المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي

المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي0%

المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 182

المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي

مؤلف: السيد ثامر هاشم العميدي
تصنيف:

الصفحات: 182
المشاهدات: 61471
تحميل: 4845

توضيحات:

المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 182 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 61471 / تحميل: 4845
الحجم الحجم الحجم
المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي

المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي

مؤلف:
العربية

درج في حياة أبيه. وأما البنتان: ففاطمة درجت في حياة أبيها، وأم موسى درجت أيضاً»(1) .

4 - المروزي الازورقاني (ت/بعد سنة 614 هـ) فقد وصف في كتاب الفخري جعفر ابن الاِمام الهادي في محاولته انكار ولد أخيه بالكذاب(2) ، وفيه أعظم دليل على اعتقاده بولادة الاِمام المهدي.

5 - السيد النسابة جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عِنَبَه (ت/ 828 هـ) قال في عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: «أما علي الهادي فيلقب العسكري لمقامه بسُرَّ من رأى، وكانت تسمى العسكر، وأُمّه أُم ولد، وكان في غاية الفضل ونهاية النبل، أشخصه المتوكل إلى سُرَّ من رأى فأقام بها إلى أن تُوفي، وأعقب من رجلين هما:

الاِمام أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام، وكان من الزهد والعلم على أمر عظيم، وهو والد الاِمام محمد المهدي صلوات الله عليه ثاني عشر الاَئمة عند الاِمامية وهو القائم المنتظر عندهم من أُم ولد اسمها نرجس.

واسم أخيه أبو عبدالله جعفر الملقب بالكذّاب؛ لادعائه الاِمامة بعد أخيه الحسن»(3) .

وقال في الفصول الفخرية (مطبوع باللغة الفارسية) ما ترجمته: «أبو محمد الحسن الذي يقال له العسكري، والعسكر هو سامراء، جلبه المتوكل وأباه إلى سامراء من المدينة، واعتقلهما. وهو الحادي عشر من الاَئمة الاثني عشر، وهو والد محمد المهدي عليه السلام، ثاني عشرهم»(4) .

6 - النسابة الزيدي السيد أبو الحسن محمد الحسيني اليماني

____________

(1) الشجرة المباركة في أنساب الطالبية/للفخر الرازي: 78 - 79.

(2) الفخري في انساب الطالبيين: 7.

(3) عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب: 199.

(4) الفصول الفخرية (في الانساب)/للنسابة جمال الدين أحمد بن عِنَبَه: 134 - 135.

١٢١

الصنعاني من أعيان القرن الحادي عشر.

ذكر في المشجرة التي رسمها لبيان نسب أولاد أبي جعفر محمد بن علي الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وتحت اسم الاِمام علي التقي المعروف بالهادي عليه السلام خمسة من البنين وهم: الاِمام العسكري، الحسين، موسى، محمد، علي. وتحت اسم الاِمام العسكري عليه السلام مباشرة كتب: (محمد بن) وبازائه: (منتظر الاِمامية)(1) .

7 - محمد أمين السويدي (ت/1246 هـ) قال في سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب: «محمد المهدي: وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، وكان مربوع القامة، حسن الوجه والشَّعر، أقنى الانف، صبيح الجبهة»(2) .

8 - النسابة المعاصر محمد ويس الحيدري السوري قال في الدرر البهية في الانساب الحيدريّة والاَوَيسيّة في بيان أولاد الاِمام الهادي عليه السلام: «أعقب خمسة أولاد: محمد وجعفر والحسين والاِمام الحسن العسكري وعائشة.

فالحسن العسكري أعقب محمد المهدي صاحب السرداب». ثم قال بعد ذلك مباشرة وتحت عنوان: (الامامان محمد المهدي والحسن العسكري):

«الاِمام الحسن العسكري: ولد بالمدينة سنة 231 هـ وتوفي بسامراء سنة 260 هـ.

الاِمام محمد المهدي: لم يذكر له ذرية ولا أولاد له أبداً»(3) .

