إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ٢

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن0%

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن مؤلف:
تصنيف: القرءات وفنّ التجويد
الصفحات: 298

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري
تصنيف: الصفحات: 298
المشاهدات: 98842
تحميل: 5185


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 298 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 98842 / تحميل: 5185
الحجم الحجم الحجم
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وجواب إذا " فإذا هى " وقيل جوابها قالوا ياويلنا، وقيل واقترب، والواو زائدة.

قوله تعالى (فإذا هى) " إذا " للمفاجأة، وهى مكان، والعامل فيها (شاخصة) وهى ضمير القصة، و (أبصار الذين) مبتدأ، وشاخصة خبره (يا ويلنا) في موضع نصب بقالوا المقدر، ويجوز أن يكون التقدير: يقولون فيكون حالا.

قوله تعالى (حصب جهنم) يقرأ بفتح الصاد وهو ماتوقد به، وبسكونها وهو مصدر حصبتها أوقدتها فيكون بمعنى المحصوب، ويقرأ بالضاد محركة وساكنة، وبالطاء وهما بمعنى (أنتم لها) يجوز أن يكون بدلا من حصب جهنم، وأن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من جهنم.

قوله تعالى (منا) يجوز أن يتعلق بسبقت، وأن يكون حالا من (الحسنى) (ولا يسمعون) يجوز أن يكون بدلامن " مبعدون "، وأن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون حالا من الضمير في مبعدون (هذا يومكم) أى يقولون.

قوله تعالى (يوم نطوى) يجوز أن يكون بدلا من العائد المحذوف من قوله يوعدون، أو على إضمار أعنى، أو ظرفا للا يحزنهم أو بإضمار اذكر، ونطوى بالنون

على التعظيم، وبالياء على الغيبة، وبالتاء وترك تسمية الفاعل، و (السماء) بالرفع والتقدير طيا كطى، وهو مصدر مضاف إلى المفعول إن قلنا السجل القرطاس، وقيل هو اسم ملك أو كاتب، فيكون مضافا إلى الفاعل، ويقرأ بكسر السين والجيم وتشديد اللام، ويقرأ كذلك إلا أنه بتخفيف اللام، ويقرأ بفتح السين وسكون الجيم وتخفيف اللام، وبضم السين والجيم مخففا ومشددا وهى لغات فيه، واللام في (للكتاب) زائدة، وقيل هى بمعنى على، وقيل يتعلق بطى والله أعلم.

قوله تعالى (كما بدأنا) الكاف نعت لمصدر محذوف: أى نعيده عوادا مثل بدئه وفى نصب (أول) وجهان: أحدهما هو منصوب ببدأنا: أى خلقنا أول خلق والثانى هو حال من الهاء في نعيده، والمعنى مثل أول خلقه، (وعدا) مصدر: أى وعدنا ذلك وعدا.

قوله تعالى (من بعد الذكر) يجوز أن يتعلق بكتبنا، وأن يكون ظرفا للزبور لان الزبور بمعنى المزبور: أى المكتوب.

قوله تعالى (إلا رحمة) هو مفعول له، ويجوز أن يكون حالا: أى ذا رحمة. كما قال تعالى " ورحمة للذين آمنوا " ويجوز أن يكون بمعنى راحم.

قوله تعالى (يوحى إلي أنما) " أن " مصدرية، وما الكافة لاتمنع من ذلك.

١٤١

والتقدير: يوحى إلى وحدانية إلهى (فهل أنتم) هل هنا على لفظ الاستفهام، والمعنى على التحريض: أى فهل أنتم مسلمون بعد هذا فهو للمستقبل.

قوله تعالى (على سواء) حال من المفعول والفاعل: أى مستوين في العلم بما أعلمتكم به (وإن أدرى) بإسكان الياء وهو على الاصل، وقد حكى في الشاذ فتحها قال أبوالفتح: هو غلط لان " إن " بمعنى ما، وقال غيره: ألقيت حركة الهمزة على الياء فتحركت وبقيت الهمزة ساكنة فأبدلت ألفا لانفتاح ماقبلها ثم أبدلت همزة متحركة لانها في حكم المبتدأ بها، والابتداء بالساكن محال، و (أقريب) مبتدأ، (وما توعدون) فاعل له لانه قد اعتمد على الهمزة، ويخرج على قول البصريين أن يرتفع ببعيد لانه أقرب إليه، و (من القول) حال من الجهر: أى المجهور من القول.

قوله تعالى (قل ربى) يقرأ على لفظ الامر وعلى لفظ الماضى، و (احكم) على الامر، ويقرأ ربى أحكم على الابتداء والخبر، و (تصفون) بالتاء والياء وهو ظاهر والله أعلم.

سورة الحج

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (إن زلزلة الساعة) الزلزلة مصدر يجوز أن يكون من الفعل اللازم أى تزلزل الساعة شئ، وأن يكون متعديا: أى أن زلزال الساعة الناس، فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل في الوجهين، ويجوز أن يكون المصدر مضافا إلى الظرف، قوله تعالى (يوم ترونها) هو منصوب ب‍ (تذهل) ويجوز أن يكون بدلا من الساعة على قول من بناه، أو ظرف لعظيم، أو على إضمار اذكر، فعلى هذه الوجوه يكون تذهل حالا من ضمير المفعول، والعائد محذوف: أى تذهل فيها، ولايجوز أن يكون ظرفا للزلزلة لانه مصدر قد أخبر عنه، والمرضعة جاء على الفعل، ولو على النسب لقال مرضع، " وما " بمعنى من، ويجوز أن تكون مصدرية (وترى الناس) الجمهور على الخطاب وتسمية الفاعل، ويقرأ بضم التاء: أى وترى أنت أيها المخاطب، أو يا محمد صلى الله عليه وسلم، ويقرأ كذلك إلا أنه يرفع الناس، والتأنيث على معنى الجماعة، ويقرأ بالياء: أى ويرى الناس: أى يبصرون، و (سكارى) حال على الاوجه كلها، والضم والفتح فيه لغتان قد قرئ بهما، وسكرى مثل مرضى الواحد سكران أو سكر مثل زمن وزمنى، ويقرأ سكرى مثل حبلى، قيل هو محذوف من سكارى، وقيل هو واحد مثل حبلى كأنه قال: ترى الامة سكرى.

١٤٢

قوله تعالى (من يجادل) هى نكرة موصوفة، و (بغير علم) في موضع المفعول أو حال.

قوله تعالى (إنه) هى وما عملت فيه في موضع رفع بكتب، ويقرأ كتب بالفتح أى كتب الله، فيكون في موضع نصب، و (من تولاه) في موضع رفع بالابتداء و " من " شرط، وجوابه (فإنه) يجوز أن يكون بمعنى الذى، وفإنه الخبر، ودخلت فيه الفاء لما في الذى من معنى المجازاة، وفتحت أن الثانية لان التقدير: فشأنه أنه، أو فله أنه، وفيه كلام آخر قد ذكرنا مثله في أنه من يحادد الله، وقرئ للكسر فيها حملا على معنى قيل له.

