إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ٢

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن0%

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن مؤلف:
تصنيف: القرءات وفنّ التجويد
الصفحات: 298

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري
تصنيف: الصفحات: 298
المشاهدات: 98826
تحميل: 5185


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 298 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 98826 / تحميل: 5185
الحجم الحجم الحجم
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قوله تعالى (قربات) هو مفعول ثان ليتخذ و (عند الله) صفة لقربات أو ظرف ليتخذ أو لقربات (وصلوات الرسول) معطوف على ماينفق تقديره: وصلوات الرسول قربات، و (قربة) بسكون الراء وقرئ بضمها على الاتباع.

قوله تعالى (والسابقون) يجوز أن يكون معطوف على قوله " من يؤمن " تقديره: ومنهم السابقون، ويجوز أن يكون مبتدأ، وفى الخبر ثلاثة أوجه: أحدها (الاولون) والمعنى: والسابقون إلى الهجرة الاولون من أهل الملة، أو والسابقون إلى الجنة الاولون إلى الهجرة.

والثانى الخبر (من المهاجرين والانصار) والمعنى فيه الاعلام بأن السابقين من هذه الامة هم من المهاجرين والانصار.

والثالث أن الخبر (رضى الله عنهم) ويقرأ والانصار بالرفع على أن يكون معطوفا على السابقون، أو أن يكون مبتدأ والخبر رضى الله عنهم، وذلك على الوجهين الاولين.

وبإحسان حال من ضمير الفاعل في اتبعوهم (تجرى تحتها) ومن تحتها، والمعنى فيهما واضح.

قوله تعالى (وممن) من بمعنى الذى، و (منافقون) مبتدأ وما قبله الخبر، و (مردوا) صفة لمبتدأ محذوف تقديره: ومن أهل المدينة قوم مردوا، وقيل مردوا صفة لمنافقون، وقد فصل بينهما، ومن أهل المدينة خبر مبتدأ محذوف تقديره: من أهل المدينة قوم كذلك (لاتعلمهم) صفة أخرى مثل مردوا، وتعلمهم بمعنى تعرفهم، فهى تتعدى إلى مفعول واحد.

قوله تعالى (وآخرون اعترفوا) هو معطوف على منافقون، ويجوز أن يكون مبتدأ، واعترفوا صفته، و (خلطوا) خبره (وآخر سيئا) معطوف على عملا، ولو كان بالباء جاز أن تقول خلطت الحنطة والشعير، وخلطت الحنطة بالشعير، (عسى الله) الجملة مستأنفة، وقيل خلطوا حال، وقد معه مرادة: أى اعترفوا بذنوبهم قد خلطوا، وعسى الله خبر المبتدأ.

قوله تعالى (خذ من أموالهم) يجوز أن تكون من متعلقة بخذ، وأن تكون حالا من (صدقة تطهرهم) في موضع نصب صفة لصدقة، ويجوز أن يكون مستأنفا والتاء للخطاب: أى تطهرهم أنت (وتزكيهم) التاء للخطاب لا غير لقوله (بها) ويجوز أن يكون " تطهرهم وتزكيهم بها " في موضع نصب صفة لصدقة مع قولنا إن التاء فيهما للخطاب، لان قوله

٢١

تطهرهم تقديره: بها، ودل عليه بها الثانية، وإذا كان فيهما ضمير الصدقة جاز أن يكون صفة لها، ويجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير الفاعل في خذ.

قوله تعالى (إن صلاتك) يقرأ بالافراد والجمع وهما ظاهران، و (سكن) بمعنى مسكون إليها، فلذلك لم يؤنثه، وهو مثل القبض بمعنى المقبوض.

قوله تعالى (هو يقبل) هو مبتدأ، ويقبل الخبر. ولايجوز أن يكون هو فصلا، لان يقبل ليس معرفة ولا قريب منها.

قوله تعالى (وآخرون مرجون) هو معطوف على وآخرون اعترفوا. ومرجون بالهمز على الاصل ويغير همز وقد ذكر أصله في الاعراف (إما يعذبهم وإما يتوب عليهم) إما هاهنا للشك والشك راجع إلى المخلوق، وإذا كانت إما للشك جاز أن يليها الاسم، وجاز أن يليها الفعل، فإن كانت للتخيير ووقع الفعل بعدها كانت معه أن كقوله: أما أن تلقى، وقد ذكر.

قوله تعالى (والذين اتخذوا) يقرأ بالواو. وفيه وجهان: أحدهما هو معطوف على وآخرون مرجون: أى ومنهم الذين اتخذوا. والثانى هو مبتدأ، والخبر: أفمن أسس بنيانه: أى منهم فحذف العائد للعلم به، ويقرأ بغير واو وهو مبتدأ، والخبر أفمن أسس على ماتقدم (ضرارا) يجوز أن يكون مفعولا ثانيا لاتخذوا وكذلك مابعده وهذه المصادر كلها واقعة موضع اسم الفاعل: أى مضرا ومفترقا، ويجوز أن تكون كلها مفعولا له.

قوله تعالى (لمسجد) اللام لام الابتداء، وقيل جواب قسم محذوف. و (أسس) نعت له، و (من أل) يتعلق بأسس، والتقدير عند بعض البصريين من تأسيس أول يوم، لانهم يرون أن " من " لاتدخل على الزمان، وإنما ذلك لمنذ وهذا ضعيف هاهنا لان التأسيس المقدر ليس بمكان حتى تكون " من " لابتداء غايته ويدل على جواز دخول " من " على الزمان ماجاء في القرآن من دخولها على قبل التى يراد بها الزمان، وهو كثير في القرآن وغيره والخبر (أحق أن تقوم) و (فيه) الاولى تتعلق بتقوم، والتاء لخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيه رجال) فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو صفة لمسجد جاء‌ت بعد الخبر. والثانى أن الجملة حال من الهاء في فيه الاولى. والعامل فيه تقوم. والثالث هى مستأنفة.

٢٢

قوله تعالى (على تقوى) يجوز أن يكون في موضع الحال من الضمير في أسس أى على قصد التقوى، والتقدير: قاصدا ببنيانه التقوى، ويجوز أن يكون مفعولا لاسس (جرف) بالضم والاسكان وهما لغتان: وفى (هار) وجهان: أحدهما أصله هور أو هير على فعل، فلما تحرك حرف العلة، وانفتح ماقبله قلب ألفا وهذا يعرف بالنصب(١) والرفع والجر مثل قولهم كبش صاف: أى صوف، ويوم راح: أى روح.

والثانى أن يكون أصله هاورا أو هايرا، ثم أخرت عين الكلمة فصارت بعد الراء وقلبت الواو ياء لانكسار ماقبلها، ثم حذفت لسكونها وسكون التنوين، فوزنه بعد القلب قالع، وبعد الحذف قال، وعين الكلمة واو أو ياء يقال تهور البناء وتهير (فانهار به) به هنا حال: أى فانهار وهو معه.