____________

(1) روضة الاَلباب لمعرفة الاَنساب/للنسابة الزيدي السيد أبي الحسن محمد الحسيني اليماني الصنعاني: 105.

(2) سبائك الذهب/السويدي: 346.

(3) الدرر البهية في الاَنساب الحيدريّة والاوَيسيّة 1405 هـ: 73 طبع حلب سوريا.

١٢٢

ثم علق في هامش العبارة الاخيرة بما هذا نصه: «ولد في النصف من شعبان سنة 255 هـ، وأُمّه نرجس، وُصِفَ فقالوا عنه: ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخد، أقنى الاَنف، أشم، أروع، كأنّه غصن بان، وكأنَّ غرّته كوكب دريّ، في خده الاَيمن خال كأنه فتات مسك على بياض الفضّة، وله وفرة سمحاء تطالع شحمة أذنه، ما رأت العيون أقصد منه ولا أكثر حسناً وسكينةً وحياءً»(1) .

وبعد، فهذه هي أقوال علماء الانساب في ولادة الاِمام المهدي عليه السلام وفيهم السني والزيدي الى جانب الشيعي، وفي المثل: أهل مكة أعرف بشعابها.

اعتراف علماء أهل السنّة بولادة الاِمام المهدي عليه السلام:

هناك اعترافات ضافية سجلها الكثير من أهل السنة باقلامهم بولادة الاِمام المهدي عليه السلام، وقد قام البعض باستقراء هذه الاعترافات في بحوث خاصة، فكانت متصلة الازمان، بحيث لاتتعذر معاصرة صاحب الاعتراف اللاحق لصاحب الاعتراف السابق بولادة المهدي عليه السلام، وذلك ابتداءً من عصر الغيبة الصغرى للامام المهدي عليه السلام (260 هـ - 329 هـ) والى الوقت الحاضر.

وسوف نقتصر على ذكر بعضهم - ومن أراد التوسُّع في ذلك فعليه مراجعة الاستقراءات السابقة لتلك الاعترافات(2) - وهم:

____________

(1) هامش الدرر البهية: 73 - 74.

(2) راجع كتاب الايمان الصحيح للسيد القزويني، وكتاب الاِمام المهدي في نهج البلاغة للشيخ مهدي فقيه ايماني، وكتاب من هو الاِمام المهدي للتبريزي، وكتاب الزام الناصب للشيخ علي اليزدي الحائري، وكتاب الاِمام المهدي للاستاذ علي محمد دخيل، وكتاب دفاع عن الكافي للسيد ثامر العميدي. وقد ذكر الكتاب الاَخير مئة وثمانية وعشرين شخصاً من أهل السنة من الذين اعترفوا بولادة الاِمام المهدي عليه السلام مع ترتيبهم بحسب القرون، فكان أولهم (أبو بكر محمد بن هارون الروياني (ت/307 هـ) في كتابه المسند (مخطوط) وآخرهم الاستاذ المعاصر يونس أحمد السامرائي في كتابه: سامراء في أدب القرن الثالث الهجري، ساعدت جامعة بغداد على طبعه سنة 1968 م. انظر دفاع عن الكافي 1: 568 - 592 تحت عنوان: الدليل السادس: اعترافات أهل السنة.

١٢٣

1 - ابن الاَثير الجزري عز الدين (ت/630 هـ) قال في كتابة الكامل في التأريخ في حوادث سنة (260 هـ): «وفيها توفي أبو محمد العلوي العسكري، وهو أحد الاَئمة الاثني عشر على مذهب الاِمامية، وهو والد محمد الذي يعتقدونه المنتظر»(1) .

2 - ابن خلكان (ت/681 هـ) قال في وفيات الاَعيان: «أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور قبله، ثاني عشر الاَئمة الاثني عشر على اعتقاد الاِمامية المعروف بالحجة... كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين» ثم نقل عن المؤرخ الرحّالة ابن الاَزرق الفارقي (ت/577 هـ) انه قال في تاريخ مَيَّافارقين: «إنَّ الحجة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الاَوّل سنة ثمان وخمسين ومائتين، وقيل في ثامن شعبان سنة ست وخمسين، وهو الاَصح»(2) …؟.

