطين بعبادة المشركين إياهم، و (ضدا) واحد في معنى الجمع، والمعنى أن جميعهم في حكم واحد لانهم متفقون على الاضلال.

قوله تعالى (ونرثه ما يقول) في " ما " وجهان أحدهما هو بدل من الهاء، وهى بدل الاشتمال: أى نرث قوله.

والثانى هو مفعول به: أى نرث منه قوله.

قوله تعالى (يوم نحشر) العامل فيه لا يملكون، وقيل " نعد لهم " وقيل تقديره: اذكر، و (وفدا) جمع وافد مثل راكب وركب وصاحب وصحب. والورد اسم لجمع وارد، وقيل هو بمعنى وارد، والورد العطاش، وقيل هو محذوف من وارد وهو بعيد (لا يملكون) حال (إلا من اتخذ) في موضع نصب على الاستثناء المنقطع، وقيل هو متصل على أن يكون الضمير في يملكون للمتقين والمجرمين، وقيل هو في موضع رفع بدلا من الضمير في يملكون.

قوله تعالى (شيئا إدا) الجمهور على كسر الهمزة وهو العظيم، ويقرأ شاذا بفتحها على أنه مصدر أد يؤد إذا جاء‌ك بداهية: أى شيئا ذا إد، وجعله نفس الداهية على التعظيم.

قوله تعالى (يتفطرن) يقرأ بالياء والنون، وهو مطاوع فطر بالتخفيف،

ويقرأ بالتاء والتشديد، وهو مطاوع فطر بالتشديد، وهو هنا أشبه بالمعنى و (هدا) مصدر على المعنى لان تخر بمعنى تهد، وقيل هو حال.

قوله تعالى (أن دعوا للرحمن) فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو في موضع نصب لانه مفعول له.

والثانى في موضع جر على تقدير اللام.

والثالث في موضع رفع: أى الموجب لذلك دعاؤهم.

قوله تعالى (من) نكرة موصوفة، و (في السموات) صفتها، و (إلا آتى) خبر كل، وواحد آتى حملا على لفظ كل وقد جمع في موضع آخر حملا على معناها، ومن الافراد " وكلهم آتيه ".

١٢١

قوله تعالى (بلسانك) قيل الباء بمعنى على، وقيل هى على أصلها: أى أنزلناه بلغتك فيكون حالا.

سورة طه

بسم اللّه الرحمن الرحيم

(طه) قد ذكر الكلام عليها في القول الذى جعلت فيه حروفا مقطعة، وقيل معناه يارجل، فيكون منادى، وقيل " طا " فعل أمر وأصله بالهمز، ولكن أبدل من الهمزة ألفا، وها ضمير الارض، ويقرأ طه، وفي الهاء وجهان: أحدهما أنها بدل من الهمزة كما أبدلت في أرقت فقيل هرقت. والثانى أنه أبدل من الهمزة ألفا ثم حذفها للبناء وألحقها هاء السكت.

قوله تعالى (إلا تذكرة) هو استثناء منقطع: أى لكن أنزلناه تذكرة: أى للتذكرة، وقيل هو مصدر: أى لكن ذكرنا به تذكرة، ولايجوز أن يكون مفعولا له لانزلنا المذكورة، لانها قد تعدت إلى مفعول له: وهو " لتشقى " فلا يتعدى إلى آخر من جنسه، ولا يصح أن يعمل فيها لتشقى لفساد المعنى، وقيل تذكرة مصدر في موضع الحال.

قوله تعالى (تنزيلا) هو مصدر: أى أنزلناه تنزيلا، وقيل هو مفعول يخشى، ومن متعلقة به و (العلى) جمع العليا.

قوله تعالى (له ما في السموات) مبتدأ وخبر، أو تكون " ما " مرفوعة بالظرف وقال بعض الغلاة " ما " فاعل استوى وهو بعيد، ثم هو غير نافع له في التأويل، إذ يبقى قوله " الرحمن على العرش " كلاما تاما، ومنه هرب، وفي الآية تأويلات أخر لا يدفعها الاعراب.

قوله تعالى (وأخفى) يجوز أن يكون فعلا ومفعوله محذوف: أى وأخفى السر عن الخلق، ويجوز أن يكون اسما: أى وأخفى منه.

قوله تعالى (إذ رأى) " إذ " ظرف للحديث أو مفعول به، أى اذكر (لاهله) بكسر الهاء وضمها وقد ذكر، ومن ضم أتبعه مابعده، و (منها) يجوز أن يتعلق بآتيكم أو حالا من (قبس) والجيد في (هذا) هنا أن يكتب بألف، ولايمال لان الالف بدل من التنوين في القول المحقق، وقد أمالها قوم وفيه ثلاثة أوجه: أحدها أن يكون شبه ألف التنوين بلام الكلمة: إذ اللفظ بهما في المقصور واحد.

١٢٢

والثانى أن تكون لام الكلمة ولم يبدل من التنوين شيئا في النصب كما جاء: * وآخذ من كل حى عصم *.

والثالث أن تكون على رأى من وقف في الاحوال الثلاثة من غير إبدال.

قوله تعالى (نودى) المفعول القائم مقام الفاعل مضمر: أى نودى موسى، وقيل هو المصدر: أى نودى النداء ومابعده مفسر له و (ياموسى) لايقوم مقام الفاعل لانه جملة (إنى) يقرأ بالكسر: أى فقال إنى أو لان النداء قول، وبالفتح أى نودى بأنى كما تقول: ناديته باسمه، و (أنا) مبتدأ أو توكيد أو فصل.

قوله تعالى (طوى) يقرأ بالضم والتنوين، وهو اسم علم للوادى، وهو بدل منه، ويجوز أن يكون رفعا، أى هو طوى، ويقرأ بغير تنوين على أنه معرفة مؤنث اسم للبقعة، وقيل هو معدول، وإن لم يعرف لفظ المعدول عنه، فكأن أصله طاوى فهو في ذلك كجمع وكتع، ويقرأ بالكسر على أنه مثل عنب في الاسماء، وعدا وسوى في الصفات.

قوله تعالى (وأنا اخترتك) على لفظ الافراد، وهو أشبه بما قبله: ويقرأ وإنا اخترناك، على الجمع، والتقدير: لانا اخترناك فاستمع، فاللام تتعلق باستمع، ويجوز أن يكون معطوفا على أنى أى بأنى أنا ربك، وبأنا اخترناك.

قوله تعالى (لذكرى) اللام تتعلق بأقم، والتقدير عند ذكرك إياى، فالمصدر مضاف إلى المفعول، وقيل هو إلى الفاعل: أى لذكرى إياك أو إياها.

قوله تعالى (أخفيها) بضم الهمزة وفيه وجهان: أحدهما أسترها(١) أى من نفسى لانه لم يطلع عليها مخلوقا.

والثانى أظهرها، قيل هو من الاضداد، وقيل الهمزة للسلب: أى أزيل خفاء‌ها، ويقرأ بفتح الهمزة ومعناه أظهرها، يقال: خفيت الشئ: أى أظهرته (لتجزى) اللام تتعلق بأخفيها، وقيل بآتية، ولذلك وقف عليه بعضهم وقفة يسيرة إيذانا بانفصالها عن أخفيها، وقيل لفظه لفظ كى، وتقديره: القسم: أى لتجزين، ومامصدرية، وقيل بمعنى الذى: أى تسعى فيه.

