إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ٢

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن13%

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن مؤلف:
تصنيف: القرءات وفنّ التجويد
الصفحات: 298

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 298 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 111545 / تحميل: 7073
الحجم الحجم الحجم
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

قوله تعالى (إذ يتلقى) يجوز أن يكون ظرفا لاقرب، وأن يكون التقدير: اذكر، و (قعيد) مبتدأ، وعن الشمال خبره، ودل قعيد هذا على قعيد الاول: أى عن اليمين قعيد، وقيل قعيد المذكور الاول والثانى محذوف، وقيل لاحذف، وقعيد بمعنى قعيدان، وأغنى الواحد عن الاثنين، وقد سبقت له نظائر، و (رقيب عتيد) واحد في اللفظ، والمعنى رقيبان عتيدان.

قوله تعالى (بالحق) هو حال أو مفعول به.

قوله تعالى (معها سائق) الجملة صفة لنفس أو كل أو حال من كل، وجاز لما فيه من العموم، والتقدير: يقال له لقد كنت، وذكر على المعنى.

قوله تعالى (هذا) مبتدأ، وفي (ما) وجهان: أحدهما هى نكرة، و (عتيد) صفتها ولدى معمول عتيد، ويجوز أن يكون لدى صفة أيضا فيتعلق بمحذوف، و " ما " وصفتها خبر هذا.

والوجه الثانى أن تكون " ما " بمعنى الذى، فعلى هذا تكون " ما " مبتدأ، ولدى صلة، وعتيد خبر " ما "، والجملة خبر هذا، ويجوز أن تكون " ما " بدلا من هذا، ويجوز أن يكون عتيد خبر مبتدأ محذوف، ويكون " مالدى " خبرا عن هذا: أى هو عتيد، ولو جاء ذلك في غير القرآن لجاز نصبه على الحال.

قوله تعالى (ألقيا) أى يقال ذلك، وفي لفظ التثنية هنا أوجه: أحدها أنه خطاب الملكين.

والثانى هو لواحد، والالف عوض من تكرير الفعل: أى ألق أتق.

والثالث هو لواحد، ولكن خرج على لفظ التثنية على عادتهم كقولهم: خليلى عوجا، و: خليلى مرا بى، وذلك أن الغالب من حال الواحد منهم أن يصحبه في السفر اثنان.

والرابع أن من العرب من يخاطب الواحد بخطاب الاثنين كقول الشاعر: فإن تزجرانى يابن عفان أنزجر * وأن تدعانى أحم عرضا ممنعا والخامس أن الالف بدل من النون الخفيفة، وأجرى الوصل مجرى الوقف.

قوله تعالى (مريب الذى) الجمهور على كسر التنوين، وقرئ بفتحها فرارا من الكسرات والياء (غير بعيد) أى مكانا غير بعيد، ويجوز أن يكون حالا من الجنة، ولم يؤنث لان الجنة والبستان والمنزل متقاربات، والتقدير: يقال لهم (هذا) والياء على الغيبة، والتاء على الرجوع إلى الخطاب.

٢٤١

قوله تعالى (من خشى) في موضع رفع: أى هم من خشى، أو في موضع جر بدلا من المتقين، أو من كل أواب، أو في موضع نصب: أى أعنى من خشى، وقيل " من " مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: يقال لهم ادخلوها، و (بسلام) حال.

قوله تعالى (ذلك) أى زمن ذلك (يوم الخلود) قوله تعالى (فيها) يجوز أن يتعلق بيشاء‌ون، وأن يكون حالا من " ما " أو من العائد المحذوف، و (كم) نصب ب‍ (أهلكنا)، و (هم أشد) يجوز أن يكون جر صفة لقرن، ونصبا صفة لكم، ودخلت الفاء في (فنقبوا) عطفا على المعنى أى بطشوا فنقبوا، وفيها قراء‌ات ظاهرة المعنى، والمعنى هل لهم، أو هل لمن سلك طريقهم (من محيص) أى مهرب فحذف الخبر.

قوله تعالى (وأدبار السجود) بفتح الهمزة جمع دبر، وبكسرها مصدر أدبر، والتقدير: وقت إدبار السجود، و (يوم يسمعون) بدل من يوم ينادى، و (يوم تشقق) ظرف للمصير، أو بدل من يوم الاول، و (سراعا) حال، أى يخرجون سراعا: ويجوز أن يكون يوم تشقق ظرفا لهذا المقدر، والله أعلم.

سورة والذاريات

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (ذروا) مصدر العامل فيه اسم الفاعل، و (وقرا) مفعول الحاملات و (يسرا) مصدر في موضع الحال: أى ميسرة، و (أمرا) مفعول المقسمات.

قوله تعالى (يؤفك عنه) الهاء عائدة على الدين، أو على ماتوعدون، وقيل على قول مختلف: أى يصرف عن ذلك من صرف عن الحق.

قوله تعالى (يوم هم) هو مبنى على الفتح لاضافته إلى الجملة وموضعه رفع: أى هو يومهم، وقيل هو معرب وفتح على حكم الظرف، وقيل موضعه نصب: أى أعنى يومهم، وقيل هو ظرف للدين: أى يوم الجزاء، وقيل التقدير: يجازون يوم هم، وهم مبتدأ، و (يفتنون) الخبر وعداه بعلى، لان المعنى يجبرون على النار، وقيل هو بمعنى في، و (آخذين) حال من الضمير في الظرف، والظرف خبر إن.

فإن قيل: كيف جاء الظرف هنا خبرا، وآخذين حالا، وعكس ذلك في قوله " إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون "؟ قيل: الخبر مقصود الجملة، والغرض من ذكر المجرمين الاخبار عن تخليدهم،، لان المؤمن قد يكون في النار، ولكن يخرج منها، فأما " إن المتقين "

٢٤٢

فجعل الظرف فيها خبرا لانهم يأمنون الخروج منها، فجعل آخذين فضلة.

قوله تعالى (كانوا قليلا) في خبر كان وجهان: أحدهما (مايهجعون) وفى " ما " على هذا وجهان: أحدهما هى زائدة أى كانوا يهجعون قليلا، وقليلا نعت لظرف أو مصدر: أى زمانا قليلا أو هجوعا قليلا.

والثانى هى نافية ذكره بعض النحويين، ورد ذلك عليه لان النفى لايتقدم عليه مافي حيزه وقليلا من حيزه.

والثانى أن قليلا خبر كان، و " ما " مصدرية: أى كانوا قليلا هجوعهم كما تقول كانوا يقل هجوعهم، ويجوز على هذا أن يكون مايهجعون بدلا من اسم كان بدل

الاشتمال، ومن الليل لايجوز أن يتعلق بيهجعون على هذا القول لما فيه من تقديم معمول المصدر عليه، وإنما هو منصوب على التبيين: أى يتعلق بفعل محذوف يفسره يهجعون.

وقال بعضهم: تم الكلام على قوله قليلا، ثم استأنف فقال: من الليل مايهجعون، وفيه بعد، لانك إن جعلت " ما " نافية فسد لما ذكرنا، وإن جعلتها مصدرية لم يكن فيه مدح، لان كل الناس يهجعون في الليل و (بالاسحار) الباء بمعنى في.

قوله تعالى (وفى أنفسكم) المبتدأ محذوف: أى وفي أنفسكم آيات، ومن رفع بالظرف جعل ضمير الآيات في الظرف، وقيل يتعلق ب‍ (تبصرون) وهذا ضعيف لان الاستفهام والفاء يمنعان من ذلك.

قوله تعالى (وفي السماء رزقكم) أى سبب رزقكم يعنى المطر.

قوله تعالى (مثل ما) يقرأ بالرفع على أنه نعت لحق أو خبر ثان، أو على أنهما خبر واحد مثل حلو حامض، و " ما " زائدة على الاوجه الثلاثة، ويقرأ بالفتح وفيه وجهان: أحدهما هو معرب، ثم في نصبه على هذا أوجه: إما هو حال من النكرة، أو من الضمير فيها، أو على إضمار أعنى، أو على أنه مرفوع الموضع، ولكنه فتح كما فتح الظرف في قوله " لقد تقطع بينكم " على قول الاخفش، و " ما " على هذه الاوجه زائدة أيضا.

والوجه الثانى هو مبنى. وفى كيفية بنائه وجهان: أحدهما أنه ركب مع " ما " كخمسة عشر، و " ما " على هذا يجوز أن تكون زائدة وأن تكون نكرة موصوفة. والثانى أن تكون بنيت لانها أضيفت إلى مبهم، وفيها نفسها إبهام، وقد ذكر مثله في قوله تعالى " ومن خزى يومئذ " فتكون " ما " على هذا أيضا إما زائدة وإما بمعنى شئ، وأما (أنكم)

٢٤٣

فيجوز أن يكون موضعها جرا بالاضافة إذا جعلت " ما " زائدة، وأن تكون بدلا منها إذا كانت بمعنى شئ، ويجوز أن تكون في موضع نصب بإضمار أعنى، أو رفع على تقدير هو أنكم.

قوله تعالى (إذ دخلوا) " إذ " ظرف لحديث أو لضيف أو لمكرمين لا لاتاك، وقد ذكر القول في (سلاما) في هود.

قوله تعالى (في صرة) هو حال من الفاعل، و (كذلك) في موضع نصب ب‍ (قال) الثانية.

قوله تعالى (مسومة) هو نعت لحجارة أو حال من الضمير في الجار، و (عند) ظرف لمسومة.

قوله تعالى (وفي موسى) أى وتركنا في موسى آية، و (إذ) ظرف لآية أو لتركنا أو نعت لها، و (بسلطان) حال من موسى أو من ضميره، و (بركنه) حال من ضمير فرعون (وفي عاد وفي ثمود) أى وتركنا آية.

قوله تعالى (وقوم نوح) يقرأ بالجر عطفا على ثمود، وبالنصب على تقدير: وأهلكنا، ودل عليه ماتقدم من إهلاك الامم المذكورين، ويجوز أن يعطف على موضع " وفي موسى " وبالرفع على الابتداء، والخبر مابعده، أو على تقدير أهلكوا (والسماء) منصوبة بفعل محذوف: أى ورفعنا السماء، وهو أقوى من الرفع لانه معطوف على ماعمل فيه الفعل (والارض) مثله، وبأيد حال من الفعل، و (نعم الماهدون) أى نحن، فحذف المخصوص بالمدح (ومن كل شئ) متعلق ب‍ (خلقنا) ويجوز أن يكون نعتا (لزوجين) قدم فصار حالا.

قوله تعالى (كذلك) أى الامر كذلك.

قوله تعالى (المتين) بالرفع على النعت لله سبحانه، وقيل هو خبر مبتدأ محذوف أى هو المتين، وهو هنا كناية عن معنى القوة إذ معناها البطش، وهذا في معنى القراء‌ة بالجر، والله أعلم.

سورة والطور

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الواو الاولى للقسم، ومابعدها للعطف.

قوله تعالى (في رق) في تتعلق بمسطور، ويجوز أن يكون نعتا آخر، وجواب القسم (إن عذاب ربك).

٢٤٤

قوله تعالى (ماله من) الجملة صفة لواقع: أى واقع غير مدفوع، و (يوم) ظرف لدافع أو لواقع، وقيل يجوز أن يكون ظرفا لما دل عليه (فويل)، و (يوم يدعون) هو بدل من يوم تمور، أو ظرف ليقال المقدرة مع هذه: أى يقال لهم هذه.

قوله تعالى (أفسحر) هو خبر مقدم، و (سواء) خبر مبتدأ محذوف: أى صبركم وتركه سواء، و (فاكهين) حال، والباء متعلقة به، وقيل هى بمعنى في،

و (متكئين) حال من الضمير في كلوا، أو من الضمير في وقاهم، أو من الضمير في آتاهم، أو من الضمير في فاكهين، أو من الضمير في الظرف.

قوله تعالى (والذين آمنوا) هو مبتدأ، و (ألحقنا بهم) خبره، ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير: وأكرمنا الذين وأتبعناهم فيه اختلاف قد مضى أصله، و (ألتناهم) قد ذكر في الحجرات، و (من) الثانية زائدة، والاولى حال من شئ أو متعلقة بألتنا، و (يتنازعون) حال، و (إنه هو البر) بالفتح أى بأنه أو لانه، وقرئ بالكسر على الاستئناف.

قوله تعالى (بنعمة ربك) الباء في موضع الحال، والعامل فيه (بكاهن) أو (مجنون) والتقدير: ماأنت كاهنا ولامجنونا متلبسا بنعمة ربك، وأم في هذه الآيات منقطعة، و (نتربص) صفة شاعر.

قوله تعالى (يستمعون فيه) " في " هنا على بابها، وقيل هى بمعنى على.

قوله تعالى (وإن يروا) قيل إن على بابها، وقيل هى بمعنى لو، و (يومهم) مفعول به، و (يصعقون) بفتح الياء وماضيه صعق، ويقرأ بضمها وماضيه أصعق، وقيل صعق مثل سعد، و (يوم لايغنى) بدل من يومهم (وإدبار النجوم) مثل أدبار السجور، وقد ذكر في قاف.