_____________________

(١) (قوله وهذا يعرف بالنصب الخ) الاولى تأخيره بعد قوله والثانى أن يكون إلى تمام التصريف اه‍ مصححه. (*)

٢٣

قوله تعالى (بأن لهم الجنة) الباء هنا للمقابلة. والتقدير: باستحقاقهم الجنة (يقاتلون) مستأنف (فيقتلون ويقتلون) هو مثل الذى في آخر آل عمران في وجوه القراء‌ة (وعدا) مصدر: أى وعدهم بذلك وعدا، و (حقا) صفته.

قوله تعالى (التائبون) يقرأ بالرفع: أى هم التائبون، ويجوز أن يكون مبتدأ، والخبر (الآمرون بالمعروف) ومابعده وهو ضعيف، ويقرأ بالياء على إضمار أعنى أو أمدح، ويجوز أن يكون مجرورا صفة للمؤمنين، (والناهون عن المنكر) إنما دخلت الواو في الصفة الثامنة إيذانا بأن السبعة عندهم عدد تام، ولذلك قالوا سبع في ثمانية: أى سبع أذرع في ثمانية أشبار، وإنما دلت الواو على ذلك لان الواو تؤذن بأن مابعدها غير ماقبلها، ولذلك دخلت في باب عطف النسق.

قوله تعالى (من بعد ماكاد يزيغ قلوب فريق منهم) في فاعل كاد ثلاثة أوجه: أحدها ضمير الشأن، والجملة بعده في موضع نصب. والثانى فاعله مضمر تقديره: من بعد ماكاد القوم، والعائد على هذا الضمير في منهم. والثالث فاعلها القلوب، ويزيغ في نية التأخير، وفيه ضمير فاعل، وإنما يحسن ذلك على القراء‌ة بالتاء، فأما على القراء‌ة بالياء فيضعف أصل هذا التقدير، وقد بيناه في قوله " ماكاد يصنع فرعون ".

قوله تعالى (وعلى الثلاثة) إن شئت عطفته على النبى صلى الله عليه وسلم: أى تاب على النبى وعلى الثلاثة، وإن شئت على عليهم: أى ثم تاب عليهم وعلى الثلاثة (لا ملجأ من الله) خبر " لا " من الله (إلا إليه) استثناء مثل لاإله إلا الله.

قوله تعالى (موطئا) يجوز أن يكون مكانا فيكون مفعولا به، وأن يكون مصدرا مثل الموعد.

قوله تعالى (فرقة منهم) يجوز أن يكون منهم صفة لفرقة، وأن يكون حالا من (طائفة).

قوله تعالى (غلظة) يقرأ بكسر الغين وفتحها وضمها وكلها لغات.

قوله تعالى (هل يراكم) تقديره: يقولون هل يراكم.

قوله تعالى (عزيز عليه) فيه وجهان: أحدهما هو صفة لرسول، ومامصدرية موضعها رفع بعزيز.

والثانى أن (ماعنتم) مبتدأ، وعزيز عليه خبر مقدم، والجملة صفة لرسول (بالمؤمنين) يتعلق ب‍ (رء‌وف).

٢٤

سورة يونسعليه‌السلام

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قد تقدم القول على الحروف المقطعة في أول البقرة والاعراف، ويقاس الباقى عليهما، و (الحكيم) بمعنى المحكم، وقيل هو بمعنى الحاكم.

قوله تعالى (أكان للناس عجبا أن أوحينا) اسم كان، وخبرها عجبا، وللناس حال من عجب، لان التقدير: أكان عجبا للناس، وقيل هو متعلق بكان، وقيل هو يتعلق بعجب على التبيين، وقيل عجب هنا بمعنى معجب، والمصدر إذا وقع موقع اسم مفعول أو فاعل جاز أن يتقدم معموله عليه كاسم المفعول (أن أنذر الناس) يجوز أن تكون أن مصدرية، فيكون موضعها نصبا بأوحينا، وأن تكون بمعنى أى فلا يكون لها موضع.

قوله تعالى (يدبر الامر) يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون حالا.

قوله تعالى (وعد الله) هو منصوب على المصدر بفعل دل عليه الكلام، وهو قوله " إليه مرجعكم " لان هذا وعد منه سبحانه بالبعث، و (حقا) مصدر آخر تقديره: حق ذلك حقا (أنه يبدأ) الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف، وقرئ بفتحها، والتقدير: حق أنه يبدأ فهو فاعل، ويجوز أن يكون التقدير لانه يبدأ وماضى يبدأ بدأ، وفيه لغة أبدأ (بما كانوا) في موضع رفع صفة أخرى لعذاب، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف.

قوله تعالى (جعل الشمس ضياء) مفعولان، ويجوز أن يكون ضياء حالا، وجعل بمعنى خلق، والتقدير: ذات ضياء، وقيل الشمس هى الضياء، والياء منقلبة عن واو لقولك ضوء، والهمزة أصل، ويقرأ بهمزتين بينهما ألف، والوجه فيه أن يكون أخر الياء وقدم الهمزة، فلما وقعت الياء ظرفا بعد ألف زائدة قلبت همزة عند قوم، وعند آخرين قلبت ألفا، ثم قلبت الالف همزة لئلا يجتمع ألفان (والقمر نورا) أى ذا نور، وقيل المصدر بمعنى فاعل: أى منيرا (وقدره منازل) أى وقدر له فحذف حرف الجر، وقيل التقدير: قدره ذا منازل، وقدر على هذا متعدية إلى مفعولين لان معناه جعل وصير، ويجوز أن يكون قدر متعديا إلى واحد بمعنى خلق ومنازل، حال: أى منتقلا.

٢٥

قوله تعالى (إن الذين لايرجون) خبر إن (أولئك مأواهم النار) فأولئك مبتدأ ومأواهم مبتدأ ثان، والنار خبره، والجملة خبر أولئك (بما كانوا) الباء متعلقة بفعل محذوف دل عليه الكلام: أى جوزوا بما كانوا يكسبون.

قوله تعالى (تجرى من تحتهم) يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من ضمير المفعول في يهديهم والمعنى يهديهم في الجنة إلى مراداتهم في هذه الحال (في جنات) يجوز أن يتعلق بتجرى، وأن يكون حالا من الانهار، وأن يكون متعلقا بيهدى، وأن يكون حالا من ضمير المفعول في يهدى، وأن يكون خبرا ثانيا لان.

قوله تعالى (دعواهم) مبتدأ (سبحانك) منصوب على المصدر، وهو تفسير الدعوى لان المعنى: قولهم سبحانك اللهم، و (فيها) متعلق بتحية (أن الحمد) أن مخففة من الثقيلة، ويقرأ أن بتشديد النون وهى مصدرية، والتقدير: آخر دعواهم حمد الله.