قوله تعالى (فتردى) يجوز أن يكون نصبا على جواب النهى، ورفعا أى فإذا أنت تردى.

١٢٣

قوله تعالى (وما تلك) " ما " مبتدأ، وتلك خبره، وهو بمعنى هذه، و (بيمينك) حال يعمل فيها معنى الاشارة، وقيل هو بمعنى الذى، فيكون بيمينك صفة لها.

قوله تعالى (عصاى) الوجه فتح الياء لالتقاء الساكنين، ويقرأ بالكسر وهو ضعيف لاستثقاله على الياء، ويقرأ عصى، وقد ذكر نظيره في البقرة، و (أتوكأ) وما بعده مستأنف، وقيل موضعه حال من الياء أو من العصا، وقيل هو خبر هى، وعصاى مفعول بفعل محذوف، وقيل هى خبر، وأتوكأ خبر آخر، وأهش بالشين المعجمة: أى أقوم بها على الغنم أو أهول ونحو ذلك، ويقرأ بكسر الهاء: أى أكسر بها على غنمى عاديتها من قولك: هششت الخبز إذا كسرته بعد يبسه، ويقرأ بضم الهاء وسين غير معجمة من قولك: هس الغنم يهسها إذا ساقها، وعدى بعلى لان معناه أقوم بها أو أهول، و (أخرى) على تأنيث الجمع، ولو قال أخر لكان على اللفظ، (تسعى) يجوز أن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون حالا، وإذا للمفاجأة ظرف مكان، فالعامل فيها تسعى أو محذوف، وقد ذكر ذلك.

قوله تعالى (سيرتها الاولى) هو بدل من ضمير المفعول بدل الاشتمال، لان معنى سيرتها صفتها أو طريقتها، ويجوز أن يكون ظرفا: أى في طريقتها، وقيل التقدير إلى سيرتها، و (بيضاء) حال، و (من غير سوء) يجوز أن يتعلق بتخرج، وأن يكون صفة لبيضاء أو حالا من الضمير في بيضاء، و (آية) حال أخرى بدل من الاول أو حال من الضمير في بيضاء: أى تبيض آية أو حال من الضمير في الجار وقيل منصوبة بفعل محذوف: أى وجعلناها آية أو أتيناك آية، و (لنريك) متعلق بهذا المحذوف، ويجوز أن يتعلق بما دل عليه آية أى دللنا بها

______________________

(١) قوله (أسترها) أى من نفسى. قال السفاقسى: هذا المعنى مروى عن ابن عباس ويؤول على معنى من تلقاء ومن عندى اه‍. (*)

١٢٤

لنريك، ولايتعلق بنفس آية لانها قد وصفت، و (الكبرى) صفة لآيات، وحكمها حكم مآرب. ولو قال الكبر لجاز، ويجوز أن تكون الكبرى نصبا بنريك. ومن آياتنا حال منها: أى لنريك الآية الكبرى من آياتنا.

قوله تعالى (ويسر لى) يقال يسرت له كذا، ومنه هذه الآية، ويسرته لكذا ومنه قوله تعالى " فسنيسره لليسرى " و (من لسانى) يجوز أن يتعلق باحلل، وأن يكون وصفا لعقدة.

قوله تعالى (وزيرا) الواو أصل لانه من الوزر والموازرة، وقيل هى بدل من الهمزة لان الوزير يشد أزر الموازر، وهو قليل وفعيل هنا بمعنى المفاعل، كالعشير والخليط، وفى مفعولى أجعل ثلاثة أوجه: أحدها أنهما وزير وهارون، ولكن قدم المفعول الثانى، فعلى هذا يجوز أن يتعلق " لى " باجعل، وأن يكون حالا من وزير.

والثانى أن يكون وزيرا مفعولا أول، و " لى " الثانى، وهارون بدل أو عطف بيان، وأخى كذلك.

والثالث أن يكون المفعول الثانى من أهلى، ولى تبيين مثل قوله " ولم يكن له كفوا أحد " وهارون أخى على ماتقدم، ويجوزأن ينتصب هارون بفعل محذوف: أى اضمم إلى هارون.

قوله تعالى (اشدد) يقرأ بقطع الهمزة (وأشركه) بضم الهمزة وجزمها على جواب الدعاء، والفعل مسند إلى موسى، ويقرآن على لفظ الامر.

قوله تعالى (كثيرا) أى تسبيحا كثيرا أو وقتا كثيرا، والسؤال والسؤلة بمعنى المفعول مثل الاكل بمعنى المأكول.

قوله تعالى (إذ أوحينا) هو ظرف لمننا (اقذفيه) يجوز أن تكون " أن " مصدرية بدلا من مايوحى، أو على تقدير هو أن اقذفيه: ويجوز أن تكون بمعنى: أى (فليلقه) أمر للغائب، و (منى) تتعلق بألقيت، ويجوز أن تكون نعتا لمحبة (ولتصنع) أى لتحب ولتصنع، ويقرأ على لفظ الامر: أى ليصنعك غيرك بأمرى ويقرأ بكسر اللام وفتح التاء والعين: أى لتفعل ماآمرك بمرأى منى (إذ تمشى) يجوز أن يتعلق بأحد الفعلين: وأن يكون بدلا من إذ الاولى لان مشى أخته كان منة عليه، وأن يكون التقدير: اذكر إذ تمشى، و (فتونا) مصدر مثل القعود، ويجوز أن يكون جمعا تقديره: بفتون كثيرة: أى بأمور تختبر بها، و (على قدر) حال: أى موافقا لما قدر لك.

١٢٥

قوله تعالى (أن يفرط) الجمهور على فتح الياء وضم الراء فيجوز أن يكون

التقدير: أن يفرط علينا منه قول فأضمر القول لدلالة الحال عليه كما تقول: فرط منى قول، وأن يكون الفاعل ضمير فرعون كما كان في (يطغى).

قوله تعالى (فمن ربكما ياموسى) أى وهارون، فحذف للعلم به، ويجوز أن يكون طلب الاخبار من موسى وحده إذ كان هو الاصل، ولذلك قال (قال ربنا الذى) و (خلقه) مفعول أول، وكل شئ ثان: أى أعطى مخلوقه كل شئ، وقيل هو على وجهه، والمعنى أعطى كل شئ مخلوق خلقه: أي هو الذى ابتدعه، ويقرأ خلقه على الفعل، والمفعول الثانى محذوف للعلم به.

قوله تعالى (علمها) مبتدأ، وفى الخبر عدة أوجه: أحدها (عند ربى) و (في كتاب) على هذا معمول الخبر، أو خبر ثان، أو حال من الضمير في عند.

والثانى أن يكون الخبر في كتاب، وعند حال العامل فيها الظرف الذى بعدها على قول الاخفش، وقيل يكون حالا من المضاف إليه في علمها. وقيل يكون ظرفا للظرف الثانى، وقيل هو ظرف للعلم.

