خلافة الرسول بين الشورى والنص

خلافة الرسول بين الشورى والنص0%

خلافة الرسول بين الشورى والنص مؤلف:
تصنيف: الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
الصفحات: 133

خلافة الرسول بين الشورى والنص

مؤلف: مركز الرسالة
تصنيف:

الصفحات: 133
المشاهدات: 40687
تحميل: 4905

توضيحات:

خلافة الرسول بين الشورى والنص
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 133 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 40687 / تحميل: 4905
الحجم الحجم الحجم
خلافة الرسول بين الشورى والنص

خلافة الرسول بين الشورى والنص

مؤلف:
العربية

3 - وعليٌّ ( ع ) جدّد التذكير أيضاً بما يبرز حقّه فوق أبي بكر خاصّة، حين ذكّر الناس بقصة أخذه بسورة براءة من أبي بكر! روى النسائي بإسناد صحيح عن عليٍّ عليه السلام: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكّة مع أبي بكر، ثمّ أتبعه بعليٍّ فقال له: «خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكّة» قال: فلحقته فأخذتُ الكتاب منه، فانصرف أبو بكر وهو كئيب، فقال: يا رسول الله، أَنَزَلَ فيَّ شيء؟! قال: «لا، إنّي أُمرت أن أُبلّغه أنا أو رجل من أهل بيتي»(1) .

وفي كلّ واحد من هذه الاحاديث ردٌّ على مَن يقول إنّ عليّاً لم يذكر شيئاً يدلّ على أحقّيّته في الخلافة! هذا ولمّا ندخل بعد رحاب (نهج البلاغة).

4 - خطبته الشقشقيّة التي حظيت دائماً بمزيد من التوثيق(2) ، وهي من أكثر كلماته ( ع ) المشهورة وضوحاً ودلالة وتفصيلاً:

____________________

(1) سنن النسائي 5: 128 | 8461.

(2) نقل ابن أبي الحديد عن بعض مشايخه قوله: والله لقد وقفتُ على هذه الخطبة في كتب صُنِّفت قبل أن يُخلق الرضيّ بمائتي سنة (والشريف الرضي هو الذي جمع خطب الاِمام علي عليه السلام ورسائله في نهج البلاغة)! ثمّ قال: وقد وجدت أنا كثيراً من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديّين من المعتزلة (مولده سنة 279 هـ ووفاته سنة 317، علماً أنّ الشريف الرضي وُلد سنة 360 هـ). شرح نهج البلاغة 1 | 69.

ونقلها سبط ابن الجوزي من مصادر غير التي اعتمدها الشريف الرضي، فقال: خطبة أُخرى وتعرف بالشقشقية، ذكر بعضها صاحب (نهج البلاغة) وأخلَّ بالبعض، وقد أتيتُ بها مستوفاة، أخبرنا بها شيخنا أبو القاسم النفيس الاَنباري بإسناده عن ابن عبّاس.. تذكرة الخواصّ: 124.

وأسندها الراوندي (ت/ 573 هـ) في شرحه إلى الحافظ ابن مردويه، عن الطبراني؛ بإسناده إلى ابن عبّاس. منهاج البراعة 1: 131 - 132.

١٢١

«أما والله لقد تقمّصها فلان، وإنّه لَيعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى، ينحدر عنّي السيل، ولا يرقى إليَّ الطير..

فسدلتُ دونها ثوباً، وطويت عنها كَشحاً، وطفقتُ أرتئي بين: أن أصولَ بيدٍ جذّاء، أو أصبر على طخيةٍ عمياء!... فرأيتُ أنّ الصبر على هاتا أحجى، فصبرتُ وفي العين قذىً، وفي الحلق شجاً، أرى تراثي نَهْباً!

حتّى مضى الاَوّل لسبيله، فأدلى بها إلى فلان بعده..

فيا عجباً! بينا هو يستقيلها(1) في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته!!

لشدَّ ما تشطّرا ضَرعيها!..