قوله تعالى (من البعث) في موضع جر صفة لريب، أو متعلق بريب، وقرأ الحسن البعث بفتح العين وهى لغة (ونقر) الجمهور على الضم على الاستئناف،

إذ ليس المعنى خلقناكم لنقر، وقرئ بالنصب على أن يكون معطوفا في اللفظ، والمعنى مختلف لان اللام في لنبين للتعليل، واللام المقدرة مع نقر للصيرورة، وقرئ بفتح النون وضم القاف والراء، أى نسكن، و (طفلا) حال وهو واحد في معنى الجمع، وقيل التقدير: نخرج كل واحد منكم طفلا كما قال تعالى " فاجلدوهم ثمانين " أى كل واحد منهم، وقيل هو مصدر في الاصل، فلذلك لم يجمع (من بعد علم شيئا) قد ذكر في النحل (وربت) بغير همز من ربا يربوا إذا زاد، وقرئ بالهمز وهو من ربأ للقوم وهو الربيئة إذا ارتفع على موضع عال لينظر لهم، فالمعنى ارتفعت (وأنبتت) أى أشياء، أو ألوانا أو من كل زوج بهيج زوجا فالمفعول محذوف، وعند الاخفش من زائدة.

قوله تعالى (ذلك) مبتدأ، و (بأن الله) الخبر، وقيل المبتدأ محذوف: أى الامر ذلك، وقيل في موضع نصب: أى فعلنا ذلك.

قوله تعالى (بغير علم) حال من الفاعل في يجادل، و (ثانى عطفه) حال أيضا، والاضافة غير محضة: أى معرضا (ليضل) يجوز أن يتعلق بثانى، وبيجادل (له في الدنيا) يجوز أن تكون حالا مقدرة، وأن تكون مقارنة: أى مستحقا، ويجوز أن يكون مستأنفا.

قوله تعالى (على حرف) هو حال: أى مضطربا متزلزلا (خسر الدنيا) هو حال: أى انقلب قد خسر، ويجوز أن يكون مستأنفا، ويقرأ خاسر الدنيا، وخسر الدنيا على أنه اسم، وهو حال أيضا (والآخرة) على هذا بالجر.

قوله تعالى (يدعو لمن ضره) هذا موضع اختلف فيه آراء النحاة، وسبب ذلك أن اللام تعلق الفعل الذى قبلها عن العمل إذا كان من أفعال القلوب، ويدعو ليس منها.

١٤٣

وهم في ذلك على طريقين: أحدهما أن يكون يدعو غير عامل فيما بعده لا لفظا ولاتقديرا، وفيه على هذا ثلاثة أوجه: أحدها أن يكون تكريرا ليدعوا الاولى فلا يكون له معمول.

والثانى أن يكون ذلك بمعنى الذى في موضع نصب بيدعو: أى يدعو الذى هو الضلال، ولكنه قدم المفعول، وهذا على قول من جعل ذا مع غير الاستفهام بمعنى الذى.

والثالث أن يكون التقدير: ذلك هو الضلال البعيد يدعوه فذلك مبتدأ وهو مبتدأ ثان، أو بدل أو عماد، والضلال خبر المبتدأ، ويدعوه حال والتقدير: مدعوا وفيه ضعف، وعلى هذه الاوجه الكلام بعده مستأنف، ومن مبتدأ والخبر (لبئس المولى) والطريق الثانى أن يدعو متصل بما بعده، وفيه على هذا

ثلاثة أوجه: أحدها أن: يدعو يشبه أفعال القلوب لان معناه يسمى من ضره أقرب من نفعه إلها، ولا يصدر ذلك إلا عن اعتقاد فكأنه قال يظن، والاحسن أن تقديره يزعم، لان يزعم قول مع اعتقاد.

والثانى أن يكون يدعو بمعنى يقول، ومن مبتدأ، وضره مبتدأ ثان، وأقرب خبره والجملة صلة " من " وخبر من محذوف تقديره: إله أو إلهى، وموضع الجملة نصب بالقول، ولبئس مستأنف لانه لا يصح دخوله في الحكاية لان الكفار لا يقولون عن أصنامهم لبئس المولى.

والوجه الثالث قول الفراء وهو أن التقدير يدعو من لضره، ثم قدم اللام على موضعها، وهذا بعيد لان " ما " في صلة الذى لا يتقدم عليها.

قوله تعالى (من كان) هو شرط، والجواب فليمدد، و (هل يذهبن) في موضع نصب بينظر، والجمهور على كسر اللام في ليقطع، وقرئ بإسكانها على تشبيه ثم بالواو والفاء لكون الجميع عواطف.

قوله تعالى (وأن الله يهدى) أى وأنزلنا أن الله يهدى، والتقدير: ذكر أن الله، ويجوز أن يكون التقدير: ولان الله يهدى بالآيات من يشاء أنزلناها.

قوله تعالى (إن الذين آمنوا) خبر " إن " إن الثانية واسمها وخبرها، وهو قوله " إن الله يفصل بينهم ". وقيل " إن " الثانية تكرير للاولى، وقيل الخبر محذوف تقديره: مفترقون يوم القيامة أو نحو ذلك، والمذكور تفسير له.

قوله تعالى (والدواب) يقرأ بتخفيف الباء وهو بعيد لانه من الدبيب، ووجهها أنه حذف الباء الاولى كراهية التضعيف والجمع بين الساكنين (وكثير) مبتدأ، و (من الناس)

١٤٤

صفة له، والخبر محذوف تقديره مطيعون أو مثابون أو نحو ذلك، ويدل على ذلك قوله (وكثير حق عليه العذاب) والتقدير: وكثير منهم، ولا يكون معطوفا على قوله " من في السموات " لان الناس داخلون فيه، وقيل هو معطوف عليه، وكرر للتفصيل (من مكرم) بكسر الراء، ويقرأ بفتح الراء، وهو مصدر بمعنى الاكرام.

قوله تعالى (خصمان) هو في الاصل مصدر، وقد وصف به، وأكثر الاستعمال توحيده، فمن ثناه وجمعه على الصفات والاسماء و (اختصموا) إنما جمع حملا على المعنى، لان كل خصم فريق فيه أشخاص.

قوله تعالى (يصب) جملة مستأنفة، ويجوز أن تكون خبر ثانيا، وأن تكون

حالا من الضمير في لهم (يصهر) بالتخفيف، وقرئ بالتشديد للتكثير، والجملة حال من الحميم.

قوله تعالى (كلما) العامل فيها (أعيدا) و " من غم " بدل بإعادة الخافض بدل الاشتمال، وقيل الاولى لابتداء الغاية، والثانية بمعنى من أجل (وذوقوا) أى وقيل لهم فحذف القول.

قوله تعالى (يحلون) يقرأ بالتشديد من التحلية بالحلى، ويقرأ بالتخفيف من قولك أحلى ألبس الحلى، وهو بمعنى المشدد، ويقرأ بفتح الباء والتخفيف، وهو من حليت المرأة تحلى إذا لبست الحلى، ويجوز أن يكون من حلى بعينى كذا إذا حسن، وتكون " من " زائدة، أو يكون المفعول محذوفا، و (من أساور) نعت له، وقيل هو من حليت بكذا إذا ظفرت به، و (من ذهب) نعت لاساور (ولؤلؤا) معطوف على أساور لا على ذهب، لان السوار لا يكون من لؤلؤ في العادة، ويصح أن يكون حليا، ويقرأ بالنصب عطفا على موضع من أساور وقيل هو منصوب بفعل محذوف تقديره: ويعطون لؤلؤا، والهمز أو تركه لغتان قد قرئ بهما.

قوله تعالى (من القول) هو حال من الطيب أو من الضمير فيه.