والثالث أن يكون الظرفان خبرا واحدا، مثل هذا حلو حامض، ولايجوز أن يكون في كتاب متعلقا بعلمها، وعند الخبر لان المصدر لايعمل فيما بعد خبره (لابضل) في موضع جر صفة لكتاب، وفى التقدير وجهان: أحدهما لايضل ربى عن حفظه. والثانى لايضل الكتاب ربى: أى عنه فيكون ربى مفعولا، ويقرأ بضم الياء: أى يضل أحد ربى عن علمه، ويجوز أن يكون ربى فاعلا: أى لايجد الكتاب ضالا: أى ضائعا كقوله تعالى " ضل من تدعون " ومفعول (ينسى) محذوف: أى ولاينساه، ويقرأ بضم الياء: أى لاينسى أحد ربى أو لاينسى الكتاب.

قوله تعالى (مهدا) هو مصدر وصف به، ويجوز أن يكون التقدير: ذات مهد، ويقرأ مهادا مثل فراش، ويجوز أن يكون جمع مهد (شتى) جمع شتيت مثل مريض ومرضى، وهو صفة لازواج أو لبنات (والنهى) جمع نهية، وقيل هو مفرد.

قوله تعالى (بسحر مثله) يجوز أن يتعلق بلنأتينك، وأن يكون حالا من الفاعلين (فاجعل بيننا وبينك موعدا) هو هاهنا مصدر لقوله تعالى (لانخلفه نحن ولاأنت مكانا) أى في مكان، (سوى) بالكسر صفة شاذة مثله قوم عدى، ويقرأ بالضم وهو أكثر في الصفات، ومعناه وسط، ويجوز أن

١٢٦

يكون مكانا مفعولا ثانيا لاجعل وموعدا على هذا مكان أيضا، ولاينتصب بموعد لانه مصدر قد وصف، وقد قرئ سوى بغير تنوين على إجراء الوصل مجرى الوقف.

قوله تعالى (قال موعدكم) هو مبتدأ. و (يوم الزينة) بالرفع الخبر فإن جعلت موعدا زمانا كان الثانى هو الاول، وإن جعلت موعدا مصدرا كان التقدير: وقت موعدكم يوم الزينة، ويقرأ يوم بالنصب على أن يكون موعدا مصدرا، والظرف خبر عنه: أى موعدكم واقع يوم الزينة، وهو مصدر في معنى المفعول (وأن يحشر الناس) معطوف، والتقدير: ويوم أن يحشر الناس فيكون في موضع جر، ويجوز أن يكون في موضع رفع: أى موعدكم أن يحشر الناس، ويقرأ نحشر على تسمية الفاعل: أى فرعون، والناس نصب.

قوله تعالى (فيسحتكم) يقرأ بفتح الياء وضمها، والماضى سحت وأسحت لغتان، وانتصب على جواب النهى.

قوله تعالى (إن هذين) يقرأ بتشديد إن وبالياء في هذين وهى علامة النصب، ويقرأ " إن " بالتشديد وهذان بالالف وفيه أوجه: أحدها أنها بمعنى نعم ومابعدها مبتدأ وخبر. والثانى إن فيها ضمير الشأن محذوف ومابعدها مبتدأ وخبر أيضا، وكلا الوجهين ضعيف من أجل اللام التى في الخبر، وإنما يجئ مثل ذلك في ضرورة الشعر.

وقال الزجاج التقدير لهما ساحران، فحذف المبتدأ، والثالث أن الالف هنا علامة التثنية في كل حال، وهى لغة لبنى الحرث، وقيل لكنانة، ويقرأ إن بالتخفيف، وقيل هى مخففة من الثقيلة وهو ضعيف أيضا، وقيل هى بمعنى ما واللام بمعنى إلا، وقد تقدم نظائره.

قوله تعالى (ويذهبا بطريقتكم) أى يذهبا طريقكم فالباء معدية كما أن الهمزة معدية.

قوله تعالى (فأجمعوا) يقرأ بوصل الهمزة وفتح الميم، وهو من الجمع الذى هو ضد التفريق، ويدل عليه قوله تعالى " فجمع كيده " والكيد بمعنى مايكاد به، ويقرأ بقطع الهمزة وكسر الميم، وهو لغة في جمع قاله الاخفش، وقيل التقدير: على كيدكم، و (صفا) حال: أى مصطفين، وقيل مفعول به: أى اقصدوا صف أعدائكم.

قوله تعالى (إما أن تلقى) قد ذكر في الاعراف.

قوله تعالى (فإذا) هى للمفاجأة، و (حبالهم) مبتدأ والخبر إذا فعلى هذا (يخيل) حال، وإن شئت كان يخيل الخبر، ويخيل بالياء على أنه مسند إلى السعى:

أى يخيل إليهم سعيها، ويجوز أن يكون مسندا إلى ضمير الحبال، وذكر لان التأنيث غير حقيقى أو يكون على تقدير يخيل الملقى، و (أنها تسعى) بدل منه بدل الاشتمال

١٢٧

ويجوز أن تكون في موضع نصب على الحال: أى تخيل الحبال ذات سعى.

ومن قرأ بالتاء ففيه ضمير الحبال، وأنها تسعى بدل منه، وقيل هو في موضع نصب: أى يخيل إليهم بأنها ذات سعى، ويقرأ بفتح التاء وكسر الياء، أى تخيل الحبال إليهم سعيها.

قوله تعالى (تلقف) يقرأ بالجزم على الجواب، والفاعل ضمير ما، وأنث لانه أراد العصا، ويجوز أن يكون ضمير موسىعليه‌السلام ونسب ذلك إليه لانه يكون بتسببه، ويقرأ بضم الفاء على أنه حال من العصا أو من موسى، وهى حال مقدرة، وتشديد القاف وتخفيفها قراء‌تان بمعنى، وأما تشديد التاء فعلى تقدير: تتلقف، وقد ذكر مثله في مواضع (إن ماصنعوا) من قرأ (كيد) بالرفع ففى " ما " وجهان أحدهما هى بمعنى الذى، والعائد محذوف. والثانى مصدرية، ويقرأ بالنصب على أن تكون ماكافة، وإضافة كيد إلى ساحر إضافة المصدر إلى الفاعل، وقرئ كيد سحر وهو إضافة الجنس إلى النوع.

قوله تعالى (في جذوع النخل) في هنا على بابها، لان الجذع مكان للمصلوب ومحتو عليه: وقيل هى بمعنى على.

قوله تعالى (والذى فطرنا) في موضع جر: أى وعلى الذى، وقيل هو قسم (ماأنت قاض) في " ما " وجهان: أحدهما هى بمعنى الذى: أى افعل الذى أنت عازم عليه. والثانى هى زمانية: أى اقض أمرك مدة ماأنت قاض (هذه الحياة الدنيا) هو منصوب بتقضى، و " ما " كافة: أى تقضى أمور الحياة الدنيا، ويجوز أن يكون ظرفا، والمفعول محذوف، فإن كان قد قرئ بالرفع فهو خبر إن.