قوله تعالى (الشر) هو مفعول يعجل، و (استعجالهم) تقديره: تعجيلا مثل استعجالهم، فحذف المصدر وصفته المضافة، وأقام المضاف إليه مقامهما.

وقال بعضهم: هو منصوب على تقدير حذف حرف الجر: أى كاستعجالهم، وهو بعيد، إذ لو جاز ذلك لجاز زيد غلام عمرو: أى كغلام عمرو، وبهذا ضعفه جماعة، وليس بتضعيف صحيح إذ ليس في المثال الذى ذكر فعل يتعدى بنفسه عند حذف الجار، وفى الآية فعل يصح فيه ذلك وهو قوله " يعجل " (فنذر) هو معطوف على فعل محذوف تقديره: ولكن نمهلهم فنذر، ولايجوز أن يكون معطوفا على يعجل إذ لو كان كذلك لدخل في الامتناع الذى تقتضيه لو، وليس كذلك لان التعجيل لم يقع، وتركهم في طغيانهم وقع.

قوله تعالى (لجنبه) في موضع الحال: أى دعانا مضجعا ومثله (قاعدا أو قائما) وقيل العامل في هذه الاحوال مس، وهو ضعيف لامرين: أحدهما أن الحال على هذا واقعة بعد جواب " إذا " وليس بالوجه، والثانى أن المعنى كثرة دعائه في كل أحواله، لا على أن الضر يصيبه في كل أحواله. وعليه جاء‌ت آيات كثيرة في القرآن (كأن لم يدعنا) في موضع الحال من الفاعل في مر (إلى ضر) أى إلى كشف ضر، واللام في " لجنبه " على أصلها عند البصريين، والتقدير دعانا ملقيا لجنبه.

٢٦

قوله تعالى (من قبلكم) متعلق بأهلكنا وليس بحال من القرون لانه زمان. و (جاء‌تهم رسلهم) يجوز أن يكون حالا: أى وقد جاء‌تهم، ويجوز أن يكون معطوفا على ظلموا.

قوله تعالى (لننظر) يقرأ في الشاذ بنون واحدة وتشديد الظاء، ووجهها أن النون الثانية قلبت ظاء وأدغمت.

قوله تعالى (ولا أدراكم به) هو فعل ماض من دريت، والتقدير: لو شاء الله لما أعلمكم بالقرآن ويقرأ: ولادراكم به على الاثبات.

والمعنى: ولو شاء الله لاعلمكم به بلا واسطة، ويقرأ في الشاذ " ولا أدرأكم به " بالهمزة مكان الالف، قيل هى لغة لبعض العرب يقلبون الالف المبدلة من ياء همزة، وقيل هو غلط لان قارئها ظن أنه من الدرء وهو الدفع، وقيل ليس بغلط، والمعنى: ولو شاء الله لدفعكم عن الايمان به (عمرا) ينتصب نصب الظروف: أى مقدار عمر أو مدة عمر.

قوله تعالى (مالا يضرهم) " ما " بمعنى الذى، ويراد بها الاصنام، ولهذا قال تعالى (هؤلاء شفعاؤنا) فجمع حملا على معنى " ما ".

قوله تعالى (وإذا أذقنا) جواب " إذا " الاولى (إذا) الثانية. والثانية للمفاجأة والعامل في الثانية الاستقرار الذى في (لهم) وقيل " اذا " الثانية زمانية أيضا، والثانية ومابعدها جواب الاولى.

قوله تعالى (يسيركم) يقرأ بالسين من السير، وينشركم من النشر: أى يصرفكم ويبثكم (وجرين بهم) ضمير الغائب، وهو رجوع من الخطاب إلى الغيبة، ولو قال بكم لكان موافقا لكنتم، وكذلك (فرحوا) ومابعده (جاء‌تها) الضمير للفلك، وقيل للريح.

قوله تعالى (إذا هم) هو جواب لما، وهى للمفاجأة كالتى يجاب بها الشرط (بغيكم) مبتدأ، وفى الخبر وجهان: أحدهما (على أنفسكم) وعلى متعلقة بمحذوف. أى كائن لا بالمصدر، لان الخبر لايتعلق بالمبتدأ ف‍ (متاع) على هذا خبر مبتدأ محذوف: أى هومتاع أو خبر بعد خبر.

والثانى أن الخبر متاع، وعلى أنفسكم متعلق بالمصدر، ويقرأ متاع بالنصب، فعلى هذا على أنفسكم خبر المبتدأ، ومتاع منصوب على المصدر: أى يمتعكم بذلك متاع، وقيل هو مفعول به، والعامل فيه بغيكم، ويكون البغى هنا بمعنى الطلب: أى طلبكم على أنفسكم

٢٧

متاع الحياة الدنيا، فعلى هذا على أنفسكم ليس بخبر، لان المصدر لايعمل فيما بعد خبره، بل على أنفسكم

متعلق بالمصدر، والخبر محذوف تقديره: طلبكم متاع الحياة الدنيا ضلال ونحو ذلك ويقرأ متاع بالجر على أنه نعت للانفس، والتقدير: ذوات متاع، ويجوز أن يكون المصدر بمعنى اسم الفاعل، أى ممتعات الدنيا، ويضعف أن يكون بدلا إذ قد أمكن أن يجعل صفة.

قوله تعالى (فاختلط به نبات الارض) الباء للسبب: أى اختلط النبات بسبب اتصال الماء به، وقيل المعنى خالطه نبات الارض، أى اتصل به فرباه، و (مما يأكل) حال من النبات (وازينت) أصله تزينت، ثم عمل فيه ماذكرنا في " ادارأتم فيها " ويقرأ بفتح الهمزة وسكون الزاى وياء مفتوحة بعدها خفيفة النون والياء: أى صارت ذات زينة كقولك: أجرب الرجل إذا صار ذا إبل جربى، وصحح الياء، والقياس أن تقلب ألفا، ولكن جاء مصححا كما جاء استحوذ، ويقرأ و " ازيأنت " بزاى ساكنة خفيفة بعدها ياء مفتوحة بعدها همزة بعدها نون مشددة والاصل وازيانت مثل احمارت ولكن حرك الالف فانقلبت همزة كما ذكرنا في الضالين (تغن بالامس) قرئ في الشاذ " تتغن " بتاء‌ين وهو في القراء‌ة المشهورة والامس هنا يراد به للزمان الماضى لاحقيقة أمس الذى قبل يومك، وإذا أريد به ذلك كان معربا. وكان بلا ألف ولام ولاإضافة نكرة.

قوله تعالى (ولايرهق وجوههم) الجملة مستأنفة، ويجوز أن يكون حالا، والعامل فيها الاستقرار في الذين: أى استقرت لهم الحسنى مضمونا لهم السلامة ونحو ذلك، ولايجوز أن يكون معطوفا على الحسنى لان الفعل إذا عطف على المصدر احتاج إلى أن ذكرا أو تقديرا، وإن غير مقدرة لان الفعل مرفوع.