سورة النجم

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (إذا هوى) العامل في الظرف فعل القسم المحذوف: أى أقسم بالنجم وقت هويه، وقيل النجم نزول القرآن، فيكون العامل في الظرف نفس النجم، وجواب القسم (ماضل) و (عن) على بابها: أى لايصدر نطقه عن الهوى، وقيل هو بمعنى الباء، و (علمه) صفة للوحى: أى علمه إياه.

قوله تعالى (فاستوى) أى فاستقر (وهو) مبتدأ، و (بالافق) خبره، والجملة حال من فاعل استوى، وقيل هو معطوف على فاعل استوى، وهو ضعيف إذ لو كان كذلك لقال

٢٤٥

تعالى فاستوى هو وهو، وعلى هذا يكون المعنى فاستويا بالافق يعنى محمدا وجبريل صلوات الله عليهما، وألف (قاب) مبدلة من واو، و (أو) على الابهام: أى لو رآه الرائى لالتبس عليه مقدار القرب.

قوله تعالى (ماكذب الفؤاد) يقرأ بالتخفيف، و (ما) مفعولة: أى ماكذب الفؤاد الشئ الذى رأت العين: أو مارأى الفؤاد، ويقرأ بالتشديد، والمعنى قريب من الاول، و (تمارونه) تجادلونه وتمرونه تجحدونه، و (نزلة) مصدر: أى مرة أخرى، أو رؤية أخرى، و (عند) ظرف لرأى، و (عندها) حال من السدرة، ويقرأ جنه على أنه فعل وهو شاذ، والمستعمل أجنه، و (إذ) ظرف زمان لرأى، و (الكبرى) مفعول رأى، وقيل هو نعت لآيات، والمفعول محذوف: أى شيئا من آيات ربه، و (اللات) يكتب بالتاء وبالهاء.

وكذلك الوقف عليه، والالف واللام فيه، وفى (العزى) زائدة لانهما علمان، وقيل هما صفتان غالبتان مثل الحارث والعباس فلا تكون زائدة، وأصل اللات لوية لانه من لوى يلوى فحذفت الياء وتحركت الواو وانفتح ماقبلها فقلبت ألفا، وقيل ليست بمشتق، وقيل هو مشتق من لات يليت، فالتاء على هذا أصل، وقرأ ابن عباس رضى الله عنهما بتشديد التاء قالوا: وهو رجل كان يلت للحاج السويق وغيره على حجر، فلما مات عبد ذلك الحجر، والعزى فعلى من العز (ومناة) علم لصنم، وألفه من ياء لقولك منى يمنى إذا قدر، ويجوز أن تكون من الواو، ومنه منوان، و (والاخرى) توكيد لان الثالثة لاتكون إلا أخرى، و (ضيزى) أصله ضوزى مثل طوبى كسر أو لها فانقلبت الواو ياء وليست فعلى في الاصل لانه لم يأت من ذلك شئ إلا ماحكاه ثعلب من قولهم: رجل كيصى، وميتة حيكى، وحكى غيره: امرأة عز هى، وامرأة يعلى، والمعروف عزهاة، وسعلاة، ومنهم من همز ضيزى.

قوله تعالى (أسماء) يجب أن يكون المعنى ذوات أسماء، لقوله تعالى (سميتموها) لان لفظ الاسم لايسمى، و (أم) هنا منقطعة، و (شفاعتهم) جمع على معنى كم لاعلى اللفظ، وهى هنا خبرية في موضع رفع بالابتداء، ولاتغنى الخبر.

قوله تعالى (ليجزى) اللام تتعلق بما دل عليه الكلام وهو قوله تعالى " أعلم بمن ضل " أى حفظ ذلك ليجزى، وقيل يتعلق بمعنى قوله تعالى " ولله مافي السموات " أى أعلمكم بملكه وقوته.

قوله تعالى (الذين يجتنبون) هو في موضع نصب نعتا للذين أحسنوا، أوفي موضع رفع

٢٤٦

على تقديرهم، و (إلا اللمم) استثناء منقطع، لان اللمم الذنب الصغير.

قوله تعالى (فهو يرى) جملة اسمية واقعة موقع فعلية، والاصل عنده علم الغيب فيرى، ولو جاء على ذلك لكان نصبا على جواب الاستفهام (وإبراهيم) عطف على موسى.

قوله تعالى (أن لاتزر) " أن " مخففة من الثقيلة، وموضع الكلام جر بدل من " ما " أو رفع على تقدير: هو أن لا، و (وزر) مفعول به وليس بمصدر.

قوله تعالى (وأن ليس) " أن " مخففة من الثقيلة، أيضا، وسد مافي معنى ليس من النفى مسد التعويض.

قوله تعالى (سوف يرى) الجمهور على ضم الياء وهوالوجه، لانه خبر أن، وفيه ضمير يعود على اسمها، وقرئ بفتح الياء وهو ضعيف، لانه ليس فيه ضمير يعود على اسم أن وهو السعى، والضمير الذى فيه للهاء فيبقى الاسم بغير خبر، وهو كقولك: إن غلام زيد قام وأنت تعنى قام زيد فلا خبر لغلام، وقد وجه على أن التقدير سوف يراه، فتعود الهاء على السعى، وفيه بعد.

قوله تعالى (الجزاء الاوفى) هو مفعول يجزى، وليس بمصدر لانه وصف بالاوفى، وذلك من صفة المجزى به لا من صفة الفعل، وألف (أقنى) منقلبة عن واو.

قوله تعالى (عادا الاولى) يقرأ بالتنوين، لان عادا اسم الرجل أو الحى، والهمزة بعده محقق، ويقرأ بغير تنوين عى أنه اسم القبيلة، ويقرأ منونا مدغما. وفيه تقديران: أحدهما أنه ألقى حركة الهمزة على اللام، وحذف همزة الوصل قبل اللام فلقى التنوين اللام المتحركة فأدغم فيها كما قالوا لحمر.

قوله تعالى (وثمود) هو منصوب بفعل محذوف: أى وأهلك ثمود، ولايعمل فيه (ماأبقى) من أجل حرف النفى، وكذلك (قوم نوح) ويجوز أن يعطف على عادا (والمؤتفكة) منصوب ب‍ (أهوى) و (ماغشى) مفعول ثان.

(كاشفة) مصدر مثل العاقبة والعافية: أى ليس لها من دون الله كشف، ويجوز أن يكون التقدير: ليس لها كاشف، والهاء للمبالغة مثل راوية وعلامة، والله أعلم.

سورة القمر

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (وكل أمر) هو مبتدأ، و (مستقر) خبره، ويقرأ بفتح القاف أى مستقر

٢٤٧

عليه، ويجوز أن يكون مصدر كالاستقرار، ويقرأ بالجر صفة الامر، وفي كل وجهان: أحدهما هو مبتدأ، والخبر محذوف: أى معمول به أو أتى. والثانى هو معطوف على الساعة.

قوله تعالى (حكمة) هو بدل من " ما " وهو فاعل جاء‌هم، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف (فما تغنى) يجوز أن تكون نافية، وأن تكون استفهاما في موضع نصب بتغنى، و (النذر) جمع نذير.

قوله تعالى (نكر) بضم النون والكاف، وبإسكان القاف: وهو صفة بمعنى منكر، ويقرأ بضم النون وكسر الكاف وفتح الراء على أنه فعل لم يسم فاعله.

قوله تعالى (خشعا) هو حال، وفي العامل وجهان: أحدهما يدعو: أى يدعوهم الداعى، وصاحب الحال الضمير المحذوف، و (أبصارهم) مرفوع بخشعا، وجاز أن يعمل الجمع لانه مكسر، والثانى العامل (يخرجون) وقرئ خاشعا، والتقدير فريقا خاشعا، ولم يؤنث لان تأنيث الفاعل تأنيث الجمع وليس بحقيقى، ويجوز أن ينتصب خاشعا بيدعو على أنه مفعول له، ويخرجون على هذا حال من أصحاب الابصار و (كأنهم) حال من الضمير في يخرجون، و (مهطعين) حال من الضمير في منتشر عند قوم، وهو بعيد لان الضمير في منتشر للجراد، وإنما هو حال من يخرجون، أو من الضمير المحذوف، و (يقول) حال من الضمير في مهطعين.

قوله تعالى (وازدجر) الدال بدل من التاء، لان التاء مهموسة والزاى مجهورة فأبدلت حرفا مجهورا يشاركها في المخرج وهو الدال.

قوله تعالى (أنى) يقرأ بالفتح: أى بأنى، وبالكسر لان دعا بمعنى قال.

قوله تعالى (فالتقى الماء) أراد الماآن، فاكتفى بالواحد لانه جنس، و (على أمر) حال أو ظرف، والهاء في (حملناه) لنوح عليه السلام، و (تجرى) صفة في موضع جر، و (بأعيننا) حال من الضمير في تجرى: أى محفوظة، و (جزاء) مفعول له، أو بتقدير جازيناهم، و (كفر) أى به، وهو نوح عليه السلام،

ويقرأ " كفر " على تسمية الفاعل: أى للكافر، و (مدكر) بالدال، وأصله الذال والتاء، وقد ذكر في يوسف، ويقرأ بالذال مشددا وقد ذكرأيضا (ونذر) بمعنى إنذار، وقيل التقدير: ونذرى، و (مستمر) نعت لنحس، وقيل اليوم، و (كأنهم) حال، و (منقعر) نعت لنخل، ويذكر ويؤنث.

٢٤٨

قوله تعالى (أبشرا) هو منصوب بفعل يفسره المذكور: أى أنتبع بشرا، و (منا) نعت، ويقرأ " أبشر " بالرفع على الابتداء، ومنا نعت له، و (واحدا) حال من الهاء في (نتبعه).

قوله تعالى (من بيننا) حال من الهاء: أى عليه منفردا، و (أشر) بكسر الشين وضمها لغتان مثل فرح وفرح، ويقرأ بتشديد الراء، وهو أفعل من الشر، وهو شاذ، و (فتنة) مفعول له أو حال، و (قسمة) بمعنى مقسوم.

قوله تعالى (كهشيم المحتظر) يقرأ بكسر الظاء: أى كهشيم الرجل الذى يجعل الشجر حظيرة، ويقرأ بفتحها: أى كهشيم الشجر المتخذ حظيرة، وقيل هو بمعنى الاحتظار.

قوله تعالى (إلا آل لوط) هو استثناء منقطع، وقيل متصل لان الجميع أرسل عليهم الحاصب فهلكوا إلا آل لوط.

وعلى الوجه الاول يكون الحاصب لم يرسل على آل لوط، و (سحر) مصروف لانه نكرة، و (نعمة) مفعول له أو مصدر.

قوله تعالى (إنا كل شئ) الجمهور على النصب، والعامل فيه فعل محذوف يفسره المذكور، و (بقدر) حال من الهاء أو من كل: أى مقدرا، ويقرأ بالرفع على الابتداء، وخلقناه نعت لكل أو لشئ، وبقدر خبره، وإنما كان النصب أقوى لدلالته على عموم الخلق والرفع لايدل على عمومه، بل يفيد أن كل شئ مخلوق فهو بقدر.

قوله تعالى (فعلوه) هونعت لشئ أو كل، وفى (الزبر) خبر المبتدأ.

قوله تعالى (ونهر) يقرأ بفتح النون، وهو واحد في معنى الجمع، ويقرأ بضم النون والهاء على الجمع مثل أسد وأسد، ومنهم من يسكن الهاء فيكون مثل سقف وسقف، و (في مقعد صدق) هو بدل من قوله " في جنات " والله أعلم.

سورة الرحمن عزوجل

بسم اللّه الرحمن الرحيم

(الرحمن) ذهب قوم إلى أنها آية، فعلى هذا يكون التقدير الله الرحمن ليكون لكلام تاما، وعلى قول الآخرين يكون الرحمن مبتدأ ومابعده الخبر، و (خلق الانسان) مستأنف وكذلك (علمه) ويجوز أن يكون حالا من الانسان مقدرة، وقد معها مرادة.

قوله تعالى (بحسبان) أى يجريان بحسبان (والسماء) بالنصب بفعل محذوف يفسره المذكور، وهذا أولى من الرفع لانه معطوف على اسم قد عمل فيه الفعل، وهو الضمير في

٢٤٩

يسجدان، أو هو معطوف على الانسان.

قوله تعالى (أن لاتطغوا) أى لئلا تطغوا، وقيل " لا " للنهى، وإن بمعنى أى، والقول مقدر و (تخسروا) بضم التاء: أى ولاتنقصوا الموزون، وقيل التقدير: في الميزان، ويقرأ بفتح السين والتاء، وماضيه خسر، والاول أصح.

قوله تعالى (للانام) تتعلق اللام بوضعها، وقيل تتعلق بما بعدهاأى للانام (فيها فاكهة) فتكون إما خبر المبتدأ وتبيينا.