قوله تعالى (وما أكرهتنا) في " ما " وجهان: أحدهما هى بمعنى الذى معطوفة على الخطايا، وقيل في موضع رفع على الابتداء، والخبر محذوف: أى وما أكرهتنا عليه مسقط أو محطوط، و (من السحر) حال من " ما " أو من الهاء. والثانى هى نافية، وفى الكلام تقديم تقديره. ليغفر لنا خطايانا من السحر ولم تكرهنا عليه.

قوله تعالى (إنه من يأت) الضمير هو الشأن والقصة.

قوله تعالى (جنات عدن) هى بدل من الدرجات، ولايجوز أن يكون التقدير هى جنات لان (خالدين فيها) حال، وعلى هذا التقدير لايكون في الكلام مايعمل في الحال، وعلى الاول يكون العامل في الحال الاستقرار أو معنى الاشارة.

قوله تعالى (فاضرب لهم طريقا) التقدير: موضع طريق، فهو مفعول به على الظاهر، ونظيره قوله تعالى " أن اضرب بعصاك البحر " وهو مثل ضربت زيدا وقيل ضرب هنا

١٢٨

بمعنى جعل، وشرع مثل قولهم ضربت له بسهم، و (يبسا) بفتح الباء مصدر: أى ذات يبس، أو أنه وصفها بالمصدر مبالغة، وأما اليبس بسكون الباء فصفة بمعنى اليابس (لاتخاف) في الرفع ثلاثة أوجه: أحدها هو مستأنف.

والثانى هو حال من الضمير في اضرب.

والثالث هو صفة للطريق، والعائد محذوف أى ولاتخاف فيه، ويقرأ بالجزم على النهى أو على جواب الامر وأما (لاتخشى) فعلى القراء‌ة الاولى هو مرفوع مثل المعطوف عليه، ويجوز أن يكون التقدير: وأنت لاتخشى، وعلى قراء‌ة الجزم هو حال: أى وأنت لاتخشى، ويجوز أن يكون التقدير فاضرب لهم غير خاش، وقيل الالف في تقدير الجزم شبهت بالحروف الصحاح، وقيل نشأت لاشباع الفتحة ليتوافق رء‌وس الآى.

قوله تعالى (بجنوده) هو في موضع الحال: والمفعول الثانى محذوف: أى فأتبعهم فرعون عقابه ومعه جنوده، وقيل أتبع بمعنى اتبع، فتكون الباء معدية.

قوله تعالى (جانب الطور) هو مفعول به: أى إتيان جانب الطور ولايكون ظرفا لانه مخصوص (فيحل) هو جواب النهى، وقيل هو معطوف فيكون نهيا أيضا كقولهم: لاتمددها فتشقها (ومن يحلل) بضم اللام: أى ينزل كقوله تعالى " أو تحل قريبا من دارهم " وبالكسر بمعنى يجب كقوله " ويحل عليه عذاب مقيم ".

قوله تعالى (وماأعجلك) " ما " استفهام مبتدأ وأعجلك الخبر.

قوله تعالى (هم) مبتدأ، و (أولاء) بمعنى الذى (على أثرى) صلته، وقد ذكر ذلك مستقصى في قوله " ثم أنتم هؤلاء تقتلون ".

قوله تعالى (وعدا حسنا) يجوز أن يكون مصدرا مؤكدا أو أن يكون مفعولا به بمعنى الموعود.

قوله تعالى (بملكنا) يقرأ بكسر الميم وفتحها وضمها، وفيه وجهان: أحدهما أنها لغات، والجميع مصدر بمعنى القدرة. والثانى أن الضم مصدر ملك بين الملك والفتح بمعنى المملوك: أى بإصلاح مايملك والكسر مصدر مالك، وقد يكون بمعنى

المملوك أيضا، وإذا جعل مصدرا كان مضافا إلى الفاعل، والمفعول محذوف: أى بملكنا أمرنا أو الصواب أو الخطأ (حملنا) بالتخفيف، ويقرأ بالتشديد على مالم يسم فاعله: أى حملنا قومنا (فكذلك) صفة لمصدر محذوف: أى إلقاء مثل ذلك، وفاعل (نسى) موسى

١٢٩

عليه السلام، وهو حكاية عن قومه، وقيل الفاعل ضمير السامرى.

قوله تعالى (أن لايرجع) أن مخففة من الثقيلة، ولا كالعوض من اسمها المحذوف وقد قرئ يرجع بالنصب على أن تكون أن الناصبة وهو ضعيف لان يرجع من أفعال اليقين، وقد ذكرنا ذلك في قوله " وحسبوا أن لاتكون ".

قوله تعالى (أن لاتتبعن) لازائدة مثل قوله " مامنعك أن لاتسجد " وقد ذكر، و (ياابن أم) قد ذكر في الاعراف (لاتأخذ بلحيتى) المعنى لاتأخذنى بلحيتى، فلذلك دخلت الباء، وفتح اللام لغة، وقد قرئ بهما.

قوله تعالى (بصرت بما لم يبصروا) يتعدى بحرف جر، فإن جئت بالهمز تعدى بنفسه كفرح وأفرحته، ويبصروا بالياء على الغيبة يعنى قوم موسى، وبالتاء على الخطاب، والمخاطب موسى وحده، ولكن جمع الضمير لان قومه تبع له، وقرئ بصرت بكسر الصاد، وتبصروا بفتحها، وهى لغة (قبضت) بالضاد بمل‌ء الكف وبالصاد بأطراف الاصابع وقد قرئ به، و (قبضة) مصدر بالضاد والصاد، ويجوز أن تكون بمعنى المقبوض فتكون مفعولا به، ويقرأ قبضة بضم القاف وهى بمعنى المقبوض.

قوله تعالى (لامساس) يقرأ بكسر الميم وفتح السين وهو مصدر ماسه: أى لاأمسك ولاتمسنى، ويقرأ بفتح الميم وكسر السين وهو اسم للفعل: أى لاتمسنى وقيل هو اسم للخبر: أى لايكون بيننا مماسة (لن تخلفه) بضم التاء وكسر اللام أى لاتجده مخلفا مثل أحمدته وأحببته، وقيل المعنى سيصل إليك، فكأنه يفى به، ويقرأ بضم التاء وفتح اللام على مالم يسم فاعله، ويقرأ بالنون وكسر اللام: أى لن تخلفه فحذف المفعول الاول.

قوله تعالى (ظلت) يقرأ بفتح الظاء وكسرها وهما لغتان، والاصل ظللت بكسر اللام الاولى فحذفت ونقلت كسرتها إلى الظاء ومن فتح لم ينقل، (لنحرقنه) بالتشديد من تحريق النار، وقيل هو من حرق ناب البعير إذا وقع بعضه على بعض،

والمعنى لنبردنه وشدد للتكثير، ويقرأ بضم الراء والتخفيف وهى لغة في حرف ناب البعير (لننسفنه) بكسر السين وضمها وهما لغتان قد قرئ بهما.