قوله تعالى (ويصدون) حال من الفاعل في كفروا، وقيل هو معطوف على المعنى، إذ التقدير: يكفرون ويصدون، أو كفروا وصدوا، والخبر على هذين محذوف تقديره: معذبون: دل عليه آخر الآية، وقيل الواو زائدة وهو الخبر، و (جعلناه) يتعدى إلى مفعولين، فالضمير هو الاول، وفي الثانى ثلاثة أوجه: أحدها (للناس) فيكون (سواء) خبرا

١٤٥

مقدما، وما بعده المبتدأ، والجملة حال إما من الضمير الذى هو الهاء، أو من الضمير في الجار.

والوجه الثانى أن يكون للناس حالا، والجملة بعده في موضع المفعول الثانى.

والثالث أن يكون المفعول الثانى سواء على قراء‌ة من نصب، و (العاكف) فاعل سواء، ويجوز أن يكون جعل متعديا إلى مفعول واحد، وللناس حال، أو مفعول تعدى إليه بحرف الجر، وقرئ " العاكف " بالجر على أن يكون بدلا من الناس، وسواء على هذا نصب لاغير (ومن يرد) الجمهور على ضم الياء من الارادة، ويقرأ شاذا بفتحها من الورود، فعلى هذا يكون (بإلحاد) حالا: أى ملتبسا بإلحاد، وعلى الاول تكون الباء زائدة وقيل المفعول محذوف: أى تعديا بإلحاد، و (بظلم) بدل بإعادة الجار، وقيل هو حال أيضا: أى إلحادا ظالما، وقيل التقدير: إلحادا بسبب الظلم.

قوله تعالى (وإذ بوأنا) أى اذكر، و (مكان البيت) ظرف، واللام

في لابراهيم زائدة، أى أنزلناه مكان البيت، والدليل عليه قوله تعالى " ولقد بوأنا بنى إسرائيل " وقيل اللام غير زائدة. والمعنى هيأنا (ألا تشرك) تقديره: قائلين له لا تشرك، فأن مفسرة للقول المقدر، وقيل هى مصدرية: أى فعلنا ذلك لئلا تشرك، وجعل النهى صلة لها، وقوى ذلك قراء‌ة من قرأ بالياء (والقائمين) أى المقيمين، وقيل أراد المصلين.

قوله تعالى (وأذن) يقرأ بالتشديد والتخفيف والمد: أى أعلم الناس بالحج (رجالا) حال، وهو جمع راجل، ويقرأ بضم الراء مع التخفيف، وهو قليل في الجمع، ويقرأ بالضم والتشديد مثل صائم وصوام، ويقرأ رجالى مثل عجالى (وعلى كل ضامر) في موضع الحال أيضا: أى وركبانا، وضامر بغير هاء للمذكر والمؤنث، و (يأتين) محمول على المعنى، والمعنى، وركبانا على ضوامر يأتين، فهو صفة لضامر، وقرئ شاذا " يأتون " أى يأتون على كل ضامر، وقيل يأتون مستأنف، و (من كل فج) يتعلق به.

قوله تعالى (ليشهدوا) يجوز أن تتعلق اللام بإذن، وأن تتعلق بيأتوك والله أعلم.

قوله تعالى (ذلك) أى الامر ذلك (فهو خير) هو ضمير التعظيم الذى دل عليه يعظم (إلا ما يتلى) يجوز أن يكون الاستثناء منقطعا، لان بهيمة الانعام ليس فيها محرم، ويجوز أن يكون متصلا ويصرف إلى ما حرم منها بسبب عارض كالموت ونحوه (من الاوثان) من لبيان الجنس: أى اجتنبوا الرجس من هذا القبيل، وهو بمعنى ابتداء الغاية هنا.

١٤٦

قوله تعالى (حنفاء) هو حال (غير مشركين) كذلك (فكأنما خر) أى يخر، ولذلك عطف عليه.

قوله تعالى (تخطفه) ويجوز أن يكون التقدير: فهو يخطفه، فيكون عطف الجملة على الجملة الاولى، وفيها قراء‌ات قد ذكرت في أول البقرة.

قوله تعالى (فإنها من تقوى القلوب) في الضمير المؤنث وجهان: أحدهما هو ضمير الشعائر، والمضاف محذوف تقديره: فإن تعظيمها، والعائد على " من " محذوف: أى فإن تعظيمها منه أو من تقوى القلوب منهم، ويخرج على قول الكوفيين أن يكون التقدير: من تقوى قلوبهم، والالف واللام بدل من الضمير.

والوجه الثانى أن يكون ضمير مصدر مؤنث تقديره: فإن العظمة أو الحرمة أو الخصلة، وتقديره العائد على ماتقدم.

قوله تعالى (لكم فيها) الضمير لبهيمة الانعام. والمنسك يقرأ بفتح السين وكسرها وهما لغتان، وقيل الفتح للمصدر والكسر للمكان.

قوله تعالى (الذين إذا ذكر الله) يجوز أن يكون نصبا على الصفة أو البدل أو على إضمار أعنى، وأن يكون رفعا على تقديرهم (والمقيمى الصلاة) الجمهور على الجر بالاضافة، وقرأ الحسن بالنصب، والتقدير: والمقيمين، فحذف النون تخفيفا لا للاضافة.

قوله تعالى (والبدن) هو جمع بدن، وواحدته بدنة مثل خشب وخشب، ويقال هو جمع بدنة مثل ثمرة وثمر، ويقرأ بضم الدال مثل ثمر، والجمهور على النصب بفعل محذوف، أى وجعلنا البدن، ويقرأ بالرفع على الابتداء، و (لكم) أى من أجلكم فيتعلق بالفعل، و (من شعائر) المفعول الثانى (لكم فيها خير) الجملة حال (صواف) حال من الهاء: أى بعضها إلى جنب بعض، ويقرأ " صوافن " واحد صافن وهو الذى يقوم على ثلاث، وعلى سنبك الرابعة، وذلك يكون إذا عقلت البدنة، ويقرأ " صوافى " أى خوالص لله تعالى، ويقرأ بتسكين الياء، وهو مما سكن في موضع النصب من المنقوص (القانع) بالالف من قولك قنع به إذا رضى بالشئ اليسير، ويقرأ بغير ألف من قولك قنع قنوعا إذا سال (والمعتر) المعترض، ويقرأ المعترى، بفتح الياء، وهو في معناه، يقال عرهم وأعرهم وعراهم واعتراهم إذا تعرض بهم للطلب (كذلك) الكاف نعت لمصدر محذوف تقديره: سخرناهم تسخيرا مثل ما ذكرنا.

قوله تعالى (لن ينال الله) الجمهور على الياء، لان اللحوم والدماء جمع تكسير، فتأنيثه

١٤٧

غير حقيقى، والفصل بينهما حاصل، ويقرأ بالتاء، وكذلك (يناله التقوى منكم).

قوله تعالى (إن الله يدافع) يقرأ بغير ألف وبالالف وهما سواء، ويقال إن الالف تدل على أن المدافعة تكون بين الله تعالى وبين من يقصد أذى المؤمنين.

قوله تعالى (أذن) يقرأ على تسمية الفاعل وعلى ترك تسميته، وكذلك (يقاتلون) والتقدير: أذن لهم في القتال بسبب توجيه الظلم إليهم.