قوله تعالى (والحب) يقرأ بالرفع عطفا على النخل (والريحان) كذلك، ويقرأ بالنصب: أى وخلق الحب ذا العصف وخلق الريحان، ويقرأ الريحان بالجر عطفا على العصف.

قوله تعالى (كالفخار) هو نعت لصلصال و (من نار) نعت لمارج.

قوله تعالى (رب المشرقين) أى هو رب، وقيل هو مبتدأ والخبر (مرج) و (يلتقيان) حال، و (بينهما برزخ) حال من الضمير في يلتقيان، و (لايبغيان) حال أيضا.

قوله تعالى (يخرج منهما) قالوا التقدير من أحدهما.

قوله تعالى (المنشآت) بفتح الشين وهو الوجه، و (في البحر) متعلق به، ويقرأ بكسرها: أى تنشئ المسير، وهو مجاز و (كالاعلام) حال من الضمير في المنشآت، والهاء في (عليها) للارض، وقد تقدم ذكره.

قوله تعالى (ذو الجلال) بالرفع هو نعت للوجه، وبالجر نعتا للمجرور.

قوله تعالى (كل يوم) هو ظرف لما دل عليه (هو في شأن) أى يقلب الامور كل يوم.

قوله تعالى (سنفرغ) الجمهور على ضم الراء. وقرئ بفتحها من أجل حرف الحلق وماضيه فرغ بفتح الراء، وقد سمع فيه فرغ بكسر الراء فتفتح في المستقبل مثل نصب ينصب.

قوله تعالى (لاتنفذون) لانافية بمعنى ما، و (شواظ) بالضم والكسر لغتان قد قرئ بهما، و (من نار) صفة أو متعلق بالفعل (ونحاس) بالرفع عطفا على شواظ، وبالجر عطفا على نار، والرفع أقوى في المعنى، لان النحاس الدخان وهو والشواظ من النار، و (الدهان) جمع دهن، وقيل هو مفرد وهو النطع، و (جان) فاعل، ويقرأ بالهمز لان الالف حركت فانقلبت همزة، وقد ذكر ذلك في الفاتحة.

قوله تعالى (يطوفون) هو حال من المجرمين، ويجوز أن يكون مستأنفا، و (آن) فاعل مثل قاض.

٢٥٠

قوله تعالى (ذواتا) الالف قبل التاء بدل من ياء، وقيل من واو وهو صفة لجنتان أو خبر مبتدأ محذوف.

والافنان جمع فنن وهو الغصن.

قوله تعالى (متكئين) هو حال من خاف والعامل فيه الظرف.

قوله تعالى (من إستبرق) أصل الكلمة فعل على استفعل فلما سمى به قطعت همزته، وقيل هو أعجمى، وقرئ بحذف الهمزة وكسر النون وهو سهو، لان ذلك لايكون في الاسماء بل في المصادر والافعال.

قوله تعالى (فيهن) يجوز أن يكون الضمير لمنازل الجنتين، وأن يكون للفرش أى عليهن، وأفرد الظرف لانه مصدر، و (لم يطمثهن) وصف لقاصرات، لان الاضافة غير محضة، وكذلك (كأنهن الياقوت)، و (الاحسان) خبر جزاء دخلت إلا على المعنى.

قوله تعالى (خيرات) هو جمع خيرة، يقال امرأة خيرة: وقرئ بتشديد الياء و (حور) بدل من خيرات، وقيل الخبر محذوف: أى فيهن حور، و (متكئين) حال، وصاحب الحال محذوف دل عليه الضمير في قبلهم، و (رفرف) في معنى

الجمع، فلذلك وصف ب‍ (خضر) وقرئ رفراف، وكذلك (عبقرى) و (ذى الجلال) نعت لربك، وهو أقوى من الرفع لان الاسم لا يوصف، والله أعلم.

سورة الواقعة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

العامل في (إذا) على أوجه: أحدها هو مفعول اذكر.

والثانى هو ظرف لما دل عليه (ليس لوقعتها كاذبة) أى إذا وقعت لم تكذب.

والثالث هو ظرف لخافضة أو رافعة: أى إذا وقعت خفضت ورفعت.

والرابع هو ظرف لرجت، وإذا الثانية على هذا تكرير للاولى أو بدل منها.

والخامس هو ظرف لما دل عليه، فأصحاب الميمنة: أى إذا وقعت بانت أحوال الناس فيها وكاذبة بمعنى الكذب كالعاقبة والعافية، وقيل التقدير: ليس لها حالة كاذبة: أى مكذوب فيها، و (خافضة رافعة) خبر مبتدأ محذوف: أى هى خافضة قوما ورافعة آخرين، وقرئ بالنصب على الحال من الضمير في كاذبة أو في وقعت(١) .

قوله تعالى (إذا رجت) إذا بدل من إذا الاولى، وقيل هو ظرف لرافعة، وقيل لما دل

٢٥١

عليه كأصحاب الميمنة، وقيل هو مفعول اذكر.

قوله تعالى (فأصحاب الميمنة) هو مبتدإ، و (ماأصحاب) مبتدإ، وخبر خبر الاول.

فإن قيل: أين العائد من الجملة إلى المبتدإ؟ قيل لما كان أصحاب الثانى هو الاول لم يحتج إلى ضمير.

وقيل ما أصحاب الميمنة إلا موضع له، وكذلك ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون، وخبر الاول أولئك المقربون، وهذا بعيد لان أصحاب المشأمة ليسوا من المقربين.

قوله تعالى (والسابقون) الاول مبتدأ. والثانى خبره: أى السابقون بالخير السابقون إلى الجنة، وقيل الثانى نعت للاول أو تكرير توكيدا، والخبر (أولئك).

قوله تعالى (في جنات) أى هم في جنات أو يكون حالا من الضمير في المقربون أو ظرفا، وقيل هو خبر (ثلة) وعلى الاقوال الاول يكون الكلام تاما عند قوله تعالى " النعيم " ويكون في ثلة وجهان: أحدهما هو مبتدأ، والخبر (على سرر) والثانى هو خبر: أى هم ثلة، و (متكئين) حال من الضمير في على، و (متقابلين)

______________________

(١) قوله: أو في وقعت. كذا بالنسخ التى بأيدينا والصواب أن يقال: أو من الواقعة ويدل عليه عبارة السفاقسى اه‍. (*)

٢٥٢

حال من الضمير في متكئين، و (يطوف عليهم) يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا، و (بأكواب) يتعلق بيطوف.

قوله تعالى (وحور عين) يقرأ بالرفع وفيه أوجه: أحدها هو معطوف على ولدان: أى يطفن عليهم للتنعم لا للخدمة. والثانى تقديره: لهم حور، أو عندهم أو وثم والثالث تقديره: ونساؤهم حور، ويقرأ بالنصب على تقدير: يعطون أو يجازون، وبالجر عطفا على أكواب في اللفظ دون المعنى لان الحور لايطاف بهن وقيل هو معطوف على جنات: أى في جنات، وفي حور، والحور جمع حوراء، والعين جمع عيناء، ولم يضم أوله لئلا تنقلب الياء واوا، و (جزاء) مفعول له أو على تقدير: يجزون جزاء.

قوله تعالى (إلا قيلا) هو استثناء منقطع، و (سلاما) بدل أو صفة، وقيل هو مفعول قيل، وقيل هو مصدر.

قوله تعالى (لا مقطوعة) قيل هو نعت لفاكهة، وقيل هو معطوف عليها.

قوله تعالى (أنشأناهن) الضمير للفرش لان المراد بها النساء. والعرب جمع عروب، والاتراب جمع ترب.

قوله تعالى (لاصحاب اليمين) اللام متعلقة بأنشأناهن أو بجعلناهن، إذ هو نعت لاتراب، و (ثلة) أى وهم ثلة، وكذلك (في سموم) أى هم في سموم، والياء في (يحموم) زائدة، ووزنه يفعول من الحمم أو الحميم.

قوله تعالى (من شجر) أى لآكلون شيئا من شجر، وقيل من زائدة، و (من زقوم) نعت لشجر، أو لشئ المحذوف، وقيل من الثانية زائدة: أى لآكلون زقوما من شجر، والهاء في (منها) للشجر، والهاء في (عليه) للمأكول و (شرب الهيم) بالضم والفتح والكسر، فالفتح مصدر والآخران اسم له، وقيل هى لغات في المصدر، والتقدير: شربا مثل شرب الهيم، والهيم جمع أهيم وهيماء.

قوله تعالى (لو تعلمون) هو معترض بين الموصوف والصفة، و (في كتاب) صفة أخرى لقرآن، أو حال من الضمير في كريم، أو خبر مبتدأ محذوف.

قوله تعالى (لايمسه) هو نفى، وقيل هو نهى حرك بالضم و (تنزيل) أى هو تنزيل، ويجوز أن يكون نعتا لقرآن (وتجعلون رزقكم) أى شكر رزقكم و (ترجعونها) جواب " لولا " وأغنى ذلك عن جواب الثانية، وقيل عكس ذلك وقيل لولا الثانية تكرير.

قوله تعالى (فأما إن كان) جواب أما (فروح) وأما إن فاستغنى بجواب أما عن جوابها

٢٥٣

لان " إن " قد حذف جوابها في مواضع، والتقدير: فله روح، ويقرأ بفتح الراء وضمها، فالفتح مصدر، والضم اسم له، وقيل هو المتروح به، والاصل (في ريحان) وريوحان على فيعلان، قلبت الواو ياء، وأدغم ثم خفف مثل سيد وسيد، وقيل هو فعلان قلبت الواو ياء وإن سكنت وانفتح ماقبلها.

قوله تعالى (فنزل) أى فله نزل (وتصلية) بالرفع عطفا على نزل وبالجر عطفا على حميم، و (حق اليقين) أى حق الخبر اليقين، وقيل المعنى حقيقة اليقين و (العظيم) صفة لربك، وقيل للاسم، والله أعلم.

سورة الحديد

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (يحيى) يجوز أن يكون حالا من الضمير المجرور، والعامل الاستقرار وأن يكون مستأنفا.

قوله تعالى (والرسول يدعوكم) الجملة حال من الضمير في تؤمنون.

قوله تعالى (وقد أخذ) بالفتح: أى الله أو الرسول، وبالضم على ترك التسمية.

قوله تعالى (من أنفق) في الكلام حذف تقديره: ومن لم ينفق، ودل على المحذوف قوله تعالى " من قبل الفتح ".

قوله تعالى (وكلا وعد الله الحسنى) قد ذكر في النساء.

قوله تعالى (يوم ترى) هو ظرف ليضاعف، وقيل التقدير: يؤجرون يوم ترى، وقيل العامل (يسعى) ويسعى حال، و (بين أيديهم) ظرف ليسعى، أو حال من النور، وكذلك (بأيمانهم) وقرئ بكسر الهمزة، والتقدير: بأيمانهم استحقوه، أو وبأيمانهم يقال لهم (بشراكم) وبشراكم مبتدأ، و (جنات) خبره أى دخول جنات.

قوله تعالى (يوم يقول) هو بدل من يوم الاول، وقيل التقدير: يفوزون وقيل التقدير: اذكر (انظرونا) انتظرونا وأنظرونا: أخرونا، و (وراء‌كم) اسم الفعل فيه ضمير الفاعل: أى ارجعوا ارجعوا، وليس بمعروف لقلة فائدته، لان الرجوع لايكون إلا إلى وراء، والباء في (بسور) زائدة، وقيل ليست زائدة.

قوله تعالى (باطنه) الجملة صفة لباب أو لسور، و (ينادونهم) حال من الضمير في بينهم، أو مستأنف.

٢٥٤

قوله تعالى (هى مولاكم) قيل المعنى أولى بكم، وقيل هو مصدر مثل المأوى، وقيل هو مكان.

قوله تعالى (أن تخشع) هو فاعل يأن، واللام للتبيين، و (ما) بمعنى الذى، وفي (نزل) ضمير يعود عليه، ولاتكون مصدرية لئلا يبقى الفعل بلا فاعل.

قوله تعالى (وأقرضوا الله) فيه وجهان: أحدهما هو معترض بين اسم إن وخبرها، وهو يضاعف لهم، وإنما قيل ذلك لئلا يعطف الماضى على اسم الفاعل والثانى أنه معطوف عليه لان الالف واللام بمعنى الذى: أى إن الذين تصدقوا.

قوله تعالى (يضاعف لهم) الجار والمجرور هو القائم مقام الفاعل، فلا ضمير في الفعل، وقيل فيه ضمير: أى يضاعف لهم التصدق: أى أجره.

قوله تعالى (عند ربهم) هو ظرف للشهداء، ويجوز أن يكون أولئك مبتدأ وهم مبتدأ ثان، أو فصل، والصديقون مبتدأ، والشهداء معطوف عليه، وعند ربهم الخبر، وقيل الوقف على الشهداء، ثم يبتدئ عند ربهم لهم.