قوله تعالى (وسع) يقرأ بكسر السين والتخفيف، و (علما) تمييز، أى وسع علمه كل شئ، ويقرأ بالتشديد والفتح وهو يتعدى إلى مفعولين، والمعنى أعطى كل شئ علما، وفيه وجه آخر وهو أن يكون بمعنى عظم خلق كل شئ عظيم كالارض والسماء، وهو بمعنى

١٣٠

بسط، فيكون علما تمييز (كذلك) صفة لمصدر محذوف: أى قصصا كذلك: أى نقص نبأ من أنباء.

قوله تعالى (خالدين) حال من الضمير في يحمل وحمل الضمير الاول على لفظ من فوحد، وخالدين على المعنى فجمع، و (حملا) تمييز لاسم ساء وساء مثل بئس والتقدير: وساء الحمل حملا ولاينبغى أن يكون التقدير: وساء الوزر، لان المميز ينبغى أن يكون من لفظ اسم بئس.

قوله تعالى (ينفخ) بالياء على مالم يسم فاعله، وبالنون والياء على تسمية الفاعل، و (زرقا) حال، و (يتخافتون) حال أخرى بدل من الاولى، أو حال من الضمير في زرقا.

قوله تعالى (فيذرها) الضمير للارض، ولم يجز لها ذكر، ولكن الجبال تدل عليها. و (قاعا) حال، و (لاترى) مستأنف، ويجوز أن يكون حالا أيضا أو صفة للحال (لاعوج له) يجوز أن يكون حالا من الداعى، وأن يكون مستأنفا.

قوله تعالى (إلا من أذن) " من " في موضع نصب بتنفع، وقيل في موضع رفع: أى إلا شفاعة من أذن فهو بدل.

قوله تعالى (وقد خاب) يجوز أن يكون حالا، وأن يكون مستأنفا.

قوله تعالى (فلا يخاف) هو جواب الشرط، فمن رفع استأنف، ومن جزم فعل النهى.

قوله تعالى (وكذلك) الكاف نعت لمصدر محذوف: أى إنزالا مثل ذلك (وصرفنا فيه من الوعيد) أى وعيدا من الوعيد وهو جنس، وعلى قول الاخفش " من " زائدة.

قوله تعالى (يقضى) على مالم يسم فاعله، و (وحيه) مرفوع به، وبالنون وفتح الياء ووحيه نصب.

قوله تعالى (له عزما) يجوز أن يكون مفعول نجد بمعنى نعلم، وأن يكون عزما مفعول نجد، ويكون بمعنى نصب، وله إما حال من عزم أو متعلق بنجد.

قوله تعالى (أبى) قد ذكر في البقرة.

قوله تعالى (فتشقى) أفرد بعد التثنية لتتوافق رؤوس الآى مع أن المعنى صحيح لان آدم عليه السلام هو المكتسب، وكان أكثر بكاء على الخطيئة منها.

قوله تعالى (وأنك) يقرأ بفتح الهمزة عطفا على موضع ألا تجوع، وجاز أن تقع " أن " المفتوحة معمولة لان لما فصل بينهما، والتقدير أن لك الشبع والرى والكن ويقرأ بالكسر

١٣١

على الاستئناف أو العطف على " أن " الاولى.

قوله تعالى (فوسوس إليه) عدى وسوس بإلى لانه بمعنى أسر، وعداه في موضع آخر باللام لانه بمعنى ذكر له، أو يكون بمعنى لاجله.

قوله تعالى (فغوى) الجمهور على الالف، وهو بمعنى فسد وهلك، وقرئ شاذا بالياء وكسر الواو، وهو من غوى الفصيل إذا أبشم على اللبن وليست بشئ.

قوله تعالى (ضنكا) الجمهور على التنوين، وأن الالف في الوقف مبدلة منه، والضنك الضيق، ويقرأ ضنكى على مثال سكرى.

قوله تعالى (ونحشره) يقرأ بضم الراء على الاستئناف، وبسكونها إما لتوالى الحركات، أو أنه مجزوم حملا على موضع جواب الشرط وهو قوله " فإن له ". و (أعمى) حال.

قوله تعالى (كذلك) في موضع نصب: أى حشرنا مثل ذلك، أو فعلنا مثل ذلك، وإتيانا مثل ذلك، أو جزاء مثل إعراضك، أو نسيانا.

قوله تعالى (يهد لهم) في فاعله وجهان: أحدهما ضمير اسم الله تعالى: أى ألم يبين الله لهم، وعلق بين هنا إذ كانت بمعنى أعلم كما علقه في قوله تعالى " وتبين لكم كيف فعلنا بهم ". والثانى أن يكون الفاعل مادل عليه أهلكنا: أى إهلاكنا، والجملة مفسرة له، ويقرأ بالنون و (كم) في موضع نصب ب‍ (أهلكنا) أى كم قرنا أهلكنا، وقد استوفينا ذلك في " سل بنى إسرائيل " (يمشون) حال من الضمير المجرور في لهم: أى ألم يبن للمشركين في حال مشيهم في مساكن من أهلك من الكفار، وقيل هو حال من المفعول في أهلكنا: أى أهلكناهم في حال غفلتهم.

قوله تعالى (وأجل مسمى) هو معطوف على كلمة: أى ولولا أجل مسمى لكان العذاب لازما، واللزام مصدر في موضع اسم الفاعل، ويجوز أن يكون جمع لازم مثل قائم وقيام.

قوله تعالى (ومن آناء الليل) هو في موضع نصب بسبح الثانية (وأطراف) محمول على الموضع أو معطوف على قبل، ووضع الجمع موضع التثنية لان النهار له طرفان، وقد جاء في قوله " أقم الصلاة طرفى النهار " وقيل لما كان النهار جنسا جمع الاطراف، وقيل أراد بالاطراف الساعات، كما قال تعالى " ومن آناء الليل " (لعلك ترضى) وترضى وهما ظاهران.

قوله تعالى (زهرة) في نصبه أوجه:

١٣٢

أحدها أن يكون منصوبا بفعل محذوف دل عليه متعنا: أى جعلنا لهم زهرة.

والثانى أن يكون بدلا من موضع به.

والثالث أن يكون بدلا من أزواج، والتقدير: ذوى زهرة، فحذف المضاف، ويجوز أن يكون جعل الازواج زهرة على المبالغة ولايجوز أن يكون صفة لانه معرفة. وأزواجا نكرة.

والرابع أن يكون على الذم أى أذم أو أعنى.

والخامس أن يكون بدلا من مااختاره بعضهم، وقال آخرون: لايجوز لان قوله تعالى " لنفتنهم " من صلة متعنا فيلزم منه الفصل بين الصلة والموصول بالاجنبى.

والسادس أن يكون حالا من الهاء أو من " ما " وحذف التنوين لالتقاء الساكنين وجر الحياة على البدل من " ما " اختاره مكى، وفيه نظر.

والسابع أنه تمييز لما أو للهاء في به، حكى عن الفراء، وهو غلط لانه معرفة.

قوله تعالى (والعاقبة للتقوى) أى لذوى التقوى، وقد دل على ذلك قوله " والعاقبة للمتقين ".

قوله تعالى (أو لم تأتهم) يقرأ بالتاء على لفظ التثنية، وبالياء على معنى البيان وقرئ (بينة) بالتنوين، و (ما) بدل منها أو خبر مبتدأ محذوف، وحكى عن بعضهم بالنصب والتنوين على أن يكون الفاعل " ما " وبينة حال مقدمة، و (الصحف) بالتحريك والاسكان (فنتبع) جواب الاستفهام و (نذل ونخزى) على تسمية الفاعل وترك تسميته.

