المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي

المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي0%

المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 182

المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي

مؤلف: السيد ثامر هاشم العميدي
تصنيف:

الصفحات: 182
المشاهدات: 61462
تحميل: 4844

توضيحات:

المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 182 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 61462 / تحميل: 4844
الحجم الحجم الحجم
المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي

المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي

مؤلف:
العربية

تفسيره: « واعلم أنّ ظهور الشيء على غيره قد يكون بالحجّة، وقد يكون بالكثرة والوفور، وقد يكون بالغلبة والاستيلاء. ومعلوم أنّه تعالى بشّر بذلك، ولايجوز أن يبشّر إلاّ بأمر مستقبل غير حاصل، وظهور هذا الدين بالحجة مقرر معلوم، فالواجب حمله على الظهور بالغلبة »(1) .

ولا يخفى أنّ تلك الغلبة على الاَديان الاُخرى قد تحققت في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخير دليل على ذلك أنّهم دفعوا الجزية للمسلمين عن يدٍ وهم صاغرون، ولا يخفى أيضاً أنّ تلك الغلبة والنصرة كانت بما يتناسب وصيرورة الاِسلام ديناً قوياً مهاب الجانب وذا شوكة.

ولكن واقعنا اليوم ليس كذلك، والذين دفعوا لنا الجزية بالاَمس قد سيطروا اليوم على مقدساتنا، والعدو أحاط بنا، وغُزِينا في عقر ديارنا، مع ما يلاحظ من نشاط التبشير لأديان أهل الكتاب على قدمٍ وساق.

وإذا كنا نعتقد حقاً بأنّ القرآن الكريم صالح ليومه وغده؛ فهل يكون معنى ظهور الدين على سائر الاَديان منطبقاً على واقع الاِسلام اليوم الذي يكاد يكون مطوقاً بأنظمة المسلمين وسياساتهم؟ وهل لتلك البشرى من مصداق واقعي غير كثرة من ينتمي إلى الاِسلام مع ما في هذه الكثرة من تضاد وتناقض واختلاف في العقائد والاَحكام؟!

هذا مع أنّ المروي عن قتادة في قوله تعالى:( ليُظهِرَهُ عَلى الَّدينِ كُلَّه ) قال: « هو الاَديان الستة: الذين آمنوا، والذين هادوا، والصابئين، والنصارى، والمجوس، والذين أشركوا. فالاَديان كلّها تدخل في دين الاِسلام، والاِسلام يدخل في شيء منها، فإنّ الله قضى بما حكم وأنزل أن يُظهر دينه على الدين كلّه ولو كره المشركون»(2) .

____________

(1) التفسير الكبير/الرازي 16: 40.

(2) الدر المنثور/السيوطي 4: 176.

٢١

وفي تفسير ابن جزّي: « وإظهاره: جعله أعلى الاَديان واقواها، حتى يعم المشارق والمغارب »(1) . وهذا هو المروي عن أبي هريرة كما نصَّ عليه جملة من المفسرين(2) .

وفي الدر المنثور: « وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، والبيهقي في سننه عن جابر رضي الله عنه في قوله تعالى:( ليُظهِرَهُ عَلى الَّدينِ كُلَّه ) قال: لايكون ذاك حتى لايبقى يهودي ولانصراني صاحب ملّة إلاّ الاسلام(3) .

« وعن المقداد بن الاَسود قال:« سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لايبقى على ظهر الاَرض بيت مدر ولاوبر إلاّ أدخله كلمة الاسلام، إما بعزٍّ عزيز، وإما بذلٍ ذليل. إما يعزهم فيجعلهم الله من أهله فيعزّوا به، وإما يُذلّهم فيدينون له »(4) .

ومن هنا ورد في الاَثر عن الاِمام الباقر عليه السلام أن الآية مبشّرة بظهور المهدي في آخر الزمان، وأنه - بتأييد من الله تعالى - سيُظهر دين جده صلى الله عليه وآله وسلم على سائر الاَديان حتى لايبقى على وجه الاَرض مشرك. وهو قول السدّي المفسّر(5) .

قال القرطبي: « وقال السدّي: ذاك عند خروج المهدي، لايبقى أحد إلاّ دخل في الاِسلام »(6) .

2 - ومنها: قوله تعالى:( وَلو تَرى إذ فَزِعُوا فلا فَوْتَ وأُخِذُوا مِن مكانٍ

____________

(1) تفسير ابن جزي: 252.

(2) تفسير الطبري 14: 215/16645، والتفسير الكبير 16: 40، وتفسير القرطبي 8: 121، والدر المنثور 4: 176.

(3) الدر المنثور 4: 176.

(4) مجمع البيان 5: 35.

(5) مجمع البيان 5: 35.

(6) تفسير القرطبي 8: 121، والتفسير الكبير 16: 40 ومجمع البيان 5: 35.

٢٢

قريب ) (1) .

فقد أخرج الطبري في تفسيره، عن حذيفة بن اليمان تفسيرها في الجيش الذي يُخسف به، وسيأتي مايدلّ على أنّ ذلك الخسف لم يحصل إلى الآن على الرغم من روايته في كتب الصحاح والمسانيد المعتبرة، وأنه من أشراط الساعة المقترنة بظهور المهدي بلا خلاف(2) .