قوله تعالى (الذين أخرجوا) هو نعت للذين الاول، أو بدل منه، أو في موضع نصب بأعنى، أو في موضع رفع على إضمارهم (إلا أن يقولوا) هذا استثناء منقطع تقديره إلا بقولهم ربنا الله، و (دفع الله) ودفاعه قد ذكر في البقرة، (صلوات) أى ومواضع صلوات، ويقرأ بسكون اللام مع فتح الصاد وكسرها، يقرأ بضم الصاد واللام، وبضم الصاد وفتح اللام، وبسكون اللام كما جاء في " حجرة " اللغات الثلاث، ويقرأ صلوت بضم الصاد واللام وإسكان الواو مثل صلب وصلوب، ويقرأ " صلويثا " بفتح الصاد وإسكان اللام وياء بعد الواو وثاء معجمة بثلاث، ويقرأ " صلوتا " بفتح الصاد وضم اللام وهواسم عربى، والضمير في (فيها) يعود على المواضع المذكورة.

قوله تعالى (الذين إن مكناهم) هو مثل " الذين أخرجوا " (نكير) مصدر في موضع الانكار.

قوله تعالى (وكأين) يجوز أن يكون في موضع نصب بما دل عليه أهلكناها، وأن يكون في موضع رفع بالابتداء، (أهلكناها) وأهلكتها سواء في المعنى (وبئر) معطوفة على قرية.

قوله تعالى (فإنها) الضمير للقصة، والجملة بعدها مفسرة لها، و (التى في الصدور) صفة مؤكدة.

قوله تعالى (معجزين) حال ويقرأ " معاجزين " بالالف والتخفيف، وهو في معنى المشدد مثل عاهد وعهد، وقيل عاجز سابق وعجز سبق.

قوله تعالى (إلا إذا تمنى) قيل هو استثناء من غير الجنس، وقيل الكلام كله في موضع صفة لنبى، و (القاسية) الالف واللام بمعنى الذى، والضمير في (قلوبهم) العائد عليها، وقلوبهم مرفوع باسم الفاعل، وأنث لانه لو كان موضعه الفعل للحقته تاء التأنيث، وهو معطوف على الذين.

قوله تعالى (فيؤمنوا) هو معطوف على ليعلم وكذلك (فتخبت) (لهادى الذين)

١٤٨

الجمهور على الاضافة، ويقرأ لهاد بالتنوين، والذين نصب به (في مرية) بالكسر والضم وهما لغتان.

قوله تعالى (يومئذ) منصوب بقوله (لله) ولله الخبر، و (يحكم) مستأنف، ويجوز أن يكون حالا من اسم الله تعالى، والعامل فيه الجار.

قوله تعالى (فأولئك) الجملة خبر الذين، ودخلت الفاء لمعنى الجزاء، و (قتلوا) بالتخفيف والتشديد، (وليرزقنهم) الخبر، و (رزقا) مفعول ثان، ويحتمل أن يكون مصدرا مؤكدا.

قوله تعالى (ليدخلنهم) يجوز أن يكون بدلا من ليرزقنهم، ويجوز أن يكون مستأنفا، و (مدخلا) بالضم والفتح، وقد ذكر في النساء.

قوله تعالى (ذلك) أى الامر ذلك ومابعده مستأنف (بمثل ماعوقب به) الباء فيها بمعنى السبب لا بمعنى الآلة، و (لينصرنه) خبر من.

قوله تعالى (هو الحق) يجوز أن يكون هو توكيدا وفصلا ومبتدأ، و (يدعون) بالياء والتاء والمعنى ظاهر.

قوله تعالى (فتصبح الارض) إنما رفع الفعل هنا وإن كان قبله لفظ الاستفهام لامرين: أحدهما أنه استفهام بمعنى الخبر: أى قد رأيت فلا يكون له جواب. والثانى أن ما بعد الفاء ينتصب إذا كان المستفهم عنه سببا له، ورؤيته لانزال الماء لا يوجب اخضرار الارض، وإنما يجب عن الماء، فهى، أى القصة، وتصبح الخبر، ويجوز أن يكون فتصبح بمعنى أصبحت، وهو معطوف على أنزل فلا موضع له إذا (مخضرة) حال وهو اسم فاعل، وقرئ شاذا بفتح الميم وتخفيف الضاد مثل مبقلة ومجزرة: أى ذات خضرة.

قوله تعالى (والفلك) في نصبه وجهان: أحدهما هو منصوب بسخر معطوف على ما. والثانى هو معطوف على اسم إن، و (تجرى) حال على الوجه الاول، وخبر على الثانى، ويقرأ بالرفع، وتجرى الخبر (أن تقع) مفعول له: أى كراهة أن تقع، ويجوز أن يكون في موضع جر: أى من أن تقع، وقيل في موضع نصب على بدل الاشتمال: أى ويمسك وقوع السماء: أى يمنعه.

قوله تعالى (فلا ينازعنك) ويقرأ " ينزعنك " بفتح الياء وكسر الزاى وإسكان النون: أى لا يخرجنك.

قوله تعالى (يكادون) الجملة حال من الذين، أو من الوجوه لانه يعبر بالوجوه عن

١٤٩

أصحابها كما قال تعالى " وجوه يومئذ عليها غبرة " ثم قال: أولئك هم.

قوله تعالى (النار) يقرأ بالرفع. وفيه وجهان: أحدهما هو مبتدأ، و (وعدها) الخبر. والثانى هو خبر مبتدأ محذوف: أى هو النار: أى الشر، ووعدها على هذا مستأنف إذ ليس في الجملة مايصلح أن يعمل في الحال، ويقرأ بالنصب على تقدير أعنى، أو بوعد الذى دل عليه وعدها، ويقرأ بالجر على البدل من شر.

قوله تعالى (يسلبهم) يتعدى إلى مفعولين، و (شيئا) هو الثانى.

قوله تعالى (ومن الناس) أى ومن الناس رسلا.

قوله تعالى (حق جهاده) هو منصوب على المصدر، ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف: أى جهادا حق جهاده (ملة أبيكم) أى اتبعوا ملة أبيكم، وقيل تقديره: مثل ملة، لان المعنى سهل عليكم الدين مثل ملة إبراهيم، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه (هو سماكم) قيل الضمير لابراهيم، فعلى هذا الوجه يكون قوله (وفى هذا) أى وفي هذا القرآن سماكم: أى بسببه سميتم، وقيل الضمير لله تعالى (ليكون الرسول) يتعلق بسماكم، والله أعلم.

سورة المؤمنون

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (قد أفلح) من ألقى حركة الهمزة على الدال وحذفها فعلته أن الهمزة بعد حذف حركتها صيرت ألفا ثم حذفت لسكونها وسكون الدال قبلها في الاصل، ولا يعتد بحركة الدال لانها عارضة.

قوله تعالى (إلا على أزواجهم) في موضع نصب يحافظون على المعنى، لان المعنى صانوها عن كل فرج إلا عن فروج أزواجهم، وقيل هو حال: أى حفظوها في كل حال إلا في هذه الحال، ولايجوز أن يتعلق ب‍ (ملومين) لامرين: أحدهما أن مابعد إن لايعمل فيما قبلها.

والثانى أن المضاف إليه لايعمل فيما قبله، وإنما تعلقت على يحافظون على المعنى، ويجوز أن تتعلق بفعل دل عليه ملومين: أى إلا على أزواجهم لا يلامون.