قوله تعالى (كمثل غيث) الكاف في موضع نصب من معنى ماتقدم: أى ثبت لها هذه الصفات مشبهة بغيث، ويجوز أن يكون في موضع رفع: أى مثلها كمثل غيث، و (أعدت) صفة لجنات.

قوله تعالى (في الارض) يجوز أن يتعلق الجار بمصيبة لانها مصدر، وأن يكون صفة لها على اللفظ أو الموضع، ومثله (ولا في أنفسكم) ويجوز أن يتعلق بأصاب، و (في كتاب) حال: أى إلا مكتوبة، و (من قبل) نعت لكتاب أو متعلق به.

قوله تعالى (لكيلا) كى هاهنا هى الناصبة بنفسها لاجل دخول اللام عليها كان الناصبة، والله أعلم.

قوله تعالى (الذين يبخلون) هو مثل الذى في النساء.

قوله تعالى (فيه بأس) الجملة حال من الحديد.

قوله تعالى (ورسله) هو منصوب بينصره: أى وينصر رسله، ولايجوز أن

يكون معطوفا على من لئلا يفصل به بين الجار والمجرور وهو قوله " بالغيب " وبين مايتعلق به وهو ينصره.

قوله تعالى (ورهبانية) هو منصوب بفعل دل عليه (ابتدعوها) لا بالعطف على الرحمة،

٢٥٥

لان ماجعله الله تعالى لا يبتدعونه، وقيل هو معطوف عليها، وابتدعوها نعت له، والمعنى: فرض عليهم لزوم رهبانية ابتدعوها ولهذا قال تعالى (ماكتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله).

قوله تعالى (لئلا يعلم) لا زائدة، والمعنى: ليعلم أهل الكتاب عجزهم، وقيل ليست زائدة، والمعنى: لئلا يعلم أهل الكتاب عجز المؤمنين، والله أعلم.

سورة المجادلة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (وتشتكى) يجوز أن يكون معطوفا على تجادل، وأن يكون حالا.

قوله تعالى (أمهاتهم) بكسر التاء على أنه خبر " ما " وبضمها على اللغة التميمية و (منكرا) أى قولا منكرا.

قوله تعالى (والذين يظاهرون) مبتدأ، و (تحرير رقبة) مبتدأ أيضا تقديره: فعليهم، والجملة خبر المبتدأ، وقوله (من قبل أن يتماسا) محمول على المعنى: أى فعلى كل واحد.

قوله تعالى (لما قالوا) اللام تتعلق بيعودون، ومعنى يعودون للمقول فيه، هذا إن جعلت " ما " مصدرية، ويجوز أن تجعله بمعنى الذى ونكرة موصوفة، وقيل اللام بمعنى في، وقيل بمعنى إلى، وقيل في الكلام تقديم تقديره: ثم يعودون فعليهم تحرير رقبة لما قالوا، والعود هنا ليس بمعنى تكرير الفعل، بل بمعنى العزم على الوطئ.

قوله تعالى (يوم يبعثهم الله) أى يعذبون أو يهانون، واستقر ذلك يوم يبعثهم، وقيل هو ظرف ل‍ (أحصاه).

قوله تعالى (ثلاثة) هو مجرور بإضافة نجوى إليه، وهى مصدر بمعنى التناجى أو الالتجاء، ويجوز أن تكون النجوى اسما للمتناجين، فيكون ثلاثة صفة أو بدلا

(ولا أكثر) معطوف على العدد ويقرأ بالرفع على الابتداء ومابعده الخبر، ويجوز أن يكون معطوفا على موضع من نجوى.

قوله تعالى (ويتناجون) يقرأ " وينتجون " وهما بمعنى، يقال تناجوا وانتجوا.

قوله تعالى (فإذ لم) قيل إذ بمعنى إذا كما ذكرنا في قوله تعالى " إذ الاغلال في أعناقهم " وقيل هى بمعنى إن الشرطية، وقيل هى على بابها ماضية، والمعنى إنكم تركتم ذلك فيما مضى فتداركوه بإقامة الصلاة.

٢٥٦

قوله تعالى (استحوذ) إنما صحت الواو هنا بنية على الاصل، وقياسه استحاذ مثل استقام.

قوله تعالى (لاغلبن) هو جواب قسم محذوف، وقيل هو جواب كتب، لانه بمعنى قال.

قوله تعالى (يوادون) هو المفعول الثانى لتجد، أو حال أو صفة لقوم، وتجد بمعنى تصادف على هذا، والله أعلم.

سورة الحشر

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (مانعتهم) هو خبر أن، و (حصونهم) مرفوع به، وقيل هو خبر مقدم.

قوله تعالى (يخربون) يجوز أن يكون حالا، وأن يكون تفسيرا للرعب، فلا يكون له موضع.

واللينة عينها واو، لانها من اللون قلبت لسكونها وانكسار ماقبلها.

قوله تعالى (من خيل) من زائدة. والدولة بالضم في المال، وبالفتح في النصرة، وقيل هما لغتان.

قوله تعالى (للفقراء) قيل هو بدل من قوله تعالى " لذى القربى " ومابعده، وقيل التقدير: اعجبوا، و (يبتغون) حال (والذين تبوء‌وا) قيل هو معطوف على المهاجرين، فيحبون على هذا حال، وقيل هو مبتدأ، ويحبون الخبر.

قوله تعالى (والايمان) قيل المعنى: وأخلصوا الايمان وقيل التقدير: ودار الايمان، وقيل المعنى: تبوء‌وا الايمان: أى جعلوه ملجأ لهم.

قوله تعالى (حاجة) أى مس حاجة.

قوله تعالى (لا ينصرونهم) لما كان الشرط ماضيا جاز ترك جزم الجواب والجدار واحد في معنى الجمع، وقد قرئ " من وراء جدر " وجدور على الجمع.

قوله تعالى (كمثل) أى مثلهم كمثل، و (قريبا) أى استقروا من قبلهم زمنا قريبا، أو ذاقوا وبال أمرهم قريبا: أى عن قريب.

قوله تعالى (فكان عاقبتهما) يقرأ بالنصب على الخبر، و (أنهما في النار) الاسم، ويقرأ بالعكس، و (خالدين) حال، وحسن لما كرر اللفظ، ويقرأ " خالدان " على أنه خبر أن.

قوله تعالى (المصور) بكسر الواو ورفع الراء على أنه صفة، وبفتحها على أنه مفعول

٢٥٧

البارئ عزوجل، وبالجر على التشبيه بالحسن الوجه على الاضافة، والله أعلم.

سورة الممتحنة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (تلقون) هو حال من ضمير الفاعل في تتخذوا، ويجوز أن يكون مستأنفا، والباء في (بالمودة) زائدة، و (يخرجون) حال من الضمير في كفروا أو مستأنف (وإياكم) معطوف على الرسول، و (أن تؤمنوا) مفعول له معمول يخرجون، و (إن كنتم) جوابه محذوف دل عليه لاتتخذوا، و (جهادا) مصدر في موضع الحال، أو معمول فعل محذوف دل عليه الكلام: أى جاهدتم جهادا، و (تسرون) توكيد لتلقون بتكرير معناه.

قوله تعالى (يوم القيامة) ظرف (ليفصل) أو لقوله لن تنفعكم، وفي يفصل قراء‌ات ظاهرة الاعراب، إلا أن من لم يسم الفاعل جعل القائم مقام الفاعل (بينكم) كما ذكرنا في قوله تعالى " لقد تقطع بينكم ".

قوله تعالى (في إبراهيم) فيه أوجه: أحدها هو نعت آخر لاسوة.

والثانى هو متعلق بحسنة تعلق الظرف بالعامل.

والثالث أن يكون حالا من الضمير في حسنة، والرابع أن يكون خبر كان، ولكم تبيين، ولا يجوز أن يتعلق بأسوة لانها قد وصفت، و (إذ) ظرف لخبر كان، ويجوز أن يكون هو خبر كان، و (برآء) جمع برئ مثل ظريف وظرفاء وبراء بهمزة واحدة مثل رخال، والهمزة محذوفة، وقيل هو جمع برأسه، وبراء بالكسر مثل طراق، وبالفتح اسم للمصدر مثل سلام، والتقدير: إنا ذوو براء.

قوله تعالى (إلا قول) هو استثناء من غير الجنس، والمعنى: لا تتأسوا به في الاستغفار للكفار.

قوله تعالى (لمن كان) قد ذكر في الاحزاب.

قوله تعالى (أن تبروهم) هو في موضع جر على البدل من الذين بدل الاشتمال أى عن بر الذين، وكذلك (أن تولوهم) و (تمسكوا) قد ذكر في الاعراف و (يبايعنك) حال، و (يفترينه) نعت لبهتان، أو حال من ضمير الفاعل في يأتين.

قوله تعالى (من أصحاب القبور) يجوز أن يتعلق بيئس: أى يئسوا من بعث أصحاب القبور، وأن يكون حالا: أى كائنين من أصحاب القبور.

٢٥٨

سورة الصف

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (أن تقولوا) يجوز أن يكون فاعل " كبر "، أو على تقدير هو، ويكون التقدير: كبر ذلك، وأن يكون بدلا، ومقتا تمييز، و (صفا) حال، وكذلك (كأنهم) و (مصدقا) حال مؤكدة، والعامل فيها رسول أو مادل عليه الكلام، و (من التوراة) حال من الضمير في بين، و (مبشرا) حال أيضا، و (اسمه أحمد) جملة في موضع جر نعتا لرسول، أو في موضع نصب حال من الضمير في يأتى.

قوله تعالى (متم نوره) بالتنوين والاضافة، وإعرابها ظاهر، و (بالهدى) حال من رسوله صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى (تؤمنون بالله) هو تفسير للتجارة، فيجوز أن يكون في موضع جر على البدل، أو في موضع رفع على تقدير هى، وإن محذوفة، ولما حذفت بطل عملها.

قوله تعالى (يغفر لكم) في جزمه وجهان: أحدهما هو جواب شرط محذوف دل عليه الكلام تقديره: إن تؤمنوا يغفر لكم، وتؤمنون بمعنى آمنوا.

والثانى هو جواب لما دل عليه الاستفهام، والمعنى: هل تقبلون إن دللتكم.

وقال الفراء: هو جواب الاستفهام على اللفظ، وفيه بعد لان دلالته إياهم لا توجب المغفرة لهم.

قوله تعالى (وأخرى) في موضعها ثلاثة أوجه: أحدها نصب على تقدير: ويعطكم أخرى. والثانى هو نصب بتحبون المدلول عليه ب‍ (تحبونها). والثالث موضعها رفع: أى وثم أخرى، أو يكون الخبر (نصر) أى هى نصر.

قوله تعالى (كما قال) الكاف في موضع نصب: أى أقول لكم كما قال، وقيل هو محمول على المعنى، إذ المعنى: انصروا الله كما نصر الحواريون عيسى ابن مريم عليه السلام، والله أعلم.

سورة الجمعة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (الملك) يقرأ هو ومابعده بالجر على النعت، وبالرفع على الاستئناف والجمهور على ضم القاف من (القدوس) وقرئ بفتحها وهما لغتان.

٢٥٩

قوله تعالى (وآخرين) هو في موضع جر عطفا على الاميين.

قوله تعالى (يحمل) هو في موضع الحال من الحمار، والعامل فيه معنى المثل.

قوله تعالى (بئس مثل) مثل هذا فاعل بئس، وفي (الذين) وجهان: أحدهما هو في موضع جر نعتا للقوم والمخصوص بالذم محذوف: أى هذا المثل. والثانى في موضع رفع تقديره: بئس مثل القوم مثل الذين، فمثل المحذوف هو المخصوص بالذم، وقد حذف، وأقيم المضاف إليه مقامه.

قوله تعالى (فإنه ملاقيكم) الجملة خبر إن، ودخلت الفاء لما في الذى من شبه الشرط، ومنع منه قوم وقالوا: إنما يجوز ذلك إذا كان الذى هو المبتدأ، أو اسم إن، والذى هنا صفة، وضعفوه من وجه آخر وهو أن الفرار من الموت لاينجى منه فلم يشبه الشرط.

وقال: هؤلاء الفاء زائدة، وقد أجيب عن هذا بأن الصفة والموصوف كالشئ الواحد، ولان الذى لا يكون إلا صفة، فإذا لم يذكر الموصوف معها دخلت الفاء والموصوف مراد، فكذلك إذا صرح، وأما ماذكروه ثانيا فغير صحيح، فإن خلقا كثيرا يظنون أن الفرار من أسباب الموت ينجيهم إلى وقت آخر.

قوله تعالى (من يوم الجمعة) " من " بمعنى في، والجمعة بضمتين وبإسكان الميم مصدر بمعنى الاجتماع، وقيل في المسكن هو بمعنى المجتمع فيه مثل رجل ضحكة أى يضحك منه، ويقرأ بفتح الميم بمعنى الفاعل: أى يوم المكان الجامع مثل رجل ضحكة: أى كثير الضحك.