وما أخرجه الطبري ذكره القرطبي في التذكرة مرسلاً عن حذيفة بن اليمان، وبه صرّح أبو حيان في تفسيره، والمقدسي الشافعي في عقد الدرر، والسيوطي في الحاوي للفتاوى، وأورده الزمخشري في كشّافه عن ابن عباس(3) ، وقال الطبرسي في مجمع البيان: « وأورده الثعلبي في تفسيره، وروى أصحابنا في أحاديث المهدي عن أبي عبدالله عليه السلام وأبي جعفر عليه السلام مثله »(4) .

3 - ومنها: قوله تعالى:( وَإنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذا صِراطٌ مُستَقيم ) (5) .

فقد صرح البغوي في تفسيره، وكذلك الزمخشري، والرازي، والقرطبي، والنسفي، والخازن، وتاج الدين الحنفي، وأبو حيان، وابن كثير، وأبو السعود، والهيثمي أن الآية بخصوص نزول عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان(6) .

____________

(1) سبأ: 34/51.

(2) أُنظر تفصيل ذلك في الفصل الثالث من هذا البحث ص: 35.

(3) تفسير الطبري 22: 72، وعقد الدرر: 74 ب 4 من الفصل الثاني، والحاوي للفتاوى 2: 81، والكشاف 3: 467 - 468.

(4) مجمع البيان 4: 398.

(5) الزخرف: 43/61.

(6) معالم التنزيل/البغوي 4: 444/61، والكشاف 4: 26، والتفسير الكبير 27: 222،

=

٢٣

وقد أوّلها مجاهد في تفسيره، وهو من رؤوس التابعين ومشاهيرهم في التفسير، بنزول عيسى عليه السلام أيضاً(1) .

وقد أشار السيوطي في الدرّ المنثور إلى ما أخرجه أحمد بن حنبل، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد من طرق، عن ابن عباس أنها بخصوص ماذكرناه(2) .

وقال الكنجي الشافعي في كتابه البيان: «وقد قال مقاتل بن سليمان ومن تابعه من المفسّرين في تفسير قوله عز وجل:( وإنّه لَعْلِمٌ للساعة ) هو المهدي عليه السلام، يكون في آخر الزمان، وبعد خروجه يكون قيام الساعة وأمارتها»(3) .

ومثل هذا التصريح تجده عند ابن حجر الهيتمي، والشبلنجي الشافعي، والسفاريني الحنبلي والقندوزي الحنفي، والشيخ الصبّان(4) .

ولاخلاف بين هؤلاء وأولئك لاَنّ نزول عيسى سيكون مقارناً لظهور المهدي كما في صحيحي البخاري ومسلم وسائر كتب الحديث الاُخرى، كما سنبينه في الفصل الثالث من هذا البحث. ويؤيدّه إشادة بعض من ذكرنا الصريحة بذلك فقد نقلوا عن تفسير الثعلبي أنّه أخرج في تفسير هذه الآية عن ابن عباس، وأبي هريرة، وقتادة، ومالك بن دينار، والضحاك

____________

=

وتفسير القرطبي 16: 105، وتفسير النسفي المطبوع بهامش تفسير الخازن 4: 108 - 109، وتفسير الخازن 4: 109، والدٌّر اللقيط 8: 24، والبحر المحيط 8: 25، وتفسير ابن كثير 4: 142، وتفسير أبي السعود 8: 52، وموارد الضمآن: ح 1758.

(1) تفسير مجاهد 2: 583.

(2) الدر المنثور 6: 20.

(3) البيان في أخبار صاحب الزمان: 528.

(4) الصواعق المحرقة: 162، ونور الاَبصار: 186، ومشارق الاَنوار - كما في الاِمام المهدي عند أهل السنّة 2: 58 - واسعاف الراغبين: 153، وينابيع المودة 2: 126 باب 59.

٢٤

ما يدل على أنها في نزول عيسى بن مريم مع التصريح بوجود الاِمام المهدي وقت نزول عيسى بن مريم، وأنه يصلّي خلف المهدي عليهما السلام.

4 - ومنها: قوله تعالى:( فَلا اُقْسِمُ بالخُنَّسِ * الجَوارِ الكُنَّسِ ) . فقد ورد في الاَثر عن الاِمام الباقر عليه السلام أنه قال: «إمام يخنُس سنةَ ستين ومائتين، ثم يظهر كالشهاب يتوقّد في الليلة الظلماء، فإن أدركت زمانه قرّتْ عينك»(1) .

ولايخفى أن هذا من الاِخبار المعجز الذي علمه أهل البيت عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي تلقّاه من الوحي عن الله جلّ شأنه.

ونكتفي بهذا القدر، على أن الشيخ القندوزي الحنفي قد أورد الكثير من الآيات التي فسّرها أئمة أهل البيت عليهم السلام بالامام المهدي وظهوره في آخر الزمان(3) .

نظرة في أحاديث المهدي

إنّ نظرة واحدة في أحاديث المهدي الواردة في كتب المسلمين تكفي للجزم بتواترها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من دون أدنى تردّد، ولما لم يكن بوسع البحث تسجيل كل ماورد من أحاديث في المهدي بكتب المسلمين لكثرتها الهائلة؛ لذا سنقتصر على ذكر مايدل على قطعية صدورها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى النحو الآتي:

____________

(1) أُصول الكافي 1: 341/22، كمال الدين 2: 324 ب 32 ح1، كتاب الغيبة/الشيخ الطوسي: 101، كتاب الغيبة/النعماني: 149 ب 10 ح1، الهداية الكبرى/الحضيني: 88، ينابيع المودة 3: 85 باب/71.