قوله تعالى (والذين كسبوا) مبتدأ، وفى الخبر وجهان: أحدهما هو قوله " مالهم من الله من عاصم " أو قوله " كأنما أغشيت " أو قوله " أولئك أصحاب " ويكون (جزاء سيئة بمثلها) معترضا بين المبتدأ وخبره.

والثانى الخبر جزاء سيئة، وجزاء مبتدأ. وفى خبره وجهان، أحدهما بمثلها والباء زائدة كقوله: وجزاء سيئة سيئة مثلها، ويجوز أن تكون غير زائدة، والتقدير: جزاء سيئة مقدر بمثلها. والثانى أن تكون الباء متعلقة بجزاء والخبر محذوف: أى وجزاء سيئة بمثلها واقع (وترهقهم ذلة) قيل هو معطوف على كسبوا، وهو ضعيف لان المستقبل لايعطف على

٢٨

الماضى، وإن قيل هو بمعنى الماضى فضعيف أيضا، وقيل الجملة حال (قطعا) يقرأ بفتح الطاء وهو جمع قطعة، وهو مفعول ثان لاغشيت، و (من الليل) صفة لقطع، و (مظلما) حال من الليل، وقيل من قطعا أو صفة لقطعا وذكره لان القطع في معنى الكثير، ويقرأ بسكون الطاء فعلى هذا يكون مظلما صفة لقطع، أو حالا منه أو حالا من الضمير في من، أو حالا من الليل.

قوله تعالى (مكانكم) هو ظرف مبنى لوقوعه موقع الامر: أى الزموا، وفيه ضمير فاعل، و (أنتم) توكيد له والكاف والميم في موضع جر عند قوم، وعند آخرين الكاف للخطاب لاموضع لها كالكاف في إياكم (وشركاؤكم) عطف على الفاعل (فزيلنا) عين الكلمة واوا لانه من زال يزول، وإنما قلبت ياء لان وزن الكلمة فيعل: أى زيولنا مثل بيطر وبيقر فلما اجتمعت الياء والواو على الشرط المعروف قلبت ياء، وقيل هو من زلت الشئ أزيله، فعينه على هذا ياء، فيحتمل على هذا أن تكون فعلنا وفيعلنا.

قوله تعالى (هنالك تبلوا) يقرأ بالباء: أى تختبر عملها، ويقرأ بالتاء: أى تتبع، أو تقرأ في الصحيفة.

قوله تعالى (أنهم لايؤمنون) أن وماعملت فيه في موضع رفع بدلا من كلمة، أو خبر مبتدأ محذوف، أو في موضع نصب: أى لانهم أو في موضع جر على إعمال اللام محذوفة.

قوله تعالى (أمن لايهدى) فيها قراء‌ات قد ذكرنا مثلها في قوله " يخطف أبصارهم " ووجهناها هناك، وأما (إلا أن يهدى) فهو مثل قوله " إلا أن يصدقوا " وقد ذكر في النساء، وله نظائر قد ذكرت أيضا (فمالكم) مبتدأ وخبره: أى أى شئ لكم في الاشراك، و (كيف تحكمون) مستأنف: أى كيف تحكمون بأن له شريكا.

قوله تعالى (لايغنى من الحق شيئا) في موضع المصدر: أى إغناء، ويجوز أن يكون مفعولا ليغنى، ومن الحق حال منه.

قوله تعالى (وماكان هذا القرآن) هذا اسم كان، والقرآن نعت له أو عطف بيان، و (أن يفترى) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه خبر كان: أى وماكان القرآن افتراء، والمصدر هنا بمعنى المفعول. أى مفترى.

والثانى التقدير: ماكان القرآن ذا افتراء.

٢٩

والثالث أن " أن " خبر كان محذوف، والتقدير: ماكان هذا القرآن ممكنا أن يفترى، وقيل التقدير: لان يفترى، و (تصديق) مفعول له: أى ولكن أنزل للتصديق، وقيل التقدير: ولكن كان التصديق الذى: أى مصدق الذى

(وتفصيل الكتاب) مثل تصديق (لاريب فيه) يجوز أن يكون حالا من الكتاب والكتاب مفعول في المعنى، ويجوز أن يكون مستأنفا (من رب العالمين) يجوز أن يكون حالا أخرى، وأن يكون متعلقا بالمحذوف: أى ولكن أنزل من رب العالمين.

قوله تعالى (كيف كان) كيف خبر كان، و (عاقبة) اسمها.

قوله تعالى (من يستمعون إليك) الجمع محمول على معنى " من " والافراد في قوله تعالى (من ينظر) محمول على لفظها.

قوله تعالى (لايظلم الناس شيئا) يجوز أن يكون مفعولا: أى لاينقصهم شيئا، وأن يكون في موضع المصدر.

قوله تعالى (كأن لم يلبثوا) الكلام كله في موضع الحال، والعامل فيه يحشرهم وكأن هاهنا مخففة من الثقيلة، واسمها محذوف: أى كأنهم، و (ساعة) ظرف ليلبثوا، و (من النهار) نعت لساعة، وقيل كأن لم صفة اليوم، والعائد محذوف أى لم يلبثوا قبله، وقيل هو نعت لمصدر محذوف: أى حشرا كأن لم يلبثوا قبله، والعامل في يوم اذكر (يتعارفون) حال أخرى، والعامل فيها يحشرهم، وهى حال مقدرة. لان التعارف لايكون حال (قد خسر) يجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون التقدير: يقولون قد خسر، والمحذوف حال من الضمير في يتعارفون.

قوله تعالى (ثم الله شهيد) ثم هاهنا غير مقتضية ترتيبا في المعنى، وإنما رتبت الاخبار بعضها على بعض كقولك: زيد عالم ثم هو كريم.

قوله تعالى (ماذا يستعجل) قد ذكرنا في ماذا في البقرة عند قوله تعالى " ماذا ينفقون " قولين، وهما مقولان هاهنا، وقيل فيها قول ثالث وهو أن تكون " ماذا " اسما واحدا مبتدأ، ويستعجل منه الخبر، وقد ضعف ذلك من حيث إن الخبر هاهنا جملة من فعل وفاعل، ولاضمير فيه يعود على المبتدأ، ورد هذا للقول بأن العائد الهاء في منه فهو كقولك: زيد أخذت منه درهما.

٣٠

قوله تعالى (آلآن) فيها كلام قد ذكر مثله في البقرة، والناصب لها محذوف تقديره: آمنتم الآن.

قوله تعالى (أحق هو) مبتدأ وهو مرفوع به، ويجوز أن يكون هو مبتدأ، وأحق الخبر، وموضع الجملة نصب بيستنبئونك، و (إى) بمعنى نعم.

قوله تعالى (وأسروا الندامة) مستأنف، وهو حكاية مايكون في الآخرة. وقيل هو بمعنى المستقبل. وقيل قد كان ذلك في الدنيا.