قوله تعالى (إليها) إنما أنث الضمير لانه أعاده إلى التجارة لانها كانت أهم عندهم، والله أعلم.

سورة المنافقون

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (كأنهم) الجملة حال من الضمير المجرور في قولهم، وقيل هى مستأنفة، و (خشب) بالضم والاسكان جمع خشب مثل أسد وأسد، ويقرأ بفتحتين والواحدة خشبة، و (يحسبون) حال من معنى الكلام، وقيل مستأنف.

قوله تعالى (رسول الله) العامل فيه يستغفر، ولو أعمل تعالوا لقال إلى رسول الله، أو

٢٦٠

كان ينصب، و (لووا) بالتخفيف والتشديد، وهو ظاهر، والهمزة في (أستغفرت لهم) مفتوحة همزة قطع، وهمزة الوصل محذوفة، وقد وصلها قوم على أنه حذف حرف الاستفهام لدلالة أم عليه.

قوله تعالى (ليخرجن) يقرأ على تسمية الفاعل والتشديد، و (الاعز) فاعل و (الاذل) مفعول، ويقرأ على ترك التسمية والاذل على هذا حال، والالف واللام زائدة، أو يكون مفعول حال محذوفة: أى مشبها الاذل.

قوله تعالى (وأكون) بالنصب عطفا على ما قبله، وهو جواب الاستفهام، ويقرأ بالجزم حملا على المعنى، والمعنى: إن أخرتنى أكن، والله أعلم.

سورة التغابن

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (أبشر) هو مبتدأ، و (يهدوننا) الخبر، ويجوز أن يكون فاعلا أى أيهدينا بشر.

قوله تعالى (يوم يجمعكم) هو ظرف لخبير، وقيل لما دل عليه الكلام: أى تتفاوتون يوم يجمعكم، وقيل التقدير.

اذكروا يوم يجمعكم.

قوله تعالى (يهد قلبه) يقرأ بالهمز: أى يسكن قلبه.

قوله تعالى (خيرا لانفسكم) هو مثل قوله تعالى " انتهوا خيرا لكم " والله أعلم.

سورة الطلاق

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (إذا طلقتم) قيل التقدير: قل لامتك إذا طلقتم. وقيل الخطاب له صلى الله عليه وسلم ولغيره (لعدتهن) أى عند أول مايعتد لهن به وهو في قبل الطهر.

قوله تعالى (بالغ أمره) يقرأ بالتنوين والنصب وبالاضافة والجر، والاضافة غير محضة، ويقرأ بالتنوين والرفع على أنه فاعل بالغ، وقيل أمره مبتدأ، وبالغ خبره.

قوله تعالى (واللائى لم يحضن) هو مبتدأ، والخبر محذوف: أى فعدتهن كذلك، و (أجلهن) مبتدأ، و (أن يضعن) خبره، والجملة خبر أولات، ويجوز أن يكون أجلهن بدل

٢٦١

الاشتمال: أى وأجل أولات الاحمال.

قوله تعالى (أسكنوهن من حيث) من هاهنا لابتداء الغاية، والمعنى تسببوا في إسكانهن من الوجه الذى تسكنون، ودل عليه قوله تعالى (من وجدكم) والوجد الغنى، ويجوز فتحها وكسرها، ومن وجدكم بدل من " من حيث ".

قوله تعالى (رسولا) في نصبه أوجه: أحدها أن ينتصب بذكرا: أى أنزل إليكم أن ذكر رسولا. والثانى أن يكون بدلا من ذكرا، ويكون الرسول بمعنى الرسالة، و (يتلو) على هذا يجوز أن يكون نعتا، وأن يكون حالا من اسم الله تعالى.

والثالث أن يكون التقدير: ذكر أشرف رسول، أو ذكرا ذكر رسول، ويكون المراد بالذكر الشرف، وقد أقام المضاف إليه مقام المضاف.

والرابع أن ينتصب بفعل محذوف: أى وأرسل رسولا.

قوله تعالى (قد أحسن الله له) الجملة حال ثانية، أو حال من الضمير في خالدين.

قوله تعالى (مثلهن) من نصب عطفه: أى وخلق من الارض مثلهن، ومن رفع استأنفه، و (يتنزل) يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون نعتا لما قبله، والله أعلم.

سورة التحريم

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (تبتغى) هو حال من الضمير في تحرم، ويجوز أن يكون مستأنفا وأصل (تحلة) تحللة، فأسكن الاول وأدغم (وإذ) في موضع نصب باذكر.

قوله تعالى (عرف بعضه) من شدد عداه إلى اثنين، والثانى محذوف: أى عرف بعضه بعض نسائه، ومن خفف فهو محمول على المجازاة لا على حقيقة العرفان لانه كان عارفا بالجميع، وهو كقوله تعالى " والله بما تعملون خبير " ونحوه: أى يجازيكم على أعمالكم.

قوله تعالى (إن تتوبا) جواب الشرط محذوف تقديره: فذلك واجب عليكما أو يتب الله عليكما، ودل على المحذوف (فقد صغت) لان إصغاء القلب إلى ذلك ذنب.

قوله تعالى (قلوبكما) إنما جمع، وهما اثنان لان لكل إنسان قلبا، وما ليس في الانسان منه إلا واحد جاز أن يجعل الاثنان فيه بلفظ الجمع، وجاز أن يجعل بلفظ التثنية، وقيل وجهه أن التثنية جمع.

٢٦٢

قوله تعالى (هو مولاه) مبتدأ وخبره خبر إن، ويجوز أن يكون هو فصلا، فأما (جبريل وصالح المؤمنين) ففيه وجهان: أحدهما هو مبتدأ، والخبر محذوف أو مواليه، أو يكون معطوفا على الضمير في مولاه أو على معنى الابتداء.

والثانى أن يكون مبتدأ (والملائكة) معطوفا عليه، و (ظهير) خبر الجميع، وهو واحد في معنى الجمع: أى ظهراء، و (مسلمات) نعت آخر وما بعده من الصفات كذلك، فأما الواو في قوله تعالى (وأبكارا) فلا بد منها، لان المعنى بعضهن ثيبات وبعضهن أبكار.

قوله تعالى (قوا) في هذا الفعل عينه لان فاء‌ه ولامه معلتان، فالواو حذفت في المضارع لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة، والامر مبنى على المضارع.

قوله تعالى (لا يعصون الله) هو في موضع رفع على النعت.

قوله تعالى (توبة نصوحا) يقرأ بفتح النون، قيل هو مصدر، وقيل هو اسم فاعل: أى ناصحة على المجاز، ويقرأ بضمها وهو مصدر لا غير مثل القعود.

قوله تعالى (يقولون) يجوز أن يكون حالا، وأن يكون مستأنفا.

قوله تعالى (امرأة نوح وامرأة لوط) أى مثل امرأة نوح، وقد ذكر في يس وغيرها، و (كانتا) مستأنف، و (إذ قالت) العامل في إذ المثل، و (عندك) يجوز أن يكون ظرفا لابن، وأن يكون حالا من (بيتا).

قوله تعالى (ومريم) أى واذكر مريم، أو ومثل مريم، و (فيه) الهاء تعود على الفرج، والله أعلم.

سورة الملك

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (طباقا) واحدها طبقة، وقيل طبق، و (تفاوت) بالالف وضم الواو مصدر تفاوت، وتفوت بالتشديد مصدر تفوت وهما لغتان، و (كرتين) مصدر: أى رجعتين.

قوله تعالى (كفروا بربهم عذاب) بالرفع على الابتداء، والخبر للذين، ويقرأ بالنصب عطفا على عذاب السعير.

قوله تعالى (فسحقا) أى فالزمهم سحقا، أو فاسحقهم سحقا.

قوله تعالى (من خلق) من في موضع رفع فاعل يعلم، والمفعول محذوف أى ألا يعلم الخالق خلقه، وقيل الفاعل مضمر، ومن مفعول.

٢٦٣

قوله تعالى (النشور أأمنتم) يقرأ بتحقيق الهمزة على الاصل، وبقلبها واوا في الوصل لانضمام الراء قبلها، و (أن يخسف) و (أن يرسل) هما بدلان من بدل الاشتمال.

قوله تعالى (فوقهم صافات) يجوز أن يكون صافات حالا، وفوقهم ظرف لها، ويجوز أن يكون فوقهم حالا، وصافات حالا من الضمير في فوقهم (ويقبضن) معطوف على اسم الفاعل حملا على المعنى: أى يصففن ويقبضن: أى صافات وقابضات، و (ما يمسكهن إلا الرحمن) يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من الضمير في يقبضن، ومفعول يقبضن محذوف: أى أجنحتهن.

قوله تعالى (أمن) من مبتدأ، و (هذا) خبره، و (الذى) وصلته نعت لهذا أو عطف بيان، و (ينصركم) نعت جند محمول على اللفظ، ولو جمع على المعنى لجاز، و (مكبا) حال، و (على وجهه) توكيد، و (أهدى) خبر " من " وخبر " من " الثانية محذوف.

قوله تعالى (غورا) هو خبر أصبح أو حال إن جعلتها التامة وفيه بعد، والغور مصدر في معنى الغائر، ويقرأ " غورا " بالضم والهمز على فعول، وقلبت الواو همزة لانضمامها ضما لازما ووقوع الواو بعدها، والله أعلم.

سورة ن

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (ن والقلم) هو مثل " يس والقرآن " وقد ذكر.

قوله تعالى (بأيكم المفتون) فيه ثلاثة أوجه: أحدها الباء زائدة.

والثانى أن المفتون مصدر مثل المفعول والميسور: أى بأيكم الفتون: أى الجنون.

والثالث هى بمعنى في: أى في أى طائفة منكم الجنون.

قوله تعالى (لو تدهن فيدهنون) إنما أثبت النون لانه عطفه على تدهن ولم يجعله جواب التمنى، وفي بعض المصاحف بغير نون على الجواب.

قوله تعالى (أن كان) يقرأ بكسر الهمزة على الشرط، وبفتحها على أنها مصدرية، فجواب الشرط محذوف دل عليه (إذا تتلى) أى أن كان ذا مال يكفر، وإذا جعلته مصدرا كان التقدير: لان كان ذا مال يكفر، ولا يعمل فيه

تتلى ولا مال، لان ما بعد اذا لا يعمل فيما قبلها، و (مصبحين) حال من الفاعل في يصر منها لا في أقسموا، و (على حرد) يتعلق ب‍ (قادرين) وقادرين حال، وقيل خبر غدوا

٢٦٤

لانها حملت على أصبحوا.

قوله تعالى (عند ربهم) يجوز أن يكون ظرفا للاستقرار، وأن يكون حالا من (جنات).

قوله تعالى (بالغة) بالرفع نعت لايمان، وبالنصب على الحال، والعامل فيها الظرف الاول أو الثانى.

قوله تعالى (يوم يكشف) أى اذكر يوم يكشف، وقيل العامل فيه (خاشعة) ويقرأ " تكشف " أى شدة القيامة، وخاشعة حال من الضمير في يدعون، و (من يكذب) معطوف على المفعول أو مفعول معه.

سورة الحاقة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (الحاقة) قيل هو خبر مبتدأ محذوف، وقيل مبتدأ ومابعده الخبر على ماذكر في الواقعة، و (ما) الثانية مبتدأ، و (أدراك) الخبر والجملة بعده في موضع نصب، و (الطاغية) مصدر كالعافية، وقيل اسم فاعل بمعنى الزائدة، و (سخرها) مستأنف أو صفة، و (حسوما) مصدر: أى قطعا لهم، وقيل هو جمع أى متتابعات، و (صرعى) حال، و (كأنهم) حال أخرى من الضمير في صرعى و (خاوية) على لغة من أنث النخل، و (باقية) نعت: أى حالة باقية، وقيل هو بمعنى بقية، و (من قبله) أى من تقدمه بالكفر، ومن قبله: أى من عنده، وفي جملته، و (بالخاطئة) أى جاء‌وا بالفعلة ذات الخطأ على النسب مثل تامر ولابن.

قوله تعالى (وتعيها) هو معطوف، أى ولتعيها، ومن سكن العين فر من الكسرة مثل فخذ، و (واحدة) توكيد لان النفخة لا تكون إلا واحدة، (وحملت الارض) بالتخفيف، وقرئ مشددا: أى حملت الاهوال، و (يومئذ) ظرف ل‍ (وقعت) و (يومئذ) ظرف ل‍ (واهية) و (هاؤم) اسم للفعل بمعنى خذوا، و (كتابيه) منصوب باقرء‌وا لا بهاؤم عند البصريين، وبهاؤم عند الكوفيين، و (راضية) على ثلاثة أوجه: أحدها هى بمعنى مرضية مثل دافق بمعنى مدفوق.

والثانى على النسب: أى ذات رضا مثل لابن وتامر.

والثالث هى على بابها، وكأن العيشة رضيت بمحلها وحصولها في مستحقها أو أنها لاحال أكمل من حالها فهو مجاز.