(2) ينابيع المودة 3: 76 - 85 باب/71.

٢٥

أولاً: من أخرج أحاديث المهدي:

لا يبعد القول بأنّه مامن محدّث من محدّثي الاِسلام إلاّ وقد أخرج بعض الاَحاديث المبشّرة بظهور الاِمام المهدي في آخر الزمان، وقد أفردوا كتباً كثيرة في الاِمام المهدي خاصة(1) .

وأما عن العلماء والمحدّثين الذين أخرجوا أحاديث المهدي أو أوردوها عمن تقدم عليهم على سبيل الاحتجاج بها - حسبما وقفنا عليه في كتبهم - فهم:

ابن سعد صاحب الطبقات الكبرى (ت/230 هـ)، وابن أبي شيبة (ت/235 هـ)، وأحمد بن حنبل (ت/241 هـ)، والبخاري (ت/256هـ) ذكر المهدي بالوصف دون الاسم، ومثله فعل مسلم (ت/261 هـ) في صحيحه كما سنبينه في الفصل الثالث من هذا البحث، وأبو بكر الاسكافي (ت/620هـ)، وابن ماجة (ت/273 هـ)، وأبو داود (ت/275هـ)، وابن قتيبة الدينوري (ت/276 هـ)، والترمذي (ت/279هـ)، والبزار (ت/292 هـ)، وأبو يعلى الموصلي (ت/307هـ)، والطبري (ت/310 هـ)، والعقيلي (ت/322هـ)، ونعيم بن حماد(ت/328 هـ)، وشيخ الحنابلة في وقته البربهاري (ت/329هـ) في كتابه (شرح السنّة)، وابن حبان البستي(ت/354هـ)، والمقدسي (ت/355 هـ)،

____________

(1) أوصلها الاستاذ علي محمدعلي دخيل في كتابه: الاِمام المهدي عليه السلام: 259 - 265 إلى ثلاثين كتاباً من كتب أهل السنة في الاِمام المهدي خاصة، بينما أوصلها العلاّمة ذبيح الله المحلاتي إلى أربعين كتاباً وقد أدرجها باسمائها واسماء مؤلفيها في كتاب: مهدي أهل البيت ص 18 - 21. وفي نفس الكتاب المذكور ذكر قائمة أُخرى للكتب المؤلفة من قبل الشيعة في الاِمام المهدي عليه السلام فأوصلها إلى مئة وعشرة كتب، وهناك كتب كثيرة في المهدي لم تدرج في هذين الكتابين.

٢٦

والطبراني(ت/360 هـ)، وأبو الحسن الآبري(ت/363 هـ)، والدارقطني (ت/385هـ)، والخطابي (ت/388 هـ)، والحاكم النيسابوري (ت/405هـ)، وأبو نعيم الاصبهاني (ت/430 هـ)، وأبو عمرو الداني (ت/444 هـ)، والبيهقي (ت/458 هـ)، والخطيب البغدادي (ت/463هـ)، وابن عبد البر المالكي (ت/463 هـ)، والديلمي (ت/509هـ)، والبغوي (ت/510 أو 516 هـ)، والقاضي عياض (ت/544 هـ)، والخوارزمي الحنفي (ت/568 هـ)، وابن عساكر (ت/571هـ)، وابن الجوزي (ت/597 هـ)، وابن الأثير الجزري (ت/606 هـ)، وابن العربي (ت/638 هـ)، ومحمد بن طلحة الشافعي (ت/652 هـ)، والعلاّمة سبط ابن الجوزي (ت/654 هـ)، وابن أبي الحديد المعتزلي الحنفي (ت/655هـ)، والمنذري (ت/656 هـ)، والكنجي الشافعي (ت/658 هـ)، والقرطبي المالكي (ت/671 هـ)، وابن خلكان (ت/681هـ)، ومحب الدين الطبري(ت/694 هـ)، والعلاّمة ابن منظور (ت/711 هـ) (في مادة هدِيَ من لسان العرب)، وابن تيمية (ت/728هـ)، والجويني الشافعي (ت/730 هـ)، وعلاء الدين بن بلبان (ت/739 هـ)، وولي الدين التبريزي (ت/بعد سنة 741هـ)، والمزي (ت/739 هـ)، والذهبي (ت/748 هـ)، وابن الوردي (ت/749 هـ)، والزرندي الحنفي (ت/750هـ)، وابن قيم الجوزية (ت/751 هـ)، وابن كثير (ت/774 هـ)، وسعد الدين التفتازاني (ت/793هـ)، ونور الدين الهيثمي (ت/807 هـ)، وابن خلدون المغربي (ت/808 هـ) الذي صحح أربعة أحاديث من أحاديث المهدي على الرغم من موقفه المعروف والذي سيأتيك بيانه في الفصل الثالث، والشيخ محمد الجزري الدمشقي الشافعي(ت/833 هـ)، وأبو بكر البوصيري (ت/840هـ)،