قوله تعالى (من أصحاب) من مبتدأ وخبر، والجملة في موضع نصب، ولاتكون " من " بمعنى الذى إذ لاعائد عليها، وقد حكى ذلك عن الفراء (الصراط السوى) فيه خمس قراء‌آت: الاولى على فعيل أى المستوى.

والثانية السواء أى الوسط والثالثة السوء بفتح السين بمعنى النشر والرابعة السوء‌ى، وهو تأنيث الاسوأ وأنث على معنى الصراط أى الطريقة كقوله تعالى " استقاموا على الطريقة ".والخامس السوى على تصغير السوء.

 (ومن اهتدى) بمعنى الذى، وفيه عطف الخبر على الاستفهام، وفيه تقوية قول الفراء: ويجوز أن يكون في موضع جر: أى وأصحاب من اهتدى، يعنى النبى صلى الله عليه وسلم، ويجوز أن يكون استفهاما كالاول.

١٣٣

سورة الانبياءعليهم‌السلام

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (وهم في غفلة) هم مبتدأ، و (معرضون) الخبر، وفى غفلة يجوز أن يكون حالا من الضمير في معرضون: أى أعرضوا غافلين، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا.

قوله تعالى (محدث) محمول على لفظ ذكر ولو رفع على موضع من ذكر جاز، ومن ربهم يجوز أن يتعلق بيأتيهم، وأن يكون صفة لذكر، وأن يتعلق بمحدث وأن يكون حالا من الضمير في محدث.

قوله تعالى (لاهية) هو حال من الضمير في يلعبون، ويجوز أن يكون حالا من الواو في استمعوه.

قوله تعالى (الذين ظلموا) في موضعه ثلاثة أوجه أحدها الرفع، وفيه أربعة أوجه: أحدها أن يكون بدلا من الواو في أسروا والثانى أن يكون فاعلا والواو حرف للجمع لااسم. والثالث أن يكون مبتدأ والخبر هل هذا، والتقدير: يقولون هل هذا والرابع أن يكون خبر مبتدأ محذوف: أى هم الذين ظلموا والوجه الثانى أن يكون منصوبا على إضمار أعنى والثالث أن يكون مجرورا صفة للناس.

قوله تعالى (قال ربى) يقرأ قل على الامر، وقال على الخبر (في السماء) حال من القول أو حال من الفاعل في يعلم وفيه ضعف: ويجوز أن يتعلق بيعلم.

قوله تعالى (أضغاث أحلام) أى هذا أضغاث (كما أرسل) أى إتيانا مثل إرسال الاولين، و (أهلكناها) صفة لقرية إما على اللفظ أو على الموضع، و (يوحى) بالياء، و (إليهم) قائم مقام الفاعل، ونوحى بالنون، والمفعول محذوف: أى الامر والنهى.

قوله تعالى (جسدا) هو مفرد في موضع الجمع، والمضاف محذوف: أى ذوى أجساد، و (لايأكلون) صفة لاجساد.

وجعلناهم يجوز أن يكون متعديا إلى اثنين، وأن يتعدى إلى واحد، فيكون جسدا حالا، ولايأكلون حالا أخرى.

قوله تعالى (فيه ذكركم) الجملة صفة لكتاب، وذكركم مضاف إلى المفعول أى ذكرنا إياكم، ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل: أى ماذكرتم من الشرك وتكذيب النبى صلى الله عليه وسلم، فيكون المفعول محذوفا (وكم) في موضع نصب ب‍ (قصمنا) و (كانت

١٣٤

ظالمة) صفة لقرية.

قوله تعالى (إذا هم) للمفاجأة فهو مبتدأ، و (يركضون) الخبر، وإذا ظرف للخبر.

قوله تعالى (تلك دعواهم) تلك في موضع رفع اسم زالت، ودعواهم الخبر. ويجوز العكس، والدعوى قولهم ياويلنا، و (حصيدا) مفعول ثان، والتقدير: مثل حصيد، فلذلك لم يجمع كما لايجمع مثل المقدر: و (خامدين) بمنزلة هذا حلو حامض، ويجوز أن يكون صفة لحصيد، و (لاعبين) حال من الفاعل في خلقنا، و (إن كنا) بمعنى ماكنا، وقيل هى شرط (فيدمغه) قرئ شاذا بالنصب وهو بعيد، والحمل فيه على المعنى: أى بالحق فالدمغ، (مما يصفون) حال: أى ولكم الويل واقعا، و " ما " بمعنى الذى أو نكرة موصوفة أو مصدرية.

قوله تعالى (ومن عنده) فيه وجهان: أحدهما أن تكون " من " معطوفة على " من " الاولى والاولى مبتدأ وله الخبر أو هى مرفوعة بالظرف، فعلى هذا (لايستكبرون) حال إما من " من " الاولى أو الثانية على قول من رفع بالظرف، أو من الضمير في الظرف الذى هو الخبر، أو من الضمير في عنده. والوجه الثانى أن تكون من الثانية مبتدأ، ولا يستكبرون الخبر.

قوله تعالى (يسبحون) يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من ضمير الفاعل قبلها، و (لايفترون) حال من ضمير الفاعل في يسبحون.

قوله تعالى (من الارض) هو صفة لآلهة. أو متعلق باتخذوا على معنى ابتداء غاية الاتخاذ.

قوله تعالى (إلا الله) الرفع على أن إلا صفة بمعنى غير، ولايجوز أن يكون بدلا، لان المعنى يصير إلى قولك: لو كان فيهما الله لفسدتا، ألا ترى أنك لو قلت: ماجاء‌نى قومك إلا زيد على البدل لكان المعنى: جاء‌نى زيد وحده، وقيل يمتنع البدل،

لان ماقبلها إيجاب، ولايجوز النصب على الاستثناء لوجهين: أحدهما أنه فاسد في المعنى، وذلك أنك إذا قلت: لو جاء‌نى القوم إلا زيدا لقتلتهم: كان معناه أن القتل امتنع لكون زيد مع القوم، فلو نصبت في الآية لكان المعنى: إن فساد السموات والارض امتنع لوجود الله تعالى مع الآلهة، وفى ذلك إثبات إله مع الله، وإذا رفعت على الوصف لايلزم مثل ذلك، لان المعنى لو كان فيهما غير الله لفسدتا.

والوجه الثانى أن آلهة هنا نكرة والجمع إذا كان نكرة لم يستثن منه عند جماعة من

١٣٥

المحققين، لانه لاعموم له بحيث يدخل فيه المستثنى لولا الاستثناء.

قوله تعالى (ذكر من معى) الجمهور على الاضافة، وقرئ بالتنوين على أن تكون " من " في موضع نصب بالمصدر، ويجوز أن تكون في موضع رفع على إقامة المصدر مقام مالم يسم فاعله، ويقرأ كذلك إلا أنه بكسر الميم، والتقدير: هذا ذكر من كتاب معى، ومن كتاب قبلى ونحو ذلك فحذف الموصوف.