أقول: الصحيح في ولادته عليه السلام هو ما ذكره ابن خلكان أولاً، وهو يوم الجمعة منتصف شهر شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين، وعلى ذلك اتفق جمهور الشيعة وقد أخرجوا في ذلك روايات صحيحة في ذلك مع شهادة أعلامهم المتقدمين، وقد اطلق هذا التاريخ الشيخ الكليني المعاصر للغيبة الصغرى بكاملها تقريباً اطلاق المسلمات وقدمه على

____________

(1) الكامل في التأريخ 7: 274 في آخر حوادث سنة/260 هـ.

(2) وفيات الاعيان 4: 176/562.

١٢٤

الروايات الواردة بخلافه، فقال في باب مولد الصاحب عليه السلام: «ولد عليه السلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين»(1) .

وقد روى الصدوق (ت/381 هـ) عن شيخه محمد بن محمد بن عصام الكليني، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن محمد بن بندار قال: «ولد الصاحب عليه السلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين».(2)

والكليني لم ينسب قوله الى علي بن محمد لشهرته وحصول الاتفاق عليه.

3 - الذهبي (ت/748 هـ) اعترف بولادة المهدي عليه السلام في ثلاثة من كتبه، ولم نتتبع كتبه الاُخرى.

قال في كتابه العبر: «وفيها [ أي: في سنة 256 هـ ] ولد محمد بن الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحُسَيْني، أبو القاسم الذي تلقّبه الرافضة الخلف الحجة، وتلقّبه بالمهدي، والمنتظر، وتلقبه بصاحب الزمان، وهو خاتمة الاثني عشر»(3) .

وقال في تاريخ دول الاِسلام في ترجمة الاِمام الحسن العسكري: «الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق، أبو محمد الهاشمي الحُسَيْني، أحد أئمة الشيعة الذي تدعي الشيعة عصمتهم، ويقال له: الحسن العسكري، لكونه سكن سامراء، فإنها يقال لها العسكر. وهو والد منتظر الرافضة، توفي إلى رضوان الله بسامراء في

____________

(1) أُصول الكافي 1: 514 باب 125.

(2) كمال الدين 2: 430/4 باب 42.

(3) العبر في خبر من غبر 3: 31.

١٢٥

ثامن ربيع الاَوّل سنة ستين ومائتين وله تسع وعشرون سنة، ودفن إلى جانب والده.

وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة ست وخمسين»(1) .

وقال في سير أعلام النبلاء: «المنتظر الشريف أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن علي ابن الحسين الشهيد ابن الاِمام علي بن أبي طالب، العلوي، الحُسَيْني خاتمة الاثني عشر سيداً»(2) .

أقول: ما يعنينا من رأي الذهبي في ولادة الاِمام المهدي فقد بيّناه، وأما عن اعتقاده بالمهدي فهو كما في جميع أقواله الاُخرى كان ينتظر - كغيره - سرابا كما أوضحناه في من يعتقد بكون المهدي (محمد بن عبدالله).

4 - ابن الوردي (ت/749 هـ) قال في ذيل تتمة المختصر المعروف بتاريخ ابن الوردي: «ولد محمد بن الحسن الخالص سنة خمس وخمسين ومائتين»(3) .

5 - أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي (ت/974 هـ) قال في كتابه (الصواعق المحرقة) في آخر الفصل الثالث من الباب الحادي عشر ما هذا نصه: «أبو محمد الحسن الخالص، وجعل ابن خلكان هذا هو العسكري، ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين... مات بسُرَّ من رأى، ودفن عند أبيه

____________

(1) تاريخ دول الاِسلام/الجزء الخاص في حوادث ووفيات (251 - 260 هـ): 113/159.

(2) سير أعلام النبلاء 13: 119/الترجمة رقم (60).

(3) نقله عنه مؤمن بن حسن الشبلنجي الشافعي في نور الابصار: 186.

١٢٦

وعمه، وعمره ثمانية وعشرون سنة، ويقال: إنّه سُمَّ أيضاً، ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن أتاه الله فيها الحكمة، ويسمى القائم المنتظر، قيل: لاَنّه سُتِرَ بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب»(1) انتهى.