٢٧

وابن حجر العسقلاني (ت/852 هـ)، والسخاوي (ت/902هـ)، والسيوطي(ت/911هـ)، والشعراني (ت/973 هـ)، وابن حجر الهيتمي(ت/974 هـ)، والمتقي الهندي (ت/975 هـ) إلى غير ذلك من المتأخرين كالشيخ مرعي الحنبلي(ت/1033هـ)، ومحمد رسول البرزنجي (ت/1103هـ)، والزرقاني (ت/1122 هـ)، ومحمد بن قاسم الفقيه المالكي (ت/1182هـ)، وأبي العلاء العراقي المغربي (ت/1183هـ)، والسفاريني الحنبلي (ت/1188 هـ)، والزبيدي الحنفي (ت/1205 هـ) في كتاب (تاج العروس) مادة: هَدِي، والشيخ الصبّان(ت/1206 هـ)، ومحمد أمين السويدي(ت/1246 هـ)، والشوكاني (ت/1250هـ)، ومؤمن الشبلنجي(ت/1291 هـ)، وأحمد زيني دحلان الفقيه والمحدث الشافعي (ت/1304هـ)، والسيد محمد صديق القنوجي البخاري(ت/1307 هـ)، وشهاب الدين الحلواني الشافعي (ت/1308هـ)، وأبي البركات الآلوسي الحنفي (ت/1317 هـ)، وأبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي(ت/1329 هـ)، والكتاني المالكي (ت/1345هـ)، والمباركفوري (ت/1353 هـ)، والشيخ منصور علي ناصف (ت/ بعد سنة 1371 هـ)، والشيخ محمد الخضر حسين المصري (ت/1377هـ)، وأبي الفيض الغماري الشافعي(ت/1380 هـ)، وفقيه القصيم بنجد الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع (ت/1385 هـ)، والشيخ محمد فؤاد عبد الباقي (ت/1388هـ)، وأبي الاعلى المودودي، وناصر الدين الالباني إلى ماشاء الله من المعاصرين، واذا مااضفنا اليهم أعلام المفسرين من أهل السنة أيضاً كما تقدمت الاشارة إلى بعضهم فلك ان تقدر حجم الاتفاق على رواية احاديث المهدي، والاحتجاج بها.

واما عن أعلام الشيعة ومحدثيهم ومفسريهم الذين أوردوا أحاديث

٢٨

المهدي عليه السلام فقد يسمج التعرض لبيان اسمائهم؛ لكون الايمان المطلق بظهور المهدي عليه السلام عندهم من أصول عقائدهم.

ثانياً: من روى أحاديث المهدي من الصحابة:

إنّ الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو الذين كانت أحاديثهم موقوفة عليهم ولها حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم - إذ لايعقل اجتهادهم في مثل هذا - كثيرون جداً، ولو ثبت النقل عن عُشرهم لثبت التواتر بلا شك ولاشبهة، - كما في مصادر أهل السنة وحدهم - وهم:

فاطمة الزهراء عليها السلام (ت/11 هـ)، ومعاذ بن جبل (ت/18 هـ)، وقتادة بن النعمان(ت/23 هـ)، وعمر بن الخطاب (ت/23 هـ)، وأبو ذر الغفاري(ت/32 هـ)، وعبد الرحمن بن عوف (ت/32 هـ)، وعبدالله بن مسعود(ت/32 هـ)، والعباس بن عبد المطلب (ت/32 هـ)، وعثمان بن عفان(ت/35 هـ)، وسلمان الفارسي (ت/35 أو 36هـ)، وطلحة بن عبدالله (ت/36هـ)، وحذيفة بن اليمان ( ت/ 36 هـ)، وعمار بن ياسر ( استشهد سنة/37 هـ)، والاِمام علي عليه السلام ( استشهد سنة /40 هـ)، والاِمام الحسن السبط عليه السلام (ت/50 هـ)، وتميم الداري (ت/50 هـ)، وعبد الرحمن بن سمرة (ت/50 هـ)، ومجمع بن جارية(ت/50 هـ)، وعمران بن حصين (ت/52 هـ)، وأبو أيوب الانصاري (ت/52 هـ)، وثوبان مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ت/54 هـ)، وعائشة (ت/85 هـ)، وأبو هريرة (ت/59 هـ)، والاِمام الحسين السبط الشهيد عليه السلام (استشهد سنة 61 هـ)، وأم سلمة (ت/62 هـ)، وعلقمة بن قيس بن عبدالله ( ت/ 62 هـ)، وعبدالله بن عمر بن الخطاب (ت/65 هـ)، وعبدالله بن عمرو ابن العاص (ت/65 هـ)، وعبدالله بن عباس (ت/68 هـ)، وزيد بن أرقم (ت/68 هـ)، وعوف بن مالك (ت/73 هـ)، وأبو سعيد الخدري (ت/74هـ)، وجابر بن سمرة (ت/47هـ)، وجابر بن عبدالله الانصاري (ت/78هـ)، وعبدالله بن جعفر الطيار(ت/80 هـ)، وأبو أمامة الباهلي(ت/81هـ)، وبشر بن المنذر بن

٢٩

الجارود (ت/83 هـ) وقد اختلفوا فيه فقيل الراوي هو جده الجارود بن عمرو (ت/20 هـ)، وعبدالله بن الحارث ابن جزء الزبيدي(ت/86 هـ)، وسهل بن سعد الساعدي (ت/91 هـ)، وانس بن مالك (ت/93 هـ)، وأبو الطفيل (ت/100 هـ وقيل غير ذلك). وغيرهم ممن لم اقف على تاريخ وفياتهم كأُم حبيبة، وأبي الجحّاف، وأبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبي ليلى، وأبي وائل، وحذيفة بن اسيد، والحرث بن الربيع، وأبي قتادة الأنصاري، وزر بن عبدالله، وزرارة بن عبدالله، وعبدالله بن أبي أوفى، والعلاء، وعلقمة بن قيس ( ت/ 62 هـ)، وعلي الهلالي، وقرة بن أياس.