قوله تعالى (وشفاء) هو مصدر في معنى الفاعل: أى وشاف، وقيل هو في معنى المفعول: أى المشفى به.

قوله تعالى (فبذلك) الفاء الاولى مرتبطة بما قبلها، والثانية بفعل محذوف تقديره: فليعجبوا بذلك فليفرحوا، كقولهم: زيدا فاضربه: أى تعمد زيدا فاضربه، وقيل الفاء الاولى زائدة، والجمهور على الياء وهو أمر للغائب، وهو رجوع من الخطاب إلى الغيبة، ويقرأ بالتاء على الخطاب كالذى قبله.

قوله تعالى (أرأيتم) قد ذكر في الانعام (آلله) مثل آلذكرين، وقد ذكر في الانعام.

قوله تعالى (في شأن) خبر كان (وما تتلوا) ما نافية، و (منه) أى من الشأن، أى من أجله، و (من قرآن) مفعول تتلو، ومن زائدة (إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون) ظرف لشهودا (من مثقال) في موضع رفع بيعزب، ويعزب بضم الزاى وكسرها لغتان وقد قرئ بهما (ولاأصغر. ولاأكبر) بفتح الراء في موضع جر صفة لذرة أو لمثقال على اللفظ، ويقرآن بالرفع حملا على موضع من مثقال، والذى في سبأ يذكر في موضعه إن شاء الله تعالى (إلا في كتاب) أى إلا هو في كتاب، والاستثناء منقطع.

قوله تعالى (الذين آمنوا) يجوز أن يكون مبتدأ، وخبره (لهم البشرى) ويجوز أن يكون خبرا ثانيا، لان أو خبر ابتداء محذوف: أى هم الذين، ويجوز أن يكون منصوبا بإضمار أعنى، أو صفة لاولياء بعد الخبر، وقيل يجوز أن يكون في موضع جر بدلا من الهاء والميم في عليهم.

قوله تعالى (في الحياء الدنيا) يجوز أن تتعلق في بالبشرى، وأن يكون حالا منها، والعامل الاستقرار، و (لاتبديل) مستأنف.

قوله تعالى (إن العزة) هو مستأنف، والوقف على ماقبله.

٣١

قوله تعالى (وما يتبع) فيه وجهان: أحدهما هى نافية، ومفعول يتبع محذوف دل عليه قوله " إن يتبعون إلا الظن" و (شركاء) مفعول يدعون، ولايجوز أن يكون مفعول يتبعون، لان المعنى يصير إلى أنهم لم يتبعوا شركاء وليس كذلك. والوجه الثانى أن تكون " ما " استفهاما في موضع نصب بيتبع.

قوله تعالى (إن عندكم من سلطان) إن هاهنا بمعنى " ما " لا غير، (بهذا) يتعلق بسلطان أو نعت له.

قوله تعالى (متاع في الدنيا) خبر مبتدأ محذوف تقديره افتراؤهم أو حياتهم أو تقلبهم ونحو ذلك.

قوله تعالى (إذ قال لقومه) " إذ " ظرف، والعامل فيه نبأ، ويجوز أن يكون حالا (فعلى الله) الفاء جواب الشرط، والفاء في (فاجمعوا) عاطفة على الجواب، وأجمعوا بقطع الهمزة من قولك أجمعت على الامر إذا عزمت عليه، إلا أنه حذف حرف الجر فوصل الفعل بنفسه، وقيل هو متعد بنفسه في الاصل، ومنه قول الحرث: أجمعوا أمرهم بليل فلما * أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء وأما (شركاء‌كم) فالجمهور على النصب، وفيه أوجه: أحدها هو معطوف على أمركم تقديره: وأمر شركائكم، فأقام المضاف إليه مقام المضاف.

والثانى هو مفعول معه تقديره: مع شركائكم.

والثالث هو منصوب بفعل محذوف: أى وأجمعوا شركاء‌كم، وقيل التقدير: وادعوا شركاء‌كم، ويقرأ بالرفع وهو معطوف على الضمير في أجمعوا، ويقرأ فاجمعوا بوصل الهمزة وفتح الميم، والتقدير ذوى أمركم، لانك تقول جمعت القوم وأجمعت الامر، ولاتقول جمعت الامر على هذا المعنى وقيل لاحذف فيه لان المراد بالجمع هنا ضم بعض أمورهم إلى بعض (ثم اقضوا إلى) يقرأ بالقاف والضاد من قضيت الامر، والمعنى: أقضوا ماعزمتم عليه من الايقاع بى، ويقرأ بفتح الهمزة والفاء والضاد، والمصدر منه الافضاء، والمعنى: صلوا إلى ولام الكلمة واو، يقال فضا المكان يفضوا إذا اتسع.

قوله تعالى (من بعده) الهاء تعود على نوح عليه السلام (فما كانوا) الواو ضمير القوم، والضمير في (كذبوا) يعود على قوم نوح، والهاء في (به) لنوح، والمعنى: فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بالذى كذب به قوم نوح: أى بمثله، ويجوز أن تكون الهاء

٣٢

لنوح، ولايكون فيه حذف، والمعنى: فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بنوحعليه‌السلام .

قوله تعالى (أتقولون للحق لما جاء‌كم) المحكى بيقول محذوف: أى أتقولون له هو سحر ! ثم استأنف فقال (أسحر هذا) وسحر خبر مقدم، وهذا مبتدأ.

قوله تعالى (الكبرياء في الارض) هو اسم كان، ولكم خبرها، وفى الارض ظرف للكبرياء منصوب بها، أو بكان، أو بالاستقرار في لكم، ويجوز أن يكون حالا من الكبرياء، أو من الضمير في لكم.

قوله تعالى (ماجئتم به السحر) يقرأ بالاستفهام فعلى هذا تكون " ما " استفهاما، وفى موضعها وجهان: أحدهما نصب بفعل محذوف موضعه بعد ماتقديره: أى شئ أتيتم به وجئتم به يفسر المحذوف، فعلى هذا في قوله السحر وجهان، أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف: أى هو السحر. والثانى أن يكون الخبر محذوفا: أى السحر هو، والثانى موضعها رفع بالابتداء وجئتم به الخبر، والسحر فيه وجهان: أحدهما ماتقدم من الوجهين.

والثانى هو بدل من موضع " ما " كما تقول ماعندك أدينار أم درهم؟ ويقرأ على لفظ الخبر وفيه وجهان: أحدهما استفهام أيضا في المعنى، وحذفت الهمزة للعلم بها. والثانى هو خبر في المعنى، فعلى هذا تكون " ما " بمعنى الذى. وجئتم به صلتها، والسحر خبرها، ويجوز أن تكون " ما " استفهاما، والسحر خبر مبتدأ محذوف.