قوله تعالى (لاماناتهم) يقرأ بالجمع لانها كثيرة كقوله تعالى " أن تؤدوا الامانات إلى أهلها " وعلى الافراد لانها جنس فهى في الافراد كعهدهم، ومثله (صلواتهم) في الافراد

١٥٠

والجمع.

قوله تعالى (هم فيها خالدون) الجملة حال مقدرة، إما من الفاعل أو المفعول.

قوله تعالى (من سلالة) يتعلق بخلقنا، و (من طين) بمحذوف لانه صفة لسلالة، ويجوز أن يتعلق بمعنى سلالة لانها بمعنى مسلولة.

قوله تعالى (خلقنا النطفة علقة) خلقنا بمعنى صيرنا، فلذلك نصب مفعولين (العظام) بالجمع على الاصل، وبالافراد لانه جنس (أحسن الخالقين) بدل أو خبر مبتدأ محذوف، وليس بصفة لانه نكرة وإن أضيف، لان المضاف إليه عوض عن " من " وهكذا جميع باب أفعل منك.

قوله تعالى (بعد ذلك) العامل فيه (ميتون) واللام هاهنا لا تمنع العمل.

قوله تعالى (به) متعلق بذهاب، وعلى متعلقة ب‍ (قادرون).

قوله تعالى (وشجرة) أى وأنشأنا شجرة، فهو معطوف على جنات (سيناء) يقرأ بكسر السين، والهمزة على هذا أصل مثل حملاق وليست للتأنيث، إذ ليس في الكلام مثل سيناء، ولم ينصرف لانه اسم بقعة ففيه التعريف والتأنيث، ويجوز أن تكون فيه العجمة أيضا، ويقرأ بفتح السين والهمزة على هذا للتأنيث، إذ ليس في الكلام فعلال بالفتح، وماحكى الفراء من قولهم ناقة فيها جز عال لايثبت، وإن ثبت فهو شاذ لا يحمل عليه.

قوله تعالى (تنبت) يقرأ بضم التاء وكسر الباء. وفيه وجهان: أحدهما هو متعد والمفعول محذوف تقديره: تنبت ثمرها أو جناها، والباء على هذا حال من المحذوف أى وفيه الدهن كقولك خرج زيد بثيابه، وقيل الباء زائدة فلا حذف إذا، بل المفعول الدهن.

والوجه الثانى هو لازم يقال: نبت البقل وأنبت بمعنى، فعلى هذا الباء حال، وقيل هى مفعول: أى تنبت بسبب الدهن، ويقرأ بضم التاء وفتح الباء وهو معلوم، ويقرأ بفتح التاء وضم الباء وهو كالوجه الثانى المذكور (وصبغ) معطوف على الدهن، وقرئ في الشاذ بالنصب عطفا على موضع بالدهن.

قوله تعالى (نسقيكم) يقرأ بالنون، وقد ذكر في النحل، وبالتاء وفيه ضمير الانعام وهو مستأنف.

قوله تعالى (بأعيننا) في موضع الحال: أى محفوظة، و (من كل زوجين اثنين) قد ذكر في هود.

قوله تعالى (منزلا) يقرأ بفتح الميم وكسر الزاى وهو مكان: أو مصدر نزل وهو

١٥١

مطاوع أنزلته، ويقرأ بضم الميم وفتح الزاى، وهو مصدر بمعنى الانزال، ويجوز أن يكون مكانا كقولك أنزل المكان فهو منزل (وإن كنا) أى وإنا كنا فهى مخففة من الثقيلة، وقد ذكرت في غير موضع.

قوله تعالى (أيعدكم أنكم إذا متم) في إعراب هذه الآية أوجه: أحدها أن اسم " أن " الاولى محذوف أقيم مقام المضاف إليه تقديره: أن إخراجكم، وإذا هو الخبر، و (أنكم مخرجون) تكرير، لان " أن " وماعملت فيه للتوكيد، أو للدلالة على المحذوف.

والثانى أن اسم " أن " الكاف والميم، وذا شرط، وجوابها محذوف تقديره: إنكم إذا متم يحدث أنكم مخرجون، فإنكم الثانية وماعملت فيه فاعل جواب إذا، والجملة كلها خبر أن الاولى.

والثالث أن خبر الاولى مخرجون، وأن الثانية مكررة وحدها توكيد، وأجاز ذلك لما طال الكلام كما جاز ذلك في المكسورة في قوله تعالى " ثم إن ربك للذين هاجروا - و - إن ربك للذين عملوا السوء " وقد ذكر في النحل.

والرابع أن خبر " أن " الاولى محذوف لدلالة خبر الثانية عليه، ولايجوز أن يكون إذا خبر الاولى، لانها ظرف زمان، واسمها جثة، وأما العامل في إذا فمحذوف، فعلى الوجه الاول يكون المقدر من الاستقرار، وعلى الوجه الثانى يعمل فيها جوابها المحذوف، وعلى الثالث والرابع يعمل فيها مادل عليه خبر الثانية، ولايعمل فيها متم لاضافتها إليه.

قوله تعالى (هيهات) هو اسم للفعل، وهو خبر واقع موقع بعد.

وفى فاعله وجهان: أحدهما هو مضمر تقديره: بعد التصديق لما توعدون، أو الصحة أو الوقوع ونحو ذلك.

والثانى فاعله " ما " واللام زائدة: أى بعد ماتوعدون من البعث.

وقال قوم: هيهات بمعنى البعد فموضعه مبتدأ، ولما توعدون الخبر وهو ضعيف وهيهات على الوجه الاول لاموضع لها، وفيها عدة قراء‌ات الفتح بلا تنوين على أنه مفرد، وبالتنوين على إرادة التكثير، وبالكسر بلا تنوين وبتنوين على أنه جمع تأنيث والضم بالوجهين شبه بقبل وبعد ويقرأ هيهاه بالهاء وقفا ووصلا، ويقرأ أيهاه بإبدال الهمزة من الهاء الاولى.

قوله تعالى (عما قليل) " ما " زائدة، وقيل هى بمعنى شئ أو زمن، وقيل بدل منها، وفى الكلام قسم محذوف جوابه (ليصبحن) وعن يتعلق بيصبحن، ولم تمنع اللام ذلك كما

١٥٢

منعتها لام الابتداء، وأجازوا زيد لاضربن، لان اللام للتوكيد فهى مثل قد، ومثل لام التوكيد في خبر إن كقوله " بلقاء ربهم لكافرون " وقيل اللام هنا تمنع من التقديم إلا في الظروف فأنه يتوسع فيها.

قوله تعالى (تترى) التاء بدل من الواو لانه من المواترة وهى المتابعة، وذلك من قولهم جاء‌وا على وتيرة واحدة: أى طريقة واحدة، وهو نصب على الحال:

أى متتابعين، وحقيقته أنه مصدر في موضع الحال، وقيل هو صفة لمصدر محذوف أى إرسالا متواترا.

وفى ألفها ثلاثة أوجه: أحدها هى للالحاق بجعفر كالالف في أرطى ولذلك تؤنث في قول من صرفها.

والثانى هى بدل من التنوين.

والثالث هى للتأنيث مثل سكرى، ولذلك لاتنون على قول من منع الصرف.

قوله تعالى (هارون) هو بدل من أخاه.

قوله تعالى (مثلنا) إنما لم يثن لان مثلا في حكم المصدر، وقد جاء‌ت تثنيته وجمعه في قوله " يرونهم مثليهم " وفى قوله تعالى " ثم إلا يكونوا أمثالكم " وقيل إنما وحد لان المراد المماثلة في البشرية وليس المراد الكمية، وقيل اكتفى بالواحد عن الاثنين.