فصبرتُ على طول المدّة، وشدّة المحنة.. حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعةٍ زَعَم أنّي أحدهم! فيالله وللشورى! متى اعترضَ الريبُ فيَّ مع الاَوّل منهم حتّى صرتُ أُقرن إلى هذه النظائر؟!..»(2) .

إذن أبو بكر أيضاً كان يعلم أنّ محلّ عليٍّ من الخلافة محلَّ القطب من الرحى!

وقد يبدو هذا في منتهى الغرابة لمن أَلِفَ التصوّر القدسي لتعاقب الخلافة، ذاك التصوّر الذي صنعه التاريخ وفق المنهج الذي قرأناه في البحوث المتقدّمة، ومن هنا استنكروه، كما استنكروا سائر كلامه في الخلافة، وقبله استنكروا جملة من الحديث النبوي الشريف الذي يصدم

____________________

(1) إشارة إلى قول أبي بكر: أقيلوني، أقيلوني.

(2) نهج البلاغة - تحقيق د. صبحي الصالح -: الخطبة 3.

١٢٢

تلك القداسة!

لكنّ الحقيقة، كلّ الحقيقة، أنّك لو تلمّست لذلك التصوّر القدسي شاهداً من الواقع مصدّقاً له لعدت بلا شيء.

لم يألف التاريخ الاِصغاء لعليّ!!

التاريخ الذي أثبت، بما لا يدع مجالاً لشبهة، أنّ عليّاً لم يبايع لاَبي بكر إلاّ بعد ستّة أشهر، صمّ آذانه عن سماع أيّ حجّةٍ لعليٍّ في هذا التأخّر!

تناقضٌ لم يستوقف أحداً من قارئي التأريخ!

وكيف يستوقفهم على عيوب نفسه، وهو وحده الذي صاغ تصوّراتهم وثقافتهم؟!

5 - من كلام له ( ع ) بعد الشورى، وقد عزموا على البيعة لعثمان:

«لقد علمتم أنّي أحقّ بها من غيري، ووالله لاُسلِّمنَّ ما سلمت أُمور المسلمين ولم يكن فيها جَورٌ إلاّ علَيَّ خاصّة؛ التماساً لاَجر ذلك وفضله، وزهداً في ما تنافستموه من زخرفه وزبرجه»(1) .

6 - « وقوله ( ع ) وقد قال قائل: إنّك على هذا الاَمر يابنَ أبي طالب لحريص.

فقلتُ: بل أنتم والله لاَحرص وأبعد، وأنا أخصّ وأقرب، وإنّما طلبتُ حقّاً لي، وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه!

فلمّا قرّعته بالحجّة في الملاَ الحاضرين هبَّ كأنّه بُهِتَ لا يدري

____________________

(1) نهج البلاغة - تحقيق د. صبحي الصالح -: 102 الخطبة 74.

١٢٣

مايجيبني به»(1) !!

والقائل إمّا سعد بن أبي وقّاص يوم الشورى على قول أهل السُنّة، أو أبو عبيدة بعد يوم السقيفة على قول الشيعة، وأيّاً كان فهذا الكلام مشهور يرويه الناس كافّة كما يقول المعتزلي السُنّي ابن أبي الحديد(2) .

7 - وقوله ( ع ): «اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش ومَن أعانهم، فإنّهم قطعوا رحمي، وصغّروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي، ثمّ قالوا: ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه وفي الحقّ أن تتركه»(3) !

8 - وقوله ( ع ): «أمّا بعد.. فإنّه لمّا قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم قلنا: نحن أهله وورثته وعترته وأولياؤه دون الناس، لا ينازعنا سلطانه أحد، ولا يطمع في حقّنا طامع، إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبيّنا، فصارت الاِمرة لغيرنا...».

هذه هي مقدّمة خطبته في المدينة المنوّرة في أوّل إمارته ولمّا يمض على إمارته أكثر من شهر(4) !

في أهل البيت:

مثل ما ظهر هناك من وضوح وتركيز في استعراض حقّه خاصّة، يظهر هنا في شأن أهل البيت في جملة من كلماته ( ع ):

____________________

(1) نهج البلاغة - تحقيق د. صبحي الصالح -: 246 الخطبة 172.