قوله تعالى (وملئهم) فيما يعود الهاء والميم إليه أوجه: أحدها هو عائد على الذرية، ولم تؤنث لان الذرية قوم فهو مذكر في المعنى. والثانى هو عائد على القوم والثالث يعود على فرعون، وإنما جمع لوجهين: أحدهما أن فرعون لما كان عظيما عندهم عاد الضمير إليه بلفظ الجمع، كما يقول العظيم نحن نأمر.

والثانى أن فرعون صار اسما لاتباعه، كما أن ثمود اسم للقبيلة كلها، وقيل الضمير يعود على محذوف تقديره من آل فرعون وملائهم: أى ملا الآل، وهذا عندنا غلط لان المحذوف لايعود إليه ضمير، إذ لو جاز ذلك لجاز أن تقول زيد قاموا، وأنت تريد غلمان زيد قاموا (أن يفتنهم) هو في موضع جر بدلا من فرعون تقديره: على خوف فتنة من فرعون، ويجوز أن يكون في موضع نصب بخوف: أى على خوف فتنة فرعون.

قوله تعالى (أن تبوآ) يجوز أن تكون أن المفسرة ولايكون لها موضع من الاعراب، وأن

٣٣

تكون مصدرية فتكون في موضع نصب بأوحينا، والجمهور على تحقيق الهمزة، ومنهم من جعلها ياء وهى مبدلة من الهمزة تخفيفا (لقومكما) فيه وجهان: أحدهما اللام غير زائدة، والتقدير: أتخذ لقومكما بيوتا، فعلى هذا يجوز أن يكون لقومكما أحد مفعولى تبوآ، وأن يكون حالا من البيوت.

والثانى اللام زائدة، والتقدير: بوئا قومكما بيوتا: أى أنزلاهم، وتفعل وفعل بمعنى مثل علقها وتعلقها، فأما قوله بمصر يجوز أن يتعلق بتبوآ، وأن يكون حالا من البيوت،

وأن يكون حالا من قومكما، وأن يكون حالا من ضمير الفاعل في تبوآ وفيه ضعف (واجعلوا. وأقيموا) إنما جمع فيهما، لانه أراد موسى وهارون صلوات الله عليهما وقومهما، وأفرد في قوله (وبشر) لانه أراد موسى عليه السلام وحده، إذ كان هو الرسول وهارون وزيرا له، فموسى عليه السلام هو الاصل.

قوله تعالى (فلايؤمنوا) في موضعه وجهان: أحدهما النصب وفيه وجهان: أحدهما هو معطوف على ليضلوا، والثانى هو جواب الدعاء في قوله اطمس واشدد. والقول الثانى موضعه جزم، لان معناه الدعاء كما تقول لاتعذبنى.

قوله تعالى (ولاتتبعان) يقرأ بتشديد النون، والنون للتوكيد، والفعل مبنى معها، والنون التى تدخل للرفع لاوجه لها هاهنا لان الفعل هنا غير معرب، ويقرأ بتخفيف النون وكسرها.

وفيه وجهان: أحدهما أنه نهى أيضا، وحذف النون الاولى من الثقيلة تخفيفا، ولم تحذف الثانية لانه لو حذفها لحذف نونا محركة واحتاج إلى تحريك الساكنة، وحذف الساكنة أقل تغيرا. والوجه الثانى أن الفعل معرب مرفوع وفيه وجهان: أحدهما هو خبر في معنى النهى كما ذكرنا في قوله " لاتعبدون إلا الله " والثانى هو في موضع الحال، والتقدير: فاستقيما غير متبعين.

قوله تعالى (وجاوزنا ببنى إسرائيل) الباء للتعدية مثل الهمزة كقولك: أجزت الرجال البحر (بغيا وعدوا) مفعول من أجله، أو مصدر في موضع الحال.

قوله تعالى (آلآن) العامل فيه محذوف تقديره: أتؤمن الآن.

قوله تعالى (ببدنك) في موضع الحال: أى عاريا، وقيل بجسدك لاروح فيه، وقيل بدرعك.

٣٤

قوله تعالى (مبوأ صدق) يجوز أن يكون مصدرا، وأن يكون مكانا.

قوله تعالى (إلا قوم يونس) هو منصوب على الاستثناء المنقطع، لان المستثنى منه القرية وليست من جنس القوم، وقيل هو متصل لان التقدير: فلولا كان أهل قرية، ولو كان قد قرئ بالرفع لكانت إلا فيه بمنزلة غير فيكون صفة.

قوله تعالى (ماذا في السموات) هو استفهام في موضع رفع بالابتداء. والسموات الخبر وانظروا معلقة عن العمل، ويجوز أن تكون بمعنى الذى، وقد تقدم أصل ذلك (وماتغنى) يجوز أن تكون استفهاما في موضع نصب، وأن تكون نفيا.

قوله تعالى (كذلك حقا) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أن كذلك في موضع نصب صفة لمصدر محذوف: أى إنجاء كذلك وحقا بدل منه. والثانى أن يكونا منصوبين

بينجى التى بعدهما. والثالث أن يكون كذلك للاولى وحقا للثانية، ويجوز أن يكون، كذلك خبر المبتدأ: أى الامر كذلك، وحقا منصوب بما بعدها.

قوله تعالى (وأن أقم وجهك) قد ذكر في الانعام مثله.

سورة هودعليه‌السلام

بسم اللّه الرحمن الرحيم

إن جعلت هودا اسما للسورة لم تصرفه للتعريف والتأنيث، ويجوز صرفه لسكون أوسطه عند قوم، وعند آخرين لايجوز صرفه بحال لانه من تسمية المؤنث بالمذكر، وإن جعلته للنبى عليه السلام صرفته.

قوله تعالى (كتاب) أى هذا كتاب، ويجوز أن يكون خبر " الر " أى " الر " وأشباهها كتاب (ثم فصلت) الجمهور على الضم والتشديد، ويقرأ بالتخفيف وتسمية الفاعل، والمعنى: ثم فرقت كقوله " فلما فصل طالوت " أى فارق (من لدن) يجوز أن يكون صفة، أى كائن من لدن، ويجوز أن يكون مفعولا، والعامل فيه فصلت، وبنيت لدن وإن أضيفت، لان علة بنائها خروجها عن نظيرها، لان لدن بمعنى عند، ولكن هى مخصوصة بملاصقة الشئ وشدة مقاربته، وعند ليست كذلك بل هى للقريب ومابعد عنه وبمعنى الملك.

قوله تعالى (أن لاتعبدوا) في " أن " ثلاثة أوجه: أحدها هى مخففة من الثقيلة.

٣٥

والثانى أنها الناصبة للفعل، وعلى الوجهين موضعها رفع تقديره هى أن لاتعبدوا، ويجوز أن يكون التقدير: بأن لاتعبدوا، فيكون موضعها جرا أو نصبا على ماحكينا من الخلاف.