قوله تعالى (وأمه آية) قد ذكر في الانبياء.

قوله تعالى (ومعين) فيه وجهان: أحدهما هو فعيل من المعن وهو الشئ القليل ومنه الماعون، وقيل الماعون الماء فالميم أصل. والثانى الميم زائدة، وهو من عنته إذا أبصرته بعينك وأصله معيون.

قوله تعالى (وإن هذه) يقرأ بفتح الهمزة. وفيه ثلاثة أوجه: أحدها تقديره: ولان، واللام المقدرة تتعلق بفاتقون: أى فاتقون، لان هذه وموضع إن نصب أو جر على ماحكينا من الاختلاف في غير موضع.

والثانى أنه معطوف على ماقبله تقديره: إنى بما تعملون عليم وبإن هذه.

والثالث أن في الكلام حذفا: أى واعلموا أن هذه ويقرأ بتخفيف النون وهى مخففة من الثقيلة، ويقرأ بالكسر على الاستئناف، و (أمتكم أمة واحدة) قد ذكر في الانبياء، وكذلك (فتقطعوا أمرهم بينهم) و (زبرا) بضمتين جمع زبور مثل رسول ورسل، ويقرأ بالتسكين

١٥٣

على هذا المعنى، ويقرأ بفتح الباء، وهو جمع زبرة وهى القطعة أو الفرقة، والنصب على موجه الاول على الحال من أمرهم: أى مثل كتب، وقيل من ضمير الفاعل، وقيل هو مفعول ثان لتقطعوا، وعلى الوجه الثانى هو حال من الفاعل.

قوله تعالى (إن ما) بمعنى الذى، وخبر إن (نسارع لهم) والعائد محذوف أى نسارع لهم به أو فيه، ولايجوز أن يكون الخبر من مال لانه كان من مال فلا يعاب عليهم ذلك، وإنما يعاب عليهم اعتقادهم أن تلك الاموال خير لهم، ويقرأ نسارع بالياء والنون، وعلى ترك تسمية الفاعل ونسرع بغير ألف.

قوله تعالى (ماآتوا) " ما " بمعنى الذى، والعائد محذوف: أى يعطون مايعطون ويقرأ أتوا بالقصر: أى ماجاء‌وه (أنهم) أى وجلة من رجوعهم إلى ربهم، فحذف حرف الجر.

قوله تعالى (وهم لها) أى لاجلها، وقيل التقدير: وهم يسابقونها: أى يبادرونها فهى في موضع المفعول، ومثله و (هم لها عاملون) أى لاجلها وإياها يعملون.

قوله تعالى (إذا) هى للمفاجأة: وقد ذكر حكمها.

قوله تعالى (على أعقابكم) هو حال من الفاعل في (تنكصون) وقوله تعالى (مستكبرين) حال أخرى، والهاء في (به) للقرآن العظيم، وقيل للنبى عليه الصلاة والسلام، وقيل لامر الله تعالى، وقيل للبيت، فعلى هذا القول تكون متعلقة ب‍ (سامرا) أى تسمرون حول البيت، وقيل بالقرآن، وسامرا حال أيضا، وهو مصدر كقولهم قم قائما، وقد جاء من المصادر لفظ اسم الفاعل نحو العاقبة والعافية، وقيل هو واحد في موضع الجمع، وقرئ سمرا جمع سامر مثل شاهد وشهد، و (تهجرون) في موضع الحال من الضمير في سامرا، ويقرأ بفتح التاء، من قولك هجر يهجر، إذا هذى. وقيل يهجرون القرآن، ويقرأ بضم التاء وكسر الجيم من أهجر إذا جاء بالهجر وهو الفحش، ويقرأ بالتشديد وهو في معنى المخفف.

قوله تعالى (خرجا) يقرأ بغير ألف في الاول، وبألف في الثانى، ويقرأ بغير ألف فيهما، وبألف فيهما وهما بمعنى، وقيل الخرج الاجرة، والخراج مايضرب على الارض والرقاب.

قوله تعالى (عن الصراط) يتعلق ب‍ (ناكبون) ولاتمنع اللام من ذلك.

قوله تعالى (فما استكانوا) قد ذكر في آل عمران بما فيه من الاختلاف.

قوله تعالى (قليلا ما تشكرون) قد ذكر في أول الاعراف.

قوله تعالى (سيقولون لله) الموضع الاول باللام في قراء‌ة الجمهور، وهو جواب مافيه

١٥٤

اللام، وهو قوله تعالى " لمن الارض " وهو مطابق للفظ والمعنى، وقرئ بغير لام حملا على المعنى، لان معنى " لمن الارض " من رب الارض، فيكون الجواب الله أى هو الله، وأما الموضعان الآخران فيقرآن بغير لام على اللفظ وهو جواب قوله تعالى " من رب السموات - من بيده ملكوت " باللام على المعنى، لان المعنى في قوله " من رب السموات " لمن السموات.

قوله تعالى (عالم الغيب) يقرأ بالجر على الصفة أو البدل من اسم الله تعالى قبله، وبالرفع: أى هو عالم.

قوله تعالى (فلا تجعلنى) الفاء جواب الشرط وهو قوله تعالى " إما ترينى " والنداء معترض بينهما، و (على) تتعلق ب‍ (قادرون).

قوله تعالى (ارجعون) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه جمع على التعظيم كما قال تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر " وكقوله تعالى " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا ".

والثانى أنه أراد ياملائكة ربى ارجعون.

والثالث أنه دل بلفظ الجمع على تكرير القول فكأنه قال ارجعنى ارجعنى.

قوله تعالى (يومئذ) العامل في ظرف الزمان العامل في بينهم وهو المحذوف، ولايجوز أن يعمل فيه أنساب لان اسم " لا " إذا بنى لم يعمل.

قوله تعالى (شقوتنا) يقرأ بالكسر من غير ألف، وبالفتح مع الالف وهما بمعنى واحد.

قوله تعالى (سخريا) هو مفعول ثان والكسر والضم لغتان، وقيل الكسر بمعنى الهزل والضم بمعنى الاذلال من التسخير، وقيل بعكس ذلك.

قوله تعالى (إنهم) يقرأ بالفتح على أن الجملة في موضع مفعول ثان، لان جزى يتعدى إلى اثنين كما قال تعالى " وجزاهم بما صبروا جنة ". وفيه وجه آخر، وهو أن يكون على تقدير لانهم أو بأنهم: أى جزاهم بالفوز على صبرهم، ويقرأ بالكسر على الاستئناف.

قوله تعالى (قال كم لبثتم) يقرأ على لفظ الماضى: أى قال السائل لهم، وعلى لفظ الامر: أى يقول الله للسائل قل لهم، وكم ظرف للبثتم أى كم سنة أو نحوها و (عدد) بدل من كم: ويقرأ شاذا عدد بالتنوين، و (سنين) بدل منه، و (العادين) بالتشديد من العدد، وبالتخفيف على معنى العادين: أى المتقدمين كقولك: هذه بئر عادية: أى سل من تقدمنا، وحذف إحدى ياء‌ى النسب كما قالوا الاشعرون، وحذفت الاخرى لالتقاء الساكنين، (إلا قليلا) أى زمنا قليلا أو لبثا قليلا، وجواب " لو " محذوف: أى لو كنتم

١٥٥

تعلمون مقدار لبثكم من الطول لما أجبتم بهذه المدة، و (عبثا) مصدر في موضع الحال أو مفعول لاجله، و (رب العرش الكريم) مثل قوله تعالى في البقرة " لاإله إلا هو الرحمن الرحيم " وقد ذكر.