ثالثاً: طرق أحاديث المهدي في كتب السنة إجمالاً:

لقد أجاد وأفاد الاستاذ الازهري السيد أحمد بن محمد بن الصديق، أبو الفيض الغماري الحسني الشافعي المغربي (ت/1380 هـ) في كتابه الرائع: (إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون) حيث أثبت فيه تواتر أحاديث الاِمام المهدي عليه السلام بما لم يسبقه أحد إليه من قبل، وذلك تفنيداً لتضعيفات ابن خلدون التي تذرع بها بعض معاصريه كأحمد أمين المصري ومحمد فريد وجدي وغيرهما. ولابأس هنا بإطلالة قصيرة على ماذكره من طرق أحاديث المهدي في كتب أهل السنّة التي فصّلت في هذا الكتاب تفصيلاً يعبّر عن مقدرة فائقة في تتبع طرق وأسانيد أحاديث الاِمام المهدي ابتداءً من طبقة الصحابة ثمّ التابعين ثمّ تابعي التابعين وصولاً إلى من أخرج هذه الاَحاديث من المحدثين.

قال أبو الفيض: « ولا يخفى أن العادة قاضية باستحالة تواطؤ جماعة يبلغ عددهم ثلاثين نفساً فأزيد في جميع الطبقات، وذلك فيما بلغنا وأمكننا الوقوف عليه في الحال، فقد وجدنا خبر المهدي وارداً من حديث أبي سعيد الخدري، وعبدالله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب،

٣٠

وأُم سلمة، وثوبان، وعبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي، وأبي هريرة، وأنس بن مالك، وجابر بن عبدالله الانصاري، وقرة بن أياس المزني، وابن عباس، وأُم حبيبة، وأبي اُمامة، وعبدالله بن عمرو بن العاص، وعمار بن ياسر، والعباس بن عبد المطلب، والحسين بن علي، وتميم الداري، وعبد الرحمن بن عوف، وعبدالله بن عمر بن الخطاب، وطلحة، وعلي الهلالي، وعمران بن حصين، وعمرو بن مرة الجهني ومعاذ بن جبل، ومن مرسل شهر بن حوشب، وهذا في المرفوعات دون الموقوفات والمقاطيع التي هي في مثل هذا الباب من قبيل المرفوع.

ولو تتبعنا ذلك لذكرنا منه عدداً وافراً، ولكن في المرفوع منه الكفاية »(1) .

أقول: إنما ذكرت هذا لكي يعلم بأن مافات السيد أبا الفيض الغماري من أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث الاِمام المهدي هو أكثر مما ذكره، فقد ذكر ستة وعشرين صحابياً مع شهر بن حوشب، ولم يذكر ثمانية وعشرين صحابياً وهم:

أبو أيوب الانصاري، وأبو الجحّاف، وأبو ذر الغفاري، وأبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو وائل، وجابر بن سمرة، والجارود بن المنذر العبدي، وحذيفة بن اسيد، وحذيفة بن اليمان، والحرث بن الربيع، والاِمام السبط الحسن عليه السلام، وزر بن عبدالله، وزرارة بن عبدالله، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، وسعد بن مالك أبو سعيد الخدري، وسلمان

____________

(1) ابراز الوهم المكنون: 437.

هذا، ولاَبي الفيض أخ يعدّ من فضلاء علماء المغرب يكنى بأبي الفضل الغماري وهو صاحب كتاب (الاِمام المهدي) وقد زاد فيه ماذكره أخوه في ابراز الوهم ثلاثة من أسماء الصحابة وخمسة من التابعين الذين رووا أحاديث المهدي، ثمّ أثبت ألفاظ روايات من ذكرهم واحداً بعد آخر حتى شغل بذلك مايزيد على نصف صفحات الكتاب.

٣١

الفارسي، وسهل بن سعد الساعدي، وعبد الرحمن بن سمرة، وعبدالله ابن أبي أوفى، وعبدالله بن جعفر الطيار، وعثمان بن عفان، والعلاء بن شبر المزني، وعلقمة بن قيس بن عبدالله، وعمر بن الخطاب، وعوف بن مالك، ومجمع بن جارية، ومعاذ بن جبل وهو من أوائل الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عليه السلام فقد مات معاذ سنة 18 هـ(1) .

وعلى أية حال، فقد تتبع أبو الفيض الغماري الشافعي أحاديث المهدي المروية عن أكثر من ثلاثين صحابياً، مبيناً من رواها عنهم ومن أخرجها من المحدثين بكل دقة وتفصيل.

وسوف نقتصر على ما قاله عن حديث أبي سعيد الخدري وحده، وهو أول صحابي ذكره أبو الفيض، وقس عليه أحاديث الصحابة الآخرين.

قال:

« أما حديث أبي سعيد الخدري: فورد عنه من طريق:

أبي نظرة.