٢٦٥

قوله تعالى (ماأغنى عنى) يحتمل النفى والاستفهام، والهاء في هذه المواضع لبيان الحركة لتتفق رء‌وس الآى، و (الجحيم) منصوب بفعل محذوف، و (ذرعها سبعون) صفة لسلسلة، وفي تتعلق ب‍ (اسلكوه) ولم تمنع الفاء من ذلك، والتقدير ثم فاسلكوه، فثم لترتيب الخبر عن المقول قريبا من غير تراخ، والنون في (غسلين) زائدة لانه غسالة أهل النار، وقيل التقدير: ليس له حميم إلا من غسلين ولاطعام، وقيل الاستثناء من الطعام والشراب، لان الجميع يطعم بدليل قوله تعالى " ومن لم يطعمه " وأما خبر ليس هاهنا أوله، وأيهما كان خبرا فالآخر إما حال من حميم أو معمول الخبر، ولايكون اليوم خبرا لانه زمان، والاسم جثة، و (قليلا) قد ذكر في الاعراف، و (تنزيل) في يس، و (باليمين) متعلق بأخذنا أو حال من الفاعل، وقيل من المفعول.

قوله تعالى (فما منكم من أحد) من زائدة، وأحد مبتدأ، وفي الخبر وجهان: أحدهما (حاجزين) وجمع على معنى أحد، وجر على لفظ أحد، وقيل هو منصوب بما، ولم يعتد بمنكم فصلا، وأما منكم على هذا فحال من أحد، وقيل تبيين. والثانى الخبر منكم، وعن يتعلق بحاجزين، والهاء في إنه للقرآن العظيم.

سورة المعارج

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (سأل) يقرأ بالهمزة وبالالف وفيه ثلاثة أوجه: أحدها هى بدل من الهمزة على التخفيف.

والثانى هى بدل من الواو على لغة من قال: هما يتساولان.

والثالث هى من الياء من السيل، والسائل يبنى على الاوجه الثلاثة، والباء بمعنى عن وقيل هى على بابها: أى سال بالعذاب كما يسيل الوادى بالماء واللام تتعلق بواقع، وقيل هى صفة أخرى للعذاب، وقيل يسأل؟؟، وقيل التقدير، هو للكافرين، و (من) تتعلق بدافع: أى لا يدفع من جهة الله، وقيل تتعلق بواقع، ولم يمنع النفى ذلك لانه ليس فعل، و (ذى) صفة لله تعالى، و (تعرج) مستأنف، و (يوم تكون) بدل من قريب (ولايسأل) بفتح الياء: أى حميما عن حاله، ويقرأ بضمها والتقدير: عن حميم، و (يبصرونهم) مستأنف، وقيل حال وجمع الضمير على معنى الحميم، و (يود) مستأنف أو حال من ضمير المفعول أو المرفوع، و (لو) بمعنى أن.

٢٦٦

قوله تعالى (نزاعة) أى هى نزاعة، وقيل هى بدل من لظى، وقيل كلاهما خبر، وقيل خبر إن، وقيل لظى بدل من اسم إن، ونزاعة خبرها، وأما النصب فقيل هو حال من الضمير في (تدعو) مقدمة، وقيل هى حال مما دلت عليه لظى أى تتلظى نزاعة، وقيل هو حال من الضمير في لظى على أن تجعلها صفة غالبة مثل الحارث والعباس، وقيل التقدير: أعنى. وتدعو يجوز أن يكون حالا من الضمير في نزاعة إذا لم تعمله فيها، و (هلوعا) حال مقدرة، و (جزوعا) حال أخرى والعامل فيها هلوعا، وإذا ظرف لجزوعا، وكذلك (منوعا).

قوله تعالى (إلا المصلين) هو استثناء من الجنس، والمستثنى منه الانسان وهو جنس، فلذلك ساغ الاستثناء منه.

قوله تعالى (في جنات) هو ظرف ل‍ (مكرمون) ويجوز أن يكونا خبرين، و (مهطعين) حال من الذين كفروا، وكذلك (عزين) وقبلك معمول مهطعين وعزين جمع عزة، والمحذوف منه الواو، وقيل الياء، وهو من عزوته إلى أبيه وعزيته لان العزة الجماعة، وبعضهم منضم إلى بعض، كما أن المنسوب مضموم إلى المنسوب إليه.

وعن يتعلق بعزين: أى متفرقين عنهما، ويجوز أن يكون حالا.

قوله تعالى (يوم يخرجون) هو بدل من يومهم، أو على إضمار أعنى، و (سراعا) و (كأنهم) حالان، والنصب قد ذكر في المائدة (خاشعة) حال من يخرجون، والله أعلم.

سورة نوحعليه‌السلام

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (أن أنذر) يجوز أن تكون بمعنى أى، وأن تكون مصدرية، وقد ذكرت نظائره، و (طباقا) قد ذكر في الملك، و (نباتا) اسم للمصدر فيقع موقع إتبات؟؟؟ ونبت وتنبيت، وقيل التقدير: فنبتم نباتا، و (منها) يجوز أن يتعلق بتسلكوا، وأن يكون حالا، و (كبارا) بالتشديد والتخفيف بمعنى كبير، و (ودا) بالضم

والفتح لغتان، وأما (يغوث ويعوق) فلا ينصرفان لوزن الفعل والتعريف. وقد صرفهما قوم على أنهما نكرتان.

قوله تعالى (مما خطاياهم) " ما " زائدة. أى من أجل خطاياهم (أغرقوا) وأصل (ديارا) ديوار لانه فيعال من دار يدور ثم أدغم.

٢٦٧

سورة الجن

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (أوحى إلى) يقرأ أحى بغير واو وأصله وحى، يقال وحى وأوحى ثم قلبت الواو المضمومة همزة.

وما في هذه السورة من أن فبعضه مفتوح وبعضه مكسور، وفي بعضه اختلاف، فما كان معطوفا على أنه استمع فهو مفتوح لاغير لانها مصدرية. وموضعها رفع بأوحى، وماكان معطوفا على أنا سمعنا فهو مكسور لانه حكى بعد القول، وماصح أن يكون معطوفا على الهاء في به كان على قول الكوفيين على تقدير: وبأن ولا يجيزه البصريون لان حرف الجر يلزم إعادته عندهم هنا، فأما قوله تعالى " وأن المساجد لله " فالفتح على وجهين: أحدهما هو معطوف على أنه استمع فيكون قد أوحى والثانى أن يكون متعلقا بتدعو: أى فلا تشركوا مع الله أحدا لان المساجد له: أى مواضع السجود، وقيل هو جمع مسجد وهو مصدر، ومن كسر استأنف، وأما " وأنه لما قام " فيحتمل العطف على أنه استمع وعلى إنا سمعنا، و (شططا) نعت لمصدر محذوف: أى قولا شططا وكذلك (كذبا) أى قولا كذبا ويقرأ تقول بالتشديد، فيجوز أن يكون كذبا مفعولا ونعتا، و (رصدا) أى مرصدا أو ذا إرصاد، و (أشر) فاعلى فعل محذوف: أى أريد شر، و (قددا) جمع قدة مثل عدة وعدد. و (هربا) مصدر في موضع الحال.

قوله تعالى (وأن لو استقاموا) أن مخففة من الثقيلة ولو عرض كالسين وسوف وقيل " لو " بمعنى أن، وإن بمعنى اللام وليست لازمة كقوله تعالى " لئن لم ينته " وقال تعالى في موضع آخر " وإن لم ينتهوا " ذكره ابن فصال في البرهان، والهاء في (يدعوه) ضمير اسم الله: أى قام موحدا لله، و (لبدا) جمع لبدة، ويقرأ بضم اللام وفتح الباء مثل حطم وهو نعت للمبالغة، ويقرأ مشددا مثل صوم.

قوله تعالى (إلا بلاغا) هو من غير الجنس، و (من أضعف) قد ذكر أمثاله، و (من ارتضى) من استثناء من الجنس، وقيل هو مبتدأ والخبر (فإنه) و (رصدا) مفعول يسلك: أى ملائكة رصدا، و (عددا) مصدر، لان أحصى بمعنى عد، ويجوز أن يكون تمييزا، والله أعلم.

٢٦٨

سورة المزمل

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (المزمل) أصله المتزمل، فأبدلت التاء زايا وأدغمت، وقد قرئ بتشديد الميم وتخفيف الزاى، وفيه وجهان: أحدهما هو مضاعف، والمفعول محذوف: أى المزمل نفسه. والثانى هو مفتعل، فأبدلت الفاء ميما.

قوله تعالى (نصفه) فيه وجهان، أحدهما هو بدل من الليل بدل بعض من كل و (إلا قليلا) استثناء من نصفه.

والثانى هو بدل من قليلا، وهو أشبه بظاهر الآية، لانه قال تعالى " أو انقص منه أو زد عليه " والهاء فيهما للنصف، فلو كان الاستثناء من النصف لصار التقدير: قم نصف الليل إلا قليلا أو انقص منه قليلا: أى على الباقى، والقليل المستثنى غير مقدر، فالنقصان منه لايعقل.

قوله تعالى (أشد وطأ) بكسر الواو بمعنى مواطأة وبفتحها، وهو اسم للمصدر ووطأ على فعل، وهو مصدر وطئ وهو تمييز.

قوله تعالى (تبتيلا) مصدر على غير المصدر واقع موقع تبتل، وقيل المعنى بتل نفسك تبتيلا.

قوله تعالى (رب المشرق) يقرأ بالجر على البدل، وبالنصب على إضمار أعنى أو بدلا من اسم أو بفعل يفسره (فاتخذه) أى اتخذ رب المشرق، وبالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ، ولاإله إلا هو الخبر.

قوله تعالى (والمكذبين) هو مفعول معه، وقيل هو معطوف، و (النعمة) بفتح النون التنعم، وبكسرها كثرة الخير.

قوله تعالى (ومهلهم قليلا) أى تمهيلا قليلا، أو زمانا قليلا.

قوله تعالى (يوم ترجف) هو ظرف للاستقرار في خبر إن، وقيل هو وصف لعذاب: أى واقعا يوم ترجف، وقيل هو ظرف لاليم. وأصل مهيل مهيول، فحذف الواو عند سيبويه وسكنت الياء، والياء عند الاخفش، وقلبت الواو ياء.

قوله تعالى (فعصى فرعون الرسول) إنما أعاده بالالف واللام ليعلم أنه الاول، فكأنه قال: فعصاه فرعون.

٢٦٩

قوله تعالى (يوم) هو مفعول تتقون، أى تتقون عذاب يوم، وقيل هو مفعول كفرتم: أى بيوم، و (يجعل الولدان) نعت اليوم، والعائد محذوف: أى فيه، و (منفطر) بغير تاء على النسب: أى ذات انفطار، وقيل ذكر حملا على معنى السقف، وقيل السماء تذكر وتؤنث.

قوله تعالى (ونصفه وثلثه) بالجر حملا على ثلثى، وبالنصب حملا على أدنى (وطائفة) معطوف على ضمير الفاعل، وجرى الفصل مجرى التوكيد.

قوله تعالى (أن سيكون) أن مخففة من الثقيلة، والسين عوض من تخفيفها وحذف اسمها، و (يبتغون) حال من الضمير في يضربون.

قوله تعالى (هو خيرا) هو فصل أو بدل أو تأكيد، وخبر المفعول الثانى.

سورة المدثر

بسم اللّه الرحمن الرحيم

(المدثر) كالمزمل، وقد ذكر.

قوله تعالى (تستكثر) بالرفع على أنه حال، وبالجزم على أنه جواب أو بدل، وبالنصب على تقدير لتستكثر، والتقدير في جعله جوابا: إنك أن لا تمنن بعملك أو بعطيتك تزدد من الثواب لسلامة ذلك عن الابطال بالمن على ماقال تعالى " لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى ".

قوله تعالى (فإذا نقر) " إذا " ظرف، وفي العامل فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو مادل عليه (فذلك) لانه إشارة إلى النقر، و (يومئذ) بدل من إذا، وذلك مبتدأ، والخبر (يوم عسير) أى نقر يوم.

الثانى العامل فيه مادل عليه عسير: أى تعسير، ولايعمل فيه نفس عسير لان الصفة لا تعمل فيما قبلها.

والثالث يخرج على قول الاخفش، وهو أن يكون " إذا " مبتدأ، والخبر فذلك، والفاء زائدة،

فأما يومئذ فظرف لذلك، وقيل هو في موضع رفع بدل من ذلك، أو مبتدأ، ويوم عسير خبره، والجملة خبر ذلك، و (على) يتعلق بعسير أو هى نعت له، أو حال من الضمير الذى فيه، أو متعلق ب‍ (يسير) أو لما دل عليه.

٢٧٠

قوله تعالى (ومن خلقت) هو مفعول معه أو معطوف، و (وحيدا) حال من التاء في خلقت، أو من الهاء المحذوفة، أو من " من " أو من الياء في ذرنى.