والوجه الثالث أن تكون " أن " بمعنى أى، فلا يكون لها موضع، ولاتعبدوا نهى، و (منه) أى من الله، والتقدير: نذير كائن منه، فلما قدمه صار حالا، ويجوز أن يتعلق بنذير، ويكون التقدير: إننى لكم نذير من أجل عذابه.

قوله تعالى (وأن استغفروا) " أن " معطوفة على " أن " الاولى، وهى مثلها مما؟؟ ذكر (وإن تولوا) أى يتولوا.

قوله تعالى (يثنون) الجمهور على فتح الياء وضم النون، وماضيه ثنى، ويقرأ كذلك إلا أنه بضم الياء وماضيه أثنى، ولا يعرف في اللغة إلا أن يقال معناه عرضوها للاثناء، كما تقول أبعت الفرس إذا عرضته للبيع.

ويقرأ بالياء مفتوحة وسكون الثاء ونون مفتوحة وبعدها همزة مضمومة بعدها نون مفتوحة مشددة مثل يقرء‌ون، وهو من ثنيت، إلا أنه قلب الياء واوا لانضمامها ثم همزها لانضمامها، ويقرأ يثنونى مثل يعشوشب وهو يفعوعل من ثنيت، والصدور فاعل.

ويقرأ كذلك إلا أنه بحذف الياء الاخيرة تخفيفا لطول الكلمة.

ويقرأ بفتح الياء والنون وهمزة مكسورة بعدها نون مرفوعة مشددة، وأصل الكلمة يفعوعل من الثنى، إلا أنه أبدل الواو المكسورة همزة، كما أبدلت في وسادة فقالوا إسادة، وقيل أصلها يفعال مثل يحمار، فأبدلت الالف همزة كما قالوا ابياض (ألا حين) العامل في الظرف محذوف: أى ألا حين يستغشون ثيابهم يستخفون، ويجوز أن يكون ظرفا ليعلم.

قوله تعالى (مستقرها ومستودعها) مكانان، ويجوزأن يكونا مصدرين كما قال الشاعر * ألم تعلم مسرحى القوافى * أى تسرحى.

قوله تعالى (ولئن) اللام لتوطئة القسم، والقسم محذوف وجوابه (ليقولن) ومثله " ولئن أذقنا " وجواب القسم " إنه ليئوس " وسد القسم وجوابه مسد جواب الشرط.

قوله تعالى (ألا يوم يأتيهم) يوم ظرف ل‍ (مصروفا) أى لايصرف عنهم يوم يأتيهم، وهذا يدل على جواز تقديم خبر ليس عليها. وقال بعضهم: العامل فيه محذوف دل عليه الكلام: أى لايصرف عنهم العذاب يوم يأتيهم، واسم ليس مضمر فيها: أى ليس العذاب مصروفا.

٣٦

قوله تعالى (لفرح) يقرأ بكسر الراء وضمها وهما لغتان، مثل يقظ ويقظ وحذر وحذر.

قوله تعالى (إلا الذين صبروا) في موضع نصب وهو استثناء متصل، والمستثنى منه الانسان وقيل هو منفصل، وقيل هو في موضع رفع على الابتداء، و (أولئك لهم مغفرة) خبره.

قوله تعالى (وضائق به صدرك) صدرك مرفوع بضائق لانه معتمد على المبتدإ وقيل هو مبتدإ وضائق خبر مقدم، وجاء ضائق على فاعل من ضاق يضيق (أن يقولوا) أى مخافة أن يقولوا، وقيل لان يقولوا: أى لان قالوا فهو بمعنى الماضى.

قوله تعالى (وباطل) خبر مقدم، و (ماكانوا) المبتدإ والعائد محذوف: أى يعملونه، وقرئ باطلا بالنصب، والعامل فيه يعملون، ومازائدة.

قوله تعالى (أفمن كان) في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف تقديره: أفمن كان على هذه الاشياء كغيره (ويتلوه) في الهاء عدة أوجه: أحدها يرجع على " من " وهو النبى صلى الله عليه وسلم، والتقدير: ويتلو محمدا: أى صدق محمد (شاهد منه) أى لسانه، وقيل الشاهد جبريل عليه السلام، والهاء في منه لله، وفى (من قبله) للنبى، و (كتاب موسى) معطوف على الشاهد، وقيل الشاهد الانجيل، والمعنى أن التوراة والانجيل يتلوان محمدا صلى الله عليه وسلم في التصديق، وقد فصل بين حرف العطف والمعطوف بقوله " من قبله " أى وكتاب موسىعليه‌السلام من قبله.

والوجه الثانى أن الهاء للقرآن: أى ويتلو القرآن شاهد من محمد صلى الله عليه وسلم وهو لسانه، وقيل جبريلعليه‌السلام .

والثالث أنها تعود على البيان الذى دلت عليه البينة، وقيل تمام الكلام عند قوله منه ومن قبله كتاب موسىعليه‌السلام ابتداء وخبر، و (إماما ورحمة) حالان، وقرئ كتاب موسى بالنصب: أى ويتلو كتاب موسى (في مرية) يقرأ بالكسر والضم وهما لغتان.

قوله تعالى (يضاعف لهم) مستأنف (ماكانوا) في " ما " ثلاثة أوجه: أحدها هى بمعنى الذى، والمعنى: يضاعف لهم بما كانوا، فلما حذف الحرف نصب. والثانى هى مصدرية، والتقدير: مدة ماكانوا يستطيعون. والثالث هى نافية أى من شدة بغضهم له لم يستطيعوا الاصغاء إليه.

٣٧

قوله تعالى (لاجرم) فيه أربعة أقوال: أحدها أن " لا " رد لكلام ماض: أى ليس الامر كما زعموا، وجرم فعل وفاعله مضمر فيه، و (أنهم في الآخرة) في موضع نصب، والتقدير: كسبهم قولهم خسرانهم في الآخرة.

والقول الثانى أن لاجرم كلمتان ركبتا وصارتا بمعنى حقا، وأن في موضع رفع بأنه فاعل لحق: أى حق خسرانهم.

والثالث أن المعنى لامحالة خسرانهم، فيكون في موضع رفع أيضا، وقيل في موضع نصب أو جر إذ التقدير: لامحالة في خسرانهم.

والرابع أن المعنى لامنع من أنهم خسروا فهو في الاعراب كالذى قبله.

قوله تعالى (مثل الفريقين) مبتدأ، والخبر (كالاعمى) والتقدير: كمثل الاعمى، وأحد الفريقين الاعمى والاصم والآخر البصير والسميع (مثلا) تمييز.

قوله تعالى (إنى لكم) يقرأ بكسر الهمزة على تقدير: فقال إنى، وبفتحها على تقدير: بأنى، وهو في موضع نصب: أى أرسلناه بالانذار: أى منذرا.

قوله تعالى (أن لاتعبدوا) هو مثل الذى في أول السورة.