وأبي الصدّيق الناجي.

والحسن بن يزيد السعدي.

أما طريق أبي نظرة:

فأخرجه أبو داود والحاكم كلاهما من رواية عمران القطان، عنه. وأخرجه مسلم في صحيحه من رواية سعيد بن زيد، ومن رواية داود بن أبي هند كلاهما، عنه. لكن وقع في صحيح مسلم ذكره بالوصف لا بالاسم كما سيأتي.

____________

(1) في معجم أحاديث الاِمام المهدي (خمس مجلدات) احصاء دقيق لجميع روايات الصحابة في المهدي مع بيان مصادرها عند أهل السنة والشيعة الاِمامية.

٣٢

وأما طريق أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد:

فأخرجه عبد الرزاق والحاكم من رواية معاوية بن قرّه، عنه. وأخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة والحاكم من رواية زيد العمي، عنه. وأخرجه أحمد والحاكم من رواية عوف بن أبي جميلة الاعرابي، عنه. وأخرجه الحاكم من رواية سليمان بن عبيد، عنه. وأخرجه أحمد والحاكم من رواية مطر بن طهمان، وأبي هارون العبدي كلاهما، عنه. وأخرجه أحمد أيضاً من رواية مطر بن طهمان وحده، عنه. وأخرجه أيضاً من رواية العلاء بن بشير المزني، عنه، وأخرجه أيضاً من رواية مطرف، عنه.

وأما طريق الحسن بن يزيد:

فأخرجه الطبراني في الاَوسط من رواية أبي واصل عبد بن حميد، عن أبي الصديق الناجي، عنه »(1) .

أقول: لو رجعت إلى تاريخ ابن خلدون لوجدته لم يعرف أغلب هذه الطرق إذ لم يذكر من طرق حديث أبي سعيد إلاّ القليل، فضلاً عما تركه من أحاديث الصحابة الآخرين.

ولايخفى أنّ القدر المشترك في جميع هذه الطرق إلى حديث أبي سعيد الخدري فقط دون سواه هو ظهور الاِمام المهدي عليه السلام في آخر الزمان، ولاشك أن النظر إلى جميع الطرق التي وردت بها أحاديث المهدي عن جميع الصحابة يقطع بتواتر مابشّر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل حتى لو افترضنا وجود طريق واحد فقط لكل صحابي ذُكر فهو يكفي للاِذعان بالتواتر، وقد مرّ أنّ عددهم يزيد على الخمسين صحابياً.

____________

(1) ابراز الوهم المكنون: 438.

٣٣

رابعاً: صحة أحاديث المهدي:

سنذكر في هذه الفقرة بعض من صرح بصحة أحاديث المهدي عليه السلام من أعلام أهل السنة حسبما وقفنا عليه في مؤلفاتهم، على انه ليس هدفنا الاستقصاء بل اعطاء النموذج المقتدى وكما يلي:

1 - الاِمام الترمذي (ت/279 هـ)، قال عن ثلاثة أحاديث في الاِمام المهدي: « هذا حديث حسن صحيح »(1) .

وقال عن حديث رابع: « هذا حديث حسن »(2) .

2 - الحافظ أبو جعفر العقيلي (ت/322 هـ)، أورد حديثاً ضعيفاً في الاِمام المهدي ثم قال: « وفي المهدي أحاديث جياد من غير هذا الوجه بخلاف هذا اللفظ »(3) .

3 - الحاكم النيسابوري (ت/405 هـ)، قال عن أربعة أحاديث: « هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه »(4) .

وعن ثلاثة أحاديث: « هذا حديث صحيح الاسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه »(5) .

وعن ثمانية أحاديث: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه »(6) .

4 - الاِمام البيهقي (ت/458 هـ)، قال: « والاحاديث على خروج

____________

(1) سنن الترمذي 4: 505/2230 و 2231، 4: 506/2233.

(2) سنن الترمذي 4: 506/2232.

(3) الضعفاء الكبير/العقيلي 3: 253/1257 في ترجمة علي بن نفيل الحراني.

(4) مستدرك الحاكم 4: 429 و465 و553 و558.

(5) مستدرك الحاكم 4: 450 و557 و558.

(6) مستدرك الحاكم 4: 429 و442 و457 و464 و502 و520 و554 و557.

٣٤

المهدي أصح إسناداً »(1) .

5 - الاِمام البغوي (ت/510 هـ أو 516 هـ)، أخرج حديثاً في المهدي في فصل الصحاح(2) وخمسة أحاديث فيه أيضاً في فصل الحسان من كتابه مصابيح السنة(3) .

6 - ابن الاَثير (ت/606 هـ)، قال في النهاية في مادة (هدا): « ومنه الحديث: سنة الخلفاء الراشدين المهديين، المهدي: الذي هداه الله إلى الحق وقد استعمل في الاسماء حتى صار كالاسماء الغالبة، وبه سمي المهدي الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، انه يجيء في آخر الزمان »(4) ، وهذا القول لايصدر إلاّ عمن يرى صحة أحاديث المهدي بل تواترها على الاَصح.

7 - القرطبي المالكي (ت/671 هـ)، وهو من القائلين بالتواتر.