قوله تعالى (لاتبقى) يجوز أن يكون حالا من سقر، والعامل فيها معنى التعظيم، وأن يكون مستأنفا: أى هى لا تبقى، و (لواحة) بالرفع: أى هى لواحة، وبالنصب مثل لا تبقى، أو حال من الضمير في أى الفعلين شئت.

قوله تعالى (جنود ربك) هو مفعول يلزم تقديمه ليعود الضمير إلى مذكور، و (أدبر) ودبر لغتان، ويقرأ إذ وإذا.

قوله تعالى (نذيرا) في نصبه أوجه: أحدها هو حال من الفاعل في قم في أول السورة.

والثانى من الضمير في فأنذر حال مؤكدة.

والثالث هو حال من الضمير في إحدى.

والرابع هو حال من نفس إحدى.

والخامس حال من الكبر أو من الضمير فيها.

والسادس حال من اسم إن.

والسابع أن نذيرا في معنى إنذار: أى فأنذر إنذارا أو إنها لاحدى الكبر لانذار البشر، وفي هذه الاقوال مالا نرتضيه ولكن حكيناها، والمختار أن يكون حالا مما دلت عليه الجملة تقديره: عظمت عليه نذيرا.

قوله تعالى (لمن شاء) هو بدل بإعادة الجار.

قوله تعالى (في جنات) يجوز أن يكون حالا من أصحاب اليمين، وأن يكون حالا من الضمير في يتساء‌لون.

قوله تعالى (لم نك من المصلين) هذه الجملة سدت مسد الفاعل، وهو جواب ماسلككم، و (معرضين) حال من الضمير في الجار، و (كأنهم) حال هى بدل من معرضين أو من الضمير فيه، و (مستنفرة) بالكسر نافرة، وبالفتح منفرة (فرت) حال، وقد معها مقدرة أو خبر آخر، و (منشرة) بالتشديد على التكثير، وبالتخفيف وسكون النون من أنشرت، إما بمعنى أمر بنشرها ومكن منه مثل ألحمتك عرض فلان، أو بمعنى منشورة مثل أحمدت الرجل: أو بمعنى أنشر الله الميت: أى أحياه، فكأنه أحيا مافيها بذكره، والهاء في إنه للقرآن أو للوعيد.

قوله تعالى (إلا أن يشاء الله) أى إلا وقت مشيئة الله عزوجل.

٢٧١

سورة القيامة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

في (لا) وجهان: أحدهما هى زائدة كما زيدت في قوله تعالى " لئلا يعلم " والثانى ليست زائدة، وفي المعنى وجهان: أحدهما هى نفى للقسم بها كما نفى القسم بالنفس. والثانى أن لا رد لكلام مقدر، لانهم قالوا أنت مفتر على الله في قولك نبعث فقال لا، ثم ابتدأ، فقال: أقسم، وهذا كثير في الشعر، فإن واو العطف تأتى في مبادئ القصائد كثيرا يقدر هناك كلام يعطف عليه، وقرئ " لاقسم ".

وفي الكلام وجهان: أحدهما هى لام التوكيد دخلت على الفعل المضارع كقوله تعالى " وإن ربك ليحكم بينهم " وليست لام القسم. والثانى هى لام القسم ولم تصحبها النون اعتمادا على المعنى ولان خبر الله صدق، فجاز أن يأتى من غير توكيد، وقيل شبهت الجملة الفعلية بالجملة الاسمية كقوله تعالى " لعمرك إنهم لفى سكرتهم ".

قوله تعالى (قادرين) أى بل نجمعها، فقادرين حال من الفاعل، و (أمامه) ظرف: أى ليكفر فيما يستقبل، و (يسأل) تفسير ليفجر.

قوله تعالى (إلى ربك) هو خبر (المستقر) ويومئذ منصوب بفعل دل عليه المستقر، ولا يعمل فيه المستقر لانه مصدر بمعنى الاستقرار، والمعنى إليه المرجع.

قوله تعالى (بل الانسان) هو مبتدأ، و (بصيرة) خبره، وعلى يتعلق بالخبر وفي التأنيث وجهان: أحدهما هى داخلة للمبالغة: أى بصير على نفسه. والثانى هو على المعنى: أى هو حجة بصيرة على نفسه، ونسب الابصار إلى الحجة لما ذكر في بنى إسرائيل، وقيل بصيرة هنا مصدر، والتقدير: ذو بصيرة، ولايصح ذلك إلا على التبيين.

قوله تعالى (وجوه) هو مبتدأ، و (ناضرة) خبره، وجاز الابتداء بالنكرة لحصول الفائدة، ويومئذ ظرف للخبر، ويجوز أن يكون الخبر محذوفا: أى ثم وجوه وناضرة صفة، وأما (إلى) فتتعلق ب‍ (ناظرة) الاخيرة.

وقال بعض غلاة المعتزلة إلى هاهنا اسم بمعنى النعمة: أى منتظرة نعمة ربها، والمراد أصحاب الوجوه.

قوله تعالى (إذا بلغت) العامل في إذا معنى " إلى ربك يومئذ المساق " أى إذا بلغت الحلقوم رفعت إلى الله تعالى، و (التراقى) جمع ترقوة، وهى فعلوة وليست

٢٧٢

بتفعلة إذ ليس في الكلام ترق، و (من) مبتدأ، و (راق) خبره: أى من يرقيها ليبرئها: وقيل من يرفعها إلى الله عزوجل أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟.

قوله تعالى (فلا صدق) لا بمعنى ما و (يتمطى) فيه وجهان: أحدهما الالف مبدلة من طاء، والاصل يتمطط: أى يتمدد في مشيه كبرا. والثانى هو بدل من واو والمعنى يمد مطاه: أى ظهره.

قوله تعالى (أولى لك) وزن أولى فيه قولان: أحدهما فعلى، والالف للالحاق لا للتأنيث. والثانى هو أفعل، وهو على القولين هنا علم، فلذلك لم ينون، ويدل عليه ماحكى عن أبى زيد في النوادر هى أولاة بالتاء غير مصروف، فعلى هذا يكون أولى مبتدأ ولك الخبر. والقول الثانى أنه اسم للفعل مبنى، ومعناه وليك شر بعد شر ولك تبيين، و (سدى) حال وألفه مبدلة من واو (يمنى) بالياء على أن الضمير للمنى، فيكون في موضع جر، ويجوز أن يكون للنطفة لان التأنيث غير حقيقى، والنطفة بمعنى الماء فيكون في موضع نصب كالقراء‌ة بالتاء، و (الذكر والانثى) بدل من الزوجين، و (يحيى) بالاظهار لاغير، لان الياء لو أدغمت للزم الجمع بين ساكنين لفظا وتقديرا، والله أعلم.

سورة الانسان

بسم اللّه الرحمن الرحيم

في (هل) وجهان: أحدهما هى بمعنى قد. والثانى هى استفهام على بابها والاستفهام هنا للتقرير أو التوبيخ، و (لم يكن شيئا) حال من الانسان، و (أمشاج) بدل أو صفة، وهو جمع مشيج، وجاز وصف الواحد بالجمع هنا لانه كان في الاصل متفرقا ثم جمع: أى نطفة أخلاط، و (نبتليه) حال من الانسان، أو من ضمير الفاعل.

قوله تعالى (إما شاكرا) إما هاهنا لتفصيل الاحوال، وشاكرا وكفورا حالان أى يناله في كلتا حالتيه.

قوله تعالى (سلاسل) القراء‌ة بترك التنوين، ونونه قوم أخرجوه على الاصل، وقرب ذلك عندهم شيئان: أحدهما إتباعه مابعده. والثانى أنهم وجدوا في الشعر مثل ذلك منونا في الفواصل، وإن هذا الجمع قد جمع كقول الراجز: * قد جرت الطير أيا منينا * قوله تعالى (من كأس) المفعول محذوف: أى خمرا أو ماء من كأس، وقيل " من " زائدة، و (كان مزاجها) نعت لكأس، وأما (عينا) ففي نصبها أوجه: أحدها هو بدل من موضع من

٢٧٣

كأس.

والثانى من كافور: أى ماء عين أو خمر عين.

والثالث بفعل محذوف: أى أعنى والرابع تقديره: أعطوا عينا.

والخامس يشربون عينا وقد فسره مابعده.

قوله تعالى (يشرب بها) قيل الباء زائدة، وقيل هى بمعنى " من " وقيل هو حال أى يشرب ممزوجا بها، والاولى أن يكون محمولا على المعنى، والمعنى يلتذ بها، و (يفجرونها) حال.

قوله تعالى (يوفون) هو مستأنف ألبتة.

قوله تعالى (متكئين فيها) يجوزأن يكون حالا من المفعول في جزاهم، وأن يكون صفة لجنة، و (لا يرون) يجوز أن يكون حالا من الضمير المرفوع في متكئين وأن يكون حالا أخرى، وأن يكون صفة لجنة، وأما (ودانية) ففيه أوجه: أحدها أن يكون معطوفا على لا يرون أو على متكئين، فيكون فيه من الوجوه ما في المعطوف عليه. والثانى أن يكون صفة لمحذوف تقديره: وجنة دانية، وقرئ ودانية بالرفع على أنه خبر، والمبتدأ (ظلالها) وحكى بالجر: أى في جنة دانية، وهو ضعيف لانه عطف على المجرور من غير إعادة الجار، وأما ظلالها فمبتدأ، وعليهم الخبر على قول من نصب دانية أو جره، لان دنا يتعدى بإلى، ويجوز أن يرتفع بدانية لان دنا وأشرف بمعنى، وأما (وذللت) فيجوز أن يكون حالا: أى وقد ذللت، وأن يكون مستأنفا.

قوله تعالى (قواريرا قوارير) يقرآن بالتنوين وبغير التنوين وقد ذكر، والاكثرون يقفون على الاول بالالف لانه رأس آية. وفي نصبه وجهان: أحدهما هو خبر كان والثانى حال، وكان تامة: أى كونت، وحسن التكرير لما اتصل به من بيان أصلها، ولولا التكرير لم يحسن أن يكون الاول رأس آية لشدة اتصال الصفة بالموصوف، و (قدروها) يجوز أن يكون نعتا لقوارير، وأن يكون مستأنفا، و (عينا) فيها من الوجوه ما تقدم في الاول والسلسبيل كلمة واحدة ووزنها فعليل(١) مثل إدريس.

_____________________

(١) قوله (ووزنها فعليل) أى لان الباء زائدة كما في البيضاوى اه‍. (*)

٢٧٤

قوله تعالى (عاليهم) فيه قولان: أحدهما هو فاعل، وانتصب على الحال من المجرور في عاليهم، و (ثياب سندس) مرفوع به: أى يطوف عليهم في حال علو السندس، ولم يؤنث عاليا لان تأنيث الثياب غير حقيقى والقول الثانى هو ظرف لان عاليهم جلودهم، وفي هذا القول ضعف، ويقرأ بسكون الياء إما على تخفيف المفتوح المنقوص، أو على الابتداء والخبر، ويقرأ " عاليتهم " بالتاء وهو ظاهر، و (خضر) بالجر صفة لسندس، وبالرفع لثياب (وإستبرق) بالجر عطفا على سندس، وبالرفع على ثياب.

قوله تعالى (أو كفورا) أو هنا على بابها عند سيبويه، وتفيد في النهى المنع من الجميع، لانك إذا قلت في الاباحة جالس الحسن أو ابن سيرين كان التقدير: جالس أحدهما، فإذا نهى قال لاتكلم زيدا أو عمرا، فالتقدير: لاتكلم أحدهما. فأيهما كلمه كان أحدهما فيكون ممنوعا منه، فكذلك في الآية، ويئول المنع إلى تقدير: فلا تطع منهما آثما ولا كفورا.

قوله تعالى (إلا أن يشاء الله) أى إلا وقت مشيئة الله أو إلا في حال مشيئة الله عزوجل (والظالمين) منصوب بفعل محذوف تقديره: ويعذب الظالمين، وفسره الفعل المذكور، وكان النصب أحسن لان المعطوف عليه قد عمل فيه الفعل وقرئ بالرفع على الابتداء، والله أعلم.

سورة المرسلات

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الواو الاولى للقسم، وما بعدها للعطف، ولذلك جاء‌ت الفاء، و (عرفا) مصدر في موضع الحال: أى متتابعة، يعنى الريح، وقيل المراد الملائكة فيكون التقدير بالعرف أو للعرف، و (عصفا) مصدر مؤكد، و (ذكرا) مفعول به، وفي (عذرا أو نذرا) وجهان: أحدهما مصدران يسكن أوسطهما ويضم. والثانى هما جمع عذير ونذير، فعلى الاول ينتصبان على المفعول له، أو على البدل من ذكرا، أو بذكرا، وعلى الثانى هما حالان من الضمير في الملقيات: أى معذرين ومنذرين.

قوله تعالى (إنما) " ما " هاهنا بمعنى الذى، والخبر (لواقع) ولا تكون " ما " مصدرية هنا ولا كافة.