(2) شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 9: 305.

(3) نهج البلاغة - تحقيق د. صبحي الصالح -: 246 الخطبة 172.

(4) شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 1: 307 عن المدائني.

١٢٤

1 - «لا يُقاسُ بآل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الاُمّة أحد.. هم أساس الدِين، وعماد اليقين.. ولهم خصائص حقّ الولاية، وفيهم الوصيّة والوراثة..»(1) .

فبعد ذِكر حقّ الولاية، هذا واحد من مواضع يذكر فيها الوصيّة تصريحاً أو تلميحاً(2) ، ثمّ هو الموضع الاَكثر صراحةٍ في نسبة الوصيّة إلى نفسه وأهل البيت ( ع )، مع هذا فهو الموضع الذي أهمله الدكتور محمّد عمارة وهو يستقصي هذه المفردة في كلام الامام عليٍّ ( ع )، أو غفل عنه، لاَجل أن يقول: (إنّنا لا نجد في خطب عليٍّ وكلامه ومراسلاته - التي ضمّها نهج البلاغة - وصفه بهذا اللفظ)!

هذا كلّه لاَجل أن يدعم مقالةً حلّق فيها بدءاً حين نسب كلمة (وصيّ) في الحديث النبوي «أنت أخي ووصيّي» إلى صنع الشيعة الّذين وضعوها بدلاً من كلمة «وزيري»(3) ! مع أنّ الرواية السُنّية للحديث لم تعرف غير كلمة «وصيّي»(4) !

2 - قوله ( ع ): «إنّ الاَئمّة من قريش، غُرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم»(5) .

____________________

(1) نهج البلاغة - تحقيق د. صبحي الصالح -: 47 الخطبة 2.

(2) أُنظر: نهج البلاغة - تحقيق د. صبحي الصالح -: الخطبة 88 و 182.

(3) د. محمّد عمارة، الخلافة ونشأة المذاهب الاِسلامية: 33 و 157 - 158.

(4) معالم التنزيل - للبغوي - 4: 278، تاريخ الطبري 2: 217، تفسير الخازن 3: 371 - 372، مختصر تاريخ دمشق 17: 310 - 311، شرح نهج البلاغة 13: 210، 244، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5: 41 - 42.

(5) نهج البلاغة - تحقيق د. صبحي الصالح -: 201 الخطبة 144.

١٢٥

وقد وقفنا قبلُ على طائفة من النصوص الصحيحة التي اصطفت بني هاشم من قريش وقدّمتهم عليهم، وطائفة من الوقائع وأحداث السيرة التي قدّمت بني هاشم على سواهم، فلا تحتجّ قريش بحجّة إلاّ وكان بنو هاشم أوْلى بها.

3 - قوله ( ع ): «أين تذهبون؟! وأنّى تؤفكون؟! والاَعلام قائمة، والآيات واضحة، والمنار منصوبة، فأين يُتاه بكم؟!

وكيف تعمهون وبينكم عترة نبيّكم وهم أزمّة الحقّ، وأعلام الدين، وألسنة الصدق؟!

فأنزِلوهم بأحسن منازل القرآن، ورِدُوهم ورود الهيم العطاش.

أيّها الناس، خذوها عن خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم: إنّه يموت من مات منّا وليس بميّت، ويبلى من بلي منّا وليس ببالٍ»(1) .

استنكار لاذع، وأسف على هؤلاء الناس الّذين تركوا عترة نبيّهم، رغم وضوح الدلائل على لزوم اتّباعهم!

4 - قوله ( ع ): «إنّا سنخُ أصلاب أصحاب السفينة، وكما نجا في هاتيك من نجا، ينجو في هذه مَن ينجو، ويلٌ رهينٌ لمن تخلّف عنهم.. وإنّي فيكم كالكهف لاَهل الكهف، وإنّي فيكم باب حطّة، مَن دخل منه نجا ومن تخلّف عنه هلك، حجّةٌ من ذي الحجّة في حجّة الوداع: إنّي تركت بين أظهركم ما إنْ تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل

____________________

(1) نهج البلاغة - تحقيق د. صبحي الصالح -: 119 الخطبة 87.