6 - الشبراوي الشافعي (ت/1171 هـ) صرح في كتابه (الاتحاف) بولادة الاِمام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين من الهجرة(2) .

7 - مؤمن بن حسن الشبلنجي (ت/1308 هـ) اعترف في كتابه (نور الابصار) باسم الاِمام المهدي، ونسبه الشريف الطاهر، وكنيته، والقابه في كلام طويل الى أن قال: «وهو آخر الاَئمة الاثني عشر على ما ذهب إليه الاِمامية» ثم نقل عن تاريخ ابن الوردي ما تقدم برقم/4(3) .

8 - خير الدين الزركلي (ت/1396 هـ) قال في كتابه (الاعلام) في ترجمة الاِمام المهدي المنتظر: «محمد بن الحسن العسكري الخالص بن علي الهادي أبو القاسم، آخر الاَئمة الاثني عشر عند الاِمامية.. ولد في سامراء ومات أبوه وله من العمر خمس سنين.. وقيل في تاريخ مولده: ليلة نصف شعبان سنة 552، وفي تاريخ غيبته، سنة 265 هـ»(4)

أقول: ابتداء تاريخ الغيبة الصغرى هو (260 هـ ) باتفاق الشيعة أجمع وسائر من أرخ لتاريخ الغيبة في ما اطلعنا عليه. ولعل ما ورد في الاَعلام من غلط المطبعة؛ لاَن الزركلي لم يكتب سنة الغيبة كتابة بل رقماً،

____________

(1) الصواعق المحرقة/ابن حجر الهيتمي الطبعة الاُولى ص 207، والطبعة الثانية ص 124، والطبعة الثالثة ص 313 - 314.

(2) الاتحاف بحب الاشراف: 68.

(3) نور الابصار: 186.

(4) الاعلام 6: 80.

١٢٧

واحتمال الغلط في طباعة الارقام ممكن جداً.

إلى غير هذا من الاِعترافات الكثيرة الاُخرى التي لايسعها البحث.

اعتراف أهل السُنّة بان المهدي هو ابن العسكري عليهما السلام:

هناك اعترافات اُخرى من علماء أهل السنة بخصوص كون المهدي الموعود بظهوره في آخر الزمان انما هو محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام الاِمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين هم أئمة للمسلمين جميعاً لا للرافضة وحدهم كما يدعيه البعض مع الاسف الشديد، وكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى (الرافضة) وحدهم بالتمسك بالثقلين كتاب الله وعترته أهل بيته عليهم السلام!

وعلى أية حال فاننا سوف نذكر بعض من أنصف وصرح بالحقيقة وهم:

1 - محيي الدين بن العربي (ت/638 هـ): صرح بهذه الحقيقة في كتابه (الفتوحات المكيّة) في الباب السادس والستين وثلاثمائة في المبحث الخامس على ما نقله عنه عبد الوهاب بن أحمد الشعراني الشافعي(ت/973هـ) في كتابه (اليواقيت والجواهر)، كما نقل قوله الحمزاوي في (مشارق الانوار)، والصبان في (اسعاف الراغبين)، ولكن من يدّعي الحفاظ على التراث سوّلت له نفسه حذف هذا الاعتراف من طبعات الكتاب اذ لايوجد في الباب المذكور - كما تتبعته بنفسي - ما نقله الشعراني عنه، فقال: «وعبارة الشيخ محيي الدين في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات: واعلموا أنّه لابدّ من خروج المهدي عليه السلام، ولكن لايخرج حتى تمتلئ الاَرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً، ولو لم يكن من الدنيا إلاّ يوم واحد طوّل الله تعالى ذلك

١٢٨

اليوم حتى يلي ذلك الخليفة، وهو من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من ولد فاطمة عليها السلام، وجدّه الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده حسن العسكري ابن الاِمام علي النقي...»(1) .