وما يهمنا هنا انه قال عن حديث ابن ماجة في المهدي: « اسناده صحيح»(5) مصرحاً بأنّ حديث: «المهدي من عترتي من ولد فاطمة» هو أصح من حديث محمد بن خالد الجندي(6) الذي سنناقشه فيما بعد.

8 - ابن تيمية (ت/728 هـ)، قال في منهاج السنة: « إن الاحاديث التي يحتج بها - يعني: العلاّمة الحلي - على خروج المهدي، أحاديث صحيحة »(7) .

9 - الحافظ الذهبي (ت/748 هـ)، سكت عن جميع ماصححه الحاكم

____________

(1) الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد/البيهقي: 127.

(2) مصابيح السنة/البغوي: 488/4199.

(3) مصابيح السنة: 492 - 493/4210 - 4213 و 4215.

(4) النهاية في غريب الحديث والاثر/ابن الاثير 5: 254.

(5) التذكرة/القرطبي: 704 باب ماجاء في المهدي.

(6) التذكرة: 701.

(7) منهاج السنة/ابن تيمية 4: 211.

٣٥

في مستدركه من أحاديث المهدي مصرحاً بصحة حديثين(1) ، وردّه على بعض ماصححه الحاكم من أحاديث في الفضائل ونحوها دليل على ان سكوته ازاء ماصححه الحاكم معبر عن موافقته على ذلك التصحيح.

10 - الكنجي الشافعي (ت/658 هـ)، قال عن حديث أخرجه الترمذي وصححه في المهدي: «هذا حديث صحيح»، وعن آخر مثله(2) .

وقال عن حديث: (المهدي منّي أجلى الجبهة): «هذا الحديث ثابت حسن صحيح»(3) .

وقال عن حديث: ( المهدي حق وهو من ولد فاطمة ): « هذا حديث حسن صحيح»(4) .

11 - الحافظ ابن القيّم (ت/751 هـ)، اعترف بحسن بعض أحاديث المهدي وصحة بعضها الآخر بعد أن أورد جملة منها(5) ، وابن القيم من القائلين بالتواتر كما سيأتي.

12 - ابن كثير (ت/774 هـ)، قال عن سند حديث في المهدي: « وهذا اسناد قوي صحيح»(6) ، ثم نقل حديثاً عن ابن ماجة وقال: « وهذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم»(7) .

13 - التفتازاني (ت/793 هـ)، قال عن خروج المهدي في آخر الزمان:

____________

(1) تلخيص المستدرك/الذهبي 4: 553 و558، مطبوع بهامش مستدرك الحاكم.

(2) البيان في أخبار صاحب الزمان/الكنجي الشافعي 481 وانظر حديثي الترمذي في سننه 4: 505/3230 و3231.

(3) البيان في أخبار صاحب الزمان: 500.

(4) البيان في أخبار صاحب الزمان: 486.

(5) المنار المنيف/ابن القيم: 130 - 135/326 و327 و329 و331.

(6) النهاية في الفتن والملاحم/ابن كثير 1: 55.

(7) المصدر السابق: 56.

٣٦

« وقد ورد في هذا الباب أخبار صحاح»(1) .

14 - نور الدين الهيثمي (ت/807 هـ)، أورد جملة من الاَحاديث في المهدي واعترف بصحتها ووثاقة رواتها.

فقال عن أحدها: « قلت: رواه الترمذي وغيره باختصار كثير، ورواه أحمد بأسانيد، وأبو يعلى باختصار كثير. ورجالهما ثقات»(2) .

وقال عن آخر: « رواه الطبراني في الاوسط، ورجاله رجال الصحيح»(3) .

وقال عن ثالث: « ورجاله ثقات»(4) .

وقال عن رابع: « رواه البزار ورجاله رجال الصحيح»(5) .

وقال عن خامس: « رواه الطبراني في الاَوسط، ورجاله ثقات»(6) .

15 - السيوطي (ت/911 هـ)، رمز لبعض الاحاديث الواردة في المهدي بعلامة (صح)(7) أي: صحيح، ولبعضها الآخر بعلامة (ح)(8) أي: حسن.

16 - الشوكاني (ت/1250 هـ)، نقل عنه القنوجي في الاذاعة قوله بصحة أحاديث الاِمام المهدي بل وتواترها أيضاً، وقد مرّ انه ألّف رسالة في تواتر أحاديث الاِمام المهدي عليه السلام.

17 - ناصر الدين الالباني: قال في مقال له بعنوان (حول المهدي)

____________

(1) شرح المقاصد/التفتازاني 5: 312.

(2) مجمع الزوائد/الهيثمي 7: 313 - 314.

(3) مجمع الزوائد 7: 115.

(4) مجمع الزوائد 7: 116.

(5) مجمع الزوائد 7: 117.

(6) مجمع الزوائد 7: 117.

(7) الجامع الصغير/السيوطي 2: 672/9241 و9244 و9245.

(8) الجامع الصغير 2: 672/9243 و 2: 438/7489.

٣٧

مانصه: « أما مسألة المهدي فليعلم أنّ في خروجه أحاديث صحيحة، قسم كبير منها له أسانيد صحيحة»، على أن الاَلباني من المصرحين بالتواتر أيضاً(1) .

ونكتفي بهذا القدر للاختصار على ان بعض الباحثين قد أوصل اعترافات العلماء والمحققين بصحة أحاديث المهدي إلى أكثر من ستين اعترافاً(2) .