١٢٦

بيتي»(1) .

5 - قوله ( ع): «انظروا أهل بيت نبيّكم، فالزموا سَمْتَهم، واتّبعوا أثَرهم، فلن يخرجوكم من هدىً، ولن يعيدوكم في ردى.. فإنْ لَبَدوا فالبدوا، وإنْ نهضوا فانهضوا.. ولا تسبقونهم فتضلّوا، ولا تتأخّروا عنهم فتهلكوا»(2) .

6 - قوله ( ع): «.. ألم أعمل فيكم بالثَقَل الاَكبر، وأتركَ فيكم الثَقَل الاَصغر»(3) ؟!

الثَقل الاَكبر: القرآن الكريم، والثَقل الاَصغر: الحسن والحسين عليهما السلام.

7 - قوله ( ع ): «المهديّ منّا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة»(4) .

8 - قوله ( ع ): «المهديّ منّا، من وُلْد فاطمة»(5) .

وهكذا تقسّمت كلمات الامام عليٍّ ( ع ) هذه بين حديث نبويّ بحرفه أو بمضمونه، وبين وصف أو تقييم لحدثٍ تاريخيّ حاسم، وليس في هذا كلّه على الاِطلاق ما يشذّ عن وقائع التاريخ في صغيرة ولا كبيرة.

____________________

(1) تاريخ اليعقوبي 2: 211 - 212.

(2) نهج البلاغة - تحقيق د. صبحي الصالح -: 143 الخطبة 97.

(3) نهج البلاغة - تحقيق د. صبحي الصالح -: 119 الخطبة 87.

(4) مسند أحمد 1: 84.

(5) السيوطي، مسند فاطمة: 94 | 224. المطبعة العزيزية - حيدر آباد - الهند - ط1 -1406هـ، 1986 م، تصحيح الحافظ عزيز بيك مدير لجنة أنوار المعارف بحيدر آباد.

١٢٧

خلاصة اليقين بحق علي:

وإنّ تلك الكثرة من الاَدلة الرصينة لا تدع للناظر اليها بعين الانصاف مجالاً للريب في حقّ علي في الخلافة...

لقد أيقن جميع المنصفين بحقّه في الخلافة يقيناً من موقعه الممتاز عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن حياته الخالصة في الاِسلام، وكذلك كان هو.. فلقد كان ( ع ) في حياة الرسول ( ص ) يقول: «إنّ الله يقول:( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) (1) واللهِ لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، واللهِ لئن مات أو قُتل لاُقاتِلنَّ على ما قاتل عليه حتّى أموت، واللهِ إنّي لاَخوه ووليّه وابن عمّه ووارث علمه، فمن أحقّ به منّي»(2) ؟!

لكنّه (أراده حقّاً يطلبه الناس، ولا يسبقهم إلى طلبه)(3) .

* * *

____________________

(1) آل عمران 3: 144.

(2) المستدرك 3: 126، مجمع الزوائد 9: 134 وقال: رجاله رجال الصحيح.

(3) العقّاد، فاطمة الزهراء والفاطميّون.

١٢٨

الخاتمة

هذه هي خلاصة قصّة الخلافة في الاِسلام:

- هي شرط لازم لقيام النظام؛ نظام الدين أو نظام الدنيا، وشرط لازم لحفظه أيضاً..

- وهي قضيّة شرعية، تولّى الله تعالى بذاته أمرها، فنصب لعباده أئمّة يهدون إلى سبيله:

( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) ..(1) .

( إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ) ..(2) .

( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ) ..(3) .

وأمر عباده بطاعتهم:

( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ ) ..(4) .

____________________

(1) البقرة 2: 124.

(2) ص 38: 26.

(3) السجدة 32: 24.

(4) النساء 4: 64.

١٢٩

( أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) ..(1) .

- واختار جلّ جلاله لهذه الاُمّة بعد نبيّه أئمّةً يهدون بهديه..

أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً..