قوله تعالى (الحق) الجمهور على النصب بالفعل قبله، وقرئ بالرفع على تقدير حذف مبتدأ.

قوله تعالى (بل عباد) أى هم عباد، (مكرمون) بالتخفيف والتشديد، و (لايسبقونه) صفة في موضع رفع.

قوله تعالى (فذلك) في موضع رفع بالابتداء، وقيل في موضع نصب بفعل دل عليه (نجزيه) والجملة جواب الشرط، و (كذلك) في موضع نصب ب‍ (نجزى) أى جزاء مثل ذلك.

قوله تعالى (أو لم) يقرأ بالواو وبحذفها، وقد ذكر نظيره في البقرة عند قوله تعالى " وقالوا اتخذ الله " (كانتا) الضمير يعود على الجنسين، و (رتقا) بسكون التاء: أى ذاتى رتق أو مرتوقتين، كالخلق بمعنى المخلوق، ويقرأ بفتحها وهو بمعنى المرتوق كالقبض والنقض (وجعلنا) أى وخلقنا، والمفعول (كل شئ) و (حى) صفة ومن لابتداء الغاية، ويجوز أن يكون صفة لكل تقدم عليه فصار حالا، ويجوز أن تكون جعل بمعنى صير، فيكون من الماء مفعولا ثانيا، ويقرأ " حيا " على أن يكون صفة لكل، أو مفعولا ثانيا.

قوله تعالى (أن تميد) أى مخافة أن تميد، أو لئلا تميد، و (فجاجا) حال من (سبل) وقيل سبلا بدل: أى سبلا (فجاجا) كما جاء في الآية الاخرى.

قوله تعالى (كل) أى كل واحد منهما أو منها، ويعود إلى الليل والنهار والشمس والقمر و (يسبحون) خبر كل على المعنى، لان كل واحد منها إذا سبح فكلها تسبح، وقيل يسبحون على هذا الوجه حال، والخبر في فلك، وقيل التقدير: كلها والخبر يسبحون، وأتى بضمير الجمع على معنى كل، وذكره كضمير من يعقل لانه وصفها بالسباحة، وهى من صفات من يعقل.

قوله تعالى (أفإن مت) قد ذكر في قوله تعالى " وما محمد إلا رسول ".

قوله تعالى (فتنة) مصدر مفعول له، أو في موضع الحال: أى فاتنين، أو على المصدر

١٣٦

بمعنى نبلوكم: أى تفتنكم بهما فتنة.

قوله تعالى (إلا هزوا) أى مهزوا به، وهو مفعول ثان، وأعاد ذكرهم توكيدا.

قوله تعالى (من عجل) في موضع نصب بخلق على المجاز كما تقول خلق من طين، وقيل هو حال: أى عجلا، وجواب " لو " محذوف، و (حين) مفعول به لاظرف، و (بغتة) مصدر في موضع الحال.

قوله تعالى (من الرحمن) أى من أمر الرحمن، فهو في موضع نصب بيكلؤكم ونظيره يحفظونه من أمر الله.

قوله تعالى (لا يستطيعون) هو مستأنف.

قوله تعالى (ننقصها من أطرافها) قد ذكر في الرعد.

قوله تعالى (ولا يسمع) في قراء‌ات وجوهها ظاهرة، و (إذا) منصوبة بيسمع أو بالدعاء، فعلى هذا القول يكون المصدر المعرف بالالف واللام عاملا بنفسه.

قوله تعالى (من عذاب) صفة لنفحة أو في موضع نصب بمستهم قوله تعالى (القسط) إنما أفرد وهو صفة لجمع لانه مصدر وصف به، وإن شئت قلت: التقدير ذوات القسط (ليوم القيامة) أى لاجله، وقيل هى بمعنى في، و (شيئا) بمعنى المصدر، و (مثقال) بالنصب على أنه خبر كان: أى وإن كان الظلم أو العمل، ويقرأ بالرفع على أن تكون كان التامة، و (من خردل) صفة لحبة أو لمثقال، و (أتينا) بالقصر جئنا، ويقرأ بالمد بمعنى جازينا بها، فهو يقرب من معنى أعطينا لان الجزاء إعطاء، وليس منقولا من أتينا لان ذلك ينقل عنهم.

قوله تعالى (وضياء) قيل دخلت الواو على الصفة كما تقول: مررت بزيد الكريم والعالم، فعلى هذا يكون حالا: أى الفرقان مضيئا، وقيل هى عاطفة: أى آتيناه ثلاثة أشياء. الفرقان، والضياء، والذكر.

قوله تعالى (الذين يخشون) في موضع جر على الصفة، أو نصب بإضمار أعنى، أو رفع على إضمارهم. و (بالغيب) حال.

قوله تعالى (إذ قال) إذ ظرف لعالمين أو لرشده، أو لآتينا، ويجوز أن يكون بدلا من موضع " من قبل " ويجوز أن ينتصب بإضمار أعنى أو بإضمار اذكر (لها عاكفون) قيل اللام بمعنى على كقوله " لن نبرح عليه عاكفين " وقيل هى على بابها، إذ المعنى لها عابدون، وقيل أفادت معنى الاختصاص.

قوله تعالى (على ذلكم) لا يجوز أن يتعلق با (لشاهدين) لما يلزم من تقديم الصلة على

١٣٧

الموصول فيكون على التبيين، وقد ذكر في مواضع.

قوله تعالى (جذاذا) يقرأ بالضم والفتح والكسر وهى لغات، وقيل الضم على أن واحده جذاذه، والكسر على أن واحده جذاذه بالكسر، والفتح على المصدر كالحصاد، والتقدير: ذوى جذاذ، ويقرأ بضم الجيم من غير ألف، وواحده جذه كقبة وقبب، ويقرأ كذلك إلا أنه بضم الذال الاولى، وواحده جذيذ كقليب وقلب.

قوله تعالى (من فعل هذا) يجوز أن يكون " من " استفهاما، فيكون (إنه) استئنافا، ويجوز أن يكون بمعنى الذى، فيكون " إنه " ومابعده الخبر.

قوله تعالى (يذكرهم) مفعول ثان لسمعنا، ولا يكون ذلك إلا مسموعا كقولك: سمعت زيدا يقول كذا، والمعنى: سمعت قول زيد، و (يقال) صفة ويجوز أن يكون حالا.

وفى ارتفاع (إبراهيم) عليه السلام ثلاثة أوجه: أحدها هو خبر مبتدأ محذوف: أى هو أو هذا، وقيل هو مبتدأ والخبر محذوف: أى إبراهيم فاعل ذلك، والجملة محكية. والثانى هو منادى مفرد فضمته بناء.

والثالث هو مفعول يقال، لان المعنى يذكر إبراهيم في تسميته، فالمراد الاسم لا المسمى.

قوله تعالى (على أعين الناس) في موضع الحال: أى على رؤيتهم: أى ظاهرا لهم.

قوله تعالى (بل فعله) الفاعل (كبيرهم)، (هذا) وصف أو بدل،

وقيل الوقف على فعله، والفاعل محذوف: أى فعله من فعله، وهذا بعيد لان حذف الفاعل لايسوغ.

