كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ٤

كتاب شرح نهج البلاغة0%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 280

كتاب شرح نهج البلاغة

مؤلف: ابن أبي الحديد
تصنيف:

الصفحات: 280
المشاهدات: 35210
تحميل: 5705


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 280 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 35210 / تحميل: 5705
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء 4

مؤلف:
العربية

يطمعون في مثلها من المهلب،فقال:أما إنكم لو ناصحتموني مناصحتكم المهلب لرجوت أن أنفي هذا العدو،و لكنكم تقولون قرشي حجازي بعيد الدار خيره لغيرنا،فتقاتلون معي تعذيرا،ثم زحف إلى الخوارج من غد ذلك اليوم،فقاتلهم قتالا شديدا،حتى ألجأهم إلى قنطرة،فتكاثف الناس عليها حتى سقطت،فأقام حتى أصلحها،ثم عبر و تقدم ابنه عبيد الله بن عمر و أمه من بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب،فقاتلهم حتى قتل،فقال قطري للخوارج:لا تقاتلوا عمر اليوم،فإنه موتور قد قتلتم ابنه،و لم يعلم عمر بقتل ابنه حتى أفضى إلى القوم،و كان مع ابنه النعمان بن عباد،فصاح به عمر:يا نعمان،أين ابني ؟ قال:أحتسبه فقد استشهد صابرا مقبلا غير مدبر ؟ فقال:إنا لله و إنا إليه راجعون،ثم حمل على الخوارج حملة لم ير مثلها،و حمل أصحابه بحملته فقتلوا في وجههم ذلك تسعين رجلا من الخوارج،و حمل على قطري فضربه على جبينه ففلقه،و انهزمت الخوارج و انتهبها،فلما استقروا و رأى ما نزل بهم قال:ألم أشر عليكم بالانصراف ؟ فجعلوه حينئذ من وجوههم حتى خرجوا من فارس،و تلقاهم في ذلك الوقت الفزر بن مهزم العبدي،فسألوه عن خبره و أرادوا قتله فأقبل على قطري،و قال:إني مؤمن مهاجر،فسأله عن أقاويلهم فأجاب إليها فخلوا عنه ففي ذلك يقول في كلمة له:

فشدوا وثاقي ثم ألجوا خصومتي

إلى قطري ذي الجبين المفلق

و حاججتهم في دينهم فحججتهم

و ما دينهم غير الهوى و التخلق

ثم رجعوا و تكانفوا و عادوا إلى ناحية أرجان،فسار إليهم عمر بن عبيد الله و كتب إلى مصعب:

١٦١

أما بعد،فإني لقيت الأزارقة فرزق الله عز و جل عبيد الله بن عمر الشهادة،و وهب له السعادة و رزقنا بعد عليهم الظفر،فتفرقوا شذر مذر و بلغني عنهم عودة فيممتهم،و بالله أستعين و عليه أتوكل.فسار إليهم و معه عطية بن عمرو و مجاعة بن سعر،فالتقوا فألح عليهم عمر حتى أخرجهم،و انفرد من أصحابه فعمد إلى أربعة عشر رجلا من مذكوريهم و شجعانهم،و في يده عمود،فجعل لا يضرب رجلا منهم ضربة إلا صرعه،فركض إليه قطري على فرس طمر،و عمر على مهر فاستعلاه قطري بقوة فرسه حتى كاد يصرعه،فبصر به مجاعة فأسرع إليه،فصاحت الخوارج:يا أبا نعامة،إن عدو الله قد رهقك،فانحط قطري على قربوسه و طعنه مجاعة،و على قطري درعان فهتكهما،و أسرع السنان في رأس قطري،فكشط جلده و نجا و ارتحل القوم إلى أصفهان،فأقاموا برهة،ثم رجعوا إلى الأهواز،و قد ارتحل عمر بن عبيد الله إلى إصطخر،فأمر مجاعة فجبى الخراج أسبوعا،فقال له:كم جبيت ؟ قال:تسعمائة ألف،فقال:هي لك.و قال يزيد بن الحكم لمجاعة:

و دعاك دعوة مرهق فأجبته

عمر و قد نسي الحياة و ضاعا

فرددت عادية الكتيبة عن فتى

قد كاد يترك لحمه أوزاعا

قال:ثم عزل مصعب بن الزبير،و ولى عبد الله بن الزبير العراق ابنه حمزة

١٦٢

بن عبد الله بن الزبير،فمكث قليلا،ثم أعيد مصعب إلى العراق،و الخوارج بأطراف أصبهان،و الوالي عليها عتاب بن ورقاء الرياحي،فأقام الخوارج هناك يجبون شيئا من القرى،ثم أقبلوا إلى الأهواز من ناحية فارس،فكتب مصعب إلى عمر بن عبيد الله ما أنصفتنا أقمت بفارس تجبي الخراج،و مثل هذا العدو يجتاز بك لا تحاربه،و الله لو قاتلت،ثم هزمت لكان أعذر لك.و خرج مصعب من البصرة يريدهم،و أقبل عمر بن عبيد الله يريدهم،فتنحى الخوارج إلى السوس،ثم أتوا إلى المدائن و بسطوا في القتل فجعلوا يقتلون النساء و الصبيان،حتى أتوا المذار فقتلوا أحمر طيئ و كان شجاعا،و كان من فرسان عبيد الله بن الحر،و في ذلك يقول الشاعر:

تركتم فتى الفتيان أحمر طيئ

بساباط لم يعطف عليه خليل

ثم خرجوا عامدين إلى الكوفة،فلما خالطوا سوادها و واليها الحارث القباع تثاقل عن الخروج،و كان جبانا فذمره إبراهيم بن الأشتر و لامه الناس،فخرج متحاملا حتى أتى النخيلة ففي ذلك يقول الشاعر:

إن القباع سار سيرا نكرا

يسير يوما و يقيم عشرا

و جعل يعد الناس بالخروج،و لا يخرج و الخوارج يعيثون حتى أخذوا امرأة،فقتلوا أباها بين يديها و كانت جميلة،ثم أرادوا قتلها،فقالت:أتقتلون من ينشأ في الحلية،و هو في الخصام غير مبين ؟ فقال قائل منهم:دعوها،فقالوا:قد فتنتك،ثم قدموها فقتلوها.

١٦٣

و قربوا امرأة أخرى و هم بإزاء القباع و الجسر معقود بينهم فقطعه القباع،و هو في ستة آلاف،و المرأة تستغيث به و هي تقبل و تقول:علام تقتلونني،فو الله ما فسقت،و لا كفرت،و لا زنيت،و الناس يتفلتون إلى القتال و القباع يمنعهم.فلما خاف أن يعصوه أمر عند ذاك بقطع الجسر،فأقام بين دبيرى و دباها خمسة أيام،و الخوارج بقربه،و هو يقول للناس في كل يوم:إذا لقيتم العدو غدا فأثبتوا أقدامكم و اصبروا،فإن أول الحرب الترامي،ثم إشراع الرماح،ثم السلة،فثكلت رجلا أمه فر من الزحف.فقال بعضهم لما أكثر عليهم:أما الصفة فقد سمعناها فمتى يقع الفعل.و قال الراجز:

إن القباع سار سيرا ملسا

بين دباها و دبيرى خمسا

و أخذ الخوارج حاجتهم،و كان شأن القباع التحصن منهم،ثم انصرفوا،و رجع إلى الكوفة،و ساروا من فورهم إلى أصبهان،فبعث عتاب بن ورقاء الرياحي إلى الزبير بن علي أنا ابن عمك،و لست أراك تقصد في انصرافك من كل حرب غيري،فبعث إليه الزبير إن أدنى الفاسقين،و أبعدهم في الحق سواء.فأقام الخوارج يغادون عتاب بن ورقاء القتال و يراوحونه حتى طال عليهم المقام،و لم يظفروا بكبير شي‏ء،فلما كثر عليهم ذلك انصرفوا لا يمرون بقرية بين أصبهان،و الأهواز إلا استباحوها و قتلوا من فيها و شاور المصعب الناس فيهم،فأجمع رأيهم على

١٦٤

المهلب فبلغ الخوارج مشاورتهم،فقال لهم قطري:إن جاءكم عتاب بن ورقاء فهو فاتك يطلع في أول المقنب،و لا يظفر بكثير،و إن جاءكم عمر بن عبيد الله ففارس يقدم إما عليه و إما له،و إن جاءكم المهلب فرجل لا يناجزكم حتى تناجزوه و يأخذ منكم و لا يعطيكم،فهو البلاء الملازم و المكروه الدائم.و عزم مصعب على توجيه المهلب،و أن يشخص هو لحرب عبد الملك،فلما أحس به الزبير خرج إلى الري،و بها يزيد بن الحارث بن رويم فحاربه،ثم حصره فلما طال عليه الحصار خرج إليه،فكان الظفر للخوارج،فقتل يزيد بن الحارث بن رويم،و نادى يزيد ابنه حوشبا:ففر عنه و عن أمه لطيفة،و كان علي بن أبي طالب(عليه‌السلام )دخل على الحارث بن رويم يعود ابنه يزيد،فقال عندي جارية لطيفة الخدمة أبعث بها إليك،فسماها يزيد لطيفة،فقتلت مع بعلها يزيد يومئذ،و قال الشاعر:

مواقفنا في كل يوم كريهة

أسر و أشفى من مواقف حوشب

دعاه أبوه و الرماح شوارع

فلم يستجب بل راغ ترواغ ثعلب

و لو كان شهم النفس أو ذا حفيظة

رأى ما رأى في الموت عيسى بن مصعب

و قال آخر:

نجا حليلته و أسلم شيخه

نصب الأسنة حوشب بن يزيد

١٦٥

قال:ثم انحط الزبير على أصفهان،فحصر بها عتاب بن ورقاء سبعة أشهر و عتاب يحاربه في بعضهن،فلما طال به الحصار قال لأصحابه:ما تنتظرون،و الله ما تؤتون من قلة،و إنكم لفرسان عشائركم،و لقد حاربتموهم مرارا فانتصفتم منهم و ما بقي مع هذا الحصار إلا أن تفنى ذخائركم،فيموت أحدكم فيدفنه أخوه ثم يموت أخوه،فلا يجد من يدفنه فقاتلوا القوم،و بكم قوة من قبل أن يضعف أحدكم عن أن يمشي إلى قرنه.فلما أصبح صلى بهم الصبح،ثم خرج إلى الخوارج و هم غارون،و قد نصب لواء لجارية له يقال لها:ياسمين،فقال:من أراد البقاء فليلحق بلواء ياسمين،و من أراد الجهاد فليخرج معي فخرج في ألفين و سبعمائة فارس،فلم يشعر بهم الخوارج حتى غشوهم فقاتلوهم بجد لم تر الخوارج منهم مثله،فعقروا منهم خلقا كثيرا،و قتل الزبير بن علي،و انهزمت الخوارج،فلم يتبعهم عتاب ففي ذلك يقول القائل:

و يوم بجي تلافيته

و لو لاك لاصطلم العسكر

و قال آخر:

خرجت من المدينة مستميتا

و لم أك في كتيبة ياسمينا

١٦٦

أليس من الفضائل أن قومي

غدوا مستلئمين مجاهدينا

قال:و تزعم الرواة أنهم في أيام حصارهم كانوا يتواقفون،و يحمل بعضهم على بعض،و ربما كانت مواقفة بغير حرب،و ربما اشتدت الحرب بينهم،و كان رجل من أصحاب عتاب يقال له:شريح،و يكنى أبا هريرة إذا تحاجز القوم مع المساء نادى بالخوارج،و الزبير بن علي:

يا ابن أبي الماحوز و الأشرار

كيف ترون يا كلاب النار

شد أبي هريرة الهرار

يهركم بالليل و النهار

ألم تروا جيا على المضمار

تمسي من الرحمن في جوار

فغاظهم ذلك فكمن له عبيدة بن هلال فضربه بالسيف،و احتمله أصحابه،و ظنت الخوارج أنه قد قتل،فكانوا إذا تواقفوا نادوهم ما فعل الهرار،فيقولون ما به من بأس حتى أبل من علته،فخرج إليهم،فقال:يا أعداء الله،أترون بي بأسا فصاحوا به قد كنا نرى أنك قد لحقت بأمك الهاوية إلى النار الحامية.

قطري بن الفجاءة المازني

و منهم قطري بن الفجاءة المازني.قال أبو العباس:لما قتل الزبير بن علي أدارت الخوارج أمرها،فأرادوا تولية عبيدة بن هلال،فقال:أدلكم على من هو خير لكم مني من يطاعن في قبل،و يحمي في دبر عليكم

١٦٧

بقطري بن الفجاءة المازني فبايعوه،و قالوا:يا أمير المؤمنين،امض بنا إلى فارس،فقال:إن بفارس عمر بن عبيد الله بن معمر،و لكن نسير إلى الأهواز،فإن خرج مصعب من البصرة دخلناها،فأتوا الأهواز،ثم ترفعوا عنها على إيذج،و كان المصعب قد عزم على الخروج إلى باجميرا،و قال لأصحابه:إن قطريا لمطل علينا،و إن خرجنا عن البصرة دخلها،فبعث إلى المهلب،فقال:اكفنا هذا العدو،فخرج إليهم المهلب،فلما أحس به قطري يمم نحو كرمان،و أقام المهلب بالأهواز،ثم كر عليه قطري و قد استعد،و كانت الخوارج في حالاتهم أحسن عدة ممن يقاتلهم بكثرة السلاح،و كثرة الدواب و حصانة الجنن،فحاربهم المهلب فدفعهم،فصاروا إلى رامهرمز،و كان الحارث بن عميرة الهمداني قد صار إلى المهلب مراغما لعتاب بن ورقاء،و يقال:إنه لم يرضه عن قتله الزبير بن علي،و كان الحارث بن عميرة هو الذي قتله،و خاض إليه أصحابه ففي ذلك يقول أعشى همدان:

إن المكارم أكملت أسبابها

لابن الليوث الغر من همدان

للفارس الحامي الحقيقة معلما

زاد الرفاق و فارس الفرسان

١٦٨

الحارث بن عميرة الليث الذي

يحمي العراق إلى قرى نجران

ود الأزراق لو يصاب بطعنة

و يموت من فرسانهم مائتان

قال أبو العباس:و خرج مصعب إلى باجميرا،ثم أتى الخوارج خبر مقتله بمسكن،و لم يأت المهلب و أصحابه،فتواقفوا يوما برامهرمز على الخندق،فناداهم الخوارج:ما تقولون في مصعب ؟ قالوا:إمام هدى.قالوا:فما تقولون في عبد الملك ؟ قالوا:ضال مضل،فلما كان بعد يومين أتى المهلب قتل المصعب،و إن أهل العراق قد اجتمعوا على عبد الملك،و ورد عليه كتاب عبد الملك بولايته،فلما تواقفوا ناداهم الخوارج ما تقولون في المصعب،قالوا:لا نخبركم قالوا:فما تقولون في عبد الملك ؟ قالوا:إمام هدى.قالوا:يا أعداء الله،بالأمس ضال مضل،و اليوم إمام هدى،يا عبيد الدنيا،عليكم لعنة الله.و روى أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني الكبير قال:كان الشراة و المسلمون في حرب المهلب،و قطري يتواقفون و يتساءلون بينهم عن أمر الدين،و غير ذلك على أمان،و سكون لا يهيج بعضهم بعضا،فتواقف يوما عبيدة بن هلال اليشكري،و أبو حزابة التميمي،فقال عبيدة:يا أبا حزابة،إني أسألك عن أشياء،أفتصدقني عنها في الجواب ؟ قال:نعم،إن ضمنت لي مثل ذلك.قال:قد فعلت.قال:فسل عما بدا لك.قال:ما تقولون في أئمتكم ؟ قال:يبيحون الدم الحرام.قال:ويحك،فكيف فعلهم في المال ؟ قال:يحبونه من غير حله،و ينفقونه في غير وجهه.قال:فكيف فعلهم في اليتيم ؟ قال:يظلمونه ماله،و يمنعونه حقه،و ينيكون أمه.قال:ويحك يا أبا حزابة،أمثل هؤلاء تتبع ؟ قال:قد أجبتك فاسمع سؤالي،و دع عتابي على رأيي.

١٦٩

قال:سل.قال:أي الخمر أطيب خمر السهل أم خمر الجبل ؟ قال:ويحك،أمثلي يسأل عن هذا ؟ قال:قد أوجبت على نفسك أن تجيب.قال أما إذ أبيت،فإن خمر الجبل أقوى و أسكر،و خمر السهل أحسن و أسلس.قال:فأي الزواني أفره،أزواني رامهرمز أم زواني أرجان ؟ قال:ويحك،إن مثلي لا يسأل عن هذا.قال:لا بد من الجواب أو تغدر.قال:أما إذ أبيت فزواني رامهرمز أرق أبشارا،و زواني أرجان أحسن أبدانا.قال:فأي الرجلين أشعر جرير أم الفرزدق ؟ قال:عليك و عليهما لعنة الله.قال:لا بد أن تجيب.قال:أيهما الذي يقول:

و طوى الطراد مع القياد بطونها

طي التجار بحضرموت برودا

قال:جرير.قال:فهو أشعرهما.قال أبو الفرج:و قد كان الناس تجادلوا في أمر جرير،و الفرزدق في عسكر المهلب حتى تواثبوا،و صاروا إليه محكمين له في ذلك،فقال:أتريدون أن أحكم بين هذين الكلبين المتهارشين،فيمضغاني ما كنت لأحكم بينهما،و لكني أدلكم على من يحكم بينهما،ثم يهون عليه سبابهما عليكم بالشراة،فاسألوهم إذا تواقفتم فلما تواقفوا،سأل أبو حزابة عبيدة بن هلال عن ذلك،فأجابه بهذا الجواب.و روى أبو الفرج:أن امرأة من الخوارج كانت مع قطري بن الفجاءة يقال لها:أم حكيم،و كانت من أشجع الناس،و أجملهم وجها و أحسنهم بالدين تمسكا و خطبها

١٧٠

جماعة منهم فردتهم،و لم تجبهم فأخبر من شاهدها في الحرب أنها كانت تحمل على الناس،و ترتجز فتقول:

أحمل رأسا قد سئمت حمله

و قد مللت دهنه و غسله

ألا فتى يحمل عني ثقله

و الخوارج يفدونها بالآباء و الأمهات،فما رأينا قبلها و لا بعدها مثلها.و روى أبو الفرج قال:كان عبيدة بن هلال إذا تكاف الناس ناداهم ليخرج إلي بعضكم،فيخرج إليه فتيان من عسكر المهلب،فيقول لهم أيما أحب إليكم أقرأ عليكم القرآن أم أنشدكم الشعر،فيقولون له:أما القرآن فقد عرفناه مثل معرفتك،و لكن تنشدنا فيقول:يا فسقة،قد و الله علمت أنكم تختارون الشعر على القرآن،ثم لا يزال ينشدهم و يستنشدهم حتى يملوا و يفترقوا.قال أبو العباس:و ولى خالد بن عبد الله بن أسيد،فقدم فدخل البصرة،فأراد عزل المهلب فأشير عليه بألا يفعل،و قيل له:إنما أمن أهل هذا المصر ؛ لأن المهلب بالأهواز،و عمر بن عبيد الله بفارس،فقد تنحى عمر و إن نحيت المهلب لم تأمن على البصرة،فأبى إلا عزله،فقدم المهلب البصرة،و خرج خالد إلى الأهواز فاستصحبه،فلما صار بكربج دينار لقيه قطري فمنعه حط أثقاله،و حاربه ثلاثين يوما.ثم أقام قطري بإزائه و خندق على نفسه،فقال المهلب لخالد إن قطريا ليس

١٧١

بأحق بالخندق منك فعبر دجيلا إلى شق نهر تيرى،و اتبعه قطري،فصار إلى مدينة نهر تيرى،فبنى سورها و خندق عليها،فقال المهلب لخالد:خندق على نفسك،فإني لا آمن البيات،فقال:يا أبا سعيد،الأمر أعجل من ذاك،فقال المهلب لبعض ولده إني أرى أمرا ضائعا،ثم قال لزياد بن عمرو خندق علينا،فخندق المهلب على نفسه،و أمر بسفنه ففرغت،و أبى خالد أن يفرغ سفنه،فقال المهلب لفيروز حصين صر معنا،فقال:يا أبا سعيد،إن الحزم ما تقول غير إني أكره أن أفارق أصحابي.قال:فكن بقربنا.قال:أما هذه فنعم.و قد كان عبد الملك كتب إلى بشر بن مروان يأمره أن يمد خالدا بجيش كثيف،أميره عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث،ففعل فقدم عليه عبد الرحمن،فأقام قطري يغاديهم القتال و يراوحهم أربعين يوما،فقال المهلب لمولى أبي عيينة:سر إلى ذلك الناوس فبت عليه كل ليلة،فمتى أحسست خبرا للخوارج أو حركة أو صهيل خيل فأعجل إلينا.فجاءه ليلة فقال:قد تحرك القوم،فجلس المهلب بباب الخندق،و أعد قطري سفنا فيها حطب و أشعلها نارا،و أرسلها على سفن خالد،و خرج في أدبارها حتى خالطهم لا يمر برجل إلا قتله،و لا بدابة إلا عقرها،و لا بفسطاط إلا هتكه،فأمر المهلب يزيد ابنه،فخرج في مائة فارس،فقاتل و أبلي عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث يومئذ بلاء حسنا،و خرج فيروز حصين في مواليه فلم يزل يرميهم بالنشاب هو و من معه فأثر أثرا جميلا و صرع يزيد بن المهلب يومئذ،و صرع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث،فحامى عنهما أصحابهما حتى ركبا،و سقط فيروز حصين في

١٧٢

الخندق،فأخذ بيده رجل من الأزد،فاستنقذه فوهب له فيروز عشرة آلاف و أصبح عسكر خالد كأنه حرة سوداء،فجعل لا يرى إلا قتيلا أو جريحا،فقال للمهلب:يا أبا سعيد،كدنا نفتضح،فقال:خندق على نفسك،فإن لم تفعل عادوا إليك،فقال:اكفني أمر الخندق،فجمع له الأحماس فلم يبق شريف إلا عمل فيه،فصاح بهم الخوارج،و الله،لو لا هذا الساحر المزوني لكان الله قد دمر عليكم و كانت الخوارج تسمى المهلب الساحر ؛ لأنهم كانوا يدبرون الأمر،فيجدون المهلب قد سبق إلى نقض تدبيرهم.و قال أعشى همدان لابن الأشعث يذكره بلاء القحطانية عنده في كلمة طويلة:

و يوم أهوازك لا تنسه

ليس الثنا و الذكر بالبائد

ثم مضى قطري إلى كرمان،و انصرف خالد إلى البصرة،و أقام قطري بكرمان شهرا،ثم عمد لفارس فخرج خالد إلى الأهواز،و ندب الناس للرحيل فجعلوا يطلبون المهلب،فقال خالد ذهب المهلب بحظ هذا المصر إني قد وليت أخي قتال الأزارقة.فولى أخاه عبد العزيز،و استخلف المهلب على الأهواز في ثلاثمائة،و مضى عبد العزيز،و الخوارج بدرابجرد،و هو في ثلاثين ألفا فجعل عبد العزيز يقول في طريقه يزعم أهل البصرة أن هذا الأمر لا يتم إلا بالمهلب سيعلمون.قال صقعب بن يزيد:فلما خرج عبد العزيز عن الأهواز جاءني كردوس