2 - كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي (ت/652 هـ) قال في كتابه (مطالب السؤول): «أبي القاسم محمد بن الحسن الخالص بن عليّ المتوكل بن القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين بن أبي طالب، المهدي، الحجة، الخلف الصالح، المنتظر عليهم السلام. ورحمة الله وبركاته».

ثم أنشد أبياتاً، مطلعها:

فهذا الخلفُ الحجّةُ قد أيَّدَه اللهُ * هذا منهج الحقِّ وآتاهُ سجاياهُ(2)

3 - سبط ابن الجوزي الحنبلي (ت/654 هـ) قال في (تذكرة الخواص) عن الاِمام المهدي: «هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وكنيته أبو عبدالله، وأبو القاسم، وهو الخلف الحجة، صاحب الزمان، القائم، والمنتظر، والتالي، وهو آخر الاَئمة»(3) .

4 - محمد بن يوسف أبو عبدالله الكنجي الشافعي (المقتول سنة 865 هـ)، قال في آخر صحيفة من كتابه (كفاية الطالب) عن الاِمام الحسن العسكري عليه السلام ما نصه: «مولده بالمدينة في شهر ربيع الآخر، من سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وقبض يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع

____________

(1) اليواقيت والجواهر/الشعراني 2: 143 مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر لسنة 1378 هـ - 1959 م.

(2) مطالب السؤول 2: 79 باب 12.

(3) تذكرة الخواص: 363.

١٢٩

الاَول سنة ستين ومائتين، وله يومئذٍ ثمان وعشرون سنة، ودفن في داره بسُرَّ من رأى في البيت الذي دُفن فيه أبوه، وخلف ابنه وهو الاِمام المنتظر صلوات الله عليه. ونختم الكتاب ونذكره مفرداً».

ثم أفرد لذكر الاِمام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليه السلام كتاباً أطلق عليه اسم: ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) وهو مطبوع في نهاية كتابه الاَول (كفاية الطالب) وكلاهما بغلاف واحد، وقد تناول في البيان أُموراً كثيرة كان آخرها إثبات كون المهدي عليه السلام حيّاً باقياً منذ غيبته إلى أن يملاَ الدنيا بظهوره في آخر الزمان قسطاً وعدلاًكما ملئت ظلماً وجوراً(1) .

5 - نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي (ت/855 هـ) عنون الفصل الثاني عشر من كتابه: (الفصول المهمة) بعنوان: في ذكر أبي القاسم الحجة، الخلف الصالح، ابن أبي محمد الحسن الخالص، وهو الاِمام الثاني عشر.

وقد احتج بهذا الفصل بقول الكنجي الشافعي: «ومما يدلّ على كون المهدي حيّاً باقياً منذ غيبته إلى الآن، وإنّه لا امتناع في بقائه كبقاء عيسى بن مريم والخضر وإلياس من أولياء الله، وبقاء الاعور الدجال، وابليس اللعين من أعداء الله، هو الكتاب والسنة» ثم أورد أدلته على ذلك من الكتاب والسنة، مفصلاً تاريخ ولادة الاِمام المهدي عليه السلام، ودلائل إمامته، وطرفاً من أخباره، وغيبته، ومدة قيام دولته الكريمة، وذكر كنيته، ونسبه، وغير ذلك مما يتصل بالامام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام(2) .

6 - الفضل بن روزبهان (ت/ بعد 909 هـ). قال في كتابه: ( ابطال الباطل )

____________

(1) البيان في أخبار صاحب الزمان: 521 باب 25.

(2) الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 287 - 200.

١٣٠

كلاماً جليلاً بحق أهل البيت ثم قال: «ونعم ما قلت فيهم منظوماً:

سلام على المصطفى المجتبى

سلام على السيد المرتضى

سلام على ستنا فاطمة

من اختارها الله خير النسا

سلام من المسك انفاسه

على الحسن الاَلمعي الرضا

سلام على الاَورعي الحسين

شهيد يرى جسمه كربلا

سلام على سيد العابدين

علي بن الحسين المجتبى

سلام على الباقر المـُهتدى

سلام على الصادق المـُقتدى

سلام على الكاظم المـُمتحن

رضيّ السجايا إمام التُقى

سلام على الثامن المؤتمن

عليَّ الرضا سيد الاَصفيا

سلام على المتّقيّ التّقيّ

محمد الطيِّب المـُرتجى

سلام على الاَريحيّ النقي

عليّ الـمُكرّم هادي الورى

سلام على السيد العسكري

إمام يجّهزُ جيشَ الصفا

سلام على القائم المنتظر

أبي القاسم العرم نور الهدى

سيطلع كالشمس في غاسقٍ

ينجيه من سيفه الـمُنتقى

قويّ يملأ الاَرضَ من عدله

كما ملئت جور أهل الهوى

سلام عليه وآبائه

وأنصاره، ما تدوم السما»(1)

7 - شمس الدين محمد بن طولون الحنفي مؤرخ دمشق (ت/953 هـ) قال في كتابه (الاَئمة الاثنا عشر) عن الاِمام المهدي عليه السلام: «كانت ولادته رضي الله عنه يوم الجمعة، منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، ولما توفي أبوه المتقدم ذكره (رضي الله عنهما) كان عمره خمس

____________

(1) دلائل الصدق/المظفر 2: 574 - 575 من المبحث الخامس علماً بأن الشيخ محمد حسن المظفر نقل في كتابه (دلائل الصدق) كتاب (إبطال الباطل) بتمامه.

١٣١

سنين»(1) .

ثم ذكر الاَئمة الاثني عشر عليهم السلام وقال: «وقد نظمتهم على ذلك، فقلتُ:

عليك بالاَئمة الاثني عشرْ

من آل بيت المصطفى خير البشرْ

أبو تراب، حسنٌ، حسينُ

وبغض زين العابدينَ شينُ

محمد الباقرُ كم علمٍ درى؟

والصادق ادع جعفراً بين الورى

موسى هو الكاظم، وابنه عليُّ

لقّبه بالرضا وقدرُهُ عَلِيُّ

محمد التقيّ قلبه معمورُ

عليُّ النقيُّ دُرُّهُ منثورُ

عسكريُّ الحسنُ المطهَّرُ

محمد المهديُّ سوفَ يظهرُ»(2)

8 - أحمد بن يوسف أبو العباس القرماني الحنفي (ت/1019 هـ) قال في كتابه (أخبار الدول وآثار الاوَل) في الفصل الحادي عشر: في ذكر أبي القاسم محمد الحجة الخلف الصالح:

«وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، أتاه الله فيها الحكمة كما أوتيها يحيى عليه السلام صبياً. وكان مربوع القامة، حسن الوجه والشعر، أقنى الانف، أجلى الجبهة... واتفق العلماء(3) على أنّ المهدي هو القائم في آخر الوقت، وقد تعاضدت الاخبار على ظهوره، وتظاهرت الروايات على اشراق نوره، وستسفر ظلمة الاَيام والليالي بسفوره، وينجلي برؤيته الظلم انجلاء الصبح عن ديجوره، ويسير عدله في الآفاق فيكون أضوء من البدر المنير في مسيره»(4) .

9 - سليمان بن ابراهيم المعروف بالقندوزي الحنفي (ت/1270 هـ)

____________

(1) الاَئمة الاثنا عشر/ابن طولون الحنفي: 117.

(2) الاَئمة الاثنا عشر: 118.

(3) انظر الى قوله: (واتفق العلماء) وقارن بما يدعيه انصاف المتعلمين وبعض المغرر بهم من مزاعم باطلة تحت شعارات التصحيح.

(4) أخبار الدول وآثار الاُوَل/القرماني: 353 - 354 الفصل 11.

١٣٢

كان القندوزي رحمه الله من علماء الاحناف المصرحين بولادة الاِمام المهدي عليه السلام وأنّه هو القائم المنتظر، وقد مرت أقواله واحتجاجاته كثيراً في هذا البحث ولابأس بذكر قوله: «فالخبر المعلوم المحقق عند الثقات أن ولادة القائم عليه السلام كانت ليلة الخامس عشر من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين في بلدة سامراء»(1) .