قوله تعالى (لابرهان له به) صفة لاله، والجواب (فإنما حسابه) وقوله (إنه لايفلح) بالكسر على الاستئناف، وبالفتح على تقدير بأنه: أى يجازى بعدم الفلاح، والله أعلم.

سورة النور

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (سورة) بالرفع على تقدير: هذه سورة، أو مما يتلى عليك سورة، ولا يكون سورة مبتدأ، لانها نكرة وقرئ بالنصب على تقدير: أنزلنا سورة، ولا موضع ب‍ (أنزلناها) على هذا لانه مفسر لما لا موضع له فلا موضع له، ويجوز النصب على تقدير: اذكر سورة فيكون موضع أنزلناها نصبا، وموضعها على الرفع رفع (وفرضناها) بالتشديد بأنه تكثير مافيها من الفرائض، أو على تأكيد إيجاب العمل بما فيها وبالتخفيف على معنى فرضنا العمل بما فيها.

قوله تعالى (الزانية والزانى) في رفعه وجهان: أحدهما هو مبتدأ والخبر محذوف تقديره: وفيما يتلى عليك الزانية والزانى، فعلى هذا (فاجلدوا) مستأنف.

والثانى الخبر فاجلدوا، وقد قرئ بالنصب بفعل دل عليه فاجلدوا، وقد استوفينا ذلك في قوله تعالى " واللذان يأتيانها منكم ". ومائة وثمانين ينتصبان انتصاب المصادر (ولاتأخذكم بهما) لايجوز أن تتعلق الباء ب‍ (رأفة) لان المصدر لايتقدم عليه معموله، وإنما يتعلق بتأخذ: أى ولاتأخذكم بسببهما، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على البيان: أى أعنى بهما، أى لاترأفوا بهما، ويفسره المصدر والرأفة فيها أربعة أوجه: إسكان الهمزة، وفتحها، وإبدالها ألفا، وزيادة ألف بعدها، وكل ذلك لغات قد قرئ به، و (في) يتعلق بتأخذكم.

قوله تعالى (والذين يرمون المحصنات) في موضعه وجهان: أحدهما الرفع والآخر النصب على ماذكر في قوله تعالى " الزانية والزانى " (فاجلدوهم) أى فاجلدوا كل واحد منهم فحذف المضاف (وأولئك هم الفاسقون) جملة مستأنفة، ويجوز أن يكون حالا.

قوله تعالى (إلا الذين تابوا) هو استثناء من الجمل التى قبلها عند جماعة، ومن الجملة التى تليها عند آخرين، وموضع المستثنى نصب على أصل الباب، وقيل

١٥٦

موضعه جر على البدل من الضمير في لهم، وقيل موضعه رفع بالابتداء، والخبر (فإن الله) وفى الخبر ضمير محذوف: أى غفور لهم.

قوله تعالى (إلا أنفسهم) هو نعت لشهداء أوبدل منه، ولو قرئ بالنصب لجار على أن يكون خبر كان أو على الاستثناء، وإنما كان الرفع أقوى لان " إلا " هنا صفة للنكرة كما ذكرنا في سورة الانبياء في قوله تعالى " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " (فشهادة أحدهم) المصدر مضاف إلى الفاعل. وفى رفعه وجهان: أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف: أى فالواجب شهادة أحدهم.

والثانى هو مبتدأ والخبر محذوف: أى فعليهم شهادة أحدهم، و (أربع) بالنصب على المصدر: أى أن يشهد أحدهم أربع، و (بالله) يتعلق بشهادات عند البصريين لانه أقرب، وبشهادة عند الكوفيون لانه أول العاملين، و (إنه) وماعملت فيه معمول شهادات أو شهادة على ماذكرنا: أى يشهد على أنه صادق، ولكن العامل علق من أجل اللام في الخبر ولذلك كسرت إن، وموضعه إما نصب أو جر على اختلاف المذهبين في أن إذا حذف منه الجار، ويقرأ " أربع " بالرفع على أنه خبر المبتدأ، وعلى هذا لايبقى للمبتدأ عمل فيما بعد الخبر لئلا يفصل بين الصلة والموصول، فيتعين أن تعمل شهادات فيما بعدها.

قوله تعالى (والخامسة) أى والشهادة الخامسة، وهو مبتدأ، والخبر (أن لعنة الله) ويقرأ بتخفيف " أن " وهى المخففة من الثقيلة واسمها محذوف، و (من الكاذبين) خبر أن(١) على قراء‌ة التشديد، وخبر لعنة على قراء‌ة التخفيف، ويقرأ " والخامسة " بالنصب على تقدير: ويشهد الخامسة، ويكون التقدير: بأن لعنة الله، ويجوز أن يكون بدلا من الخامسة.

قوله تعالى (وأن تشهد) هو فاعل يدرأ، و (بالله) يتعلق بشهادات، أو بأن تشهد كما ذكرنا في الاولى.

قوله تعالى (والخامسة أن غضب الله عليها) هو مثل الخامسة الاولى، ويقرأ " أن " بالتشديد، و " أن " بالتخفيف، وغضب بالرفع، ويقرأ غضب على أنه فعل.

قوله تعالى (ولولا فضل الله) جواب " لولا " محذوف تقديره: لهلكتم ولخرجتم، ومثله رأس العشرين من هذه السورة.

_____________________

(١) قوله ومن الكاذبين خبر أن الخ) كذا بالنسخ وهو سبق قلم والصواب أن يقول وعليه خبر أن الخ كما هو واضح اه‍ مصححه. (*)

١٥٧

قوله تعالى (عصبة منكم) هى خبر " أن " ومنكم نعت لها، وبه أفاد الخبر.

قوله تعالى (لاتحسبوه) مستأنف، والهاء ضمير الافك أو القذف، و (كبره) بالكسر بمعنى معظمه، وبالضم من قولهم: الولاء للكبر، وهو أكبر ولد الرجل: أى تولى أكبره.

قوله تعالى (إذ تلقونه) العامل في إذا مسكم أو أفضتم، ويقرأ تلقونه بضم التاء من ألقيت الشئ إذا طرحته، وتلقونه بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف وتخفيفها، أى تسرعون فيه، وأصله من الولق، وهو الجنون، ويقرأ تقفونه بفتح التاء والقاف وفاء مشددة مفتوحة بعدها وأصله تتقفون: أى تتبعون.

قوله تعالى (أن تعودوا) أى كراهة أن تعودوا فهو مفعول له، وقيل حذف حرف الجر حملا على معنى يعظكم: أى يزجركم عن العود.

قوله تعالى (فإنه يأمر) الهاء ضمير الشيطان أو ضمير من، و (زكا) يمال حملا على تصرف الفعل، ومن لم يمل قال الالف من الواو.

قوله تعالى (ولايأتل) هو يفتعل من أليت: أى حلفت، ويقرأ يتأل على يتفعل وهو من الالية أيضا.

قوله تعالى (يوم تشهد) العامل في الظرف معنى الاستقرار في قوله تعالى " لهم عذاب " ولايعمل عذاب لانه قد وصف، وقيل التقدير: اذكر وتشهد بالياء والتاء وهو ظاهر.