١٧٣

حاجب المهلب فدعاني،فجئت إلى المهلب و هو في سطح،و عليه ثياب هروية فقال:يا صقعب،أنا ضائع كأني أنظر إلى هزيمة عبد العزيز،و أخشى أن توافيني الأزارقة،و لا جند معي فابعث رجلا من قبلك يأتيني بخبرهم سابقا إلي به،فوجهت رجلا من قبلي يقال له:عمران بن فلان،و قلت له:اصحب عسكر عبد العزيز،و اكتب إلي بخبر يوم فيوم،فجعلت أورده على المهلب،فلما قاربهم عبد العزيز وقف وقفة،فقال له:الناس هذا منزل فينبغي أن تنزل فيه أيها الأمير حتى نطمئن،ثم نأخذ أهبتنا،فقال:كلا الأمر قريب فنزل الناس عن غير أمره،فلم يستتم النزول حتى ورد عليه سعد الطلائع في خمسمائة فارس،كأنهم خيط ممدود فناهضهم عبد العزيز فواقفوه ساعة،ثم انهزموا عنه مكيدة و اتبعهم،فقال له:الناس لا تتبعهم،فإنا على غير تعبية،فأبى فلم يزل في آثارهم حتى اقتحموا عقبة،فاقتحمها وراءهم و الناس ينهونه و يأبى،و كان قد جعل على بني تميم عبس بن طلق الصريمي الملقب عبس الطعان،و على بكر بن وائل مقاتل بن مسمع،و على شرطته رجلا من بني ضبيعة بن ربيعة بن نزار،فنزلوا عن العقبة و نزل خلفهم،و كان لهم في بطن العقبة كمين،فلما صاروا من ورائها خرج عليهم الكمين و عطف سعد الطلائع،فترجل عبس بن طلق فقتل،و قتل مقاتل بن مسمع،و قتل الضبيعي صاحب شرطة عبد العزيز،و انحاز عبد العزيز،و اتبعهم الخوارج فرسخين يقتلونهم كيف شاءوا،و كان عبد العزيز قد أخرج معه أم حفص بنت المنذر بن الجارود امرأته فسبوا النساء يومئذ،و أخذوا أسارى لا تحصى،فقذفوهم في غار بعد أن شدوهم وثاقا،ثم سدوا عليهم بابه حتى ماتوا فيه.و قال بعض من حضر ذلك اليوم رأيت عبد العزيز و إن ثلاثين رجلا ليضربونه

١٧٤

بسيوفهم فما تحيك في جنبه و نودي على السبي يومئذ،فغولي بأم حفص،فبلغ بها رجل سبعين ألفا،و كان ذلك الرجل من مجوس كانوا أسلموا،و لحقوا بالخوارج،ففرضوا لكل رجل منهم خمسمائة،فكاد ذلك الرجل يأخذ أم حفص فشق ذلك على قطري،و قال:ما ينبغي لرجل مسلم أن يكون عنده سبعون ألفا،إن هذه لفتنة فوثب عليها أبو الحديد العبدي،فقتلها فأتي به قطري،فقال:مهيم يا أبا الحديد،فقال:يا أمير المؤمنين رأيت المؤمنين تزايدوا في هذه المشركة،فخشيت عليهم الفتنة،فقال قطري:أحسنت،فقال رجل من الخوارج:

كفانا فتنة عظمت و جلت

بحمد الله سيف أبي الحديد

إهاب المسلمون بها و قالوا

على فرط الهوى هل من مزيد

فزاد أبو الحديد بنصل سيف

رقيق الحد فعل فتى رشيد

و كان العلاء بن مطرف السعدي ابن عم عمرو القنا،و كان يحب أن يلقاه في صدر مبارزة،فلحقه عمرو القنا يومئذ،و هو منهزم فضحك منه،و قال متمثلا:

تمناني ليلقاني لقيط

أعام لك ابن صعصعة بن سعد

ثم صاح به أنج يا أبا المصدي،و كان العلاء بن مطرف قد حمل معه امرأتين

١٧٥

إحداهما من بني ضبة يقال لها:أم جميل،و الأخرى بنت عمه يقال لها:فلانة بنت عقيل فطلق الضبية،و حملها أولا و تخلص بابنة عمه،فقال في ذلك:

ألست كريما إذ أقول لفتيتي

قفوا فاحملوها قبل بنت عقيل

و لو لم يكن عودي نضارا لأصبحت

تجر على المتنين أم جميل

قال الصقعب بن يزيد:و بعثني المهلب لآتيه بالخبر،فصرت إلى قنطرة أربك على فرس اشتريته بثلاثة آلاف درهم،فلم أحس خبرا،فسرت مهجرا إلى أن أمسيت،فلما أمسينا و أظلمنا سمعت كلام رجل عرفته من الجهاضم،فقلت:ما وراءك،قال:الشر.قلت:فأين عبد العزيز ؟ قال:أمامك،فلما كان آخر الليل إذا أنا بزهاء خمسين فارسا معهم لواء،فقلت:لواء من هذا ؟ قالوا:لواء عبد العزيز،فتقدمت إليه فسلمت عليه،و قلت:أصلح الله الأمير لا يكبرن عليك ما كان،فإنك كنت في شر جند و أخبثه.قال:لي أو كنت معنا.قلت:لا و لكن كأني شاهد أمرك،ثم أقبلت إلى المهلب و تركته،فقال لي:ما وراءك ؟ قلت:ما يسرك هزم الرجل و فل جيشه ؟ فقال:ويحك،و ما يسرني من هزيمة رجل من قريش،و فل جيش من المسلمين.قلت:قد كان ذلك ساءك أو سرك،فوجه رجلا إلى خالد يخبره بسلامة أخيه.قال الرجل:فلما خبرت خالدا.قال:كذبت و لؤمت،و دخل رجل من قريش فكذبني،فقال لي خالد:و الله لقد هممت أن أضرب عنقك،فقلت:أصلح الله الأمير إن كنت كاذبا فاقتلني،و إن كنت صادقا فأعطني مطرف هذا المتكلم،فقال خالد لبئس:ما أخطرت به دمك،فما برحت حتى دخل عليه بعض الفل،و قدم عبد العزيز سوق الأهواز فأكرمه المهلب و كساه،و قدم معه على خالد،و استخلف المهلب ابنه حبيبا،و قال له:

١٧٦

تجسس الأخبار،فإن أحسست بخيل الأزارقة قريبا منك،فانصرف إلى البصرة على نهر تيرى،فلما أحس حبيب بهم دخل البصرة،و أعلم خالدا بدخوله فغضب و خاف حبيب منه،فاستتر في بني عامر بن صعصعة،و تزوج هناك في استتاره الهلالية،و هي أم ابنه عباد بن حبيب،و قال الشاعر لخالد يفيل رأيه:

بعثت غلاما من قريش فروقة

و تترك ذا الرأي الأصيل المهلبا

أبى الذم و اختار الوفاء و أحكمت

قواه و قد ساس الأمور و جربا

و قال الحارث بن خالد المخزومي:

فر عبد العزيز إذ راء عيسى

و ابن داود نازلا قطريا

عاهد الله إن نجا ملمنايا

ليعودن بعدها حرميا

يسكن الخل و الصفاح فغورينا

مرارا و مرة نجديا

حيث لا يشهد القتال و لا

يسمع يوما لكر خيل دويا

و كتب خالد إلى عبد الملك بعذر عبد العزيز،و قال للمهلب:ما ترى أمير المؤمنين صانعا بي ؟ قال:يعزلك.قال:أتراه قاطعا رحمي ؟ قال:نعم،قد أتته هزيمة أمية أخيك،ففعل يعني هرب أمية من سجستان،فكتب عبد الملك إلى خالد:

١٧٧

أما بعد،فإني كنت حددت لك حدا في أمر المهلب،فلما ملكت أمرك نبذت طاعتي وراءك،و استبددت برأيك فوليت المهلب الجباية،و وليت أخاك حرب الأزارقة،فقبح الله هذا رأيا،أتبعث غلاما غرا لم يجرب الأمور،و الحروب للحرب و تترك سيدا شجاعا مدبرا حازما،قد مارس الحروب ففلج فشغلته بالجباية أما لو كافأتك على قدر ذنبك لأتاك من نكيري ما لا بقية لك معه،و لكن تذكرت رحمك فكفتني عنك،و قد جعلت عقوبتك عزلك و السلام.قال:و ولى بشر بن مروان الإمارة و هو بالكوفة،و كتب إليه أما بعد:فإنك أخو أمير المؤمنين يجمعك و إياه مروان بن الحكم،و إن خالدا لا مجتمع له مع أمير المؤمنين دون أمية،فانظر المهلب بي أبي صفرة فوله حرب الأزارقة،فإنه سيد بطل مجرب و امدده من أهل الكوفة بثمانية آلاف رجل و السلام،فشق على بشر ما أمره به في المهلب،و قال:و الله لأقتلنه،فقال له موسى بن نصير:أيها الأمير،إن للمهلب حفاظا و وفاء و بلاء.و خرج بشر بن مروان يريد البصرة،فكتب موسى بن نصير،و عكرمة بن ربعي إلى المهلب أن يتلقاه لقاء لا يعرفه به،فتلقاه المهلب على بغل،و سلم عليه في غمار الناس،فلما جلس بشر مجلسه.قال:ما فعل أميركم المهلب.قالوا:قد تلقاك أيها الأمير،و هو شاك،فهم بشر أن يولي حرب الأزارقة عمر بن عبيد الله بن معمر،و شد عزمه أسماء