خامساً: تصريح العلماء بتواتر أحاديث المهدي:

صرّح علماء الدراية وجملة من ذوي الاختصاص بعلوم الحديث دراسة وتدريساً بتواتر أحاديث المهدي الواردة في كتب أهل السنة من الصحاح والمسانيد وغيرها، وبالنظر لكثرتهم سوف نقتصر على ذكر بعضهم، وهم:

1 - البربهاري شيخ الحنابلة وكبيرهم في عصره (ت/329 هـ): نقل عنه الشيخ حمود التويجري في كتابه: الاحتجاج بالاَثر على من أنكر المهدي المنتظر ص 28 انه قال في كتابه (شرح السنة): « الاِيمان بنزول عيسى بن مريم عليه السلام: ينزل.. ويصلي خلف القائم من آل محمد صلى الله عليه وسلم» ولايخفى ان (الايمان) يعني: الاعتقاد، والاعتقاد لايبنى على خبر الآحاد.

2 - محمد بن الحسين الآبري الشافعي (ت/363 هـ). قال في كتابه مناقب الشافعي: « قد تواترت الاَخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بمجيء المهدي، وأنه من أهل بيته صلى

____________

(1) حول المهدي/الالباني: 644 مقال نشر في مجلة التمدن الاسلامي - دمشق، السنة/22 ذي القعدة 1371 هـ.

(2) دفاع عن الكافي/ثامر العميدي 1: 343 - 405.

٣٨

الله عليه وسلم وانه يملك سبع سنين وانه يملأ الارض عدلاً، وانه يخرج مع عيسى فيساعده على قتل الدجال».

وقد نقل هذا عنه القرطبي المالكي في التذكرة: 701 والمزي في تهذيب الكمال 25: 146/5181 في ترجمة محمد بن خالد الجندي، وابن القيم في المنار المنيف: 142/327 وغيرهم.

3 - القرطبي المالكي (ت/716 هـ)، نقل قول الآبري المتقدم وأيّده بتصحيح ما أورده من أحاديث المهدي واحتج بقول الاِمام الحافظ الحاكم النيسابوري: « والاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة، ثابتة»(1) .

وقال في تفسيره (الجامع لاحكام القرآن) في تفسير الآية 33 من سورة التوبة: « الاخبار الصحاح قد تواترت على ان المهدي من عترة الرسول صلى الله عليه وسلم »(2) .

4 - الحافظ المتقن جمال الدين المزي (ت/742 هـ)، احتج بقول الآبري المتقدم في تواتر أحاديث الاِمام المهدي ولم يتعرض له بشيء، بل أطلقه إطلاق المسلّمات(3) .

5 - ابن القيم (ت/751 هـ)، أيّد قول الآبري أيضاً وذلك بتقسيم أحاديث الاِمام المهدي إلى أربعة أقسام: الصحاح، والحسان، والغرائب، والموضوعة(4) ، ولايخفى بأن مجموع الصحاح والحسان مما يبلغ التواتر لكثرته واستفاضته.

6 - ابن حجر العسقلاني (ت/852 هـ)، نقل القول بالتواتر عن

____________

(1) التذكرة: 701.

(2) تفسير القرطبي 8: 121 - 122.

(3) تهذيب الكمال 25: 146/5181.

(4) المنار المنيف: 135.

٣٩

غيره(1) ، وأيّده بقوله: «وفي صلاة عيسى عليه السلام خلف رجل من هذه الاُمّة - مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة - دلالة للصحيح من الاَقوال: إن الاَرض لاتخلو من قائم لله بحجة»(2) .

7 - شمس الدين السخاوي (ت/902 هـ)، صرح غير واحد من العلماء بأنَّ السخاوي من المصرّحين بتواتر أحاديث المهدي، منهم: العلاّمة الشيخ محمد العربي الفاسي في كتابه المقاصد، والمحقق أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي في مبهج القاصد، على مانقله عنهما أبو الفيض الغماري(3) .

ومنهم أبو عبدالله محمد بن جعفر الكتاني (ت/1345 هـ) في نظم المتناثر من الحديث المتواتر: 226/289.

8 - السيوطي (ت/911 هـ)، صرح بتواتر أحاديث المهدي في الفوائد المتكاثرة في الاحاديث المتواترة، وفي أختصاره المسمى بالازهار المتناثرة، وغيرها من كتبه على حد تعبير السيد الغماري الشافعي(4) .

9 - ابن حجر الهيتمي (ت/974 هـ)، دافع عن عقيدة المسلمين بظهور الاِمام المهدي كثيراً مصرحاً بتواترها(5) .

10 - المتقي الهندي (ت/975 هـ)، مؤلف كنز العمال، دافع المتقي الهندي عن عقيدة الاِمام المهدي عليه السلام دفاعاً مدعوماً بالحجة والبرهان وذلك في كتابه: البرهان في علامات مهدي آخر الزمان.

ولعل أهم ما في هذا الكتاب هو الفتاوى الاربع المذكورة فيه

____________

(1) تهذيب التهذيب 9: 125/201.

(2) فتح الباري بشرح صحيح البخاري 6: 385.

(3) المهدي المنتظر لاَبي الفيض: 9.

(4) ابراز الوهم المكنون لابي الفيض: 436.

(5) الصواعق المحرقة: 162 - 167 الفصل/1 باب/11.

٤٠