وجعل الصلاة عليهم واجبةً مع الصلاة على سيّد رسله وخاتم أنبيائه، بل جعلها جزءاً من شعيرة الصلاة، فرضاً كانت أو نفلاً، فلا تقبل الصلاة لمن ترك الصلاة عليهم عامداً..

وجعل الحق معهم، يدور حيثُ داروا..

وجعلهم مع القرآن، لا يفارقهم ولا يفارقونه..

وجعل الهداية منوطة باتّباعهم..

فهم الاَئمّة، سواء أجمع الناس على طاعتهم، أو أجمعوا على خلافهم، فالاِجماع لا يغيّر من واقع الاَمر شيئاً.. فهذه قمّة إفِرِستْ أعلى القمم، فهل صارت أعلى القمم بالاِجماع، أم لاَن واقعها كذلك؟ وهل سيغيّر من حقيقة علوّها إجماع أهل الاَرض على أنّ هضبة الجولان هي أعلى القمم؟

إذا كان ذلك يغيّر من الواقع شيئاً، فماذا يقال في أنبياء الله الذين أجمعت أقوامهم على تكذيبهم وقتلهم أو إقصائهم؟!

أمّا «الشورى» في الاِمامة: فقد ثبتت صحّة ما صرّح به القرطبي وابن

____________________

(1) النساء 4: 59.

١٣٠

كثير من أنّها اُطروحة ابتكرها عمر بن الخطاب قبل وفاته، وأمر بها، ولم تكن معروفة قبل ذلك..

كما أثبت البحث التاريخي أنّ عمر إنّما أمر بها ليقطع الطريق على الصحابة الذين عزموا على المبايعة لعليّ عليه السلام بعد وفاة عمر، فلم يكتف عمر بتقديم اُطروحة الشورى حتّى دعّمها بالتحريض على قتل من بايع لرجل على الطريقة التي تمّت فيها البيعة لاَبي بكر! بل قتل مَن تتمّ له البيعة كذلك!!

( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا )

١٣١

الفهرس

مقدمة المركز 5

تمهيد. 9

الشورى. 13

الشورى في الكتاب والسُنّة 15

النصّ الاَول: 15

النصّ الثاني: 16

موضوع الشورى وأهدافها: 17

أمّا أهداف هذه الشورى: 19

البعد الثاني: 26

النصّ الثالث: 27

شورى الحاكم أيضاً: 29

الشورى في التاريخ والفقه السياسي. 31

أول ظهور لمبدأ الشورى. 31

الشورى في اطارها النظري. 35

الشورى أم السيف؟ 39

مصير شروط الاِمامة: 41

التبرير: 43

صورتان: 46

الصورة الثانية: الخارج المأجور 48

النص.. 51

ضرورة النصّ بين الخليفة والنبيّ: 53

إقرار بقدر من النصّ: 56

وقفة مع هذا النصّ: 58

ضرورة التخصيص في النصّ: 60

١٣٢

نوعان من التخصيص: 62

1 - تخصيص السلب: 63

2 - تخصيص الاِيجاب: 63

نتيجة البحث: 64

الرجوع إلى النصوص المباشرة في تعيين الخليفة 67

الاتجاه الاَوّل: النصوص الدالّة على خلافة أبي بكر: 69

أوّلاً - نصوص من السُنّة: 69

النصّ الاَوّل: 69

الاِثارة الاُولى: 69

الاِثارة الثانية: 71

الاِثارة الثالثة: 71

الاِثارة الرابعة: 71

الاِثارة الخامسة: 72

الاِثارة السادسة: 74

نصوص أُخر: 75

ثانياً - نصوص من القرآن الكريم: 83

الاتجاه الثاني: النصوص الصحيحة الحاكمة 91

الخطاب الجامع.. مفترق الطرق: 99

أهل البيت أوّلاً: 104

سلوك النبيّ في ابلاغ إمامة عليّ: 107

الصحابة والمعرفة بالتعيين: 112

النصّ في حديث عليّ: 119

في حقّه خاصّة: 120

في أهل البيت: 124

الخاتمة 129

١٣٣