ونكتفي بهذا القدر، على أن ما تركناه من اسماء العلماء الذين قالوا بولادة الاِمام المهدي، أو الذين صرحوا بكونه هو المهدي الموعود المنتظر في آخر الزمان هم اضعاف ماذكرناه، وقد أشرنا فيما تقدم الى الاستقراءات السابقة التي اعتنت باعترافاتهم وسجلت اقوالهم.

١٣٣

١٣٤

الفصل الثالث

شبهات حول المهدي

١٣٥

١٣٦

إذا كانت هناك ثمة أُمور لم تعالج في فصول البحث المتقدمة ولها اتصال مباشر بمسألة الاعتقاد بالامام المهدي عليه السلام، فانها لاتعدو محاولات التشكيك التي لازالت تتردد على لسان بعض المتطفلين على تراث الاِسلام الخالد، وقد تعجب لو قلت لك: انهم لايعرفون من علوم الحديث الشريف ومصطلحه شيئاً؛ ولهذا وقعوا في حبالة الشبهات وتذرعوا بحجج واهية هي أوهى من بيت العنكبوت، كما سيتضح ذلك من دراستها ومناقشتها في هذا الفصل وعلى النحو الآتي:

التذرع بخلو الصحيحين من أحاديث المهدي

ومن الذرائع الواهية التي تمسكوا بها في هذا المقام هو ان البخاري ومسلماً لم يرويا حديثاً في الاِمام المهدي عليه السلام(1) .

وقبل مناقشة حجتهم تلك نود التأكيد على أُمور.

الاَول: في الصحيح المنقول عن البخاري انه قال عن كتابه الصحيح: أخرجت هذا الكتاب عن مائة الف حديث صحيح - وفي لفظ آخر: عن مائتي ألف حديث صحيح - وما تركته من الصحيح أكثر، فالبخاري اذن لم يحكم بضعف كل حديث لم يروه، بل ما حكم عليه بالصحة يزيد على مجموع ما أخرجه عشرات المرات.

____________

(1) انظر: الاِمام الصادق/أبو زهرة: 238 - 239، المهدي والمهدوية/أحمد أمين: 41.

١٣٧

الثاني: انه لايعرف عن عالم من أهل السنة قط قد قال بضعف ما لم يروه الشيخان، بل سيرتهم تدل على العكس تماماً. فقد استدركوا على الصحيحين الكثير من الاحاديث الصحيحة ووضعوا لاَجل ذلك الكتب.

الثالث: من مراجعة تعريفهم للحديث الصحيح لاتجده مشروطاً بروايته في الصحيحين أو أحدهما، وكذلك الحال في تعريفهم للخبر المتواتر، ومن هنا يعلم انه ليس من شرط صحة الخبر أو تواتره ان يكون راويه البخاري أو مسلماً أو كلاهما، بل وحتى لو اتفق البخاري ومسلم على عدم رواية خبر متواتر، فلا يقدح ذلك الاتفاق بتواتره عند أهل السنة، وخير ما يمثل هذا هو حديث العشرة المبشرة بالجنة كما هو معلوم عند أهل السنة الذين ذهبوا إلى تواتره ولم يروه البخاري ولا مسلم قط.

الرابع: إن من تذرع في انكار ظهور الاِمام المهدي عليه السلام بخلو الصحيحين من الاَحاديث الواردة بهذا الشأن، لا علم له بواقع الصحيحين كما سنوضحه في جواب هذا الاحتجاج، فنقول:

لايخفى على أحد، ان الاحاديث الواردة في الاِمام المهدي قد تعرضت لبيان مختلف الاُمور كبيان اسمه الشريف، وبعض أوصافه، وعلامات ظهوره، وطريقة حكمه بين الرعية وغير ذلك من الاُمور الكثيرة الاُخرى، ولاشك أنه ليس من الواجب التنصيص على لفظ (المهدي) في كل حديث من هذه الاحاديث، لبداهة معرفة المراد من دون حاجة إلى التشخيص. فمثلاً لو ورد حديث يبين صفة من صفات المهدي الموعود به في آخر الزمان عليه السلام مع التصريح بلفظ (المهدي)، ثم ذكر الموصوف بهذه الصفة في البخاري مثلاً لا بعنوان المهدي وانما بعنوان (رجل) مثلاً فهل يشك عاقل في أن الرجل المقصود هو

١٣٨

المهدي؟ وإلاّ فكيف يعرف الاجمال في بعض الاَحاديث؟ وهل هناك طريقة عند علماء المسلمين شرقاً وغرباً غير رد المجمل إلى المفصل سواء كان المجمل والمفصل في كتاب واحد أو كان كل منهما في كتاب.