قوله تعالى (فإذا النجوم) جواب إذا محذوف تقديره: بأن الامر أو فصل، ويقال لاى

٢٧٥

يوم، وجوابها العامل فيها، ولا يجوز أن يكون (طمست) جوابا لانه الفعل المفسر لمواقع النجوم الكلام لا يتم به، والتقدير: فإذا طمست النجوم ثم حذف الفعل استغناء عنه بما بعده.

وقال الكوفيون: الاسم بعد إذا مبتدأ، وهو بعيد لما في إذا من معنى الشرط المتقاضى بالفعل قوله تعالى (وقتت) بالواو على الاصل، لانه من الوقت، وقرئ بالتخفيف، ودل عليه قوله تعالى " كتابا موقوتا " وقرئ بالهمز لان الواو قد ضمت ضما لازما فهرب منها إلى الهمزة.

قوله تعالى (لاى يوم) أى يقال لهم، و (ليوم الفصل) تبيين لما قبله.

قوله تعالى (ويل) هو مبتدأ، و (يومئذ) نعت له أو ظرف له، و (للمكذبين) الخبر.

قوله تعالى (ثم نتبعهم) الجمهور على الرفع: أى ثم نحن نتبعهم، وليس بمعطوف لان العطف يوجب أن يكون المعنى أهلكنا المجرمين ثم أتبعناهم الآخرين في الهلاك، وليس كذلك لان إهلاك الآخرين لم يقع بعد، وقرئ بإسكان العين شاذا. وفيه وجهان: أحدهما هو على التخفيف لا على الجزم. والثانى هو مجزوم، والمعنى: ثم أتبعناهم الآخرين في الوعد بالاهلاك، أو أراد بالآخرين آخر من أهلك.

قوله تعالى (إلى قدر) هو في موضع الحال: أى مؤخرا إلى قدر، و (قدرنا) بالتخفيف أجود لقوله تعالى (فنعم القادرون) ولم يقل المقدرون، ومن شدد الفعل نبه على التكثير، واستغنى به عن التكثير بتشديد الاسم، والمخصوص بالمدح محذوف: أى فنعم القادرون نحن.

قوله تعالى (كفاتا) جمع كافت مثل صائم وصيام وقيل هو مصدر مثل كتاب وحساب، والتقدير: ذات كفت أى جمع، وأما (أحياء) ففيه وجهان،: أحدهما هو مفعول كفاتا. والثانى هو المفعول الثانى لجعلنا: أى جعلنا بعض الارض أحياء بالنبات، وكفاتا على هذا حال والتاء في فرات أصل.

قوله تعالى (لاظليل) نعت لظل، و (القصر) بسكون الصاد، وهو المشهور وهو المبنى، ويقرأ بفتحها وهو جمع قصرة وهى أصل النخلة والشجرة، و (جمالات) جمع جمالة وهو اسم الجمع مثل الزكارة والحجارة والضم لغة.

قوله تعالى (هذا) هو مبتدأ، و (يوم لاينطقون) خبره، ويقرأ بفتح الميم وهو نصب على الظرف: أى هذا المذكور في يوم لاينطقون. وأجاز الكوفيون أن يكون مرفوع الموضع

٢٧٦

مبنى اللفظ لاضافته إلى الجملة.

قوله تعالى (فيعتذرون) في رفعه وجهان: أحدهما هو نفى كالذى قبله: أى فلا يعتذرون. والثانى هو مستأنف: أى فهم يعتذرون فيكون المعنى أنهم لاينطقون نطقا ينفعهم: أى لاينطقون في بعض المواقف وينطقون في بعضها، وليس بجواب النفى، إذ لو كان كذلك لحذف النون.

قوله تعالى (قليلا) أى تمتعا أو زمانا، والله أعلم.

سورة التساؤل (عم)

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قد ذكرنا حذف ألف ما في الاستفهام، و (عن) متعلقة ب‍ (يتساء‌لون) فأما (عن) الثانية فبدل من الاولى، وألف الاستفهام التى ينبعى أن تعاد محذوفة، أو هى متعلقة بفعل آخر غير مستفهم عنه: أى يتساء‌لون عن النبأ (الذى) يحتمل الجر والنصب والرفع، و (أزواجا) حال: أى متجانسين متشابهين.

قوله تعالى (ألفافا) هو جمع لف مثل جذع وأجذاع، وقيل هو جمع لف ولف جمع لفاء.

قوله تعالى (يوم ينفخ) هو بدل من يوم الفصل أو من ميقات، أو هو منصوب بإضمار أعنى، و (أفواجا) حال.

قوله تعالى (للطاغين) يجوز أن يكون حالا من (مآبا) أى مرجعا للطاغين، وأن يكون صفة لمرصادا، وأن تتعلق اللام بنفس مرصادا، و (لابثين) حال من الضمير، في الطاغين حال مقدرة، و (أحقابا) معمول لابثين، وقيل معمول (لا يذوقون) ويراد أحقابا هنا الابد ولا يذوقون حال أخرى، أو حال من الضمير في لابثين، و (جزاء‌ا) مصدر. أى جوزوا جزاء بذلك، و (كذابا) بالتشديد مصدر كالتكذيب، وبالتخفيف مصدر كذب إذا تكرر منه الكذب، وهو في المعنى قريب من كذب (وكل شئ) منصوب بفعل محذوف، و (كتابا) حال: أى مكتوبا، ويجوز أن يكون مصدرا على المعنى، لان أحصيناه بمعنى كتبناه، و (حدائق) بدل من مفازا، و (لا يسمعون) حال من الضمير في خبر إن ويجوز أن يكون مستأنفا، و (عطاء) اسم للمصدر وهو بدل من جزاء و (رب السموات) بالرفع على الابتداء، وفي خبره وجهان: أحدهما (الرحمن) فيكون ما بعده خبرا آخر أو مستأنفا.

٢٧٧

والثانى الرحمن نعت، و (لا يملكون) الخبر، ويجوز أن يكون رب خبر مبتدأ محذوف: أى هو رب السموات، والرحمن وما بعده مبتدأ وخبر، ويقرأ " رب " والرحمن بالجر بدلا من ربك.

قوله تعالى (يوم يقوم) يجوز أن يكون ظرفا للايملكون ولخطابا (ولايتكلمون) (وصفا) حال قوله تعالى (يوم ينظر) أى عذاب يوم، فهو بدل، ويجوز أن يكون صفة لقريب، والله أعلم.

سورة والنازعات

بسم اللّه الرحمن الرحيم

(غرقا) مصدر على المعنى، لان النازع المغرق في نزع السهم أو في جذب الروح وهو مصدر محذوف الزيادة: أى إغراقا، و (أمرا) مفعول، وقيل حال: أى يدبرون مأمورات، و (يوم ترجف) مفعول: أى اذكر، ويجوز أن يكون ظرفا لما دل عليه راجفة أو خاشعة: أى يخاف يوم ترجف، و (تتبعها) مستأنف.

أو حال من الراجفة.

قوله تعالى (يقولون) أى يقول أصحاب القلوب والابصار.

قوله تعالى (اذهب) أى قال اذهب، وقيل التقدير: إن ذهب فحذف إن.

قوله تعالى (إلى أن تزكى) لما كان المعنى أدعوك جاء بإلى.

قوله تعالى (نكال الآخرة) في نصبه وجهان: أحدهما هو مفعول له. والثانى هو مصدر لان أخذه ونكل به هنا بمعنى. فأما جواب القسم فقيل هو (إن في ذلك لعبرة) وقيل هو محذوف تقديره: لتبعثن.

قوله تعالى (أم السماء) هو مبتدأ، والخبر محذوف: أى أم السماء أشد، و (بناها) مستأنف، وقيل حال من المحذوف (والارض) منصوب بفعل محذوف أى ودحا الارض، وكذلك (والجبال) أى وأرسى الجبال، و (متاعا) مفعول له أو مصدر.

قوله تعالى (فإذا جاء‌ت) العامل فيها جوابها، وهو معنى قوله تعالى " يوم يتذكر "

قوله تعالى (هى المأوى) أى هى المأوى له، لا بد من ذلك ليعود على " من " من الخبر ضمير، وكذلك (المأوأى) الثانى والهاء في (ضحاها) ضمير العشية مثل قولك في ليلة ويومها.

٢٧٨

سورة عبس

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (أن جاء‌ه) أى لان جاء‌ه.

قوله تعالى (فتنفعه) بالرفع عطفا على يذكر، وبالنصب على جواب التمنى في المعنى، ويقرأ، و (تصدى) يتفعل من الصدى وهو الصوت: أى لا يناديك إلا أجبته، ويجوز أن تكون الالف بدلا من دال، ويكون من الصدد، وهو الناحية والجانب، و (إنها) الضمير للموعظة، والضمير في الفعل للقرآن، و (في صحف) حال من الهاء، ويجوز أن يكون نعتا للتذكرة، وأن يكون التقدير: هو أو هى في صحف، وكذلك (بأيدى) و (من نطفة) متعلق بخلق الثانية. وماأكفره تعجب أو استفهام.

قوله تعالى (ثم السبيل) هو مفعول فعل محذوف: أى ثم يسر السبيل للانسان، ويجوز أن ينصب بأن مفعول ثان ليسره، والهاء للانسان: أى يسره السبيل: أى هداه له.

قوله تعالى (ما أمره) " ما " بمعنى الذى، والعائد محذوف: أى ماأمره به، والله أعلم.

قوله تعالى (أنا صببنا) بالكسر على الاستئناف، وبالفتح على البدل من طعامه أو على تقدير اللام (فإذا جاء‌ت الصاخة) مثل جاء‌ت الطامة، وقيل العامل في إذا معنى (لكل امرئ) والله أعلم.

سورة التكوير

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (إذا الشمس) أى إذا كورت الشمس، وجواب إذا (علمت نفس) و (الجوارى) صفة للخنس.

قوله تعالى (عند ذى العرش) يجوز أن يكون نعتا لرسول، وأن يكون نعتا لمكين، و (ثم) معمول مطاع، وقرئ بضم الثاء، والهاء في (رآه) لجبريل عليه السلام، و (بظنين) بالظاء: أى بمتهم، وبالضاد: أى ببخيل، وعلى تتعلق به على الوجهين.

قوله تعالى (فأين تذهبون) أى إلى أين، فحذف حرف الجر كما قالوا ذهبت الشام، ويجوز أن يحمل.

على المعنى كأنه قال: أين تؤمنون، و (لمن شاء) بدل بإعادة الجار، و (إلا أن يشاء الله) أى إلا وقت مشيئته، والله أعلم.

٢٧٩

سورة الانفطار

بسم اللّه الرحمن الرحيم

جواب (إذا علمت) و (ما غرك) استفهام لا غير، ولو كان تعجبا لقال ما أغرك. و (عدلك) بالتشديد قوم خلقك، وبالتخفيف على هذا المعنى، ويجوز أن يكون معناه صرفك على الخلقة المكروهة.

قوله تعالى (ماشاء) يجوز أن تكون " ما " زائدة، وأن تكون شرطية، وعلى الامرين الجملة نعت لصورة، والعائد محذوف: أى ركبك عليها، وفي تتعلق بركبك وقيل لا موضع للجملة لان في تتعلق بأحد الفعلين، فالجميع كلام واحد، وإنما تقدم الاستفهام عن ماهو حقه، و (كراما) نعت، و (يعلمون) كذلك، ويجوز أن يكون حالا: أى يكتبون عالمين.

قوله تعالى (يصلونها) يجوز أن يكون حالا من الضمير في الخبر، وأن يكون نعتا لجحيم.

قوله تعالى (يوم لا تملك) يقرأ بالرفع: أى هويوم، وبالنصب على تقدير أعنى يوم، وقيل التقدير: يجازون يوم، ودل عليه ذكر الدين، وقيل حقه الرفع،

ولكن فتح على حكم الظرف كقوله تعالى " ومنا دون ذلك " وعند الكوفيين هو مبنى على الفتح، والله أعلم.

سورة التطفيف

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (كالوهم) " في " هم وجهان: أحدهما هو ضمير مفعول متصل، والتقدير: كالوا لهم، وقيل هذا الفعل يتعدى بنفسه تارة وبالحرف أخرى، والمفعول هنا محذوف: أى كالوهم الطعام ونحو ذلك، وعلى هذا لايكتب كالواو وزنوا بالالف والوجه الثانى أنه ضمير منفصل مؤكد لضمير الفاعل، فعلى هذا يكتبان بالالف.

قوله تعالى (ألا يظن) الاصل لا النافية دخلت عليها همزة الاستفهام، وليست ألا التى للتنبيه، لان ما بعد تلك مثبت، وهاهنا هو منفى.

قوله تعالى (يوم يقوم الناس) هو بدل من موضع الجار والمجرور، وقيل التقدير: يبعثون يوم يقوم الناس، وقيل التقدير: أعنى، وقيل هو مبنى وحقه الجر أو الرفع، والنون في (سجين) أصل من السجن وهو الحبس، وقيل هو بدل من اللام.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298