قوله تعالى (مانراك) يجوز أن يكون من رؤية العين، وتكون الجملة بعدها في موضع الحال، وقد معه مرادة، ويجوز أن يكون من رؤية القلب، فتكون الجملة في موضع المفعول الثانى.

والاراذل جمع أرذال، وأرذال جمع رذل، وقيل الواحد أرذل والجمع أراذل، وجمع على هذه الزنة وإن كان وصفا لانه غلب فصار كالاسماء ومعنى غلبته أنه لايكاد يذكر الموصوف معه، وهومثل الابطح والابرق (بادى الرأى) يقرأ بهمزة بعد الدال، وهو من بدأ يبدأ إذا فعل الشئ أولا، ويقرأ بياء مفتوحة.

وفيه وجهان: أحدهما أن الهمزة أبدلت ياء لانكسار ماقبلها. والثانى أنه من بدا يبدو إذا ظهر، وبادى هنا ظرف، وجاء على فاعل كما جاء على فعيل نحو قريب وبعيد، وهو مصدر مثل العافية والعاقبة، وفى العامل فيه أربعة أوجه: أحدها نراك أى فيما يظهر لنا من الرأى، أو في أول رأينا.

فإن قيل، ماقبل " إلا " إذا تم لايعمل فيما بعدها كقولك: ماأعطيت أحدا إلا زيدا دينارا، لان إلا تعدى الفعل ولاتعديه إلا إلى واحد كالواو في باب المفعول معه، قيل: جاز

٣٨

ذلك هنا لان بادى ظرف أو كالظرف، مثل جهد رأيى أنك ذاهب: أى في جهد رأيى، والظروف يتسع فيها.

والوجه الثانى أن العامل فيه اتبعك: أى اتبعوك في أول الرأى أو فيما ظهر منه من غير أن يبحثوا.

والوجه الثالث أنه من تمام أراذلنا: أى الاراذل في رأينا.

والرابع أن العامل فيه محذوف: أى يقول ذاك في بادى الرأى به، والرأى مهموز وغير مهموز.

قوله تعالى (رحمة من عنده) يجوز أن تكون من متعلقة بالفعل، وأن تكون من نعت الرحمة (فعميت) أى خفيت (عليكم) لانكم لم تنظروا فيها حق النظر وقيل المعنى عميتم عنها كقولهم: أدخلت الخاتم في أصبعى، ويقرأ بالتشديد والضم: أى أبهمت عليكم عقوبة لكم، و (أنلزمكموها) الماضى منه ألزمت، وهو متعد إلى مفعولين، ودخلت الواو هنا تتمة للميم، وهو الاصل في ميم الجمع، وقرئ بإسكان الميم الاولى فرارا من توالى الحركات.

قوله تعالى (تزدرى) الدال بدل من التاء، وأصلها تزترى وهو يفتعل من زريت، وأبدلت دالا لتجانس الزاى في الجهر، والتاء مهموسة فلم تجتمع مع الزاى.

قوله تعالى (قد جادلتنا) الجمهور على إثبات الالف، وكذلك (جدالنا) وقرئ " جدلتنا " فأكثرت جدلنا بغير ألف فيهما، وهو بمعنى غلبتنا بالجدل.

قوله تعالى (إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله) حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثانى والجواب جوابا للشرط الاول كقولك إن أتيتنى إن كلمتنى أكرمتك، فقولك إن كلمتنى أكرمتك جواب إن أتيتنى، وإذا كان كذلك صار الشرط الاول في الذكر مؤخرا في المعنى حتى لو أتاه ثم كلمه لم يجب الاكراه، ولكن إن كلمه ثم أتاه وجب إكرامه، وعلة ذلك أن الجواب صار معوقا بالشرط الثانى، وقد جاء في القرآن منه.

قوله تعالى " إن وهبت نفسها للنبى إن أراد النبى ".

قوله تعالى (فعلى إجرامى) يقرأ بكسر الهمزة وهو مصدر أجرم، وفيه لغة أخرى " جرم " ويفتح الهمزة وهو جمع جرم.

٣٩

قوله تعالى (إنه لن يؤمن) يقرأ بفتح الهمزة، وإنه في موضع رفع بأوحى ويقرأ بكسرها، والتقدير: قيل إنه، والمرفوع بأوحى.

قوله تعالى (إلى نوح إلا من قد آمن) استثناء من غير الجنس في المعنى، وهو فاعل لن يؤمن.

قوله تعالى (بأعيننا) في موضع الحال من ضمير الفاعل في اصنع: أى محفوظا.

قوله تعالى (من كل زوجين اثنين) يقرأ كل بالاضافة، وفيه وجهان: أحدهما أن مفعول احمل اثنين تقديره: احمل فيها اثنين من كل زوج، فمن على هذا حال لانها صفة للنكرة قدمت عليها. والثانى أن " من " زائدة والمفعول " كل " واثنين توكيد، وهذا على قول الاخفش، ويقرأ " من كل " بالتنوين، فعلى هذا مفعول احمل زوجين، واثنين توكيد له، ومن على هذا يجوز أن تتعلق باحمل، وأن تكون حالا.

والتقدير: من كل شئ أو صنف (وأهلك) معطوف على المفعول، و (إلا من سبق) استثناء متصل (ومن آمن) مفعول احمل أيضا.

قوله تعالى (بسم الله مجراها) مجراها مبتدأ، وبسم الله خبره، والجملة حال مقدرة، وصاحبها الواو في اركبوا، ويجوز أن ترفع مجراها بسم الله على أن تكون بسم الله حالا من الواو في اركبوا، ويجوز أن تكون الجملة حالا من الهاء تقديره: اركبوا فيها وجريانها بسم الله: وهى مقدرة أيضا، قيل مجراها ومرساها ظرفا مكان

وبسم الله حال من الواو: أى مسمين موضع جريانها، ويجوز أن يكون زمانا: أى وقت جريانها، ويقرأ بضم الميم فيهما، وهو مصدر أجريت مجرى، وبفتحهما، وهو مصدر جريت ورسيت، ويقرأ بضم الميم وكسر الراء والسين وياء بعدهما، وهو صفة لاسم الله عزوجل.

قوله تعالى (وهى تجرى بهم) يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير في بسم الله، أى جريانها بسم الله، وهى تجرى بهم، ويجوز أن تكون مستأنفة، وبهم حال من الضمير في تجرى: أى وهم فيها (نوح ابنه) الجمهور على ضم الهاء، وهو الاصل، وقرئ بإسكانها على إجراء الوصل مجرى الوقف، ويقرأ ابنها يعنى ابن امرأته، كأنه توهم إضافته إليها دونه لقوله " إنه ليس من أهلك " ويقرأ بفتح الهاء من غير ألف وحذف الالف تخفيفا، والفتحة تدل عليها، ومثله " ياأبت " فيمن فتح، ويقرأ " ابناه " على الترئى ليس بندبة، ولان

٤٠