واذا ما عدنا إلى الصحيحين سنجد ان البخاري ومسلماً قد رويا عشرات الاحاديث المجملة في المهدي عليه السلام، وقد أرجع علماء أهل السنة تلك الاحاديث إلى الاِمام المهدي لوجود ما يرفع ذلك الاجمال في الاحاديث الصحيحة المخرجة في بقية كتب الصحاح أو المسانيد أو المستدركات.

بل ونجد أيضاً ما يكاد يكون صريحاً جداً بالامام المهدي في صحيحي البخاري ومسلم، وقبل ان نبين هذه الحقيقة نودُّ ان نقول بأنّ حديث: «المهدي حق، وهو من ولد فاطمة» قد أخرجه أربعة من علماء أهل السنة الموثوق بنقلهم عن صحيح مسلم صراحة، وعند الرجوع إلى طبعات صحيح مسلم المتيسرة لا تجد لهذا الحديث أثراً!!

أما من صرّح بوجود الحديث في صحيح مسلم وأخرجه عنه فهم:

1 - ابن حجر الهيتمي (ت/974 هـ) في الصواعق المحرقة، الباب الحادي عشر، الفصل الاَول: ص 163.

2 - المتقي الهندي الحنفي (ت/975 هـ) في كنز العمال: ج 14 ص264 حديث 38662.

3 - الشيخ محمد علي الصبان (ت/1206 هـ) في اسعاف الراغبين: ص145.

4 - الشيخ حسن العدوي الحمزاوي المالكي (ت/1303 هـ) في مشارق الانوار: ص112 وعلى أية حال فإنّ قسماً من أحاديث الصحيحين لا يمكن تفسيره إلاّ بالامام المهدي عليه السلام.

١٣٩

ولم يكن هذا اجتهاداً منّا في فهم أحاديث الصحيحين، وانما هو ما اتفق عليه خمسة من شارحي صحيح البخاري كما سنوضحه في محله.

أحاديث الصحيحين المفسرة في المهدي:

1 - أحاديث خروج الدجال في الصحيحين:

اقتصر البخاري في صحيحه على رواية خروج الدجال وفتنته(1) بينما وردت في صحيح مسلم عشرات الاحاديث في خروج الدجال، وسيرته، وأوصافه، وعبثه، وفساده، وجنده، ونهايته(2) .

وقد صرح النووي في شرح صحيح مسلم بأنّ هذه الاحاديث الواردة «في قصة الدجال، حجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده، وانه شخص بعينه ابتلى الله به عباده - إلى أن قال -: هذا مذهب أهل السنة، وجميع المحدثين، والفقهاء، والنُّظار»(3) .

أما علاقة هذه الاحاديث بظهور المهدي عليه السلام فتظهر من شهادة اعلام أهل السنة بتواتر أحاديث المهدي وظهوره في آخر الزمان وخروج عيسى عليه السلام معه فيساعده على قتل الدجال، وقد مرّت اقوالهم في اثبات تواتر تلك الاَحاديث.

2 - أحاديث نزول عيسى عليه السلام في الصحيحين:

أخرج البخاري ومسلم كلٌ بسنده عن أبي هريرة انه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف انتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم

____________

(1) صحيح البخاري 4: 205 كتاب الانبياء، باب ما ذكر عن بني اسرائيل و9: 75 كتاب الفتن باب ذكر الدجال.

(2) صحيح مسلم بشرح النووي 18: 23 و 58 - 78 كتاب الفتن واشراط الساعة.

(3) صحيح مسلم بشرح النووي 18: 58.

١٤٠