١٧٨

بن خارجة،و قال له:إنما ولاك أمير المؤمنين لترى رأيك،فقال له عكرمة بن ربعي:اكتب إلى أمير المؤمنين،فأعلمه علة المهلب،فكتب إليه بذلك و أن بالبصرة من يغني غناءه،و وجه بالكتاب مع وفد أوفدهم إليه رئيسهم عبد الله بن حكيم المجاشعي،فلما قرأ عبد الملك الكتاب خلا بعبد الله،فقال له:إن لك دينا و رأيا و حزما فمن لقتال هؤلاء الأزارقة.قال:المهلب.قال:إنه عليل.قال:ليست علته بمانعة،فقال عبد الملك:لقد أراد بشر أن يفعل ما فعل خالد،فكتب إليه يعزم عليه أن يولي المهلب الحرب،فوجه إليه،فقال:أنا عليل و لا يمكنني الاختلاف،فأمر بشر بحمل الدواوين إليه،فجعل ينتخب فعزم عليه بشر بالخروج فاقتطع أكثر نخبته،ثم عزم عليه ألا يقيم بعد ثالثة،و قد أخذت الخوارج الأهواز،و خلفوها وراء ظهورهم،و صاروا بالفرات،فخرج المهلب حتى صار إلى شهار طاق،فأتاه شيخ من بني تميم فقال:أصلح الله الأمير إن سني ما ترى فهبني لعيالي،فقال:على أن تقول للأمير إذا خطب فحثكم على الجهاد كيف تحثنا على الجهاد،و أنت تحبس عنه أشرافنا و أهل النجدة منا،ففعل الشيخ ذلك فقال له بشر:و ما أنت و ذاك،ثم أعطى المهلب رجلا ألف درهم على أن يأتي بشرا،فيقول له:أيها الأمير،أعن المهلب بالشرطة و المقاتلة،ففعل الرجل ذلك،فقال له بشر:و ما أنت و ذاك،فقال نصيحة حضرتني للأمير و المسلمين:و لا أعود إلى مثلها،فأمده بشر بالشرطة و المقاتلة،و كتب إلى خليفته على الكوفة أن يعقد لعبد الرحمن بن مخنف على ثمانية آلاف من كل ربع ألفين،و يوجه بهم مددا للمهلب

١٧٩

،فلما أتاه الكتاب بعث إلى عبد الرحمن بن مخنف الأزدي يعقد له،و اختار من كل ربع ألفين،فكان على ربع أهل المدينة بشر بن جرير بن عبد الله البجلي،و على ربع تميم،و همدان محمد بن عبد الرحمن،بن سعيد،بن قيس الهمداني،و على ربع كندة محمد بن إسحاق بن الأشعث بن قيس الكندي،و على ربع مذحج،و أسد زحر بن قيس المذحجي،فقدموا على بشر بن مروان،فخلا بعبد الرحمن بن مخنف،و قال له:قد عرفت رأيي فيك و ثقتي بك،فكن عند ظني بك و انظر إلى هذا المزوني،فخالفه في أمره و أفسد عليه رأيه.فخرج عبد الرحمن و هو يقول:ما أعجب ما طلب مني هذا الغلام يأمرني أن أصغر شأن شيخ من مشايخ أهلي،و سيد من ساداتهم فلحق بالمهلب.فلما أحس الأزارقة بدنو المهلب منهم انكشفوا عن الفرات،فأتبعهم المهلب إلى سوق الأهواز فنفاهم عنها،ثم اتبعهم إلى رامهرمز فهزمهم عنها فدخلوا فارس،و أبلى يزيد ابنه في وقائعه هذه بلاء شديدا تقدم فيه،و هو ابن إحدى و عشرين سنة.فلما صار القوم إلى فارس وجه إليهم ابنه المغيرة،فقال له عبد الرحمن بن صالح أيها الأمير،إنه ليس لك برأي قتل هذه الأكلب و لئن و الله قتلتهم لتقعدن في بيتك،و لكن طاولهم و كل بهم،فقال:ليس هذا من الوفاء،فلم يلبث برامهرمز إلا شهرا حتى أتاه موت بشر بن مروان.فاضطرب الجند على ابن مخنف،فوجه إلى إسحاق بن الأشعث و ابن زحر،فاستحلفهما ألا يبرحا فحلفا له و لم يفيا،و جعل الجند من أهل الكوفة يتسللون حتى اجتمعوا

١٨٠