قوله تعالى (يومئذ) العامل فيه (يوفيهم) و (الحق) بالنصب صفة للدين. وبالرفع على الصفة لله، ولم يحتفل بالفصل، وقد ذكر نظيره في الكهف.

قوله تعالى (لهم مغفرة) يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون خبرا بعد خبر.

قوله تعالى (أن تدخلوا) أى في أن تدخلوا وقد ذكر.

قوله تعالى (من أبصارهم) " من " هاهنا بمعنى التبعيض: أى لايلزمه غض البصر بالكلية، وقيل هى زائدة، وقيل هى لبيان الجنس، والله أعلم.

قوله تعالى (غير أولى الاربة) بالجر على الصفة أو البدل، وبالنصب على الحال أو الاستثناء، وقد ذكر في الفاتحة، و (من الرجال) نصب على الحال وإفراد (الطفل) قد ذكر في الحج.

قوله تعالى (من زينتهن) حال (أيها) الجمهور على فتح الهاء في الوصل لان بعدها ألفا في التقدير: وقرئ بضم الهاء إتباعا للضمة قبلها في اللفظ وهو بعيد.

قوله تعالى (والذين يبتغون) رفع أو نصب كما ذكر في " الذين يرمون المحصنات ".

١٥٨

قوله تعالى (من بعد إكراههن غفور) أى غفور: أى لهن.

قوله تعالى (الله نور السموات) تقديره: صاحب نور السموات، وقيل المصدر بمعنى الفاعل، أى منور السموات (فيها مصباح) صفة لمشكاة.

قوله تعالى (درى) يقرأ بالضم والتشديد من غير همز: وهو منسوب إلى الدر شبه به لصفائه وإضاء‌ته، ويجوز أن يكون أصله الهمز ولكن خففت الهمزة وأدغمت وهو فعيل من الدرء، وهو دفع الظلمة بضوئه، ويقرأ بالكسر على معنى الوجه الثانى ويكون على فعيل كسكيت وصديق، ويقرأ بالفتح على فعيل وهو بعيد (توقد) بالتاء والفتح على أنه ماض، وتوقد على أنه مضارع، والتاء لتأنيث الزجاجة، والياء على معنى الصباح، و (زيتونة) بدل من شجرة، و (لا شرقية) نعت (يكاد زيتها) الجملة نعت الزيتونة (نور على نور) أى ذلك نور.

قوله تعالى (في بيوت) فيما يتعلق به في أوجه: أحدها أنها صفة لزجاجة في قوله " المصباح في زجاجة " في بيوت.

والثانى هى متعلقة بتوقد: أى توجد في المساجد.

والثالث هى متعلقة بيسبح، وفيها التى بعد يسبح مكررة مثل قوله " وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها " ولا يجوز أن يتعلق بيذكر لانه معطوف على ترفع، وهو في صلة " أن " فلا تعمل فيما قبله، ويسبح بكسر الباء، والفاعل (رجال) وبالفتح على أن يكون القائم مقام الفاعل له أو فيها، ورجال مرفوع بفعل محذوف كأنه قيل: من يسبحه؟ فقال رجال: أى يسبحه رجال: وقيل هو خبر مبتدأ محذوف: أى المسبح رجال، وقيل التقدير: فيها رجال (وإقام الصلاة) قد ذكر في الانبياء أى وعن إقام الصلاة (يخافون) حال من الضمير في تلهيهم، ويجوز أن تكون صفة أخرى لرجال.

قوله تعالى (ليجزيهم) يجوز أن تتعلق اللام بيسبح، وبلا تلهيهم، وبيخافون ويجوز أن تكون لام الصيرورة كالتى في قوله " ليكون له عدوا وحزنا " وموضعها حال، والتقدير: يخافون ملهين ليجزيهم.

قوله تعالى (بقيعة) في موضع جر صفة لسراب: ويجوز أن يكون ظرفا، والعامل فيه مايتعلق به الكاف التى هى الخبر، والياء في قيعة بدل من واو لسكونها وانكسار ماقبلها، لانهم قالوا في قاع أقواع، ويقرأ قيعال وهو جمع قيعة، ويجوز أن تكون الالف زائدة

١٥٩

كألف سعلاة فيكون مفردا، و (يحسبه) صفة لسراب أيضا، (شيئا) في موضع المصدر: أى لم يجده وجدانا، وقيل شيئا هنا بمعنى ماء علا ما ظن (ووجد الله) أى قدر الله أو إماتة الله(١) . قوله تعالى (أو كظلمات) هو معطوف على كسراب، وفى التقدير وجهان: أحدهما تقديره أو كأعمال ذى ظلمات، فيقدر ذى ليعود الضمير من قوله إذا أخرج يده إليه، وتقدر أعمال ليصح تشبيه أعمال الكفار بأعمال صاحب الظلمة، إذ لامعنى لتشبيه العمل بصاحب الظلمات.

والثانى لا حذف فيه، والمعنى أنه شبه أعمال الكفار بالظلمة في حيلولتها بين القلب وبين مايهتدى إليه، فأما الضمير في قوله " إذا أخرج يده "، فيعود إلى مذكور حذف اعتمادا على المعنى تقديره: إذا أخرج من فيها يده (في بحر) صفة لظلمات، و (لجى) نسبة إلى اللج، وهو في معنى ذى لجة، و (يغشاه) صفة أخرى، و (من فوقه) صفة لموج. وموج الثانى مرفوع بالظرف لانه قد اعتمد: ويجوز أن يكون مبتدأ والظرف خبره، و (من فوقه سحاب) نعت لموج الثانى، و (ظلمات) بالرفع خبر مبتدأ محذوف: أى هذه ظلمات ويقرأ سحاب ظلمات بالاضافة والجر على جعل الموج المتراكم بمنزلة السحاب ويقرأ سحاب بالرفع والتنوين، وظلمات بالجر على أنها بدل من ظلمات الاولى.

قوله تعالى (لم يكد يراها) اختلف الناس في تأويل هذا الكلام، ومنشأ الاختلاف فيه أن موضوع كاد إذا نفيت وقوع الفعل، وأكثر المفسرين على أن المعنى أنه لا يرى يده، فعلى هذا في التقدير ثلاثة أوجه: أحدها أن التقدير: لم يرها ولم يكد، ذكره جماعة من النحويين، وهذا خطأ لان قوله لم يرها جزم بنفى الرؤية، وقوله تعالى " لم يكد " إذا أخرجها عن مقتضى الباب كان التقدير: ولم يكد يراها كما هو مصرح به في الآية، فإن أراد هذا القائل لم يكد يراها وأنه رآها بعد جهد، تناقض لانه نفى الرؤية ثم أثبتها، وإن كان معنى لم يكد يراها لم يرها البتة على خلاف الاكثر في هذا الباب فينبغى أن يحمل عليه من غير أن يقدر لم يرها. والوجه الثانى أن " كاد " زائدة وهو بعيد.

والثالث أنه كان أخرجت هاهنا على معنى قارب، والمعنى لم يقارب رؤيتها، وإذا لم يقاربها باعدها، وعليه جاء قول ذى الرمة:

_____________________

(١) (قوله أو إماتة الله) كذا بالنسخ التى بأيدينا ولعل المناسب أو جزاء الله كما في التفاسير اه‍. (*)

١٦٠