قوله تعالى (على رء‌وسهم) متعلقة بنكسوا، ويجوز أن يكون حالا فيتعلق بمحذوف (ما هؤلاء ينطقون) الجملة تسد مسد مفعولى علمت كقوله " وظنوا مالهم من محيص "، و (شيئا) في موضع المصدر: أى نفعا (أف لكم) قد ذكر في سبحان.

قوله تعالى (بردا) أى ذات برد، و (على) يتعلق بسلام أو هى صفة له.

قوله تعالى (نافلة) حال من يعقوب، وقيل هو مصدر كالعاقبة والعافية، والعامل فيه معنى وهبنا (وكلا) المفعول الاول ل‍ (جعلنا - وإقام الصلاة) الاصل فيه إقامة، وهى عوض من حذف إحدى الالفين، وجعل المضاف إليه بدلا من الهاء.

قوله تعالى (ولوطا) أى وآتينا لوطا، و (آتيناه) مفسر للمحذوف، ومثله ونوحا وداود وسليمان وأيوب ومابعده من أسماء الانبياءعليهم‌السلام ، ويحتمل أن يكون التقدير:

١٣٨

واذكر لوطا، والتقدير: واذكر خبر لوط، والخبر المحذوف هو العامل في " إذ " والله أعلم.

قوله تعالى (ونصرناه) أى منعناه من أذاهم، وقيل من بمعنى على، و (إذ نفشت) ظرف ليحكمان، و (لحكمهم) بمعنى الذين اختصموا في الحرث وقيل الضمير لهم ولداود وسليمان، وقيل هو لداود وسليمان خاصة، وجمع لان الاثنين جمع.

قوله تعالى (مع داود الجبال) العامل في مع (يسبحن) وهو نظير قوله تعالى " ياجبال أوبى معه " ويسبحن حال من الجبال (والطير) معطوف على الجبال وقيل هى بمعنى، ويقرأ شاذا بالرفع عطفا على الضمير في يسبحن، وقيل التقدير والطير كذلك.

قوله تعالى (لكم) يجوز أن يكون وصفا للبوس، وأن يتعلق بعلمنا أو بصنعة (لتحصنكم) يجوز أن يكون بدلا من لكم بإعادة الجار، ويجوز أن يتعلق بعلمنا: أى لاجل تحصينكم ويحصنكم بالياء على أن الفاعل الله عزوجل أو داودعليه‌السلام أو الصنع أو التعليم أو اللبوس، وبالتاء: أى الصنعة أو الدروع، وبالنون لله تعالى على التعظيم، ويقرأ بالتشديد والتخفيف، و (الريح) نصب على تقدير: وسخرنا

لسليمان، ودل عليه وسخرنا الاولى، ويقرأ بالرفع على الاستئناف، و (عاصفة) حال، و (تجرى) حال أخرى، إما بدلا من عاصفة، أو من الضمير فيها.

قوله تعالى (من يغوصون له) " من " في موضع نصب عطفا على الرياح، أو رفع على الاستئناف، وهى نكرة موصوفة والضمير عائد على معناها، و (دون ذلك) صفة لعمل.

قوله تعالى (رحمة - وذكرى) مفعول له، ويجوز أن ينتصب على المصدر: أى ورحمناه، و (مغاضبا) حال.

قوله تعالى (ننجى) الجمهور على الجمع بين النونين وتخفيف الجيم، ويقرأ بنون واحدة وتشديد الجيم، وفيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه فعل ماض، وسكن الياء إيثارا للتخفيف، والقائم مقام الفاعل المصدر: أى نجى النجاء.

وهو ضعيف من وجهين: أحدهما تسكين آخر الماضى، والثانى إقامة المصدر مقام المصدر مقام الفاعل مع وجود المفعول الصحيح.

والوجه الثانى أنه فعل مستقبل قلبت منه النون الثانية جيما وأدغمت وهو ضعيف أيضا.

والثالث أن أصله ننجى بفتح النون الثانية، ولكنها حذفت كما حذفت التاء الثانية في

١٣٩

" تظاهرون " وهذا ضعيف أيضا لوجهين: أحدهما أن النون الثانية أصل وهى فاء الكلمة، فحذفها يبعد جدا. والثانى أن حركتها غير حركة النون الاولى، فلا يستثقل الجمع بينهما بخلاف تظاهرون، ألا ترى أنك لو قلت تتحامى المظالم لم يسغ حذف التاء الثانية.

قوله تعالى (رغبا ورهبا) مفعول له، أو مصدر في موضع الحال، أو مصدر على المعنى.

قوله تعالى (والتى أحصنت) أى واذكر التى، ويجوز أن يكون في موضع رفع: أى وفيما يتلى عليك خبر التى، و (فيها) يعود على مريم، و (آية) مفعول ثان.

وفى الافراد وجهان: أحدهما أن مريم وابنها جميعا آية واحدة، لان العجب منهما كمل. والثانى أن تقديره وجعلناها آية وابنها كذلك فآية مفعول المعطوف عليه، وقيل المحذوف هو الاول، وآية المذكور للابن.

قوله تعالى (أمتكم) بالرفع على أنه خبر إن، وبالنصب على أنه خبر أو عطف بيان، و (أمة) بالنصب حال، وبالرفع بدل من أمتكم، أو خبر مبتدأ محذوف قوله تعالى (وتقطعوا أمرهم) أى في أمرهم.

أى تفرقوا، وقيل عدى تقطعوا بنفسه، لانه بمعنى قطعوا: أى فرقوا، وقيل هو تمييز: أى تقطع أمرهم.

و (له) أى للسعى، وقيل يعود على من.

قوله تعالى (وحرام) يقرأ بالالف وبكسر الحاء وسكون الراء من غير ألف. وبفتح الحاء وكسر الراء من غير ألف، وهو في ذلك كله مرفوع بالابتداء، وفى الخبر وجهان: أحدهما هو (أنهم لايرجعون) و " لا " زائدة: أى ممتنع رجوعهم إلى الدنيا، وقيل ليست زائدة: أى ممتنع عدم رجوعهم عن معصيتهم، والجيد أن يكون أنهم فاعلا سد مسد الخبر.

والثانى الخبر محذوف تقدير: توبتهم أو رجاء بعثهم إذا جعلت " لا " زائدة، وقيل حرام خبر مبتدأ محذوف أى ذلك الذى ذكرناه من العمل الصالح حرام، وحرام وحرم لغتان مثل حلال وحل، ومن فتح الحاء وكسر الراء كان اسم فاعل من حرم: أى امتنع مثل فلق، ومنه: * يقول لاغائب مالى ولاحرم * أى ممتنع، ويقرأ " حرم " على أنه فعل بكسر الراء وضمها، وأنهم بالفتح على أنها مصدرية وبالكسر على الاستئناف، و (حتى) متعلقة في المعنى بحرام: أى يستمر الامتناع إلى هذا الوقت، ولاعمل لها في (إذا) ويقرأ " من كل جدث " بالجيم والثاء وهو بمعى الحدب، و (ينسلون) بكسر السين وضمها لغتان،

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298